أحمد الديب's Blog, page 6
July 2, 2019
كيف رأينا سيد الظلام؟ أسئلة صورة الثقب الأسود | مقال
كيف رأينا سيد الظلام؟ أسئلة صورة الثقب الأسود
"إذا أطلتَ التحديق في الهاوية، فاعلم أن الهاوية هي الأخرى تُحَدِّق فيك." - فريدريش نيتشه، فيما وراء الخير والشر.
"لكن المرآة أظلمت تمامًا بلا مقدمات، كأن ثقبًا قد انفتح فجأة في العالَم المنظور. كان (فرودو) الآن يحدِّق في اللاشيء، في هوة سوداء بلا قرار توسَّطَتها عينٌ واحدة أخذَت تدنو ببطء حتى ملأت سطح المرآة. كان مرآها مزلزلًا إلى درجة أن (فرودو) تجمَّد تمامًا في مكانه عاجزًا عن الصراخ أو الهرب بعيدًا ولو بعي...
Published on July 02, 2019 00:42
January 15, 2019
حكايات بعد النوم: حين تتحول القصة لأغنية - بقلم أحمد توفيق كمال

أحب القصص القصيرة جدًّا، وأتابع بين الحين والآخر أجدد الإصدارات؛ لذلك سعدت حين علمت أن دار مدارات للنشر والتوزيع أعلنت عن مجموعة قصصية تحت اسم «حكايات بعد النوم» لكاتب جديد. هذه السعادة ما لبثت أن تحوَّلت لرغبة في اقتناء الكتاب لما عرفت أن الكاتب الكبير «محمد المخزنجي» هو من كتب مقدمته، ثم شاهدت مقطعًا عبر اليوتيوب للدكتور «أحمد خالد توفيق» يتحدث فيه عن آخر الأعمال التي نالت إعجابه للكتَّاب الشباب، ليختار العرَّاب تلك المجموعة لكاتبها أحمد الديب قبل أن يصفها تارة بالمعزوفة، وباللحن تارة أخرى، فما كان مني سوى أن وضعت اسم المجموعة في صدارة قائمة مشتريات معرض الكتاب.
حصلت على حكايات الديب، وكانت المفاجأة الأولى بالنسبة لي هي مقدمة د. المخزنجي، الذي أفرد مساحة لا بأس بها في التعبير عن إعجابه الصادق بالكاتب وبما كتب، لكن الملفت أنه اختار تعبيرًا يلائم ذلك الذي انتقاه العرَّاب، لقد شبه حكايات الكاتب بالأغنيات، ثم وصف الكاتب بطاغور السكندري نسبة للشاعر البنغالي المبدع «روبندرونات طاغور»، وللإسكندرية حيث ولد ويعيش الديب. تُرى، كيف تتحوَّل القصة لأغنية؟
_______________________
حكايات قصيرة وحكايات قصيرة جدًّا
في البداية دعني أعرِّفك على كتابنا. تقول صفحة الكتاب على موقع جودريدز إنه صُدِر عن دار مدارات كما أسلفنا في أبريل/نيسان عام 2014. وهو مكوَّن من جزأين؛ الأول يشتمل على قصص قصيرة وعددها 11، تحمل نفس عنوان اسم المجموعة، والثاني مكوَّن من 27 قصة تحمل عنوان قصص صغيرة، بعضها فعلًا لا يتجاوز السطرين.
الكتاب مكوَّن من 95 صفحة، وهنا أجدني مضطرًا لاستخدام ذلك الكليشيه المبتذل عن قيمة محتوى الكتاب التي تفوق عدد صفحاته، لكني فقط أعدك أنك ستعيد قراءة المجموعة أكثر من مرة. هذا ما قام به فعلًا محمد المخزنجي.
أما الكاتب فقد درس الصيدلة. ومجموعته تلك هي كتابه الأول والوحيد حتى الآن، وهي مكوَّنة من مختارات قصص كتبها بين عامي 2008 و2013. لديه أيضًا ترجمتان لأعمال كاتب الرعب الأمريكي «هوارد لافكرافت». الديب نشيط جدًّا على حساباته عبر تويتر وفيس بوك لمن يحب متابعته.
_______________________
الجزء الأول: في مقاومة العالم الفظ الذي يُثقلنا
"وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"
نحن على مشارف 2019 نعيش في عالم صعب للغاية. يخنقه الوضع السياسي، وتعصره الأزمات الاقتصادية المتلاطمة. وقد أضحى البحث فيه عن الجمال وتأمله رفاهية بعيدة المنال. ولهذا السبب ربما وضع الديب الجزء الأول من مجموعته تحت اسم «حكايات بعد النوم»، لأنها أشبه بالأحلام الرقيقة التي تمر سريعًا أمام عينيك لكنها تنجح في أن تطبع أثرًا في روحك رغم صخب الحياة.
اختار الكاتب أن يكون أبطاله في الجزء الأول هم الجمادات والحيوانات، كالفراشة والسنجاب والشجرة والوردة ونجمة البحر وعقارب الساعة، واستحضر مشاهد من بيئتها التي تعيش فيها كالغابة والجبل وحوض الأسماك، لكن إبداعه ككاتب يتجلى في ثلاثة أمور؛ أولها هو رسم مكونات/عناصر المشهد ذاته، وثانيها هو اختيار المنظور المختلف الذي يريد القارئ أن يري من خلاله المشهد أو ربما العالم، وثالثًا هو صياغة الحبكة أو البناء القصصي المتماسك بحيث يمكنك كقارئ أن تتفاعل بصدق مع أبطال القصص.
هل يمكن للون الأصفر أن يعلمنا الرضا بما نمتلك ونجيد؟ أو أن نسمح لسنجاب بأن يعطينا دروسًا في الثورة والتمرد على واقعنا؟ هل يمكن أن يكون للفراشات كل هذه القدرة على صناعة الجمال؟ هذه أمور قد تبدو غارقة في الرومانسية، سوى أن الكاتب نجح في أن يجعلنا نتقبلها ونتفاعل معها.
من القصة الأولى يبدو الديب متمكنًا من لغته. فهو يختار المفردات والألفاظ التي تخدم النص، ويضبطها في المواضع التي يريد تحديدًا، وهو ما يجعل أسلوبه شديد السهولة والسلاسة على القارئ، إذ لا يوجد أي تعقيدات لغوية، أو صعوبة في فهم المعاني التي يقصدها، كما أنه أحيانًا يترك نهاية القصة شبه مفتوحة، وهو ما يمنح القارئ قدرة على تخيُّل مقصود الحكاية.
في مقدمة المجموعة يقول الدكتور المخزنجي إنه كلما عاود قراءة نصوص المجموعة تغمره النشوة، ويخرج من زحام وضوضاء هذا العالم الذي يُثقلنا. هذا ربما كان الهدف الأول للكاتب، وقد نجح في تحقيقه فعلًا. أعجبني في هذا الجزء الأول قصص «أصفر � ورد وياسمين � عقارب � ابن الحداد � الولد والبحر»، وأظن أني سأعيد قراءتها مرات.
_______________________
الجزء الثاني: من أي بهاء تولد أغنياته؟
بدأت في الجزء الثاني من المجموعة المعنون تحت اسم «قصص صغيرة». قرأت القصة الأولى فأعجبتني، تكرر الأمر في الثانية، وعند الثالثة شعرت أن أول ثلاث قصص سيكونون من قصصي المفضلة، وبعد التهام الرابعة قررت أن أتوقف عن العد والتحيز لقصة دون الأخرى حتى استكمال باقي الجزء.
هذه المرة يقرر الديب أن يغير تكنيك القصة، وطريقة السرد، والنزوع الشديد نحو الخيال كما في الجزء الأول. فأبطال هذا الجزء ليسوا إلا بشرًا، وقد اختار أن يحكي قصصهم بأسلوب الراوي المتحدث أو الذي شهد الموقف بعينيه.
وأول ما تلحظه في ذلك الجزء هو أمران؛ الأول هو أن أبطال القصص أُناس عاديون جدًّا، ليسوا خارقين ولا متميزين ولا يمتلكون أحيانًا أي شيء مختلف عن قارئ القصص، فأحدهم كان يجلس منتظرًا حافلة، وثانيهم مجرد راكب في قطار، وآخر ليس إلا إمام مسجد، وربما كان أحدهم أيضًا عامل تنظيف. أما الأمر الثاني فهي أن الحكايات واقعية للغاية، نمر بها أحيانًا عند مطعم أو في مكتب أو ربما ونحن نشرب الشاي!
هذا النمط في سرد وتناول القصص يلامس نفس القارئ بسهولة، لأنها قصص يعرفها ويراها كل يوم، وربما أيضًا عاشها أو كان أحد أبطالها في الواقع. الشيء المميز هنا الذي يحكي به الديب تلك المواقف هو المنظور، فهو يرى معاني مثل الرضا والصبر والرحمة وعدم الحكم على ظروف الغير من خلال مواقف بسيطة نقابلها ولا نعيرها أحيانًا الاهتمام الكافي.
أما على الصعيد اللغوي فلا جديد في الجزء الثاني، الكاتب يستخدم اللغة بسهولة، ولديه حصيلة من المفردات، يستخدم الجمل الاعتراضية وعلامات الترقيم بهدف التوضيح وإزالة الإبهام وليس الإزعاج كما يفعل بعض الكتَّاب.
الآن انتهيت من الجزء الثاني، ويحق لي أن أنحاز لبعض القصص. أنا معجب بقصة «أبو تريكة»، طبعًا الاسم وحده كفيل بصناعة بعض التحيز، لكنها بالفعل قصة رائعة، بالإضافة لـ «إلي الجنوب � لحظة � لافتات � سكتة � حجر � خفة � نعناع».
