شريف ثابت's Reviews > نادي السيارات
نادي السيارات
by
by

- بعد عمارة يعقوبيان وشيكاجو تصبح لديك خبرتك بأدب وعوالم الدكتور علاء الأسوانى، لربما لم يعد بوسعه إدهاش قارئه المخضرم بروايته الجديدة نادى السيارات، ولكن قدرته على إمتاعه لم تهتز أو تضعف وربما العكس.
- يمكن بضمير مستريح تصنيف روايات الأسوانى على أنها ألبومات للشخصيات.. فى مقدمة كتابه البديع "نيران صديقة" يروى الكاتب تجربة نزوله للشوارع والأزقة وارتياد البارات والصالات والأماكن غير المألوفة والاختلاط بناسها من أجل أن يتاح له تكوين مجموعته وذخيرته من الشخصيات، الأمر الذى يفسر لى على الأقل تميزه الشديد فى فهم طبائع النفس البشرية وتعقيداتها وتناقضاتها ومن ثم عرضها بسلاسة وتفصيل على قارئه.. الشخصيات هى ملعب الأسوانى الأول.
- بمناسبة الشخصيات، يمكننا من بين الشخصيات المتنوعة والغزيرة فى كل رواية من روايات الأسوانى، التقاط شخصية معينة غير تقليدية تألق الكاتب فى عرضها بدقة وتمهل و*بالتأكيد* استمتاع، حتى لنكاد نجزم أنه أحب هذه الشخصية *بغض النظر عن طبيعتها* أكثر من سواها من شخصيات الرواية.. سنجد حاتم رشيد فى عمارة يعقوبيان، سنجد أحمد دنانة فى شيكاجو، أما فى نادى السيارات فالعين على عائشة زوجة على حمامة.. المرأة الشعبية الأربعينية خفيفة الظل والروح، ذات الجمال والأنوثة الطاغية والشهوة العارمة، تستحم وتتعطر وتلبس قميص النوم على اللحم، تداعب زوجها وتتدلل عليه ليحقق لها طلباتها وعندما يرفض تناكفه، تشتمه وتتعارك معه ولكنها أبدا لا تتخلى عنه ولا تخونه، "أبيحة" السنين ووشها مكشوف، تستمتع جدا بالجنس بممارسته أو الحديث عنه أو التنكيت عليه، خبرة حياتية عريضة، بالإضافة لجدعنة شعبية مصرية أصيلة.. "مرة" حقيقية بكل معانى الكلمة هى النموذج الذى يعشقه ويتمناه الرجال أجمعون.. الكاراكتر دا وحده يستاهل نجمة كاملة فى التقييم
-تزيد الجرعة أو تنقص، لكن تظل فقرة الجنس ثابتة، وهى سمة أصيلة فى أدب الأسوانى، اتفق أو اختلف معها ولكن لا تنكر أن الكاتب يستغلها جيدا فى النفاذ إلى أدق خصائص وأسرار شخصياته، ولم تخل هنا من رؤى جمالية ذات ذائقة خاصة مثل حديث ميتسى الخواجاية الانجليزية الشابة لكامل الشاب الوطنى المثالى حول رؤيتها شديدة الخصوصية لمشهد المرأة المصرية إذ تنشر غسيلها فوق السطوح، وكيف تراها أقرب لرقصة شرقية تمتزج فيها الغواية بالدلال بالاحترام.. وبالمناسبة لا توجد *رغم كثافة الجنس* مشاهد صادمة كالموجودة فى شيكاجو.. يعنى اطمن، لا يوجد الامتصاص للأعضاء الذكرية اللى زعلك أوى المرة اللى فاتت.
- السرد فى أبسط صوره باستخدام إسلوب الراوى العليم كعادة الأسوانى مع تطعيمه بفقرات من ضمير المتكلم مع شخصيتى كامل وأخته صالحة، اللغة سهلة جدا، وكلا النقطتين (السرد واللغة) عند الأسوانى مرمى لسهام النقاد الذين يرون بساطتهما عيبا (!!) مع أنهما عاملان هامان فى نجاح الثورة الأدبية التى فجرها نجاح عمارة يعقوبيان، بالإضافة طبعا للإيقاع السلس المتدفق، وتقطيع الأحداث اللاهث الأقرب لمونتاج السنيما.
