ŷ helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following فراس السواح.
Showing 1-30 of 97
“المؤمن ليس إنسانا قد اضاف إلى معارفه مجموعة من الأفكار الجديدة ,بل هو إنسان يسلك ويعمل بتوجيه من هذه الإفكار”
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
“الفلسفة تبقى بعد كل شيء, امتدادًا لفكر صاحبها وتعبيرًا عن توجهاته ومواقفه؛ إنها أمر شخصي بحت ولدينا من الفلسفات قدر ما لدينا من الفلاسفة.”
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
“يقبل الرجل على فعل الجنس كما يقبل على أي نشاط آخر من نشاطات الحياة، أما المرأة فهي دوما عذراء قبل الجنس، أمُ بعده، تهب نفسها في كل مرة وكأنها المرة الأولى”
―
―
“أنا الأول , وأنا الآخر
أنا البغي , وأنا القديسة
أنا الزوجة , وأنا العذراء
أنا الأم , وأنا الابنة
أنا العاقر , وكثر هم أبنائي
أنا في عرس كبير ولم أتخذ زوجاً
أنا القابلة ولم أنجب أحداً
وأنا سلوة أتعاب حملي
أنا العروس وأنا العريس
وزوجي من أنجبني
أنا أم أبي , وأخت زوجي
وهو من نسلي”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
أنا البغي , وأنا القديسة
أنا الزوجة , وأنا العذراء
أنا الأم , وأنا الابنة
أنا العاقر , وكثر هم أبنائي
أنا في عرس كبير ولم أتخذ زوجاً
أنا القابلة ولم أنجب أحداً
وأنا سلوة أتعاب حملي
أنا العروس وأنا العريس
وزوجي من أنجبني
أنا أم أبي , وأخت زوجي
وهو من نسلي”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“لا يوجد إنسان ملحد، إنما يوجد إنسان قد فَقَدَ إيمانه بهذا الطقس أو ذاك، من هذا الدين أو ذاك، أو فقد إيمانه بهذه المؤسَّسة الدينية أو تلك، أو أنه لم يقتنع، عقليًّا، بهذه العقيدة أو تلك”
―
―
“بالولادة تزدوج المرأة جسداً و نفسياً، و توسع آفاق كيانها الطبيعي و الروحي ، أما الرجل فالمولود الجديد يشد أزره و يدعم وضعه الاجتماعي و يحافظ على ممتلكه في مقابل ممتلك الآخرين ، و يتمرأى أمام ذاته. فالمبدأ الأمومي يجمع و يوحد ، و المبدأ الأبوي يفرق و يضع الحواجز و الحدود. المبدأ الأمومي مشاعة و عدالة و مساواة ، و المبدأ الأبوي تملك و تسلط و تمييز. الأمومية توحد مع الطبيعة و خضوع لقوانينها ، و الأبوية خروج عن مسارها و خضوع لقوانين مصنوعة.
في المجتمع الأمومي ، أسلم الرجل قياده للمرأة ، لا لتفوقها الجسدي بل لتقدير أصيل و عميق لخصائصها الإنسانية و قواها الروحية و قدراتها الخالقة و إيقاع جسدها المتوافق مع إيقاع الطبيعة. فإضافة إلى عجائب جسدها الذي بدا للإنسان القديم مرتبطاً بالقدرة الإلهية ، كانت بشفافية روحها أقدر على التوسط بين عالم البشر و عالم الآلهة ، فكانت الكاهنة الأولى و العرافة و الساحرة الأولى. بهذه الأسلحة غير الفتاكة ، مضى الجنس الأضعف قوة بدنية فتبوأ عرش الجماعة دينياً و سياسياً و اجتماعياً ، و أمام هذه الأسلحة أسلمت الجماعة قيادتها للأمهات. و لقد عزز الدور الاقتصادي للمرأة مكانتها هذه. فلقد كانت بحق المنتج الأول في الجماعة ، لكونها المسؤولة الأولى عن حياة الأطفال و تأمين سبل العيش لهم. كانت المرأة مسؤولة عن تحضير جلود الحيوانات و تحويلها إلى ملابس و مفارش و أغطية ، و كانت النساجة الأولى و الخياطة ، و أول من صنع الأواني الفخاري. و بسبب قضائها وقتاً طويلاً في البحث عن الجذور و الأعشاب الصالحة للأكل تعلمت خصائص الأعشاب السحرية في شفاء الأمراض ، فكانت الطبيبة الأولى. و كانت من يبني البيت و يصنع أثاثه ، و كانت تاجرة تقايض بمنتجاتها منتجات الآخرين. و من وجود شعلة النار المقدسة في معابد الحضارات المتأخرة و قيام عذراوات االمعبد بحراستها و إبقاءها مشتعلة ، نستطيع الاستنتاج أن شعلة النار الأولى قد أوقدتها المرأة و كانت أول حارس عليها حافظ لأسرارها. و أخيراً توجت المرأة دورها الإقتصادي الكبير باكتشاف الزراعة و نقل الإنسان من مجتمع الصيد إلى مجمع إنتاج الغذاء بينما حافظ الرجل طيلة هذه المرحلة على دوره التقليدي في الصيد و التنقل بحثاً عن الطرائد الكبيرة.”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
في المجتمع الأمومي ، أسلم الرجل قياده للمرأة ، لا لتفوقها الجسدي بل لتقدير أصيل و عميق لخصائصها الإنسانية و قواها الروحية و قدراتها الخالقة و إيقاع جسدها المتوافق مع إيقاع الطبيعة. فإضافة إلى عجائب جسدها الذي بدا للإنسان القديم مرتبطاً بالقدرة الإلهية ، كانت بشفافية روحها أقدر على التوسط بين عالم البشر و عالم الآلهة ، فكانت الكاهنة الأولى و العرافة و الساحرة الأولى. بهذه الأسلحة غير الفتاكة ، مضى الجنس الأضعف قوة بدنية فتبوأ عرش الجماعة دينياً و سياسياً و اجتماعياً ، و أمام هذه الأسلحة أسلمت الجماعة قيادتها للأمهات. و لقد عزز الدور الاقتصادي للمرأة مكانتها هذه. فلقد كانت بحق المنتج الأول في الجماعة ، لكونها المسؤولة الأولى عن