عودة إلى مقدمة دكتور المخزنجي، إذ يقول إنه حاول اكتشاف أسباب الجمال في نصوص الديب، لكنه كان دائمًا يتذكر إحدى أغنيات طاغور البنغالي وهو يقول: «من هذا البهاء تولد أغنياتي»، فصار يتساءل: «من أي بهاء تولد أغنياته؟ أي طاغور السكندري» لو أتيحت لي الإجابة فسأقول: البساطة والمنظور. لكن سؤالًا آخر يراودني وأنا أكتب تلك السطور: لماذا لم ينشر طاغور أغنيات جديدة؟
_______________________
نُشر في موقع إضاءات بتاريخ 13 يناير 2019
Published on January 15, 2019 06:40
September 8, 2016
حكايات بعد النوم: البراءة والتجربة - بقلم أحمد شاكر

البراءة والتجربة
قراءة في المجموعة القصصية حكايات بعد النوم لـ "أحمد الديب"
بقلم: أحمد شاكر
"أن أغبط مؤلفاً معناه أنه كتب ما كان ممكناً
أن أكتب، أو ما كان ينبغي أن أكتب"
كيليطو- مسار
الكتاب:
تفتتح الفراشة باب الكتاب الأول، ويغلق الوطواط بابه الثاني/الأخير.
الكتاب قسمين: الأول: (حكايات بعد النوم)، والثاني: (قصص صغيرة). تمثل حكايات بعد النوم، لو جاز لنا أن نسميها، حالة البراءة، وتمثل القصص الصغيرة، حالة التجربة، مستدعين أغنيات البراءة والتجربة لوليم بيليك.
في حكايات بعد النوم (البراءة): يظهر الحلم بعالم جميل تسكنه الفراشات، والورود، والسناجب، ونجمات البحر، وأشجار الكرز، والأطفال، إنها الطبيعة ومفرداتها الحالمة والطازجة (1): الفراشات تتكلم، والألوان تتأمل، والوردة تحاور الياسمينة، وعقارب الساعة تردد الأناشيد، وحبار البحر يبحث عن معنى لوجوده، ونجمة البحر تتألم لخروجها من البحر.. في الجزء الثاني (التجربة)، يشبه حالة الخروج من الجنة (2)، وكأننا قد قذف بنا إلى بحر الحياة، فجأة، من مهد الحلم، تغير في الحالة، وتوديع للبراءة: براءة الطفولة، عناوين القصص نفسها تشي بذلك: لافتات، فرصة، قطاران، إلى الجنوب، لحظة، لحظات، ليلة بنية، بين الأمواج، على جانب الطريق، حجر، خطوات، كتلة خرسانية ترى البحر، أوحال، الوطواط. في (التجربة) التي يختتمها الوطواط نجد: محطات الانتظار، واغتنام الفرص، والفرص الضائعة، وحضور الشيطان، واختلاف الوجهات، والبحث عن الحكمة بلا طائل، والعبث، والضياع..
حكايات بعد النوم:
على غلاف الكتاب، كتاب مفتوح، تخرج منه نباتات، وطيور، وبرج حمام، وحصان، وفراشات، وفي المنتصف، ناحية اليسار قمر فضي مضيء. جو مثالي للحلم، فالليل، والقمر، والكتاب، ثلاثة دوال مثيرة لقراءة/ تذوق، أي لوحة كانت. إشارة واضحة إلى جو حكايات ألف ليلة وليلة.. حيث كانت الحكايات تبدأ مع الليل وتنتهي عند طلوع الصباح، كانت شهرزاد تنقل/ تروي حكاياتها، تستخرجها من الكتب التي كانت قد قرأتها قبل أن يقع عليها الاختيار عروساً لشهريار. هنا يأخذنا العنوان، لأبعد من حكايات الليل؛ حكايات بعد النوم؛ أي الحكايات التي تروى في الحلم، وقت النوم، (قد تكون تلك الحكايات، قد كتبت من قبل وتقرأ من الكتاب الذي نراه مفتوحا على غلاف الكتاب، أو أنها تحكى شفاهة وستكتب بعد ذلك لنقرأها نحن)، إن تأطير الحكايات من أول العنوان، بجو الليل/ النوم، والاستعانة برسمة الغلاف يأخذنا إلى أننا سنقرأ حكايات أحلام..
الحلم والحكاية:
نحن في فضاء الحلم نستمع إلى الحكايات. إن حكاياتنا تحكى وقت النوم، فهي ليست أحلاماً مباشرة يراها النائم، هي أحلام بحكايات تروى. فالبطل (أيا كان)، يأتي له في الوقت الذي يكون نائماً فيه، من يحكي له الحكاية. ففي كل قصة هناك من يحكي/ يتكلم، ليخبر عن حكاية وقعت، وهناك من يسمع/ينتظر الحكاية: نقرأ في استهلال القصص: في العصور القديمة لم تكن الفراشات تظهر لكل الناس. عند بستان التفاح توقف الأصفر أخيراً طلباً لبعض الراحة. استيقظت الشجرة العجوز ذلك الصباح لتجد ياسمينة بيضاء قد تفتحت. في قرية الحدادين ولد الفتى.. في كل قصة هناك إخبار عن حكاية، لمستمع. فلو كانت تلك الحكايات شوهدت في وقت النوم، من خلال النائم مباشرة، دون وسيط ينقلها له، لاختلفت بدايات الحكايات، وكنا سنقرأ: رأيت فيما يرى النائم، كنت نائما ورأيت، شاهدت في الحلم، حلمت بـكذا.. أو كان، العنوان، على الأقل مغايرا، للعنوان الحالي..
من الذي يحكي، ومن الذي يستمع؟ ومن سيقرأ بعد ذلك؟ يتضح أن المتلقي/المستمع الأول للحكاية،(وليس شرطاً أن يكون شخصاً واحداًفحسب يتلقى، وشخصاً واحداًفحسب يحكي، فقد يكون لكل حكاية واحد يرويها، وواحد يسمعها في النوم، لأنه ليس لدينا ما يثبت، أن واحداً يروي وواحداً يروى له، مثلما هو وارد في حكايات ألف ليلة، أقصد تحديداً بالاسم أو بالصفة)، يأخذ دور المتعلم، أو الجالس في مقعده، أو النائم في سريره، ينتظر سماع الحكاية التي تروى له بطريقة مبسطة للغاية، باستخدام رموز من الطبيعة، واضحة ومعروفة: الفراشة، والوردة والياسمينة، والقمر، والسنجاب، والبحر، والحبار، ونجمة البحر، وبها تدور حوارات بعيدة تماماً عن الإلغاز أو الفلسفة. وكأن الراوي الأول للحكاية يعمد إلى إفهام المتلقي الحكمة من الحكاية بطريقة سهلة وبسيطة، أو إنه يعمد إلى تسليته، في نومه، طالما أنه لم يتمكن من الحضور إليه أول الليل/ قبل النوم ليروي له الحكاية. وسيقوم هذا المتلقي، بدور الراوي الثاني، ليحكي عن حلم الليلة (القصة التي سمعها)، وإلا فكيف سنعرف أن حكاية رويت بالفعل، أو وقعت أحداثاً بعد النوم؟!
والحكايات هنا قصيرة، تنتهي سريعاً، مثل الأحلام؛ دقيقتان، ثلاثة، أربعة على الأكثر. تمر أمامنا، كمشهد في فيلم سينمائي قصير، أو كصورة متحركة.
وهنا، يمكننا أن نتشجع لنطرح فرضية أن المتلقي صبي/فتى صغير، ينتظر الحكايات كل ليلة. والقارئ الضمني أيضاً قد يكون صبياً، فالصغار هم من ينتظرون أو يقعون في أسر مثل هذه الحكايات قبل النوم، أو خلاله، وبالتالي الراوي هو أب/أم، أو جد/جدة، أو أي شخص يمكنه أن يحل محل أي واحد منهم، أي؛ أن لديه التزاماً فعلياً، أو موروثاً بحكاية القصص، قبل النوم..
في القصص التي يظهر بها أشخاص (طبعاًهناك قصص أبطالها رموز فحسب: قصة أصفر، بطلها اللون الأصفر. وقصة ورد وياسمين، لا يظهر بها أي شخص. والسنجاب: سنجاب وفراشة. والحبار. ونجمة البحر. وشجرة الكرز)، يكون البطل طفلاً، أو فتى، ويظهر معه والده: حكاية"ابن الحداد"، ويطلق عليه الفتى. أو يظهر (الطفل)، في القصة مع (رمز)؛ الساعة وعقاربها، كما في قصة"عقارب"، ويشار إليه بالطفل. أو يظهر الولد مع (حكاية)، كما في قصة "الولد والبحر" حيث الحكاية المصاحبة للبطل هي "العجوز والبحر"، رواية "همنغواي" المعروفة، التي بطلها صياد عجوز لم يتمكن من صيد أية سمكة على مدار أربعة وثمانين يوماً، وصبي معجب به، وبحر، تلك حكاية مصنوعة من حكاية أخرى. فـالكتب تتحدث دائماً عن كتب أخرى، وكل قصة تروي قصة أخرى سبق أن رويت، (3)، أو يظهر الولد مع خاتم صنعه له ملك البحر "الولد والخاتم"، عدا قصة "الفراشة"، حيث لا يمكننا تبين على وجه الدقة، المرحلة العمرية التي ينتمي إليها البطل صاحب الفراشات. وإن كنا نلمح إشارة إلى كونه صبياً. إن مثل هذه العلاقات التي تمثل حالة البراءة، تعد مثالية، في القصص التي تروى/تحكى للصغار. وهي أقرب لأذهانهم من الحكايات المأخوذة من الواقع/التجربة. وهذا خلافاً لما سنقرؤه بعد في الجزء الثاني من الكتاب، الذي تظهر به مفردات: الشاب، والشابة، والرجل. ومع ذلك، فالقصص، التي نتكلم عنها، في الجزء الأول من الكتاب ليست قصصاً للصغار وحدهم. أي؛ أن القارئ الفعلي غير الأطفال؛ الكبار، وسنرى ذلك من قراءتنا المفصلة لقصة "الفراشات".