- الأحداث تدور خلال حقبة الأربعينات، واستلهم الكاتب طبيعة المكان وشخوصه لمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية المعاصرة التى شغلته وتشغله منذ أطل على قراءه مثل الدكتاتورية والظلم وعنصرية الغرب تجاه المصريين وشعوب العالم الثالث عموما، وطبعا طبعا الثورة، وهى القضايا التى يبدو رأيه المعروف فيها الآن *بعد رسوب المصريين فى اختبار الثورة والديمقراطية* نظريا رومانسيا حالما لا يمت للواقع بصلة، لدرجة أنك قد تجد نفسك متوافقا مع آراء الكوو الاستبدادية أكثر من الآراء الثورية لعبدون ومجموعته.. هذا الاتجاه متوقع بطبيعة الحال من جانب قارئ الأسوانى المخضرم، ولكن غير المتوقع هو انفصال الكاتب بشخوصه بأحداثه بدرجة كبيرة عن المرحلة الزمنية التى تدور بها أحداث الرواية.. الأربعينات واحدة من أكثر عقود القرن الماضى إثارة للجدل وامتلاء بالأحداث الضخمة كالحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحادث 4 فبراير وتنامى دور.جماعة الإخوان المسلمين ثم تبنيها لسياسة العنف والإرهاب والاغتيالات.. إختفى كل هذا الزخم فى نادى السيارات ولم تظهر منه إلا فلاشات خاطفة.. هى طبعا رؤية الكاتب وهو حر فيها، رغم التاثيرات الضخمة لهذه الأحداث على تاريخ مصر ومصائر أبناءها، ومنهم أبطال الرواية.
- لربما وجدت فى نادى السيارات تشابها بين شخصيات أو تيمات معينة ظهرت من قبل فى أعمال أدبية شهيرة دارت أحداثها خلال الثلاثينات والأربعينات، مثل الأسرة التى فقدت عائلها وتولت فيها الأم المسئولية بإرداة من صخر، بينما انقسم أبناءها ما بين أنانى ومسئول وفلاتى ("بداية ونهاية" لنجيب محفوظ) أو تيمة الأب الأرستقراطى -الأجنبى والمصرى- الذى لا يتورع عن الموافقة على عرض ابنته على فخامة الملك فاروق ليضاجعها بترشيح من قواده الخاص طمعا فى تحقيق مكاسب ("بنت من شبرا" لفتحى غانم).. لا أميل رغم تشابه التيمات لاتهامات من أى نوع وخاصة أننى من جمهور الأسوانى المخلص، وأتصور أن تلك التيمات كانت شائعة آنذاك ومن سمات المرحلة، كما أن نموذج الأم العائلة القوية لم يخل منه زمن.
- لم تعجبنى البداية ولا النهاية على الإطلاق.. البداية فانتازية شبه وجودية لا ضرورة لها، والنهاية أخلاقية تم فيها لى عنق المنطق لتحقيق التعادل المطلوب بنيل الظالم لجزاءه العادل كما الحال فى أفلام الأبيض والأسود، الأمر الذى يقطع بعبثية الحل الرومانسى الثورى الذى يروج له الكاتب طيلة الوقت، والذى لم يصمد حتى فى سياق عمل أدبى فضلا عن أحداث على أرض الواقع، فاضطر لتلفيق هذه النهاية البائسة المفتعلة التى خصمت من أسهم العمل ككل، ورأيى أن حذف الفصلين الأول والأخير أفضل بمراحل من الإبقاء عليهما.
