Aya Khairy's Reviews > ست الحاجة مصر
ست الحاجة مصر
by
by

قراءات عام 2023
� لو كنا نعرف أحداً نجا من الغرق لسألناه بلهفة: ما الذي يراه الإنسان وهو يصارع قبضة الماء التي تحيط برقبته، لعلنا نعرف ما هي القشة التي صارع الغارقون لكي يتعلقوا بها في لحظاتهم الأخيرة �
بلال فضل وأسماء قليلة لكُتّاب آخرين يعتبروا حالة خاصة بالنسبة لي، لا أحسب عدد قراءاتي لهم ولا تنطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم من قواعد، أقرأ لهم كلما تذكّرت وكلما رغبت، حتى لو قراءات متوازية أو متتالية، لا يهم، أريد أن أنهل من كلماتهم، أريدهم أن يكونوا معي في أغلب الوقت، فهم أصدقائي بشكل ما، منطقة ونس لا أجيد وصفها، هؤلاء الذين تحمل أعمالهم ويحملون هم شخصياً مكانات خاصة بقلبي منذ زمن.
� صباح الخير على كل سطر كتبه نجيب محفوظ، وكل شجرة سقاها علاء الديب، وكل فيلم كان هيعمله أحمد زكي �
وبالرغم من ظروف واستثنائية هذا العام ولكن كانت لتلك الأسماء الرفقة والأولوية حتى وإن كان نَذراً يسيراً، كنت أحاول بصحبتهم أن أهوّن الكثير مما لا يهون، فبعد كل فترة توقف وانقطاع قرائي كنت أحاول أن أقرأ لهم عندما أستطيع، ولكني لا يمكنني هنا أن أتحدث عن كتاب "ست الحاجة مصر" إلا بعد أن أحكي - وعُذراً إن طال الحديث - عن بعض حكاياتي وعلاقتي الخاصة جداً بالعزيز أستاذ بلال فضل.
� وأتذكره صلى الله عليه وسلم وهو ينهر الصحابة لأنهم أخذوا يعايرون رجلا استحق أن يُقام عليه الحد ليقول لهم عبارته الجليلة: «أقيلوا عَثْرة أخيكم». هذا أمر صريح يخص شخصا مذنبا اعترف بخطئه، فما بالنا بشخص محترم لا يدري أحد طبيعة ما حدث له بالضبط؟! �
صديقي بلال فضل، وهنا أقولها قُرباً معنوياً وونساً وليس تغاضياً عن الألقاب أو القَدْر أو تنحيةً للحدود لا سمح الله، ولكن بيني وبينك صداقة من نوع خاص أعيشها أنا تقريباً منذ عام ٢٠٠٢ ولا تعلمها أنت، وربما كانت أفلامك ومسلسلاتك وصفحاتك وحلقاتك وحكاياتك هي حلقة الوصل بيني وبينك لتعرف عن تلك الصداقة، لتعرف أن لك أصدقاء ليسوا من جيلك ولم تقابلهم يوماً في الواقع، أصدقاء في بقاع بعيدة عن مكانك، قريبة من كيانك، أصدقاء لسنوات طويلة أنت تشغل حيّزاً خاصاً ومكانة عزيزة في قلوبهم.
� بصراحة، لا يجب أن يخجل الإنسان من فساد ذوقه، بل يجب أن يخجل من انعدام ضميره، ومن قدرته على أن ينسى دائما أنه كمخلوق ضعيف أحقر من أن يُصدر حكما شكليّا على أناس لم يَحظوا بالفُرص التي نالها في حياته �
صديق طفولتي في "حرامية في كي جي تو" و"الباشا تلميذ"، ورفيق مراهقتي في "أبو علي" و"واحد من الناس" و"في محطة مصر" و"خارج عن القانون" و"وش إجرام" و"خالتي فرنسا" و"عودة الندلة"، صديق سنوات كثيرة في صفحات وأعمدة الجرائد والمجلات العديدة التي يطول ذكر أسمائها والتي كنت تكتب بها في أوقات مختلفة.
