بسام عبد العزيز's Reviews > مصير صرصار
مصير صرصار
by
by

بداية قوية للمسرحية..ثم فجأة سب للذات الإلهية بلا سبب!!!
فكرة جديدة ممتازة.. الحديث من منظور الصرصار.. التفكير كصرصار.. الإسقاط الساخر على الإنسان في شكل الصرصار.نقد المجتمع الانساني من خلال النظرة الصرصارية.. كل شئ في الفصل الأول أعجبني للغاية
لو كانت المسرحية استمرت بنفس شكل الفصل الأول لمنحتها الخمس نجمات دون أدني تردد لكن ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه للأسف...
انحدرت المسرحية بشكل بشع في الفصلين الثاني و الثالث.. فجاة وجدت الصراع ينتقل إلى صراع زوجي بين زوجة متسلطة و زوج مستسلم.. بالطبع اختلاف كلي و جزئي عن الفصل الأول.. كانك تقرأ مسرحتيين مختلفتين تماما
لكن اكثر ما ضايقني في هذين الفصلين هو هذا العيب الكامل في الذات الإلهية.. توفيق الحكيم يقوم بتصوير الله في خلال الزوج المسمى عادل .. فالله في نظر توفيق الحكيم يقف ليتسلى بمشاهدة البشر (الصرصار في المسرحية) و هو يعاني (أقصد الانسان) في حياته دون أن يفكر الله حتى في مساعدته.. بل إنه بقف مندهشا هناك ينظر إلى الإنسان و يستمع إلى دعائه و لكنه (أي الله) لا يدرك أصلا ان الإنسان يدعوه!! وحتى عندما تمر الفكرة بخياله (أن الإنسان قد يكون يدعوه فعلا و يطلب مساعدته) فإنه يظل في موقع المتفرج إلى أن يموت الصرصار (أو الانسان) .. فقط هكذا!.. هل هذه هى رؤية الحكيم لله!؟؟
ما هذا الهراء!
بالفعل شعرت بالغضب الشديد من هذا الكلام الذي لا يصدر إلا من عقل مادي بحت لا يؤمن
فكرة جديدة ممتازة.. الحديث من منظور الصرصار.. التفكير كصرصار.. الإسقاط الساخر على الإنسان في شكل الصرصار.نقد المجتمع الانساني من خلال النظرة الصرصارية.. كل شئ في الفصل الأول أعجبني للغاية
لو كانت المسرحية استمرت بنفس شكل الفصل الأول لمنحتها الخمس نجمات دون أدني تردد لكن ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه للأسف...
انحدرت المسرحية بشكل بشع في الفصلين الثاني و الثالث.. فجاة وجدت الصراع ينتقل إلى صراع زوجي بين زوجة متسلطة و زوج مستسلم.. بالطبع اختلاف كلي و جزئي عن الفصل الأول.. كانك تقرأ مسرحتيين مختلفتين تماما
لكن اكثر ما ضايقني في هذين الفصلين هو هذا العيب الكامل في الذات الإلهية.. توفيق الحكيم يقوم بتصوير الله في خلال الزوج المسمى عادل .. فالله في نظر توفيق الحكيم يقف ليتسلى بمشاهدة البشر (الصرصار في المسرحية) و هو يعاني (أقصد الانسان) في حياته دون أن يفكر الله حتى في مساعدته.. بل إنه بقف مندهشا هناك ينظر إلى الإنسان و يستمع إلى دعائه و لكنه (أي الله) لا يدرك أصلا ان الإنسان يدعوه!! وحتى عندما تمر الفكرة بخياله (أن الإنسان قد يكون يدعوه فعلا و يطلب مساعدته) فإنه يظل في موقع المتفرج إلى أن يموت الصرصار (أو الانسان) .. فقط هكذا!.. هل هذه هى رؤية الحكيم لله!؟؟
ما هذا الهراء!
بالفعل شعرت بالغضب الشديد من هذا الكلام الذي لا يصدر إلا من عقل مادي بحت لا يؤمن
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
مصير صرصار.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
November 10, 2013
– Shelved
November 10, 2013
–
Finished Reading
Comments Showing 1-13 of 13 (13 new)
date
newest »

message 1:
by
Hala
(new)
-
rated it 4 stars
Nov 10, 2013 02:10PM

reply
|
flag

:D
كل العبارات في الكتاب واضحة تماما في هذا السياق
منذ بداية الفصل الأول و حتى نهاية المسرحية

