Dr. Ahmed Elhag's Reviews > الأرض بعد طوفان نوح
الأرض بعد طوفان نوح
by
by

**** "الأرض بعد طوفان نوح" للباحث "شريف سامي" أول لقائي به و ربما أول لقائي بباحث في هذا الشأن بهذه الموضوعية و الحيادية.
*** هذا الكتاب هو بمثابة رحلة إلى ماضينا السحيق و العودة إلى ما قبل التاريخ... فالكاتب غاص بنا إلى أجداد الأمم الأوائل؛ بل و عاد أكثر بآلة الزمن حتى وصل بنا إلى جدنا الأعظم "آدم عليه السلام".... و بالتالي فهو مجهود كبير و دراسة نقدية دقيقة لكل ما قيل و تواتر حول الطوفان و ما قبله و بعده انتهاءً بتَشَكُّل الأمم الحالية.
** قامَ الكاتب بمجهود خرافي لوضع جميع الآراء المتواتِرة حول جميع القضايا الشائكة لتلك المنطقة الزمنية السحيقة على طبقٍ من ذهب لكُلَّا من القارئ العادي، و الباحث.. و لذا فهذا الكتاب مفيد للباحثين و المؤرخين كمصدر و مرجع قوي.
**** نقطة قوة الكتاب هي في نفس الوقت نقطة ضعفه... فقد اعتمد الكاتب في منهجه النقدي على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الآراء و عدم الميل _و لو بالتورية _ لرأيٍ معين ضد الآخر؛ بل كان يقوم بعرض كل ماقيل و لو كان من التوراة أو حتى الأساطير... و لكن الكاتب وقعَ في معضلة البرهنة على النظرية ثم دحضها بعد ذلك _بمعنى آخر "كل حاجة و عكسها "... ما أوقع بعض الارتباك للقراء و اللبس فى بعض القضايا الفكرية مثل: هل الطوفان عالمي أو محلي؟!!! ... و غيرها.
**** العنوان :
- "الأرض بعد طوفان نوح" ربما و للوهلة الأولى تعتقد أنه دراسة لما حدث بعد الطوفان... و لكن هيهات فالكتاب كان من المفترض أن يكون عنوانه "الأرض منذ آدم عليه السلام و حتى جعلنا الله شعوباً و قبائل".
**** السرد :
- برغم صعوبة الموضوع المتناوَل و تشابُكه و تعقيده؛ لكثرة ما قيل فيه و اختلاط الآراء و كثرة "الإسرائيليات"؛ إلا أن الكاتب تناول الموضوعات التي ناقشها بهدوء و سلاسة في السرد_ بقدر المستطاع_ فظهر متحكماً في خيوط سرد الكتاب مبتعداً عن التعقيد و الملل.
- اتبعَ الكاتب سرداً تأريخياً متأنياً التزمَ فيه بالتسلسل الزمني للأحداث مع الوقوف على كل حدثٍ على حِدَة؛ و إفراد كل ما قيلَ فيه من كافة الزوايا سواء الإسلامية و الإنجيلية و التوراتية بل و الأسطورية و أحياناً كان يقف على الحدث من الناحية العلمية مثل :مناقشة قضية هل الطوفان محلي أم عالمي...
**** المصادر :
- وضَح لي سعة اطلاع الكاتب و اهتمامه بتنوُّع المصادر النادر منها و المعروف مع الاعتماد بشكل أوسع على التوراة "سفر التكوين تحديداً".
- للأسف ذكرَ الكاتب المصادر و التوضيحات في آخر الكتاب و كان يجب وضعها "كحواشي" في أسفل كل صفحة.. فالكاتب ذكرَ ما يزيد عن "خمسمائة" مصدرٍ و لكنه وضعها في قسم خاص آخر الكتاب.
****اللغة :
- لغة عربية فصحى سليمة رصينة ملائمة لعراقة مادة الكتاب فجاءت خالية من أي ابتذال بالنسبة للباحث و المؤرخ... و في نفس الوقت كانت هيِّنة سهلة على ذهن القارئ العادي.
**** نقاط كنت أتمنى مناقشتها :
١- موقع نزول "آدم عليه السلام" و "حواء" على الأرض و أين تقابلا!!!
٢- القضية الأزلية التي لا تقل أهمية عن ماهية الطوفان و هي .. هل جنة "آدم" هي جنة الخلد أم جنة أرضية!!!
٣- لم يتحدث الكاتب عن "إدريس عليه السلام" بما يكفي فلم يناقش مثلاً فكرة وجوده في مصر!!!