رفيق ثانويتي العامة في "أهل كايرو"، رفيق ثانويتي العامة أيضًا وبدايات شبابي في يناير المجيدة وحلقات برنامج "يا الميدان" على قناة التحرير التي كنا نجتمع في البيت كلنا لنشاهدها (والتي كان خالي الحبيب ضيفك في إحداها ولا زلنا إلى اليوم في العائلة نتذكر ونعيد له الجملة التي قلتها له في اللقاء: حضرتك إزاي مفكرتش تمثل قبل كدة؟ ماشاء الله ملامحك واجهة سينمائية أحلى من حسين فهمي) :))))
� كانت ليلة السابع والعشرين من رمضان، حضرتُها في جامع سيدنا أبي أيوب الأنصاري في إستانبول، أتمنى لك أن تَنْعم بذلك الخشوع الرائع الذي يمكن أن تشعر به وسط مائة ألف من الناس يسألون الله العفو والمغفرة والصحة والستر بلسان أعجمي يجاهد أن يكون عربيّا �
رفيق بداياتي الجامعية في رائعتك "الهروب"، رفيق حياة ما بعد التخرج ومطحنة العمل التي لا ترحم في حلقات "الموهوبون في الأرض" و"عصير الكتب" بعدما نزلت على يوتيوب، كبرت معك ومع أعمالك ومع صُحبتك، صفحات وأفلام ومسلسلات وبرامج وآراء ومشاركات، وكانت فترة يناير وما بعدها الذروة، تشكّل وعيي في أمور كثيرة وفي مراحل حياتي المختلفة بفضلك، يا أستاذ بلال فضل يا صاحب الفضل :)))
ترتبط أفلامك الألفينية معي بأجمل أيام وذكريات، بل إن "لحم أكتاف" تكوين ذائقتي الفنية في هذه الفترة من خيرك، فشكراً :))
� واسألوا الغارقين عن حياتهم التي كانت كلها مجانية تعليم خَرِبْ بالمجان، طب يداوي الناس وهو عليل بالمجان، كرامة مهدرة بالمجان، وفُرَص بطالة بالمجان، وأخيرا موت بالمجان لا يعكر صفوه سوى عدم معرفة الغارقين أن جثثهم ستنقل بالمجان لكي يتخلصوا من شعورهم بالندم لحظة مصارعة أمواج الغرق لأنهم سيتسببون في شحططة أهاليهم �
أما عن كتاب ست الحاجة مصر، جاءني هاتف داخلي فجأة في إحدى الليالي الليلاء بهذا العنوان الذي أريد قراءته منذ أنهيت التغريبة البلالية منذ عامين، فلبّيت النداء وأنهيته في جلستين تقريباً، وجدت سِحراً، وجدت ونساً، وجدت قسوة لاذعة مع خفّة يأولان في النهاية إلى ضحكة دامعة أو دمعة ضاحكة، وهي خلطتك من "الهَم اللي يضحّك" التي تلطمنا، تصدمنا، تصفعنا، تضحكنا وتنغز قلوبنا بنفس اللحظة.
� فإكرام المواطن المصري دفنه، والنهار بيخلص بسرعة في مصر عكس الليل فيها لا ينجلي، لا تفكروا فيما حدث أو لماذا حدث، فكّروا أين ستدفنون وأين ستأخذون العزاء �
فاض قلمك وإنساب بحكايات ومقالات في هذا الكتاب الذي صدر في 2012 في فترة التفاؤل الممزوج بالترقب بعد ثورة يناير، أوجَع قلبي تفاؤلك وحسن ظنك وتنبؤك بالجميل القادم في أم الدنيا، فطرَت قلبي المقالات المتفائلة أكثر من المقالات القاسية البائسة المريرة، هل يمكن أن يكون للسُكّر طعم مُرّ الصبْر؟ هكذا شعرت.
