خالد الانصاري's Reviews > ساحر أو مجنون
ساحر أو مجنون
by
by

الكتاب ساحر أو مجنون
الكاتب أيمن العتوم
عدد الصفحات 573
الطبعة الأولى 2023 من دار الرموز العربية للنشر والتوزيع
الكتاب عبارة عن سيرة روائية عن الشاعر أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي
وقد قسم الكاتب الكتاب على سبعة مراحل وهي
في حمد أحمد
نكبات الدهر والثورة
السجن
الخروج إلى العالم والعودة إلى الأم
السيفيات
الكافوريات
النايات
ابتدأت الرواية بذكر الكاتب قصته مع بائع المخطوطات وحصوله على مخطوطة نادرة لمحمد بن الحسين وكيف قام بنسخه أو بمقابلته مع نسخته. ثم بدأ بسرد قصة ولادة الطفل في طقوس عجيبة ونشأته في كنف جدته بعد أن ماتت الأم أثناء ولادته وقامت جدته بالاعتناء الشديد له وحرصها على تنشئته العلمية وزرعت فيه روح حب الإطلاع وطلب العلم مما أدى إلى أن يكون دائم الترحال حيث قام بالرحيل إلى عدة بلدان في الشام وانطاكية وقد برع في الشعر حتى عرف في كل مكان يذهب إليه وقد امتهن مدح الأمراء لقاء لقمة العيش وأن يعين نفسه على الترحال في بادئي الأمر وبسبب طموحه في أن يكون الأفضل دائماً قام بتجربة في أن يسيطر على بعض القرى في بلاد الشام بمساعدة بعض الصعاليك الذين تأثروا بشعره وبحماسه مما أدى إلى دخوله السجن الذي مكث فيه فترة طويلة إلى أن فتن شعره إبن والي حمص الجديد فسعى إلى أن يشفع له عند والده كي يطلق صراحه فكان ما أراد بعد عدة محاولات فاشلة وعندما خرج من السجن ذهب إلى الكوفة حيث كانت جدته فتزوج ثم أعاد إلى الترحال مرة أخرى ورجع إلى مهنته المعتادة ألا وهي مدح الأمراء والملوك إلى أن فتحت له الدنيا أبوابها باستقبال كبير لأمير حلب سيف الدولة واجزل له العطايا بعد مفاوضات شرط فيها المتنبي شروطاً تعزز له الفخر والاعتزاز بالنفس حتى أصبح الشاعر المفضل للأمير وحضر معه معظم غزواته مع الروم مما أدى إلى ظهور أعداء له بسبب الحسد من شعراء وعلماء وفرسان في بلاط سيف الدولة إلى أن قام إبن عم الأمير أبو فراس الحمداني بمكيدة تطيح بكبرياء الشاعر أمام أميره المفضل بسبب حبه لخولة أخت الأمير وهذا الذي جعل المتنبي يترك بلاط سيف الدولة ويضطر إلى أن يرمي بنفسه في رحمة حاكم مصر أن ذاك كافرو الاخشيدي الذي ذاق عنده أصعب أيامه من الإهانة والمرض والسجن بسبب طموحه في أن يكون واليا على صيدا إلى أن اتيح له فرصة الهرب في أحد أيام العيد حيث بعث إلى كافور الاخشيدي قصيدة هجاء أبدع فيها مطلعها
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
ثم وصل إلى الكوفة بعد مغامرات وحوادث تعرض لها في الطريق ومكث فيها إلى أن قرر الرحيل إلى بغداد ثم بلاد فارس وعند عودته منها تعرض في الطريق لقطاع الطرق فكانت نهايته.
