مهند شادي's Reviews > الإخوان المسلمون: سنوات ما قبل الثورة
الإخوان المسلمون: سنوات ما قبل الثورة
by
by

انتهيت - والحمد لله - من كتاب " الاخوان المسلمون : سنوات ما قبل الثورة " ل حسام تمام - رحمه الله-
ملاحظات عامة :
1- الكتاب هو اخر ما صدر للباحث - رحمه الله- قبل وفاته ، وهو من ثم يعبر عن اخر ما توصل اليه
2- الكتاب هو استمرار لدراسات الباحث عن التيارات الاسلامية عموما والاخوان المسلمين خصوصا
ملاحظات خاصة :
1- يعتبر هذا الكتاب تحديدا هو اكثر كتب حسام تمام نضجا حيث اشتمل علي مجموعة من الدراسات المحكمة مما اعطي ثقلا للكتاب بخلاف بقية كتبه
2- ابتعد الكتاب عن اسلوب تجميع المقالات المعتاد في كتبه السابقه ، وان لم يخل من فكرة " التجميع " وهو ما يدفعني للتسائل حول قدرة حسام تمام في كتابة كتاب متكامل بشكل خاص بدلا من تجميع ما سبق نشره من مقالات
3- بالرغم من قوة الدراسات المثبته في الكتاب قياسا علي مقالات كتبه السابقه الا ان هذا الكتاب حوي عدد من الدراسات التي ، اما تناقضت مع نفسها واما تناقضت مع ما سبق هو وان طرحه فيما مضي ، فمثلا :
دراسته حول علاقة الاخوان بالجهاد ، يبدو الباحث في بداية الدراسة متوجها نحو هدف بعينه وهو اثبات جذرية الفكرة الجهادية عند الاخوان ، ثم نجده لاحقا ينفي هذا بنفس القوة ، خاصة بعد الخروج من السجون في السبعينات ، وهو بالرغم من ذلك مستمر في مقولته حول تجذر الفكرة الجهادية ، وهو ما يطرح تسائلا لم يستطع الباحث الاجابة عنه ، وهي لماذا حدث هذا التغير ، فالظروف الخارجية عن الجماعة ليست مبررا كافيا ، كما انه لا يتناسب مع الاتجاه الذي اراد الباحث اثباته في بداية البحث وحتي مرحلة سيد قطب
دراسته حول علاقة الاخوان بالدولة ، تبدأ الدراسة بفكرة يؤمن الباحث مسبقا بوجودها وهي ان نظرة الاخوان للدولة نظرة مغايره لمفهوم الدولة القومية ، ثم اذ فجأة يغير الباحث من نظرته بالتأكيد علي ان الاخوان هم - علي عكس ما يقول به البعض - هم الابناء - الغير شرعيون - لتيار الدولتية ، وهو تناقض صارخ لا ادري كيف تحمله الباحث ، وهو في هذا لا يقدم اجابات حقيقية حول هذا التحول ( ان كان هناك تحول ) ، الاسوء هو تناقض قوله في هذه الدراسه مع مقالته المنشوره في كتابه السابق " تحولات الاخوان " والتي تحدث فيها عن افول نجم التنظيم الدولي وعدم قدرته علي تفسير الواقع الاخواني العالمي ، وان الفروع الاخوانية تحولت لكيانات قطرية بامتياز ، وخاصة الفرع المصري
4- بعض الدراسات بالفعل كانت جيده مثل دراسته حول علاقة الاخوان بالحركات الاحتجاجية ، ولقد استفاد الباحث جيدا مما كتب في مجال الحركات الاحتجاجية وبعض دراسات التيارات الاسلامية الاجنبية ، وعلي راسها كتب مثل " انسانية الاسلام " لميشيل بوازار ، وهو كتاب في غاية الاهمية فيما اعلم ، احاول الحصول عليه الان
بهذا الكتاب انهي - تقريبا - كل ما كتبه حسام تمام من كتب ، وهو ما يدفعني لكتابة تقييم موضوعي له اسرده فيما يلي
حسام تمام : بين الفرضية النظرية والافتراضات المسبقة
