ŷ

Sul6an's Reviews > هكذا تكلم ابن عربي

هكذا تكلم ابن عربي by نصر حامد أبو زيد
Rate this book
Clear rating

by
19878861
's review

really liked it

أدينُ بدينِ الحُبِّ أنَّى توجهت
ركائِبهُ ، فالحبُّ ديني و إيماني

**

إبتداءً أبرَزَ د.حامد أبو زيد أسبابَ تقديمهِ هذهِ الدراسةِ المُبسطةِ إلى حَدٍّ ما في حاجةِ الإنسانِ عموماً إلى أفقٍ روحيٍّ إنسانيٍّ في هذا العصَرِ خصوصاً - عصر " الاله الجديد " اله السوق الذي قسَّمَ العالم إلى قسمينِ : مُستَهلِكٌ / مُستَهلَكٌ و مُستغِلٌ يَحكمُ بُحكمِ السوق - عن طريقِ فِكر ابن عربي ، الفِكرُ الذي يَحملُ شِعارَ البيتِ المذكورِ أعلاه .

فَصلٌ أولٌ بعدةِ أقسامٍ كان تعريفاً عن ابن عربي ، اسمهُ و فِكرهُ عموماً و انتقالهُ من الجاهليةِ إلى فَلكِ الولايةِ و رحلاتهُ مِنَ الغربِ الى الشرقِ و لقائهُ بالخِضرِ ، و اغلبُ الحديثِ هُنا كانَ مِن ابن عربي و ما كان دورُ " أبو زيد " إلا بعضَ تعقيباتٍ بسيطةٍ .

ثُمَّ فَصلٌ آخرَ فيه مرورٌ عامٌّ على مؤلفاتِ الشيخِ الأكبر و محاولةُ تقديمِ بعضِ التوضيحاتِ عن جدليةِ الغموضِ و الوضوحِ في مؤلفاتِ الشيخِ و المؤلفات الصوفيةِ عموماً التي تَضِجُّ بالرمز ، و لعلَّ الأسبابَ في هذهِ النوعيةِ مِنَ الكتابةِ لدى الصوفيةِ في أنهم يريدونها اختباراً للقارئ فليسَ مِن حقِّ أي أحدٍ أن يَعرفَ ما عُرفَ بالتجربةِ الروحيةِ ، و أيضاً ربما بسبب رؤيةِ الصوفيةِ الخاصةِ بِهم في رؤيتهم كُلَّ شئ ذا وجهينِ : ظاهِرٌ و باطِنٌ ، و هناكَ سببٌ أهمُّ و هوَ سِعةُ الرويةِ و ضيقُ اللغةِ التي نصَّ عليها النفري بـِ " كلما اتسعتِ الرؤيةُ ضاقِت العِبارةُ "

ثَالِثُ الفصولِ كانَ عن ترحال ابن عربي عن الأندلس ، و حينها كانت حروب الصلبيينَ مع المُسلِمينَ ، هُنا اتضحَ بعضُ جانبٍ بشريٍّ لابن عربي الذي عُرِفَ بأفقِهِ الإنسانيِّ ، و بعضُ النصوصِ التي قدمها " أبو زيد " كانت تحمل بعضَ قسوةٍ مِنَ الشيخِ على الصليبيينَ ، و فَسرَ ذلك الدكتور بأنهُ طبيعةُ البشريِّ الذي مهما علا بصوفيتهِ لابُدَّ ان يبقَ أرضياً و تشغلهُ همومُ الارض ، أعجبني هذا الجزء بتقديمهِ الشيخِ كبشريٍّ - رغم علوهِ الروحيِّ و الفِكريِّ - لكنهُ طالما أزعجني تناولُ ابن عربي بإكبارٍ حتى لتُحِسَّ أنهُ إله .

فَصلٌ خُصَّ بقصةِ لِقاءِ الشيخِ بابن رُشد ( الفيلسوفُ و القاضي الشهيرُ ) ، أثارني هذا الفصلُ كثيراً فقصةُ الشيخِ مع الفيلسوف قرأتُها قبلَ مُدةٍ - و هي القصةُ المشهورةُ لما التقيا و كانَ الشيخُ بعَدُ صبياً - و لم أتصور أبداً كَمُّ الرمزيةِ في هذه القصةِ بل رأيتُها قصةً عاديةً يسردُ فيها الشيخُ لقائهُ بفيلسوفٍ كبيرٍ ، لكنَّ تأويل الدكتورِ هُنا ربما كانَ أقربَ للصوابِ ، ثُمَّ لِقاءٌ آخرَ بينهما لكن دونَ عِلمِ الفيلسوفِ لما أشتاقهُ الشيخُ فكُشِفَ له حِجابٌ مِنهُ رأى الفيلسوفَ و الفيلسوفُ غافِلٌ ، و القصتانِ ترمزانِ إلى العِرفانِ و النظَرِ العقليِّ ، و قصورُ النظَرِ العقليِّ في غفلةِ الفيلسوف بينما العارِفُ ( الشيخُ ) يرى ما الفيلسوفُ غافِلاً عنهُ ، و قِصةٌ الرحيلِ الأخيرةِ التي وضِعت فيها مؤلفاتُ الفيلسوفِ بجانبِ رُفاتِهِ ، و سؤالُ الحيرةِ من ابن عربي ، او الوعيُّ - و اختلفَ الباحثونَ :
هذا الإمامُ و هذهِ أعمالهُ
يا ليتَ شعري ! هل أتت آمالُهُ ؟

الفصلُ الخامِسُ كان مُتوِّهاً إلى أبعدِ حَدٍّ فهو يتناولَ فِكرَ الشيخِ الكونيِّ ، و على قدر محاولاتِ الدكتور لتبسيطِ النصوصِ لكنها بقيت صعبةً و تحتاجُ لوعيٍّ أكبرَ ، ما أثارني ربطُ الشيخِ للكونِ باللغةِ فـَ" كُن " مَثلاً التي يُبنى عليها كُلُّ الكونِ : فما الكونُ إلا ابداعهُ ( الله ) و ما أمرهُ لشئ إلا " كُن " فيكونُ ، فـَ " كن " أصلها لُغةً " كون " و لكنَّ الواو حُذفت ، و هنا يقول ابن عربي - بما معناهُ : إنَّ الواو تُمثِّلُ الله فهيَ المخفيةُ خلفَ كُلِّ " كُن " و ما وراءَ كُلِّ كائنِ الا اللهُ ، فـَ " كُن " لها ظاهِرٌ ( الخلق المُشاهَدُ بالعين ) و باطِنٌ هوَ " كون " الذي يتجلى فيه للعارف الواو .

**

و هناكَ الكثيرُ أيضاً في الكتابِ مما لا يُحصَرُ ، لكنَّ الكتابَ عموماً يُعتبرُ مدخلاً جيداً لعالِم ابن عربي و إن بشكلٍ بسيطٍ .
9 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read هكذا تكلم ابن عربي.
Sign In »

Reading Progress

Finished Reading
December 13, 2013 – Shelved

No comments have been added yet.