Seejaal's Reviews > ممتلئ بالفراغ
ممتلئ بالفراغ
by
by

ماذا نكتب عن هذا الكتاب .. من أي عناوين فصوله نبدأ.. حيرة كبيرة تلك تتملكنا ونحن نزمع كتابة خلاصة تجربتنا مع هذا الكتاب.. فعلى الرغم من انتهائنا من قراءته فإنا لم تنتهي.. فكتاب كهذا لا تسعه قراءة واحدة.. بل إن الفصل الواحد منه لا تسعه أيضا قراءة واحدة.. إنه ينبش في العمق السحيق المتواري من أنفسنا مثيرا الكثير الكثير من التساؤلات والثقل و الإفاقات.. وأشياء أخر يدركها كل ذو قلب شجاع قرأه..القلب الذي يقر ويسلم ويشرع مداركه ليفهم أكثر..
وإن لم يلامسنا هذا الكتاب في شيء مما قرأنا فسيكفينا ابتداء الكاتب لكل قصة يسردها عن تجربة شخصية لأحد المدمين بعبارة "يقول أحدنا" نعم يقول أحدنا.. فالكاتب هنا ينطلق في سر القصة من حسه الإنساني العالي بالإنسان.. فهذا المدمن أحدنا.. مثله مثلنا لا نفضل عنه بشيء ولا هو كذلك.. وقد نكتشف انا نحن هو.. لكننا لم نعي ذلك قبل هذا أو أننا ننكره..!
أليس هذا رائعا..
واما أكثر ما استوقفني شخصيا في الكتاب هو فصل :الأمية الشعورية و الخرس الشعوري" فكم نحن بعيدين كل البعد عن التفريق بين ما نحس وما نشعر وما به نفكر.. وكم هي مصيبة أن نسمي الأشياء بغير اسمائها.. فإن كان اسمها لا يدل على معانيها فكيف كنا نتعامل معها.. وماذا كانت تفعل بنا.. وكيف كنا نتعامل مع انفسنا..؟ بجهل..؟
الا يدعونا هذا للتفكر..
وأما الأمر الآخر.. فإن هذا الكتاب قد فتح أبصارنا وقلوبنا على مصاريعيها لفهم صحيح وحقيقي لعالم الإدمان والمدمنين.. فهم بعيد كل البعد عن ما استقيناه من الدراما العربية وغير العربية التي كانت لا ترينا سوى جانبا أحاديا سطحيا من حياة المدمن وعنها.. وغالبا إدمانا واحدا.. بصورة بعيدة كل البعد عن الجانب الإنساني لهذه الشخصية المدمنة وعن الفهم العميق والحقيقي كالذي قدمه لنا هذا الكتاب عن الادمان.. كل ما فعلته الدراما أنها قدمت المدمن بصورة متماشية تماما مع المفاهيم الاجتماعية السائدة التي تزيد بلة الطين عوضا عن مساعدته في الجفاف..
قدم إلينا الكتاب فهما جعلنا نشفق على المدمن ونحترم وجعه ولا نحكم عليه أو ننفر منه.. و أن نقبل توبته.. ونثق بها و أن معاناته مرض حقيقيا مزمنا.. لا ضعفا في إرادة ولا في إيمان.. مرض هو وحده كمدمن يستطيع أن ينقذ نفسه منه.. هو وحده.. وأدركنا أن ذلك الفهم والتعلم لا يعني أن نصفق للمدمن أو أن نسمح له بتدمير حياتنا، بل يعني ذلك أن لا نزيد بجهلنا مآسيه مأساة جديدة بأي شكل كان..
وازداد يقيننا ونحن نقرأ هذا الجمال صفحة إثر صفحة بأن مأساة الإنسان اليوم هي التأسيس الخاطئ لبنائه النفسي، ومصدر البناء والمسؤولون عنه هما الأم والأب.. وسلسلة السوء في البناء لدينا ممتدة عبر الأجيال ولكن.. كلنا رجاء أن يكسر كتاب كهذا وأشباهه هذه السلسلة.. لنحظى بمجتمعات أكثر وعيا.. وأقل معضلات.. يعيش فيها ويسيرها إنسان أجمل مما كنا فيه ومما بقينا عليه..
وختاما..
للدكتور عماد رشاد عثمان، نرفع القبعات ونصفق واقفين طويلا.. لا على هذا الإصدار فقط، بل على كل اصداراته السابقة لهذا (أبي الذي أكره، أحببت وغدا).. وندعوكم من الروح جميعا إلى قراءة كل تلك لإصدارات.. فقلوبكم شجاعة.. أجل.