1- بالرغم من وجاهة ما يقدمه حسام تمام من اطروحات ، الا انها تعاني من خلل قوي في مسالة التطبيق ، فعلي سبيل المثال ، حين تحدث عن تفكك الايدولوجية الاخوانية ونهاية التنظيم ، فالواقع العملي لم يثبت سوي عكس ما قال ، بل ان اي تطور لاحق للتنظيم الاخواني سوف يكون بسبب ما حدث من احداث الثورة وما تلاها ، وهو متغير لم يذكره حسام تمام في دراساته ، وهذا الامر يدفعنا لحتمية اختبار مقولاته الاخري ، فعلي سبيل المثال يطرح الباحث مقولة الانشطار الجيلي والفكري في التنظيم الاخواني ، بل ويقدم فكرة ان الاخوان هي اشبه بمظله جامعة لتيارات فكرية عدة ترتبط بتنظيم قوي ورباط فكري ضعيف ، بينما تجمع تيارات من اقصي السلفية الي تخوم الليبرالية المحافظة ، وهي مقولات تتردد كثيرا في ثنايا كتاباته دون دراسه حقيقية تقدم الادلة والبراهين ، وبالتأكيد دون وجود اختبار حقيقي علي الواقع
2- من اهم الاشكاليات الاخري هو الفرضيات المسبقة والتي - وان كانت قادرة علي تقديم تفسيرات معقوله في بعض الاحيان - الا انها تضغط عليه للي عنق الحقائق في بعض الاحيان الاخري ، فحديثه عن ان الدولة العربية هي نتاج الصراع بين السلطة والتيار الاسلامي ، هي مقوله شديدة الاختزالية ، حيث ان التيار الاسلامي - طبقا لمفهوم حسام تمام - لم ينشأ الا مع نشأة جماعة الاخوان المسلمين في سنة 28 ، وهو ما لا يقدم - من ثم - اي تفسير علي نشأة الدولة القومية منذ محمد علي ، الامر الاخر ان هذه الاشكالية تدفعه في بعض الاحيان الي التعميم علي بقية " التيار الاسلامي " ليس في مصر فقط بل وفي العالم ، وهي مقولات شديدة العمومية لا اظن انها سوف تصمد لاي تحليل بسيط
3- لدي حسام تمام اشكالية حول تعريف " التيار الاسلامي " فهو في المعتاد يسخدم مصطلح الاسلام السياسي ، وهو ما يجعله ينحصر في تيارات الاخوان والجهاد وغيرها ممن اهتموا بالعمل " الحزبي " ، وهو ما يخرج من دائرة الدراسة ، تيارات مثل الجمعية الشرعية وجماعة انصار السنة ، بالاضافة لعلماء الاسلام منذ جمال الافغاني ( والذي لا اذكر له ذكر في كتابات حسام تمام علي الاطلاق ) . هذا الخلط ادي لاشكالية في الاحكام المطلقة وتفسير واقع التيار الاسلامي بشكل عام
4- تبدو مقالات حسام تمام هشه وسطحية ، مما يجعله يتراجع عما جاء فيها لاحقا ( والمثل الابرز علي هذا كتابه ، مع الحركات الاسلامية في العالم ) وهو ما يدعوني للتسائل حول سبب كتابة هذه المقالات منذ البداية ، هل ربما كانت العجلة هي السبب ؟
5- ان لجهد حسام تمام في توثيق تاريخ الحركة الاسلامية من خلال شهادات رموزها وما اقامه من مرصد متخصص في هذا الشأن ، هو جهد لا يقدر بثمن ونسأل الله ان يجزيه عن هذا خيرا ويجزي اسرته التي تسعي لاستكمال نشر ما لم ينشر من شهادات ( نذكر منها شهادة عبد المنعم ابو الفتوح ، فاطمة عبد الهادي ، اللواء ابو المكارم عبد الحي ، خالد داود ، فريد عبد الخالق ، وغيرهم )
كتاب " الاخوان السلمون : سنوات ما قبل الثورة " ل حسام تمام ،تقديم ابراهيم عيسي ، ط 2012 ، 206 صفحة قطع كبير ، دار الشروق ، لا اتذكر السعر حاليا
