ترجع أهمية فكر ابن عربي إلى أنه يمثل حالة نضج في الفكر الإسلامي في مجالاته العديدة، من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف، هذا فضلاً عن علوم "تفسير القرآن" وعلوم "الحديث النبوي" وعلوم اللغة والبلاغة... الخ. من هذه الزاوية فإن دراسته في السياق الإسلامي يكشف عن بانوراما الفكر الإسلامي في القرنين السادس والسابع الهجريين (الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين). ومن زاوية أخرى؛ يمثل الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي همزة الوصل بين التراث العالمي والتراث الإسلامي، ومن هذه الزاوية يمكن النظر لتراث ابن عربي بوصفه تواصلاً حياً خلاقاً مع التراث العالمي الذي كان معروفاً ومتداولاً في عصره، سواء كان تراثاً دينياً، مسيحياً أو يهودياً، أو كان تراثاً فلسفياً فكرياً. وهذا ما يتضح من إصراره على استخدام مصطلحات متنوعة للدلالة على مفهوم واحد. ولكن أهمية ابن عربي كهمزة وصل لا تقف عند حدود استيعابه للتراث الإنساني وتوظيفه له في إقامة بنائه الفكري الفلسفي الشاهق، بل تتجاوز ذلك إلى المساهمة في إعادة تشكيل التراث الإنساني بالتأثير فيه تأثيراً خلاقاً بالدرجة نفسها. ويمكن للتدليل على ذلك العودة إلى دراسات المستشرق الياباني توشيكو إيزوتسو عن "ابن عربي والتاوية"، وكذلك دراسات المستعرب الإسباني آسين بلاسيوس عن تأثير كتابات ابن عربي في ريمون لول وتأثيره في دانتي اليجيري مؤلف "الكوميديا الإلهية". أما استيعابه للتراث الإسلامي السابق عليه وتأثيره في التراث التالي له فهو أوضح من أن يحتاج إلى استدلال، وتتبدى أهمية قراءة ابن عربي للتراث السابق عليه في أنها قراءة ساهمت في بلورة كثير من المفاهيم والتصورات التي كانت مضمرة في كتابات السابقين من هنا يرى الدكتور نصر حامد أبو زيد بأن استدعاء ابن عربي، مع غيره من أعلام الروحانية في كل الثقافات، يمثل مطلباً، حيث في تجربته، وفي تجاربهم ما يمكن أن يمثل مصدراً للإلهام في عالمنا الذي يعاني ما يعانيه من مشكلات حياتية. ويضيف قائلاً بأن التجربة الروحية هي مصدر التجربة الفنية، الموسيقى والأدب وكل الفنون السمعية والبصرية والحركية، فهي الإطار الجامع للدين والفن، هذه أهمية استحضار ابن عربي بالنسبة للكاتب أبو زيد في السياق العام. لكن، وبالنسبة له أيضاً، استحضار ابن عربي في السياق الإسلامي، واستعادته من أفق التهميش إلى فضاء المتن مرة أخرى، لا يقل أهمية، وذلك بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والأفكار والرؤى السلفية على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة من القرن العشرين بالإضافة إلى ذلك فإنه وفي مجال المساهمة في تأكيد قيم الحوار والتفاهم والإقدام المتبادل بين الشرق والغرب، يمثل فكر ابن عربي رصيداً ثرياً يستأهل تأمله والغرض منه لتحرير العقل المسلم المعاصر من آثار المشكلات السياسية والاجتماعية والثقافية التي سببت حالة التوتر والاحتقان في الفكر الإسلامي. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يقدم فكر ابن عربي للقارئ غير المسلم صورة أخرى لروحانية الإسلام، ولمفهوم "الجهاد" الذي أصابه من التشوه الكثير. من هذا المنطلق وضمن هذا الإطار يمضي الدكتور نصر حامد أبو زيد في نصوص ابن عربي وقبلاً في سيرة حياته لتعريف القارئ على فكر ابن عربي
أكاديمي مصري متخصص في فقه اللغة العربية. قال بأن النص الديني الأصلي هو منتج ثقافي بمعنى أن الله يخاطب البشر وفقاً لثقافتهم. نشأ في أسرة ريفية بسيطة. ولد في إحدى قرى طنطا في 10 يوليو 1943، في البداية لم يحصل على شهادة الثانوية العامة التوجيهية ليستطع استكمال دراسته الجامعية، لأن أسرته لم تكن لتستطع أن تنفق عليه في الجامعة، لهذا اكتفى في البداية عام 1960 بالحصول على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي، بعدها عمل فنى لاسلكى بهيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية من 1961-1972م، ليتمكن من الإنفاق على نفسه.
واستكمال دراسته الجامعية، والحصول على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة القاهرة 1972م بتقدير ممتاز مما مكنه من استئناف دراسته العليا، وتم تعيينه معيدا بقسم اللغة العربية جامعة القاهرة في نفس العام 1972م، وفى عام 1976 حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من نفس الكلية، بتقدير ممتاز، فتمت ترقيته إلى مدرس مساعد، وعندما حصل على الدكتوراه عام 1982م، مع مرتبة الشرف الأولي، عمل مدرسا بنفس القسم، وفى عام 1987، ترقى لدرجة أستاذ مساعد. وعندما قدم أبحاثه للحصول على درجة أستاذ تكونت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة بينهم د.عبد الصبور شاهين الذى اتهم في تقريره د.نصر بالكفر، وتلقى المتشددون الاتهام وحدثت القضية المعروفة التى انتهت بترك نصر الوطن إلى المنفي، منذ 1995 بعد أن حصل على درجة أستاذ، بأسابيع.
يكاد يكون هذا الكتاب من أشهر ما تم تأليفه عن الصوفي الشهير (ابن عربي) الذي يرى في نفسه وفي مثل من شابهه من الأولياء الصوفية علوًا أرفع شأنًا من النبوة والأنبياء. هذا هو ابن عربي الموسوم بالشيخ الأكبر وبمولانا كجلال الدين الرومي وسلطان العرفين وإمام وغيرها من الألقاب، وهي مدرسة إسلامية لا تختلف في كل المذاهب الإسلامية دون تمييز، شيخ العارفين شيخ الإسلام الخ.
لكن لا أعلم أين غابت عن حامد أبو زيد نظريته التي (كان) دومًا ما يلمح لها ويصرح في الحيادية التي ينادي بها بينما أجده في بعض مؤلفاته يلغي ذلك فيميل كل الميل لشخصنة الأحداث المناط بها تغييب حقيقةٍ ما والحمد لله أني ماقلت هذا إلا بعد أن قرأت له : (الإمام الشافعي وتأسيس الأيدلوجية الوسطية) وفي (النص والسلطة والحقيقة) و(دراسة في الفكر الصوفي)، (مدخل إلى السيميوطيقا)، (اليسار الإسلامي)و وبينما دومًا ما يقول بحاديته إلا أنه كثيرًا ما يخرج عنها وهذا لا يلام فيها فتلك من طبيعة الإنسان الميل والعذول. لكن عن ابن عربي كان كتابه هذا بالنسبة لي صدمة فكرية في كتابات هذا الرجل الذي لم يقم بتشريح فكر ابن عربي بنما مال له كل الميل وبخصوص المقولات التي قد تخرج ابن عربي من فضاء القداسة وتوقعه في ظل التحريم فقد تبرأ منها أبو زيد بطريقة أكاديمية وقلل من قيمتها وتناول الفقط الردود الموجهة ضد ابن عربي الضعيفة الهشة التي قد يغلبها � فوق ضعفها � أى قارئ لابأس به فكيف بعلامة بارزة في نقد اللغة كحامد أبوزيد. وحديثي هنا ليسك كله عن ابن عربي لأن الكتاب بإسم أبو زيد � مع تقديري لفكره والكثير من إطروحاته � وهذا التوقيع يجعلنا نتوجه له وليس للموضوع بقدر ما هو طريقة العرض التي كان مجرد تمجيد لإبن عربي من خلال ما نقله ابو زيد عن رؤية ابن عربي للحضارة والدين والثقافة ولابد من الرجوع لإبن عربي لتعزيز دور الحوار والتواصل مع دول العالم في الوقت المعاصر وهذه مكمن غاية التأليف للكتاب وهي عصرنة أرائه لتواكب جيل اليوم.
أعتقد يبقى نتاج الصوفية الأدبي (الشعر) ولاغير أعظم ماقدموا على مستوى النتاج والتأليف.
بد نبود، اما زیاد به حاشیه پرداخته بود و دو فصل آخر وارد اندیشه ابن عربی شد. دوم این که نیاز بود اندیشه ابن عربی رو در کنار اندیشه پیشینیانش قرار می داد تا تمایزشون معلوم بشه. الان به نظر من خیلی از حرفها� ابن عربی تفاوت چندانی با عرفای دیگه نداشت.
