Sama ziada's Reviews > مقامرة على شرف الليدي ميتسي
مقامرة على شرف الليدي ميتسي
by
by

الأمنيات المبتورة
تجارب الحياة وألاعيبها عجيبة، كثيراً ما تأخذنا في مسارات عدة لا نتوقعها، وتجعلنا نواجه أشباحنا في أدنى مراحلنا ضعف وفقداناً للأمل.
ولكن هل يُكتب لنا النجاة أم نتوه في دواماتها؟
وهل هذا قرار؟ أم تعديل في طريقة تفكيرنا هو من ينجينا؟
تساؤلات عدة ساورتني بعدما انتهيت من قراءة هذه الرواية الشيقة جداً التي ألهمتني
تدور أحداث الرواية في فترة ما بعد ثورة 1919، في لحظة فارقة من تاريخ مصر، فترة ما بعد الثورات والتي عادة ما تكون فترة تشتت وضياع، وظهور للبعض وانحداراً للبعض الآخر، وهو ما حدث للصاغ سليم حقي الذي جنى مؤازرته للثورة، بإنهاء خدمته وتعثر معيشته مع مرض زوجته عايدة، فيحارب من أجل الكسب السريع ليداويها، فيلجأ للمراهنات وهنا يتقاطع طريقه مع مرعي المصري الفهلوي صبي رهونات الخيل، فيقدمه لليدي ميسي ليكون مدرباً لخيلها الذي يأتون به من عرب الطحاوية، فيتقابلوا مع الطفل فوزان الطحاوي، لتشاء الأقدار أن يأتي معهم
لتتقاطع مصائر الأربعة، التي ما كانت لتتقاطع في ظروف وأيام آخرى.
فماذا هم فاعلون وكيف سيحقق كلاً منهما حلمه؟
وما حكاية الصورة التي جمعتهما معاً، والتي تبدأ بها الحكاية؟
مواضيع الرواية
تحدثت الرواية عن:
* حياة المصريين بعد ثورة 1919، وحياة الأجانب بها وخاصة الإنجليز
* رهانات الخيل في تلك الفترة
* قصر البارون إمبان وبنائه لمدينة هوليوبوليس أو مصر الجديدة حالياً.
* الظروف السيئة التي تواجه الإنسان، وانهزامه أمام التحديات
* الأمل اليائس الذي يظل يطارد الإنسان فيفقده لذة العيش.
* لعنة الماضي التي تحاصر الإنسان فيجعله يدفن ذاته ويفقد حاضره.
*الهشاشة النفسية التي تصيب الإنسان الذي يفقد كل شئ، فتجعله يتخبط ويتصرف بعبثية.
الشخصيات
أربعة شخصيات مختلفين حواراً ولغة وإسلوباً وطباعاً
استطاع الكاتب أن يتعامل معهم جميعاً ويعطي لكل شخصية طابعها المميز الذي يتناسب مع بيئتها وتربيتها
*فكأبة سليم حقي تناسبت مع الصاغ الذي كان يمشي بكرامة وإباء وثقة لينحدر به الحال.
*يقابلها فهلوة ونكتة مرعي المصري، الذي طحن الدنيا وطحنته، ويحاول التغلب عليها بشتى الطرق.
*فوزان الطحاوي الفتى البرئ، الذي تثور بداخله حب المغامرة، والرغبة في خوض التجربة، المقدام، القلب الأبيض الذي يعتني بعايدة، برغم همومه وغربته.
* الليدي ميتسي التائهة الحزينة الضائعة بين وضعها الحالي الذي يجعلها في مصاف الأعيان، وبين تدني طبقتها السابقة ونظرة الآخرين لها وعدم نسيانهم ذلك، وهشاشة نفسيتها التي استطاع الكاتب أن يجسدها بلغة الجسد قبل الكلمات.
اللغة
لغة ثرية متنوعة ما بين الفصحى والعامية واللغات الفرعية
فنجد الليدي ميسي كل كلامها بالفصحى حيث هي السيدة الأجنبية، فكأننا نسمع ترجمة لكلامها
في مقابل عاميتين مختلفتين
عامية سليم حقي الصاغ السابق والتي تختلف في كلماتها وإسلوبها عن عامية مرعي المصري ربيب الشوارع
بجانب لغة فوزان البدوي ولغة سايس الخيل السوداني
فاللغة هنا كانت ثرية ومتعوب عليها
فأنت تتكلم عن عامية مائة سنة سابقة، استطاع الكاتب أن يصوغها بمنتهى الدقة
مما أعجبني في الرواية
*الفصل التمهيدي أو ما أسماه الكاتب " العتبة" ونظرة غازي الطحاوي للصورة وكأنه عبر من خلالها فجوة زمنية استطاع أن يغوص عبر الزمن ليعرف حكاية الأربعة أفراد، لتنتهي الرواية بتنبهه وهو يمسك الصورة وكأنه فهم الحقيقة الغائبة عنه.