ملاحظات عامة :
1- الكتاب هو اخر ما صدر للباحث - رحمه الله- قبل وفاته ، وهو من ثم يعبر عن اخر ما توصل اليه
2- الكتاب هو استمرار لدراسات الباحث عن التيارات الاسلامية عموما والاخوان المسلمين خصوصا
ملاحظات خاصة :
1- يعتبر هذا الكتاب تحديدا هو اكثر كتب حسام تمام نضجا حيث اشتمل علي مجموعة من الدراسات المحكمة مما اعطي ثقلا للكتاب بخلاف بقية كتبه
2- ابتعد الكتاب عن اسلوب تجميع المقالات المعتاد في كتبه السابقه ، وان لم يخل من فكرة " التجميع " وهو ما يدفعني للتسائل حول قدرة حسام تمام في كتابة كتاب متكامل بشكل خاص بدلا من تجميع ما سبق نشره من مقالات
3- بالرغم من قوة الدراسات المثبته في الكتاب قياسا علي مقالات كتبه السابقه الا ان هذا الكتاب حوي عدد من الدراسات التي ، اما تناقضت مع نفسها واما تناقضت مع ما سبق هو وان طرحه فيما مضي ، فمثلا :
دراسته حول علاقة الاخوان بالجهاد ، يبدو الباحث في بداية الدراسة متوجها نحو هدف بعينه وهو اثبات جذرية الفكرة الجهادية عند الاخوان ، ثم نجده لاحقا ينفي هذا بنفس القوة ، خاصة بعد الخروج من السجون في السبعينات ، وهو بالرغم من ذلك مستمر في مقولته حول تجذر الفكرة الجهادية ، وهو ما يطرح تسائلا لم يستطع الباحث الاجابة عنه ، وهي لماذا حدث هذا التغير ، فالظروف الخارجية عن الجماعة ليست مبررا كافيا ، كما انه لا يتناسب مع الاتجاه الذي اراد الباحث اثباته في بداية البحث وحتي مرحلة سيد قطب
دراسته حول علاقة الاخوان بالدولة ، تبدأ الدراسة بفكرة يؤمن الباحث مسبقا بوجودها وهي ان نظرة الاخوان للدولة نظرة مغايره لمفهوم الدولة القومية ، ثم اذ فجأة يغير الباحث من نظرته بالتأكيد علي ان الاخوان هم - علي عكس ما يقول به البعض - هم الابناء - الغير شرعيون - لتيار الدولتية ، وهو تناقض صارخ لا ادري كيف تحمله الباحث ، وهو في هذا لا يقدم اجابات حقيقية حول هذا التحول ( ان كان هناك تحول ) ، الاسوء هو تناقض قوله في هذه الدراسه مع مقالته المنشوره في كتابه السابق " تحولات الاخوان " والتي تحدث فيها عن افول نجم التنظيم الدولي وعدم قدرته علي تفسير الواقع الاخواني العالمي ، وان الفروع الاخوانية تحولت لكيانات قطرية بامتياز ، وخاصة الفرع المصري
4- بعض الدراسات بالفعل كانت جيده مثل دراسته حول علاقة الاخوان بالحركات الاحتجاجية ، ولقد استفاد الباحث جيدا مما كتب في مجال الحركات الاحتجاجية وبعض دراسات التيارات الاسلامية الاجنبية ، وعلي راسها كتب مثل " انسانية الاسلام " لميشيل بوازار ، وهو كتاب في غاية الاهمية فيما اعلم ، احاول الحصول عليه الان
بهذا الكتاب انهي - تقريبا - كل ما كتبه حسام تمام من كتب ، وهو ما يدفعني لكتابة تقييم موضوعي له اسرده فيما يلي
حسام تمام : بين الفرضية النظرية والافتراضات المسبقة
