ŷ������

المصافحة الأولى لقلم السوري الراحل حيدر حيدر.. أعدّها نثراً و خيالات سيريالية أكثر من كونها رواية ذات أحداث، فالأحداث فيها لا تعدو ان تكون خلفية ثانوية لاحتراقاته بنيران الدم و الموت.. و لا تعدو ان تكون تحصيل حاصل لرغبته في مواصلة رحلة الهروب في القطار

شدتني الكثير من التعبيرات القوية و العميقة و التي ترميك رمياً في مرمى الضياع و الاحساس بالفقد .. لكني اراها كقصة فيها بعض العناصر الناقصة التي كان من الرائع توضيحها و تبيانها، السرعة و السطحية و الابتذال الذي عشقت به المرأة دميانة الضيف الغريب ناجي العبدالله - الذي ذكّرني بلا ارادة مني بالفلسطيني ناجي العلي لتشابه الاسماء و تشابه المرور على لبنان ثم المغرب العربي - سلبت من النص تواطئ القارئ و قبوله لهذا العشق الشهواني غير الناضج .. و ايضاً طريقة تعامله معها و هي اللحوحة في ارضاخه نحو ظمأها و من ثم عشقه لها بشكل ايضاً غير مفهوم و سطحي و فلو كان هذا العشق نتيجة احاديث و معرفة و ادراك لنقاء و عمق الآخر لكان اقدر على التصديق و التأثير في القارئ .. ما جمعهما هو العطب الداخلي بسبب ماضيهما الذي ما زالا يدفعان ثمنه باهضاً..


اعجبتني فكرة رحلة القطار و المرور بمحطات مختلفة الى وجهة غير معلومة و كأنها مرآة عاكسة لحياة ناجي العبدالله و هروبه من ماضيه و ذكرياته و تيهه بعد فقده لأهله و لوطنه بأبشع طريقة.. محطات يستذكر فيها ما جرى بأهله و رحلة الضياع و علاقته بدميانه و ما آلت إليه بسبب الحرائق التي لازالت تستعر في داخله و هو الذي يرى انه لا يمكن لعلاقة ان تدوم ، رحلة ترافقه ايضاً فيها رائحة الموت فهناك العجوز الذي تفقد طفلها المريض و تنتحر هي الاخرى بعد موته ��