* الرواية وإن كانت تاريخية أو أحداثها في زمن سابق إلا أن ما يميزها أنها ذات أبعاد فلسفية تتأمل في المصير والأمل وقرارات الإنسان والقدرة على تصحيح المسار، وتقبل الألم لإستمرار الحياة وليس الغوص فيه، والفرصة الآخرى التي تمنحها لنا الحياة لتغيير المصير.
وغيرها من الأفكار.
* الدقة في اللغة والوصف للأماكن في ذلك الوقت.
رواية روعة أعتقد أنه من الجيد أن نراها في عمل درامي قريباً.
من أهم الإقتباسات:
*المنحة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها العقل لكل من فقدوا الأمل هي المقدرة على خداع أنفسهم بأمل جديد.
*بعض الأشياء مقدسة؛ لأنه مرَّ عليها الوقت ليس أكثر، نحن لا نولد بأحلامنا، ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير، لكن. من قال إنه لو قُصَّت هذه الأجنحة سنموت؟ ربما استطعنا وقتها أن نرى ما ينتظرنا فوق الأرض.
*إن هؤلاء الذين لم يصلوا لأمانيهم يعيشون طوال حياتهم وهم يجرُّونها وراءهم.
* هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنيةحياة إنسان؟ لماذا لم يقتل تلك الأحلام من البداية؟ لقد كانت كل الدلائل تقول إنه لا فائدة، ولكنه لم يقتلها! لماذا؟ هل لأنها جميلة، أم لأننا أضعف من أن نقتل أحلامنا السخيفة؟
*إني انظر الآن خلفي وكل أملي في الحياة أن أنسى الماضي. غري� هو الإنسان، قد يعيش حياة كاملة، وبنهايتها يتمنى لو أنه محاها.
*إن من تتطابق أمانيهم مع واقعهم هم الأنبياء فقط، أما نحن فإن أقصى ما يمكن أن نصِل له في هذه الدنيا هو أن نقف على عتبات أحلامنا.
*لقد عشتُ طوال عمري أركض وراء أشياء لا أصِل إليها، حتى وإن وصلتُ فإنها لا تكون مثلما تخيلتها، السعادة في أحلامنا فقط، إن كل أمنية يصبو لها الإنسان ويصل لها تصبح منقوصة. لا تطابق أحلامه، لن تكون الصورة أبدًا كاملة.
*خائفة من أن أفقد الأمل، بالوصول له، أحيانًا تكون أمنياتنا غير المحققة هي ذريعتنا للاستمرار.
تجارب الحياة وألاعيبها عجيبة، كثيراً ما تأخذنا في مسارات عدة لا نتوقعها، وتجعلنا نواجه أشباحنا في أدنى مراحلنا ضعف وفقداناً للأمل.
ولكن هل يُكتب لنا النجاة أم نتوه في دواماتها؟
وهل هذا قرار؟ أم تعديل في طريقة تفكيرنا هو من ينجينا؟
تساؤلات عدة ساورتني بعدما انتهيت من قراءة هذه الرواية الشيقة جداً التي ألهمتني
تدور أحداث الرواية في فترة ما بعد ثورة 1919، في لحظة فارقة من تاريخ مصر، فترة ما بعد الثورات والتي عادة ما تكون فترة تشتت وضياع، وظهور للبعض وانحداراً للبعض الآخر، وهو ما حدث للصاغ سليم حقي الذي جنى مؤازرته للثورة، بإنهاء خدمته وتعثر معيشته مع مرض زوجته عايدة، فيحارب من أجل الكسب السريع ليداويها، فيلجأ للمراهنات وهنا يتقاطع طريقه مع مرعي المصري الفهلوي صبي رهونات الخيل، فيقدمه لليدي ميسي ليكون مدرباً لخيلها الذي يأتون به من عرب الطحاوية، فيتقابلوا مع الطفل فوزان الطحاوي، لتشاء الأقدار أن يأتي معهم
لتتقاطع مصائر الأربعة، التي ما كانت لتتقاطع في ظروف وأيام آخرى.
فماذا هم فاعلون وكيف سيحقق كلاً منهما حلمه؟
وما حكاية الصورة التي جمعتهما معاً، والتي تبدأ بها الحكاية؟
مواضيع الرواية
تحدثت الرواية عن:
* حياة المصريين بعد ثورة 1919، وحياة الأجانب بها وخاصة الإنجليز
* رهانات الخيل في تلك الفترة
* قصر البارون إمبان وبنائه لمدينة هوليوبوليس أو مصر الجديدة حالياً.
* الظروف السيئة التي تواجه الإنسان، وانهزامه أمام التحديات
* الأمل اليائس الذي يظل يطارد الإنسان فيفقده لذة العيش.
* لعنة الماضي التي تحاصر الإنسان فيجعله يدفن ذاته ويفقد حاضره.
*الهشاشة النفسية التي تصيب الإنسان الذي يفقد كل شئ، فتجعله يتخبط ويتصرف بعبثية.
الشخصيات
أربعة شخصيات مختلفين حواراً ولغة وإسلوباً وطباعاً
استطاع الكاتب أن يتعامل معهم جميعاً ويعطي لكل شخصية طابعها المميز الذي يتناسب مع بيئتها وتربيتها
*فكأبة سليم حقي تناسبت مع الصاغ الذي كان يمشي بكرامة وإباء وثقة لينحدر به الحال.
