ŷ

حسن الهلالي 's Reviews > الحملة الفرنسية: تنوير أم تزوير ؟ - الجزء الأول

الحملة الفرنسية by ليلى عنان
Rate this book
Clear rating

by
69273456
's review

really liked it

الكتاب ينتمي لمدرسة نقد الاستشرق التي ظهرت في ثمانينات القرن الماضي و مازلت مستمرة حتي الآن الكتاب رائع فهو أشبه بدفاتر ملاحظات كبير لدكتورة ليلي الذي كانت تنقل فيه الرؤية المختلفة من المصادر المتعددة ثم تقارنها ببعضها البعض و تقدم لها نقد ذاتي منه فيها بأسلوب حيوي تفاعلي بينها و بين القراء فهي لا تتعمل مع القراء على إنه متلقي فقط بل هو طرف في الحكاية فكثيراً ما نسمع صوتها جانباً لي جانب من تنقل منهم .

يتحدث الجزء الأول عن الخليفة الفرنسية التي منها تفجرت الثورة الفرنسية و التي كانت تعتبر هل شعالة التنوير و الحرية التي تستخدمها فرنسا في أحرق من حولها من أجل سالب مقدرتهم و ثرواتهم و شحنها في الخزائن الباريسية تناقش د.ليلي الخلفية العلمية التي كانت موجودة و هي خلفية دينية كان ذات صبغة أرثوذكسية يغلب عليها الطابع الديني الخاص بهذا العصر و إن كان هناك بعض من الإنتاجات التنويرية الخاصة بعصر النهضة موجودة ولكنها في نطاق ضيق ليست منتشرة بين الجميع و هذا يعني أن حالة التنويرية التي كانت عند فرنسا لما تكون زائدة بهذا الشكل المتوهم لدرجات الفائضة حتي يلهث وراءها جميع الشعوب (المتخلفة) و لكن بسبب فساد الطبقة الحاكمة وقتها و دخول البلاد في حالة إقتصادية صعبة كانت تدفع الجميع لحافة الإنهيار تفجرت الثورة الفرنسية و نقلبت الدنيا رأساً على عقب كما هو الحال دائماً في جميع الثورات .

بوصول الثوار إلى السلطة كان هو بصيص الأمل لبعض الإصلاحيين الهولنديين و الإيطاليين في تحسين وضع بلادهم للأفضل و هذا الذي جعل اليعاقبة هناك أو اليساريون يستغيثون بنظأرهم الفرنسيون في مواجهة النبلاء عندهم و بالفعل ذهب الجند الفرنسي لي هناك لا بصفتهم المخلصون أو رهبان السلام بل بصفاتهم الجياع العراة المفلوسون الذين سينهشون خيرات هذه البلد نهشاً كأنهم جراداً منتشر يأكل الأخضر و اليابس لا يتورعون عن سحق و حرق و إغتصاب كل من يعترض لهم طريقاً مثلما حدث في مقاطعة ڤاندية التي ذبح سكانهُا ذبحاً كالخراف هذا الجيش المكون من الرعاع الهمج الذي لايفهم إلا لغة السلب و النهب نفسه الذي سيقوده بونابرت بما يعرف بـ "جيش الشرق" .


و بعد عرض سريع للجند ننظر للقادة فنجد نابليون شخص برجماتي عاشق للمجد و متعطش للشهرة وصل لدرجة من جنون العظمة و الإفتتان بإنتصارته لمرتبة الفراعنة حيث وقف فرعون مخاطباً قومه قائلاً أنا ربكم الأعلى قد سطع نجمه من بعد إنتصاره الساحق في إيطاليا و كسبه هذا الأمر الشهرة التي ستجعل البسطاء ينظرون له على إنه هو المخلص المنتظر و التجسد لإله الحرب عند الرومان فإذا كان الجند هم حفنة من قطاع الطرق فهذا زعيمهم و كبيرهم الذي علمهم الشطر كان قريباً من رجاله بأن يترك لهم السلب و النهب و يغدق عليهم بالمرتبات و الحوافز التي تجعلهم كحصان عمر بن الخطاب فهم يسرقون و هو يسرق معهم لقد إلتهم نفائس لا حصر لها من التُحف و اللوحات و التماثيل في حملته على إيطاليا و لم يرسل للحكومة المركزية إلا ما فاض منه .


حولت فرنسا ضرب غريمتها إنجلترا عن طريق الغزو المباشر لها و لكنها فشلت في ذلك لصعوبة الأمر حيث إن تفاقم الأزمة الإقتصادية التي لم تُحل و ثورة المستعمرات هولندا و أيطاليا جعلت الأمر يبدوا صعباً لذلك فكرة الحكومة في غزو مصر بلد كانت لهم معها تجارة و يبدوا من الترف الذي كان يعيش فيه بكوت المماليك وقتها على إنه غنية بما فيه الكفاية لسدة جوع هؤلاء الفجعة و بالفعل توجهت الحملة الصليبية الجديدة إلى هناك و حينما نقول صليبية لا تنويرية نكون صادقين الوصف حيث إن أفراد الحملة لما يروا إنفسهم إلا كذلك ذهبوا ليستردوا مصر التي كانت أحد ممتلكات الدولة الرومانية القديمة ! لا بشعارات رننا و تصورات خياله عن حقيقة الوضعها و تاريخها و أرضها كل الذي كان عندهم هو مجموعة من الخيالات التي عرفوها من الكتاب المقدس في قصة موسي و فرعون أو الأوصاف الوردية للمستشرقين التي لا تمت للواقع بصلة .

#يتبع
1 like · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read الحملة الفرنسية.
Sign In »

Reading Progress

July 12, 2020 – Shelved
Started Reading
January 7, 2022 – Finished Reading

No comments have been added yet.