Sul6an's Reviews > هكذا تكلم ابن عربي
هكذا تكلم ابن عربي
by
by

أدينُ بدينِ الحُبِّ أنَّى توجهت
ركائِبهُ ، فالحبُّ ديني و إيماني
**
إبتداءً أبرَزَ د.حامد أبو زيد أسبابَ تقديمهِ هذهِ الدراسةِ المُبسطةِ إلى حَدٍّ ما في حاجةِ الإنسانِ عموماً إلى أفقٍ روحيٍّ إنسانيٍّ في هذا العصَرِ خصوصاً - عصر " الاله الجديد " اله السوق الذي قسَّمَ العالم إلى قسمينِ : مُستَهلِكٌ / مُستَهلَكٌ و مُستغِلٌ يَحكمُ بُحكمِ السوق - عن طريقِ فِكر ابن عربي ، الفِكرُ الذي يَحملُ شِعارَ البيتِ المذكورِ أعلاه .
فَصلٌ أولٌ بعدةِ أقسامٍ كان تعريفاً عن ابن عربي ، اسمهُ و فِكرهُ عموماً و انتقالهُ من الجاهليةِ إلى فَلكِ الولايةِ و رحلاتهُ مِنَ الغربِ الى الشرقِ و لقائهُ بالخِضرِ ، و اغلبُ الحديثِ هُنا كانَ مِن ابن عربي و ما كان دورُ " أبو زيد " إلا بعضَ تعقيباتٍ بسيطةٍ .
ثُمَّ فَصلٌ آخرَ فيه مرورٌ عامٌّ على مؤلفاتِ الشيخِ الأكبر و محاولةُ تقديمِ بعضِ التوضيحاتِ عن جدليةِ الغموضِ و الوضوحِ في مؤلفاتِ الشيخِ و المؤلفات الصوفيةِ عموماً التي تَضِجُّ بالرمز ، و لعلَّ الأسبابَ في هذهِ النوعيةِ مِنَ الكتابةِ لدى الصوفيةِ في أنهم يريدونها اختباراً للقارئ فليسَ مِن حقِّ أي أحدٍ أن يَعرفَ ما عُرفَ بالتجربةِ الروحيةِ ، و أيضاً ربما بسبب رؤيةِ الصوفيةِ الخاصةِ بِهم في رؤيتهم كُلَّ شئ ذا وجهينِ : ظاهِرٌ و باطِنٌ ، و هناكَ سببٌ أهمُّ و هوَ سِعةُ الرويةِ و ضيقُ اللغةِ التي نصَّ عليها النفري بـِ " كلما اتسعتِ الرؤيةُ ضاقِت العِبارةُ "
ثَالِثُ الفصولِ كانَ عن ترحال ابن عربي عن الأندلس ، و حينها كانت حروب الصلبيينَ مع المُسلِمينَ ، هُنا اتضحَ بعضُ جانبٍ بشريٍّ لابن عربي الذي عُرِفَ بأفقِهِ الإنسانيِّ ، و بعضُ النصوصِ التي قدمها " أبو زيد " كانت تحمل بعضَ قسوةٍ مِنَ الشيخِ على الصليبيينَ ، و فَسرَ ذلك الدكتور بأنهُ طبيعةُ البشريِّ الذي مهما علا بصوفيتهِ لابُدَّ ان يبقَ أرضياً و تشغلهُ همومُ الارض ، أعجبني هذا الجزء بتقديمهِ الشيخِ كبشريٍّ - رغم علوهِ الروحيِّ و الفِكريِّ - لكنهُ طالما أزعجني تناولُ ابن عربي بإكبارٍ حتى لتُحِسَّ أنهُ إله .