حياة الأطفال و تأمين سبل العيش لهم. كانت المرأة مسؤولة عن تحضير جلود الحيوانات و تحويلها إلى ملابس و مفارش و أغطية ، و كانت النساجة الأولى و الخياطة ، و أول من صنع الأواني الفخاري. و بسبب قضائها وقتاً طويلاً في البحث عن الجذور و الأعشاب الصالحة للأكل تعلمت خصائص الأعشاب السحرية في شفاء الأمراض ، فكانت الطبيبة الأولى. و كانت من يبني البيت و يصنع أثاثه ، و كانت تاجرة تقايض بمنتجاتها منتجات الآخرين. و من وجود شعلة النار المقدسة في معابد الحضارات المتأخرة و قيام عذراوات االمعبد بحراستها و إبقاءها مشتعلة ، نستطيع الاستنتاج أن شعلة النار الأولى قد أوقدتها المرأة و كانت أول حارس عليها حافظ لأسرارها. و أخيراً توجت المرأة دورها الإقتصادي الكبير باكتشاف الزراعة و نقل الإنسان من مجتمع الصيد إلى مجمع إنتاج الغذاء بينما حافظ الرجل طيلة هذه المرحلة على دوره التقليدي في الصيد و التنقل بحثاً عن الطرائد الكبيرة.”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“إن الدين هو الحالة المثلى للتوازن مع الكون , والعبادة كيفما كانت صياغتها , وإلى من أو ماذا يكون توجهها , هى معبر البقاء فى الحقيقة , وحالة وجود فى الواحد , أو كما قلت فى الصفحات الأولى : حالة الوجود الحق”
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
“الإنسان كائن متدين”
―
―
“ثم يأتي أرسطو في كتابه -السياسة- فيؤكد هذه الحقيقة ويجعل منها ظاهرة شمولية عندما يقول ان أغلب الشعوب العسكرية الميالة الى القتال هي شعوب منقادة الى النساء. ذلك أن المرأة رغم طبيعتها المسالمة , تسلك سلوك اللبوة الكاسرة أذ يتعرض أشبالها للخطر .”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“يختلط مفهوم الدين اليوم بفكرتنا عن المؤسسة الدينية وموقفنا منها , إلى درجة تبعث على التشويش , وتؤدي الي نتائج مفجعة في بعض الأحيان . ولعل أوضح مثال على ما أسوقه هنا , هو تلك الجملة التي وردت في كتاب للفيلسوف الاجتماعي كارل ماركس والتي تقول بأن " الدين أفيون الشعوب " . فلقد تحولت هذه الجملة , بعد أن انتزعت من سياقها , إلى شعار رفعته أحزاب موقع السلطة , وحاربت من خلاله كل أشكال الحياة الدينية , حتى ظنت أنها قادرة على اجتثاث الميل الديني من نفوس الناس طراً. والحقيقة أن ما قصده ذلك الفيلسوف ينصب في معظمه على المؤسسة الدينية لا على الدين , على تفسير المؤسسة الدينية للدين لا على تدين الناس , على تسييس الدين واستخدامه أداة ضغط وتسلط , سواء من قبل السلطة الزمنية , أم من قبل أية شريحة أو فئة تجعل من نفسها قيما على دين الناس ومرجعا أعلى لتفسيره والعمل بموجبه .”
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
“إن ديانة تؤمن بإله واحد ولا تؤمن معه بوجود إبليس يحمل عنه مسؤولية الشرور في العالم , ستتوصل ولاشك إلى إيمان بوحدة النقيضين في تركيب واحد .”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“إن ما يميز الحدث الأسطوري عن غيره هو ذلك الحضور الدائم للحدث أو لمراميه الحقيقة”
―
―
“الجنة السومرية
منذ ان زالت المشاعة الابتدائية , وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الاخرين, تحول العمل من متعه وتحقيق للذات, الى عبودية واغتراب, ومن طقس جماعي مرض, الى وحده قاسية بلا هدف او غاية الا لقمة عيش يومية تدفع للاستمرار يوماً اخر. ومع نضوج المجتمعات الابوية التسلطية وأحكام حلقاتها على الافراد, صار الانسان الى حالة احباط دائمة هي شرطه الاساسي في حياة تبدو بلا معنى ولا تسعى الى غاية, سوى موت يضع حداً لفصل مؤلم. ولكن المجتمع التسلطي استطاع ان يحرم الفرد من كل شيء إلا رغبة في التغيير بادية أو كامنة و..حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة أفضل وحرية أكثر. وتجلى الحلم, بديلاً عن الفعل, في أدبيات البشر التي تصف عالماً قادماً, هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الانسان. عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت أساطير الجنة لدى الشعوب, تعبيراً سلبياً عن رغبة في التغيير لم تخرج الى حيز الفعل, او فعل تم احباطه فصار حلماً ينتظر.
أسطورة العصر الذهبي :
عبر السومريون عن ذلك الحلم في نص جميل يصف العصر الذهبي للأنسان قبل هبوطه الى دنيا العبودية والعمل المغترب, حيث كان سيداً لنفسه وسيد الطبيعة:
في تلك الأيام, لم يكن هناك حية ولا عقرب ولا ضبع
لم يكن هناك أسد ولا كلب شرس ولا ذئب
لم يكن هناك خوف ولا رعب
لم يكن للأنسان من منافس
في تلك الايام كانت (شوبور) أرض المشرق, أرض الوفرة وشرائع العدل
وسومر أرض الجنوب, ذات اللسان الواحد, أرض الشرائع الملكية
و(أورى) أرض الشمال, الأرض التي يجد فيها كل حاجته
و(مارتو) أرض الغرب, أرض الدعة والأمن
وكان العالم أجمع يعيش في أنسجام تام
وبلسان واحد يسبح الكل بحمد انليل.