مجتمع الحشرات هو المجتمع البشري ولدينا فيه نوعان من البشر أو قد نقول مثلا شعبان.. شعب كسول و أناني بالرغم من قوته وهو الشعب الصرصاري .. و شعب نشيط و منظم و اجتماعي بالرغم من ضعفه و هو الشعب النملي.
نستطيع إسقاط هذا على الحياة الواقعية بسهولة.. مثلا الشعوب العربية.. نظريا لديها كل أسباب القوة.. لكنها شعوب متكاسلة.. و العرب لديها النزعة الفردية و الأنانية تطغى تماما على فكرة العمل المجتمعي و بالتالي يظل دائما مجتمعا متخلفا يتعرض للهزائم من المجتمعات الأخرى..
على الجانب الآخر نجد مثلا المجتمعات الآسيوية.. مجتمعات أقل كثيرا جدا في الموارد من المجتمعات العربية.. لكن تنظيمها و حسن إدارتها لصالح المجموع و ليس الفرد أدت في النهاية لتفوقها..
في المجتمعات المتخلفة لاتزال إشكالية العلم والدين دائرة.. كيف يمكننا ان نتقدم؟ هل الدين هو الطريقة لحل مشاكلنا؟ هل الدعاء هو الوسيلة لحل مشكلة سد أثيوبيا مثلما قال محمد مرسي؟؟ أم هل العلم هو الوسيلة لفك طلاسم كل الظواهر المحيطة بنا و إخضاعها لسلطاننا كبشر؟
و جميع الظواهر التي لا يفهمها البشر دائما ما يعزونها إلى القوى الإلهية العليا.. لكن بمجرد أن يفك العلم طلاسمها فإن التفسير الغيبي للظواهر يختفي و يحل محلها التفسير العلمي للظواهر..
فالصرصار العالم يقول : "اذا اجتمع عدد من الصراصير في مكان و كان وهج الضوء ساطعا فسرعان ما تتحرك جبال ليس لها قمم ولا رءوس فتدوس جماعتنا و تسحقها سحقا و في أحيان أخرى ينهمر علينا مطر خانق بيبدنا عن آخرنا"
و هذه ظاهرة طبيعية خارجة عن إرادة مجتمع الصراصير ولا يفهمونها.. و بالتالي فإن التفسير الميتافيزيقي بتأثير القوى الإلهية هو الذي يظهر هنا و يسود تماما... هنا يتحول المجتمع إلى مجتمع ديني يحل كل مشاكله بالصلاة حتى لو كانت المشاكل و حلها بيده هو.. و يظهر هذا في مشكلة مقتل ابن الوزير الصرصار وتحوله إلى طعام للنمل.
هنا يحدث الصدام بين التفكير العلمي ممثل في الملكة و العالم و بين التفسير الديني ممثل في الكاهن .. فالعالم و الملكة يفسرانها بشكل علمي بحت و يبحتان عن حل منطقي للمشكلة من ناحية علمية فيقترحان هجوم الصراصير على النمل و تدميره بجيش من الصرصار القوية.. لكن الكاهن يري الحل في الدعاء و الصلاة للقوى العليا لانقاذهم..
فالعالم يرفض تقديم قرابين للآلهة قائلا : "انا أيضا غير مستعد لأني طبعا غير مؤمن بهذه الوسائل".. فالدعاء و شتى المظاهر الدينية بالنسبة له محاولة للهروب من المشكلة.. فيرد عليه الكاهن " الإلحاد كثير في هذه المملكة".. و هو النظرة الطبيعية من رجل الدين لرجل العلم..
و عندما يطالب رجل العلم من رجل الدين أن يثبت صحة فرضية الصلاة كحل للمشاكل فإن الكاهن يقول: "ذات مرة كنت في ركن مريضا فرأيت جيوش النمل مقبلة و أيقنت الهلاك فدعوت الآلهة بصلاة خرجت من أعماق قلبي .. و عندئذ رأيت فجاة شيئا كانه سسحابة داكنة اللون مبتلة بماء غزير قد هبطت من السماء و انقضت على جيوش النمل فجرفتها"