وننوه إلى أننا عمدنا إلى مشاهدة مسلسل ذكر في هذا الكتاب، اسمه "تحت السيطرة" ندعوكم أيضا لمشاهدته، ففي حلقاته تجلى بما لا يترك للشك مكان حجم معاناة المدمنين مع ذواتهم وفي علاقاتهم الشخصية والناس من حولهم.. ووجدنا عقب القراءة والمشاهدة أن الكتاب والمسلسل يكمل بعضهم بعضا
قراءة ومشاهدة ماتعة نرجوها لكم
وإن لم يلامسنا هذا الكتاب في شيء مما قرأنا فسيكفينا ابتداء الكاتب لكل قصة يسردها عن تجربة شخصية لأحد المدمين بعبارة "يقول أحدنا" نعم يقول أحدنا.. فالكاتب هنا ينطلق في سر القصة من حسه الإنساني العالي بالإنسان.. فهذا المدمن أحدنا.. مثله مثلنا لا نفضل عنه بشيء ولا هو كذلك.. وقد نكتشف انا نحن هو.. لكننا لم نعي ذلك قبل هذا أو أننا ننكره..!
أليس هذا رائعا..
واما أكثر ما استوقفني شخصيا في الكتاب هو فصل :الأمية الشعورية و الخرس الشعوري" فكم نحن بعيدين كل البعد عن التفريق بين ما نحس وما نشعر وما به نفكر.. وكم هي مصيبة أن نسمي الأشياء بغير اسمائها.. فإن كان اسمها لا يدل على معانيها فكيف كنا نتعامل معها.. وماذا كانت تفعل بنا.. وكيف كنا نتعامل مع انفسنا..؟ بجهل..؟
الا يدعونا هذا للتفكر..
وأما الأمر الآخر.. فإن هذا الكتاب قد فتح أبصارنا وقلوبنا على مصاريعيها لفهم صحيح وحقيقي لعالم الإدمان والمدمنين.. فهم بعيد كل البعد عن ما استقيناه من الدراما العربية وغير العربية التي كانت لا ترينا سوى جانبا أحاديا سطحيا من حياة المدمن وعنها.. وغالبا إدمانا واحدا.. بصورة بعيدة كل البعد عن الجانب الإنساني لهذه الشخصية المدمنة وعن الفهم العميق والحقيقي كالذي قدمه لنا هذا الكتاب عن الادمان.. كل ما فعلته الدراما أنها قدمت المدمن بصورة متماشية تماما مع المفاهيم الاجتماعية السائدة التي تزيد بلة الطين عوضا عن مساعدته في الجفاف..
قدم إلينا الكتاب فهما جعلنا نشفق على المدمن ونحترم وجعه ولا نحكم عليه أو ننفر منه.. و أن نقبل توبته.. ونثق بها و أن معاناته مرض حقيقيا مزمنا.. لا ضعفا في إرادة ولا في إيمان.. مرض هو وحده كمدمن يستطيع أن ينقذ نفسه منه.. هو وحده.. وأدركنا أن ذلك الفهم والتعلم لا يعني أن نصفق للمدمن أو أن نسمح له بتدمير حياتنا، بل يعني ذلك أن لا نزيد بجهلنا مآسيه مأساة جديدة بأي شكل كان..
وازداد يقيننا ونحن نقرأ هذا الجمال صفحة إثر صفحة بأن مأساة الإنسان اليوم هي التأسيس الخاطئ لبنائه النفسي، ومصدر البناء والمسؤولون عنه هما الأم والأب.. وسلسلة السوء في البناء لدينا ممتدة عبر الأجيال ولكن.. كلنا رجاء أن يكسر كتاب كهذا وأشباهه هذه السلسلة.. لنحظى بمجتمعات أكثر وعيا.. وأقل معضلات.. يعيش فيها ويسيرها إنسان أجمل مما كنا فيه ومما بقينا عليه..
وختاما..
للدكتور عماد رشاد عثمان، نرفع القبعات ونصفق واقفين طويلا.. لا على هذا الإصدار فقط، بل على كل اصداراته السابقة لهذا (أبي الذي أكره، أحببت وغدا).. وندعوكم من الروح جميعا إلى قراءة كل تلك لإصدارات.. فقلوبكم شجاعة.. أجل.
وننوه إلى أننا عمدنا إلى مشاهدة مسلسل ذكر في هذا الكتاب، اسمه "تحت السيطرة" ندعوكم أيضا لمشاهدته، ففي حلقاته تجلى بما لا يترك للشك مكان حجم معاناة المدمنين مع ذواتهم وفي علاقاتهم الشخصية والناس من حولهم.. ووجدنا عقب القراءة والمشاهدة أن الكتاب والمسلسل يكمل بعضهم بعضا
قراءة ومشاهدة ماتعة نرجوها لكم
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ممتلئ بالفراغ.
Sign In »
Reading Progress
March 27, 2024
–
Started Reading
March 29, 2024
– Shelved
March 29, 2024
– Shelved as:
نادي-الكتاب-سجال
April 24, 2024
–
Finished Reading