ŷ������

فى الحقيقة ، هذا الكتاب هو من أعظم ما قرأت على الإطلاق حتّى الآن
الكاتب يأخذك فى رحلة ملؤها الحب و الجمال و الخير و الحق و ذلك من أوّل نظرة لك على الكتاب حتى من قبل أن تفتحه ، و ذلك بالعنوان الرائع الذى اختاره الأستاذ/أحمد بهجت لكتابه :
( بحار الحب عند الصوفيّة )
و رُغم أن الكتاب يدور حول حقائق علمية و فلسفية عن الصوفيّة و عالمها و روادها ، إلاّ أن أسلوب الكاتب فى ذلك البحث ( العبقرى ) اتخذ شكلاً أدبيّاً جمالياً فى الوصف و سرد الحقائق التاريخية و النظريات الفلسفية لقيام التصوف و نشأة علومه و أركانه و أصوله
نرى الكاتب يُحسن استغلال لُغة التعبير ، فتنساب الجمل على يديه ،سهلةً طيّعة ،جذّابة ، يملؤها الحبُّ و الودُّ و الرغبة فى كشف الحق و الجمال و الخير .
�ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ�
يعتبر هذا الكتاب بحثاً اتخذ الأسلوب ( العلمىّ المتأدّب ) للبحث فى :
*معنى كلمة صوفية
* أصول التصوف و نشأته التاريخيّة و بداياته الحقيقيّة
*كشف لأهم مراحل تطور المذهب الصوفىّ
*العلاقة ما بين التصوّف و التشيع تاريخياً و فلسفياً
* الشخصيات الأبرز فى الصوفية
: مثل
سيدنا الخضر ، سيدنا على بن أبى طالب ، رابعة العدوية ...
�ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ�
كما ذكرتُ سابقاً فإن أسلوب الكتابة هادئ جدّاً و يمتاز بالتشبيهات الراقية البسيطة التى تحمل البلاغة و البساطة فى نفس الوقت
؛ و بناءً عليه ، فقد قررت أن أورد بعض العبارات و الفقرات التى تنضحُ بهذا الجمال ، و التى أظنُّ أنّها غيّرت كثيراً جدّاً من نظرتى نحو الصوفيّة و فلسفتها و جمالها
مثل :
- حينما يتكلم الكاتب عن تعدد و اختلاف تعريفات الصوفية ، فإنه يقول : "التصوُّف ..فنُّ الوصول إلى الله "
و يقول أيضاً :"سرّ هذه الحيرة أن تعريفات الصوفية شخصية إلى حد بعيد ، فكلّ صوفى يعبر عن حاله ، و أحوال الخَلْقُ الروحية تختلف مثلما تختلف أحوالهم فى المعايش "

- و يقول عن قيمة الحب الإلهى فى الصوفية : " تضيع الأشياء فى دنيا الحب ، لأنها ينبغى أن تضيع و لو بقيت لما صار لها معنى "

-و يقول عن علاقة الصوفيّ بالفن :" إن الصوفى إنسان ، و الإنسان هو المخلوق الوحيد الذى يروعه الفروق بين الأشياء كما هى ، و الأشياء كما ينبغى أن تكون ؛ و من هذا الحنين يولد الفن ، و الصوفىّ فنان (بمعنى البحث عن الكمال ) ".

- و يقول عن اتحاد المحبُّ الصوفىّ بمحبوبه : " و تجئ لحظة ، فينسحب الإنسان من ( كهفه الطينىّ ) ، و يطير "
�ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ�
بعد الكتاب دة ، أنا حبّيت الصوفية أكتر ما كنت باحبها قبل كدة
و على وعد بتكرار قراءة هذا الكتاب العظيم ، كلّما تكاثرت عليّ هموم الدنيا و أسفرت نحوى بوجهها المادىّ القبيح
شُكراً , أحمد بهجت .