ŷ

Ahmed Adly's Reviews > ليلة نهاية التاريخ: دليلك لأشهر الخرافات والعلوم الزائفة ونظريات المؤامرة

ليلة نهاية التاريخ by شادي عبد الحافظ
Rate this book
Clear rating

by
11559463
's review

liked it

ذكر لي أحد الأصدقاء أن الكتاب يحوي فصلا حول الأهرامات وفكرة الحضارة المفقودة، وهو الفصل الخامس في الكتاب بعنوان "كُل شيء هادئ عند الهرم الأكبر"، ويقدم الكاتب تلك الأفكار على أنها علم زائف وجزء من الخرافات الحديثة، وبما أنني أحد من تبنوا ونشروا تلك الفكرة فقد رأيت أن أشتري الكتاب وأقرأه لأطلع عليه وأتعرف على الآراء النقدية أو الثغرات الموجودة. وبالفعل قرأت الكتاب مُتضمنا الفصل الخاص بالأهرامات والحضارة المفقودة.
وقرأت الكتاب كله حتى أضمن أنه لم يفوتني شيء، ولأتفهم أسلوب الكاتب وفكرة الكتاب عموما

أولا: الكتاب يُعتبر من الكُتب الخفيفة سهلة القراءة والاستيعاب، لكنه لا يُعد منهجيا في تفنيد ما أطلق عليه خرافات أو علم زائف، ففصوله عبارة عن تجميع لكم ضخم جدا من النقاط من مصادر وأوراق عديدة تتكلم عن نفس الموضوع. الكاتب يسرد فقط ما قرأه، لكن لا يتضمن تجارب المؤلف ولا براهينه. فلان ادعى كذا، لكن فلان آخر نشر ورقة رد على هذا الادعاء، هذا أكثر من 95% من محتوى الكتاب. الكاتب لم يعش بنفسه مُعظم التجارب حتى يستطيع الحُكم والتفنيد، وبالتالي فهو لم يغص بعُمق في أي نقطة لأنه لا يملك فيها تجارب حقيقية

ثانيا: المصادر والمراجع والاقتباس ثغرة كبيرة في الكتاب، فحينما ذهبت إلى قائمة المصادر للفصل الخامس مثلا، لم أجد المؤلف قد استند لأي كتاب من الكُتب التي قام بنقدها، وكذلك فإنه يستند "كثيرا" إلى أشخاص وهميين لنسب ادعاء مُعين، فيقول مثلا في أحد الفقرات: "ولنبدأ من ادعاء يقول إن العلماء وجدوا أن طول ضلع الهرم الأكبر على الأرض كذا .."، وبالتالي يكون السؤال .. من الذي قال؟ وعلى ماذا استند؟ وهل هو شخص مؤثر، هل هو ادعاء فردي أم جماعي ؟، وبالطبع من العسير جدا الوصول لإجابات على هذا الأسئلة بسبب عدم وضع المصادر والسند

ثالثا: يبالغ الكاتب في استعمال كلمات مثل "الخرافات، العلم الزائف، أصحاب الادعاءات، المُروجون.. " بشكل مُكثف في الصفحات والفصول، فتشعر أن جميع الأفكار مُتهمة، وهو لا يستخدم أسلوب الإقناع، ونقد الأمر من كل جوانبه حتى يقتنع القارئ وحده دون أن يضطر أن يقرأ كلمة "علم زائف" 10 مرات في الصفحة، بل بتكرار الهجوم على الفكرة ووصفها بالزيف. كما يخلط الكاتب كثيرا بين المعلومة الخاطئة، والافتراض غير المؤكد بعد، والتصورات العامة، ويضعه كُله في خانة العلم الزائف، لقد تضخم المصطلح في هذا الكتاب حتى ابتلع أي رأي مُخالف

رابعا: الاستسهال في عملية النقد، فالكاتب لم يقرأ أيا من الكُتب التي قام بنقدها، بل إنه فقط اعتمد على سردية من ينتقدون النظرية وأغلبها من خلال السوشيال ميديا. فانتقد نقاطا ناقشها أصحابها في كُتبهم منذ زمن بعيد، ولكن لأن الكاتب لم يقرأ تلك الكُتب فاعتقد أنها نقاط ضعف أو أنها جديدة ولم تُناقش من قبل

عملية النقد � خاصة للأفكار والكُتب � ليست بالعملية السهلة القصيرة، بل تحتاج إلى وقت وصبر. والخطوة الأولى فيها هي أن تبدأ بقراءة الكتاب الذي تُريد نقده، وهذا ألف باء نقد. ثانيا يتم في وضع نقاط النقد، وتبحث ما إذا كان تم الرد عليها أم لا. فلو ضربنا مثلا حول نظرية "ارتباط الأهرامات بحزام أوريون" . لقد نُشرت أو لا في في دورية بريطانية عام 1989 بعنوان "مناقشات في المصريات"، ثم نُشرت في كتاب بعنوان "لغز حزام أوريون"، وحين تم نقدها نحو عام 2000، أصدر بوفال كُتبا اُخرى تتضمن ردودا على الانتقادات السابقة وأدلة جديدة لتقوية النظرية، حتى أخر كتاب له عام 2017 حول نفس الموضوع بعنوان "أصول أبو الهول". فإذا أراد شخصا ما نقد تلك الفكرة في عام 2024، فعليه � على الأٌقل � المرور على الإصدارات الأخيرة للكتاب، لئلا يقع في فخ نقد ما تم الرد عليه، وتلك هي المُشكلة المنهجية التي وجدتها في كتاب "ليلة نهاية التاريخ" � الفصل الخامس

الكتاب في مجمله يُذكرني بكتاب "الإنسان الحائر بين العلم والخرافة" للكاتب د.عبد المُحسن صالح، وبرغم أن الكاتب قد أصاب في مواضع، إلا أنه قد أخفق في أخرى بسبب أن لم يعش التجربة بنفسه، وإنما نقل عنها، والذي ينقل هو في الأغلب ضحية للناقل

الفصل الخامس سأعطيه 1 من 5، لكن سأكون غير منصف لو أعطيت الكتاب كله نفسه الدرجة، ولذلك فقد أعطيت الكتاب نفسه 3 من 5
قُمت بتفنيد النقاط التي أتبناها وناقشت النقاط المغلوطة التي وضعها الكاتب، وأظهرت ضعف منهجية الفصل الخامس، في هذا الرابط

2 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read ليلة نهاية التاريخ.
Sign In »

Reading Progress

Finished Reading
July 7, 2024 – Shelved

No comments have been added yet.