Dina Ali's Reviews > قيامة تحت شجرة الزيتون
قيامة تحت شجرة الزيتون
by
by

- أريد أن أستعير جملة قالها الأديب آشيبي عن الكاتبة تشيماماندا آديتشي وهي "آديتشي جاءت مكتملة".
وأعتقد أنني لن أجد أبلغ من هذه الجملة في توصيف مشروع إيمان الأدبي المتكامل(رواية-قصة-شعر).
الرواية التي تتسم بالحرفية، والقصة التي تتسم بدقة الصنعة، والشعر الذي يتسم بالسحر الخالص.
ولولا قراءتي لهذه الرواية البديعة لما اكتملت فكرتي عن التجربة الأصيلة لهذا المشروع الأدبي.
أزعم أني قرأت الآلاف من الروايات على وجه الخصوص، ورغم صداقتي مع القلم قراءة وكتابة إلا أنني فقدت عنصر الانبهار لزمن، حتى جعلتني هذه الرواية(حاطة إيدي على قلبي) من فرط انبهاري بتكنيك السرد.
-فكرة الرواية جاءت جديدة كلية وجاءت معالجة الفكرة شديدة الانضباط.
ولولا المعالجة الذكية لهذه الفكرة لوقعت الفكرة وتراخت تماما، فهذه الفكرة ثقيلة وصعبة التناول ورأيت بنفسي الخطورة التي كان من الممكن أن تقتل العمل بأكمله لولا اكتمال أدوات الكاتبة.
- ومن جماليات السرد الروائي لهذه الرواية أنها تركت الشخصيات تعبر عن نفسها في ألمها، وحقدها المطلق، وكراهيتها الرنانة، وسوداويتها المرعبة. لم أجد الافتعال أو محاولة تذويق الشخصيات لتخرج مثالية أو بصورة مفتعلة.
-ونقطة اخرى اتسم بها سرد ايمان هو التأرجح بين التخفيف والتكثيف وكأنك تتنقل بين نغمات نوتة موسيقية، وكتجسيد على ذلك يمكنك الرجوع لفصل بعنوان "التحول الأول" صفحة ١٩٤ حيث جمع مشهد واحد بين كل أنواع المشاعر .. الخوف، الألم، روح الدعابة، الجمال، الحكمة، الشر المطلق.
أحب هذا النوع من الكتابة حيث بإمكان مشهد واحد أن يبكيك ويقتلك ويضحكك ويثير اشمئزازك ويجر كراهيتك وغضبك!!
- تناولت الرواية مفهوم(القيامة)على طريقة التشريح النفسي لتعاطي الأشخاص مع هذا الخلاص:
- � فمثلا شخصية "جميلة" كان تعاملها مع مفهوم الخلاص تعاملا واعيا وشديد الذكاء حتى بلغ إدراكها للقيامة حد غربلتها لوساخات العالم القديم داخل نفسها وإعادة استرجاع المعاناة القاسية في فعل تطهير أخير.
�
وطوال قراءتي لجميلة رأيت جليا استفهام إيمان من خلال التحليل النفسي لهذه الشخصية المحورية(جميلة):
ما مفهوم القيامة النظيفة؟
وهل توجد أصلا قيامة نظيفة؟!
- أما فكرة تعاطي شخصية "مدينة" مع فكرة القيامة بالنكران وعدم الامتنان والغباء المطلق في التعامل مع المعجزة، والوقاحة مع المُخلص نفسه أو صانع القيامة"أسما" فقد جاء ذلك مبررا جدا للخلفية البشعة لعالم مدينة القديم، العالم الذي فقدت فيه إيمانها بكل شيء، حتى أخذها العبث للتعامل بفوضوية مع فرصتها الأخيرة(فرصة القيامة الجديدة).
- أما تناول "نور" للقيامة فتجسد في الزهد الخالص.
-وبخصوص ثريا فكانت هي التجسيد المثالي لفكرة القيامة.
ختاما ايمان التي تتلذذ بحرق احداث الأفلام والروايات لنا، تكتب بطريقة مخادعة لكي لا تتمكن من تنبؤ اي نهاية من نهايات أبطالها، وهذا ماحدث معي في الحبكة الأصلية المحكمة، وخيوط الحبكات المتفرعة والممتدة في كل شخصية من شخصيات الرواية.
أحب بشكل شخصي نوعية الكتابة الملتوية التي تشغل عقلي حتى بعد الانتهاء منها، والتي تحافظ في نفس الوقت على خيط السرد متزنا مع كل هذه الألاعيب النفسية.
