ŷ������

لربما أحجم الكثيرون عن الإقدام على قراءة هذه الرواية، لمجرد انها قد تحولت إلى مسلسل رائع، في الثمانينات، طبقت شهرته الآفاق. بل ومازال يحقق نسب مشاهدة عالية مع كل مرة يعاد عرضه فيها لحرص الكثيرين على الاستمتاع بأحداثه وأبطاله مرات ومرات. ولكن في رأيي، أن المسلسل -كعادة الأعمال الدرامية مقارنة بالراويات الأصلية- وبالرغم من روعته، ليس سوى قمة جبل الجليد. فجمال الرواية الحقيقي يختبئ بين دفتي غلافها. وهو يتخطى جمال المسلسل -بالنسبة لي- بمرااااااحل.
أنت مع كاتب تكتشف مع نهاية الفصل الأول، انه مبهر في تركيبه للأحداث، وطريقة سرده. أنت معه لا تستطيع أن تشعر بالملل، فهو يأخذك من نقطة زمنية أو مكانية إلى أخرى، دون أن تضل طريقك، أو يتشتت تركيزك. ومرة ثانية أقول، انه بالرغم من معرفتي للأحداث نتيجة لمشاهدة المسلسل، ولكني استمتعت بالنص-وخصوصا بتسجيله بصوتي- أيما استمتاع. فهو نص أستطيع أن أصنفه -إلى جانب كونه من أدب الجاسوسية بالطبع- تحت بند الرواية التاريخية، وهو نوع له عشاقه، وأنا منهم. ناهيك عن كونها قصة حقيقية. فهو يستعرض لك مصر بتفاصيلها السياسية في فترة ما قبل الثورة وبعدها، بأسلوب أراه متفردا.

تميزت الرواية -بالنسبة لي- عن المسلسل بتركيزها الشديد على العناصر الأساسية التي تهم محبي أدب الجاسوسية والأدب التاريخي في نفس الوقت، فكان التركيز على رأفت الهجان نفسه، ومصر واسرائيل، والمخابرات المصرية، بعكس الدراما التي أفردت مشاهد طويلة لأحداث تخطتها الرواية بسرعة، كي لا تشتت انتباه القارئ، كعلاقاته النسائية مثلا!

الرواية راااائعة بحق.. وهي تستحق أكثر من الخمس نجوم.. رحم الله الكاتب البارع صالح مرسي، والذي كان لي شرف لقاءه بعد نجاح الجزء الأول من المسلسل. ولأني كنت طفلة حينها، فلم تواتني الفرصة لأقرأ الرواية كما يجب أن تقرأ لأشكره كما يستحق أن يُشكر .. ولكني من هنا والآن -بعد أكثر من ثلاثين عاما- أقول له: ربنا يرحمك يا أستاذنا ويجعل عملك ده في ميزان حسناتك <3 <3 <3