ŷ������

**حــوار مع صـديقي القـارئ**
صديقي "وزميلي" القارئ هو قارئ ممتاز للكتب, لقد انهي قراءه اغلب ما جاء في كتب الفقه و كتب مقارنه الاديان بل وكتب الالحاد نفسها..لذلك قام بالنقد الضاري لهذا الكتاب الصغير حجما "140 ورقه من القطع الصغير" ويري انه دون المستوي ولا يفيد في الرد علي كل مشاكل الالحاد في العالم..بل ويهاجمه البعض أكثر من كتب الألحاد نفسها

اولا: يجب ان نشير الي ان دكتور مصطفي محمود رحمه الله لم يطلق علي الكتاب اسم "الجامع الشامل في هدايه الملحد الكامل" او "كيف تهدي ملحدا في 19 فصلا" أو"الدليل اليقين في دحض الملحدين" ولا حتي "الدليل البسيط في جعل الملحد عبيط" الكتاب ببساطه حوار..مجرد حوار يدعي
"حــوار مع صديقـي الملحد"

ثانيا:صديقه الملحد..صديق المؤلف "او نفسه في مرحله عمريه اسبق كما يظن الكثيرون وكما اظن انا ايضا"
فلم يقل في العنوان "حوار مع الاستاذ الدكتور الملحد" او "مناقشه مع ملحد ما" او حتي "حوار مع صديقك الملحد" او "حوار معك انت شخصيا اذا كنت تفكر في الالحاد يا مجرم يافاجر"
لذلك ترك نفسه يتبسط كما هي طبيعه الكتاب البسيطه ويكن الحوار كاي حوار بين صديقين يتناقشان في موضوع هما فيه مختلفان....راجع حوارك مع صديقك الاهلاوي او الزملكاوي..او حوارك معه حول الفرق بين اغاني فيروز الرومانسيه واغاني مهرجان السحلاويه
لذلك دعنا لا نحاسب الراوي كيف يحاور صديقه,فلن يجب ان تكون مشاعرنا المرهفه ناحيه صديقه تصل بنا لهذا الحد..لقد اشدتم اعجابا بروايات اكثر وقاحه وغضضنا النظر عن اسلوبها

ثالثا وهو الاهم انه ليس كتابا ضعيفا
بل ان به اجتهادات عظيمه واكثر من رائعه حول الكثير من الامور الجدليه التي تدور بذهن المؤمن احيانا وليس الملحد فقط

تختلف صديقي القارئ في بعض الامور...مثلا في فصل "وحكايه الاسلام مع المرأه" المرأه قال عنها الدكتور وجهه نظره ولم يخالف الدين والسنه فقال ان المرأه لم يمنعها الاسلام من العمل, فلها ان تعمل ولكنه يري ان تكوينها الاسره وتنشئه الابناء من اعظم اعمالها..هذه وجهه نظره ولا اعقد ان علينا جلده بسببها

“وإذ�� آان الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة
أبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه.
وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة.
فهل ظلم الإسلام النساء ؟!!��

اما بالنسبه للضرب امر مكتوب في القرأن..وان كنت اري ربطه بالمرض النفسي الذي ذكره الدكتور امر غريب ولكن مازال يعتبر احد الاجتهادات

بالنسبه للارقام في فصل "كهيعص" فهو امر غريب, غريب بدرجه غريبه ..قد يبعث فعلا علي ضحك الملحد اذا ما استخدمه كدليل لدحض ان القرأن منزل من الله سبحانه وتعالي
ولكنه امر غريب, ولم يستخدمه الدكتور كدليل ,فقط استخدمه كاستكمال لحوار بينه وبين صديقه
لا تدع صديقي القارئ هذا الفصل بمثابه نقيصه للدكتور رحمه الله فانظر لما قبله من دقه رهيبه في اللغه العربيه في فصل "لماذا لا يكون القرأن مؤلفا"او الفصل السابق له ,واعدك انك ستري فعلا روعه اللغه في القرأن ومعجزاته

بقي ان اقول لك هذه السطور والتي غير موجوده في طبعه الانترنت الالكترونيه ولكنها في النسخه الاصليه الصادره عن دار اخبار اليوم ..وهي حول صاحب فكره الارقام والحروف والتي قد تعتبرها انت نقيصه في الكتاب فان مصطفي محمود يعقب الفصل بهذا التعليق

بقي ان اضيف شيئا..للاسف غريبا ومحزنا..فالرجل الذي بحث في هذه الاسرار (رشاد خليفه) فقد عقله في النهايه واختل تفكيره وتصور انه نبي ملهم..ومات في امريكا مقتولا ..واغلق ملف هذه الاسرار الي الابد

حسنا يرد عليك الدكتور بنفسه ليقول لك ان من كتب هذا فقد عقله..والبحث نفسه اذن يعتبر ناقصا..لا لوم علي الكتاب في هذه الحاله

ذلك الكتاب الذي قدم للشخص العادي وليس متدينا -كحالي,ولا افخر بهذا كما قلت في نقد "الله والانسان- ردود بسيطه لتثبته اذا ما جادله ملحد
وما اكثر الملحدين المجادلين المتفاخرين بكراهيتهم لفكره الرب والاله

قدم "اجتهاد" افضل بكثير من التقليدي لفكره الجنه والنار

حتي نظريه التطور فسرها واجتهد بها بطريقه عظيمه

الحريه , العدل , الروح , الملائكه والشياطين - وان كان غريبا في جزءا منها- وحتي الحج

كتاب يجب قراءته..فقط لتثبتك اذا ما دخلت في حوار مع ملحد

يجب قراءته فقط كاجتهاد من دكتور وباحث سار مشوار من الشكوك الي اليقين

كتاب لا تعطه اكبر من حجمه..ولكن اقرأه بقلبك وعقلك
ولربما ستشعر بعبقريته في تلك البساطه

***الخلاص��***

صديقي القارئ المنتقد للكتاب , الكتاب لم يتظاهر بما ليس فيه

لم ينتهي حتي الحوار اذا كان خياليا به ان الصديق الملحد قام واقفا يهلل "ان كتابك لبه حلاوه وان عليه لطلاوه" ورفع يده للسماء وقال "الله اكبر الله اكبر" والي اخر ما طمحت اليه صديقي القارئ من شطحات
يكفي تلك الهوه البسيطه في التفكير في الاخره لصديقه بالرغم من انتهاء الكتاب النهايه الطبيعيه "وهو مايحسب للمؤلف" علي لسان الصديق الملحد

فزنا بسعاده الدنيا ,وفزتم بالاوهام

اذا كنت تبحث عن اجابات اكثر, فمن الخطأ ان تتوقف عند هذا الكتاب
الاجتهاد لن يأتي بكتاب واحد لمؤلف له اضعاف مضعفه لهذه الصفحات حول نفس الموضوعات
اجتهادك عزيزي القارئ في البحث, هذا ملخص..هذا فقط حوار..ارجو ان تقيمه علي ذلك الاساس
هو كتاب..عملاق ببساطته..لم يقل مؤلفه انه سبب الهدايه
فقد انتهي الكتاب بـ

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
صدق الله العظيم

محمد العربي
في 13 يناير 2013