الرواية جدا رائعة وهي مليئة بالاسقاطات السياسية منها على سبيل المثال لا الحصر
في صفحة 20 في حوار بينه وبين جدته عندما كان طفلا واقتبس "فتساءلت مستنكرا ،هل يبيعون النساء في هذا السوق يا جدتي ؟ إنهم يبيعون كل شيء يا بني أصبر قليلا بني فإن هؤلاء الجواري سيصبحن ملكات هذه البلاد الواسعة وسيعزلن الولاة ويعين القادة وستغدو المواكب إلى مخادعهن وتروح"
وفي صفحة 191 ذكر الكاتب على لسان الراوي
"لن تنتهي الثورات الداخلية ،لن تستقر هذه الدولة ،ليست حمص وحدها ،إن الخروج على القادة يظهر في كل مكان وينتشر في كل صقع.ماذا تبقى من الخليفة الذي عليه أن يجمع أمر المسلمين ؟ لا شيء إنه يقبع في قصره يأتمر بأوامر قائد جيشه الذي لا يحسن العربية. ليست حمص بدعا من الثورات إن أمر الأمة في تمزق ،إنه قد انتحى كل فقيه أو شيخ أعور أو قائد اعمش أو علج ابخر بكل بقعة في بلادنا ونصب نفسه أميرا ،ما أكثر الأمراء والملوك في زماننا وما أقل الناس!"
وفي صفحة 457 على لسان المتنبي وهو يوجه كلامه إلى كافور الاخشيدي
"إن زبانيتك يزيدون في المكوس ويبالغون في الضرائب ويغلون في الأسعار وينهبون كل شيء. أنظر إلى الوزراء ستجد خزائنهم تفيض بأموال الشعب. أنظر إلى قضاتك ستجد أوراقهم تضج بأحكام القتل والحبس على الناس البسطاء ممن زينو لك أنهم يثورون ضدك وما ثاروا إلا ضد الفقر والبؤس "
وفي صفحة 519 يبرز مثال آخر واقتبس
"الجيش يحاول أن يكون دولة داخل الدولة ، ورأس الجيش يحاول أن يزيح رأس الدولة أو يكون دولة بينهما "
وغيرها الكثير من الاسقاطات اتركها للقارئ.
لغة الرواية لغة عربية فصحى متقنة والمتعة مضمونة ممزوجة بالفوائد البلاغية في مائدة الساحر المجنون"المتنبي" لما في الرواية من درر أشعاره.
تقييمي للرواية ⭐⭐⭐⭐�
✍️ خالد مصطفى علي
الكاتب أيمن العتوم
عدد الصفحات 573
الطبعة الأولى 2023 من دار الرموز العربية للنشر والتوزيع
الكتاب عبارة عن سيرة روائية عن الشاعر أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي
وقد قسم الكاتب الكتاب على سبعة مراحل وهي
في حمد أحمد
نكبات الدهر والثورة
السجن
الخروج إلى العالم والعودة إلى الأم
السيفيات
الكافوريات
النايات
ابتدأت الرواية بذكر الكاتب قصته مع بائع المخطوطات وحصوله على مخطوطة نادرة لمحمد بن الحسين وكيف قام بنسخه أو بمقابلته مع نسخته. ثم بدأ بسرد قصة ولادة الطفل في طقوس عجيبة ونشأته في كنف جدته بعد أن ماتت الأم أثناء ولادته وقامت جدته بالاعتناء الشديد له وحرصها على تنشئته العلمية وزرعت فيه روح حب الإطلاع وطلب العلم مما أدى إلى أن يكون دائم الترحال حيث قام بالرحيل إلى عدة بلدان في الشام وانطاكية وقد برع في الشعر حتى عرف في كل مكان يذهب إليه وقد امتهن مدح الأمراء لقاء لقمة العيش وأن يعين نفسه على الترحال في بادئي الأمر وبسبب طموحه في أن يكون الأفضل دائماً قام بتجربة في أن يسيطر على بعض القرى في بلاد الشام بمساعدة بعض الصعاليك الذين تأثروا بشعره وبحماسه مما أدى إلى دخوله السجن الذي مكث فيه فترة طويلة إلى أن فتن شعره إبن والي حمص الجديد فسعى إلى أن يشفع له عند والده كي يطلق صراحه فكان ما أراد بعد عدة محاولات فاشلة وعندما خرج من السجن ذهب إلى