ŷ������

‏يقو�� «أحمد خالد توفيق» :

فى حياة كل إنسان لحظة لا تعود الحياة
بعدها كما كانت قبلها.
وأقول نعم
فهناك لحظات نصادفها تنقلب الحياة بعدها وكأننا صرنا شخصًا أخر،فنغترب..نغترب حتى عن أنفسنا
قد تسرقنا الغربة من أزمنتنا وشخوصنا وأوطانننا.
لكن
بين الماضي والحاضر، تحتفظ الذاكرة بأشخاص، وأماكن وبيوت، وأحداث تحفظهم جميعًا في ركنٕ ناءٍ بعيد فيهاا، ربما لا نعرف عنه شيئاً، وما أن يحدث ونصادف أيًا من هذه الأماكن أو الأشخاص ونراه؛ حتى تشرق الذاكرة وتتهلل، وتتغير أجواء النفس، فتقفز كل هذه الذكريات فجأة كالأطفال، حتى تلك التفاصيل السلبية، تبدو محببة.
ندرك أن هناك شوارع كنا نرتادها في أحلامنا، ونظن أنها نسج خيال، وأحلام..لكننا نكتشف انها شوارعنا التي ظلت تنادينا وتنبض لنا، وتشدنا إليها بقوة.
فالوطن ام.. كما أن الأم وطن
كلاهما يسكن داخل الشرايين والأوردة وكريات الدم ويحيا بداخلنا


"كريسماس في مكة"
قراءة أولى ل (أحمد العمري)وقطعًا لن تكون الأخيرة
لا أنكر أن العنوان استفزني بشدة، ولكنني تعودت منذ زمن بعيد ألا أحكم على كتاب من عنوانه، وكذلك لا أتوقع أحداثًا

الرواية تتحدث عن الطائفية في العراق، تتحدث عن الشتات..عن ازدواج الهوية..عن الحرب، عن بغداد العريق ومجدها، عن النفس البشرية وأهوائها وتقلباتها
عن الغرب وبرودة مشاعره

يقولون انت في الشرق إذا حدث واصطدمت بشخص ما عن طريق الخطأ ربما نهرك، او نظر إليك شزرًا، أما في الغرب لو حدث لك نفس الموقف، فسوف يبتسم لك هذا الشخص ويمضي

انتظر..لاتنبهر، فالأول صادق برغم غلاظته،
اما الثاني فكاذب ومشاعره مزيفة

هكذااستوقفتني في الرواية لعبة (تل الملك )التي لعبتها "مريم أغا" مع صديقتها الإنجليزية، وهما صغيرتان
وأتهموها وقتها، بإنها بذرة إرهاب

فأنت إرهابي حتمًا لإنك شرقي مسلم، حتى لو لم تطأ قدمك بلاد الشرق يومًا، حتى ولو كنت طفلًا


وعن الرواية
اتخذ الكاتب أسلوب تقسيم الشخصيات إلى فصول، كل شخصية تتحدث بلسانها وأسلوبها، والحق أن العمري نجح ببراعة في القفز والتنقل بين الشخصيات والأزمنة، والحديث عن الصراع النفسي بداخلهم، وأزمة الهويةفي ظل الإغتراب

أدخلني الكاتب بقوة ناعمة بغداد القديمة والعراق، وتعرفت على بعض الكلمات العراقية التي كنت أجهلها، فأضافت جديداً للمخزون الذي بدأته مع "إنعام كجه جي" في روايتيها((النبيذة، وطشاري))

(مكة)
سافرت بروحي إلى مكة، وكنت على متن الطائرة، التي أقلت العائلة
"مريم".."ميادة"، "حيدر"
"سعد أغا"، والجد العجوز

وكما يقول الكاتب:
كنت مأخوذة حرفيًا، كما لو كانت مكة مغناطيسًا وكنت كومة من برادة حديد

صدقًا إستطاع أن ياخذني روحًا إلى هناك، وأن أقف عند كل تفصيلة واخر ساجدة أمام هيبة المكان وتفرده وعظمته
تقول مريم أغا الإبنة التي تخرجت من قسم العمارة ببلاد الغرب، والتي لا تعرف عن الإسلام شيئًا:
-الأمر ليس سيئاً أن أشبه الجميع-
وأنا أقول بل أنه من الرائع أن تشعر بالتوحد مع الجميع وأن تشبهم

مريم وجدت الله هناك بحدسها، وقلبها
اعترف أنني فتنت شخصية مريم، وكذلك سعد العم

وانتهي من الرواية فأجدني أردد
حتماً إن كنت تبحث عن الله فلن تجده في مكة فحسب....
فالله بداخلنا وفي كل الاماكن
وأخيراً الرواية رائعة،
إن كنت أرى أن الجزء الذي تحدث فيه الكاتب عن احتلال التتار لبغداد، والتي كان بطلها أحمد، عم الخليفة المستعصم. أرى أن هذا الجزء يعاني من الخلل والهشاشة، وكان يحتاج لحبكة أقوى، فقد شعرت وكأنه دخيل على الرواية
فيما عدا ذلك الرواية تستحق القراءة والإعجاب والإنبهار بها

هناك رحلات تعود منها بوجه غير الذي ذهبت به
وهذا ماحدث معي في رحلتي مع الرواية.


من أجمل الإقتباسات في الرواية
درجة جمال أي شئ، يمكن أن تقاس بقدرة هذا الشيء على إلهائك عن هاتفك، على الأقل هذا هو مقياسي للأمور



هل يجب أن نقول بصوت مرتفع ما نفكر فيه مع أنفسنا طيلة الوقت . الأمر مؤلم أكثر عندما نسمعه بصوت عالٍ


لثلاثين عامًا كنت أصنع مني شخصًا، واليوم أنظر إليه ولا أعرفه

الألزهايمر يجعلك تتعامل مع صفحة بيضاء(اشارة لتبدأ من جديد)


أفضل أن أسير بهدي حدسي حتى لو ضعت قليلًا، بعض الضياع يمكن أن يجعلني أرى مالا تقوله الخرائط


فاجأتني مكة، كما فاجأني عمي باحتضانه، وشعرت أنها تحتضنني


أؤمن أن الأبنية تشعر بإختلافات اليوم
شيء ما في علاقة الشمس والظلال معها يرسم مزاجها

امس مثلا بعد العشاء عندما ذهبت لأصور من الطابق العلوي، شعرت أن المكان نشيط.. ثمة روح تسري فيه، والآن أشعر أن المكان يتأملنا....(( هذا المشهد من أكثر المشاهد التي أعجبتني فقد أبدع - العمري-في رسمه ووصفه وتصويره.
21/8/2021