1- بالرغم من وجاهة ما يقدمه حسام تمام من اطروحات ، الا انها تعاني من خلل قوي في مسالة التطبيق ، فعلي سبيل المثال ، حين تحدث عن تفكك الايدولوجية الاخوانية ونهاية التنظيم ، فالواقع العملي لم يثبت سوي عكس ما قال ، بل ان اي تطور لاحق للتنظيم الاخواني سوف يكون بسبب ما حدث من احداث الثورة وما تلاها ، وهو متغير لم يذكره حسام تمام في دراساته ، وهذا الامر يدفعنا لحتمية اختبار مقولاته الاخري ، فعلي سبيل المثال يطرح الباحث مقولة الانشطار الجيلي والفكري في التنظيم الاخواني ، بل ويقدم فكرة ان الاخوان هي اشبه بمظله جامعة لتيارات فكرية عدة ترتبط بتنظيم قوي ورباط فكري ضعيف ، بينما تجمع تيارات من اقصي السلفية الي تخوم الليبرالية المحافظة ، وهي مقولات تتردد كثيرا في ثنايا كتاباته دون دراسه حقيقية تقدم الادلة والبراهين ، وبالتأكيد دون وجود اختبار حقيقي علي الواقع
2- من اهم الاشكاليات الاخري هو الفرضيات المسبقة والتي - وان كانت قادرة علي تقديم تفسيرات معقوله في بعض الاحيان - الا انها تضغط عليه للي عنق الحقائق في بعض الاحيان الاخري ، فحديثه عن ان الدولة العربية هي نتاج الصراع بين السلطة والتيار الاسلامي ، هي مقوله شديدة الاختزالية ، حيث ان التيار الاسلامي - طبقا لمفهوم حسام تمام - لم ينشأ الا مع نشأة جماعة الاخوان المسلمين في سنة 28 ، وهو ما لا يقدم - من ثم - اي تفسير علي نشأة الدولة القومية منذ محمد علي ، الامر الاخر ان هذه الاشكالية تدفعه في بعض الاحيان الي التعميم علي بقية " التيار الاسلامي " ليس في مصر فقط بل وفي العالم ، وهي مقولات شديدة العمومية لا اظن انها سوف تصمد لاي تحليل بسيط
3- لدي حسام تمام اشكالية حول تعريف " التيار الاسلامي " فهو في المعتاد يسخدم مصطلح الاسلام السياسي ، وهو ما يجعله ينحصر في تيارات الاخوان والجهاد وغيرها ممن اهتموا بالعمل " الحزبي " ، وهو ما يخرج من دائرة الدراسة ، تيارات مثل الجمعية الشرعية وجماعة انصار السنة ، بالاضافة لعلماء الاسلام منذ جمال الافغاني ( والذي لا اذكر له ذكر في كتابات حسام تمام علي الاطلاق ) . هذا الخلط ادي لاشكالية في الاحكام المطلقة وتفسير واقع التيار الاسلامي بشكل عام
4- تبدو مقالات حسام تمام هشه وسطحية ، مما يجعله يتراجع عما جاء فيها لاحقا ( والمثل الابرز علي هذا كتابه ، مع الحركات الاسلامية في العالم ) وهو ما يدعوني للتسائل حول سبب كتابة هذه المقالات منذ البداية ، هل ربما كانت العجلة هي السبب ؟
5- ان لجهد حسام تمام في توثيق تاريخ الحركة الاسلامية من خلال شهادات رموزها وما اقامه من مرصد متخصص في هذا الشأن ، هو جهد لا يقدر بثمن ونسأل الله ان يجزيه عن هذا خيرا ويجزي اسرته التي تسعي لاستكمال نشر ما لم ينشر من شهادات ( نذكر منها شهادة عبد المنعم ابو الفتوح ، فاطمة عبد الهادي ، اللواء ابو المكارم عبد الحي ، خالد داود ، فريد عبد الخالق ، وغيرهم )
كتاب " الاخوان السلمون : سنوات ما قبل الثورة " ل حسام تمام ،تقديم ابراهيم عيسي ، ط 2012 ، 206 صفحة قطع كبير ، دار الشروق ، لا اتذكر السعر حاليا
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الإخوان المسلمون.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
June 10, 2013
– Shelved
June 10, 2013
–
Finished Reading