ŷ������

“ولكن هكذا الإنسان.. سيعيش عمره لا يعرف نفسه, ولا يرى غده ولا يمسك بأمسه .. انه لا يستطيع أن يرسم لنفسه صورة أبدية يضعها داخل اطار ويعلقها أمامه, ويقول: ((هذا هو أنا)) .. أبدا.. ان ((أنا)) هذه ليس لها صورة.. انها معنى.. مجرد هواء.. ((أنا)) اليوم غير ((أنا)) غدا, وغير ((أنا)) أمس.. أنا اليوم سعيدة.. وأنا غدا تعسة.. أنا اليوم أحب.. وأنا غدا لا أحب.. أنا اليوم أحلم.. وأنا غدا لا أحلم..
كيف يرسم الإنسان هذه ((الأنا)) .. كيف يرسم نفسه وهو لا يعرفها.. ولا يعرف لها حالا مستقرا في يوم واحد, ولا في دقيقة واحدة.. ولا في لحظة واحدة.. ان كل شئ يمكن أن يحدث لهذه النفس في كل وقت..
بل ليس هناك ما نستطيع أن نسميه ((اليوم)) .. كل الأيام أمس.. وكل الأيام غدا.. لا تكاد تمسك بيومك حتى تجده أمس أو غدا..
كيف نستطيع أن نستقر في هذه الدنيا؟
كيف نستطيع أن نضع لعواطفنا ((معنى)) محدودا والنفس التي تتأجج بهذه العواطف, ليس لها معنى؟!!
كيف تستطيع أن ترسم الحب, إذا كانت النفس التي تحب ليس لها صورة؟!
كيف تستطيع أن تعرف شعورك إذا كنت لا تعرف نفسك؟
لا .. ليس هناك حب.. ولا كراهية ولا حقد.. ولا شهامة ولا أي معنى من هذه المعاني.. لو كان هناك حب لاكتشفنا صورته وشكله ومركباته, ولاستطعنا أن نحقن نفسنا به عندما نريد, وننفضه عن نفوسنا عندما نريد.. ولكن لا.. ان كل ارادتك لا تساوي شيئا لأنك مخلوق ضعيف لا تستطيع شيئا. انك تحب رغم أنفك, وتكره رغم أنفك .. لا أسباب .. ولا حيثيات .. هكذا خلقت .. وهكذا قدر عليك.. فأخضع أيها الإنسان .. إخضعي يا نادية فهذا نصيبك من الحياة .. هذه هي نفسك التي رُزقتِ بها..”
― إحسان عبد القدوس, لا أنام

“أُخفي الهوى ومدامعي تبديه
وأُميتُهُ وصبابتي تحييه
فكأنَّهُ بالحُسنِ صورةُ يوسفٍ
وكأنَّني بالحُزنِ مثل أبيه”
― ابن الفارض, ديوان ابن الفارض

“إن كل ما يرويه الناس عن الناس باسم التاريخ ليس إلا رغوة متطايرة فوق بحر الحياة الإنسانية. أما أعماق الإنسان وآفاقه فأبعد وأوسع من أن يتناولها قلم أو يستوعبها بيان.”
― Mikhail Naimy, جبران خليل جبران

“لا توجد متعة في العالم تعادل متعة رؤية الحروف متجاورة بجوار بعضها لتشكّل كلمات فجُمَلا تحمل معانٍ وأفكار”
― أحمد عبد المجيد, ترنيمة سلام