محمد خالد شريف's Reviews > الرواية المسروقة
الرواية المسروقة
by
"الروايات لا تنجح فقط بالمكتوب فيها، اللغط الذي سيُثيره ظهورها وحديثها عن حكايتها في مصر سيجعل الملايين يبحثون عما وراء تلك الحكاية، وسأصبح أنا الأعلى مبيعاً."
رواية "الرواية المسروقة" هي تجربتي الثالثة مع الكاتب المصري "حسن كمال" بعد تجربة جيدة لروايته الأشهر "المرحوم"، وتجربة أكثر من جيدة في المجموعة القصصية "وكان فرعون طيباً"، وهذه الرواية تأتي بعد توقف عن النشر لمدة سبع سنوات منذ أخر رواية منشورة للكاتب في عام 2017 بعنوان "نسيت كلمة السر"، فهل كانت على مستوى التوقعات؟
ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال دعنا نتكلم عن الأحداث، فبطلة الرواية "سلمى" الأربعينية، وجدت نفسها في صدمة بعد اكتشاف خيانة زوجها لها، لتُعيد حسابها في حياتها كلها من الماضي إلى الحاضر، أحداث ومواقف وصدمات ومآسي، كونت الشخص الذي أصبحت عليه الآن، فوجدت أنه لتستطع عيش الحاضر يجب عليها مواجهة الماضي بتشعباته، بين عائلتها وعائلة زوجها وعلاقاتها من الطفولة وأيام المراهقة والشباب، علاقات مُحيرة ومُربكة لكن تركت بداخلها بصمات مختلفة التأثير، فكان من الواجب عليها أن تقوم بفعل، وعندما تقوم بفعل لأول مرة في حياتها، تجد له تأثير حقيقي، وأنه فقط ما كان ينقصها هو الشجاعة لأخذ ما تُريده من الحياة عنوة، وأن تكتفي بدور المُسالم والمغلوب على أمره.
"أراقب ما يُحيط بي من مشاهد العالم. مكان مُزدحم، كل واحد من هؤلاء يُمكن أن يتحول إلى بضعة أسطر في رواية. لا حصر للقصص التي يُمكن كتابتها كل يوم، ولن يستطيع بشر أبداً أن يجمع العالم كله في كتاب واحد مهما طال."
فتبدأ "سلمى" كتابة قصة حياتها ورحلة التغيير الجذري التي بدأت فيه، فتُحاول نشر حكايتها وعند هذه النقطة نغوص في عالم النشر والأدب، حكايات وشخصيات لها رمزيات عديدة ودلالات أكبر، تجعلنا نقترب من الوسط الأدبي بجانبه الخفي والأسود، صفقات وعلاقات وشخصيات لها اسم كبير بداخل الوسط الأدبي ولكنها لا تفقه شيئاً عن الأدب، تُناقش الرواية في هذه الجزئية عملية تحويل الأدب إلى سلعة، فتسعى دور النشر والمكتبات إلى تلميع الأكثر مبيعاً وتوجيه دفة السوق إلى كتب بعينها من أجل بعض الصفقات المشبوهة والمصالح المشتركة، وحتى قيام بعض الكتاب بذلك على طريقة "جمعية ودايرة، وكله هيتراضى!"، مشهد مخزي لوسط من المفترض أن يكون الأرقى والأكثر عقلانية.
ومثل "الرولر كوستر" تأخذنا الرواية إلى أعلى وأسفل بسرعة وبسلاسة، في أحداث مجنونة وتسلسلات من أعجب ما يكون؛ أحداث يُمكن توقعها بسهولة، وأحداث لا تتخيل حدوثها على الإطلاق، حتى نهاية الرواية؛ التي هي أكبر مشاكلي مع الرواية، فإلى جانب لامنطقية بعض الأحداث المعدودة، لكن جاءت النهاية تحمل إلتواءات مُتعددة، والتي أفهم رمزيتها تماماً وعلاقتها بعنوان الرواية، ومحاولة الجميع سرقة الرواية، ولكن شعرت إنها كانت أكثر من اللازم، فعندما تنظر إلى جميع الشخصيات، تجدهم مجرد حفنة من الملاعين الذين ينتظروا أي فرصة للانقضاض على الآخر، وكان يُمكن أن أقبل ذلك في حالة تمهيده بشكل أكبر وأوسع.
ختاماً..
رواية مُمتعة ومشوقة، ستأخذك في رحلة مجنونة وتُقربك من الوسط الأدبي، والأهم إنها ستجعلك تواجه الماضي، والذي غالباً لن يأتي بنتائج حميدة، ويُمكن أن نقول عوداً حميداً للكاتب "حسن كمال"، لكني لا زلت أنتظر منه أكثر من ذلك، وهو انتظار مبني على محبة لكتاباته وأسلوبه.
بكل تأكيد يُنصح بها.
by

محمد خالد شريف's review
bookshelves: 2024, أدب-مصري, رواية, حسن-كمال, البوكر, البوكر2025
Feb 26, 2024
bookshelves: 2024, أدب-مصري, رواية, حسن-كمال, البوكر, البوكر2025
"الروايات لا تنجح فقط بالمكتوب فيها، اللغط الذي سيُثيره ظهورها وحديثها عن حكايتها في مصر سيجعل الملايين يبحثون عما وراء تلك الحكاية، وسأصبح أنا الأعلى مبيعاً."