**** نظرة عامة على الكتاب :
- ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام.. استطاع فيهم الكاتب رسم صورة شبه كاملة و تَصَوُّر ممتاز لهذا العهد السحيق بدايةً من "آدم عليه السلام" مروراً بالأمم البائدة و حتى بدايات التاريخ؛ و كانت كما يلي:
*أولاً : منذ "آدم عليه السلام" و حتى نهاية الطوفان :
- وهو ما يُطلَق عليه "عهد البشرية الأول" و هي منطقة غامضة من الزمن توقفت أقلام الكتاب و الباحثين عندها.
- قام الباحث بعرض و سرد ممتاز لقصة تحول أبناء "آدم" من التوحيد إلى الشرك انتهاءً بتفشيه في عهد "نوح عليه السلام" و حدوث الطوفان و البدء في "عهد البشرية الثاني".
- حاول وضْع كافة الآراء لكافة النقاط الجدلية مع الوقوف على مسافة واحدة من تلك الآراء؛ فلم يدلِ الكاتب بدَلوه أو يتحيزْ لأحد تلك الآراء و أهم هذه النقاط ما يلي :
١- هل هناك أنبياء قبل "نوح"؟ :
- أثارَ الكاتب الجدل في عدة نقاط مرتبطة ببعضها و يجب التوقف عندها... و أولها هل "نوح عليه السلام" هو أول الأنبياء؟؛ و بالتالي فهو ينفي نبوة "شيث" ابن "آدم"؛ و الأهم أنه ينقل "إدريس عليه السلام" من أنه أحد أجداد "نوح عليه السلام" إلى أحد أحفاده؛ بل و ربما يكون هو "إلياس عليه السلام" مع اختلاف نطق الحروف باختلاف الألسنة... كلها نقاط متشابكة وقفَ الكاتب بعيداً يفك تلك الخيوط دون ترجيح كفة عن أخرى.
٢- الطوفان :
- تعرضَ الكاتب لكل ما يخص الطوفان من لبسٍ و لغط بل و أساطير و أهم تلك النقاط هي:
أ - الطوفان في جميع الكتب السماوية و الوضعية و الأساطير:
- هناك إجماع بوجود الطوفان في كل الكتب السماوية و التراثية و مسجل في الحضارات القديمة بل و في الأساطير كملحمة "جلجامش".
ب - الطوفان عالمي أو محلي :
- نقطة محورية كنت أتمنى من الكاتب أن يتخلى عن حياديته بها؛ فالطوفان إما محلي بقوم "نوح" فقط أو عالمي يخص كوكب الأرض بالكامل_ و هذا ما أعتقده _ و لكن لا يمكن أن يكون "بين البينين!!"
ج - إسرائيليات الطوفان :
- تنقيح للإسرائيليات المنتشرة بكتب التراث حول كيفية ركوب الحيوانات و ظهور الخنزير من الفيل و أشياء من هذا القبيل.
د - مكان السفينة و جبل الجودي :
- لم يعجبني هذا الجزء فقد كان يبرز النظرية ثم يدحضها بشكل ممل... ما جعل هذا الجزء أشبه بالعبث الذي لا طائل منه.
* ثانياً : عهد ما بعد الطوفان :
- هو أكبر الأجزاء و أصعبها سرداً و عرضاً؛ فقد عرض شجرة الأنساب المعَقَّدة التي بدأت من "نوح عليه السلام" إلى تَكَوُّن الشعوب و الأمم.
- تحية للكاتب في هذا الجزء الذي استطاع التعامل مع هذا الملف دون أن يتسبب في وقوع القارئ تحت طائلة الملل.
- للاستمتاع بهذا الجزء يُنصَح بأن تقوم برسم و تسجيل شجرة الأنساب أولاً بأول.... لتتكَوَّن لك صورة ذهنية كاملة لأصول الشعوب و الحضارات القديمة.
* ثالثاً :الخلاصة و رأي الكاتب :
- هو استنتاج الكاتب بعد نهاية الرحلة عبر الزمان و هو وجوب التفرقة بين علم الأنساب؛ و بين التمييز الجنسي الذي لا أساس له أنه لا يوجد جنس نقي أساساً... و أخيراً "يجب أن نعلم أننا جميعاً خليط واحد؛ و أن رب السماء لم يحلل العنصرية في أي كتاب ".
****إجمالاً الكتاب ممتع و مفيد؛ تميَّزَ بسردٍ ممتاز؛ و مصادر متنوعة بها كل الآراء؛ و لغة سلسة، ورصينة في نفس الوقت.
- كانت دراسة مستفيضة للتاريخ القديم و فيه عرض لجميع الآراء حول تلك الفترة مع لَفظٍ لكل ما هو عبثي أو دخيل بعد وضعها على الميزان القرآني و أحياناً العلمي.. يستحق العلامة الكاملة للمجهود الجبار المبذول في البحث و السرد.
