Nessrina Hazem’s review of بندقية صيد

Nessrina Hazem's Reviews > بندقية صيد

Rate this book

Clear rating

1 of 5 stars 2 of 5 stars 3 of 5 stars 4 of 5 stars 5 of 5 stars

بندقية صيد
by

Yasushi Inoue,

ياسوشي اينوي,

سهام حرب (ترجمة، تحقيق)

Nessrina Hazem's review

Oct 27, 2022

it was amazing

"أترغبين في أن تُحِبي، أم أن تُحَبي؟"

بناءًا على طلب صديقه، يكتب ياسوشي إينويه قصيدة في مجلة متعلقة بالصيد.. يصف فيها مشهد رؤيته لصياد وحيد.

رجل بغليون بحارة كبير في فمه يسير ببطء برفقة كلبه صاعداً جبل أماغي.. سلاحه في هذا الصقيع بندقيته...
"بندقية صيد ذات لمعة مصقولة، تلقى بثقلها على جسد و روح رجل وحيد في منتصف العمر كأنها تتغلغل فيه."

تُرى هل صيادنا وحيد حقاً؟ هل وحدته إختيارية أم إجبارية؟ هل يستحق الشفقة و الرثاء لحاله؟

يتلقى ياسوشي رسالة من الصياد..و يعده الصياد بإرسال ثلاث رسائل من خلالها قد يتمكن ياسوشي من سبر أغوار الصياد.

رسائل جمعت بين العتاب و المصارحة و البوح و ربما الشماتة.
تكشف هذه الرسائل عن علاقة حب للصياد و التي ظلت مخفية و تم الكشف عنها بعد وفاة حبيبته (سايكو).

اول رسالة من ابنة سايكو (شوكو) بعد قراءتها لمذكرات والدتها و معرفتها بعلاقتهم بدلاً من حرق المذكرات مع القش و نثرها كأوراق الأشجار اليابسة كما أرادت الام.
تصف فيها احساسها بالخداع ممزوجاً بحزنها على أمها . احساسها بالحزن على حب أمها .. أم صدمتها في مفهوم الحب من حب مشرق لحب يشبه مجري الصرف المغطي كما ذكرت.

"تُري هل تعلم يا عمي، بوجود لون اسمه" لون الحزن "، يختلف عن ألوان علبة الرسم التي تحتوي على ثلاثين لوناً مثل الأحمر و الأزرق و غيرهما من الألوان؟ بل إن لوح الحزن هذا تراه عيون البشر بوضوح."

ثاني رسالة للزوجة المخدوعة ميدوري. رسالة تصف فيها افتقدها للحب و بغضها لزوجها.. و مدى تعاستها مع زوج بارد. تعاستها لعدم قدرتها على أن تحبه و تكتب له رسائل غرامية.

" رجل غير مسلٍّ بالنسبة إلى النساء، رجل لا يفهم تعقيدات قلب المرأة، و على الأرجح لن تقع امرأة في هواه طوال حياته، و حتى وإن وقع هو في هواها. "

نكتشف بعدها من ميدوري انها كانت على علم بخيانته لها مع سايكو (ابنة عمها و صديقتها المقربة) . تكشف عن مشاعرها و صدمتها و اشمئزازها و تخاذلها أيضا.

".. وقفت على الرصيف أمام الفندق فترة من الوقت، و أنا أشبك ذراعَب و كأنني أعصر الآلام الحادة لصدري المحترق. ترددت قليلاً": أأنزل إلى البحر أم أذهب إلى المحطة؟ ثم بدأت النزول في اتجاه البحر، لكنني توقفت قبل أن أكمل خمسين مترًا. تسمرت في مكاني أحدق إلى نقطة واحدة من البحر ذي اللون الأزرق البروسي، المتألق في ذروة الشتاء.. غيرت رأيي، استدرت و أعطيت البحر ظهري، و بدأت أمشي في الاتجاه العكسي، في اتجاه طريق المحطة. و عند التفكير، فقد استمر هذا الطريق طويلاً، حتى أوصلني إلى وضعي الحالي. لو نزلت وقتها في الطريق إلى شاطئ البحر حيث كنتما، لاكتشفت على الأرجح "أنا" مختلفة عني اليوم. و لكنني، لحسن الحظ أو لسوئه لم أفعل. و عندما أفكر في ذلك الآن، أعتقد أنه كان أكبر مفترق طرق في حياتي كلها. "

واخرهم رسالة سايكو او وصية سايكو. رسالة جمعت مشاعر الحزن و الندم. تصف مفهوم التعلق من وجهة نظره

" إن الحب هو التعلق! لن أكون سيئاً إن تعلقت بكوب من الخزف، أليس كذلك؟ اذن لماذا اكون سيئاً إن تعلقت بكِ؟ "

و علاقتهم التي شاهدت سايكو مصيرها من البداية
متمثلة في مشهد القارب المحترق في عرض البحر.

تحكي و تبوح عن" أنا" أخرى مستترة داخلها." أنا" لم تعرفها من قبل، أنا نادمة، غيورة، خجلة و اثمة. تصف ندمها على هذه العلاقة، و تعترف بغيرتها على زوجها السابق، و شعورها بالخجل من ميدوري و الإثم الذي ارتكبته في حقها. و بغضها لهذا الحب الآثم.

بعد نهاية الثلاث رسائل يعلق الكاتب ياسوشي عليهم و على شخصية الصياد و يفهم سر وحدته و حزنه في مشهد الجبل المذكور في القصيدة.

اول قراءة لياسوشي إينويه و صادفت انها من نوعي المفضل من الروايات، رواية من روايات الرسائل منشأها اليابان و كل ما هو ياباني جميل و مرهف❤️

بالرغم من أنها رواية قديمة، إلا انها تصلح لكل زمان لكن مش لكل مكان :)
ببساطة لأن طبيعة اليابان الهادئة المرسومة في الرسائل توجد فقط في اليابان..
رواية تجمع بين رهافة الحس و الكتابة الأنيقة الشاعرية و وصف مختلف انواع المشاعر بإيجاز في ١٠٠ صفحة فقط.

الرواية صدرت عام ١٩٤٩ و تم ترجمتها للعربية و صدرت ترجمة جديدة للمترجم ميسرة عفيفى، مترجم مقتل الكومنداتور و الحقيقة الترجمة رائعة وحافظت على جمال المعنى.