أسطورة دلمون :
أما الجنة, بمفهومها الذي تجلى, فيما بعد, في التوراة, فتحدثنا عنها أسطورة أخرى هي أسطورة دلمون :
أرض دلمون مكان طاهر, أرض دلمون مكان نظيف
أرض دلمون مكان نظيف, أرض دلمون مكان مضيء
في أرض دلمون لا تنعق الغربان
ولا تصرخ الشوحة صراخها المعروف
حيث الاسد لا يفترس أحداً
ولا الذب ينقض على الحمل
ولا الكلب المتوحش على الجدي
ولا الخنزير البري يلتهم الزرع
ولا الطير في الاعالي لا[..] صغارها
والحمامة لا [..] رأسها
حيث لا أحد يعرف رمد العين
ولا احد يعرف آلام الرأس
حيث لا يشتكي الرجل من الشيخوخة
ولا تشتكي المرأة من العجز
حيث لا وجود لمنشد ينوح
ولا لجوال يعول
في هذا الفردوس, كان يعيش أنكي آله الماء العظيم, وزجته ننخرساج الارض - الأم, كما عاش في الفردوس التوراتي آدم وحواء. وقد أخرج انكي ماءه وسقى تربة زوجته الأرض, فحول دلمون الى جنة الهية خضراء. ومن اتحاد الماء(انكي) بالتربة (ننخرساج) يمتلئ الفردوس بالحقول والاشجار والثمار, كما تظهر مجموعة من الهات النبات يقوم انكي بأغوائهن تاركاً زوجته.
ثم ان ننخرساج تقوم بخلق ثمانية أنواع من النباتات العجيبة. وقبل ان تفرح بعملها, يرسل انكي رسوله ايسمند الذي يقطف له تلك النباتات فيأكلها جميعاً. وما ان تعلم الخالقة بذلك , حتى تغضب غضباً شديداً, وترسل على انكي لعنة مقيمة: (الى ان يوافيك الموت , لن انظر اليك بعين الحياة). إلا ان الآلهة الاخرون يجزعون لهذا الامر , ذلك ان اللعنة على انكي تعني شح المياه وغوصها الى باطن الارض تدريجياً. ويحار مجمع الالهة في كيفية معالجة الامر خصوصاً وأن ننخرساج قد غابت عن الانظار حتى لا تغير رأيها او تخضع لضغط أحد. أما انكي فتشتد عليه الامراض وتهاجمه ثمانية علل بعدد النباتات التي اكلها واخذ ينهار تدريجياً. وأخيراً ينقذ الثعلب الموقف عندما يتطوع للبحث عن ننخرساج ويجدها في النهاية. وتخضع ننخرساج لمشيئة الالهة وتقوم بشفاء انكي عن طريق خلق ثمانية آلهة . كل اله يختص بشفاء احد اعضاء انكي العليلة.
- ننخرساج : ما الذي يوجعك يا أخي
- انكي : ان فكي هو الذي يوجعني
- ننخرساج : لقد اوجدت لك الاله ننتول
- ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي
- انكي : ان ضرسي هو الذ يوجعني
- ننخرساج : لقد اوجدت من اجلك الاله ننسوتو
وهكذا يتابع تعداد أوجاعه وتتابع ننخرساج خلق الهةالشفاء من أجله. الى ان يصل الى ضلعه :
- ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي
- انكي : ان ضلعي هو الذي يؤلمني
- ننخرساج :لقد أوجدت من اجلك الآلهة ننتي
هذا ويناقش بعض علماء السومريات في ان كلمة (تي) في السومرية تعني ضلع, ولكنها تعني ايضاً (أحيا) أو (جعله يحيا) أما كلمة (نن) فتعني سيدة, كما رأينا سابقاً من تحليل اسم ننخرساج التي تعني سيدة الجبل. وعلى هذا يكون اسم الالهة (ننتي) يعني سيدة الضلع أو السيدة التي تحيي . وهذه السيدة شبيهة بحواء التوراة التي أخذت من ضلع آدم فهي سيدة الضلع وهي حواء بعمنى التي تحيي.”
― مغامرة العقل الأولى
منذ ان زالت المشاعة الابتدائية , وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الاخرين, تحول العمل من متعه وتحقيق للذات, الى عبودية واغتراب, ومن طقس جماعي مرض, الى وحده قاسية بلا هدف او غاية الا لقمة عيش يومية تدفع للاستمرار يوماً اخر. ومع نضوج المجتمعات الابوية التسلطية وأحكام حلقاتها على الافراد, صار الانسان الى حالة احباط دائمة هي شرطه الاساسي في حياة تبدو بلا معنى ولا تسعى الى غاية, سوى موت يضع حداً لفصل مؤلم. ولكن المجتمع التسلطي استطاع ان يحرم الفرد من كل شيء إلا رغبة في التغيير بادية أو كامنة و..حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة أفضل وحرية أكثر. وتجلى الحلم, بديلاً عن الفعل, في أدبيات البشر التي تصف عالماً قادماً, هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الانسان. عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت أساطير الجنة لدى الشعوب, تعبيراً سلبياً عن رغبة في التغيير لم تخرج الى حيز الفعل, او فعل تم احباطه فصار حلماً ينتظر.