چند نکته از کتاب:
الف. ظاهر و باطن ابن عربی، مثل خیلی از عرفای دیگه، معتقد به دو سطح از هستی و معرفت بود: یک سطح ظاهری و یک سطح باطنی. سطح ظاهری هستی، سطح متکثره، سطحی که در اون پدیده ها با هم تمایز دارن و از هم جدا می شن و در نتیجه با هم ناسازگاری دارن، اما این تکثرها و ناسازگاری ها، فقط ظاهری ان. در سطح باطنی هستی، حقیقت یکپارچه و واحده، و دیگه تمایز و چندگانگی بین پدیده ها نیست تا ناسازگاری وجود داشته باشه. همین طور در زمینۀ معرفت هم ظاهر و باطنی وجود داره، معرفت ظاهری با حواس به دست میاد و معطوف به تکثرها و تمایزهاست. اما معرفتی باطنی هم وجود داره که از طریق حواس به دست نمیاد، بلکه با فرو رفتن در خود و از طریق اشراق الهی به دست میاد و با این معرفته که آدم می تونه باطن هستی و پدیده ها رو بشناسه.
ابن عربی این دو سطح ظاهر و باطن رو در مورد چیزهای مختلفی پیاده می کنه. مثلاً قرآن ظاهر و باطنی داره. ظاهر قرآن همین کلمات و آیات متکثره. اما باطن قرآن حقیقتی واحد و بدون تکثره، که در یک لحظه بر قلب پیامبر نازل شده. فهم حقیقت قرآن با خوندن الفاظ به دست نمیاد، بلکه عارف باید خودش به جایی برسه که اون حقیقت باطنی قرآن بر قلبش نازل بشه. همین طور شریعت دارای ظاهر و باطنه، و مثلاً حج در ظاهر طواف به دور کعبه است، اما در باطن، کعبۀ حقیقی دل مؤمنه که در حدیث قدسی اومده «من در زمین و آسمان نمی گنجم، اما در قلب بندۀ مؤمنم جای می گیرم». اما بر خلاف عرفای پیشین، و احتمالاً از ترس سرنوشتی که عرفای پیشین پیدا کردن، ابن عربی تأکید داره که ظاهر و باطن هر دو همزمان باید منظور نظر قرار بگیره، و نباید برای رسیدن به باطن، ظاهر کنار گذاشته بشه.
ب. اسماء الله ابن عربی در مورد خلق جهان نظریه ای داره که بعضی جاها به نظریات مشائی و اشراقی نزدیک می شه و بعضی جاها فاصله می گیره. اساس این نظریه اینه: تمام عالم، کلمة الله ـه. ذات خدا، حقیقتی مطلقاً باطنی و غیرقابل معرفته، و تمامی اسماء و صفاتی که ما سراغ داریم، حتی اسم «الله» که به نظر ما به ذات الهی اشاره داره، در حقیقت بیانگر ظهور ذات الهی هستن، نه خود ذات. خدا در خفای مطلق بود، و در اون حال خواست که شناخته بشه، در نتیجه شروع کرد به ظهور در ضمن اسماء که به منزلۀ آینه ای ذات باطنی خدا رو نشون می دادن و خدا می تونست در اون ها خودش رو ببینه. بعد اسماء به نوبۀ خودشون به صورت پدیده های جهان ظهور کردن، پس جهان ظهور ذات مکنون خداست.
اما خدا چطور در پدیده ها ظهور کرد؟ ابن عربی از تمثیلی استفاده می کنه و خلق جهان رو به تلفظ کردن کلمات تشبیه می کنه. خدا با نفس رحمانی خودش شروع کرد به تلفظ کردن جهان، و ابتدا «واج» ها رو تلفظ کرد (چهار مصوت، و ۲۸ صامت به تعداد حروف الفبای عربی) که حقایق کلیه بودن. بعد از ترکیب این واج ها، کلمات به وجود اومدن که پدیده های جهان بودن. به این ترتیب تمام جهان، در حقیقت چیزی نیست به جز کلمات خدا که از نفس رحمانی پدید اومدن، نه از عدم.
لقد صار قلبي قابلًا كل صورة .... فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان و كعبة طائف ..... وألواح توراة و مصحف قرآن ادين بدين الحب أني توجهت ..... ركائبه فالحب ديني و إيماني
في تاريخ الثقافة العربية توجد بعض العلاقات شديدة الخصوصية من حيث التأثير والتأثر , كعلاقة المعري و طه حسين مثلا , ونصر ابو زيد بابن عربي , تلك العلاقة العابرة لظروف الزمان والمكان لتضع بصمة واضحة على المحدثين و تجعلهم يطوفون في فلك أستاذهم .
نحن أمام دراسة في غاية الخصوصية , دراسة عن قطب صوفي ورمز إسلامي كبير , له من المكانة والتعظيم (والنقد و التهوين) ما يضمن لاسمه خلود الذكر وعظمة التأثير .
الكتاب مهم جدا لكم المباحث التي تعرض لها , ففيها اختلطت قضايا الفقه و التصوف مع العرض المذهل ليكون الكتاب حالة فريدة في غاية الإفادة والمعرفة . فيه عرض لابن عربي (الشخص) و (القطب الصوفي ) و (العالم الرباني) , ليكون لنا نموذج إنساني رفيع الطراز .
عرض الأستاذ لمؤلفات ابن عربي كانت من الجودة والبراعة بمكان وحديثه عن (الفتوحات المكية) حديث مرعب , المؤلَف مهم جدا , وتركيز ابو زيد عليه كان مفيد للغاية , الواحد عرف لما ييجي يقرأ الفتوحات هو داخل على إيه بالضبط.
حديث الأستاذ نصر عن التصوف كان في مجمله مميز جدا وطريقة عرضه عظيمه وأضافت للواحد الكثير : (التجربة الصوفية في جوهرها تجربة انفتاح الأنا على المعنى الباطني للوجود كله , و هذا الانفتاح مرهون بالقدرة على التواصل بين الأنا والكون الذي هي جزء منه , فمن الطبيعي أن تمثل التجربة الصوفية تجربة موازية لتجربة الوحي النبوي , الفارق بين تجربة النبي وتجربة الصوفي أن التجربة الأولى تتضمن الإتيان بتشريع جديد , بينما يكون فهم الوحي النبوي بالاتصال بنفس المصدر هي مهمة العارف في التجربة الصوفية , هذا التشابه و التوازي بين التجربتين يؤسس تشابهًا لغويًا فكلام الله الموحى به إلى الرسل و الأنبياء يكشف ويصرح من ناحية, ويخفي ويومئ من ناحية أخرى , إنه يكشف و يصرح بما هو خطاب للناس كافة , وذلك بحكم تفاوت مستويات عقول الناس وأفهامهم . لكنه يومئ و يعرض بما هو خطاب قابل دائمًا لانفتاح المعنى في الزمان والمكان.)
في المجمل : كتاب ثقيل ودسم , يحتاج منك تركيز لكي تقدر على تقبله القبول الحسن وفهمه الفهم المفيد.
بداية أسجل تحفظي على العنوان "هكذا تكلم ابن عربي" لانه يحيل الى استعارة مضللة، فأبو زيد يقدم قراءة وتأويل لفكر ابن عربي من بين تأويلات عدة. وتتعدد القراءات وتتفاوت من حيث علاقتها بموضوعاتها وبالمواد التي تعمل عليها ونص ابن عربي المتعددالأبعاد، الملتبس المفهوم في أحيان كثيرة والاشكالي من حيث منطقه عند العديد يشكل بحرا من العلامات والإشارات التي تقبل دوما التفسير والتأويل وقراءة مالم يقرأ قبل، وهو بذلك مفتوح على أكثر من قراءة.
ولانه ابن عربي أو كما لقبته الصوفية"الشيخ الاكبر" القامة الشاهقة من قامات الفكر العربي والاسلامي وحالة فريدة من النضوج والانفتاح الانساني الكوني التي شكلت نقطة التقاء بين التراث العالمي والتراث الإسلامي فتنافس فيه الدارسون من الشرق والغرب، بتعدد مشاربهم وانتماءتهم. يقدم أبو زيد قراءته المعرفية في فكر وتجربة ابن عربي الصوفية
أبو زيد لا يخفي إعجابه بالشيخ الاكبر، فهو يعتقد أن ابن عربي ما زال قادرا على المساهمة في مخاطبة قضايا عالمنا المعاصر من خلال ثراته الانساني الذي يتسع لكل الاديان ولكن من داخل عباءة الاسلام. وهو الذي يأكد مراراً بأنه ليس من الداعين إلى القطيعة مع الثراث، بل على العكس كان يدعو إلى الانفتاح عليه، وقراءته على أساس معرفي و منهجية علمية حداثية توظف ما توصلت له البشرية من علوم وفلسفة في سبيل تخليصه من أغلال الأدلوجة التي كبلته. يحاول ابو زيد في قراءته التأويلية تخليص الثرات الاسلامي عموما وتراث ابن عربي بوجه خاص مما التصق به.والمساهمة بذلك في تحرير العقل العربي و تقديم فهم للدين فهما انسانيا يتناسب وتطلعات العصر ولما لا رسم صورة مختلفة-لغير المسلم- عن روحانية الإسلام العالية ومفهوم الجهاد وما أصابه من تشوُّه.