فَصلٌ خُصَّ بقصةِ لِقاءِ الشيخِ بابن رُشد ( الفيلسوفُ و القاضي الشهيرُ ) ، أثارني هذا الفصلُ كثيراً فقصةُ الشيخِ مع الفيلسوف قرأتُها قبلَ مُدةٍ - و هي القصةُ المشهورةُ لما التقيا و كانَ الشيخُ بعَدُ صبياً - و لم أتصور أبداً كَمُّ الرمزيةِ في هذه القصةِ بل رأيتُها قصةً عاديةً يسردُ فيها الشيخُ لقائهُ بفيلسوفٍ كبيرٍ ، لكنَّ تأويل الدكتورِ هُنا ربما كانَ أقربَ للصوابِ ، ثُمَّ لِقاءٌ آخرَ بينهما لكن دونَ عِلمِ الفيلسوفِ لما أشتاقهُ الشيخُ فكُشِفَ له حِجابٌ مِنهُ رأى الفيلسوفَ و الفيلسوفُ غافِلٌ ، و القصتانِ ترمزانِ إلى العِرفانِ و النظَرِ العقليِّ ، و قصورُ النظَرِ العقليِّ في غفلةِ الفيلسوف بينما العارِفُ ( الشيخُ ) يرى ما الفيلسوفُ غافِلاً عنهُ ، و قِصةٌ الرحيلِ الأخيرةِ التي وضِعت فيها مؤلفاتُ الفيلسوفِ بجانبِ رُفاتِهِ ، و سؤالُ الحيرةِ من ابن عربي ، او الوعيُّ - و اختلفَ الباحثونَ :
هذا الإمامُ و هذهِ أعمالهُ
يا ليتَ شعري ! هل أتت آمالُهُ ؟
الفصلُ الخامِسُ كان مُتوِّهاً إلى أبعدِ حَدٍّ فهو يتناولَ فِكرَ الشيخِ الكونيِّ ، و على قدر محاولاتِ الدكتور لتبسيطِ النصوصِ لكنها بقيت صعبةً و تحتاجُ لوعيٍّ أكبرَ ، ما أثارني ربطُ الشيخِ للكونِ باللغةِ فـَ" كُن " مَثلاً التي يُبنى عليها كُلُّ الكونِ : فما الكونُ إلا ابداعهُ ( الله ) و ما أمرهُ لشئ إلا " كُن " فيكونُ ، فـَ " كن " أصلها لُغةً " كون " و لكنَّ الواو حُذفت ، و هنا يقول ابن عربي - بما معناهُ : إنَّ الواو تُمثِّلُ الله فهيَ المخفيةُ خلفَ كُلِّ " كُن " و ما وراءَ كُلِّ كائنِ الا اللهُ ، فـَ " كُن " لها ظاهِرٌ ( الخلق المُشاهَدُ بالعين ) و باطِنٌ هوَ " كون " الذي يتجلى فيه للعارف الواو .
**
و هناكَ الكثيرُ أيضاً في الكتابِ مما لا يُحصَرُ ، لكنَّ الكتابَ عموماً يُعتبرُ مدخلاً جيداً لعالِم ابن عربي و إن بشكلٍ بسيطٍ .
ركائِبهُ ، فالحبُّ ديني و إيماني
**
إبتداءً أبرَزَ د.حامد أبو زيد أسبابَ تقديمهِ هذهِ الدراسةِ المُبسطةِ إلى حَدٍّ ما في حاجةِ الإنسانِ عموماً إلى أفقٍ روحيٍّ إنسانيٍّ في هذا العصَرِ خصوصاً - عصر " الاله الجديد " اله السوق الذي قسَّمَ العالم إلى قسمينِ : مُستَهلِكٌ / مُستَهلَكٌ و مُستغِلٌ يَحكمُ بُحكمِ السوق - عن طريقِ فِكر ابن عربي ، الفِكرُ الذي يَحملُ شِعارَ البيتِ المذكورِ أعلاه .
فَصلٌ أولٌ بعدةِ أقسامٍ كان تعريفاً عن ابن عربي ، اسمهُ و فِكرهُ عموماً و انتقالهُ من الجاهليةِ إلى فَلكِ الولايةِ و رحلاتهُ مِنَ الغربِ الى الشرقِ و لقائهُ بالخِضرِ ، و اغلبُ الحديثِ هُنا كانَ مِن ابن عربي و ما كان دورُ " أبو زيد " إلا بعضَ تعقيباتٍ بسيطةٍ .