أسطورة العصر الذهبي :
عبر السومريون عن ذلك الحلم في نص جميل يصف العصر الذهبي للأنسان قبل هبوطه الى دنيا العبودية والعمل المغترب, حيث كان سيداً لنفسه وسيد الطبيعة:
في تلك الأيام, لم يكن هناك حية ولا عقرب ولا ضبع
لم يكن هناك أسد ولا كلب شرس ولا ذئب
لم يكن هناك خوف ولا رعب
لم يكن للأنسان من منافس
في تلك الايام كانت (شوبور) أرض المشرق, أرض الوفرة وشرائع العدل
وسومر أرض الجنوب, ذات اللسان الواحد, أرض الشرائع الملكية
و(أورى) أرض الشمال, الأرض التي يجد فيها كل حاجته
و(مارتو) أرض الغرب, أرض الدعة والأمن
وكان العالم أجمع يعيش في أنسجام تام
وبلسان واحد يسبح الكل بحمد انليل.
أسطورة دلمون :
أما الجنة, بمفهومها الذي تجلى, فيما بعد, في التوراة, فتحدثنا عنها أسطورة أخرى هي أسطورة دلمون :
أرض دلمون مكان طاهر, أرض دلمون مكان نظيف
أرض دلمون مكان نظيف, أرض دلمون مكان مضيء
في أرض دلمون لا تنعق الغربان
ولا تصرخ الشوحة صراخها المعروف
حيث الاسد لا يفترس أحداً
ولا الذب ينقض على الحمل
ولا الكلب المتوحش على الجدي
ولا الخنزير البري يلتهم الزرع
ولا الطير في الاعالي لا[..] صغارها
والحمامة لا [..] رأسها
حيث لا أحد يعرف رمد العين
ولا احد يعرف آلام الرأس
حيث لا يشتكي الرجل من الشيخوخة
ولا تشتكي المرأة من العجز
حيث لا وجود لمنشد ينوح
ولا لجوال يعول
في هذا الفردوس, كان يعيش أنكي آله الماء العظيم, وزجته ننخرساج الارض - الأم, كما عاش في الفردوس التوراتي آدم وحواء. وقد أخرج انكي ماءه وسقى تربة زوجته الأرض, فحول دلمون الى جنة الهية خضراء. ومن اتحاد الماء(انكي) بالتربة (ننخرساج) يمتلئ الفردوس بالحقول والاشجار والثمار, كما تظهر مجموعة من الهات النبات يقوم انكي بأغوائهن تاركاً زوجته.
ثم ان ننخرساج تقوم بخلق ثمانية أنواع من النباتات العجيبة. وقبل ان تفرح بعملها, يرسل انكي رسوله ايسمند الذي يقطف له تلك النباتات فيأكلها جميعاً. وما ان تعلم الخالقة بذلك , حتى تغضب غضباً شديداً, وترسل على انكي لعنة مقيمة: (الى ان يوافيك الموت , لن انظر اليك بعين الحياة). إلا ان الآلهة الاخرون يجزعون لهذا الامر , ذلك ان اللعنة على انكي تعني شح المياه وغوصها الى باطن الارض تدريجياً. ويحار مجمع الالهة في كيفية معالجة الامر خصوصاً وأن ننخرساج قد غابت عن الانظار حتى لا تغير رأيها او تخضع لضغط أحد. أما انكي فتشتد عليه الامراض وتهاجمه ثمانية علل بعدد النباتات التي اكلها واخذ ينهار تدريجياً. وأخيراً ينقذ الثعلب الموقف عندما يتطوع للبحث عن ننخرساج ويجدها في النهاية. وتخضع ننخرساج لمشيئة الالهة وتقوم بشفاء انكي عن طريق خلق ثمانية آلهة . كل اله يختص بشفاء احد اعضاء انكي العليلة.
- ننخرساج : ما الذي يوجعك يا أخي
- انكي : ان فكي هو الذي يوجعني
- ننخرساج : لقد اوجدت لك الاله ننتول
- ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي
- انكي : ان ضرسي هو الذ يوجعني
- ننخرساج : لقد اوجدت من اجلك الاله ننسوتو
وهكذا يتابع تعداد أوجاعه وتتابع ننخرساج خلق الهةالشفاء من أجله. الى ان يصل الى ضلعه :
- ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي
- انكي : ان ضلعي هو الذي يؤلمني
- ننخرساج :لقد أوجدت من اجلك الآلهة ننتي
هذا ويناقش بعض علماء السومريات في ان كلمة (تي) في السومرية تعني ضلع, ولكنها تعني ايضاً (أحيا) أو (جعله يحيا) أما كلمة (نن) فتعني سيدة, كما رأينا سابقاً من تحليل اسم ننخرساج التي تعني سيدة الجبل. وعلى هذا يكون اسم الالهة (ننتي) يعني سيدة الضلع أو السيدة التي تحيي . وهذه السيدة شبيهة بحواء التوراة التي أخذت من ضلع آدم فهي سيدة الضلع وهي حواء بعمنى التي تحيي.”