- يمكن بضمير مستريح تصنيف روايات الأسوانى على أنها ألبومات للشخصيات.. فى مقدمة كتابه البديع "نيران صديقة" يروى الكاتب تجربة نزوله للشوارع والأزقة وارتياد البارات والصالات والأماكن غير المألوفة والاختلاط بناسها من أجل أن يتاح له تكوين مجموعته وذخيرته من الشخصيات، الأمر الذى يفسر لى على الأقل تميزه الشديد فى فهم طبائع النفس البشرية وتعقيداتها وتناقضاتها ومن ثم عرضها بسلاسة وتفصيل على قارئه.. الشخصيات هى ملعب الأسوانى الأول.
- بمناسبة الشخصيات، يمكننا من بين الشخصيات المتنوعة والغزيرة فى كل رواية من روايات الأسوانى، التقاط شخصية معينة غير تقليدية تألق الكاتب فى عرضها بدقة وتمهل و*بالتأكيد* استمتاع، حتى لنكاد نجزم أنه أحب هذه الشخصية *بغض النظر عن طبيعتها* أكثر من سواها من شخصيات الرواية.. سنجد حاتم رشيد فى عمارة يعقوبيان، سنجد أحمد دنانة فى شيكاجو، أما فى نادى السيارات فالعين على عائشة زوجة على حمامة.. المرأة الشعبية الأربعينية خفيفة الظل والروح، ذات الجمال والأنوثة الطاغية والشهوة العارمة، تستحم وتتعطر وتلبس قميص النوم على اللحم، تداعب زوجها وتتدلل عليه ليحقق لها طلباتها وعندما يرفض تناكفه، تشتمه وتتعارك معه ولكنها أبدا لا تتخلى عنه ولا تخونه، "أبيحة" السنين ووشها مكشوف، تستمتع جدا بالجنس بممارسته أو الحديث عنه أو التنكيت عليه، خبرة حياتية عريضة، بالإضافة لجدعنة شعبية مصرية أصيلة.. "مرة" حقيقية بكل معانى الكلمة هى النموذج الذى يعشقه ويتمناه الرجال أجمعون.. الكاراكتر دا وحده يستاهل نجمة كاملة فى التقييم
-تزيد الجرعة أو تنقص، لكن تظل فقرة الجنس ثابتة، وهى سمة أصيلة فى أدب الأسوانى، اتفق أو اختلف معها ولكن لا تنكر أن الكاتب يستغلها جيدا فى النفاذ إلى أدق خصائص وأسرار شخصياته، ولم تخل هنا من رؤى جمالية ذات ذائقة خاصة مثل حديث ميتسى الخواجاية الانجليزية الشابة لكامل الشاب الوطنى المثالى حول رؤيتها شديدة الخصوصية لمشهد المرأة المصرية إذ تنشر غسيلها فوق السطوح، وكيف تراها أقرب لرقصة شرقية تمتزج فيها الغواية بالدلال بالاحترام.. وبالمناسبة لا توجد *رغم كثافة الجنس* مشاهد صادمة كالموجودة فى شيكاجو.. يعنى اطمن، لا يوجد الامتصاص للأعضاء الذكرية اللى زعلك أوى المرة اللى فاتت.
- السرد فى أبسط صوره باستخدام إسلوب الراوى العليم كعادة الأسوانى مع تطعيمه بفقرات من ضمير المتكلم مع شخصيتى كامل وأخته صالحة، اللغة سهلة جدا، وكلا النقطتين (السرد واللغة) عند الأسوانى مرمى لسهام النقاد الذين يرون بساطتهما عيبا (!!) مع أنهما عاملان هامان فى نجاح الثورة الأدبية التى فجرها نجاح عمارة يعقوبيان، بالإضافة طبعا للإيقاع السلس المتدفق، وتقطيع الأحداث اللاهث الأقرب لمونتاج السنيما.