*** هذا الكتاب هو بمثابة رحلة إلى ماضينا السحيق و العودة إلى ما قبل التاريخ... فالكاتب غاص بنا إلى أجداد الأمم الأوائل؛ بل و عاد أكثر بآلة الزمن حتى وصل بنا إلى جدنا الأعظم "آدم عليه السلام".... و بالتالي فهو مجهود كبير و دراسة نقدية دقيقة لكل ما قيل و تواتر حول الطوفان و ما قبله و بعده انتهاءً بتَشَكُّل الأمم الحالية.
** قامَ الكاتب بمجهود خرافي لوضع جميع الآراء المتواتِرة حول جميع القضايا الشائكة لتلك المنطقة الزمنية السحيقة على طبقٍ من ذهب لكُلَّا من القارئ العادي، و الباحث.. و لذا فهذا الكتاب مفيد للباحثين و المؤرخين كمصدر و مرجع قوي.
**** نقطة قوة الكتاب هي في نفس الوقت نقطة ضعفه... فقد اعتمد الكاتب في منهجه النقدي على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الآراء و عدم الميل _و لو بالتورية _ لرأيٍ معين ضد الآخر؛ بل كان يقوم بعرض كل ماقيل و لو كان من التوراة أو حتى الأساطير... و لكن الكاتب وقعَ في معضلة البرهنة على النظرية ثم دحضها بعد ذلك _بمعنى آخر "كل حاجة و عكسها "... ما أوقع بعض الارتباك للقراء و اللبس فى بعض القضايا الفكرية مثل: هل الطوفان عالمي أو محلي؟!!! ... و غيرها.
**** العنوان :
- "الأرض بعد طوفان نوح" ربما و للوهلة الأولى تعتقد أنه دراسة لما حدث بعد الطوفان... و لكن هيهات فالكتاب كان من المفترض أن يكون عنوانه "الأرض منذ آدم عليه السلام و حتى جعلنا الله شعوباً و قبائل".
**** السرد :
- برغم صعوبة الموضوع المتناوَل و تشابُكه و تعقيده؛ لكثرة ما قيل فيه و اختلاط الآراء و كثرة "الإسرائيليات"؛ إلا أن الكاتب تناول الموضوعات التي ناقشها بهدوء و سلاسة في السرد_ بقدر المستطاع_ فظهر متحكماً في خيوط سرد الكتاب مبتعداً عن التعقيد و الملل.
- اتبعَ الكاتب سرداً تأريخياً متأنياً التزمَ فيه بالتسلسل الزمني للأحداث مع الوقوف على كل حدثٍ على حِدَة؛ و إفراد كل ما قيلَ فيه من كافة الزوايا سواء الإسلامية و الإنجيلية و التوراتية بل و الأسطورية و أحياناً كان يقف على الحدث من الناحية العلمية مثل :مناقشة قضية هل الطوفان محلي أم عالمي...
**** المصادر :
- وضَح لي سعة اطلاع الكاتب و اهتمامه بتنوُّع المصادر النادر منها و المعروف مع الاعتماد بشكل أوسع على التوراة "سفر التكوين تحديداً".
- للأسف ذكرَ الكاتب المصادر و التوضيحات في آخر الكتاب و كان يجب وضعها "كحواشي" في أسفل كل صفحة.. فالكاتب ذكرَ ما يزيد عن "خمسمائة" مصدرٍ و لكنه وضعها في قسم خاص آخر الكتاب.
****اللغة :
- لغة عربية فصحى سليمة رصينة ملائمة لعراقة مادة الكتاب فجاءت خالية من أي ابتذال بالنسبة للباحث و المؤرخ... و في نفس الوقت كانت هيِّنة سهلة على ذهن القارئ العادي.
**** نقاط كنت أتمنى مناقشتها :
١- موقع نزول "آدم عليه السلام" و "حواء" على الأرض و أين تقابلا!!!
٢- القضية الأزلية التي لا تقل أهمية عن ماهية الطوفان و هي .. هل جنة "آدم" هي جنة الخلد أم جنة أرضية!!!
٣- لم يتحدث الكاتب عن "إدريس عليه السلام" بما يكفي فلم يناقش مثلاً فكرة وجوده في مصر!!!
**** نظرة عامة على الكتاب :
- ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام.. استطاع فيهم الكاتب رسم صورة شبه كاملة و تَصَوُّر ممتاز لهذا العهد السحيق بدايةً من "آدم عليه السلام" مروراً بالأمم البائدة و حتى بدايات التاريخ؛ و كانت كما يلي:
*أولاً : منذ "آدم عليه السلام" و حتى نهاية الطوفان :
- وهو ما يُطلَق عليه "عهد البشرية الأول" و هي منطقة غامضة من الزمن توقفت أقلام الكتاب و الباحثين عندها.