الفراشات:
في العصور القديمة لم تكن الفراشات تظهر لكل الناس، لكن كان يراها بوضوح معظم الوقت. وفي الأوقات التي لا تظهر فيها كان يستطيع أن يشعر برفرفة أجنحتها الملونة في قلبه الصغير. كان يحدث الآخرين عنها طوال النهار لكنهم لم يعيروا حديثه اهتماماً كبيراً. في الليل كان يحلم بها وهي تطير عالياً إلى القمر الفضي العملاق الذي يتوسط السماء الحالكة.
اندهش كثيراً ذلك اليوم عندما اقتربت منه فراشة تتألق بألف لون ونادته باسمه. قالت له: إنها تعلم أنه يستطيع رؤيتهالأنها ترى أن عينيه تتبعانها في كل مكان. قالت له: لا يستطيع رؤية الفراشات إلا من كان لديه قلب حقيقي. سألها: " أنتن جميلات حقاً. لماذا لا تظهرن لكل الناس ليشاهدوا جمالكن؟ عندها ستصير قلوبهم حقيقية بالتأكيد". طبعت قبلة على إصبعه وسألته: هل تذكر قلبك عندما رأيت أول فراشة؟"
وحركت جناحيها مرتين ثم طارت مبتعدة بتلك الطريقة التي تحب الفراشات أن تطير بها.
عندما نلج عالم السرد، يطلب منا أن نوقع على ميثاق تخييلي مع المؤلف، حينها نكون مستعدين لتقبل أن يتكلم الذئب (4)، أو تتكلم الفراشة.
في العصور القديمة لم تكن الفراشات تظهر لكل الناس، فالناس في البداية منقسمون إلى قسمين: ناس تظهر لهم الفراشات، وناس لا تظهر لهم، لكنه كان يراها بوضوح معظم الوقت. مع استهلال الحكاية حدد الرواي زمن الحكاية، ولم يحدده في آن واحد: "في العصور القديمة"، أي عصور؟ لا ندري. لكنها على كل حال قديمة، محددة بالقدم فحسب. "في العصور القديمة"، جملة تبدو وكأنها تسبغ على الماضي سمواً،(5). إنه يردنا بطريقة مباشرة، وواضحة إلى تلك الاستهلالات الكلاسكية الشهيرة: كان يا ما كان، في أزمنة بعيدة، إنه كان فيما مضى وتقدم من قديم الزمان (6)، لم تكن تظهر الفراشات لكل الناس، لكنه كان يراها بوضوح معظم الوقت. لماذا الفراشات؟ ولماذا كان يراها هو بوضوح معظم الوقت دون الناس؟ هل ثمة اصطفاء للبطل بالذات؟ هذا هو سر الحكاية التي ستنكشف لنا، مع القراءة.
إلى أي شيء تنجذب الفراشات؟ (7) إلى النور، إلى النار، إلى اللهب، إلى المصابيح المشتعلة. وبطلنا لا تفارقه الفراشات، مصدر جذب لها، دون الآخرين، الذين يفتقرون إلى ما يملك من نور، ولهب. حتى أنه في الأوقات التي لا تظهر فيها، لأي سبب لا نعرفه، كان يستطيع أن يشعر برفرفة أجنحتها الملونة في قلبه الصغير، والرفرفة: تحريك الطائر جناحيه وهو في الهواء فلا يبرح مكانه (8)
على اللهيب رفرفت (9). فقلبه تحديداً، هو مصدر/ سر، النور/ النار، اللهب، حتى وإن كان صغيراً، فالمرأ بأصغريه. هذا عن النهار، أما ليلاً، فإنه كان يحلم بها وهي تطير عالياً إلى القمر الفضي العملاق الذي يتوسط السماء الحالكة. ها نحن نقف ثانية أمام لوحة الغلاف، ردنا إليها قمر القصة الفضي.
وكان يحدث الآخرين عنها طوال النهار لكنهم لم يعيروا حديثه اهتماماً كبيراً. وهم لم يهتموا بحديثه، لأن الفعل الذي يذكره، فعل الرؤية، أو ظهور الفراشات خارق بالنسبة إليهم، وحصري بالنسبة إليه، وهو لا يملك دليلاً ليثبت لهم صحة ما يرى. "كيف يريهم الفراشات؟ وهل بوسعه شيء ليفعله؟ سنعرف"، إن علاقة صاحب الفراشات هذا بالناس تشبه علاقة الرسل بأقوامهم. كانوا يبلغون الرسالة، ويستخف بهم الناس، أول ما يخبرونهم بما حملوا.
اندهش كثيراً ذلك اليوم عندما اقتربت منه فراشة تتألق بألف لون ونادته باسمه. هنا الفراشة مميزة، غير الفراشات التي كانت تأتيه، فوصفها بأنها تتألق بألف لون، وصف يدل على فرادتها، عن سائر الفراشات، "قالت له: إنها تعلم أنه يستطيع رؤيتها لأنها ترى أن عينيه تتبعاها في كل مكان". هو شخص مميز، وهي أيضاً، هو يرى الفراشات معظم الوقت، ويشعر برفيف جناحيها ويحلم بها، بل وتناديه باسمه، وهي تتألق بألف لون، وألف لون كثير جداً على فراشة عادية، جناحاها محدودان، وصغيران، وجسمها أيضاً، "قالت له: لا يستطيع رؤية الفراشات إلا من كان لديه قلب حقيقي". نحن هنا أمام نقطة انقلاب في حياة بطلنا، ونقطة تحول كبيرة في مسيرة حكايتنا القصيرة. لقد نادته الفراشة باسمه.
كانت علاقة البطل بالفراشات قبل اليوم علاقة انجذاب فحسب. إنها تنجذب إلى مصدر اللهب/قلبه، وهو يستمتع برؤيتها ومتابعتها نهاراً وليلاً وفي كل مكان. لماذا اصطفته هو بالذات ونادته باسمه؟ هنا اصطفاء فوق اصطفاء. اصطفته أولاً بالظهورله، ومرة أخرى بمناداته باسمه، وتكليمه.. وقبل أن ينطق بشيء، ويسأل لماذا أنا؟ كانت قد أخبرته بسر الاصطفاء: "لا يستطيع رؤية الفراشات إلا من كان لديه قلب حقيقي". إذن القلب الحقيقي، هو شرط لظهور الفراشات وتجليها. القلب الحقيقي، هو شرط الاصطفاء، وهو مايميز إنسان عن إنسان آخر.
ولأنه ذو قلب يشع نوراً، وناراً، وعرف لذة رؤية الجمال المتمثل في رؤية الفراشات، وتكليمها، وعرف أيضاً أن ظهور الفراشات له دون الناس تأكيد على معدن قلبه/ نوره، وهو يريد الخير للمجموع/قومه، يريد أن يرى الكل الجمال بعينه، فيسألها: "أنتن جميلات حقاً. لماذا لا تظهرن لكل الناس ليشاهدوا جمالكن؟ عندها ستصير قلوبهم حقيقية بالتأكيد". طبعت قبلة على إصبعه وسألته: هل تذكر قلبك عندما رأيت أول فراشة؟" وحركت جناحيها مرتين ثم طارت مبتعدة بتلك الطريقة التي تحب الفراشات أن تطير بها.
معروف أن الفراشات، لا تقترب من اللهب/النار وتعود ثانية، لتطير. الفراشات تلقي بنفسها في اللهب محترقة، ومفنية ذاتها فيه. أما فراشتنا الأخيرة، التي كلمت بطل قصتنا ونادته باسمه، ثم قبلت إصبعه، وطارت بتلك الطريقة التي تحب الفراشات أن تطير بها، فإما أنها اقتربت، واحترقت، وتحولت رمادا ثم عادت، وقبلت اصبعه، وطارت، كي تعود إليه مرة أخرى: (وكلما سقطت في الأرض محرقة/ عادت كما هي داعي سرها جهراً(عبدالغني النابلسي: ديوان الحقائق ومجموع الرقائق)، فـ"كل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه" (ابن عربي). ولأن "الخلق سلسلة من التجليات الإلهية: كل حلقة منها ابتداء ظهور صورة من صور الوجود واختفاء صورة أخرى") (10) أو أنها، لفرادتها، المتمثلة في تألقها بألف لون، وخاصية التكليم، لم تحترق، مخالفة طبيعة الفراشات كلها، إنها تحمل/ تبلغ رسالة، واضحة إلى بطلنا الذي تشبه علاقته بالناس، علاقة الرسل بأقوامهم: لا يستطيع رؤية الفراشات إلا من كان له قلب حقيقي، تثبيتاً له، وتأكيداً على رؤيته للفراشات، التي لا يصدق الناس ظهورها لهم.
وفراشتنا الأخيرة، المتفردة بألوانها، قبل أن تغادر صاحبنا، تسأله: "هل تذكر قلبك عندما رأيت أول فراشة؟"، رداً عن سؤاله: "لماذا لا تظهرن لكل الناس ليشاهدوا جمالكن؟" ثم تركته ليجيب بنفسه، لنفسه. استدراج للبحث عن إجابة، والتنقيب في ذاكرة القلب الأول؛ أول رؤيته للفراشات.. (وكأن الفراشة هنا معلمة، والبطل متعلم)، سؤال يستحث المتعلم أن يفكر، ويجيب لنفسه..
القلب أولاً.. القلب أولاً..
