Dalia's Reviews > يوميات الحزن العادي
يوميات الحزن العادي
by
by

يبدو أن قرائتي السابقة لذات الكتاب ضمن قرائتي لأعماله النثرية الكاملة كانت كمرور الكرام، فشكرًا إيفانا..
أقرأ قوله:
"العرب موجودون في فلسطين في علاقة "أنا وهو
أما اليهود فموجودون في فلسطين في علاقة "أنا وأنت"
هذا صوت الفيلسوف الصهيوني الوجودي مارتين بوبر يقول: إن الانسان يرتبط بما حوله عن طريقين: طريق "أنا وهو" وطريق "أنا وأنت". علاقة "أنا وهو" توجد في المكان والزمان وتخضع لقانون السببية. وفي هذه العلاقة لا تظهر الحرية، بل الضرورة. أما علاقة "أنا وأنت" فتوجد خارج الزمان والمكانوهي مستقلة عن قانون السببية، وتظهر هنا الحرية لا الضرورة. على هذا الأساس يكون الوجود غير الحقيقي للانسان عندما يوجد في علاقة أنا وهو . والدين اليهودي هو الديم الحقيقي الوحيد القائم على أساس علاقة "أنا وأنت". ولأن اليهود متمسكون بهذا الدين الحقيقي، فإن الشعب اليهودي هو الشعب المختار. وبناء على ذلك، فإن دولة اسرائيل يجب أن تقوم في فلسطين. فإن علاقة اليهود بفلسطين ليست علاقة العرب بها، لأن العرب موجودون في فلسطين بعلاقة "أنا وهو" ولذا من السهل قطع هذه العلاقة ومن الممكن نقلهم إلى أمكنة أخرى"
وترتسم ابتسامة عريضة على شفتي لأنني أتذكر قصيدته يقول فيها:
أَنا وَهُوَ،
شريكان في شَرَك ٍ واحد ٍ
وشريكان في لعبة الاحتمالات ِ
ننتظر الحبلَ ... حَبْلَ النجاة
لنمضي على حِدَة ٍ
وعلى حافة الحفرة ِ - الهاوية ْ
إلي ما تبقَّى لنا من حياة ٍ
وحرب ٍ ...
وهو هنا يسرد بطريقته التي لا مثيل لها معنى الوطن، وبفاجئنا بالحقائق التي ربما تغيب عنا دومًا في متابعة القضية و وفهمها فيقول مثلا:
- عندما تسكت المدافع، من حقي أن أشعر بالجوع.
ماذا تقول لمن يطرح السؤال بهذا الشكل؟ ليس بوسعنا أن نطحن الأناشيد الحماسية والخطب الحماسية ونعجنها ونحولها الى خبز.
إن أخطر شئ هو أن يتحول الوطن تحت الاحتلال الأجنبي إلى رغيف خبز. ولكن السيئ أيضا هو أنيدفع المواطنون الواقعون تحت الاحتلال إلى المجاعة في حالة الصمت العسكرى والسياسي السائدة.
- في حالة الحرب والمعارك لانفكر كثيرا بمستوى المعيشة.أعلنوها معركة أو حربًا وخذوا منا كل التضحيات. ولكن حين تسكت المدافع فمن حقنا أن نشعر بالجوع.
ولماذا تنسى أو تتناسى أن إسرائيل بنيت بسواعد عربية؟
ياللمفارقة ..وياللعار!
وهو بكل الطرق يوضح حقيقة الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي ومنها تحت عنوان بيت على المسرح ،وفيه شابان يكتبان مسرحية مشتركة:
- هل أكملت الفصل؟
-أكملت.
"في المهجر، لم يعلمني أبي الانتحار أو اليأس، ولم يعلمني التخلي عن يهوديتي. لقد رباني على أنني خلقت لأكون مطاردًا، ومع ذلك فقد علمني الحياة."
-وأنت ماذا كتبت؟
-"في المهجر، لم يعلمني أبي الانتحار أو اليأس، ولم يعلمني التخلي عن فلسطينيتي. لقد رباني على أنني خلقت لأكون مطاردا، ومع ذلك فقد علمني الحياة"
-هذه نقطة التقاء هامة
-والبيت الذي يستقطب مصيرنا، هل هو نقطة لقاء أم نقطة وداع؟
-انه نقطة صراع.