� لكنني أؤمن أن الفصول القادمة أجمل بكثير، وأن مصر ستحصل على الفينالة السعيدة التي دفع أحرارها ثمنها غالياً، أما أنا فحتى تأتي «فينالتي» في الموعد الذي يريده الله عز وجل سأحتفل بعيد ميلادي في الثامن والعشرين من يناير كل عام، هناك عند كوبري الجلاء، هناك حيث تجلَّت رحمة الله على الشهداء، وأشرقت مصر بنور الحرية. �
الكتاب مكون من 26 فصل كل واحد أجمل من سابقه، وإن كان فصل "يبدو حميداً" على بساطته ولكنه أكثر ما أثر بي ولمسني شخصياً وأبكاني بشكل غريب وكان توقيته قاتلاً، تفهمت مشاعرك ومشاعر والدتك الكريمة ومشاعر من يوضع في هذا الموقف هو وذويه، كل الأفكار التي طرحتها والمشاعر التي ناقشتها في هذا الفصل اخترقت قلبي، وعلى الرغم من كم الألم فيه وفي غيره من فصول الكتاب إلا أنني أبداً لم أفتقد الونس، مثلما كنت ودوماً مع كل ما يرتبط بـ اسم بلال فضل.
� في لحظات كهذه أنت لا تجري من الرابع إلى السابع بكل ما أوتيت من قوة لكي تجد الطمأنينة، بل لكي تسابق وجدانك الذي تربى على عدم الثقة في أي مستشفى ولو كان فندقيّا، وأي طبيب ولو كان الأمهر في مجاله، ستحاول فقط تذكّر كل ما حفظته من آيات وأوراد، لتطرد من ذهنك ذلك السؤال: مَن سيصل أولا إلى غرفة العمليات �
وحتى هذا اليوم، فلا زلت رفيق كل المراحل، فمع رمضان قبل الماضي تقريباً (رمضان 2022) بدأت أولى لقاءاتي مع حلقات "الحكاية والرواية وأشياء من هذا القبيل وخلافه"، والتي أعتبرها كنزاً ليس تثقيفياً وتوثيقياً وترفيهياً فحسب، بل يمكن أن تكون جزءاً علاجياً أيضاً للفصل عن كثير من مرار الواقع وعوناً قيماً على مجابهة الدهر ولو بساعة أقضيها في صحبتك مع كوب شاي وعلى الدنيا السلام، أعيد منها ما شاهدته وأشاهد ما لم أشاهده بعد، أتذكرها في أحلك وأكثر الظروف والأوقات ظلاماً فأشغل إحداها بجانبي، وليس بوسعي حينها سوى السماع فقط، وكفى بسماع حكاياتك جليساً.
� حتى اضطررت أن أشرح لها أن ما أقوم به وسيلة علاجية لمنح الأحزان نكهة تخفف طحنها لعظام الروح �
أرأيت؟ رفيق عُمرٍ أنت يا أ. بلال، وإن كنت لا تعلم وإن كنت لا تعرفني وإن كانت لم تجمعنا يوماً صورة ولا لقاء ولا حديث ولا طريق، ولكن بيننا بشكل ما.. عِشرة، أسأل الله أن تدوم العِشرة الطيبة وأن تدوم أنت لتضيف إلى تفاصيلها وذكرياتها ما يعين أمثالي من أصدقائك الذين لا تعرفهم، ويصحبهم في رحلات حياتهم التي - وأنت خير من يعلم - عادةً ما تكون عصيبة.
تم - مارس 2023
� لو كنا نعرف أحداً نجا من الغرق لسألناه بلهفة: ما الذي يراه الإنسان وهو يصارع قبضة الماء التي تحيط برقبته، لعلنا نعرف ما هي القشة التي صارع الغارقون لكي يتعلقوا بها في لحظاتهم الأخيرة �
بلال فضل وأسماء قليلة لكُتّاب آخرين يعتبروا حالة خاصة بالنسبة لي، لا أحسب عدد قراءاتي لهم ولا تنطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم من قواعد، أقرأ لهم كلما تذكّرت وكلما رغبت، حتى لو قراءات متوازية أو متتالية، لا يهم، أريد أن أنهل من كلماتهم، أريدهم أن يكونوا معي في أغلب الوقت، فهم أصدقائي بشكل ما، منطقة ونس لا أجيد وصفها، هؤلاء الذين تحمل أعمالهم ويحملون هم شخصياً مكانات خاصة بقلبي منذ زمن.
