فايز غازي Fayez Ghazi's Reviews > اللجنة
اللجنة
by
by

اللجنة: القليل من كل شيء على رصيف الكافكاوية!
- يطالعنا صنع الله ابراهيم برواية قصيرة كثيفة المعاني ومشبّعة بالرموز، يدمج فيها ما بين الإيديولوجيا والفكر والنظريات والمرحلة التاريخية وأزمة المثقفين بأسلوبٍ كفكاوي مميّز ترنّح ما بين الجِدّ والهزل، وما بين المبكي والمضحك. هذا الأسلوب أعطى امكانية القراءات المتعددة للرواية وفهمها من عدّة زوايا نظر، لكّن تميّزها برأيي يأتي بعد الإنتهاء منها، في كمية الأسئلة التي ستداهم القارئ وتجعله يبحث أكثر!
- من هي اللجنة؟ هو السؤال الذي يطرح نفسه، وأعتقد ان صنع الله دمج ما بين ان تكون اللجنة واجهة للماسونية وما بين ان تكون واجهة للشركات المتعددة الجنسيات. هناك ما يبرر كلا الأمرين: فاللجنة غير محلية، غير رسمية، لا احد يعرف عنها شيء، تتكلم لغة خاصة، تنتقي الأشخاص المبدعين (الراوي في حالتنا)، تدمّر المرشّح وتعيد تشكيله، تمتلك السيطرة ولها ارتباطات ونفوذ كبيرين (مثال الدكتور ورسائل التعزية).. هذه اشارات الماسونية. امّا موضوع الشركات فكان واضحًا ايضًا في استحضار مثال الكوكا-كولا وتبيان أثر هكذا شركة على العالم بأجمعه.
- طبعًا يمكن قراءة الرواية في زمانها الحقيقي، بين الإنتقال من عهد التأميم ايام عبد الناصر الى الإنفتاح على الغرب مع عهد السادات وما أدّى اليه ذلك من نتائج عرّج عليها صنع الله في مثال شركة التدخين ومثال الأدوية واكتساح زجاجة الكوكا-كولا للأسواق.
- بغضّ النظر عن تأويل الرواية، فأعتقد ان كلّ القراءات ستجمع على مآساة مثقفنا العربي، سواء أأقبل على هكذا لجنة او أدبر عنها! هناك شيء يجب ملاحظته ان اللجنة التي ارسلت الدعوة وقبلها الرواي (دون ان يسعى اليها ودون ان يجد ان هناك قابلية للرفض) حاولت تحطيم الراوي لإعادة خلقه وضمّه، كما انها اثنته عن بحثه (لأن الدكتور احد اعضائها كما هو واضح من السياق) لكن ما قام به على طريقة بطل "الغريب" لكامو هو ما أدّى الى النتائج الختامية وانقلاب الأمور.
- اعتمد الكاتب اسلوبًا كافكاويًا في الرواية، هناك الكثير من الكوميديا السوداء والسخرية المرّة التي تجعل القارئ يضحك على مشاهد مأساوية بحدّ ذاتها. الرواية مسودة على لسان المتكلم بدمج ما بين السارد والراوي (وربما الكاتب ايضًا). الأسلوب اتى بلغة بسيطة تناسب الرواية تمامًا، وأعتقد ان اللغة البسيطة تعكس ترجمة من لغة اخرى خصوصًا ان الكاتب قد اشار الى ان اللجنة تتحدث بلغة ثانية. الشخصيات كلها شخصيات دلالية تمّ وصفها بصفات جسدية (العجوز، الأصم، القصير، الأشقر،..) (يجب ملاحظة المفارقة بين وصف صنع الله لهم وما بين حقيقتهم التي اظهرتها رسالات التعزية).
- رواية ممتعة مؤلمة غامضة عبثية، تؤؤول على عدّة اوجه ونهايتها كانت ممتازة. اختم المراجعة بهذا الإقتباس:
- يطالعنا صنع الله ابراهيم برواية قصيرة كثيفة المعاني ومشبّعة بالرموز، يدمج فيها ما بين الإيديولوجيا والفكر والنظريات والمرحلة التاريخية وأزمة المثقفين بأسلوبٍ كفكاوي مميّز ترنّح ما بين الجِدّ والهزل، وما بين المبكي والمضحك. هذا الأسلوب أعطى امكانية القراءات المتعددة للرواية وفهمها من عدّة زوايا نظر، لكّن تميّزها برأيي يأتي بعد الإنتهاء منها، في كمية الأسئلة التي ستداهم القارئ وتجعله يبحث أكثر!
- من هي اللجنة؟ هو السؤال الذي يطرح نفسه، وأعتقد ان صنع الله دمج ما بين ان تكون اللجنة واجهة للماسونية وما بين ان تكون واجهة للشركات المتعددة الجنسيات. هناك ما يبرر كلا الأمرين: فاللجنة غير محلية، غير رسمية، لا احد يعرف عنها شيء، تتكلم لغة خاصة، تنتقي الأشخاص المبدعين (الراوي في حالتنا)، تدمّر المرشّح وتعيد تشكيله، تمتلك السيطرة ولها ارتباطات ونفوذ كبيرين (مثال الدكتور ورسائل التعزية).. هذه اشارات الماسونية. امّا موضوع الشركات فكان واضحًا ايضًا في استحضار مثال الكوكا-كولا وتبيان أثر هكذا شركة على العالم بأجمعه.