Eman Jabal
وأعتقد أنني لن أجد أبلغ من هذه الجملة في توصيف مشروع إيمان الأدبي المتكامل(رواية-قصة-شعر).
الرواية التي تتسم بالحرفية، والقصة التي تتسم بدقة الصنعة، والشعر الذي يتسم بالسحر الخالص.
ولولا قراءتي لهذه الرواية البديعة لما اكتملت فكرتي عن التجربة الأصيلة لهذا المشروع الأدبي.
أزعم أني قرأت الآلاف من الروايات على وجه الخصوص، ورغم صداقتي مع القلم قراءة وكتابة إلا أنني فقدت عنصر الانبهار لزمن، حتى جعلتني هذه الرواية(حاطة إيدي على قلبي) من فرط انبهاري بتكنيك السرد.
-فكرة الرواية جاءت جديدة كلية وجاءت معالجة الفكرة شديدة الانضباط.
ولولا المعالجة الذكية لهذه الفكرة لوقعت الفكرة وتراخت تماما، فهذه الفكرة ثقيلة وصعبة التناول ورأيت بنفسي الخطورة التي كان من الممكن أن تقتل العمل بأكمله لولا اكتمال أدوات الكاتبة.
- ومن جماليات السرد الروائي لهذه الرواية أنها تركت الشخصيات تعبر عن نفسها في ألمها، وحقدها المطلق، وكراهيتها الرنانة، وسوداويتها المرعبة. لم أجد الافتعال أو محاولة تذويق الشخصيات لتخرج مثالية أو بصورة مفتعلة.
-ونقطة اخرى اتسم بها سرد ايمان هو التأرجح بين التخفيف والتكثيف وكأنك تتنقل بين نغمات نوتة موسيقية، وكتجسيد على ذلك يمكنك الرجوع لفصل بعنوان "التحول الأول" صفحة ١٩٤ حيث جمع مشهد واحد بين كل أنواع المشاعر .. الخوف، الألم، روح الدعابة، الجمال، الحكمة، الشر المطلق.
أحب هذا النوع من الكتابة حيث بإمكان مشهد واحد أن يبكيك ويقتلك ويضحكك ويثير اشمئزازك ويجر كراهيتك وغضبك!!
- تناولت الرواية مفهوم(القيامة)على طريقة التشريح النفسي لتعاطي الأشخاص مع هذا الخلاص:
- � فمثلا شخصية "جميلة" كان تعاملها مع مفهوم الخلاص تعاملا واعيا وشديد الذكاء حتى بلغ إدراكها للقيامة حد غربلتها لوساخات العالم القديم داخل نفسها وإعادة استرجاع المعاناة القاسية في فعل تطهير أخير.
�
وطوال قراءتي لجميلة رأيت جليا استفهام إيمان من خلال التحليل النفسي لهذه الشخصية المحورية(جميلة):
ما مفهوم القيامة النظيفة؟
وهل توجد أصلا قيامة نظيفة؟!
- أما فكرة تعاطي شخصية "مدينة" مع فكرة القيامة بالنكران وعدم الامتنان والغباء المطلق في التعامل مع المعجزة، والوقاحة مع المُخلص نفسه أو صانع القيامة"أسما" فقد جاء ذلك مبررا جدا للخلفية البشعة لعالم مدينة القديم، العالم الذي فقدت فيه إيمانها بكل شيء، حتى أخذها العبث للتعامل بفوضوية مع فرصتها الأخيرة(فرصة القيامة الجديدة).
- أما تناول "نور" للقيامة فتجسد في الزهد الخالص.
-وبخصوص ثريا فكانت هي التجسيد المثالي لفكرة القيامة.
ختاما ايمان التي تتلذذ بحرق احداث الأفلام والروايات لنا، تكتب بطريقة مخادعة لكي لا تتمكن من تنبؤ اي نهاية من نهايات أبطالها، وهذا ماحدث معي في الحبكة الأصلية المحكمة، وخيوط الحبكات المتفرعة والممتدة في كل شخصية من شخصيات الرواية.
أحب بشكل شخصي نوعية الكتابة الملتوية التي تشغل عقلي حتى بعد الانتهاء منها، والتي تحافظ في نفس الوقت على خيط السرد متزنا مع كل هذه الألاعيب النفسية.
Eman Jabal
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
قيامة تحت شجرة الزيتون.
Sign In »