� صباح الخير على كل سطر كتبه نجيب محفوظ، وكل شجرة سقاها علاء الديب، وكل فيلم كان هيعمله أحمد زكي �
وبالرغم من ظروف واستثنائية هذا العام ولكن كانت لتلك الأسماء الرفقة والأولوية حتى وإن كان نَذراً يسيراً، كنت أحاول بصحبتهم أن أهوّن الكثير مما لا يهون، فبعد كل فترة توقف وانقطاع قرائي كنت أحاول أن أقرأ لهم عندما أستطيع، ولكني لا يمكنني هنا أن أتحدث عن كتاب "ست الحاجة مصر" إلا بعد أن أحكي - وعُذراً إن طال الحديث - عن بعض حكاياتي وعلاقتي الخاصة جداً بالعزيز أستاذ بلال فضل.
� وأتذكره صلى الله عليه وسلم وهو ينهر الصحابة لأنهم أخذوا يعايرون رجلا استحق أن يُقام عليه الحد ليقول لهم عبارته الجليلة: «أقيلوا عَثْرة أخيكم». هذا أمر صريح يخص شخصا مذنبا اعترف بخطئه، فما بالنا بشخص محترم لا يدري أحد طبيعة ما حدث له بالضبط؟! �
صديقي بلال فضل، وهنا أقولها قُرباً معنوياً وونساً وليس تغاضياً عن الألقاب أو القَدْر أو تنحيةً للحدود لا سمح الله، ولكن بيني وبينك صداقة من نوع خاص أعيشها أنا تقريباً منذ عام ٢٠٠٢ ولا تعلمها أنت، وربما كانت أفلامك ومسلسلاتك وصفحاتك وحلقاتك وحكاياتك هي حلقة الوصل بيني وبينك لتعرف عن تلك الصداقة، لتعرف أن لك أصدقاء ليسوا من جيلك ولم تقابلهم يوماً في الواقع، أصدقاء في بقاع بعيدة عن مكانك، قريبة من كيانك، أصدقاء لسنوات طويلة أنت تشغل حيّزاً خاصاً ومكانة عزيزة في قلوبهم.
� بصراحة، لا يجب أن يخجل الإنسان من فساد ذوقه، بل يجب أن يخجل من انعدام ضميره، ومن قدرته على أن ينسى دائما أنه كمخلوق ضعيف أحقر من أن يُصدر حكما شكليّا على أناس لم يَحظوا بالفُرص التي نالها في حياته �
صديق طفولتي في "حرامية في كي جي تو" و"الباشا تلميذ"، ورفيق مراهقتي في "أبو علي" و"واحد من الناس" و"في محطة مصر" و"خارج عن القانون" و"وش إجرام" و"خالتي فرنسا" و"عودة الندلة"، صديق سنوات كثيرة في صفحات وأعمدة الجرائد والمجلات العديدة التي يطول ذكر أسمائها والتي كنت تكتب بها في أوقات مختلفة.
