Ola Omari's Reviews > كفاحي
كفاحي
by
by

ما الذي يمكن أن تشعر به طالبة في المرحلة الأساسية أثناء حصة التاريخ، تكلمها معلمتها فيها حول شخصٍ كرّس حياته لإبادة اليهود؟ـ
كنتُ تلك الطالبة، وفي أعماقي ودَدْتُ لو أقبّل هذا "العظيم" على جبينه، ولكن في نهاية الدرس جاءت القَفلة المُحرّضة! صمَتُّ حينها كمن يتفرّجُ على برجٍ شاهقٍ ينهارُ حُطاماً بعدما سُحِبت إحدى أساساته -بفِعلِ فاعل خير- بكل هدوء، قالت معلمتي في نهاية الدرس: "صحيح أن هتلر كره اليهود وفعل بهم العُجاب، ولكنه كره العرب بالدرجة الثانية تماماً".ـ
تضاربت مشاعري حينها ما بين إعجابٍ وبُغض، إلى اللحظة التي قررت أن أقرأ فيها "كفاحي" بعد تأجيلٍ دامَ طويلاً، وفي الحقيقة قراري لم يكن قراءة "كفاحي" بل قراءة "هتلر" .. شرعت في قراءة الكتاب مع عزمٍ عن سبق إصرار بأن لا يكون دافعي هو هدف معرفي حول وقائع وحقائق سياسية تخص الدول الأروربية أو النازية أو الألمان واليهود أو الحرب العالمية الأولى، وإنما كان هدفي الأول والأخير هو التعرف إلى شخصية ونفسية وأسلوب تفكير هذا النازيّ المُعتّق الذي اعتنق لاوعيُهُ مقولة: "من فمك أُدينك يا اسرائيل" والتي أظن أن فرويد هو من قالها.ـ
انتهيت من الكتاب وخلصت إلى أن "هتلر" رجلٌ مميز وذكي، ذو بصيرة وحنكة واضحة، قيادي جريء وسياسي حازم، ولكنه بالمقابل إنسان عنصري بشع وطبقي اجتماعي، مصاب بداء العظمة، مغرور ومتفاخر بالدم الألماني "المُبارك" !!ـ
ولأن كل إنسان يحمل في داخله حالةٌ مثاليةٌ لذاته، رأيتُ أن هتلر سعى إلى إنجاز الرغبة في تجسيد حالته المثالية تلك على حساب كل من حوله،كانت رغبةٌ بحتةٌ في الدفاع عن البقاء ولم يكن من سبيل إليها إلا استهلاك المجتمعات الإنسانية بعنف وتدمير بُنيتها بلا تؤدة-وخاصة امتداد الساميين منهم- والإيمان بالدافع المُتفاقم للطغيان والشعور بالتمايز على كل شعوب العالم!
وعلى كل حال، وكما قال هتلر نفسه: "عندما تتخلى العناية عن الإنسان وتنهار معنوياته، لا يبقى أمامه إلا أن يتوارى"ـ
ولأن المصير النهائي للإنسان يحدد معالم هويته التاريخية على مر العصور، فقد كانت نهاية هتلر البائسة إطاراً مُنصِفاً أعاد شيئاً من الإتزان الذي تشظى بسبب نزعته الطغيانية"ـ
هذا كل شيء :)
كنتُ تلك الطالبة، وفي أعماقي ودَدْتُ لو أقبّل هذا "العظيم" على جبينه، ولكن في نهاية الدرس جاءت القَفلة المُحرّضة! صمَتُّ حينها كمن يتفرّجُ على برجٍ شاهقٍ ينهارُ حُطاماً بعدما سُحِبت إحدى أساساته -بفِعلِ فاعل خير- بكل هدوء، قالت معلمتي في نهاية الدرس: "صحيح أن هتلر كره اليهود وفعل بهم العُجاب، ولكنه كره العرب بالدرجة الثانية تماماً".ـ
تضاربت مشاعري حينها ما بين إعجابٍ وبُغض، إلى اللحظة التي قررت أن أقرأ فيها "كفاحي" بعد تأجيلٍ دامَ طويلاً، وفي الحقيقة قراري لم يكن قراءة "كفاحي" بل قراءة "هتلر" .. شرعت في قراءة الكتاب مع عزمٍ عن سبق إصرار بأن لا يكون دافعي هو هدف معرفي حول وقائع وحقائق سياسية تخص الدول الأروربية أو النازية أو الألمان واليهود أو الحرب العالمية الأولى، وإنما كان هدفي الأول والأخير هو التعرف إلى شخصية ونفسية وأسلوب تفكير هذا النازيّ المُعتّق الذي اعتنق لاوعيُهُ مقولة: "من فمك أُدينك يا اسرائيل" والتي أظن أن فرويد هو من قالها.ـ
انتهيت من الكتاب وخلصت إلى أن "هتلر" رجلٌ مميز وذكي، ذو بصيرة وحنكة واضحة، قيادي جريء وسياسي حازم، ولكنه بالمقابل إنسان عنصري بشع وطبقي اجتماعي، مصاب بداء العظمة، مغرور ومتفاخر بالدم الألماني "المُبارك" !!ـ
ولأن كل إنسان يحمل في داخله حالةٌ مثاليةٌ لذاته، رأيتُ أن هتلر سعى إلى إنجاز الرغبة في تجسيد حالته المثالية تلك على حساب كل من حوله،كانت رغبةٌ بحتةٌ في الدفاع عن البقاء ولم يكن من سبيل إليها إلا استهلاك المجتمعات الإنسانية بعنف وتدمير بُنيتها بلا تؤدة-وخاصة امتداد الساميين منهم- والإيمان بالدافع المُتفاقم للطغيان والشعور بالتمايز على كل شعوب العالم!
وعلى كل حال، وكما قال هتلر نفسه: "عندما تتخلى العناية عن الإنسان وتنهار معنوياته، لا يبقى أمامه إلا أن يتوارى"ـ
ولأن المصير النهائي للإنسان يحدد معالم هويته التاريخية على مر العصور، فقد كانت نهاية هتلر البائسة إطاراً مُنصِفاً أعاد شيئاً من الإتزان الذي تشظى بسبب نزعته الطغيانية"ـ
هذا كل شيء :)
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
كفاحي.
Sign In »
أن نكره شعبا لمعتقده أو لعرقه أو لونه خاطئ! وعداوتنا لإسرائيل ليس منشؤها أن إسرائيل يهودية! بل المنشأ السلوك المعادي والاحتلال الغاشم ذو المنشأ الصهيوني وليس اليهودي .