ŷ������

من ظاهر الغلاف الذي يصوّر صورة القاسم بن الحسن في معركة كربلاء في المخيال الشيعي إلى إسم الكاتب (عقيل الموسوي) والذي أقرأ له لأول مرة تتضح موضوع الرواية كنظرة عامة ��

تنبثق الرواية من واقع البحرين، إذ تتشكل الطقوس الدينية والاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الجماعية للمجتمع الشيعي، يتستحضر الموسوي تفاصيل دقيقة توثق الحياة اليومية والتقاليد الراسخة، مما يجعل العمل بمثابة شهادة أدبية على واقع اجتماعي معقد يتأرجح في الحفاظ على التقاليد ومواجهة تحديات الحداثة.

تتسم بنية الرواية بعدم التماسك التقليدي، استخدم الموسوي السرد التقريري المُفَصل والذي يتداخل مع الوصف الوثائقي للطبيعة الطقسية للمجتمع البحريني، علاوة على التذبذب بين الراوي العليم والراوي الذاتي والمتمثل في الشخصية الرئيسية (صادق).
هذا النهج خلق نوعًا من الانقسام في النص. في حين أن بعض الأجزاء أثرتني بتفاصيل دقيقة من العادات والطقوس، فإنها في أحيان أخرى قللت في نظري وتيرة الأحداث الدرامية وتصاعد الحبكة.

أحد التفاصيل المثرية التي برع في وصفها عقيل هي رسمه للخطوط الرئيسية لشخصية الملاية في المجتمع البحراني ألخّصها هنا حسب تحليلي من الرواية ومشاهداتي في الواقع نظرًا لاهتمامي مؤخرًا بمجتمع العزايا/المآتم الحسينية النسائية والملايات:
�� بارعة في استعادة ملحمة كربلاء
�� تحمل دفاترها وتجول في المآتم، تنشد القصائد
�� تقرأ روايات متخيَلة لحوادث جرت في ساعات المعركة القليلة، دون أن تهتم بمصداقية التاريخ، لا تكترث بحقيقة كم من الرجال قتل العباس بن علي، عشرة، مئة، ألف��
�� دائمًا تنتحب بلوعة في أداء يجعل من المذبحة حدثًا طارئًا
�� تمتاز بلسان أقرب الى نطق العربية بمخارج سليمة، ومفردات فصيحة
�� تؤمن بأن من العبث أن تهدر دموعها على توافه الحياة، فالأجدر أن تذرفها على الحسين

أعتبر الرواية بشكل عام تجربة غنية ثقافيًا تقدم نافذة مهمة على الحياة الاجتماعية والدينية في البحرين، مناسِبة للمهتمين بالجانب الثقافي والتوثيقي أكثر من أولئك الذين يبحثون عن قصة درامية متماسكة.