رفيق ثانويتي العامة في "أهل كايرو"، رفيق ثانويتي العامة أيضًا وبدايات شبابي في يناير المجيدة وحلقات برنامج "يا الميدان" على قناة التحرير التي كنا نجتمع في البيت كلنا لنشاهدها (والتي كان خالي الحبيب ضيفك في إحداها ولا زلنا إلى اليوم في العائلة نتذكر ونعيد له الجملة التي قلتها له في اللقاء: حضرتك إزاي مفكرتش تمثل قبل كدة؟ ماشاء الله ملامحك واجهة سينمائية أحلى من حسين فهمي) :))))
� كانت ليلة السابع والعشرين من رمضان، حضرتُها في جامع سيدنا أبي أيوب الأنصاري في إستانبول، أتمنى لك أن تَنْعم بذلك الخشوع الرائع الذي يمكن أن تشعر به وسط مائة ألف من الناس يسألون الله العفو والمغفرة والصحة والستر بلسان أعجمي يجاهد أن يكون عربيّا �
رفيق بداياتي الجامعية في رائعتك "الهروب"، رفيق حياة ما بعد التخرج ومطحنة العمل التي لا ترحم في حلقات "الموهوبون في الأرض" و"عصير الكتب" بعدما نزلت على يوتيوب، كبرت معك ومع أعمالك ومع صُحبتك، صفحات وأفلام ومسلسلات وبرامج وآراء ومشاركات، وكانت فترة يناير وما بعدها الذروة، تشكّل وعيي في أمور كثيرة وفي مراحل حياتي المختلفة بفضلك، يا أستاذ بلال فضل يا صاحب الفضل :)))
ترتبط أفلامك الألفينية معي بأجمل أيام وذكريات، بل إن "لحم أكتاف" تكوين ذائقتي الفنية في هذه الفترة من خيرك، فشكراً :))
� واسألوا الغارقين عن حياتهم التي كانت كلها مجانية تعليم خَرِبْ بالمجان، طب يداوي الناس وهو عليل بالمجان، كرامة مهدرة بالمجان، وفُرَص بطالة بالمجان، وأخيرا موت بالمجان لا يعكر صفوه سوى عدم معرفة الغارقين أن جثثهم ستنقل بالمجان لكي يتخلصوا من شعورهم بالندم لحظة مصارعة أمواج الغرق لأنهم سيتسببون في شحططة أهاليهم �
أما عن كتاب ست الحاجة مصر، جاءني هاتف داخلي فجأة في إحدى الليالي الليلاء بهذا العنوان الذي أريد قراءته منذ أنهيت التغريبة البلالية منذ عامين، فلبّيت النداء وأنهيته في جلستين تقريباً، وجدت سِحراً، وجدت ونساً، وجدت قسوة لاذعة مع خفّة يأولان في النهاية إلى ضحكة دامعة أو دمعة ضاحكة، وهي خلطتك من "الهَم اللي يضحّك" التي تلطمنا، تصدمنا، تصفعنا، تضحكنا وتنغز قلوبنا بنفس اللحظة.
� فإكرام المواطن المصري دفنه، والنهار بيخلص بسرعة في مصر عكس الليل فيها لا ينجلي، لا تفكروا فيما حدث أو لماذا حدث، فكّروا أين ستدفنون وأين ستأخذون العزاء �
فاض قلمك وإنساب بحكايات ومقالات في هذا الكتاب الذي صدر في 2012 في فترة التفاؤل الممزوج بالترقب بعد ثورة يناير، أوجَع قلبي تفاؤلك وحسن ظنك وتنبؤك بالجميل القادم في أم الدنيا، فطرَت قلبي المقالات المتفائلة أكثر من المقالات القاسية البائسة المريرة، هل يمكن أن يكون للسُكّر طعم مُرّ الصبْر؟ هكذا شعرت.
� لكنني أؤمن أن الفصول القادمة أجمل بكثير، وأن مصر ستحصل على الفينالة السعيدة التي دفع أحرارها ثمنها غالياً، أما أنا فحتى تأتي «فينالتي» في الموعد الذي يريده الله عز وجل سأحتفل بعيد ميلادي في الثامن والعشرين من يناير كل عام، هناك عند كوبري الجلاء، هناك حيث تجلَّت رحمة الله على الشهداء، وأشرقت مصر بنور الحرية. �
الكتاب مكون من 26 فصل كل واحد أجمل من سابقه، وإن كان فصل "يبدو حميداً" على بساطته ولكنه أكثر ما أثر بي ولمسني شخصياً وأبكاني بشكل غريب وكان توقيته قاتلاً، تفهمت مشاعرك ومشاعر والدتك الكريمة ومشاعر من يوضع في هذا الموقف هو وذويه، كل الأفكار التي طرحتها والمشاعر التي ناقشتها في هذا الفصل اخترقت قلبي، وعلى الرغم من كم الألم فيه وفي غيره من فصول الكتاب إلا أنني أبداً لم أفتقد الونس، مثلما كنت ودوماً مع كل ما يرتبط بـ اسم بلال فضل.
