ŷ������

أعتبر هذا الجزء من الأجزاء العظيمة في هذه الملحمة الفذة وذلك بسبب قدرة منيف الفائقة على تصوير طبيعة نفسية السلطان المهزوم السلطان الغاضب الساخط
الضعيف المريض المنبوذ و كان من البراعة بأن يوازي ما حدث للسلطان بما يحدث لصبحي المحملجي والذي بدا متشبثا بالسلطان لأنه الرمز الذي وهبه السلطة فبدا كشيطان لا يكف عن الوسوسة ، إلى جانب إضطراب الحاشية والمرافقين حول مصيرهم ومصير السلطان .. غير إنهم سرعان ما انغمسوا في حياة الحرية التي أتيحت لهم وجرت الفوضى وعاشوا حياة العربدة وها نحن ننغمس في حياة القصور من جديد ولكن هذه المرة اختلفت الأمور فنحن في قصر سلطان فلتت الأمور من يديه سلطان لم يعد يملك سوى الترقب والقلق ولعل هذا ما يعطي هذا الجزء أهميته الخاصة


سلمى جسدت دور الفتاة الصغيرة المستغلة من قبل أب جشع فرط بطفولتهاوأحلامها وحياتها من أجل طموحاته الشخصية وبين سلطان يباهي برجولته بقدر ما يملك من النساء .. ضاعت سلمى بين وضاعة الرجلين وتخلي الأم التي طارت حين وجدت فرصتها للطيران وتركت سلمى رمزا لكل النساء اللاتي ذهبن ضحايا لمثل هذا الصنف البشع من الإستغلال...

تعتبر أهمية هذا الجزء في كونه فترة فاصلة بين عهد وآخر مرحلة أخرى من التحولات والانعطافات الصراعات والانتكاسات لذلك تترافق الشائعات والثرثرات مجالها الرحب فيم قاله الآخرون وفيم ممكن أن يكون قد فتبدو مزيجا غير عاديا من وجهات النظر .


شخصية غزوان تصبح أكثر وضوحا وتبدو كامتداد لشخصية والده بنسخة خالية من المشاعر عملية وتخطط على المدى البعيد في الوقت الذي أصبح فيه الحكيم أقرب للسخرية وهدفا لثرثرات رجال ونساء القصر

رسم منيف للمرأة في هذه الخماسية أدوار عديدة نتقل من جيل لآخر ومن عهد لآخر ومن حقبة لأخرى ، قام بالتمويه على الأسماء بمكر عجيب كما إن لديه مهارة بالغة في التحكم بحشد هائل من الشخصيات من بدو ووافدين سلاطين وأمراء حاشية وخدم عامة وأجانب استطاع منيف أن يمد جذورا لروايته في عمق الواقع التاريخي وأن يحكي قصصا حول الأبوة والأمومة والعلاقات الزوجية عن المجتمع البدوي ومجتمع القصور حول الطبقات الإجتماعية وبلاشك الأخلاق



كان جزءا رائعا يستحق الخمسة نجوم