Mohammad's Reviews > أطياف
أطياف
by
by

من وحي اطياف د رضوى عاشور
كأن جيل السبعينات اراد ان يحفر في وعي الاجيال القادمة كل لحظات الخذلان و الامل التي عاشها ، كأنه اراد ان يبرر لنا انه لم يكن صامتا لكن الموج كان اعلي من الجميع ، كأنهم ارادوا ان ينقلوا لنا كل المأسي التي عاشوها .. بدايتهم النكسة و مظاهرات الطلبة في 71 و حرب لبنان الاهلية و كامب ديفيد و اعتقالات سبتمبر و خروج المقاومة من لبنان و صابرا و شاتيلا و و سنوات التحلل و التحنيط في الثمانينات و عاصفة الصحراء و اوسلو في بداية التسعينات .. تجربة جيل ظن يوما انه يستطيع الوقوف في وجه صهاينة الخارج و الداخل فكان جزاؤه الانكسارات و الضربات .. تبدأ د رضوى في اطياف الحكي من مظاهرات الطلبة علي كوبري عباس و تعبر الي مظاهرات الطلبة في 71 .. درة التارج في تاريخ ذلك الجيل .. تحكي بالتوازي ايضا تجربتها مع عمو مريد .. قرأت من قبل رأيت رام الله فكأني ارى وجهي العملة .. تتحدث في بساطة عن ترحيله و شتاتهما معا كما تحكي انت عن ذهابك الي المقهي مع اصدقائك .. ترى بين السطور لعنة الشتات و مأساة الفلسطينيين في تلك الاعوام .. تحكي عن تميم و طفولته و عن العظيم ناجي العلي .. تقفز بين الاحداث و تحكي عن صابرا و شاتيلا ببساطة من يدرك ان كثرة الكلمات او قلتها لن يعني للقارئ شيئا .. كأني بها تقول هل لو كتبت تفاصيل او اختصرت في الوصف سأنقل لك شيئا .. تذكرت غزة .. سأكتب ان صاروخا ضد اطلق من طائرة و سمعنا صوته .. هل يعني لك ذلك شيئا .. ستحكي هي عن صابرا و شاتيلا و تقول ان فلانه قد حدث معها كذا و كذا .. هل يعني لك شيئا .. ذكرت الذباب و تركت لخيالك العنان .. يبدو هذا اوضح في شهادات دير يس التي نقلتها .. تحكي احد الشهادات "زينب محمد اسماعيل عطية (أم صلاح) : والدي و عمي تمركزا فوق سطح المنزل .. تنبها الى ان الجنود يقتربون من أبو العبد صلاح .. كان يتوضأ في حوش داره المقابلة لدرانا . حذراه فهرب الي بيت ابنته المجاور و لكن الجنود داهموه و قتلوا كل من فيه و كان عددهم 27 شخصا . ابنة ابو العبد صلاح و زوجها و حماتها و حماها و اخوة زوجها و عائلاتهم .. الي اخر الشهادة .
اقول لنفسي هل لو كتبت في تلك الشهادة 10 .. 100 صفحة هل سيحدث هذا فارقا ؟ كأنك تقرا تحليلا لمباراة كرة قدم .. قتل 27 فردا من عائلة واحدة بنفس البساطة التي يطلق بها الصهيوني النار من بندقيته .. بنفس البساطة التي يقرر بها قائد الاف 16 ان يلقي الصاروخ علي هذا المنزل لا ذاك .. بنفس البساطة التي يوقع بها زعمائنا اوامر الاعتقالات و السحل في السجون .. هل يستطيع الادب ان ينقل لك احاسيس تلك العائلة .. نظرة اخر من قتل منهم ؟ مشاعرة و هو يري اهله واحدا بعد الاخر يقتلون ؟ اخر ما مر برأسه قبل ان تخترقها رصاصات الصهيونية ؟ هل يستطيع الادب وصف مشاعر من بقي حيا ليعلم ان كل اهله ماتوا لأن جيش الانقاذ العربي رفض التدخل لعدم صدور اوامر ؟ هل يستطيع الادب ان يصف الثأر الذي لا تبرد شعلته في الضلوع بينما يقف السادات محتضنا بيجن من اجل نهضتنا الاستهلاكية ؟ .
في اخر الرواية تحكي عن اعتقالات سبتمبر و عن لطيفة الزيات و بنفس البساطة تحكي عن السجن و السحل و كانها من روتينيات الحياة .. مثلما نحكي نحن عن شهداء الثورة و مصابيها .. عن ادعاء البطولة في كلماتنا و كأننا جبنا الديب من ديله .. لم تصب و لم تموت و تملأ الدينا ضجيجا .. تبحث عن نفسك وسط كل من ضحى فعلا فلا تجد لك مكان .. هناك من سجن و اعتقل و مات له قريب او حبيب او ضاع عمله من اجل ما يؤمن به .. اما انت فتشعر انك خارق للطبيعة من اجل كام طوبة رميتهم عالامن المركزي و يومين نمتهم عالارض و روحت بيتكم بعدها اسبوع بتعمل كمادات عشان الرطوبة .. حينها تدرك انك لم توضع بعد علي المحك .. لم تتعرض لموقف يضعك في خيار بين مبادئك و مصلحتك الشخصية .. تري ان الطريق مازال طويلا امامك لتقول لنفسك انني ثبتت .. تشعر معها ان رغبة امل دنقل في شهادة الزمن له بعدم الوقوف علي الحياد لا تنبطق عليك .. و ان الطريق مازال طويلا و ان سجل التاريخ لا يدخله الا من مات او اعتقل او قدم تضحية و انك تخشى ان تضل الطريق لانك لا تحتمل تكلفة الوصول .
