ŷ������

يُقال إنّ هذه الرواية رواية تاريخيّة، وأيضُا يقال إنّها تسرد تاريخ عمان قبل النفط - هذه الرواية ليست أيًّا من هذا. ما التاريخُ هنا إلّا تأثيثًا خلفيًّا للحكاية؛ لقد نجت الحكاية - أخيرًا - من فخّ التأريخ.

يُقال إنّه كتابٌ يؤرشف الجوع وأشكاله؛ أمّا أنا فلا أتّفق. لقد أشبعت الرواية حواسي، فأنا وإن كنت لا أعرف أيًّا من الوصفات التي ذكرت على سبيل المثال إلّا أنه كان باستطاعتي شمّها وتقريبًا تذوّقها. وأنا الّتي وبفضل الله لا أعرف الجوع، كان باستطاعتي أن أحسّ تقريبًا ما أحسته الشخصيات الجائعة وهي تضحك.

يُقال أيضًا، أو يتساءل البعض: لِمَ عُنوِنَ الكتاب بـِ"دِلشاد" وقد كان غائبًا عن أغلب فصول الكتاب التي تلت الثلث الأول تقريبًا.
أرى أنّ الرواية هي أصلًا عن الغياب، ما لا يُقال أكثر ممّا يُقال، وما يُرى أقلّ ممّا لا يُرى.

قرأت الكتاب منذ شهر تقريبًا، وأنا شخصٌ ينسى سريعًا ما يقرأ؛ لكن لا زال جوّ الحكاية يتلبّسني وما زالت الاصوات تُسمع في أذني لأنها كانت بهذا الصدق والحقيقيّة.
ما لم أحببه في الرواية هو ظهور مشهد خادش لصورة المجتمع العربي (شخصيّة سُحاقية) ولم يخدم الرواية بالمرّة ولم يُذكر بعد ذلك فما فائدته (فالشخصيّة أحبّت
رجلًا وتزوّجت رجلًا غيره)؟ لقد ضقتُ ذرعًا بهذه الاقحامات العقيمة التي تستفزّني. لماذا تؤذي هذا الجمال كله؟ من أجل ماذا؟
أحببت الرواية، بساطتها، صوت الشخصيّات وصدقها، وسأقرأ ما يتبع بإذن الله.