Ingy's Reviews > حقيقة الخديعة
حقيقة الخديعة
by
by

أول ما يلفت النظر في هذه الرواية هو أسلوبها السينمائي، ليس فقط في بناء الرواية وطريقة القص، بل في بناء الشخصيات نفسها..
أغلب كتابات دان براون تشعرك أنها كتبت خصيصاً بهدف تحويلها إلى أفلام، وقد تعاظم هذه الإحساس لدي مع روايتي "الحصن الرقمي" و"حقيقة الخديعة" بشكل خاص، الأولى من خلال المشاهد الختامية فيها والثانية من خلال شخصية "الممثل المساعد" كما أحب أن أسميه، وهو مساعد البطل خفيف الظل، الذي يبرع في استدرار الضحك من خلال تصرفاته الخرقاء وتعبيراته التلقائية وهو بالطبع أكثر شخصية تتعرض للضرب!
يمكنني أن أذكر عدداً لا حصر له من الشخصيات في السينما الأمريكية بهذا الشكل، فمساعد البطل من خلال شخصيته الخرقاء يبرز كمال البطل على نحو أفضل، حتى صارت تلك الطريقة من علامات السينما الأمريكية التي لا يمكن أن ترى فيلماً فيها إلا احتوى ذلك النمط من الناس.
لا أعرف إن كان ذلك الأسلوب قد تسرب إلى كتابات دان براون بشكل طبيعي أم أنه تعمد تلك الطريقة لإقناع المنتجين بتحويل المزيد من رواياته إلى أفلام.
"شفرة دافنشي"، "ملائكة وشياطين" وأخيرا "الرمز المفقود" لم تحتوي على نفس هذا التوجه السينمائي، ربما لأن طبيعة الرواية ونوعية شخصية البطل (روبرت لانغدون) الذي صار معروفاً لدى الجمهور، تجعل هذه الروايات لا تحتاج إلى بناء شخصياتها بهذا الشكل السينمائي الصريح، لا سيما أننا بعد 3 روايات صرنا نفهم شخصية "روبرت لانغدون" جيداً، وتكشفت لنا تركيبته وأعماقه، فلا داعي لإفساد الرواية بوضعها في قالب التصوير السينمائي المميز للسينما الأمريكية، والتي أعتبرها، في رأيي الخاص، شديدة الضحالة فيما يتعلق بإظهار عمق الشخصيات وتركيباتها النفسية.
فيما عدا ذلك لابد لي من الاعتراف أن "دان براون" هو موهبة حقيقية.. فعندما قرأت "شفرة دافنشي" لأول مرة، انبهرت بطريقة السرد وغزارة المعلومات، لكنني ظننتها مجرد "ضربة حظ" بالنظر إلى نوعية الموضوع الشائك الذي تناولته الرواية.
لكنني بعدما قرأت باقي أعماله، ورغم اعتراضي على الأسلوب السينمائي الضعيف والساذج الذي يعمد إلى استخدامه في بعض الأحيان، إلا أنني لازلت مبهورة بقدرة دان بروان على السرد المشوق (أسلوب شهرزاد كما أحب أن أسميه، حيث يتوقف في نهاية كل فصل عند نقطة شديدة الإثارة والتشويق)، وكذلك بغزارة المعلومات في مجالات متعددة ومتباعدة من الأديان إلى الرموز إلى العلوم الطبيعية إلى علوم الكمبيوتر مما يجعلني أقدر الجهد الفائق الذي بذله الكاتب في البحث والدراسة قبل أن يبدأ الكتابة، هذا إضافة إلى قدرته الفائقة على مزج الواقع بالخيال حتى لا تعود قادراً على التمييز بين الإثنين، والأهم قدرته على مفاجأتي في نهاية الرواية بما لا يمكن أن اتوقعه في كل مرة، فرغم أنني اعتدت على أن أبعد الشخصيات عن الشبهات في روايات دان براون، هي غالبا العقل المدبر لكل المؤامرات التي تتمحور حولها الرواية، إلا أن النهايات تظل غير متوقعة إطلاقاً، وشخصية الشرير، باستثناء رواية واحدة فقط من رواياته، لم أفلح أبداً في استنتاجها من خلال الأحداث وحتى السطر الأخير من الرواية.
الحبكات المتقنة، والأسلوب المقنع الذي لا يدع مجالاً للثغرات، والمعرفة الموسوعية التي تجعلك مندمجاً في الرواية تماما.. كلها من أبرز خصائص أسلوب دان براون، والتي تقنعني بانتظار رواياته القادمة بفارغ الصبر وأنا اعرف يقينا أنني ساستمتع بها.
أغلب كتابات دان براون تشعرك أنها كتبت خصيصاً بهدف تحويلها إلى أفلام، وقد تعاظم هذه الإحساس لدي مع روايتي "الحصن الرقمي" و"حقيقة الخديعة" بشكل خاص، الأولى من خلال المشاهد الختامية فيها والثانية من خلال شخصية "الممثل المساعد" كما أحب أن أسميه، وهو مساعد البطل خفيف الظل، الذي يبرع في استدرار الضحك من خلال تصرفاته الخرقاء وتعبيراته التلقائية وهو بالطبع أكثر شخصية تتعرض للضرب!
يمكنني أن أذكر عدداً لا حصر له من الشخصيات في السينما الأمريكية بهذا الشكل، فمساعد البطل من خلال شخصيته الخرقاء يبرز كمال البطل على نحو أفضل، حتى صارت تلك الطريقة من علامات السينما الأمريكية التي لا يمكن أن ترى فيلماً فيها إلا احتوى ذلك النمط من الناس.
لا أعرف إن كان ذلك الأسلوب قد تسرب إلى كتابات دان براون بشكل طبيعي أم أنه تعمد تلك الطريقة لإقناع المنتجين بتحويل المزيد من رواياته إلى أفلام.
"شفرة دافنشي"، "ملائكة وشياطين" وأخيرا "الرمز المفقود" لم تحتوي على نفس هذا التوجه السينمائي، ربما لأن طبيعة الرواية ونوعية شخصية البطل (روبرت لانغدون) الذي صار معروفاً لدى الجمهور، تجعل هذه الروايات لا تحتاج إلى بناء شخصياتها بهذا الشكل السينمائي الصريح، لا سيما أننا بعد 3 روايات صرنا نفهم شخصية "روبرت لانغدون" جيداً، وتكشفت لنا تركيبته وأعماقه، فلا داعي لإفساد الرواية بوضعها في قالب التصوير السينمائي المميز للسينما الأمريكية، والتي أعتبرها، في رأيي الخاص، شديدة الضحالة فيما يتعلق بإظهار عمق الشخصيات وتركيباتها النفسية.
فيما عدا ذلك لابد لي من الاعتراف أن "دان براون" هو موهبة حقيقية.. فعندما قرأت "شفرة دافنشي" لأول مرة، انبهرت بطريقة السرد وغزارة المعلومات، لكنني ظننتها مجرد "ضربة حظ" بالنظر إلى نوعية الموضوع الشائك الذي تناولته الرواية.
لكنني بعدما قرأت باقي أعماله، ورغم اعتراضي على الأسلوب السينمائي الضعيف والساذج الذي يعمد إلى استخدامه في بعض الأحيان، إلا أنني لازلت مبهورة بقدرة دان بروان على السرد المشوق (أسلوب شهرزاد كما أحب أن أسميه، حيث يتوقف في نهاية كل فصل عند نقطة شديدة الإثارة والتشويق)، وكذلك بغزارة المعلومات في مجالات متعددة ومتباعدة من الأديان إلى الرموز إلى العلوم الطبيعية إلى علوم الكمبيوتر مما يجعلني أقدر الجهد الفائق الذي بذله الكاتب في البحث والدراسة قبل أن يبدأ الكتابة، هذا إضافة إلى قدرته الفائقة على مزج الواقع بالخيال حتى لا تعود قادراً على التمييز بين الإثنين، والأهم قدرته على مفاجأتي في نهاية الرواية بما لا يمكن أن اتوقعه في كل مرة، فرغم أنني اعتدت على أن أبعد الشخصيات عن الشبهات في روايات دان براون، هي غالبا العقل المدبر لكل المؤامرات التي تتمحور حولها الرواية، إلا أن النهايات تظل غير متوقعة إطلاقاً، وشخصية الشرير، باستثناء رواية واحدة فقط من رواياته، لم أفلح أبداً في استنتاجها من خلال الأحداث وحتى السطر الأخير من الرواية.
الحبكات المتقنة، والأسلوب المقنع الذي لا يدع مجالاً للثغرات، والمعرفة الموسوعية التي تجعلك مندمجاً في الرواية تماما.. كلها من أبرز خصائص أسلوب دان براون، والتي تقنعني بانتظار رواياته القادمة بفارغ الصبر وأنا اعرف يقينا أنني ساستمتع بها.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
حقيقة الخديعة.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
October 3, 2009
– Shelved
Comments Showing 1-19 of 19 (19 new)
date
newest »