ما يبعث على التأمل أن الرجلين كليهما تعرضا للتكفير. فأبو زيد طاردته المحاكم بسبب خروجه على الخط المقرر من قبل فقهاء عصره وابن عربي اتهم بالكفر والزندقة والاتيان بما لايجب
ولأنه "لا توجد قراءة بريئة" كما يقول ألتوسير. فأبو زيد يستحضر تجربة ابن عربي باعتبارها ثورة ضد المؤسسة الدينية والايدولوجية المنبثقة من الدين(علماء الرسوم كما يلقبهم ابن عربي) هذه المؤسسة الدينية التي حولت الدين الى مؤسسة سياسية اجتماعية مهمتها الاساسية الحفاظ على الاوضاع السائدة ومساندتها من خلال انتاج اليات معرفية ثابتة(كالاجماع والقياس وغيرهم) من هذه الزاويه يتم قراءة ابن عربي
في ستة فصول يدلف بنا أبو زيد الى كون ابن عربي، وفي الفصل الاول "من الجاهلية الى ختم الولاية" يقدم ابو زيد تعريفا بالشيخ الاكبر وينتقل بنا من جاهليته الى مرحلة العرفان بشتى مراحلها: من مرحلة الخير بلا علم إلى مرحلة الخير المؤسس على المعرفة، ومن الإيمان إلى العرفان. راصدا ننقلاته بين المغرب والاندلس بارهاصاتها
وفي الفصل الثاني، "قيود المكان وضغوط الزمان" يقدم أبو زيد قراءته الخصبة في تجربة ابن عربي بشقيها التاريخي والروحي. ليقدم تجربته الروحية في علاقتها الجدلية مع المعطى التاريخي والتقافي. وأبو زيد في هذا الفصل يركز على الجوانب التنويرية عند ابن عربي من خلال منهجه التوفيقي الذي ينظر الى البشرية بعين انسانية خالصة لا تكفر أحدا والتي يتمتع فيها المشرك عنده بحق الانتماء الى الخلاص العام وهدف أبو زيد في ذلك كله هو القيام ببعث الفكر التنويري المراد في شخصية ابن عربي لقطع الطريق على المنهج التكفيري الذي يرزح تحته العقل العربي.
وتتوالى الفصول ويرصد ابو زيد لقاءات ابن عربي بابن رشد ويحلِّلها تبعًا للمكان والزمان والإشارة والحُجُب. مستعرضا في فصل كامل طبيعة التجربة الصوفية التي تتأرجح بين كشف وستر معللا منشأ جدلية الوضوح والغموض إلى طبيعة التجربة الصوفية ذاتها التي توازي من حيث خطابها خطاب الوحي، وتستدعي بذلك لغة رمزية كاشفة وملغزة (للعارفين) في أن معا
تنويه:الفصلين الاخيرين لمن سبق له التعرف أو الولوج لعالم الشيخ
في الفصلين الاخيرين، يستعرض أبو زيد تفسير ابن عربي لقضية "نشأة الوجود ومراتب الموجودات"، مستخلِصًا العناصر الثلاتة في تفسير نشأة الوجود: مفهوم التجلِّي الأسمائي، التجلِّي في النَّفَس الإلهي، و مفهوم النكاح. ويعتبر أن الوجود ينبع من بعدين أساسين: الحب من ناحية، والرحمة من ناحية ثانية
ليختم بموضوع "تأويل الشريعة: جدلية الظاهر والباطن " فابن عربي الذي يفصل بين التجربة الروحيةوبين الايمان بالشرائع (فالمجاهدات الروحية قد تقوم على غير شريعة منزلة يرى ابن عربي) يِؤسس لباطن الشريعة بكونه انعكاسًا لباطن الوجود. أما الوقوف عند الظاهر (كما علماء الرسوم) فيفضي إلى التعصب المبني على ادعاء احتكار الحقيقة في حين ان الحقيقة نسبية تتلون وتتشكل كالماء الذي يأخد شكل الاناء الذي يوجد فيه ويتلون بلونه، رغم حقيقة أن الماء لا شكل له ولا لون
إن هذا الخلاف بين أهل الله وبين الفقهاء من أهل الرسوم قد يصل الى حد الصراع، ذلك ان علماء الرسوم أسرع ما يحاكمون اهل الله فيحكمون عليهم بالكفر والمروق عن الدين والعقيدة. وكثيرا ما يتعرض ابن عربي لهذا الاختلاف والصراع شاكيا متؤلما . ولكنه في عمق خطابه يسعى الى ابراز الفروق المعرفية بين الطرفين فأهل الله تغمرهم الحيرة المعرفية والعجز عن ادعاء اليقين. إذ الحقيقة نفسها تتلون وتتشكل كما يتخد الماء شكل الاناء الذي يوجد فيه ويتلون بلونه، رغم حقيقة أن الماء لا شكل له ولا لون. لكن الفقهاء من جانب اخر يزعمون امتلاكهم للحقيقة ويتصورون أنفسهم حراسها والمدافعين عنها ...المشكل اذن يكمن في الوقوف عند الظاهر-موقف الفقهاء وعلوم الرسوم- يفضي الى التعصب بل الى الارهاب المعنوي والمادي. والتاريخ الذي شهد محاكمات الحلاج وا لسهروردي يشهد على صحة ذلك
في معرض القراءة التأويلية التي يقدمها ابو زيد لا بد أن نصطدم بإشكالية القراءة التي تطرح أزمة تداخل الذات مع الموضوعي واختيار ابو زيد لمعنى من المعاني في فكر ابن عربي ليس عبثاً محضاً، ولكن يمكن تفسيره من خلال عملية التأويل ذاتها. فأبو زيد يقدم قراءة لابن عربي ونصوص ابن عربي بدورها تقرأ وتكشف عن فكر أبو زيد
في هكذا تكلم ابن عربي نجد نصر حامد أبو زيد يحاول قراءة الخطاب المتصوف من خلال واحد من أعلام الصوفية.. المشكلة هنا أن الكتاب لن يهم إلا الأشخاص الذين لديهم إقبال على التصوف و تحديدا الأفراد الذين يريدون الدخول لعالم ابن عربي..
لكن ماذا عني؟ بالنسبة لي الكتاب زادني اقتناعا بمدى زيف هذا الشيء الملقب التصوف.. بل و في الحقيقة مدى "فكاهيته"!!
التصوف بإختصار شديد.. (وهو اختصار غير مخل على الإطلاق!) .. هو أن تقول ان الله يسري في كل شيء و أن المتصوف هو الشخص الذي استطاع أن يتوحد مع الله.. (تستطيع إلقاء كلمة الحب أيضا في وسط أي جملة .. مثل الهيبيز!)
طبعا سأجد اعتراضات من نوعية "لا يقصد الله و لكن يقصد الحضرة الإلهية".. أو "لا يقصد الله نفسه و لكنه يقصد تجلياته".. و هذا الاعتراضات ببساطة نوع من الالتفاف و التلاعب بالألفاظ للتهرب من الحقيقة.. مثلما نسمى الهزيمة نكسة.. و نسمي تخفيض الأسعار "تحريك الأسعار"!
الفكر الصوفي لديه سمة أساسية.. و هى أن الصوفي العارف بالله سيكون قادرا على إيتاء المعجزات أو الكرامات كما تسمى... فالصوفي ينتقل انتقالا آنيا إلى أقاصي الأرض و يعود في لمح البصر.. و الصوفي لديه القدرة على الطفو في الهواء و الطيران.. و الصوفي لديه القدرة على رؤية المستقبل.. و الصوفي لديه القدرة على تغيير مادة الأشياء.. و الصوفي قادر على علاج كافة الأمراض بالإيمان.. و الصوفي لديه اتصال إلهى مفتوح يجعله يحصل على المعرفة الإلهية من الله مباشرة.. و الصوفي لديه القدرة على الدخول على عالم الأرواح! و هذه بعض.. و ليس كل.. الكرامات التي يمكن أن يفعلها المتصوف..
طبعا مثل هذه الخزعبلات تهدر كل الأسسس العلمية تماما بل و تفقدها مشروعية تواجدها من الأصل!! مثلا.. ما الحاجة إلى الطب طالما أن ابن عربي الطفل عندما مرض عالجوه بقراءة سورة ياسين؟! ما الحاجة إلى دراسة الفيزياء و تحديد مفهوم الزمن (و هي إشكالية عظيمة لو تعلمون!) طالما أن الخضر قادر على معرفة ما سيحدث في المستقبل؟!!
وليس على المستوى العلمي فقط.. بل و على المستوى الفكري فالأطروحة الصوفية تبدو غارقة في التخيلات الأسطورية.. فالله خلق الصفات .. و الأشياء لم تكن موجودة بالقوة بل موجودة بالإمكان.. و الأشياء تحدثت مع الصفات حتى تخرجها لعالم الحقيقة.. و الصفات تحدثت مع اسم الله الأعظم لتأخذ الإذن بإيجاد الأشياء.. و عندما حصلت على الإذن تم إظهار كل المخلوقات..
طابع أسطوري غارق تماما في الخيال و مغرق تماما في الزيف!
كيف تتحدث "الصفات"؟؟ هل الصفات "كائنات حية تفكر"؟! كيف خلق الله "الصفات"؟!! هل هى مخلوقة أصلا أم انها هي نفسها الله؟!! لو كانت مخلوقة فهى "أشياء" و كان من الأولي أن ينطبق عليها ما انطبق على بقية الأشياء. فهل خلقت نفسها؟! أما لو كانت هى نفسها الله .. فكيف يتحاور الله مع نفسه؟! هل الله عدة؟!!
ثم ما طبيعة اسم الله الأعظم هذا؟!! و لماذا هو الذي يمنح الإذن؟! هل هى وزارة حكومية!!!؟! ما دور الله في كل هذا؟!! كيف يمنح اسم الله الأعظم الإذن للصفات بخلق الأشياء وحده؟!! كيف يتخاطب الله مع الصفات؟!! باللغة العربية مثلا؟!!