- الأحداث تدور خلال حقبة الأربعينات، واستلهم الكاتب طبيعة المكان وشخوصه لمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية المعاصرة التى شغلته وتشغله منذ أطل على قراءه مثل الدكتاتورية والظلم وعنصرية الغرب تجاه المصريين وشعوب العالم الثالث عموما، وطبعا طبعا الثورة، وهى القضايا التى يبدو رأيه المعروف فيها الآن *بعد رسوب المصريين فى اختبار الثورة والديمقراطية* نظريا رومانسيا حالما لا يمت للواقع بصلة، لدرجة أنك قد تجد نفسك متوافقا مع آراء الكوو الاستبدادية أكثر من الآراء الثورية لعبدون ومجموعته.. هذا الاتجاه متوقع بطبيعة الحال من جانب قارئ الأسوانى المخضرم، ولكن غير المتوقع هو انفصال الكاتب بشخوصه بأحداثه بدرجة كبيرة عن المرحلة الزمنية التى تدور بها أحداث الرواية.. الأربعينات واحدة من أكثر عقود القرن الماضى إثارة للجدل وامتلاء بالأحداث الضخمة كالحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحادث 4 فبراير وتنامى دور.جماعة الإخوان المسلمين ثم تبنيها لسياسة العنف والإرهاب والاغتيالات.. إختفى كل هذا الزخم فى نادى السيارات ولم تظهر منه إلا فلاشات خاطفة.. هى طبعا رؤية الكاتب وهو حر فيها، رغم التاثيرات الضخمة لهذه الأحداث على تاريخ مصر ومصائر أبناءها، ومنهم أبطال الرواية.
- لربما وجدت فى نادى السيارات تشابها بين شخصيات أو تيمات معينة ظهرت من قبل فى أعمال أدبية شهيرة دارت أحداثها خلال الثلاثينات والأربعينات، مثل الأسرة التى فقدت عائلها وتولت فيها الأم المسئولية بإرداة من صخر، بينما انقسم أبناءها ما بين أنانى ومسئول وفلاتى ("بداية ونهاية" لنجيب محفوظ) أو تيمة الأب الأرستقراطى -الأجنبى والمصرى- الذى لا يتورع عن الموافقة على عرض ابنته على فخامة الملك فاروق ليضاجعها بترشيح من قواده الخاص طمعا فى تحقيق مكاسب ("بنت من شبرا" لفتحى غانم).. لا أميل رغم تشابه التيمات لاتهامات من أى نوع وخاصة أننى من جمهور الأسوانى المخلص، وأتصور أن تلك التيمات كانت شائعة آنذاك ومن سمات المرحلة، كما أن نموذج الأم العائلة القوية لم يخل منه زمن.
- لم تعجبنى البداية ولا النهاية على الإطلاق.. البداية فانتازية شبه وجودية لا ضرورة لها، والنهاية أخلاقية تم فيها لى عنق المنطق لتحقيق التعادل المطلوب بنيل الظالم لجزاءه العادل كما الحال فى أفلام الأبيض والأسود، الأمر الذى يقطع بعبثية الحل الرومانسى الثورى الذى يروج له الكاتب طيلة الوقت، والذى لم يصمد حتى فى سياق عمل أدبى فضلا عن أحداث على أرض الواقع، فاضطر لتلفيق هذه النهاية البائسة المفتعلة التى خصمت من أسهم العمل ككل، ورأيى أن حذف الفصلين الأول والأخير أفضل بمراحل من الإبقاء عليهما.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
نادي السيارات.
Sign In »
Reading Progress
March 23, 2013
– Shelved
April 5, 2013
–
Started Reading
April 8, 2013
–
Finished Reading
Comments Showing 1-30 of 30 (30 new)
date
newest »

message 1:
by
Ahmad
(new)
-
added it
Apr 05, 2013 05:36PM

reply
|
flag



برغم انى مختلف معاك فى نقطة البداية والنهاية الاان الريفيوعجبنى جداااا هههههههه ومسيبتش حاجة ماتكلمتش فيها بس رائع ياشريف

يا فندم النقاد الكبار اللي هم مشهورين وبيكتبوا للجرايد وكدة كلهم معجبين بالاسواني و بيروجوا لفنه ومش بينتقدوه ولا شايفين بساطته عيباً ولا حاجة
اللي بينتقدوه يا فندم هم اللي عارفين الفرق بين البساطة و الركاكة
وتحياتي ليك علي نجومك الاربعة


بالضبط الكلام اللي ابغى اقوله