ŷ

Aisha's Reviews > المسطر

المسطر by ناصر الظفيري
Rate this book
Clear rating

by
108253318
's review

really liked it
bookshelves: bidun-novel-bidun-literature

** spoiler alert ** كرواية لم تروق لي لكن أعجبني فيها أنها أطلعتني على أمور عديدة من منظور الطرف الأخر لم أكن لأراها بحدود نظري.
تناقش الرواية قضايا اجتماعية ونفسية وسياسية عميقة. نجد رومي الذي لم يخالط المجتمع عن قرب و عيشته في بلده لم تتعدى طريقه ذهابا وإيابا للمدرسة جعلته خاليا من الارتباطات العاطفية مثل التعلق بالعائلة والانتماء للمجتمع والشعور بالوطنية، و جل اهتمامه كانت حياته الشخصية بدافع أن لا يعيد حياة خاله ضيدان، وقال معبرا عن ذلك: "كان لا بد من الهرب من مصير يشبه مصيره، وإلا أكون نسخة أخرى منه� أرفض هذا التكرار البغيض وأرفض حياة تشبه كثيراً حياة قطيع أغنام خالي ضيدان وحياة خالي ضيدان نفسه". و أبوه الذي لم يهتم في بغيابه إلا عندما عَيَّره أحدهم بكلام مبطن عن والده يحمل الكثير من التفسيرات، حينها غضب من خاله وأمه واتهمهم بغياب أبيه و كانت المره الوحيدة في حياته التي اهتم بها بأمر والده، اما بعد ذلك فلم يكترث وكأنه لم يهتم قط؛ وهذا يدلنا على أن رومي فعليا مجرد من العواطف المرتبطة بأسرته فاهتمامه بوالده ما كان الا بسبب تأثير مجتمعه البسيط عليه محاولا الحفاظ على صورته وكرامته أمام الناس. رومي وحده قضية، يجعلنا نتساءل عما اذا كانت مفاهيم الانتماء والوطنية فعلا فطرية؟ هل خالف رومي الفطرة أم أنها ليست الفطرة؟ هل هي مبادئ مكتسبة بالتلقين وتنميها امتيازاتنا وقبولنا ضمن إطار المجتمع الوطني التي لا يعرف رومي منه شيئاً؟ ولماذا الخال ضيدان يشعر بالانتماء لهم أكثر منه، هل يعود سبب اختلافهم إلى تعمد عزل الخال لابن أخته عن المجتمع؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فهذا يعيدنا إلى سؤالنا الأول هل الانتماء فطري أم مكتسب؟
اما ضيدان الذي لم يستطع أن يغامر مغامرة رومي رغم سخطه على مصيره الذي ورثه من أسلافه والذي كان سيورثه لأحفاده وأحفاد أحفاده، و رغم نبذه من المجتمع وعدم تقدير الحكومة له إلا أنه كان متعلقا بوطنه، فإذا كان الانتماء ينمو بالامتيازات والقبول المجتمعي، ضيدان لم يحصل على الامتيازات من الحكومة و لم يتقبله مجتمعه إلا أنه كان مشبع بالانتماء والوطنية اللذين شكلا سجنه؛ لسان حال ضيدان يقول بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان ظنوا علي كرام.نرجع للسؤال، هل الانتماء فطري أم مكتسب؟
أيضا ناقش الراوي موضوع حرية الأفراد قبل تطور الحياة المدنية بصورتها الحالية التي سهلت حياة الإنسان من جوانب عديدة لكنها في المقابل قلصت حريته، ولم يشكل ذلك مشكلة بالنسبة لأحد إلا الذين سلبت حريتهم وصُعبت حيواتهم. "كانت حياتي ملكي وليس بمقدور احد أن يخترقها. ولكن كان علي أن أرهنها للحكومة من أجل هذه الأوراق البليدة التي ضحيت بحريتي من أجلها" ص213
للأسف، لم يقف الحد عند سلب حريتهم وتصعيب حياتهم، بل كبر المصاب ليصل إلى أبعاد نفسية، هؤلاء الناس يصارعون أزمة وجودية. "انا الان لا استطيع ان اثبت انني انا "ص 54
بالنسبة لرومي لم يعرف قط أزمة الوجود، ما أن أدرك حقيقة أمره نفذ بجلده بسهوله لأنه ليس لديه أي ارتباطات عاطفية بهم. "ليس لي هناك ما أخاف عليه التاريخ الصغير الذي أملكه كان مكتوباً على الرمال"
المرأة في هذه الرواية هي الحلقة الأضعف لم يتم تسليط الضوء على حالتها ولكني أرى بإنها تعاني الأمرين ذاتهما أزمة الهوية والنظام الذكوري. أول من يعاني من تخلف المجتمع هي المرأة، سواء كان التخلف ماديا أو سياسيا أو اجتماعيا. يتغذى النظام الذكوري على حالة المجتمع المزرية.
الله يرحم ناصر الظفيري ويفرج كرب كل المظلومين.
flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read المسطر.
Sign In »

Reading Progress

February 23, 2025 – Started Reading
February 23, 2025 – Shelved
February 23, 2025 – Shelved as: bidun-novel-bidun-literature
March 7, 2025 –
page 216
72.97%
March 14, 2025 – Finished Reading

No comments have been added yet.