هل اللغة إذن كائن متواجد قبل كل الكائنات؟!! أم أن الله خلقها بعد أن خلق الصفات؟!! و إذا كان خلقها بعد الصفات فهل خلقها مباشرة بنفسه أم طلب من الصفات أن تخلقها؟!! و إذا كان خلقها بنفسه فلماذا لم يخلق كل شيء بنفسه؟ هل تعب مثلا؟!! و إذا كان طلب من الصفات أن تخلقها.. و اللغة شيء.. فالشيء إذن طلب من الصفة أن تخلقه.. و الشيء هو اللغة.. فكيف "تتحدث" اللغة مع الصفة و تطلب منها أن تخلق "اللغة"؟!!!!!!!!
و أصلا .. لماذا لا يقوم الله بنفسه بخلق كل شيء؟!!!! ما الداعي إلى "سكرتارية" من الصفات تقوم بعمله؟!!!!!!!!!
ثم ما العلاقة بين حروف اللغة و تلك الرموز الغريبة التي اخترعها ابن عربي و قال بها؟! ما الذي جعله يتخيل ان كل حرف يرمز إلى صفة من صفات الله أو إلى نبي معين؟!! ماذا لو كانت حروف اللغة أكثر من 28؟! هل كان ابن عربي سيبتكر رموزا جديدة؟!! ماذا لو كانت حروف اللغة أقل من 28 ؟! هل سيحذف ابن عربي من رموزه؟!! و لماذا أصلا يتخذ حروف اللغة العربية كمعيار؟!!! ماذا عن الأردية مثلا؟ و هى تكتب بحروف عربية و لكن بها 38 حرف؟!!! لماذا لا تكون هى معيار الرمزية؟!
و ما سر الاهتمام بشكل الحروف؟!! ما هذا الاهتمام الأسطوي بحرف النون و خصوصا النقطة؟!! هل لو كان حرف النون يكتب من غير نقطة هل كان سيحصل على نفس الاهتمام؟! و بالمناسبة حرف النون كان يكتب بالفعل بدون نقطة قبل أن يضع أبو الأسود الدؤلي النقط على أحرف العربية.. أي أن الحرف شكله قد اختلف.. فهل تفسير ابن عربي بخصوص الحرف كان قبل شكله الحالي أم بعده؟!
لكن أسوأ ما في الخطاب الصوفي ليس تصوره لفكرة الإلهية بحد ذاتها.. فهناك ملايين التصورات الأسطورية للإله.. لكن الأسوأ هو أن الخطاب الصوفي يكون رده الدائم على أي اعتراضات "عقلانية منطقية" بجملة .. أن التجربة الصوفية إشراق إلهي و شعور داخلي!
أي انه ببساطة إما أن تكون "متصوفا" وحدك و "تشعر" (لا يقول ابدا تفكر أو تحلل بالمناسبة!) بما يشعر به المتصوفة و إما أن تكون جاهلا و لن يمكنك أبدا فهمهم!!!
فالخطاب الصوفي يدعي قبول الآخر قبولا تاما.. لكنه حقيقة يعتمد على "الشعور و الروح" و أشياء لا يمكن إثباتها معمليا أو عقليا للوصل إلى حقائق كلية و شاملة و بالتالي لا يمكن أبدا للمعارضين الحكم عليها بأي معيار! و يصبح المعترض هو شخص لم يتعرض "للإشراق الإلهي"!
كتاب نصر حامد أبو زيد لم يجعلني أقترب من "الروحانيات الصوفية" بقدر ما جعلني أتأكد من مدى تهافتها و أسطوريتها!
به شخصه گمان نمي بردم کتابي که در شرح يک از بزگان عرفان نظري است و از تکلفهای عرفا و مکاشفات انها نیز بی بهره نخواهد بود، بتواند چندان نظرم را جلب کند و مشوقم باشد. انگيزه اوليه ام براي خواندن کتاب، نويسنده نامدار آن، نصر حامد ابوزيد؛ روشنفکر فقيد معاصر بود، اما نویسنده کتاب چنان با مهارت و وشيوايي مثال زدنی و البته انسجام، ابن عربي را براي خواننده امروزين بازخواني ميکند که علاوه بر نظام مند بودن دستگاه فکری و عرفانی ابن عربی، بی گمان نشان از ذهن قدرتمند و دانش گسترده او نیز دارد، از مقدمه و شرح داستانهاي کودکي نويسنده نيز چنين برمي ايد که نسبت شيخ اکبر با ابوزيد به مانند نسبتي است که هم سنخ ايرانيش؛ عبدالکريم سروش با مولانا دارد. کتاب علاوه بر ترجمه جذاب و خواندنی که دارد، در بعضی موارد برای خواننده نه چندان اشنا با وادی عرفان، گه گداری سخت و ثقیل می اید، هرچند ورود بیش از اندازه به جزئیات بی مورد نیز در بعضی از بخشهای کتاب، از جمله در فصل پنجم، انجا که از مراتب هستی از نگاه ابن عربی و رابطه انها با اسما الهی به میان می اید خواننده را کمی سردرگم و بی حوصله می کند. در کل باز خوانی ابوزید از ابن عربی چنان که خودش نیز ادعا دارد، خوانشی است برای امروز و قرائتی است از زاو��ه روشنفکری چون نصر حامد ابوزید، اما بی شک انگیزه های او نیز برای این بازخوانی چنان که از مقدمه کتاب بر می اید پراهمیت است؛ برای زدودن غبار از چهره زنگار زده اسلام در چند سده اخیر و نشان دادن باروری و توانمندی اندیشه و فرهنگ اسلامی در پیوند با میراث جهانی و متکثر انسانی.
إبتداءً أبرَزَ د.حامد أبو زيد أسبابَ تقديمهِ هذهِ الدراسةِ المُبسطةِ إلى حَدٍّ ما في حاجةِ الإنسانِ عموماً إلى أفقٍ روحيٍّ إنسانيٍّ في هذا العصَرِ خصوصاً - عصر " الاله الجديد " اله السوق الذي قسَّمَ العالم إلى قسمينِ : مُستَهلِكٌ / مُستَهلَكٌ و مُستغِلٌ يَحكمُ بُحكمِ السوق - عن طريقِ فِكر ابن عربي ، الفِكرُ الذي يَحملُ شِعارَ البيتِ المذكورِ أعلاه .
فَصلٌ أولٌ بعدةِ أقسامٍ كان تعريفاً عن ابن عربي ، اسمهُ و فِكرهُ عموماً و انتقالهُ من الجاهليةِ إلى فَلكِ الولايةِ و رحلاتهُ مِنَ الغربِ الى الشرقِ و لقائهُ بالخِضرِ ، و اغلبُ الحديثِ هُنا كانَ مِن ابن عربي و ما كان دورُ " أبو زيد " إلا بعضَ تعقيباتٍ بسيطةٍ .
ثُمَّ فَصلٌ آخرَ فيه مرورٌ عامٌّ على مؤلفاتِ الشيخِ الأكبر و محاولةُ تقديمِ بعضِ التوضيحاتِ عن جدليةِ الغموضِ و الوضوحِ في مؤلفاتِ الشيخِ و المؤلفات الصوفيةِ عموماً التي تَضِجُّ بالرمز ، و لعلَّ الأسبابَ في هذهِ النوعيةِ مِنَ الكتابةِ لدى الصوفيةِ في أنهم يريدونها اختباراً للقارئ فليسَ مِن حقِّ أي أحدٍ أن يَعرفَ ما عُرفَ بالتجربةِ الروحيةِ ، و أيضاً ربما بسبب رؤيةِ الصوفيةِ الخاصةِ بِهم في رؤيتهم كُلَّ شئ ذا وجهينِ : ظاهِرٌ و باطِنٌ ، و هناكَ سببٌ أهمُّ و هوَ سِعةُ الرويةِ و ضيقُ اللغةِ التي نصَّ عليها النفري بـِ " كلما اتسعتِ الرؤيةُ ضاقِت العِبارةُ "
ثَالِثُ الفصولِ كانَ عن ترحال ابن عربي عن الأندلس ، و حينها كانت حروب الصلبيينَ مع المُسلِمينَ ، هُنا اتضحَ بعضُ جانبٍ بشريٍّ لابن عربي الذي عُرِفَ بأفقِهِ الإنسانيِّ ، و بعضُ النصوصِ التي قدمها " أبو زيد " كانت تحمل بعضَ قسوةٍ مِنَ الشيخِ على الصليبيينَ ، و فَسرَ ذلك الدكتور بأنهُ طبيعةُ البشريِّ الذي مهما علا بصوفيتهِ لابُدَّ ان يبقَ أرضياً و تشغلهُ همومُ الارض ، أعجبني هذا الجزء بتقديمهِ الشيخِ كبشريٍّ - رغم علوهِ الروحيِّ و الفِكريِّ - لكنهُ طالما أزعجني تناولُ ابن عربي بإكبارٍ حتى لتُحِسَّ أنهُ إله .