� في لحظات كهذه أنت لا تجري من الرابع إلى السابع بكل ما أوتيت من قوة لكي تجد الطمأنينة، بل لكي تسابق وجدانك الذي تربى على عدم الثقة في أي مستشفى ولو كان فندقيّا، وأي طبيب ولو كان الأمهر في مجاله، ستحاول فقط تذكّر كل ما حفظته من آيات وأوراد، لتطرد من ذهنك ذلك السؤال: مَن سيصل أولا إلى غرفة العمليات �
وحتى هذا اليوم، فلا زلت رفيق كل المراحل، فمع رمضان قبل الماضي تقريباً (رمضان 2022) بدأت أولى لقاءاتي مع حلقات "الحكاية والرواية وأشياء من هذا القبيل وخلافه"، والتي أعتبرها كنزاً ليس تثقيفياً وتوثيقياً وترفيهياً فحسب، بل يمكن أن تكون جزءاً علاجياً أيضاً للفصل عن كثير من مرار الواقع وعوناً قيماً على مجابهة الدهر ولو بساعة أقضيها في صحبتك مع كوب شاي وعلى الدنيا السلام، أعيد منها ما شاهدته وأشاهد ما لم أشاهده بعد، أتذكرها في أحلك وأكثر الظروف والأوقات ظلاماً فأشغل إحداها بجانبي، وليس بوسعي حينها سوى السماع فقط، وكفى بسماع حكاياتك جليساً.
� حتى اضطررت أن أشرح لها أن ما أقوم به وسيلة علاجية لمنح الأحزان نكهة تخفف طحنها لعظام الروح �
أرأيت؟ رفيق عُمرٍ أنت يا أ. بلال، وإن كنت لا تعلم وإن كنت لا تعرفني وإن كانت لم تجمعنا يوماً صورة ولا لقاء ولا حديث ولا طريق، ولكن بيننا بشكل ما.. عِشرة، أسأل الله أن تدوم العِشرة الطيبة وأن تدوم أنت لتضيف إلى تفاصيلها وذكرياتها ما يعين أمثالي من أصدقائك الذين لا تعرفهم، ويصحبهم في رحلات حياتهم التي - وأنت خير من يعلم - عادةً ما تكون عصيبة.
تم - مارس 2023
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ست الحاجة مصر.
Sign In »
Reading Progress
March 26, 2023
–
Started Reading
May 3, 2023
–
Finished Reading
January 19, 2024
– Shelved
January 29, 2025
– Shelved as:
favorites
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »


متشكر جدا جدا
قرأت هذه السطور مع بداية شهر رمضان وكانت خير بداية لي
لا أستطيع أن أعبر عن مدى تأثري بما كتبتيه
لكِ خالص تحياتي أنتِ وأسرتك جميعا"
أنا اللي مُمتنة إني أبتدي أول أيام شهر رمضان بتعليق راقي من حضرتك كدة، ميكفيش الكلام والله يا أستاذ بلال لوصف الأثر والمكانة ❤️ كل سنة وحضرتك بألف خير يارب ودائماً مشاركنا حياتنا وأيامنا وتارك بصمات وربنا ميحرمناش من قلم ولا صوت ولا حكايات حضرتك ☺️🌹وصل السلام 🌹
متشكر جدا جدا
قرأت هذه السطور مع بداية شهر رمضان وكانت خير بداية لي
لا أستطيع أن أعبر عن مدى تأثري بما كتبتيه
لكِ خالص تحياتي أنتِ وأسرتك جميعا