- طبعًا يمكن قراءة الرواية في زمانها الحقيقي، بين الإنتقال من عهد التأميم ايام عبد الناصر الى الإنفتاح على الغرب مع عهد السادات وما أدّى اليه ذلك من نتائج عرّج عليها صنع الله في مثال شركة التدخين ومثال الأدوية واكتساح زجاجة الكوكا-كولا للأسواق.
- بغضّ النظر عن تأويل الرواية، فأعتقد ان كلّ القراءات ستجمع على مآساة مثقفنا العربي، سواء أأقبل على هكذا لجنة او أدبر عنها! هناك شيء يجب ملاحظته ان اللجنة التي ارسلت الدعوة وقبلها الرواي (دون ان يسعى اليها ودون ان يجد ان هناك قابلية للرفض) حاولت تحطيم الراوي لإعادة خلقه وضمّه، كما انها اثنته عن بحثه (لأن الدكتور احد اعضائها كما هو واضح من السياق) لكن ما قام به على طريقة بطل "الغريب" لكامو هو ما أدّى الى النتائج الختامية وانقلاب الأمور.
- اعتمد الكاتب اسلوبًا كافكاويًا في الرواية، هناك الكثير من الكوميديا السوداء والسخرية المرّة التي تجعل القارئ يضحك على مشاهد مأساوية بحدّ ذاتها. الرواية مسودة على لسان المتكلم بدمج ما بين السارد والراوي (وربما الكاتب ايضًا). الأسلوب اتى بلغة بسيطة تناسب الرواية تمامًا، وأعتقد ان اللغة البسيطة تعكس ترجمة من لغة اخرى خصوصًا ان الكاتب قد اشار الى ان اللجنة تتحدث بلغة ثانية. الشخصيات كلها شخصيات دلالية تمّ وصفها بصفات جسدية (العجوز، الأصم، القصير، الأشقر،..) (يجب ملاحظة المفارقة بين وصف صنع الله لهم وما بين حقيقتهم التي اظهرتها رسالات التعزية).
- رواية ممتعة مؤلمة غامضة عبثية، تؤؤول على عدّة اوجه ونهايتها كانت ممتازة. اختم المراجعة بهذا الإقتباس:
كان يشير الى عدد من الصور المنتزعة من المجلات المصورة، الصقتها ببراعة فوق قطعة من الورق حتى بدت وكأنها صورة واحدة، يتصدرها الرئيس الأمريكي كارتر، معطيًا وجهه لنا، وهو ينظر فوق رؤوسنا بما يتفق مع منصبه من جلال، والى جواره مباشرة صورة صغيرة الحجم للغاية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بيجين... فبدا الاثنان كما لو كانا ابًا وابنه. وفي نصف دائرة امامهما الصقت مجموعة من صور ابرز الشخصيات في العالم العربي... راكعين في وضع صلاة..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
اللجنة.
Sign In »
Reading Progress
July 27, 2021
–
Started Reading
July 27, 2021
– Shelved
July 27, 2021
–
38.84%
"رغم ان صحفنا القومية تنشر دومًا نفس الأخبار والتعليقات بل ونفس الصور، الا ان اركان الاخبار الخفيفة وانباء النوادي والسهرات تتميز بشيء من التنوع!"
page
47
July 27, 2021
–
55.37%
"كان يشير الى عدد من الصور المنتزعة من المجلات المصورة، الصقتها ببراعة فوق قطعة من الورق حتى بدت وكأنها صورة واحدة، يتصدرها الرئيس الأمريكي كارتر، معطيًا وجهه لنا، وهو ينظر فوق رؤوسنا بما يتفق مع منصبه من جلال، والى جواره مباشرة صورة صغيرة الحجم للغاية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بيجين... فبدا الاثنان كما لو كانا ابًا وابنه. وفي نصف دائرة امامهما الصقت مجموعة من صور ابرز الشخصيات في العالم العربي... راكعين في وضع صلاة.."
page
67
July 31, 2021
–
Finished Reading
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »

message 1:
by
BookHunter M ُH َM َD
(new)
-
rated it 4 stars
Jul 31, 2021 10:52PM

reply
|
flag

شكرأ لك يا صديقي،
الرواية تعطيك إمكانية التأويلات المتعددة وهذه نقطة قوتها برأيي، معرفة اللجنة تصبح تأويل ذاتي يتغير مع الوقت. يبدو ان الثابت الوحيد هو "المفعول به" :) .. رواية ستعيش كثيرًا برأيي