فَصلٌ خُصَّ بقصةِ لِقاءِ الشيخِ بابن رُشد ( الفيلسوفُ و القاضي الشهيرُ ) ، أثارني هذا الفصلُ كثيراً فقصةُ الشيخِ مع الفيلسوف قرأتُها قبلَ مُدةٍ - و هي القصةُ المشهورةُ لما التقيا و كانَ الشيخُ بعَدُ صبياً - و لم أتصور أبداً كَمُّ الرمزيةِ في هذه القصةِ بل رأيتُها قصةً عاديةً يسردُ فيها الشيخُ لقائهُ بفيلسوفٍ كبيرٍ ، لكنَّ تأويل الدكتورِ هُنا ربما كانَ أقربَ للصوابِ ، ثُمَّ لِقاءٌ آخرَ بينهما لكن دونَ عِلمِ الفيلسوفِ لما أشتاقهُ الشيخُ فكُشِفَ له حِجابٌ مِنهُ رأى الفيلسوفَ و الفيلسوفُ غافِلٌ ، و القصتانِ ترمزانِ إلى العِرفانِ و النظَرِ العقليِّ ، و قصورُ النظَرِ العقليِّ في غفلةِ الفيلسوف بينما العارِفُ ( الشيخُ ) يرى ما الفيلسوفُ غافِلاً عنهُ ، و قِصةٌ الرحيلِ الأخيرةِ التي وضِعت فيها مؤلفاتُ الفيلسوفِ بجانبِ رُفاتِهِ ، و سؤالُ الحيرةِ من ابن عربي ، او الوعيُّ - و اختلفَ الباحثونَ : هذا الإمامُ و هذهِ أعمالهُ يا ليتَ شعري ! هل أتت آمالُهُ ؟
الفصلُ الخامِسُ كان مُتوِّهاً إلى أبعدِ حَدٍّ فهو يتناولَ فِكرَ الشيخِ الكونيِّ ، و على قدر محاولاتِ الدكتور لتبسيطِ النصوصِ لكنها بقيت صعبةً و تحتاجُ لوعيٍّ أكبرَ ، ما أثارني ربطُ الشيخِ للكونِ باللغةِ فـَ" كُن " مَثلاً التي يُبنى عليها كُلُّ الكونِ : فما الكونُ إلا ابداعهُ ( الله ) و ما أمرهُ لشئ إلا " كُن " فيكونُ ، فـَ " كن " أصلها لُغةً " كون " و لكنَّ الواو حُذفت ، و هنا يقول ابن عربي - بما معناهُ : إنَّ الواو تُمثِّلُ الله فهيَ المخفيةُ خلفَ كُلِّ " كُن " و ما وراءَ كُلِّ كائنِ الا اللهُ ، فـَ " كُن " لها ظاهِرٌ ( الخلق المُشاهَدُ بالعين ) و باطِنٌ هوَ " كون " الذي يتجلى فيه للعارف الواو .
**
و هناكَ الكثيرُ أيضاً في الكتابِ مما لا يُحصَرُ ، لكنَّ الكتابَ عموماً يُعتبرُ مدخلاً جيداً لعالِم ابن عربي و إن بشكلٍ بسيطٍ .
دریایی بی پایان و آسمانی بی کران و یکه تاز عرفان و استاد استادان است. اسمش محمد است و شاید این همه ذوق و شوق را از هم نامی با آن سرور کاینات کسب کرده باشد. از جمله کسانی است که دین اسلام را از زیر آوار سخت گیری های فقیهان و ملّایان و دین خواران بیرون آورد و معنایی ورای معنای ما از اسلام و مسلمان ارائه داد و به عقیده وی همه مردم مسلمان اند.؛زیرا همه مردم بر فرمان ازلی(باش=کن فیکون) سر تسلیم فرود آوردند و همه شدند.پس شاید ظاهر و شریعت مردم متفاوت باشد اما همه آنها دانسته و نادانسته بر زیر علَم دین اسلام که همان دین انسانیت است، آرمیده اند. برای درک وی و اندیشه وی باید در کتاب های وی پرواز کرد،کتاب هایی که قریب بر ۵۰۰ جلد است و مشهور ترین آنها (فصوص الحکم)و (فتوحات مکیه)است که به دلیل آنکه لق لقه دهان نامحرمان و اغیار نشود، مطالب آنها ثقیل است و زبان بیان آن ،زبان اشارات است نه عبارات... وی معتقد است که انسان، جهان کهین(کوچک) است و جهان،انسان مهین(بزرگ). جهان قرآنی بزرگ است که هر پدیده و هر انسانی در آن حکم یک (کلمه) را دارد و مطالب آن پراکنده است اما کتاب قرآن،تمام جهان است که مطالب آن کنار هم گرد آمده اند.. تاویلات و تفسیراتی که وی از قرآن دارد ،انسان را در گردباد خیالات و قوه باصره وی می اندازد و معتقد است که تمام جهان خواه یا ناخواه،اجبارا و یا مختارا (مومن) هستند حتی اگر (موحد) نباشند.و دلیل قرآنی قاطعی برای این گفته خود دارد. مطالب و آراء خود را در کتب مختلف خود پراکنده کرده است و هر کس که بخواهد با نظر وی و عقیده وی آشنا شود،ناگذیر باید کتاب های وی را مطالعه نماید.
دیده هر چه بازتر شود،زبان زبونتر می شود! پس بگذار به زبانی ابن عربی را توصیف کنیم که از ازل تا ابد ،زبان مشترک تمام عالم است. زبان سکوت... آری برای بیان عظمت این بزرگ مرد،فقط باید سکوت کرد...
أفضل ما كتب عن ابن عربي، القديس الصوفي، والذي كان يرى أن مقامه أرفع من مقام الأنبياء. أقول أفضل ما كتب لأن أبوزيد تناول سيرة أفكارة بأسلوبه الأكاديمي الرفيع. ما لفت انتباهي أن نصر حامد أبوزيد كتب عن ابن عربي بشيء كثير من التعظيم والتقديس دون أن يراعي شعاره الذي رفعه : "لا قدسية لأحد والجميع محل نقد وتصويب" لدرجة أنه أخفى كل عيوب ابن العربي التي ذكرها التاريخ ولم يلتفت لأفكار منتقديه وردودهم عليه، بل وضع أضعف الردود وفندها بسهولة.
لم يعجبني شخص ابن عربي من جهة ولا الطريقة التي تناول بها أبو زيد ابن عربي من جهة اخرى.. فيبدو ابن عربي من خلال أقواله عن نفسه شخصا مصابا بجنون العظمة فهو يرى في نفسه الشخص الذي اختصه الله بأن بكون خاتم الولاية كما أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء.. ثم يضع هذه الولاية في مرتبة موازية إن لم تكن أعلى من النبوة في بعض دلالات كلامه.. وكذلك فكتبه هذه التي تقرءونها ليست من تأليفه إنما هي شيء كالوحي من الله. ولا يكف الرجل عن سرد رؤاه للخضر وللصالحين في اليقظة ورؤيته لله في النوم ونقاشاته الرمزية مع ابن رشد وهي كلها أشياء لم تحدث أصلا بما فيها حديثه مع ابن رشد على الأغلب.. كما أن تفسيراته الباطنية الرمزية لكل نصوص الشريعة تضرب بالعقلانية والمنهجية عرض الحائط، فكل شيء جايز في التأويل الباطني، ليس الأمر كما هو عند أنصار التأويل التاريخي أو أنصار التأويل الأصولي، فالمنهج المتبع واضح المعالم في الحالتين أما مع التأويل الباطني فكل شيء جائز..
أما طريقة أبو زيد فكان بمثابة الحاكي عن معلمه المتيم به، ولم يقدم نقدا او تحليلا لمرة واحدة لحالة ابن رشد ولم يتكلم عن دلالة الخيال الواسع في اختلاق الروايات والرؤى ولماذا لا يحدثنا الرجل مباشرة عن ما يؤمن ��دلا من وضع الروايات لتمرير الفكرة؟ أم هل كان يصدق حقا أنه يوحى إليه؟ يتمسك أبو زيد بصلاحية تراث ابن عربي لإعادة البعث لأجل إسلام منفتح مناسب للعصر إسلام لا يكفر الآخرين ولا يعظم من كهنوت علماء الشريعة ويعطي للمرأة حقوقا أوسع.. في الحقيقة فكر ابن عربي نفسه لا يدعم هذه الرؤي التي هي حداثية جدا وبنت زمننا الذي نعيش فيه، ولكن أبو زيد يتمسك بتأويله لأفكار ابن عربي الذي يخدم مبتغاه.. لكن الأمر الأخطر في نظري هو التأويل الباطني لنصوص الشريعة عن طريق الإلهام أوالرؤى والذي يؤسس للكهنوت وللخرافة معا.. لماذا يحتاج الميراث الإسلامي ككل لقراءة تاريخية موضوعية ولا يحتاج لمثل ذلك الميراث الصوفي وهو أوغل في الشذوذ واللاعقلانية؟
بدايةً هذا الكتاب هو نقطة فى بحر التصوف، يحاول الكاتب جاهداً أن يبحر معنا فى فكرابن عربى والذى يبدو غامضا ، إلا أن صعوبة الشخصية وتعدد الموضوعات أضفى على الكتاب نوعا من الصعوبة خاصة لمن لم يكن قارئا لمؤلفات الإمام. ترتيب فصول الكتاب لم يكن موفقا إلى حد كبير ، الفصول الأولى كانت شديدة التعقيد بينما كان الأجدى البدء بالفصلين الخامس والسادس اللذان يتحدثان عن كيقية تقسيم فكر ابن عربى قبل التحدث عن أمور أخرى أكثر تعقيدا: ( كلقائه بابن رشد والحديث الملغز الذى دار بينهما ، جدلية الوضوح والغموض ، قيود المكان والزمان) . الجزء الأكثر تعقيدا كان فهم جدول مراتب الوجود وكيفية ترتيبه ولماذا اختار ما يوازيه من أسماء إلهية وحروف لغوية وعلى أى أسس تم الإختيار . إلخ الفارق بين المتصوفة الحق ( وهم قليل باعتراف ابن عربى نفسه) وبين الفقهاء - أو علماء الرسوم كما يسميهم - بدا لى رهيبا ، ربما يفسر هذا ضيق الأفق للذى نجده من مشايخ اليوم مقارنة بهذا العلم الصافى الراقى الأقرب إلى روح الإسلام الحق! مقابل الأشياء التى لم أفهمها ، حفل الكتاب بشروحات مدهشة ومعانى جديدة تماما لتعريفات كالكفر والإيمان ، وموضوعات ك: لماذا خلق الله الإنسان؟ ولماذا إختلاف الشرائع. ، إلخ لا أستطيع التعرف والحكم على أسلوب د. نصر حامد أبو زيد هنا لصعوبة الموضوع ولأن شخصية وفكر ابن عربى طغى تماما على الكتاب ككل ولكنى لم أجد أثرا فى طريقة كتابته يوحى بالضجة التى أثيرت عنه ولهذا فقد أضفت كتاب " نقد الخطاب الدينى" إلى مجموعة قراءاتى القادمة إن شاء الله.