الترجمة كانت جيدة جدا، لم أشعر أنها ترجمة حرفية ولم تتعبني أو تجعلني أحاول تقصي أصول المصطلحات المترجمة كي أفهم أفضل.. عموما أغلب روايات دان بروان تمت ترجمتها بشكل جيد جيدا.


لا أعرف إن كان أدب دان براون يروق لك بصفة عامة أم لا، لكن ان كنتي من هواته فإن "حقيقة الخديعة" ستعجبك كذلك رغم ما فيها من أسلوب سينمائي مبالغ فيه.
:))

لكن لما قريت ملائكة وشياطين والحصن الرقمى والرمز المفقود حسيت على الرغم من اختلاف المواضيع الا ان نمط الاشخاص والتصرفات متشابه ان لم يكن متطابق الى حد كبييير جدا فلما بدات ف حقيقة الخديعة حسيت بالملل يمكن عشان التالتة ف روايتين كانوا ورا بعض


إطلاقا لم أشعر بذلك الميل لا للماسونية ولا للإلحاد..
هو كعادته يبحث عن التفسيرات الصادمة للبديهيات الإنسانية، لكن هذا لا يعني أنه يميل لها..
هو فقط يرغب في صدمة القارئ..

و ليش كان هدفو من شيفرة دافينشي ابطال المسيحية
كل هاد بخليني شك بأنو موالي للصهيونية
هاد مجرد رأي و حدس
و شكرا

لا علاقة لاتجاهاته بالصهيونية في كل الحالات، هو فقط يسعى لكل ما هو مثير للجدل.
هو كاتب ذكي ويعرف ما يشوق القارئ جيدا.

مشان هيك قارئ متلك متأثر في كتير
انا مبسوط بالحديث معك بس رح تخليني عيد قرائت الروايات من جديد

قرأتها بوجهة نظر مرة، ممكن تعيد القراءة أخذا في الاعتبار وجهة النظر الأخرى..
قل لي لو أحسست بفارق في الرواية :))

ويسعدني التواصل مع شخصك الكريم
تحياتي
� زنجبيل �"
ألف شكر على التعليق، ويشرفي التواصل معك حتما :)
لكن هل كانت الترجمة جيدة، ام كانت ركيكة لالتزامها النقل الحرفي كما صار الحال في اغلب الادب المترجم؟