وقدر في السرد (11):
"من الهراء المضني الفقير أن تؤلف كتب ضخمة وأن تمط فكرة في خمسمائة صفحة بينما يستغرق عرضها الكامل شفاهة عدة دقائق" (12)، والكاتب هنا، يقتصد إلى أبعد حد في استخدام الكلمات، فيعمد إلى الايجاز والتكثيف. قصته القصيرة جداً"فترة" لا تتجاوز 18 كلمة. و"فرصة" 21 كلمة. وأطول قصص المجموعة، آخرها، قصة "الوطواط": 730 كلمة تقريباً، وإن كنت أرى أنه كان بإمكان الكاتب، أن يختزلها، ويبدأ تلك القصة من سطرها رقم 27، فما ذكره قبل هذا السطر تقدمة كان يمكنه الاستغناء عنها (260 كلمة)، دون أن يخل ببناء القصة، أو مضمونها. فـليس الحذف نقصاً، بل زيادة، إضافة، إنه عملية بناءة وضرورية. حياة الكتابة في إتلافها، إنها دوما كتابة بالمحو، جزئياً على الأقل (13)
على كل، فنحن أمام 38 قصة، تتراوح بين القصيرة، والقصيرة جدا، مكتوبة بـ 12000 كلمة تقريبا، وهذا يلخص، بوضوح شديد طريقة تعامل الكاتب مع الكلمات: الاقتصاد الشديد.
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
الوامش
(1): من مقدمة أغنيات البراءة والتجربة، ترجمة وتقديم حاتم الجوهري، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2013م.
(2): المصدر السابق.
(3): (أمبرتو إيكو: آليات الكتابة السردية، ت: سعيد ينكراد، دار الحوار- سورية، الطبعة الأولى 2009)
(4): (أمبرتو إيكو: 6 نزهات في غابة السرد، ت: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2005)
(5): (عبدالكبير الخطيبي: في الكتابة والتجربة، ت:محمد برادة، منشورات الجمل، الطبعة الأولى 2009)
(6): ألف ليلة وليلة، دار صادر،الطبعة الثانية 2008، بيروت.
(7): في موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي: الفراش يطير حول المصباح إلى الصباح ويعود إلى الأشكال فيخبرهم عن الحال بألطف المقال ثم يمرح بالدلال طمعا في الوصول إلى الكمال؛ ضوء المصباح علم الحقيقة، وحرارته حقيقة الحقيقة، والوصول إليه حق الحقيقة؛ لم يرض بضوئه وحرارته، فيلقي جملته فيه، والأشكال ينتظرون قدومه ليخبرهم عن النظر حين لم يرض بالخبر.
(8): (ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، الطبعة الثالثة 1414ه).
(9): (محمد اقبال:الأعمال الكاملة، رسالة الشرق، ت: عبدالوهاب عزام، دار ابن كثير دمشق- بيروت، الطبعة الثانية 2005).
(10): (من مقالة حول رمز الفراشة بصفته أداة للمصالحة والتنازلات السياسية في الشعر الديني في أواخر العصرالعثماني، عبدالغني النابلسي (1143ه/ 1730م)نموذجا، بقلم: م. م. أباحسين، موقع معابر الالكتروني)
(11): (قرآن كريم- سورة سبأ، الآية 11)
(12): (خورخي لويس بورخيس: قصص، ت: محمد أبوالعطا، المركز القومي للترجمة- القاهرة، الطبعة الأولى 2008).
(13): (عبدالفتاح كيليطو: مسار، دار توبقال للنشر- المغرب، الطبعة الأولى 2014).
رابط المقال على موقع الكتابة:
Published on September 08, 2016 07:29
March 17, 2016
هكذا شاهدت: ماذا حدث للكابتن جاك سبارو؟! وقائع الظهور في إعلان كريستيان ديور

ما الذي ذكَّرني الآن بـ"جاك سبارو"؟ في الحقيقة أنا لم أنسه قط. فحضوره شبه دائم في ذهني وفي صورة خلفية الكمبيوتر. لكن الذي ذكرني بالكتابة عنه هو ذلك الفيديو الذي شاهدته منذ أيام لإعلان أحد عطور "كريستيان ديور" والذي يقوم ببطولته "جوني ديب" شخصيًا! "ديب" الذي كانت اختياراته المهنية كلها في السابق تصرخ بمخالفة المألوف والتعالي على السائد ورفض المفروض، والذي كان له موقف معروف وحاسم من الشركات العملاقة وإعلاناتها التجارية والضغوط التي تمارسها لتشتري ولتصنع المشاهير ونجوم السينما. وتذكرت على الفور أن ذلك التغيير المريع لم يطرأ فقط على "جوني ديب"، وإنما طالت آثاره "جاك سبارو" نفسه! فماذا حدث للكابتن جاك سبارو؟!
ولدت شخصية "جاك سبارو" في أوراق سيناريو فيلم ديزني الشهير "قراصنة الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء" وكان المقرر أن يكون مجرد قرصان ظريف يساعد البطل الأصلي للفيلم "ويليام ترنر" - أورلاندو بلوم - في مغامرته. لكن وقوع الاختيار على "جوني ديب" لأداء الدور غيّر كل شيء! بدايةً من المظهر الخارجي لجاك سبارو (كان التصور المبدئي للشخصية هو قرصان قصير الشعر حليق الوجه تمامًا بمنديل مربوط فوق رأسه فقط) وحتى الصوت واللكنة والأداء والحركة وسمات الشخصية كلها، التي أضافها جوني ديب: اللحية القصيرة ذات الضفيرتين، الشعر الطويل المجدول، الأسنان الذهبية، الكحل، القبعة الجلدية ثلاثية الأطراف، كل تلك الخواتم والمشغولات التي كان يرتديها، وطريقة الحركة والمشي العجيبة التي لم تُعجب المسئولين في أستوديوهات ديزني إلى درجة أنهم فكروا جديًا في تغيير جوني ديب، بعد أن ضغطوا عليه كثيرًا ليعدِّل من أدائه وفقًا لما يرونه هم ملائمًا لجمهورهم المستهدف، فما كان منه إلا أن وضّح لهم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيؤدي بها الدور، وإلا فلا! ولولا تمسك المخرج به وثقته الشديدة فيه لما ولدت تلك الشخصية التي سحرت الكبار قبل الصغار.
ويحقق فيلم "قراصنة الكاريبي" الأول نجاحًا هائلًا، وربما يعود أكثر من نصف هذا النجاح إلى أداء جوني ديب، فترضى "ديزني" عن "ديب" وتبدأ على الفور في التخطيط لإنتاج أجزاء أخرى. ويعلم المهتمون بالسينما جيدًا كم هو صعب أن يفوق الجزء الثاني من فيلم ما نجاح جزئه الأول. لكن المخرج المتميز "جور فيربنسكي" يفعلها ويقدم قصة جديدة طويلة يقوم بتجزئتها إلى فيلمين هما الجزء الثاني والثالث من قراصنة الكاريبي. وإن كان الجزء الأول أقرب بالفعل إلى أفلام المغامرات التي تنتجها أستوديوهات "ديزني" - لولا غرابة أداء جوني ديب - فإن المغامرة في الجزء الثاني والثالث تأخذ منحنى جديدًا تمامًا. فلم تعد قصة حب الحداد الشاب الفقير "ويل ترنر" وابنة الحاكم الأرستقراطية "إليزابث سوان" هي مركز الأحداث، وإنما اتسعت الدائرة كثيرًا لتكشف بالتدريج عن طبيعة العالم الذي تدور فيه أحداث مغامرات القراصنة هؤلاء.
فالعالم يتغير، كما يقول الكابتن باربوسا لصديقه اللدود جاك سبارو، وهما يقفان معًا يتأملان الجثة العملاقة للكراكِن، ذلك الأخطبوط الأسطوري المروع الذي ملأ قلوب بحارة العالم القديم رعبًا، لكنه الآن يرقد ميتًا على الشاطئ كأية جيفة لمخلوق بحري لفظته الأمواج. يتأمل "جاك" جثة المخلوق - الذي أثار رعبه هو شخصيًا في السابق - بنظرة هي مزيج عبقري من الحزن والدهشة والهم والشعور بالضياع، ويرد: "العالم كما هو، لكنه لم يعد يحوي الكثير".
فكيف يموت الكراكِن الرهيب؟ ولماذا؟ لأن اللورد "كاتلر بيكيت" مدير "شركة الهند الشرقية" أراد ذلك. لأنه أراد أن يتوقف كل هذا الهراء عن القراصنة والكنوز والوحوش واللعنات و"الأساطير" التي تهدد مصالح الشركة. فهو في النهاية مجرد رجل أعمال لا يريد إلا "البيزنس الجيد" - على حد قوله - "فعُمْلَة هذا العصر لم تعد الولاء، بل أصبحت.. العُمْلَة!"، وعقيدته في الحياة بسيطة، وقد فسرها للقبطان الرهيب "ديفي جونز" بكلمات بليغة: "يجب أن تُسيِّر السفينة كما آمرك. لقد اعتقدتُ أنك فهمت الدرس بعد أن أمرتك بقتل حيوانك الأليف (يقصد الكراكِن). هذا العالم لم يعد عالمك يا "جونز". فغير المادي قد أصبح.. غير مادي!"
بهذه الفلسفة تحاول شركة الهند الشرقية بسط نفوذها على هذا العالم القديم الساحر، وتوحيده وفق رؤيتها الخاصة ليصبح العالم الجديد "المادي" الذي لا مكان فيه لأساطير الماضي وسحره، ولا مكان فيه لشخصيات تستعصي على الترويض مثل جاك سبارو أو ديفي جونز ووحشه الأليف، فتحاول استخدام كل هذه الأطراف ضد بعضها، فتجبر جونز على ملاحقة سبارو، وتفاوض سبارو لإفشاء هوية ومكان تجمع أسياد القراصنة التسعة، وتدفع برموز هذا العالم إلى الدخول رغمًا عنهم في معركة حتى الفناء، حتى إن اللورد "بيكيت" يهدد ذات مرة قائلًا موضحًا نواياه تمامًا: "يمكنكم القتال، وستموتون جميعًا. ويمكنكم ألا تقاتلوا، وحينها لن يموت سوى معظمكم فقط"!