فيرد العالم بتفسير علمي : "هذه السحابة تركبيها العلمي معروف.. إنه شبكة من خيوط كثيرة في خرقة كبيرة مبتلة من الخيش"...
فيرد الكاهن : "من الذي أنزلها من السماء و أباد بها جيوش النمل؟ من؟ من؟"
فيرد العالم : "هذا سؤال لا يجيب عنه العلم.. و لكن الذي أشك فيه هو وجود أي علاقة بين صلاة هذا الكاهن و بين نزول السحابة..محض مصادفة"
و هو كلام منطقي تماما من جهة العلم.. فهو لا يستطيع إثبات وجود الله لكنه يستطيع فقط تفسير الظواهر المحيطة بالإنسان في شكل معادلات رياضية و قوانين فيزيائية و كيميائية..
و هنا مرة أخرى يثور رجل الدين و يلقي تهمة الإلحاد على رجل العلم..
ثم تقع الواقعة بسقوط الملك في بحيرة الماء (الحوض).. و لأنه شئ خارج مقدرة الإنسان (الصرصار) فإنه يلجأ للحل المعتاد في المواقف التي يفشل الإنسان فيها في السيطرة على الطبيعة.. الحل المعتاد هو الصلاة للآلهة فهى القادرة وحدها على حل المشاكل..
و هنا العالم يظل على تشككه ولكنه يشارك في الصلاة كتحصيل حاصل فهو يقول : "إذا كان هناك حقا من يسمع أصواتنا و يفهم لغتنا و يلتفت إلى توسلاتنا كان بها و إلا فلن نخسر شيئا".. فهو نوع أشبه بالمقامرة و ليس بالإيمان..
وينتهي الفصل الاول والجميع يدعو للآلهة..
و الأن بما أنها مسرحية و بالتالي فالأحداث متعلقة ببعضها.. فالفصل الأول انتهي بالتضرع للآلهة.. ما موقف الآلهة إذن من هذا التضرع؟ يجب أن نعرف.. كيف؟ سنعرف هذا بالإنتقال إلى عالم الآلهة.. او عالم الإنسان في المسرحية في فصلها الثاني
ليس التوالي المتعاقب للاحداث هو المؤكد لفكرة الانتقال لعالم الآلهة.. و لكن أيضا كل الجمل السابقة من الفصل الأول.. فالآلهة هى التي تسقط الأمطار.. الآلهة هى التي ترسل الضوء.. الآلهة هى المسئولة عن امتلاء البحيرة و فراغها .. إلخ إلخ من كل ما سبق من أمثلة ذكرها الصراصير و ربطوها بمسئولية الآلهة عنها..
و من الذي يقوم بكل هذا في المسرحية في حقيقة الأمر؟ عالم البشر.. فعالم البشر هو الرمز لعالم الآلهة .. كما ان عالم الحشرات هو الرمز لعالم البشر..
في الفصلين الثاني و الثالث سنظل نرى الامور من منظور الآلهة..
عادل ينظر إلى الصرصار وهو يحاول الخروج من الحوض ولكنه لا يستطيع.. يظل يحاول و دائما لا يستطيع.. يصل دائما إلى ثلث المسافة ثم يسقط مرة أخرى.. و يعاود المحاولة ويسقط مرة أخرى.. إنها مشكلة الإنسان الأزلية.. الحياة و الكفاح الدائم.. أو هو التفكير و السعى وراء المعرفة.. نظل دائما طوال حياتنا نبحث عن الخروج من مشاكلنا.. نبحث عن السيطرة على البيئة و على حياتنا.. نبحث عن اجابات لكل الأسئلة في ذهننا.. و هذا يصيبنا بالإجهاد و يمتص كل طاقتنا.. و لكننا لا نيأس و نتابع التساؤل و السعي و المحاولة..
لكن بالنسبة للآلهة فإنها تشاهدنا فقط و تستمتع برؤيتنا و نحن نتعذب.. فعندما تسأل سامية عادل : هل سنظل هكذا نتفرج على الصرصار؟
تكون إجابة عادل : "فرجة ممتعة! ألا ترين ذلك؟!"