القراءة الثانية للكتاب بعد رحلة لا بأس بها مع مؤلفات لابن عربي وعنه. نصر تخلى عن دور الناقد بشكل كبير لصالح روح المحب والمريد، ويشير لذلك في الكتاب. الكتاب استسلم للموجة التي انتعشت اواخر التسعينات وأوائل الألفية ورأت في ابن عربي الوجه المرغوب من الحضارة الإسلامية وعلى نطاق واسع انتشر الاحتفاء بكتاباته الروحانية ذات الطابع الفني الفلسفي وأشعاره عن الحب والتسامح، ورغم أن الكتاب يستسلم لهذه الموجة جزئيا إلا أن نزاهة نصر لم تخف الارتباك أمام آراء ابن عربي العملية الفقهية والسياسية التي تخالف ذلك وتناقضه أحيانا، وحاول أن يقدم تبريرات مرتبكة أيضا. تظل نظرات نصر أبو زيد بخصوص لغة ابن عربي وتأويلاته للقرآن مثيرة للاهتمام وممتعة.
نصر حامد أبوزيد و ابن عربي , الأول تعرض للتكفير و هجر بلده ليستوطن هولندا و الثاني اختلف الفقهاء في الحكم عليه هناك من اعتبره زنديقا و هناك من رفعه لدرجة العليين, هكذا تكلم ابن عربي عنوان ذكرني بكتاب نيتشه هكذا تحدث زرادشت حاول أبو زيد نقد العقل الاسلامي من خلال العودة الى اعمال ابن عربي و نظرة الغرب اليه كواصل بين كل الحضارات و الأديان فابن عربي بالنسبة لأبو زيد أممي و سبق عصره أمميا, هو عالم مقتدر و فيلسوف ترك أفكار مختمرة في شعره و كتبه يجب على كل مفكر أمين أن يعرج عليها, ما أثار انتباهي في فكر ابن عربي هو ادراكه المسبق لقصر ذهن المتلقي لفهم المراد من فكره فلن أدعي اذن أني فهمت أو أدركت فكره و أعترف أني ضحكت في بعض فقرات الكتاب لم أدرك فكره لسببين : أولهما عدم اقتناعي بشخص يعترف بكامل ادراكه أن كتبه ليست من عنده بل هي الهام من الله سبحانه و رسوله شيء لا يصدق من عالم أدرك كل أصناف العلوم من فقه و لغة و نحو و غيرها بمعنى ملم بما كان يكتب أو على الأقل قادر أكاديميا دعونا نقول أن يكتب و ثاني سبب التعقيد الذي يرافق فكر المتصوفية عموما تعقيد مرده حسب ابن عربي الى خوفه على العامة " نحن" من هول و قوة ذاك الفهم و التجلي لفكر الصوفية و بالأخص فكر ابن عربي فيكتفي هذا الأخير ب"الاشارة"و هذا ما جعلني أكتفي في الفهم بالاشارة فقط..فأنظر الى شعر ابن عربي نظرة محبة للشعر و اتذوقه على طريقتي أما كتبه الأخرى فلن أقراها حتما لقصر فهمي . هكذا تكلم ابن عربي كتاب رائع ومثمر لمحبي الصوفية و دارسيها أما القراء على شاكلتي فسيكون الملل و عدم التصديق و الذهول من قدرة بعض الأشخاص على التأثير على الناس نصيبهم.. دمتم بخير
علاقة نصر حامد ابو زيد بالكبريت الأحمر ( ابن عربي ) علاقة التلميذ بالأستاذ ، مثلها مثل علاقة عميد الادب العربي الدكتور طه حسين مع الشاعر ابو العلاء المعري ( رهين المحبسين ) ، وعلاقة الدكتور علي الوردي بابن خلدون .
الكتاب لا يتضمن نقد موضوعي بناء بقدر ما يتضمن إجلال و تفخيم لشخصية ابن عربي و آراءه و أفكاره التي نقشت في كتابه الموسوم الفتوحات المكية و كتابه فصوص الحكم ، و من الصعوبة فهم شروحات ابو زيد في هذا الكتاب ما لم يطلع القارئ على إصدارات ابن عربي نفسه .
سواء اتفق او خالفت مضمون و منهاج ابن عربي الفكري ، فتراثه الانتاجي يعد فيصل مهم في تراث الصوفية الاسلامية و مرجع لا ينضب للفلسفة الصوفية الاسلامية . هذا الكتاب ليس ملخص لما جاء به ابن عربي شيخ العارفين إنما شروحات لبعض أفكاره التي سردها بالفتوحات المكية بشكل مقتضب .
كتاب مفيد معلوماتيًا، ساهم من خلال تفسير الأقوال في تكوين صورة عن شخصية من أكثرهم إثارة للجدل الأسلوب ظريف محستش فيه بملل أو تعقيد الأفكار لازال بعضها فيه غموض بالنسبة لكونها خاصة بالشيخ الأكبر -ابن عربي-، لكن بشكل عام يعتبر إضافة قوية لأي قارئ في عالم الصوفية وشيوخها
لا استطيع تحديد ماكنت أتوقعه من الكتاب ولم يف به الكتاب ، رغم سلاسة أسلوب نصر حامد أبو زيد وترتيب عرض الأفكار إلا أنى لم أحب ابن عربى محاولتى لقراءة الكتاب كانت إعطاء فرصه لى مرة أخرى ان اتعرف على ابن عربى ، ورغم إعجاب المؤلف به إلا أن عرضه لتفاصيل كثيرة من زوايا مختلفة نفرتنى من ابن عربى وكل ماكونته عنه أنه شخص مغرور جدًا ، يحاول إذابة كل المعانى فى معنى واحد مما يمحى أى خصوصية للأفكار، بغض النظر عن الأحكام الفقهية والفكر الإسلامى لم أجد أى شىء مبهر فى أفكار مثل ان كل الناس مؤمنين بما فيهم الملحدين لا استطيع ان أرى الفكر الإلحادى بأنه منطق يدل على الإيمان . لم أفهم فكرته فى رؤية الجميع واحد وهو يصدر فتوى بتحريم العيش فى مدينة القدس حتى لأبنائها طالما انها بأيدى غير المسلمين ! اظن ان ابن عربى كان فى طريقه لتأسيس دين خاص به ولم يحالفه الحظ ! وأخيرًا من الأجزاء الممتعة فى الكتاب الحديث عن ابن رشد
ثاني لقاء بالكاتب نصر حامد أبو زيد، الكتاب عن ابن عربي القطب الصوفي الأشهر، ظننت من خلال العنوان أني سأجده محاكاة لكتاب (هكذا تكلم زرادشت) للفيلسوف نيتشة، لكن التاب كان بعيد تماما عن توقعي، كذلك توقعت ظانه سيتحدث عن أمور روحية وجدانية مثل (المواقف والمخاطبات للنفري) لكنه أيضا لم يكن كذلك. اهتم الكاتب بتحليل أفكار ابن عربي بالتركيز علي بعض الأمور العقائدية، كما اهتم بالحيث عن بعض كتب بن عربي منها الفتوحات المكية وفصوص الحكم، كذلك اهتم برصد مصادر أفكار بن عربي، وعلاقاته بمفكري عصره ومنهم بن رشد. لم يعجبني الكتاب كثير، ويغلب علي أسلوبه الغموض والصعوبة.