فهي الحرب الشاملة إذن، بين عالم قديم ينتمي لمغامرين أحرار يمتلكون سفنهم ورجالهم وغذاءهم وسلاحهم ويبحرون في بحار الدنيا كما شاءوا - وبلا أعلام لدول ترفرف عاليًا فوق سفنهم - بحثًا عن كنوز الأرض، وبين عالم جديد تضع قوانينه شركة واحدة عملاقة، بدأت كشركة تابعة للتاج البريطاني ثم انطلقت لتتغول في البحار وتتحول إلى كيان أخطبوطي عملاق فاق الكراكِن نفسه (وقتله في النهاية!) وتحكم براثنها على كل الموانئ والبضائع وطرق التجارة والبحار نفسها، وتتضخم حتى تتجاوز قوة وسلطة التاج البريطاني نفسه، وتتخذ علمًا خاصًا بها، وجيشًا مستقلًا يخدمها وحدها، ولا يتبقى من جنسيتها البريطانية الأصلية سوى لكنة اللورد كاتلر بيكيت ولمحة شاحبة من العَلَم الإنجليزي في شعار الشركة (بالمناسبة شركة الهند الشرقية شركة حقيقية وعلمها كان - لسخرية القدر - مزيجًا بين العلم الأمريكي والعلم الإنجليزي!).
هي الحرب بين اتحاد يضم الأسياد التسعة لكل "القراصنة" ضد شركة واحدة عملاقة. حرب الإبادة التي ستمسح أحد الطرفين من الوجود وربما حتى من التاريخ. هي الحرب التي تحكي تفاصيلها قصة الجزء الثاني والثالث من الفيلم. القصة التي تنتهي بلقطة أخيرة لجاك سبارو في قارب صغير، مجردًا من سفينته الحبيبة "اللؤلؤة السوداء"، لكنه مسلح بما هو أكثر خطورة من أسطول كامل: بخريطة نبع الخلود (الذي يمنح من يشرب من مائه عمرًا فوق عمره)، وببوصلته المسحورة التي لا تشير إلى اتجاه الشمال وإنما لاتجاه أكثر ما يشتهيه حاملها، وبروح القرصان التي أخرجته من أصعب المواقف قبل ذلك.
إذن تنتهي الثلاثية بانتصار روح القرصان الحرة، والهزيمة المنكرة للشركة التي أرادت أن تسيطر على عالم كامل من أجل حفنة أموال. حقًا ما أجمل الأفلام من هذا النوع! وما أبعدها عن الواقع! الواقع الذي تحكمه شركات مثل شركة ديزني التي صممت على استثمار النجاح الهائل للثلاثية (الجزء الثاني حقق المركز الثاني عشر في تاريخ الإيرادات العالمية بأكثر من مليار دولار!) لإنتاج أفلام جديدة. وظننتُ حينها أن جوني ديب العظيم سيرفض وسيترك شخصية جاك سبارو لمكانها التاريخي وسط شخصيات عالم الخيال التي لا تُنسى. لكننا هنا في العالم الحقيقي، وهزيمة الشركة وانتصار القرصان كان مجرد قصة خيالية جيدة، أو حلمًا بعيد المنال. وتعرض ديزني على "ديب" رقمًا فلكيًا - بحسب روايته هو - ليعود للظهور في فيلم رابع. ويقول في مجلة فانيتي فير عدد نوفمبر 2011: "هذا المبلغ يبدو خياليًا، لكنني يجب أن أقبله في النهاية. فهو - عند هذه المرحلة من عمري - ليس لي أنا، وإنما لأولادي". هكذا تحول القرصان العظيم جوني ديب إلى أب عادي تمامًا يحاول - ككل الآباء في الكون - "تأمين مستقبل أولاده" بحفنة إضافية من الدولارات. وهذا إذن هو الاتجاه الذي صارت بوصلة الكابتن جاك - التي لم تعد مسحورة - تشير إليه.
ويخرج الجزء الرابع - بعد خروج المخرج المحترم "جور فيربنسكي" من المشروع، وحلول المخرج متوسط الموهبة "روب مارشال" مكانه - هزيلًا على مستوى القصة والمضمون والأداء بصورة مخجلة. لكنه ينجح نجاحًا كبيرًا على المستوى المادي، وتتجاوز أرباحه المليار دولار ويلحق بالجزء الثاني ويحتل المركز الرابع عشر في تاريخ إيرادات السينما، لأن ديزني أرادت هذا النجاح وعملت من أجله. فلنعتصر الشخصية حتى آخر دولار. لا تهم القصة ولا تهم المعاني. يكفي ظهور القرصان المحبوب ليتدفق الكبار والصغار أفواجًا لمشاهدة الأداء المسلي والمضحك.
وبالطبع هناك جزء خامس سيعرض في يوليو 2017، ويقال أن أجر "ديب" عن الجزء الخامس فقط سيصل إلى 90 مليون دولار. وسيكون هناك مخرج جديد - بل اثنان! - وسيشارك "ديب" بنفسه هذه المرة في الكتابة! وهذا ليس غريبًا بعد تصريح "ديب" في 2011 عندما قال: "سأستمر بأداء شخصية جاك سبارو طالما كانت تتمتع بشعبية بين الجماهير".
إذن فقد انتصرت أخيرًا الشعبية وانتصرت الجماهير وانتصرت الشركات التي تصنع الشعبية وتوجّه الجماهير. انتصر اللورد كاتلر بيكيت وصدق ظنه عندما قال: "جاك سبارو هو الأخير من سلالة منقرضة. والعالم ينكمش. والأطراف الخالية من الخريطة لم تعد كذلك. وعلى "جاك" أن يجد مكانه في العالم الجديد، أو أن يفنى".
وفي عالم الواقع الجديد، وجد "جوني ديب" مكانه أخيرًا، واستسلم لإرادة الشركات التي صارت توجهه أنى شاءت. وبدأت أدواره - منذ عام 2008 حتى الآن - بالانحدار إلى مستوى دون المتوسط (حتى تلك التي أخرجها رفيق مشواره تيم برتون) حتى وصلنا أخيرًا إلى إعلان "ديور"! ولكن كل ذلك صار غير مهم. المهم هو "تأمين المستقبل" حتى لو كان الثمن هو إهدار الماضي.
بالنسبة لي، سأظل أحب أن أحيا في الماضي، وفي ذلك العالم الساحر القديم الذي لم يجد فيه الكابتن جاك سبارو مكانه إلا في ركوب البحار حرًا باحثًا عن الكنوز. في ذلك العالم الخيالي الذي شوهد فيه يومًا مبحرًا بقاربه الصغير، ومسلحًا بخريطة نبع الخلود وبوصلته المسحورة وروح القرصان، لكنه لم يصل إلى نبع الخلود، ولم يَعُد قط، ويقال أنه لاقى نهاية تليق به، هناك في عرض البحر.
أحمد الديب
Published on March 17, 2016 03:05
•
Tags:
كذا-شادت
July 17, 2015
تعليق الكاتب الكبير أيمن العتوم على حكايات بعد النوم
هذه الحكايات لطيفةٌ كزمن قراءتها، عذبةٌ ككلماتها، وخفيفة الظّلّ كروح صاحبها. استمتعتُ وأنا أنتقل بين حكايةٍ وأخرى كمن ينتقل في روض الورود بين ياسمينة وفُلّة، وكمن يشربُ من نهرٍ كلّما اغترف غُرفةً بيده أحسًّ أنه ارتوى فازداد عطشًا.
كلّ حكايةٍ لها حكاية، لها رمزيّة تكثّف الفكرة والمعنى من ورائها، فعلى سبيل المثال حكاية (أصفر) تُوحي إليكَ أنّ كلّ شيءٍ في الحياة وُجِدَ بسبب ولسبب، وأنّ كلّ الموجودات لها دورٌ في الحياة من الجماد إلى الحيوان إلى الشّجر وانتهاءً بالإنسان. وحكاية (ورد وياسمين) تقول لك إنّ كلّ شيءٍ سينتهي ولا فرق بين المظهر الّذي كان عليه هذا الشّيء، فالكاتب يقول في نهايتها: "حيثُ رقدت الوُرَيقات البُنّيّة الذّابلة الّتي لم تكنْ تعرف على وجه اليقين إنْ كانت من الياسَمين الأبيض أم من الورد الأحمر".
أمّا في حكاية (ابن الحدّاد) فيريد الكاتب أن يقول لكَ : اتْبَعْ بوصلةَ قلبك في حياتك وعملك، ولا تهتمّ بما كان عليه آباؤكَ وأجدادُكَ من قبلُ، وكأنّه يسحب ذلك على الدّين فينعى على أولئك الّذين نعى القرآن عليهم موقفهم حين قال على لسانهم: "إنّا وجدْنا آباءَنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مُهتَدون". إنّ الكاتب في هذه الحكاية يدعو كلّ واحدٍ إلى أن يُصغي إلى صوته الدّاخليّ ويعمل بمقتضاه وهذه حِكمةٌ بالِغةٌ.
أمّا في حكاية (السّنجاب) فقد شخّص الكاتب الظّلّ وجسّده وأعطاه رمزيّة حينَ قال فيه: "الظّلّ. إنّه يقترب من غابتكم. وهو ليس كالظّلال. إنّه حيٌّ يُفكّر. ولا يُريد سِوى النّموّ بالتِهام المزيد من هذا العالَم". وبعد هذا القول مباشرة عرض المشكلة ثمّ أردفها بالحلّ في قوله: "إنْ أتاكم الظّلّ - وسوف يفعل ذلك قريبًا - فاحمِلوا المشاعل. ولينشرْ كُلٌّ منكم النّور في مكانه. بتلك الطّريقة فقط يُمكنكم أن تُوقِفوا مَدّه". ويختم الحكاية بقوله: "من أجل ما هو أكبر". وكأنّه يريد أن يقول لكلّ واحدٍ منّا: لا تتخلّ أيّها الإنسانُ عن دوركَ حتّى ولو ظننتَ أنّه قد فاتَ الأوان.
أمّا في حكاية (الحبّار) فأوقفنا الكاتب على رمزيّة جميلة حينَ قال: "هناك صداقةٌ حقيقيّةٌ بينَ الجميل القويّ والقبيح الضّعيف" وكأنّه يرى أو يُريدنا أن نرى معه أنّ الصّداقة الحقيقيّة كفيلةٌ بإزالة كلّ الحواجز.
أمّا في حكاية (الولد والبحر) فقد عرّى الكاتب النّفس البشريّةالّتي تنظر إلى الموقف من زاويتها الخاصّة وتفسّر الأمر على هواها وتبني عليه أحكامًا مرتبطةً بنفسيّتها، فاختلاف النّاس في وجهة النّظر إلى الأمر الواحد هو مرضٌ وصِحّة في الوقتِ نفسه؛ مرضٌ لأنّه يُمكن أن يكون بعيدًا عن الموضوعيّة في التّناول، وصِحّة لأنّه اختِلافٌ تقتضيه الطّبيعة البشريّة الّتي قد تختلف أحيانًا مع نفسها، وقد ترى في الأمر الواحدِ اليوم رأيًا وتُخالِفه غدًا!!
أمّا في حكاياه القصيرة، فقد جاءتْ جُمَلُه مُكثّفة اختزلتِ الصّفحات الطِّوال في عباراتِ قصيرة؛ انظر إليه كيفَ يُصوّر الحياة الّتي تقوم عليها أسرة أو كِيان أو حتّى مُجتَمعات حينَ يقول في (فرصة): "لمْ يُحِبَّها حقًّا، فقط شعر أنّها مُناسِبة إلى حَدٍّ كبير. لم تُحِبَّه يومًا، فقط شعرتْ أنّه فرصةٌ لا ينبغي أن تضيع".
وكم ترك الكاتب أسئلة مُعلّقةً تدور في أذهاننا عمّا حدث بعد عبارةٍ أخيرةٍ له لكي يترك الفضاء مُطلَقًا على تخيّل الإجابة؛ مثل هذا الأسلوب استخدمه الكاتب في (قطاران)إذ ختمها بقوله: "يقول مَنْ شَهِدَ الحكايةَ إنّه لم يفتحْهما حتّى توقّف القِطار".
وإذا أردتَ أيّها القارِئ أنْ تعرف كيفَ أنّ(البلاء مُوكّلٌ بالمنطق) فعليكَ أن تقرأ (حجر). وأمّا إذا أردتَ أن تعرف كيفَ يُمسِكُ الكاتب عدسة التّصوير ويطوف بها على المشاهد فتظهر أمامك كأنّها فلم سينمائيّ فاقرأ (خِفّة) لترى خِفة المشهد وجماليّته وقُربه منكَ في آنٍ معًا. وأمّا إذا أردتَ أن تعرف مدى حُبّ الكاتب لأستاذ الأجيال نجيب محفوظ فاقرأ له في هذه الحكايا (حديث اللّيل والفجر).
بقي أن أقول أيّها القارئ اخرُجْ قليلاً من صخب الحياة ومن اللّهاث خلف اللاّشيء وأعطِ نفسكَ فرصةً ثمينة لتستمتع بـ (حكايات بعد النوم) لمبدعها أحمد الديب.
/review/show...
كلّ حكايةٍ لها حكاية، لها رمزيّة تكثّف الفكرة والمعنى من ورائها، فعلى سبيل المثال حكاية (أصفر) تُوحي إليكَ أنّ كلّ شيءٍ في الحياة وُجِدَ بسبب ولسبب، وأنّ كلّ الموجودات لها دورٌ في الحياة من الجماد إلى الحيوان إلى الشّجر وانتهاءً بالإنسان. وحكاية (ورد وياسمين) تقول لك إنّ كلّ شيءٍ سينتهي ولا فرق بين المظهر الّذي كان عليه هذا الشّيء، فالكاتب يقول في نهايتها: "حيثُ رقدت الوُرَيقات البُنّيّة الذّابلة الّتي لم تكنْ تعرف على وجه اليقين إنْ كانت من الياسَمين الأبيض أم من الورد الأحمر".
أمّا في حكاية (ابن الحدّاد) فيريد الكاتب أن يقول لكَ : اتْبَعْ بوصلةَ قلبك في حياتك وعملك، ولا تهتمّ بما كان عليه آباؤكَ وأجدادُكَ من قبلُ، وكأنّه يسحب ذلك على الدّين فينعى على أولئك الّذين نعى القرآن عليهم موقفهم حين قال على لسانهم: "إنّا وجدْنا آباءَنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مُهتَدون". إنّ الكاتب في هذه الحكاية يدعو كلّ واحدٍ إلى أن يُصغي إلى صوته الدّاخليّ ويعمل بمقتضاه وهذه حِكمةٌ بالِغةٌ.
أمّا في حكاية (السّنجاب) فقد شخّص الكاتب الظّلّ وجسّده وأعطاه رمزيّة حينَ قال فيه: "الظّلّ. إنّه يقترب من غابتكم. وهو ليس كالظّلال. إنّه حيٌّ يُفكّر. ولا يُريد سِوى النّموّ بالتِهام المزيد من هذا العالَم". وبعد هذا القول مباشرة عرض المشكلة ثمّ أردفها بالحلّ في قوله: "إنْ أتاكم الظّلّ - وسوف يفعل ذلك قريبًا - فاحمِلوا المشاعل. ولينشرْ كُلٌّ منكم النّور في مكانه. بتلك الطّريقة فقط يُمكنكم أن تُوقِفوا مَدّه". ويختم الحكاية بقوله: "من أجل ما هو أكبر". وكأنّه يريد أن يقول لكلّ واحدٍ منّا: لا تتخلّ أيّها الإنسانُ عن دوركَ حتّى ولو ظننتَ أنّه قد فاتَ الأوان.
أمّا في حكاية (الحبّار) فأوقفنا الكاتب على رمزيّة جميلة حينَ قال: "هناك صداقةٌ حقيقيّةٌ بينَ الجميل القويّ والقبيح الضّعيف" وكأنّه يرى أو يُريدنا أن نرى معه أنّ الصّداقة الحقيقيّة كفيلةٌ بإزالة كلّ الحواجز.
أمّا في حكاية (الولد والبحر) فقد عرّى الكاتب النّفس البشريّةالّتي تنظر إلى الموقف من زاويتها الخاصّة وتفسّر الأمر على هواها وتبني عليه أحكامًا مرتبطةً بنفسيّتها، فاختلاف النّاس في وجهة النّظر إلى الأمر الواحد هو مرضٌ وصِحّة في الوقتِ نفسه؛ مرضٌ لأنّه يُمكن أن يكون بعيدًا عن الموضوعيّة في التّناول، وصِحّة لأنّه اختِلافٌ تقتضيه الطّبيعة البشريّة الّتي قد تختلف أحيانًا مع نفسها، وقد ترى في الأمر الواحدِ اليوم رأيًا وتُخالِفه غدًا!!
أمّا في حكاياه القصيرة، فقد جاءتْ جُمَلُه مُكثّفة اختزلتِ الصّفحات الطِّوال في عباراتِ قصيرة؛ انظر إليه كيفَ يُصوّر الحياة الّتي تقوم عليها أسرة أو كِيان أو حتّى مُجتَمعات حينَ يقول في (فرصة): "لمْ يُحِبَّها حقًّا، فقط شعر أنّها مُناسِبة إلى حَدٍّ كبير. لم تُحِبَّه يومًا، فقط شعرتْ أنّه فرصةٌ لا ينبغي أن تضيع".
وكم ترك الكاتب أسئلة مُعلّقةً تدور في أذهاننا عمّا حدث بعد عبارةٍ أخيرةٍ له لكي يترك الفضاء مُطلَقًا على تخيّل الإجابة؛ مثل هذا الأسلوب استخدمه الكاتب في (قطاران)إذ ختمها بقوله: "يقول مَنْ شَهِدَ الحكايةَ إنّه لم يفتحْهما حتّى توقّف القِطار".
وإذا أردتَ أيّها القارِئ أنْ تعرف كيفَ أنّ(البلاء مُوكّلٌ بالمنطق) فعليكَ أن تقرأ (حجر). وأمّا إذا أردتَ أن تعرف كيفَ يُمسِكُ الكاتب عدسة التّصوير ويطوف بها على المشاهد فتظهر أمامك كأنّها فلم سينمائيّ فاقرأ (خِفّة) لترى خِفة المشهد وجماليّته وقُربه منكَ في آنٍ معًا. وأمّا إذا أردتَ أن تعرف مدى حُبّ الكاتب لأستاذ الأجيال نجيب محفوظ فاقرأ له في هذه الحكايا (حديث اللّيل والفجر).
بقي أن أقول أيّها القارئ اخرُجْ قليلاً من صخب الحياة ومن اللّهاث خلف اللاّشيء وأعطِ نفسكَ فرصةً ثمينة لتستمتع بـ (حكايات بعد النوم) لمبدعها أحمد الديب.
/review/show...
Published on July 17, 2015 11:39
May 31, 2015
حوار / أحمد الديب لـ «الراي»: اخترت القصة القصيرة... لأنني أبحث عن قارئ نادر
هل توقعت ان تقابل مجموعتك الأولى بهذا القدر من الحفاوة ولماذا تأخرت عن نشرها كل هذا الوقت الكتابة من 2008 لـ 2013 والنشر في 2015؟
الكتاب تم نشره في أبريل 2014، وتأخرت في نشره لأنني تأخرت � كذلك � في كتابته. فأول قصة في الكتاب كُتبت عام 2008، وآخرها عام 2013، والكتاب كله لم يتعدَّ المائة صفحة، لأنني أخاف من الكتابة في الحقيقة، وأعاني عندما تخرج العبارات مني، كلمة كلمة. ربما لذلك فالحفاوة بمعناها العام ليست في أول اهتماماتي. لأن الحفاوة � بالنسبة لي � هي استقبال القاريء الذي يسمع ويعي، ويرى ويشعر. وهو نوع نادر من القراء. لم أتأخر في الكتابة إلا من أجل إرضائه، ولم أكتب أصلا إلا من أجل مخاطبته.