― مغامرة العقل الأولى
“إن جنوح الأنسان إلى الحرب منذ بداية تشكيل المجموعات البشرية إلى يومنا هذا , هو اوضح تجليات النزعة التدميرية الذاتية , فبصرف النظر عن كل التبريرات العقلانية وبراقع البطولة الرومانسية , ليست الحرب إلا اندفاعاً لا شعورياً نحو الموت وتلبية لنداء داخلي بإيقاف الحياة , نداء يصدر عن عشتار السوداء التي رفعها الإنسان إلهة للحرب وأسقط ميوله التدميرية الكامنة”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“فلقد كان الرغيف برزخ العبور من مرحلة الهمجية إلى مرحلة الحضارة”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“عندما أنتصب الأنسان على قائمتين رفع رأسه الى السماء ورأى نجومها وحركة كواكبها , وأدار رأسه فيما حوله فرأىالأرض وتضاريسها ونباتها وحيوانها .أرعبته الصواعق , وخلبت لبه الرعود والبروق . داهمته الأعاصير والزلازل والبراكين ولاحقته الضواري . رأى الموت وعاين الحياة . حيرته الأحلام ولم يميزها تماماً عن الواقع .الغاز في الخارج وأخرى في داخله .غموض يحيط به أينما توجه وكيفما أسند رأسه للنوم تعلم أستخدام اليدين وصنع الأدوات ,وفي لحظات الأمن وزوال الخوف , كان لدى العقل متسع للتأمل في ذلك كله . لماذا نعيش ؟ ولماذا نموت ؟لماذا خلق الكون وكيف ؟ من أين تأتي الأمراض؟ الى اخر ما هنالك من أسئلة طرحت نفسها عليه , كما تطرح نفسها على طفل العصر الحديث . كان العقل صفحة بيضاء لم ينقش عليها شيء , عضلة لم تألف الحركة خارج نطاق الغريزة , وبعد حدود رد الفعل . ومن أداته المتواضعة هذه , كان عليه ان يبدأ مغامرة كبرى مع الكون , وقفزة أولى نحو المعرفة , فكانت الأسطورة .وعندما يئس الأنسان تماماً من السحر , كانت الأسطورة كل شيء له .كانت تأملاته وحكمته , منطقه وأسلوبه في المعرفة , أداته الأسبق ,في التفسير والتعليل , أدبه وشعره وفنه , شرعته وعرفه وقانونه , أنعكاساً خارجياً لحقائقه النفسية الداخلية . فالأسطورة نظام فكري متكامل , استوعب قلق الانسان الوجودي , وتوقه الأبدي لكشف الغوامض التي يطرحها محيطه , والأحاجي التي يتحداه بها التنظيم الكوني المحكم الذي يتحرك ضمنه . انها أيجاد النظام حيث لا نظام , وطرح الجواب على ملحاح السؤال , ورسم لوحة متكاملة للوجود , لنجد مكاننا فيه ودورنا في أيقاعات الطبيعة . انها الأداة التي تزودنا بمرشد ودليل في الحياة , ومعيار اخلاقي في السلوك , انها مجمع الحياة الفكرية والروحية للانسان القديم.
والأسطورة حكاية , حكاية مقدسة , يلعب أدوارها الآلهة وأنصاف الآلهة , احداثها ليست مصنوعة او متخيلة , بل واقع حصلت في الأزمنة الأولى المقدسة , أنها سجل افعال الآلهة , تلك الأفعال التي أخرجت الكون من لجة العماء , ووطدت نظام كل شيء قائم , ووضعت صيغة أولى لكل الأمور الجارية في عالم البشر. فهي معتقد راسخ , الكفر به فقدان الفرد لكل القيم التي تشده الى جماعته وثقافته , وفقدان المعنى في هذه الحياة.
والأسطورة , حكاية مقدسة تقليدية , بمعنى أنها تنتقل من جيل الى جيل , بالرواية الشفهية . مما يجعلها ذاكرة الجماعة , التي تحفظ قيمها وعاداتها وطقوسها وحكمتها , وتنقلها للأجيال المتعاقبة , وتكسبها القوة المسيطرة على النفوس . فهي الداة الأقوى في التثقيف والتطبيع والقناة التي ترسخ من خلالها ثقافة ما وجودها واستمرارها عبر الأجيال وحتى في فترات شيوع الكتابة . لم تفقد الأسطورة الشفهية قوتها وتأثيرها .ذلك ان الألواح الفخارية , كانت محفوظة في المعابد وفي مكتبات الملوك , ولا تلعب الا دور الحافظ للأسطورة من التحريف بالتناقل . وبقي السمع هو الوسيلة الرئيسية في تداولها . وفي أكثر من مناسبة دورية , كانت الساطير تتلى أو تنشد في الاحتفالات الدينية العامة , من ذلك مثلاً , أعياد رأس السنة في بابل , حيث كانت تتلى وتمثل أسطورة التكوين البابلية . وأعياد الربيع حيث كانت تتلى وتمثل عذابات الاله تموز .
والأسطورة نص أدبي , وضع في أبهى حلة فنية ممكنة , وأقوى صيغة مؤثرة في النفوس , وهذا مما زاد في سيطرتها وتأثيرها .وكان على الأدب والشعر , أن ينتظرا فترة طويلة , قبل ان ينفصلا عن الأسطورة . لقد وضعت معظم الأساطير السورية والسومرية والبابلية في أجمل شكل شعري ممكن . وقام هوميروس بصياغة معظم أساطير عصره المتداولة , شعراً في الأوديسة والالياذة . والى جانب الشعر والأدب , خلقت الأسطورة فنوناً أخرى كالمسرح ,الذي ابتدأ عهده بتمثيل الأساطير الرئيسية في الأعياد الدينية . كما دفعت فنوناً أخرى كالغناء والموسيقى وغيرهما.”
― مغامرة العقل الأولى
والأسطورة حكاية , حكاية مقدسة , يلعب أدوارها الآلهة وأنصاف الآلهة , احداثها ليست مصنوعة او متخيلة , بل واقع حصلت في الأزمنة الأولى المقدسة , أنها سجل افعال الآلهة , تلك الأفعال التي أخرجت الكون من لجة العماء , ووطدت نظام كل شيء قائم , ووضعت صيغة أولى لكل الأمور الجارية في عالم البشر. فهي معتقد راسخ , الكفر به فقدان الفرد لكل القيم التي تشده الى جماعته وثقافته , وفقدان المعنى في هذه الحياة.
