ŷ������

لقد مر الوقت سريعا منذ ٱخر مرة قرأت فيها لشكري، الجزء الأول من السيرة الذاتية، والمعنون بالخبز الحافي، مرت سنتين وأكثر، لكن التفاصيل لازلت تفرض نفسها. وهذه المرة مع الجزء الثاني من السيرة: الشطار، نسبة إلى الجنس الروائي ٱدب الشطار، وفي طبعة أخرى "زمن الأخطاء''. هذه الرواية مزيج من السخرية والألم، سخرية من واقع مرير، يأبى إلا أن يفرض نفسه في كل مرة. ينتقل بنا شكري من ٱخر حدث توقف فيه عند رواية "الخبز الحافي"، حيث ذهابه للعرائش عند مدير مدرسة، برسالة من صديق باحثا عن العلم ومعرفة القراءة والكتابة، رغم أن سنه قد تجاوز ٱن ذاك العشرون سنة، وعليه الإلتحاق بصف مع أطفال أصغر منه سنا بكثير، إلا أن هذا لم يكن مهما أمام الرغبة القوية في محاربة الأمية، في معرفة الكتابة والقراءة. هكذا ولد لنا كاتب مغربي، لا نتحدث عن ٱدب الهامش، دون ذكره.
تحكي الرواية التجارب الحياتية لشكري، بين الحانات ودور الدعارة، في مصاحبة السكارى والمجانين، وخروجه في الأخير سالما رغم كل هذا، وهو ما يمكن تسميته بالمعجزة أمام ما نقرأه عنه. إلى جانب هذا لا ينفك شكري يحكي عن كرهه لوالده الذي قتل أخاه لحظة غضب في الجزء الأول، حين كان شكري طفلا صغيرا، وقد هرب منه وكبر في الأزقة وكذلك كبر معه هذا الحقد. مات الأب ولم يعلم وبعده بأشهر ماتت الأم، اجتمعت العائلة لأجل تفرقة الإرث، وما كان من نصيب شكري من دراهم أعطاها لأختيه ثم غادر بعدها تطوان، مقتنعا بالرحيل الأبدي، عن عائلة لم تربطه بها يوما سوى اللقب، وقد رأى أن جذوره من هذه الشجرة قد تعفنت إلى الأبد.