*يقابلها فهلوة ونكتة مرعي المصري، الذي طحن الدنيا وطحنته، ويحاول التغلب عليها بشتى الطرق.
*فوزان الطحاوي الفتى البرئ، الذي تثور بداخله حب المغامرة، والرغبة في خوض التجربة، المقدام، القلب الأبيض الذي يعتني بعايدة، برغم همومه وغربته.
* الليدي ميتسي التائهة الحزينة الضائعة بين وضعها الحالي الذي يجعلها في مصاف الأعيان، وبين تدني طبقتها السابقة ونظرة الآخرين لها وعدم نسيانهم ذلك، وهشاشة نفسيتها التي استطاع الكاتب أن يجسدها بلغة الجسد قبل الكلمات.
اللغة
لغة ثرية متنوعة ما بين الفصحى والعامية واللغات الفرعية
فنجد الليدي ميسي كل كلامها بالفصحى حيث هي السيدة الأجنبية، فكأننا نسمع ترجمة لكلامها
في مقابل عاميتين مختلفتين
عامية سليم حقي الصاغ السابق والتي تختلف في كلماتها وإسلوبها عن عامية مرعي المصري ربيب الشوارع
بجانب لغة فوزان البدوي ولغة سايس الخيل السوداني
فاللغة هنا كانت ثرية ومتعوب عليها
فأنت تتكلم عن عامية مائة سنة سابقة، استطاع الكاتب أن يصوغها بمنتهى الدقة
مما أعجبني في الرواية
*الفصل التمهيدي أو ما أسماه الكاتب " العتبة" ونظرة غازي الطحاوي للصورة وكأنه عبر من خلالها فجوة زمنية استطاع أن يغوص عبر الزمن ليعرف حكاية الأربعة أفراد، لتنتهي الرواية بتنبهه وهو يمسك الصورة وكأنه فهم الحقيقة الغائبة عنه.
* الرواية وإن كانت تاريخية أو أحداثها في زمن سابق إلا أن ما يميزها أنها ذات أبعاد فلسفية تتأمل في المصير والأمل وقرارات الإنسان والقدرة على تصحيح المسار، وتقبل الألم لإستمرار الحياة وليس الغوص فيه، والفرصة الآخرى التي تمنحها لنا الحياة لتغيير المصير.
وغيرها من الأفكار.
* الدقة في اللغة والوصف للأماكن في ذلك الوقت.
رواية روعة أعتقد أنه من الجيد أن نراها في عمل درامي قريباً.
من أهم الإقتباسات:
*المنحة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها العقل لكل من فقدوا الأمل هي المقدرة على خداع أنفسهم بأمل جديد.
*بعض الأشياء مقدسة؛ لأنه مرَّ عليها الوقت ليس أكثر، نحن لا نولد بأحلامنا، ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير، لكن. من قال إنه لو قُصَّت هذه الأجنحة سنموت؟ ربما استطعنا وقتها أن نرى ما ينتظرنا فوق الأرض.
*إن هؤلاء الذين لم يصلوا لأمانيهم يعيشون طوال حياتهم وهم يجرُّونها وراءهم.
* هل تستحق الأمنيات البعيدة كل تلك المخاطرة؟ هل تفعل الهشاشة كل ذلك؟ هل يمكن أن تخرب أمنيةحياة إنسان؟ لماذا لم يقتل تلك الأحلام من البداية؟ لقد كانت كل الدلائل تقول إنه لا فائدة، ولكنه لم يقتلها! لماذا؟ هل لأنها جميلة، أم لأننا أضعف من أن نقتل أحلامنا السخيفة؟
*إني انظر الآن خلفي وكل أملي في الحياة أن أنسى الماضي. غري� هو الإنسان، قد يعيش حياة كاملة، وبنهايتها يتمنى لو أنه محاها.
*إن من تتطابق أمانيهم مع واقعهم هم الأنبياء فقط، أما نحن فإن أقصى ما يمكن أن نصِل له في هذه الدنيا هو أن نقف على عتبات أحلامنا.
*لقد عشتُ طوال عمري أركض وراء أشياء لا أصِل إليها، حتى وإن وصلتُ فإنها لا تكون مثلما تخيلتها، السعادة في أحلامنا فقط، إن كل أمنية يصبو لها الإنسان ويصل لها تصبح منقوصة. لا تطابق أحلامه، لن تكون الصورة أبدًا كاملة.
*خائفة من أن أفقد الأمل، بالوصول له، أحيانًا تكون أمنياتنا غير المحققة هي ذريعتنا للاستمرار.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
مقامرة على شرف الليدي ميتسي.
Sign In »
Reading Progress
December 19, 2023
–
Started Reading
December 19, 2023
– Shelved
December 19, 2023
– Shelved as:
أدب-معاصر
December 19, 2023
–
Finished Reading
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)
date
newest »

message 1:
by
إبرايم
(new)
-
rated it 4 stars
Dec 19, 2023 09:00PM

reply
|
flag