ŷ������

المراجعة المرئية رقم 141 في ظل كتاب:
��

يركز الكتاب على عنصر مهم في القصة والرواية، تؤمن المؤلفة بأنه الخيط الفاصل بين الأدب الجيد والكتابة والرديئة، والفارق بين الحكاية والرواية، ألا وهو الوصف. وتكمن أهمية الوصف في تخلله العناصر الأخرى كالحبكة والشخصيات والزمان والمكان، وهو من يخلق لدى القارئ تجربة حسية على الصعيد النفسي والذهني والجسدي، فلا تغدو القصة مجرد لغة مقروءة، ولكن يتفاعل معها القارئ بكل حواسه، فيحس بطعم الأشياء ولونها ورائحتها.
والوصف ليس حشوًا لغويًا، فقد يكشف الشخصية أكثر، أو "يؤثث العمل الروائي" فيكتشف القارئ المكان الذي تجري فيه الأحداث، وأيضًا يرفع من مصداقية النص، لأنه يجعل الأشياء تبدو حقيقية، ويساعدنا الوصف كثيرًا مع الأفكار المجردة، مثل الحب والكره والغضب، فنستعين بالوصف والاستعارة، وهي إحدى أدوات الوصف، في نقلها.
وتنبه المؤلفة إلى أهمية انتماء الوصف والاستعارة إلى عالم الرواية، وأن يكون ضروريًا يخدم القصة، إما من خلال كشف الشخصية أو تأثيث عالم الرواية وتعميق تجربة القارئ، وأن يتجنب الكاتب الأوصاف والاستعارات الميتة أو المبتذلة "سأموت من الضحك"، أو إطلاق الأحكام على الشخصيات، من خلال وصف شخصية ما بأنها شريرة أو فضولية، فلا يترك القارئ الحكم عليها بنفسه.
وسنستنتج مما سبق أن الحبكة ليست هي ما يجب أن نقلق حياله كثيرًا. من السهل أن تخترع وتؤلف أي حبكة، ولكن الجزء الأصعب يكمن في القدرة على خلق التجربة ونقل الحكاية من حيز الأكاذيب إلى رحابة الحقيقة. ولكن، هذا لا يغفل بأي شكل من الأشكال دور الحبكة وأهميتها في القصة، وكما نقلت المؤلفة عن أحد الروائيين أن الحكاية هي العمود الفقري للرواية.
قسمت المؤلفة الكتاب إلى أربعة فصول: شرحت في الفصل الأول الكتابة الوصفية، ثم الأدوات كالتفاصيل والمجاز، ثم الموضوعات: ماذا نصف؟ وفي الفصل الرابع أكدت على أن هذه الأدوات هي احتمالات لا قوانين، يعرفها القارئ ليكسرها أحيانًا، ومعرفتها لا تعني بالضرورة امتلاكها. وأعجبني في الكتاب ضربها للأمثلة، والتمارين التدريبية بنهاية كل فصل مع بعض القراءات المقترحة، بالإضافة إلى اختصار الكتاب في 129 صفحة، ولا تقتصر فائدة الكتاب على الكتاب فقط، فالتعرف على هذه الأدوات يزيد أيضًا من حساسية القارئ تجاه ما يقرأ.