ŷ������

استمرارا لما قرأناه من مؤلفات الدكتور أحمد خيري العمري، والتي تبرز واحدة من أهم جوانب شخصيته وهي في تجدده الفكري الإسلامي لكي يدخل دين الإسلام قلوبنا. ويظهر جليا في رائعته الروائية "شيفرة بلال"، هذه الشيفرة التي ترسل صدى بلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بطريقة مشوقة أخرى. وكما تظهر أيضا في مؤلفاتِهِ التي تتحدث عن كتاب الله ومن أبرزها كتاب "القرآن نسخة شخصية" ، والذي يقدم رؤية مختلفة تستحق منَّا الإطلاع. نقف على هذا العمل الذي بين أيدينا، الذي اعتبره شخصيا الأكثر من استثنائي.



هذه الرواية التي يوحي غلافها اللطيف أنها للأطفال نظرا لما تحمله من شخصيات الحيوانات المشوقة. وكذلك عنوانها الجانبي الذي يخاطب الطفل الذي بداخلنا بأنها صالحة للقراءة حتى سن السابعة والسبعين. وكذلك السر من وراء " الخطة السرية لإنقاذ البشرية " فكان الاختيار السليم للعنوان المحفز لمخيلة الأطفال والمعلن لروحهم الشغوفة بأننا في مهمة لإنقاذ العالم من خلال قلوبهم الطيبة النقية. وبهذا التقديم يقدم لنا أحداثا خيالية بينهم ولكنها مقتبسة من مشاهد السيرة النبوية الشريفة الخالدة في الأذهان لنبي الرحمة وحبيب قلوبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وبذلك هذه ليست مهمة إنقاذ فحسب بل هي مُهِمَّةٌ لنا جميعا، متمثلة بمعرفة سيرة نبينا الكريم!



ففي هذه الرواية الخيالية، تسعى الحيوانات التي نراها في الغلاف، في مهمة لإصلاح البشر وسوداويتهم التي ألقتها جاهلية الأصنام في مكة ، من خلال دعوتهم إلى رسالة النبي محمد �� عليه الصلاة والسلام �� ولأنها خطة في نهاية الأمر فلابد من الاستفادة من الحيوانات الأخرى التي تشاركهم في نجاح الخطة. القطة "هريرة" والكلب "نبَّاح" والديك "يقظان" والدجاجة "دجانة" والسلحفاة "سريعة" والحصان "الضرس" ، في لحظاتهم الصعبة وحواراتهم التي يشوبها الصراع بينهم كلما تقدموا. إلا أنهم يأبوا اليأس، ويسعوا إلى تغيير حياة البشر الكلية والإتجاه إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.



فكما قلت سابقا في رأيي، تعتبر الرواية خيالية موجهة بشكل عام للأطفال �� وللأطفال الذين يعيشون بداخلنا ككبار �� ومستندة على أحداث واقعية حدثت بالفعل. أجد أن الأمر يذكرني بفلم كرتوني تابعته عندما كنت في المرحلة الابتدائية عنوانه "رحلة سلام" يعرض لنا مغامرات الفتى سلام والفيل محمود والهدهد، تجمعهم هذه الصداقة وبينما هم يستمتعوا بوقتهم وإذا بالفيل محمود يختفي ليعثروا عليه القراصنة فيما بعد ويروه هدفا سهلا لمهمة أبرهة في هدم الكعبة! وبهذا تكون نهاية قرائتي للرواية اللطيفة والممتعة وملئت جرعة الطفل التي بداخلي !