ŷ������

تدور أحداث رواية البكاؤون حول عائلة كاظم، التي تعكس بشكل أو بآخر صورة الأسرة العربية عبر عقود من الزمن، وتأثرها بالتحولات الاقتصادية، التاريخية، الاجتماعية، والدينية، في الفترة الممتدة من ثمانينيات القرن العشرين إلى ما بعد الربيع العربي. تقع أحداث الرواية في البحرين، وتركّز على المذهب الإسلامي الشيعي، لكن رغم هذه الخصوصية، فإن القضايا السياسية التي جمعت العرب خلال هذه الحقبة تجعل من التجربة الخاصة انعكاسًا يمس الجميع في العالم العربي.

عندما رأى البحرينيون صورة الخميني على القمر، رأينا نحن صورة الملك الحسين وصدام حسين عليه. كان أبي يغضب عندما نحدّق عبر التلسكوب فلا نرى شيئًا، وكأننا نخيب أمله. دخول المقاهي والماركات العالمية إلى البحرين هو ذاته ما شهدناه في الأردن، حيث يتضح أن العولمة طالت الجميع. الاتجاهات السياسية واحدة، المخاوف واحدة، والإقصاء واحد.

أما الرواية، التي يمكن تصنيفها ضمن أدب (Family Saga)، فتعالج الدين من زوايا متعددة؛ إذ يظهر تارة كحاجز يعيق الفرد عن تشكيل هويته، وتارة أخرى كمادة خصبة للتعصب، لكنه أيضًا يحمل بعدًا روحانيًا يمنح خصوصية لمن يؤمن به.

أجمل ما في الرواية هو عنوانها، الذي يتجلى في سلوك جميع شخصياتها، وكأنه السلاح الذي يواجهون به أحزانهم العادية وأحزانهم التاريخية. يتميز أبطال الرواية بقدرتهم على الاعتراف بالضعف أمام تعقيدات الحياة، حيث يصبح البكاء وسيلتهم للمواجهة والاحتفال في آنٍ واحد

“أن�� أبكي، إذن أنا موجود.��