والأسطورة , حكاية مقدسة تقليدية , بمعنى أنها تنتقل من جيل الى جيل , بالرواية الشفهية . مما يجعلها ذاكرة الجماعة , التي تحفظ قيمها وعاداتها وطقوسها وحكمتها , وتنقلها للأجيال المتعاقبة , وتكسبها القوة المسيطرة على النفوس . فهي الداة الأقوى في التثقيف والتطبيع والقناة التي ترسخ من خلالها ثقافة ما وجودها واستمرارها عبر الأجيال وحتى في فترات شيوع الكتابة . لم تفقد الأسطورة الشفهية قوتها وتأثيرها .ذلك ان الألواح الفخارية , كانت محفوظة في المعابد وفي مكتبات الملوك , ولا تلعب الا دور الحافظ للأسطورة من التحريف بالتناقل . وبقي السمع هو الوسيلة الرئيسية في تداولها . وفي أكثر من مناسبة دورية , كانت الساطير تتلى أو تنشد في الاحتفالات الدينية العامة , من ذلك مثلاً , أعياد رأس السنة في بابل , حيث كانت تتلى وتمثل أسطورة التكوين البابلية . وأعياد الربيع حيث كانت تتلى وتمثل عذابات الاله تموز .
والأسطورة نص أدبي , وضع في أبهى حلة فنية ممكنة , وأقوى صيغة مؤثرة في النفوس , وهذا مما زاد في سيطرتها وتأثيرها .وكان على الأدب والشعر , أن ينتظرا فترة طويلة , قبل ان ينفصلا عن الأسطورة . لقد وضعت معظم الأساطير السورية والسومرية والبابلية في أجمل شكل شعري ممكن . وقام هوميروس بصياغة معظم أساطير عصره المتداولة , شعراً في الأوديسة والالياذة . والى جانب الشعر والأدب , خلقت الأسطورة فنوناً أخرى كالمسرح ,الذي ابتدأ عهده بتمثيل الأساطير الرئيسية في الأعياد الدينية . كما دفعت فنوناً أخرى كالغناء والموسيقى وغيرهما.”
― مغامرة العقل الأولى
“الانسان الحديث الذي غالبا ما يفخر بعلمانيته وعقلانيته هو سليل ذلك الانسان المتدين القديم صانع الاساطير، وهو إذ يدير ظهره لأساطيره التي فقدت لديه كل مقدرة على الايحاء، إنما يعمل على استبدالها بأساطير مزيفة وطقوس عابثة، قد ترضي ذلك النزوع الاسطوري لديه، ولكنها لا تجعله في انسجام وتلاؤم مع متطالباته الحقيقية. وهذا ما يجعل الجماهير على الدوام عرضة للوقوع في براثن اساطير حديثة مصممة بشكل مدروس من أجل توجيه الجماهير والسيطرة عليها. ويتجلى ذلك بأخطر صورة في مجال السياسة.”
― الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية
― الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية
“يُقبل الرجل على فعل الجنس كأى نشاط آخر من نشاطات الحياة,أما المرأة فهى دوما عذراء قبل الجنس,أما بعده,تهب نفسها فى كُل مرة وكأنها المرة الأولى”
―
―
“حكمة الشمس زاد لواقع اليوم , تدبير لشؤونه , وحكمة القمر زاد للغد الآتي حيث يحجب الموت نور الشمس فاتحاً بوابة الظلمة المديدة . حكمة الشمس ترويض للعقل وحكمة القمر ترويض للروح , تهيئة في هذا العالم لما سيأتي وراءه . في حكمة الشمس إضعاف للروح , وفي حكمة القمر إضعاف للعقل.”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“ولقد لعبت المكانة الاجتماعية للمرأة في تلك العصور, والصورة المرسومة لها في ضمير الجماعة , دورا كبيرا في رسم التصور الديني والغيبي الأول وفي ولادة الأسطورة الأولى. كانت المرأة بالنسبة لأنسان العصر الباليوليتي موضع حب ورغبة , وموضع خوف ورهبة في آن معا. فمن جسدها تنشأ حياة جديدة , ومن صدرها ينبع حليب الحياة , ودورتها الشهرية المنتظمة في ثمانية أو تسعة وعشرين يوما تتبع دورة القمر , وخصبها وما تفيض به على أطفالها هو خصب الطبيعة التي تهب العشب معاشا لقطعان الصيد , وثمار الشجر غذاء للبشر , وعندما تعلم الأنسان الزراعة وجد في الأرض صنوا للمرأة في تحبل بالبذور وتطلق من رحمها الزرع الجديد. لقد كانت المرأة سرا أصغر مرتبطا بسر أكبر , سر كامن خلف كل التبديات في الطبيعة والأكوان , فوراء كل ذلك أنثى كونية عظمى , هي منشأ الأشياء ومردها . عنها تصدر الموجودات والى رحمها يؤول كل شيء كما صدر .”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“والأسطورة السومرية المتعلقة بخلق الأنسان , هي أول أسطورة خطتها يد الانسان في هذا الموضوع . وعلى منوالها جرت اساطير المنطقة , والمناطق المجاورة التي أستمدت منها عناصرها الاساسية , وخصوصاً فكرة تكوين الانسان من طين , وفكرة تصوير الانسان على صورة الآلهة.