رواية "الرواية المسروقة" هي تجربتي الثالثة مع الكاتب المصري "حسن كمال" بعد تجربة جيدة لروايته الأشهر "المرحوم"، وتجربة أكثر من جيدة في المجموعة القصصية "وكان فرعون طيباً"، وهذه الرواية تأتي بعد توقف عن النشر لمدة سبع سنوات منذ أخر رواية منشورة للكاتب في عام 2017 بعنوان "نسيت كلمة السر"، فهل كانت على مستوى التوقعات؟
ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال دعنا نتكلم عن الأحداث، فبطلة الرواية "سلمى" الأربعينية، وجدت نفسها في صدمة بعد اكتشاف خيانة زوجها لها، لتُعيد حسابها في حياتها كلها من الماضي إلى الحاضر، أحداث ومواقف وصدمات ومآسي، كونت الشخص الذي أصبحت عليه الآن، فوجدت أنه لتستطع عيش الحاضر يجب عليها مواجهة الماضي بتشعباته، بين عائلتها وعائلة زوجها وعلاقاتها من الطفولة وأيام المراهقة والشباب، علاقات مُحيرة ومُربكة لكن تركت بداخلها بصمات مختلفة التأثير، فكان من الواجب عليها أن تقوم بفعل، وعندما تقوم بفعل لأول مرة في حياتها، تجد له تأثير حقيقي، وأنه فقط ما كان ينقصها هو الشجاعة لأخذ ما تُريده من الحياة عنوة، وأن تكتفي بدور المُسالم والمغلوب على أمره.
"أراقب ما يُحيط بي من مشاهد العالم. مكان مُزدحم، كل واحد من هؤلاء يُمكن أن يتحول إلى بضعة أسطر في رواية. لا حصر للقصص التي يُمكن كتابتها كل يوم، ولن يستطيع بشر أبداً أن يجمع العالم كله في كتاب واحد مهما طال."
فتبدأ "سلمى" كتابة قصة حياتها ورحلة التغيير الجذري التي بدأت فيه، فتُحاول نشر حكايتها وعند هذه النقطة نغوص في عالم النشر والأدب، حكايات وشخصيات لها رمزيات عديدة ودلالات أكبر، تجعلنا نقترب من الوسط الأدبي بجانبه الخفي والأسود، صفقات وعلاقات وشخصيات لها اسم كبير بداخل الوسط الأدبي ولكنها لا تفقه شيئاً عن الأدب، تُناقش الرواية في هذه الجزئية عملية تحويل الأدب إلى سلعة، فتسعى دور النشر والمكتبات إلى تلميع الأكثر مبيعاً وتوجيه دفة السوق إلى كتب بعينها من أجل بعض الصفقات المشبوهة والمصالح المشتركة، وحتى قيام بعض الكتاب بذلك على طريقة "جمعية ودايرة، وكله هيتراضى!"، مشهد مخزي لوسط من المفترض أن يكون الأرقى والأكثر عقلانية.
ومثل "الرولر كوستر" تأخذنا الرواية إلى أعلى وأسفل بسرعة وبسلاسة، في أحداث مجنونة وتسلسلات من أعجب ما يكون؛ أحداث يُمكن توقعها بسهولة، وأحداث لا تتخيل حدوثها على الإطلاق، حتى نهاية الرواية؛ التي هي أكبر مشاكلي مع الرواية، فإلى جانب لامنطقية بعض الأحداث المعدودة، لكن جاءت النهاية تحمل إلتواءات مُتعددة، والتي أفهم رمزيتها تماماً وعلاقتها بعنوان الرواية، ومحاولة الجميع سرقة الرواية، ولكن شعرت إنها كانت أكثر من اللازم، فعندما تنظر إلى جميع الشخصيات، تجدهم مجرد حفنة من الملاعين الذين ينتظروا أي فرصة للانقضاض على الآخر، وكان يُمكن أن أقبل ذلك في حالة تمهيده بشكل أكبر وأوسع.
ختاماً..
رواية مُمتعة ومشوقة، ستأخذك في رحلة مجنونة وتُقربك من الوسط الأدبي، والأهم إنها ستجعلك تواجه الماضي، والذي غالباً لن يأتي بنتائج حميدة، ويُمكن أن نقول عوداً حميداً للكاتب "حسن كمال"، لكني لا زلت أنتظر منه أكثر من ذلك، وهو انتظار مبني على محبة لكتاباته وأسلوبه.
بكل تأكيد يُنصح بها.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الرواية المسروقة.
Sign In »
Reading Progress
February 22, 2024
–
Started Reading
February 22, 2024
– Shelved
February 22, 2024
– Shelved as:
2024
February 22, 2024
– Shelved as:
أدب-مصري
February 22, 2024
– Shelved as:
رواية
February 22, 2024
– Shelved as:
حسن-كمال
February 25, 2024
–
75.0%
""أراقب ما يُحيط بي من مشاهد العالم. مكان مُزدحم، كل واحد من هؤلاء يُمكن أن يتحول إلى بضعة أسطر في رواية. لا حصر للقصص التي يُمكن كتابتها كل يوم، ولن يستطيع بشر أبداً أن يجمع العالم كله في كتاب واحد مهما طال.""
page
180
February 26, 2024
–
Finished Reading
January 7, 2025
– Shelved as:
البوكر
January 7, 2025
– Shelved as:
البوكر2025