ثُمَّ فَصلٌ آخرَ فيه مرورٌ عامٌّ على مؤلفاتِ الشيخِ الأكبر و محاولةُ تقديمِ بعضِ التوضيحاتِ عن جدليةِ الغموضِ و الوضوحِ في مؤلفاتِ الشيخِ و المؤلفات الصوفيةِ عموماً التي تَضِجُّ بالرمز ، و لعلَّ الأسبابَ في هذهِ النوعيةِ مِنَ الكتابةِ لدى الصوفيةِ في أنهم يريدونها اختباراً للقارئ فليسَ مِن حقِّ أي أحدٍ أن يَعرفَ ما عُرفَ بالتجربةِ الروحيةِ ، و أيضاً ربما بسبب رؤيةِ الصوفيةِ الخاصةِ بِهم في رؤيتهم كُلَّ شئ ذا وجهينِ : ظاهِرٌ و باطِنٌ ، و هناكَ سببٌ أهمُّ و هوَ سِعةُ الرويةِ و ضيقُ اللغةِ التي نصَّ عليها النفري بـِ " كلما اتسعتِ الرؤيةُ ضاقِت العِبارةُ "
ثَالِثُ الفصولِ كانَ عن ترحال ابن عربي عن الأندلس ، و حينها كانت حروب الصلبيينَ مع المُسلِمينَ ، هُنا اتضحَ بعضُ جانبٍ بشريٍّ لابن عربي الذي عُرِفَ بأفقِهِ الإنسانيِّ ، و بعضُ النصوصِ التي قدمها " أبو زيد " كانت تحمل بعضَ قسوةٍ مِنَ الشيخِ على الصليبيينَ ، و فَسرَ ذلك الدكتور بأنهُ طبيعةُ البشريِّ الذي مهما علا بصوفيتهِ لابُدَّ ان يبقَ أرضياً و تشغلهُ همومُ الارض ، أعجبني هذا الجزء بتقديمهِ الشيخِ كبشريٍّ - رغم علوهِ الروحيِّ و الفِكريِّ - لكنهُ طالما أزعجني تناولُ ابن عربي بإكبارٍ حتى لتُحِسَّ أنهُ إله .
فَصلٌ خُصَّ بقصةِ لِقاءِ الشيخِ بابن رُشد ( الفيلسوفُ و القاضي الشهيرُ ) ، أثارني هذا الفصلُ كثيراً فقصةُ الشيخِ مع الفيلسوف قرأتُها قبلَ مُدةٍ - و هي القصةُ المشهورةُ لما التقيا و كانَ الشيخُ بعَدُ صبياً - و لم أتصور أبداً كَمُّ الرمزيةِ في هذه القصةِ بل رأيتُها قصةً عاديةً يسردُ فيها الشيخُ لقائهُ بفيلسوفٍ كبيرٍ ، لكنَّ تأويل الدكتورِ هُنا ربما كانَ أقربَ للصوابِ ، ثُمَّ لِقاءٌ آخرَ بينهما لكن دونَ عِلمِ الفيلسوفِ لما أشتاقهُ الشيخُ فكُشِفَ له حِجابٌ مِنهُ رأى الفيلسوفَ و الفيلسوفُ غافِلٌ ، و القصتانِ ترمزانِ إلى العِرفانِ و النظَرِ العقليِّ ، و قصورُ النظَرِ العقليِّ في غفلةِ الفيلسوف بينما العارِفُ ( الشيخُ ) يرى ما الفيلسوفُ غافِلاً عنهُ ، و قِصةٌ الرحيلِ الأخيرةِ التي وضِعت فيها مؤلفاتُ الفيلسوفِ بجانبِ رُفاتِهِ ، و سؤالُ الحيرةِ من ابن عربي ، او الوعيُّ - و اختلفَ الباحثونَ :
هذا الإمامُ و هذهِ أعمالهُ
يا ليتَ شعري ! هل أتت آمالُهُ ؟
الفصلُ الخامِسُ كان مُتوِّهاً إلى أبعدِ حَدٍّ فهو يتناولَ فِكرَ الشيخِ الكونيِّ ، و على قدر محاولاتِ الدكتور لتبسيطِ النصوصِ لكنها بقيت صعبةً و تحتاجُ لوعيٍّ أكبرَ ، ما أثارني ربطُ الشيخِ للكونِ باللغةِ فـَ" كُن " مَثلاً التي يُبنى عليها كُلُّ الكونِ : فما الكونُ إلا ابداعهُ ( الله ) و ما أمرهُ لشئ إلا " كُن " فيكونُ ، فـَ " كن " أصلها لُغةً " كون " و لكنَّ الواو حُذفت ، و هنا يقول ابن عربي - بما معناهُ : إنَّ الواو تُمثِّلُ الله فهيَ المخفيةُ خلفَ كُلِّ " كُن " و ما وراءَ كُلِّ كائنِ الا اللهُ ، فـَ " كُن " لها ظاهِرٌ ( الخلق المُشاهَدُ بالعين ) و باطِنٌ هوَ " كون " الذي يتجلى فيه للعارف الواو .
**
و هناكَ الكثيرُ أيضاً في الكتابِ مما لا يُحصَرُ ، لكنَّ الكتابَ عموماً يُعتبرُ مدخلاً جيداً لعالِم ابن عربي و إن بشكلٍ بسيطٍ .
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
هكذا تكلم ابن عربي.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
December 13, 2013
– Shelved