فعالم الآلهة يستمتع بمشاهدة عالم البشر في كفاحهم.. مجرد مشاهدة ممتعة كمشاهدة فيلم سينمائي ! .. مشاهدة دون تفاعل...
و عندما تسأل سامية : "معنى هذا أنك تنوي ان تتركه هكذا داخل الحوض؟" فإن عادل يرد ببساطة: "أظن أنه يحسن تركه هكذا ليحل مشكلته بنفسه.. فلنتركه يحاول"
ثم يحدث هذا الحوار :
سامية : لماذا لا ننقذه؟
عادل : هو ينقذ نفسه
سامية : و كيف ينقذ نفسه ؟ إنه لن يستطيع أبدا...
عادل : هو و شأنه
سامية : ساعده على الأقل.. اجعل طرف البشكير مثلا يتدلى داخل الحوض .. أو أي شئ آخر يساعده على الخروج.
عادل : و لماذا نفعل ذلك؟
سامية : ألست تريد له النجاة؟
عادل : من قال إنى أريد له النجاة؟!
سماةي : عجبا! تريد إذن موته؟
عادل : ولا أريد أيضا موته! لا أريد له شيئا! أنا لا شأن لي به!!!!
فالآلهة فقط تشاهد.. لا تريد أن تتدخل في حياة الناس.. لا تريد أن تساعدهم.. لا فارق عندها بين حياة البشر و موتهم.. إنه مجرد فيلم سينمائي طريف لا أكثر بالنسبة للآلهة!
و عندما يتحدث الدكتور مع عادل محاولا فهم رأيه حول الصرصار نجد الحوار التالي :
الدكتور : لو أنه كان يستطيع الصياح و صاح بك سائلا معونتك اما كنت ترق له و ترحمه؟؟ (نلاحظ هنا أنه قال ترحمه بالرغم من أن عادل لا يعذب الصرصار بل انه فقط يشاهده!)
عادل : ربما ولكنه صامت لا يصيح!
الدكتور : من أدرانا أنه لا يصيح الآن طالبا المعونة و لكن ذبذبة صوته لا تلتقظها أذنك؟ ( لنتذكر في نهاية الفصل الأول أن الصراصير كانت تتضرع للآلهة و العالم كان يشكك في أن الآلهة تستمع لهم!)
عادل : جائز جدا
الدتكور : تصور أنه الآن يصيح و يتضرع و أنت لا تسمع ولا تفهم لغته.. كل اتصال بينكم مقطوع..
عادل : ليس مقطوعا تماما بدليل أني مهتم به
الدكتور : انت مهتم بكفاحه من أجل الحياة...
فالآلهة لا تسمعنا و لا تفهمنا.. ولكنها تستمع برؤيتنا في هذه الدوامة المسماة الحياة بلا نهاية.. الآلهة تستمتع برؤية البشر تحاول الخروج من العذاب و لكنها لا تمد يدها أبدا للبشر لتساعدهم!
إلى أن تنتهي المسرحية بالنهاية الطبيعية بموت الصرصار .. فالبشر ستظل دائما طوال حياتها في حالة من العذاب حتى الموت .. ولا تنتظر أي مساعدة من قوى عليا.. فالقوى العليا مستمتعة تماما بمشاهدتك في حالة العذاب تلك وليس لديها أدنى نية في مساعدتك أبدا!

لماذا لا تكون العلاقة هي وضعية"المجهول" بمعنى ان عالم الصراصير وهو الشبيه بالإنسانية زي ما ذكر يجهل عالم الإنسانية ويعتبره عدو في الوقت اللي فيه انسان ضعيف الحيلة زي عادل معجب بالكائن الضعيف وشايف انه قادر يسحقه أو يساعده ومع ذلك سايبه عشان يشوف هيعمل ايه لعله يلهمه في معالجة مشاكله الشخصية ..ده على سبيل المثال لإن المسرحية تقبل عدة تفسيرات أغربها تشبيهك بصراحة !


من حق القارئ أن يفسرها كما يري .. لنتذكر فقط أن الكاتب لا يحتاج أن يقول على لسان البطل "إنني الله" حتى نفهم أنه الله.. هذا هو دور المتلقي في فهم الرمزية في أي عمل أدبي..