ان كنت تبحث عن مقدمة لفكر ابن عربي قبل ان تبحر في فكره فعليك بهذا الكتاب، وان كنت تبحث عن كتاب يقدم لك ملخص عن حياة ابن عربي وفكره فعليك بهذا الكتاب. أفضل ما قدم نصر ابو زيد في هذا الكتاب هو وضعه لفكر ابن عربي في سياقة الزماني والمكاني، كما كان الفصل الأخير عن تأويل الشريعة فصل مهم يدفع نحو قراءة كتاب نصر أبو زيد فلسفة التأويل
الكون في تجلياته ودوائره في فكر ابن عربي ومنهجه الروحاني البديع ، شبه سيرة فكرية مع الروح والعقل والإيمان العميق بالإنسان وطرفي الحقيقة الإلهية في ذاته الإيمان والإحسان ، اللغة ومداراتها في تكوين هذا الكون فما الكون إلا كلمات والإنسان كلمة الإله
انسان در درون خود جهانی بزرگ است./ پیامبر به کمال بعضی زنان شهادت داده، این کمال، همان نبوت و نبوت، همان امامت است؛ پس امامت زن پذیرفته شده است و به سخن کسی که بی دلیل امامت زن را ممنوع دانسته، اعتنایی نیست
"يزيدنا الطواف في فلك ابن عربي، والسباحة في محيطه، وعياً يستحيل معه أن تتشابه البداية والنهاية،رغم أنهما نقطة."
أليس هذا مانتلمسه من مطالعاتنا؟ الوعي والإدراك، أم أننا نقرأ لمجرد القراءة، ونلتزم بكثافة معرفية تواكب معتنقاتنا وأفكارنا؟
للصدق، الكتاب ليس لكل أحد فنصر حامد أبو زيد مفكر أتهم بالردة في التسعينات رغم شهاداته العليا بالدراسات الإسلامية، وابن عربي 'الشيخ الأكبر' يمكننا إدراجه ضمن الفلاسفة العرب المسلمين كفره أيضا بعض الأئمة لمذهبه الصوفي وعلمه المثير للجدل .
"هكذا تكلم ابن عربي" عنوان دقيق لمحتوى الكتاب فقد استهل أبو زيد بلمحة وافية عن حياته، بعدها تنقل مابين أفكاره عبر فصول أربعة خص أحدها بعلاقته مع ابن رشد، مستدلا بكتابه الأشهر ' الفتوحات المكية'.
افكار ابن عربي مستشهدا بالقرآن الكريم أو الحديث الشريف تخاطب العقل والروح باستنارة عقل متسع لكل الأديان، فقد درس الفقه دراسة واسعه وألم بفلسفات عصره فظهرت كتاباته كرابط مابين الثقافتين الشرقية والغربية.
أبو زيد صاحب فكر ابن عربي سنوات عديدة أثناء تحضيره لاطروحة الدكتوراه، واختار الكتابة عنه بعد زمن طويل لإلقاء الضوء على شخصية أسهمت بالتراث الإسلامي في جميع مجالاته، بغية ترجمة الكتاب إلى الألمانية وغيرها من اللغات للتعريف عنه كأحد رموز التصوف الإسلامي.
السؤال المطروح من المؤلف مفاده إن مازال ابن عربي قادراً على المساهمة في مخاطبة قضايا عالمنا المعاصر؟ الايجاب بان من سردية تحليلية بديعة توافق مابين حقائق الإيمان ، الوجود والألوهية.
هنا فلسفة خاصة، إيمان مختلف عميق يحكي عنه أبو زيد بوضوح كمدخل عن الصوفية لأي قارئ مهتم. الكتاب دسم بأفكاره خارج الصندوق، لذا يمكنني وصفه بالسهل الممتنع . بالنسبة لي وجدته إضافة، فسر هواجس وفتح آفاق، غالباً سأعاود قراءته مع مطالعة بعض من مؤلفات ابن عربي .
سأل الفيلسوف إبن رشد الشيخ و هو لايزال صغير و لكن قد لمع نجمه. كيف وجدتم الأمر فى الكشف و العلم اللًدنى؟ هل هو ما اعطاه النظر "الفلسفة" ؟ قال نعم ولا لا. و بين نعم ولا، تطير الأرواح من مواردها و الأعناق من أجسادها. وودعه إبن عربى اثناء نقل جثمانه او بالأحرى رفاته إلى مثواه الأخير بقرطبة, ببيت شعر يعكس تشكك إبن عربى فى إحاطة الفلسفة بالحقيقة الكاملة, فقال. هذاالإمام و هذه أعماله ياليت شعرى هل أتت اَماله. هكذا تكلم الشيخ الأكبر محى الدين إبن عربى, قطب الصوفية الأعظم فى القرن الحادى عشر الميلادى, تنقل إبن عربى بين الأندلس و قرطبة و المشرق العربى و قونية. جاء إسلوب نصر حامد أبوزيد على درجة كبيرة من الرهافة و الدقة. و أبدع فى الإحاطة بفلسفة الشيخ الأكبر والعوامل التى ساهمت فى تكوين تلك العقلية العالمية, السابقة لعصرها . فلقاء إبن عربى بإبن رشد من الأهمية بمكان, فلشد ما أعجب به إبن رشد..أيضا تطرق نصر حامد إلى جدلية الإيمان و الكفر عند الشيخ الأكبر. فيرى إبن عربى أن البشر كلهم مؤمنون بالعهد الأصلى فى لحظة الذر الأولية و الأزلية. فالكون كله مؤمن سواء فى الظاهر و الباطن و هم المؤمنون. او الباطن دون الظاهر و هم ايضاً مؤمنون لكن إختلت لديهم النسبة. كتاب ممتع حقاً أوصى به كل دارس للفلسفة و التصوف..
کتاب «چنین گفت ابن عربی» رو با ترجمه احسان موسوی خلخالی که انتشارات نیلوفر منتشر کرده، خوندم. کتاب از شش فصل تشکیل شده که برای من فصل سومش جذاب بود، چون به چند تا از سوالایی که در تمام زندگیم داشتم، پاسخ داده بود.
الكاتب مفتون بابن عربي فكل ما يروى منه وعنه مقدس بينما المتواتر عن رسول الله فيما يدعوه "الاصوليون " بالسنة فيه نظر !! كتاب يدعوك في أن تبحث في نصر حامد أبو زيد أكثر من ابن عربي!
هكذا تكلم ابن عربي , وهكذا نقل وشرح عنه نصر حامد ابو زيد عن قصة الصوفي ابن عربي واعتقد سبب الاهتمام الاكبر به من وجهه نظري ليس كتبه فقط ولا شهرته ولا بقوله ان كلامه بوحي من الله ولا انه خاتم الولاية المحمدية ولكن التوازن في كلماته وأشعاره لم يقل ما يوحي بالكفر أو العشق الغير مفهوم للعامة , فقد وجد حالة توازن بين ما في قلبه وما يقوله لسانه ولكن تأثره بالأندلس وابن رشد جعل من كلماته الغامضة في الأصل فلسفية أيضا ف ابن عربي يري أن كتابات الصوفيه يجب أن يكون بها جزء من الغموض , والتفريق بين الاشارة والعبارة
& من أجل هذا يميز المتصوفة بين مصطلحي الاشارة والعبارة حيث الاشارة مجرد إيحاء بالمعني دون تعيين وتحديد , أما العبارة فهي تحديد للمعني يجعله مغلقا ونهائيا ... ويتخذ المتصوفة من مصطلح الاشارة دلالة علي نهجهم في ستر معارفهم عمن ليسوا أهلا لها .
& مأزق الصوفي أن معرفته أوسع من لغته من جهة , ومن جهة آخري لا يريد أن يصطدم بالعالم الذي ليس علي استعداد بعد لفهم الحقائق التي يعرفها هو
من أهم النقط التي ركز عليها الكاتب هي رأي ابن عربي في عدة تعريفات مثل الكفر والفرق بين الكافر والمؤمن والمشرك والملحد & الكفر بمعني عدم الاعتراف بوجود اله للعالم لا وجود له في الحقيقة عند شيخنا , فالكفر بمعني إنكار وجود الباري ليس إلا صفة عارضة ظهرت مع ظهور الشرائع السماوية علي ايدي الرسل والأنبياء , فصدقهم البعض وكذبهم البعض الآخر , فأُطلق علي المصدقين المؤمنين وأطلق علي المكذبين اسم الكفار , فلولا نزول الشرائع وانقسام الناس بين مصدق ومكذب ما كان للكفر أن يظهر في العالم
& المشركون هم باختصار كل من سوي الموحدين , وهم الذين يؤمنون باله واحد لا شريك له ولا ولد , وأيا كان ما يعبد المشركون من حجارة او كوكب فهم في النهاية يؤمنون ان هذا الحجر او الكوكب إله , اذن يعبدون الله متجلي في الحجر او الكوكب , فيكون خطأهم خطأ في نسبة الألوهية نسبة الي من نسبوها اليه , والخطأ في النسبة لا يمنع صحة الايمان وصحة العبادة في الباطن .
& الالحاد يدخل بوصفه موقفا فكريا , فهو الايمان بموضوع او فكرة ليس في باطنه العميق إلا إيمانا بمجلي من مجالي الحقيقة الالهية المطلقة , وهكذا فالعالم كله مؤمنا ...فتعالي يقول " وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " فهذا التسبيح عبادة ويؤكد الشيخ أن كل جزء من العالم مسبح لله تعالي من كافر وغير كافر , فان أعضاء الكافر كلها مسبحة لله ولهذا يشهد عليه يوم القيامة كما قال تعالي ... فالحقيقة الوجودية ان الكون كله مطيع لله بالفطرة والمخلوقات كلها مسبحة وعابدة بالطبيعة .