-كيف تحله المسرحيو؟
-لنقل:إن الحق لا ينبع من الارث، بل من الحاجة والجدارة. وعلى أساس ذلك، لا يكون الرجل الذي بنى هذا البيت منذ خمسين سنة صاحب الحق فيه الآن، لأن رحيله عنه -تحت أي ظرف من الظروف- هو بمثابة تخل عن حق لا يحتاجه. أما المالك الحالي، فقد بذل جهدًا في السيطرة على هذا البيت الذي لا يملك سواه.
-وأين العدل في المسرحية؟
-العدل..العدل. لنبحث عن العدل معًا في اللحظة الراهنة، لنجعل حالة تأنيب الضمير مناخًا سائدًا في البيت ريثما يفعل الزمن مفعوله. ليكن التعبير عن الشعور بالاثم لدى اليهود تعويضا عن ضياع البيت بالنسبة للعربي.
-نلتقي بعد شهر لأضع صيغة لعدل أكثر عدالة؟
-نلتقي
وفي تلك اللحظة كانت بيوت أخرى في مدن أخرى تستبدل سكانها...
يحكي تحت عنوان" من يقتل خمسين عربيا يخسر قرشا.."
ويالها من قصة منصفة للعدالة بمنطقهم!!
ويحكي طويلًا عن "خيانة الفرح القاسية" بأكثر من شكل ، منها :
تسألهم: هل كانت بيروت والقاهرة ودمشق قريبة إلى هذا الحد ؟ كانت ..كانت أقرب وكانت فلسطين ملتقى الشرق وفيها غنى عبدالوهاب وأم كلثوم. لو وقفت على الأهرام وقذفت حجرا على فلسطين لوصل عصفورا. والآن. ماذا؟ يخرج عصفور من فلسطين فيبيض سربا من اللاجئين عند ضواحي دمشق. مزقونا فتاكثرنا لاجئين. شئ في الداخل وشئ في الخارج..
وكنت أعرف عن قطار الشرق بالفعل أما عن حفلات عبدالوهاب وأم كلثوم فكانت هذه مفاجأتي إلى أن وجدت الصور التالية..


يحكي عن تجربة سجنه قائلًا:
شكرا للسجان الذي يجعلني والحرية معادلة واحدة. شكرًا للقيد الذي يذكر زندي بأنهما محرومان من معانقة الشجر . وتكتب إلى حبيبتك الوهمية" أتمنى لك البأس. يا حبيبتي، لكي تصيري مبدعة. اليائسون هم المبدعون. لا تنتظريني، ولا تنتظري أحدًا. انتظري الفكرة ولا تنتظري المفكر. انتظري القصيدة ولا تنتظري الشاعر. انتظري الثورة ولا تنتظري الثائر. المفكر يخطئ/ والشاعر يكذب، والثائر يتعب، هذا هو اليأس الذي أعنيه"
وهو لم يغفل غزة، ومن يستطيع أن يغفلها فتحدث عن مقاومتها :
ومنذ أربع سنوات، والعدو مبتهج بأحلامه، مفتون بمغازلة الزمن..إلا في غزة. لأن غزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء، لأن غزة جزيرة .كلما انفجرت -وهي لاتكف عن الانفجار- خدشت وجه العدو، وكسرت أحلامه، وصدته عن الرضا بالزمن.لأن الزمن في غزة شئ آخر..لأن الزمن في غزة ليس عنصرا محايدا.إنه لا يدفع الناس الى برودة التأمل، ولكنه يدفعهم الى الانفجار والارتطام بالحقيقة.
ولاأعرف تحديدًا متى كتب ذلك، ولكنه يتحدث بلسان الحال!
أقرأ قوله:
"العرب موجودون في فلسطين في علاقة "أنا وهو
أما اليهود فموجودون في فلسطين في علاقة "أنا وأنت"
هذا صوت الفيلسوف الصهيوني الوجودي مارتين بوبر يقول: إن الانسان يرتبط بما حوله عن طريقين: طريق "أنا وهو" وطريق "أنا وأنت". علاقة "أنا وهو" توجد في المكان والزمان وتخضع لقانون السببية. وفي هذه العلاقة لا تظهر الحرية، بل الضرورة. أما علاقة "أنا وأنت" فتوجد خارج الزمان والمكانوهي مستقلة عن قانون السببية، وتظهر هنا الحرية لا الضرورة. على هذا الأساس يكون الوجود غير الحقيقي للانسان عندما يوجد في علاقة أنا وهو . والدين اليهودي هو الديم الحقيقي الوحيد القائم على أساس علاقة "أنا وأنت". ولأن اليهود متمسكون بهذا الدين الحقيقي، فإن الشعب اليهودي هو الشعب المختار. وبناء على ذلك، فإن دولة اسرائيل يجب أن تقوم في فلسطين. فإن علاقة اليهود بفلسطين ليست علاقة العرب بها، لأن العرب موجودون في فلسطين بعلاقة "أنا وهو" ولذا من السهل قطع هذه العلاقة ومن الممكن نقلهم إلى أمكنة أخرى"
وترتسم ابتسامة عريضة على شفتي لأنني أتذكر قصيدته يقول فيها:
أَنا وَهُوَ،
شريكان في شَرَك ٍ واحد ٍ
وشريكان في لعبة الاحتمالات ِ
ننتظر الحبلَ ... حَبْلَ النجاة
لنمضي على حِدَة ٍ
وعلى حافة الحفرة ِ - الهاوية ْ
إلي ما تبقَّى لنا من حياة ٍ
وحرب ٍ ...
وهو هنا يسرد بطريقته التي لا مثيل لها معنى الوطن، وبفاجئنا بالحقائق التي ربما تغيب عنا دومًا في متابعة القضية و وفهمها فيقول مثلا:
- عندما تسكت المدافع، من حقي أن أشعر بالجوع.
ماذا تقول لمن يطرح السؤال بهذا الشكل؟ ليس بوسعنا أن نطحن الأناشيد الحماسية والخطب الحماسية ونعجنها ونحولها الى خبز.
إن أخطر شئ هو أن يتحول الوطن تحت الاحتلال الأجنبي إلى رغيف خبز. ولكن السيئ أيضا هو أنيدفع المواطنون الواقعون تحت الاحتلال إلى المجاعة في حالة الصمت العسكرى والسياسي السائدة.
- في حالة الحرب والمعارك لانفكر كثيرا بمستوى المعيشة.أعلنوها معركة أو حربًا وخذوا منا كل التضحيات. ولكن حين تسكت المدافع فمن حقنا أن نشعر بالجوع.
ولماذا تنسى أو تتناسى أن إسرائيل بنيت بسواعد عربية؟
ياللمفارقة ..وياللعار!
وهو بكل الطرق يوضح حقيقة الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي ومنها تحت عنوان بيت على المسرح ،وفيه شابان يكتبان مسرحية مشتركة:
- هل أكملت الفصل؟
-أكملت.
"في المهجر، لم يعلمني أبي الانتحار أو اليأس، ولم يعلمني التخلي عن يهوديتي. لقد رباني على أنني خلقت لأكون مطاردًا، ومع ذلك فقد علمني الحياة."
-وأنت ماذا كتبت؟
-"في المهجر، لم يعلمني أبي الانتحار أو اليأس، ولم يعلمني التخلي عن فلسطينيتي. لقد رباني على أنني خلقت لأكون مطاردا، ومع ذلك فقد علمني الحياة"
-هذه نقطة التقاء هامة
-والبيت الذي يستقطب مصيرنا، هل هو نقطة لقاء أم نقطة وداع؟
-انه نقطة صراع.
-كيف تحله المسرحيو؟
-لنقل:إن الحق لا ينبع من الارث، بل من الحاجة والجدارة. وعلى أساس ذلك، لا يكون الرجل الذي بنى هذا البيت منذ خمسين سنة صاحب الحق فيه الآن، لأن رحيله عنه -تحت أي ظرف من الظروف- هو بمثابة تخل عن حق لا يحتاجه. أما المالك الحالي، فقد بذل جهدًا في السيطرة على هذا البيت الذي لا يملك سواه.
-وأين العدل في المسرحية؟
-العدل..العدل. لنبحث عن العدل معًا في اللحظة الراهنة، لنجعل حالة تأنيب الضمير مناخًا سائدًا في البيت ريثما يفعل الزمن مفعوله. ليكن التعبير عن الشعور بالاثم لدى اليهود تعويضا عن ضياع البيت بالنسبة للعربي.
-نلتقي بعد شهر لأضع صيغة لعدل أكثر عدالة؟
-نلتقي
وفي تلك اللحظة كانت بيوت أخرى في مدن أخرى تستبدل سكانها...
يحكي تحت عنوان" من يقتل خمسين عربيا يخسر قرشا.."
ويالها من قصة منصفة للعدالة بمنطقهم!!
ويحكي طويلًا عن "خيانة الفرح القاسية" بأكثر من شكل ، منها :
تسألهم: هل كانت بيروت والقاهرة ودمشق قريبة إلى هذا الحد ؟ كانت ..كانت أقرب وكانت فلسطين ملتقى الشرق وفيها غنى عبدالوهاب وأم كلثوم. لو وقفت على الأهرام وقذفت حجرا على فلسطين لوصل عصفورا. والآن. ماذا؟ يخرج عصفور من فلسطين فيبيض سربا من اللاجئين عند ضواحي دمشق. مزقونا فتاكثرنا لاجئين. شئ في الداخل وشئ في الخارج..
وكنت أعرف عن قطار الشرق بالفعل أما عن حفلات عبدالوهاب وأم كلثوم فكانت هذه مفاجأتي إلى أن وجدت الصور التالية..


يحكي عن تجربة سجنه قائلًا:
شكرا للسجان الذي يجعلني والحرية معادلة واحدة. شكرًا للقيد الذي يذكر زندي بأنهما محرومان من معانقة الشجر . وتكتب إلى حبيبتك الوهمية" أتمنى لك البأس. يا حبيبتي، لكي تصيري مبدعة. اليائسون هم المبدعون. لا تنتظريني، ولا تنتظري أحدًا. انتظري الفكرة ولا تنتظري المفكر. انتظري القصيدة ولا تنتظري الشاعر. انتظري الثورة ولا تنتظري الثائر. المفكر يخطئ/ والشاعر يكذب، والثائر يتعب، هذا هو اليأس الذي أعنيه"
وهو لم يغفل غزة، ومن يستطيع أن يغفلها فتحدث عن مقاومتها :
ومنذ أربع سنوات، والعدو مبتهج بأحلامه، مفتون بمغازلة الزمن..إلا في غزة. لأن غزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء، لأن غزة جزيرة .كلما انفجرت -وهي لاتكف عن الانفجار- خدشت وجه العدو، وكسرت أحلامه، وصدته عن الرضا بالزمن.لأن الزمن في غزة شئ آخر..لأن الزمن في غزة ليس عنصرا محايدا.إنه لا يدفع الناس الى برودة التأمل، ولكنه يدفعهم الى الانفجار والارتطام بالحقيقة.
ولاأعرف تحديدًا متى كتب ذلك، ولكنه يتحدث بلسان الحال!
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
يوميات الحزن العادي.
Sign In »
Quotes Dalia Liked

“أتمنى لكِ اليأس يا حبيبتي؛ لكي تصيرين مبدعة. اليائسون هم المبدعون، لا تنتظريني ولا تنتظري أحدًا. انتظري الفكرة، لا تنتظري المفكّر. انتظري القصيدة، ولا تنتظري الشاعر. انتظري الثورة، ولا تنتظري الثائر. المفكّر يخطئ، والشاعر يكذب، والثائر يتعب.”
― يوميات الحزن العادي
― يوميات الحزن العادي
Reading Progress
July 30, 2014
–
Started Reading
July 30, 2014
– Shelved as:
to-read
July 30, 2014
– Shelved
July 30, 2014
– Shelved as:
2014
July 30, 2014
–
0.0%
"اشارة من درويش للقراءة التالية يقول:" وتشعر بالسعادة ﻷنه� حكموا عليك بالسجن لمدة شهرين فقط. وفي السجن تغني للوطن..وتكتب رسائل إلى حبيبتك، وتقرأ مقاﻻ� عن الديمقراطية. وتقرأ رواية "الحرية أو الموت"، ف� تحرر نفسك.. وﻻتمو�."
July 31, 2014
–
Finished Reading
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)
date
newest »

message 1:
by
Amir
(new)
-
added it
Jul 31, 2014 04:54PM

reply
|
flag