اما لماذا خلق الانسان ؟ فان الاسطورة السومرية لا تتردد في الاجابة على هذا السؤال ولا توارب . فالانسان خلق عبداً للآلهة , يقدم لها طعامها وشرابها , ويزرع أرضها ويرعى قطعانها. خلق الأنسان لحمل عبء العمل ورفعه عن كاهل الآلهة. فمنذ البدء كان الآلهة يقومون بكل الاعمال التي تقيم أودهم وتحفظ حياتهم. ولكنهم تعبوا من ذلك فراحوا يشتكون لأنكي الحكيم , ليجد لهم مخرجاً ولكنه , هو المضطجع بعيداً في الأغوار المائية , لم يسمع شكاتهم. فمضوا الى أمه الآلهة -نمو- المياه البدئية التي أنجبت الجيل الأول من الآلهة , لتكون واسطتهم اليه , فمضت اليه قائلة :
أي بني , انهض من مضجعك , انهض من ]..[
واصنع امراً حكيماً
اجعل للآلهة خدماً , يصنعون لهم معاشهم
فتأمل أنكي ملياً في الامر , ثم دعا الصناع الآلهيين المهرة وقال لأمه نمو:
ان الكائنات التي ارتأيتخلقها , ستظهر للوجود
ولسوف نعلق عليها صورة الآلهة
امزجي حفنة طين ,من فوق مياه الأعماق
وسيقوم الصناع الآلهيون المهرة بتكثيف الطين وعجنه
ثم كوني انت له اعضاءه
وستعمل معك ننماخ يداً بيد
وتقف الى جانبك , عند التكوين , ربات الولادة
ولسوف تقدرين للمولود الجديد , يا أماه , مصيره
وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة
]..[ في هيئة انسان ]...[
بعد ذلك يتشوه اللوح الفخاري , حامل النص. ثم نجد انفسنا , بعد وضوح الكتابة , مع انكي يحتفل بانجازهالمبدع في وليمة مع الآلهة .
وفي أسطورة سومرية اخرى تحكي خلق الماشية والحبوب , نجد رواية اخرى لقصة خلق الانسان
كالبشر , عندما خلقوا اول مرة .
لم يعرف الانوناكي أكل الخبز
لا ولم يعرفوا لبس الثياب
بل أكلوا النباتات بأفواههم
وشربوا الماء من الينابيع والجداول .
في تلك الايام , وفي حجرة الخلق
في دلكوج بيت الآلهة , خلق لهار و اشنان
ومما انتج لهار واشنان
اكل الانوناكي ولم يكتفوا
ومن حظائرها المقدسة شربوا اللبن
شربوا ولكنهم لم يرتوو
لذا ومن اجل العناية بطيبات حظائرهما
تم خلق الانسان
تسربت العناصر الرئيسية لهذه الاسطورة , الى معظم اساطير الشعوب المجاورة . ففي الاساطير البابلية اللاحقةيتم خلق الانسان من الطين , ويفرض عليه حمل عبء العمل . وفي سفر التكوين العبراني ,نجد اله اليهود يهوه , يقوم بخلق الانسان من طين , بعد انتهائه من خلق العالم , ويجعله على شاكلته : (وجبل الاله آدم تراباً من الارض , زنفخ في انفه نسمة الحياة , فصار ادم نفساً حية ) . ورغم ان الهدف الذي يقدمه النص التوراتي لخلق الانسان , هو السيطرة على ( سمك البحر , وطير السماء , وعلى البهائم , وعلى كل الأرض , وعلى جميع الدابات التي تدب على الارض ) .ألا انه يعود فيفرض عليه عبء العمل , تماماً كالنص السومري : (لانك سمعت لقول امرأتك , وأكلت من الشجرة , التي أوصيتك قائلاً لا تاكل منها . ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك ... بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود الى الارض التي اخذت منها . لانك من تراب والى التراب تعود ) .وفي الاساطير المصرية نجد ترداداً لنفس الفكرة . وكذلك الامر في الاساطير الاغريقية , التي تعزو لبروميثيوس خلق الانسان . فقد قام هذا الاخير بخلق الانسان من تراب وماء , وعندما استوى الانسان بالوسائل التي تعينه على البقاء والاستمرار , فسرق له النار الآلهية من السماء , ضد رغبة زيوس كبير الآلهة , وأفشى له سرها وكيفية توليدها واستخدامها , فنال بذلك غضب زيوس وعقابه .”
― مغامرة العقل الأولى
اما لماذا خلق الانسان ؟ فان الاسطورة السومرية لا تتردد في الاجابة على هذا السؤال ولا توارب . فالانسان خلق عبداً للآلهة , يقدم لها طعامها وشرابها , ويزرع أرضها ويرعى قطعانها. خلق الأنسان لحمل عبء العمل ورفعه عن كاهل الآلهة. فمنذ البدء كان الآلهة يقومون بكل الاعمال التي تقيم أودهم وتحفظ حياتهم. ولكنهم تعبوا من ذلك فراحوا يشتكون لأنكي الحكيم , ليجد لهم مخرجاً ولكنه , هو المضطجع بعيداً في الأغوار المائية , لم يسمع شكاتهم. فمضوا الى أمه الآلهة -نمو- المياه البدئية التي أنجبت الجيل الأول من الآلهة , لتكون واسطتهم اليه , فمضت اليه قائلة :
أي بني , انهض من مضجعك , انهض من ]..[
واصنع امراً حكيماً
اجعل للآلهة خدماً , يصنعون لهم معاشهم
فتأمل أنكي ملياً في الامر , ثم دعا الصناع الآلهيين المهرة وقال لأمه نمو:
ان الكائنات التي ارتأيتخلقها , ستظهر للوجود
ولسوف نعلق عليها صورة الآلهة
امزجي حفنة طين ,من فوق مياه الأعماق
وسيقوم الصناع الآلهيون المهرة بتكثيف الطين وعجنه
ثم كوني انت له اعضاءه
وستعمل معك ننماخ يداً بيد
وتقف الى جانبك , عند التكوين , ربات الولادة
ولسوف تقدرين للمولود الجديد , يا أماه , مصيره
وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة
]..[ في هيئة انسان ]...[
بعد ذلك يتشوه اللوح الفخاري , حامل النص. ثم نجد انفسنا , بعد وضوح الكتابة , مع انكي يحتفل بانجازهالمبدع في وليمة مع الآلهة .
وفي أسطورة سومرية اخرى تحكي خلق الماشية والحبوب , نجد رواية اخرى لقصة خلق الانسان
كالبشر , عندما خلقوا اول مرة .
لم يعرف الانوناكي أكل الخبز
لا ولم يعرفوا لبس الثياب
بل أكلوا النباتات بأفواههم
وشربوا الماء من الينابيع والجداول .