كأن جيل السبعينات اراد ان يحفر في وعي الاجيال القادمة كل لحظات الخذلان و الامل التي عاشها ، كأنه اراد ان يبرر لنا انه لم يكن صامتا لكن الموج كان اعلي من الجميع ، كأنهم ارادوا ان ينقلوا لنا كل المأسي التي عاشوها .. بدايتهم النكسة و مظاهرات الطلبة في 71 و حرب لبنان الاهلية و كامب ديفيد و اعتقالات سبتمبر و خروج المقاومة من لبنان و صابرا و شاتيلا و و سنوات التحلل و التحنيط في الثمانينات و عاصفة الصحراء و اوسلو في بداية التسعينات .. تجربة جيل ظن يوما انه يستطيع الوقوف في وجه صهاينة الخارج و الداخل فكان جزاؤه الانكسارات و الضربات .. تبدأ د رضوى في اطياف الحكي من مظاهرات الطلبة علي كوبري عباس و تعبر الي مظاهرات الطلبة في 71 .. درة التارج في تاريخ ذلك الجيل .. تحكي بالتوازي ايضا تجربتها مع عمو مريد .. قرأت من قبل رأيت رام الله فكأني ارى وجهي العملة .. تتحدث في بساطة عن ترحيله و شتاتهما معا كما تحكي انت عن ذهابك الي المقهي مع اصدقائك .. ترى بين السطور لعنة الشتات و مأساة الفلسطينيين في تلك الاعوام .. تحكي عن تميم و طفولته و عن العظيم ناجي العلي .. تقفز بين الاحداث و تحكي عن صابرا و شاتيلا ببساطة من يدرك ان كثرة الكلمات او قلتها لن يعني للقارئ شيئا .. كأني بها تقول هل لو كتبت تفاصيل او اختصرت في الوصف سأنقل لك شيئا .. تذكرت غزة .. سأكتب ان صاروخا ضد اطلق من طائرة و سمعنا صوته .. هل يعني لك ذلك شيئا .. ستحكي هي عن صابرا و شاتيلا و تقول ان فلانه قد حدث معها كذا و كذا .. هل يعني لك شيئا .. ذكرت الذباب و تركت لخيالك العنان .. يبدو هذا اوضح في شهادات دير يس التي نقلتها .. تحكي احد الشهادات "زينب محمد اسماعيل عطية (أم صلاح) : والدي و عمي تمركزا فوق سطح المنزل .. تنبها الى ان الجنود يقتربون من أبو العبد صلاح .. كان يتوضأ في حوش داره المقابلة لدرانا . حذراه فهرب الي بيت ابنته المجاور و لكن الجنود داهموه و قتلوا كل من فيه و كان عددهم 27 شخصا . ابنة ابو العبد صلاح و زوجها و حماتها و حماها و اخوة زوجها و عائلاتهم .. الي اخر الشهادة .
اقول لنفسي هل لو كتبت في تلك الشهادة 10 .. 100 صفحة هل سيحدث هذا فارقا ؟ كأنك تقرا تحليلا لمباراة كرة قدم .. قتل 27 فردا من عائلة واحدة بنفس البساطة التي يطلق بها الصهيوني النار من بندقيته .. بنفس البساطة التي يقرر بها قائد الاف 16 ان يلقي الصاروخ علي هذا المنزل لا ذاك .. بنفس البساطة التي يوقع بها زعمائنا اوامر الاعتقالات و السحل في السجون .. هل يستطيع الادب ان ينقل لك احاسيس تلك العائلة .. نظرة اخر من قتل منهم ؟ مشاعرة و هو يري اهله واحدا بعد الاخر يقتلون ؟ اخر ما مر برأسه قبل ان تخترقها رصاصات الصهيونية ؟ هل يستطيع الادب وصف مشاعر من بقي حيا ليعلم ان كل اهله ماتوا لأن جيش الانقاذ العربي رفض التدخل لعدم صدور اوامر ؟ هل يستطيع الادب ان يصف الثأر الذي لا تبرد شعلته في الضلوع بينما يقف السادات محتضنا بيجن من اجل نهضتنا الاستهلاكية ؟ .
في اخر الرواية تحكي عن اعتقالات سبتمبر و عن لطيفة الزيات و بنفس البساطة تحكي عن السجن و السحل و كانها من روتينيات الحياة .. مثلما نحكي نحن عن شهداء الثورة و مصابيها .. عن ادعاء البطولة في كلماتنا و كأننا جبنا الديب من ديله .. لم تصب و لم تموت و تملأ الدينا ضجيجا .. تبحث عن نفسك وسط كل من ضحى فعلا فلا تجد لك مكان .. هناك من سجن و اعتقل و مات له قريب او حبيب او ضاع عمله من اجل ما يؤمن به .. اما انت فتشعر انك خارق للطبيعة من اجل كام طوبة رميتهم عالامن المركزي و يومين نمتهم عالارض و روحت بيتكم بعدها اسبوع بتعمل كمادات عشان الرطوبة .. حينها تدرك انك لم توضع بعد علي المحك .. لم تتعرض لموقف يضعك في خيار بين مبادئك و مصلحتك الشخصية .. تري ان الطريق مازال طويلا امامك لتقول لنفسك انني ثبتت .. تشعر معها ان رغبة امل دنقل في شهادة الزمن له بعدم الوقوف علي الحياد لا تنبطق عليك .. و ان الطريق مازال طويلا و ان سجل التاريخ لا يدخله الا من مات او اعتقل او قدم تضحية و انك تخشى ان تضل الطريق لانك لا تحتمل تكلفة الوصول .
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
أطياف.
Sign In »
Reading Progress
February 6, 2010
– Shelved
December 19, 2012
–
Started Reading
December 21, 2012
–
Finished Reading