الكوفة حيث كانت جدته فتزوج ثم أعاد إلى الترحال مرة أخرى ورجع إلى مهنته المعتادة ألا وهي مدح الأمراء والملوك إلى أن فتحت له الدنيا أبوابها باستقبال كبير لأمير حلب سيف الدولة واجزل له العطايا بعد مفاوضات شرط فيها المتنبي شروطاً تعزز له الفخر والاعتزاز بالنفس حتى أصبح الشاعر المفضل للأمير وحضر معه معظم غزواته مع الروم مما أدى إلى ظهور أعداء له بسبب الحسد من شعراء وعلماء وفرسان في بلاط سيف الدولة إلى أن قام إبن عم الأمير أبو فراس الحمداني بمكيدة تطيح بكبرياء الشاعر أمام أميره المفضل بسبب حبه لخولة أخت الأمير وهذا الذي جعل المتنبي يترك بلاط سيف الدولة ويضطر إلى أن يرمي بنفسه في رحمة حاكم مصر أن ذاك كافرو الاخشيدي الذي ذاق عنده أصعب أيامه من الإهانة والمرض والسجن بسبب طموحه في أن يكون واليا على صيدا إلى أن اتيح له فرصة الهرب في أحد أيام العيد حيث بعث إلى كافور الاخشيدي قصيدة هجاء أبدع فيها مطلعها
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
ثم وصل إلى الكوفة بعد مغامرات وحوادث تعرض لها في الطريق ومكث فيها إلى أن قرر الرحيل إلى بغداد ثم بلاد فارس وعند عودته منها تعرض في الطريق لقطاع الطرق فكانت نهايته.
الرواية جدا رائعة وهي مليئة بالاسقاطات السياسية منها على سبيل المثال لا الحصر
في صفحة 20 في حوار بينه وبين جدته عندما كان طفلا واقتبس "فتساءلت مستنكرا ،هل يبيعون النساء في هذا السوق يا جدتي ؟ إنهم يبيعون كل شيء يا بني أصبر قليلا بني فإن هؤلاء الجواري سيصبحن ملكات هذه البلاد الواسعة وسيعزلن الولاة ويعين القادة وستغدو المواكب إلى مخادعهن وتروح"
وفي صفحة 191 ذكر الكاتب على لسان الراوي
"لن تنتهي الثورات الداخلية ،لن تستقر هذه الدولة ،ليست حمص وحدها ،إن الخروج على القادة يظهر في كل مكان وينتشر في كل صقع.ماذا تبقى من الخليفة الذي عليه أن يجمع أمر المسلمين ؟ لا شيء إنه يقبع في قصره يأتمر بأوامر قائد جيشه الذي لا يحسن العربية. ليست حمص بدعا من الثورات إن أمر الأمة في تمزق ،إنه قد انتحى كل فقيه أو شيخ أعور أو قائد اعمش أو علج ابخر بكل بقعة في بلادنا ونصب نفسه أميرا ،ما أكثر الأمراء والملوك في زماننا وما أقل الناس!"
وفي صفحة 457 على لسان المتنبي وهو يوجه كلامه إلى كافور الاخشيدي
"إن زبانيتك يزيدون في المكوس ويبالغون في الضرائب ويغلون في الأسعار وينهبون كل شيء. أنظر إلى الوزراء ستجد خزائنهم تفيض بأموال الشعب. أنظر إلى قضاتك ستجد أوراقهم تضج بأحكام القتل والحبس على الناس البسطاء ممن زينو لك أنهم يثورون ضدك وما ثاروا إلا ضد الفقر والبؤس "
وفي صفحة 519 يبرز مثال آخر واقتبس
"الجيش يحاول أن يكون دولة داخل الدولة ، ورأس الجيش يحاول أن يزيح رأس الدولة أو يكون دولة بينهما "
وغيرها الكثير من الاسقاطات اتركها للقارئ.
لغة الرواية لغة عربية فصحى متقنة والمتعة مضمونة ممزوجة بالفوائد البلاغية في مائدة الساحر المجنون"المتنبي" لما في الرواية من درر أشعاره.
تقييمي للرواية ⭐⭐⭐⭐�
✍️ خالد مصطفى علي
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ساحر أو مجنون.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
November 14, 2023
– Shelved