في تلك الايام , وفي حجرة الخلق
في دلكوج بيت الآلهة , خلق لهار و اشنان
ومما انتج لهار واشنان
اكل الانوناكي ولم يكتفوا
ومن حظائرها المقدسة شربوا اللبن
شربوا ولكنهم لم يرتوو
لذا ومن اجل العناية بطيبات حظائرهما
تم خلق الانسان
تسربت العناصر الرئيسية لهذه الاسطورة , الى معظم اساطير الشعوب المجاورة . ففي الاساطير البابلية اللاحقةيتم خلق الانسان من الطين , ويفرض عليه حمل عبء العمل . وفي سفر التكوين العبراني ,نجد اله اليهود يهوه , يقوم بخلق الانسان من طين , بعد انتهائه من خلق العالم , ويجعله على شاكلته : (وجبل الاله آدم تراباً من الارض , زنفخ في انفه نسمة الحياة , فصار ادم نفساً حية ) . ورغم ان الهدف الذي يقدمه النص التوراتي لخلق الانسان , هو السيطرة على ( سمك البحر , وطير السماء , وعلى البهائم , وعلى كل الأرض , وعلى جميع الدابات التي تدب على الارض ) .ألا انه يعود فيفرض عليه عبء العمل , تماماً كالنص السومري : (لانك سمعت لقول امرأتك , وأكلت من الشجرة , التي أوصيتك قائلاً لا تاكل منها . ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك ... بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود الى الارض التي اخذت منها . لانك من تراب والى التراب تعود ) .وفي الاساطير المصرية نجد ترداداً لنفس الفكرة . وكذلك الامر في الاساطير الاغريقية , التي تعزو لبروميثيوس خلق الانسان . فقد قام هذا الاخير بخلق الانسان من تراب وماء , وعندما استوى الانسان بالوسائل التي تعينه على البقاء والاستمرار , فسرق له النار الآلهية من السماء , ضد رغبة زيوس كبير الآلهة , وأفشى له سرها وكيفية توليدها واستخدامها , فنال بذلك غضب زيوس وعقابه .”
― مغامرة العقل الأولى
“أنا ماكان وماهو كائن وماسوف يكون . ومامن أحد بقادر أن يرفع عني برقعي "
الآلهة نيت ص ٥٦”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
الآلهة نيت ص ٥٦”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“إن ما أود التوكيد عليه هنا هو أن الدين والفكرالديني ليس مرحلة منقضية من تاريخ الفكر الانساني، بل هو سمة متأصلة في هذا الفكر، وإن كانت هذه السمة قد أعلنت عن نفسها زمناً قبل غيرها، فكان الدين مصدراً بدئياً للثقافة الانسانية، فإن كل المؤشرات تظل على أنه مازال حياً ومؤثراً بطريقة لا يمكن تجاهلها، وبهذا لن يتسنى لنا أبداً فهم الحاضرالفكري الغني للإنسان، إذا نحن أبقينا على هذا المصدر البدئي والمحرض الدائم في دائرة الظل، أو تابعنا النظر إليه بمفهوم عضرالتنوير الأوروبي، باعتباره لغزاً أو فوضى فكرية مرتبطة بطفولة الجنس البشري.”
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
“الدين ظاهرة ثقافية لا تخضع لمعايير التطور شأنه في ذلك شأن الفن”
―
―
“فالبغاء المقدس هو ممارسة الجنس بين أطراف لا يجمعهم رابط شخصي , ولا تحركهم دوافع محددة تتعلق بالتوق الفردي لشخص بعينه , أو تتعلق بالأنجاب وتكوين الأسرة , هو ممارسة جنسية مكرسة لمنبع الطاقة الكونية مستسلمة له , منفعلة به , ذائبة فيه , كالأنهار التي تصدر من المحيط وإلى المحيط تعود .”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
“إذا صُمتم جلبتم على أنفسكم خطيئة، وإذا صليتم أدنتم أنفسكم، وإذا تصدقتم آذيتم أرواحكم.”
― ألغاز الإنجيل
― ألغاز الإنجيل
“الأسطورةُ نصٌ أدبيٌ، وضعٍ في أبهى حلة فنية ممكنة، وأقوى صيغة مؤثرة في النفوس، وهذا مما زاد في سيطرتها وتأثيرها”
― مغامرة العقل الأولى
― مغامرة العقل الأولى
“في اللغة العربية، نستعمل تعبير جنات عدن «وجنات النعيم» تبادليًا، وهنا نستطيع أن نلمح تشابهًا بين كلمة «النعيم» وكلمة «النعمان». والنعمان من اسماء أدونيس وبقي في العربية من أصوله الآرامية وتسمي به العرب وما زالوا. وعليه تكون جنات عدن «آدون» وجنات النعيم «النعمان» تسميتان لمسمى واحد هو جنات أدونيس”
― مغامرة العقل الأولى
― مغامرة العقل الأولى
“يعتبر انتقال البشرية من مرحلة الثقافة الأمومية إلى مرحلة الثقافة الأبوية، من أهم الانقلابات التاريخية الكبيرة. ورغم أن الاينوما ايليش قد كتبت في فترة متأخرة عن ذلك الانقلاب، إلا أنها تنطوي على ذكريات حية وغضة، عن تلك الحقبة الفاصلة.”
― مغامرة العقل الأولى
― مغامرة العقل الأولى
“إن الدين، كما أراه، هو تلك الأفعال الهادفة إلى استعطاف أو استمالة قوى متفوقة، يعتقد الإنسان بقدرتها على التحكم بمسار الطبيعة والحياة الإنسانية؛ أي إن هنالك عنصرين مكونين للدين؛ واحد نظري يتعلق بالإيمان بالقوى المتفوقة، وآخر عملي يتعلق بالعمل على استرضاء هذه القوى.”
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
― دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني