ŷ������

من النعمان بن المنذر إلى فؤاد الأول، وبينهما من الأسماء الكثير: وليد بن عبد الملك، أبو مسلم الخرساني، أبو عبد الله الصغير، الجبرتي...وغيرهم. يقتنص المنسي قنديل لحظات من تاريخ ويعرضها علينا طازجة، تحمل ملمس ورائحة ومذاق اللحظة الراهنة. النص برمته ملفوف بغشاوة من حنين وتصدر عنه زفرات الحسرة على ما كان وما صار.

يحتوي الكتاب على 30 حكاية من تاريخ العرب، كتبها بشغف المؤرخ وإحساس الأديب. بعض القصص يغلب عليها الإمتاع، والبعض الآخر التحليل التاريخي. جزء منها يحكي موقفاً معيناً في زمن ما، وبعضها تسرد تاريخ حقبة معينة على عجالة. لا شك أن العديد منها قد يعتمد على الأقاصيص وربما تنقصه الدقة التاريخية، لكن ذلك متوقع من كتاب يميل إلى كونه أدباً أكثر من كونه نصاً توثيقياً.

ثلاثون ليست بالعدد القليل و400 صفحة ليست بالهينة، غير أن سلاسة السرد وتميز فكرة الكتاب يشفعان للكاتب ويشجعان القارئ على إنهاءه دون تعثر. على الأقل هذا ما حدث معي.


"نحن جميعاً عرب ما بعد السقوط .. منذ أن تهاوت آخر معاقلنا في غرناطة وفي كل يوم تنفتح في جلودنا ثغرة جديدة. تسقط مدننا من الداخل قبل أن تنطلق المدافع. وقبل أن يفكر العدو في اقتحامها. كنا نأخذ الجزية فأصبحنا ندفعها، وكنا نشحذ السيوف فتركناها صدئة علي الجدران، وكنا نملك ناصية الخيل فهبطنا نسوسها. استباح الجميع أسوارنا فأصبحنا نعيش في مدن آيلة للسقوط.��