- قام الباحث بعرض و سرد ممتاز لقصة تحول أبناء "آدم" من التوحيد إلى الشرك انتهاءً بتفشيه في عهد "نوح عليه السلام" و حدوث الطوفان و البدء في "عهد البشرية الثاني".
- حاول وضْع كافة الآراء لكافة النقاط الجدلية مع الوقوف على مسافة واحدة من تلك الآراء؛ فلم يدلِ الكاتب بدَلوه أو يتحيزْ لأحد تلك الآراء و أهم هذه النقاط ما يلي :
١- هل هناك أنبياء قبل "نوح"؟ :
- أثارَ الكاتب الجدل في عدة نقاط مرتبطة ببعضها و يجب التوقف عندها... و أولها هل "نوح عليه السلام" هو أول الأنبياء؟؛ و بالتالي فهو ينفي نبوة "شيث" ابن "آدم"؛ و الأهم أنه ينقل "إدريس عليه السلام" من أنه أحد أجداد "نوح عليه السلام" إلى أحد أحفاده؛ بل و ربما يكون هو "إلياس عليه السلام" مع اختلاف نطق الحروف باختلاف الألسنة... كلها نقاط متشابكة وقفَ الكاتب بعيداً يفك تلك الخيوط دون ترجيح كفة عن أخرى.
٢- الطوفان :
- تعرضَ الكاتب لكل ما يخص الطوفان من لبسٍ و لغط بل و أساطير و أهم تلك النقاط هي:
أ - الطوفان في جميع الكتب السماوية و الوضعية و الأساطير:
- هناك إجماع بوجود الطوفان في كل الكتب السماوية و التراثية و مسجل في الحضارات القديمة بل و في الأساطير كملحمة "جلجامش".
ب - الطوفان عالمي أو محلي :
- نقطة محورية كنت أتمنى من الكاتب أن يتخلى عن حياديته بها؛ فالطوفان إما محلي بقوم "نوح" فقط أو عالمي يخص كوكب الأرض بالكامل_ و هذا ما أعتقده _ و لكن لا يمكن أن يكون "بين البينين!!"
ج - إسرائيليات الطوفان :
- تنقيح للإسرائيليات المنتشرة بكتب التراث حول كيفية ركوب الحيوانات و ظهور الخنزير من الفيل و أشياء من هذا القبيل.
د - مكان السفينة و جبل الجودي :
- لم يعجبني هذا الجزء فقد كان يبرز النظرية ثم يدحضها بشكل ممل... ما جعل هذا الجزء أشبه بالعبث الذي لا طائل منه.
* ثانياً : عهد ما بعد الطوفان :
- هو أكبر الأجزاء و أصعبها سرداً و عرضاً؛ فقد عرض شجرة الأنساب المعَقَّدة التي بدأت من "نوح عليه السلام" إلى تَكَوُّن الشعوب و الأمم.
- تحية للكاتب في هذا الجزء الذي استطاع التعامل مع هذا الملف دون أن يتسبب في وقوع القارئ تحت طائلة الملل.
- للاستمتاع بهذا الجزء يُنصَح بأن تقوم برسم و تسجيل شجرة الأنساب أولاً بأول.... لتتكَوَّن لك صورة ذهنية كاملة لأصول الشعوب و الحضارات القديمة.
* ثالثاً :الخلاصة و رأي الكاتب :
- هو استنتاج الكاتب بعد نهاية الرحلة عبر الزمان و هو وجوب التفرقة بين علم الأنساب؛ و بين التمييز الجنسي الذي لا أساس له أنه لا يوجد جنس نقي أساساً... و أخيراً "يجب أن نعلم أننا جميعاً خليط واحد؛ و أن رب السماء لم يحلل العنصرية في أي كتاب ".
****إجمالاً الكتاب ممتع و مفيد؛ تميَّزَ بسردٍ ممتاز؛ و مصادر متنوعة بها كل الآراء؛ و لغة سلسة، ورصينة في نفس الوقت.
- كانت دراسة مستفيضة للتاريخ القديم و فيه عرض لجميع الآراء حول تلك الفترة مع لَفظٍ لكل ما هو عبثي أو دخيل بعد وضعها على الميزان القرآني و أحياناً العلمي.. يستحق العلامة الكاملة للمجهود الجبار المبذول في البحث و السرد.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الأرض بعد طوفان نوح.
Sign In »
Reading Progress
November 29, 2023
– Shelved as:
to-read
November 29, 2023
– Shelved
November 30, 2023
–
Started Reading
December 6, 2023
–
Finished Reading