ثم يفرق ابن عربي بين المؤمن - اطلاق صفة الايمان لتشمل كل البشر - والموحد , وأن الله ينصر الصادق والعادل المدافع عن قضيته & يتحقق وعد الله بنصر المؤمنين وفقا لمستوي قوة الصدق في الايمان , ان النصر يحققه البشر بصدقهم , وتولي الله البشر ونصره لهم متعلق بدرجة صدقهم فخذلا او هزيمة الموحدين له أسباب فهو خذلان لكم وليس نصر لأعدائكم .
الحقيقة الكتاب يستحق القراءة والاقتباس كله ولكن الفصل الاخير في تعريف الشريعة ظاهرها وباطنها التي تهتم بتنظيم حياة الفرد أكثر من مبدع & تلتقي الأديان كلها في محتوي العقيدة وهي الايمان بالله وباليوم الآخرمع العمل الصالح , اي بالثواب والعقاب الذي بدونهما لا يتحقق العدل , اذن وحدة العقيدة في الاديان من جهة , واختلاف الشرائع من جهة اخري حسب خصوصية الزمان والمكان وهي مجرد اختلاف في التفاصيل والاحكام دون الاصول
& اذا كان الاسلام هو بيت الايمان فلا شك ان الشهادتان تمثل الباب بضفتيه , ضفة التوحيد " لا اله الا الله " وضفة الاسلام " محمد رسول الله " , كما تمثل الصلاة والزكاة والصيام والحد اركانه الاربعة
& المستحق للزكاة كما ذكر القرآن من فقراء ومساكين وووو دون تحديد لمسلم أو غير مسلم , وكذلك الحج ليس وقف علي المسلمين فابراهيم أذن للناس فالدعوة عامة
& وقد قيل للعقل اذا سئمت النفس من اتباعك في الامور المقربة واقتدائها بك في وقت امامتك وتقدمت هي في المباحات وأمت بك فاتبعها وصل خلفها حافظا لها لئلا يخدعها الهوي , فان الهوي يتبعها في ذلك الحال عسي ان يوقعها في محظور , ففي مثل هذا الموطن تجوز إمامة النفس وهي إمامة المرأة , فإمامة العقل بمنزلة إمامة الرجل المسلم البالغ العالم الولد الحلال , زإمامة الهوي بمنزلة إمامة المنافق والكافر والفاسق , وإمامة النفس بمنزلة إمامة المرأة ...
� انتهيت اليوم من قراءة كتاب "هكذا تكلم ابن عربي" لـ نصر حامد أبو زيد.
_ الكتاب مثكون من عدة فصول معنونة كالآتي: * مقدمة. * تمهيد. *الفصل الأول: من الجاهلية إلى ختم الولاية. * الفصل الثاني: قيود المكان وضغوط الزمان. * الفصل الثالث: اللقاء بابن رشد. * الفصل الرابع: جدلية الوضوح والغموض، التجربة الصوفية بين الكشف والستر. * الفصل الخامس: نشأة الوجود ومراتب الموجودات. * الفصل السادس: تأويل الشريعة، جدلية الظاهر والباطن.
_الكتاب يعد لقائي الأول بـ نصر حامد أبو زيد، وقد لمست صعوبة في الإسلوب، ولا أعلم مصدرها هل لأن الكتاب هو لقائي الأول به، أم أن الأسلوب فعلا به شئ من الصعوبة؟، وإجابة السؤال سأحددها من خلال لقاءي الثاني بأي من كتبه.
_ في بداية الكتاب، ومن خلال الفصل الأول لاحظت أن ابن عربي لم يكن متواضعا _ذو "أنا" عالية جدا_، أو قد وصلني هذا الشعور من خلال كتاباته والتي ورد بعض منها داخل الكتاب، وسرعان ما تأكد ذلك لدي من خلال الفصل الأخير من الكتاب، والذي تخلى فيه ابن عربي عن سمات الصوفية وقارن بين "أهل الله" المتمثلة حسب مفهومه فـ الصوفيين وبين أهل الرسوم ، وأظن أن ذلك خطأ فادح وقع فيه ابن عربي، فالأصل هو نشر العلم أيا كان بغض النظر عن أفعال البعض وتصرفاتهم وخاصة إذا كانوا ضدك في مفهومك، كتاباتك تعبر عن مبادئك وطباعك وهي خير مرآة لتصدير أفكارك ومعتقداتك لي فإن خالفتها فلا خير لي في علمك.
_ لمست في بعض تفسيراته لبعض الأمور ما لمسته في تفسيرات "بشير الدين محمود أحمد" والمنتمي للجماعة الأحمدية، وأكد لي وجهة نظري السابقة في أن كل من الأحمدية والصوفية كلاهما مكمل لبعضه، فأحدهما يملك الروحانية التي لا تخلو من بعض العقل، والأخر يملك العقل الذي لا يخلو من بعض الروحانية، ولكن كل فرقة تعتقد أنها على الصواب المطلق دون غيرها، ويمنعها ذلك بالتأكيد من التعرف على أفكار الأخر وإكتمال الفكرة السليمة أو الوصول إليها.
_ الكتاب رحلة للتعرف على ابن عربي، وذُكر في فصل من الكتاب مؤلفاته ونبذة مختصرة عن كل كتاب، كدليل يرشدك للإبحار في علمه أكثر.
_ تكلم في الفصل الثالث عن ابن رشد، ولقائه به، وبالرغم من أني مخالفة له في بعض أفكاره وأرائه عن ابن رشد، إلا انني أشكر له انه ألقى الضوء عليه، فابن رشد شخصية تستحق الدراسة.
_ الصوفية مليئة بالخرافات، ولا يخلو الكتاب من ذكر بعضها، فحكم عقلك في كل ما تقرأه.
_ الكتاب نسبيا جيد، ولن يكون لقائي الأخير بابن عربي، أو بنصر حامد أبو زيد على حد سواء.
عن ابن عربي، و لنصر أبو زيد.. مرة أولى و جرئية، "مرة وحدة أدخل في دهاليز الاثنين معاً"
نصوص ابن عربي، والله لولا شرح "نصر" لها.. لما فهمتُ منها شيئاً إلا قليلاً..
و تقى الصوفية نوع من الهبة التي لن يصلها أو يفهمها إلا أصحابها، أو المتعمقين جداً وجداً فيها.. كإنسان عادي، سآخذ ما فهمتُ ليس إلا.. وإلا فإني حتماً سأفقدُ عقلي.
عندما تحدث الشيخ عن "الكفر" وأنه كلمة لا تعني حقاً ما نعينه -نحن بها- كان كلامه شبيهاً برأي "علي شريعتي" الأول يقول أن الكل في النهاية ينظر لما يعبده على أنه إله، أو كأنه "يرى الله فيما يعبده" حتى الملحد تماماً،،فإنه يُؤمن بفكرة في النهاية. والثاني يقول/ أننا نقول عن فلان كافر، وهو في الحقيقة يُدين بدينٍ آخر ليس كديننا، ليس إلا.
موقفه من زيارة بيت المقدس،وهي تحت الأعداء من غير المسلمين، ورفضه المطلق لهذه الزيارة"تحريمه لها" فاجئني! خاصة وأن السنوات الأخيرة قد شهدت،مثل هذا المنع والتحريم على المسلمين قاطبة، ماعدا سكان بيت المقدس. ولكن في نظري المتواضع، أن الحال في عهد الصليبيين لا يشبه الحال اليوم، في ذاك الزمان، لم يكن في بيت المقدس أثر لمُسلم -فيما أظن-لم يكن هنالك سكان مسلمون أصلاً..والبلاد كلها "نصرانية وتحت حكم صليبي" فَكيف تكون الزيارة وكل من حولك "غير مسلم ويُكنّ لك العداء"؟ ستكون حتماً "إلقاء بالنفس إلى التهلكة". أما اليوم،، فالبلاد وإن رزحت تحت الاحتلال/ فهي مليئة بالمسلمين، والأمر ليس فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة،،فَلِمَ جاء المنع في عصرنا الحالي؟!!! أرى الزيارة واجبة في هذا الزمان -لمن استطاع إليها سبيلاً-
في خلال الكتاب كله، راقني تفسير بعض الآيات والأحاديث التي وردت، والتي لم أكن أنظر إليها بهذا المعنى مُسبقاً.. وللحق، لم أتأملها مُطلقاً، لأكتشف كم أننا "حمقى"
بعض الفصول استطعتُ أن أفهمها بالمجمل/ والبعض الآخر لم أستطع.. أما الفصل الأخير فكان أكثر الفصول مُتعة، ربما لأنه مَسّ "أركان حياة المسلم" والعبادات الأساسية فيه.. وجهة نظر ابن عربي لها،والتي راقت لي، أقنعني تشبيهه تحليه بالمطلق.
في النهاية، لا أُنكر أن بعض تأويلاته، قد رسخت في فكري، وأضحيتُ مؤمنة بها.
التأويلات والتحليلات، ستبقى دوماً قيد الخلاف بين الجميع،من كافة الطوائف و المراتب.. ولن يتفقوا قيد أنملة ولو مرة واحدة..! وكل ما هو جديد كل من يأتي بجديد،بتحليلٍ جديد، قد يلقى مصيراً سيئاً في نهاية المطاف.! ليبقى لكلٍ منهاجه.