في مجموعتك تناولت بالكتابة موضوعات تعتبر مهجورة كعالم الحيوان وعالم النبات .. السنجاب والشجرة والياسمينة والفراشة كيف تقيم أهمية مثل تلك التفاصيل وبم تفسر عدم اكتراث كثير من الكتاب بها اللهم الا شخصيات معدود كالمخزنجي والخميسي ؟
تناولت هذه المخلوقات في قصصي لأنها سكنت هذا العالم طويلا قبلنا، وربما ستسكنه طويلا بعدنا. لأننا في هذا العالم كالضيف السخيف الثقيل، الذي لا يرى إلا نفسه، ولا يراعي حقوق جيرانه الأقدم والأكثر وداعة. وربما لإحساس البشر بأهميتهم البالغة هذا، لم يلتفت منهم، ومن كُتابهم، إلى تلك العوالم الرائعة إلا قلة استطاعت � كبطل أول "حكايات بعد النوم" � أن ترى ما لا يراه الناس.
بم تفسر اقتصار تناول الحيوانات والجماد كشخصات أدبية على عالم الاطفال والكتابات الموجهة إليهم من أين نشأ ذلك الرابط بين الطفل والابطال من هذا العالم ولم يختفي ذلك الرابط كلما تطورت المراحل العمرية التي يتوجه لها الكاتب
يولد الإنسان على الفطرة، ثم تمضي به الحياة كل يوم بعيدا عنها. فالطفل تشغله المخلوقات الأخرى، ويتابعها بشغف، قبل أن يكبر شيئا فشيئا ليكتشف أنه هو المهم حقا، وأن كل تلك المخلوقات هي محض اهتمامات أطفال! ومجرد "ديكور" للعالم الذي سيسعى كل يوم نحو امتلاك قطعة أكبر منه.
أي الحيوانات أقرب لنفسك وما هو الحيوان أو الجماد الذي تمنيت الكتابة عنه ولم تكتب بعد؟
عندي شغف بالحيتان بأنواعها، برغم ذلك لم أكتب عنها في "حكايات بعد النوم". ربما لأن "هيرمان ميلفيل" كتب في تحفته "موبي ديك" عن حوت العنبر بطريقة أتعبت كل من سيحاول الكتابة بعده! لكنني لن أستريح � مثل الكابتن آهاب � حتى أكتب عن حوتي الخاص، الذي لن يكون في الغالب حوتا جبارا أبيض يُذكر الإنسان بحجمه في العالم، لكنه، ربما، سيكون حوتا أحدب، يجوب بحار العالم مدفوعا برحابة قلبه الهائلة.
هل تشعر أن ثمة خجل لدى الكتاب من الغوص بكتاباتهم في عالم الخيال؟
لو كان أغلب الكُتاب يشعرون بالخجل أصلا لما ظهر من الكتب شيء! لكن الذي ينأى عن الخيال عموما يفعل ذلك عن فقر أو عن كسل، لا عن خجل.
كيف تقيم مساحة الخيال في أعمال الكتاب المصريين والعرب وهل يدل الانخراط في الواقعية على نضوج الكاتب كما يروج البعض؟
يكاد الخيال � في أدبنا العربي المعاصر � أن يختنق من مزاحمة الواقع بكل تفاصيله الثقيلة. والانخراط في الواقعية والبعد عن الخيال يدل على نضوج التاجر وموظف البنك ومدير المبيعات، لا على نضوج الكاتب. والكاتب يكبر كلما اتسع خياله، لكن الكاتب لا "ينضج" أبدا.
لماذا يغيب عن عالمنا العربي أعمال خيالية من عينة الهوبيت؟ هل هو فقر خيال ام فقر جمهور؟
فقر الجمهور لم يصنعه إلا فقر خيال الذين يكتبون، الذين جاءوا � بدورهم � من جمهور فقير. وحلقة الفقر مغلقة لا يكسرها إلا أبطال أسطوريون مثل تولكين، صاحب الهوبيت.
كيف تؤثر الأعمال الخيالية في الجمهور برأيك وهل يختلف مجتمع يحتفي كتابه بالخيال عن مجتمع آخر غارق في الواقعية ؟
إجابة هذا السؤال تحتاج � صدقا � إلى زمرة فذة من علماء الاجتماع! لكنني أحب أن أرى � في خيالي فقط � مجتمعا يحفظ فيه الأطفال حواديت "هانز أندرسن"، ويتندر فيه الكبار بحكايات "أوسكار وايلد"، ويُدرس فيه المعلمون ملاحم "تولكين"، ويحذرون فيه طلابهم من أخ "أورويل" الأكبر، وينظر الجميع فيه إلى السماء المظلمة وتراودهم الرؤى عن "اوديسا الفضاء".
كيف ترى هذا الميل الشهير لدى دارسي العلوم إلى كتابة الأدب هل تجد رابطا بين الأمرين؟
دراسة العلوم بمجالاتها � إن كانت دراسة حقيقية بالطبع - تفتح أبوابا لم يكن العقل يراها أصلا، وتطرح أسئلة بشأن العالم وما فيه وما وراءه، وتُشعر الإنسان بضآلته كلما أبحر أكثر، وترده طفلا يتسائل من جديد: لماذا السماء زرقاء؟
لماذا اخترت ان تكون بدايتك مع القصة القصيرة والقصيرة جدا ، ما الذي يمثله لك هذا الفن وهل تنوي مواصلة الكتابة في اطار هذا الفن ام تنوي الانتقال الى فنون أخرى؟
اخترت القصة القصيرة لأن الكتابة � كما ذكرت � تخيفني وتؤلمني، والنتيجة هي أنني أكتب مائة صفحة كل ستة أعوام! واخترت القصة القصيرة لأن شغفي بمطاردة المعنى أكبر كثيرا من شغفي برسم الكلمات. واخترت القصة القصيرة لأن فيها سحر الحكاية وقوة القصيدة، واخترت القصة القصيرة لإيماني بأن الفنان الحقيقي قد يشيد قصرا أو قد ينقش خاتما، واخترت القصة القصيرة لأنني كسول، ولأنني ملول، واخترت القصة القصيرة لأنني أبحث � كما ذكرت � عن قاريء نادر، يعرف � عندما يقرأ � لماذا اخترت القصة القصيرة.
هل تنوي مواصلة الكتابة في اطار عوالم خيالية عبر أعمالك القادمة؟
بناء على ما تقدم، لا أعرف حقا متى تكون هناك "أعمال قادمة"، إن كانت أصلا. لكنني أعرف أنني سأواصل الإبحار � بإذن الله � كل يوم في عوالم الخيال. ربما صادفتُ ما أحببت واستطعت وتذكرت أن أحكيه يوما، وربما لاقيتُ ما يُعجز قدرتي على التعبير، وتختلط فيه الذاكرة بالتوهم، وتحدثني أصوات هامسة بأن أحتفظ به لي، وحدي.
رابط الحوار على موقع جريدة الراي الكويتية:
الكتاب تم نشره في أبريل 2014، وتأخرت في نشره لأنني تأخرت � كذلك � في كتابته. فأول قصة في الكتاب كُتبت عام 2008، وآخرها عام 2013، والكتاب كله لم يتعدَّ المائة صفحة، لأنني أخاف من الكتابة في الحقيقة، وأعاني عندما تخرج العبارات مني، كلمة كلمة. ربما لذلك فالحفاوة بمعناها العام ليست في أول اهتماماتي. لأن الحفاوة � بالنسبة لي � هي استقبال القاريء الذي يسمع ويعي، ويرى ويشعر. وهو نوع نادر من القراء. لم أتأخر في الكتابة إلا من أجل إرضائه، ولم أكتب أصلا إلا من أجل مخاطبته.
في مجموعتك تناولت بالكتابة موضوعات تعتبر مهجورة كعالم الحيوان وعالم النبات .. السنجاب والشجرة والياسمينة والفراشة كيف تقيم أهمية مثل تلك التفاصيل وبم تفسر عدم اكتراث كثير من الكتاب بها اللهم الا شخصيات معدود كالمخزنجي والخميسي ؟
تناولت هذه المخلوقات في قصصي لأنها سكنت هذا العالم طويلا قبلنا، وربما ستسكنه طويلا بعدنا. لأننا في هذا العالم كالضيف السخيف الثقيل، الذي لا يرى إلا نفسه، ولا يراعي حقوق جيرانه الأقدم والأكثر وداعة. وربما لإحساس البشر بأهميتهم البالغة هذا، لم يلتفت منهم، ومن كُتابهم، إلى تلك العوالم الرائعة إلا قلة استطاعت � كبطل أول "حكايات بعد النوم" � أن ترى ما لا يراه الناس.
بم تفسر اقتصار تناول الحيوانات والجماد كشخصات أدبية على عالم الاطفال والكتابات الموجهة إليهم من أين نشأ ذلك الرابط بين الطفل والابطال من هذا العالم ولم يختفي ذلك الرابط كلما تطورت المراحل العمرية التي يتوجه لها الكاتب
يولد الإنسان على الفطرة، ثم تمضي به الحياة كل يوم بعيدا عنها. فالطفل تشغله المخلوقات الأخرى، ويتابعها بشغف، قبل أن يكبر شيئا فشيئا ليكتشف أنه هو المهم حقا، وأن كل تلك المخلوقات هي محض اهتمامات أطفال! ومجرد "ديكور" للعالم الذي سيسعى كل يوم نحو امتلاك قطعة أكبر منه.
