ŷ������

ملحمة جلجامش هي نص شعري طويل مكتوب باللغة الأكادية البابلية وموزع على اثني عشر لوحا فخارياوجدت في مكتبة آشور بانيبال تحت انقاض القصر الملكي بالعاصمة نينوى وهي أطول وأجمل نص أدبي وصلنا من ثقافة المشرق االعربي القديم
تروي الملحمة حياة ومغامرات جلجامش ابن الآلهة ننسون وملك أوروك المدعو لوجال بندا فجاء ثلثه إنسان وثلثه إله . حكم اوروك في مقتبل العمر فكان حكمه قاسيا على الناس حتى ضاقت بهم السبل فشكوه للآلهة يطلبون منها العون ، استمع الالهة للشكوى وقرروا خلق ند لجلجامش يضاهيه بالقوة والجبروت فقامت الآلهة آرورو بخلق أنكيدو من قيضة من طين لتنشأ احداث رائعة من خلال لقاء جلجامش بانكيدو وصداقتهما ومغامراتهما لتنتهي بوفاة انكيدو وخوف جلجامش من الموت لينطلق في رحلة بحث عن معنى الوجود ومسألة الحياة والموت والخلود.
“انتابن�� هلع الموت حتى همت في البراري
يثقل صدري خطب اخي
مالي من هدأة ومالي من سكون
فصديقي الي أحببت صار إلى التراب
وأنا أفلا أرقد مثله ولا أفيق أبدا"

في تاريخنا القديم العديد من الأساطير المشابهة لجلجامش مثل شمشون وثيسيوس وأخيل وهرقل وحتى ذو القرنين

أشد ما اعجبني بالملحمة هي قربها حتى من قصص الأنبياء على الرغم من انها قديمة أكثر من 1800 سنة قبل الميلاد فقصة أوتنابشتيم الإنسان الوحيد الذي رفع لمرتبة الآلهة وحصل على الخلود في الحياة ورد ذكره في الملحمة عندما يقصده جلجامش لمعرفة سر الخلود وكيفية حصوله عليه ("أواه يا أتنابشتيم. ماذا أفعل؟ أين أسير؟...لقد تسلل البلى إلى أطرافي... وسكنت المنية حجرة نومي... وحيثما قلبت وجهي أجد الموت") فيقص عليه أوتنابشتيم قصته المشابهة تماما لقصة سيدنا نوح والطوفان مع بعض الاختلاف طبعا بأن الالهة قررت أن ترسل طوفان للقضاء على الحياة على الأرض ولكن الإله "إيا" تحث لكوخ القصب في حلم أتنابشتيم وطلب منه أن يبني سفينة من الكوخ ويحمل عليها زوج من كل شيء حي ويقوم أوتنابشتيم ببناء السفينة ويخبر الناس بإنه ينتقل إلى عالم المياه السفلى ويحمل أقاربه وزوج من كل نوع من الحيوانات بالإضافة إلى إنقاذه للحياة الحضارية أيضا فقد حمل معه أصحاب الحرف المختلفة من نجار ونحات وكتاب.. إلخ ويحدث الطوفان وينجو ركاب السفينة فقط ، عندما تعلم الآلهة تمنحه الخلود كمكافأة على إنقاذ الحياة ....

ملحمة جميلة وممتعة ودراسة رائعة للكاتب فراس السواح تستحق القراءة