أي الحيوانات أقرب لنفسك وما هو الحيوان أو الجماد الذي تمنيت الكتابة عنه ولم تكتب بعد؟
عندي شغف بالحيتان بأنواعها، برغم ذلك لم أكتب عنها في "حكايات بعد النوم". ربما لأن "هيرمان ميلفيل" كتب في تحفته "موبي ديك" عن حوت العنبر بطريقة أتعبت كل من سيحاول الكتابة بعده! لكنني لن أستريح � مثل الكابتن آهاب � حتى أكتب عن حوتي الخاص، الذي لن يكون في الغالب حوتا جبارا أبيض يُذكر الإنسان بحجمه في العالم، لكنه، ربما، سيكون حوتا أحدب، يجوب بحار العالم مدفوعا برحابة قلبه الهائلة.
هل تشعر أن ثمة خجل لدى الكتاب من الغوص بكتاباتهم في عالم الخيال؟
لو كان أغلب الكُتاب يشعرون بالخجل أصلا لما ظهر من الكتب شيء! لكن الذي ينأى عن الخيال عموما يفعل ذلك عن فقر أو عن كسل، لا عن خجل.
كيف تقيم مساحة الخيال في أعمال الكتاب المصريين والعرب وهل يدل الانخراط في الواقعية على نضوج الكاتب كما يروج البعض؟
يكاد الخيال � في أدبنا العربي المعاصر � أن يختنق من مزاحمة الواقع بكل تفاصيله الثقيلة. والانخراط في الواقعية والبعد عن الخيال يدل على نضوج التاجر وموظف البنك ومدير المبيعات، لا على نضوج الكاتب. والكاتب يكبر كلما اتسع خياله، لكن الكاتب لا "ينضج" أبدا.
لماذا يغيب عن عالمنا العربي أعمال خيالية من عينة الهوبيت؟ هل هو فقر خيال ام فقر جمهور؟
فقر الجمهور لم يصنعه إلا فقر خيال الذين يكتبون، الذين جاءوا � بدورهم � من جمهور فقير. وحلقة الفقر مغلقة لا يكسرها إلا أبطال أسطوريون مثل تولكين، صاحب الهوبيت.
كيف تؤثر الأعمال الخيالية في الجمهور برأيك وهل يختلف مجتمع يحتفي كتابه بالخيال عن مجتمع آخر غارق في الواقعية ؟
إجابة هذا السؤال تحتاج � صدقا � إلى زمرة فذة من علماء الاجتماع! لكنني أحب أن أرى � في خيالي فقط � مجتمعا يحفظ فيه الأطفال حواديت "هانز أندرسن"، ويتندر فيه الكبار بحكايات "أوسكار وايلد"، ويُدرس فيه المعلمون ملاحم "تولكين"، ويحذرون فيه طلابهم من أخ "أورويل" الأكبر، وينظر الجميع فيه إلى السماء المظلمة وتراودهم الرؤى عن "اوديسا الفضاء".
كيف ترى هذا الميل الشهير لدى دارسي العلوم إلى كتابة الأدب هل تجد رابطا بين الأمرين؟
دراسة العلوم بمجالاتها � إن كانت دراسة حقيقية بالطبع - تفتح أبوابا لم يكن العقل يراها أصلا، وتطرح أسئلة بشأن العالم وما فيه وما وراءه، وتُشعر الإنسان بضآلته كلما أبحر أكثر، وترده طفلا يتسائل من جديد: لماذا السماء زرقاء؟
لماذا اخترت ان تكون بدايتك مع القصة القصيرة والقصيرة جدا ، ما الذي يمثله لك هذا الفن وهل تنوي مواصلة الكتابة في اطار هذا الفن ام تنوي الانتقال الى فنون أخرى؟
اخترت القصة القصيرة لأن الكتابة � كما ذكرت � تخيفني وتؤلمني، والنتيجة هي أنني أكتب مائة صفحة كل ستة أعوام! واخترت القصة القصيرة لأن شغفي بمطاردة المعنى أكبر كثيرا من شغفي برسم الكلمات. واخترت القصة القصيرة لأن فيها سحر الحكاية وقوة القصيدة، واخترت القصة القصيرة لإيماني بأن الفنان الحقيقي قد يشيد قصرا أو قد ينقش خاتما، واخترت القصة القصيرة لأنني كسول، ولأنني ملول، واخترت القصة القصيرة لأنني أبحث � كما ذكرت � عن قاريء نادر، يعرف � عندما يقرأ � لماذا اخترت القصة القصيرة.
هل تنوي مواصلة الكتابة في اطار عوالم خيالية عبر أعمالك القادمة؟
بناء على ما تقدم، لا أعرف حقا متى تكون هناك "أعمال قادمة"، إن كانت أصلا. لكنني أعرف أنني سأواصل الإبحار � بإذن الله � كل يوم في عوالم الخيال. ربما صادفتُ ما أحببت واستطعت وتذكرت أن أحكيه يوما، وربما لاقيتُ ما يُعجز قدرتي على التعبير، وتختلط فيه الذاكرة بالتوهم، وتحدثني أصوات هامسة بأن أحتفظ به لي، وحدي.
رابط الحوار على موقع جريدة الراي الكويتية:
Published on May 31, 2015 01:08
March 18, 2015
د. صلاح الجبيلي عن حكايات بعد النوم
صديقي المبدع النبيل. أحمد الديب. انتهيت من مجموعتك القصصية الآن في نهاية هذا الأسبوع كما وعدتك. لم يكن كتابا عاديا يمكن للمرء أن يمر على صفحاته بسرعة. هذا العمل الأدبي في منتهى الفرادة والتميز. هذا ليس ديوانا للشعر أو مجموعة قصصية تقليدية نمر بها بسرعة ثم نلقيها جانبا وننصرف. هذه المجموعة المتميزة مشروع أدبي يقف على قدم المساواة مع مشاريع شعراء كبار وكتَّاب متميزين في أدبنا العربي.
أولا: دعني أبدأ معك من البداية. من العنوان. العنوان عبقري جدا. أنت مدرك لقيمة العنوان بالنسبة للعمل الأدبي. إنه اختصار لعشرات الصفحات في جملة أو كلمة واحدة، كما أنه يتناص مع عنوان شهير لقصص الأطفال التقليدية في أدبنا العربي التي نسميها "حكايات قبل النوم". أما حكاياك أنت فهي مرحلة لاحقة بعد الاستيقاظ من النوم. حكايات الأطفال سنارة تجعلهم يصطادون النوم الهارب منهم والانفراد به في فراشهم، لكن حكاياتك مثيرة للقلق والفكر بشكل كبير. ما الذي يجعلك تفضل هذا العنوان على غيره من العناوين؟
ثانيا: مجموعتك تثير من الأسئلة أكثر مما تقدم من الإجابات، وهذه قيمة كل عمل أدبي متميز. دائما الأعمال الأدبية المتميزة مثيرة للنقاش والجدل، وأول ما فكرت فيه هو اختيارك لهذا الشكل الفني والقالب الذي تكتب فيه. لا أستطيع أن أقول إنها محاولات لكتابة سرد تقليدي، أو محاولة لكتابة قصيدة شعر. هو شكل يجمع من الشعر كثافته المتناهية وشفراته الحادة واختصاره للزمان والمكان في الحد الأدنى من الكلمات. واكتفيت من القصة بحميمية السرد. في الحقيقة مجموعتك القصصية الشعرية، أو ديوانك الشعري السردي محاولة متميزة للتعبير من خلال أشكال كتابة غير تقليدية، وهي محاولات تذكرني بكتابات محمود درويش ومريد البرغوثي، لكن الأهم أنها محاولة أصيلة لا تنتمي إلى أي محاولات سابقة وهذا ما يعطيها الفرادة في رأيي. أنت كاتب متميز من عملك الأول لا يمكن أن تُحسب على أي أديب سابق لك. هذه النقطة بالذات تعجبني جدا لأن الكاتب الأصيل لا يكتب إلا وهو يدرك موضع قدمه على خريطة الإبداع من ديوانه أو مجموعته القصصية الأولى وهو ما يتوفر هنا بشدة.
ثالثا: أكثر ما أعجبني في مجموعتك القصصية الشعرية أنها مشروع كامل وليست مجرد مجموعة من المشاهد المتراصة. لعلك قرأت كثيرا من المجموعات القصصية، ورأيت كيف أن كثيرا من الأدباء يتعاملون مع مشروعاتهم الأدبية بشكل جزئي، فالمجموعة القصصية مثلا تتكون من عدد من القصص القصيرة لا يجمع بينها سوى الكتاب. إنها موضوعات متفرقة في اتجاهات مختلفة، لكنني على يقين أنك قرأت ديوانا للشاعر مريد البرغوثي هو ديوان "منطق الكائنات"، أو ديوانا للشاعر محمد أبو دومة هو "تباريح أوراد الجوى" لتفهم ما أقصده. الديوان من بدايته إلى نهايته مشروع إبداعي في اتجاه واحد، وهو أمر لا يتاح إلا لشاعر قد جرب أشكالا مختلفة من الكتابة. الغريب هنا أن هذه المجموعة القصصية هي مجموعتك الأولى. هنا نحن أمام أديب من الطراز الأول. أديب صاحب مشروع متكامل. هذه المسألة تعجبني بشدة. الكتابة بالنسبة لك ليست مجرد تعبير عن عدد من المشاهد التي تلتقط تفاصيلها من الحياة اليومية. لكنها تخبرنا أن الحياة لا تبدو كما نظنها في أعيننا. الكتابة عندك مشروع يبدأ بهذه المجموعة وأنا متأكد أننا سنرى مشروعات أفضل وأكثر نضجا من مشروعك الأول هذا.
رابعًا: يمكن تقسيم مجموعتك القصصية الشعرية إلى قسمين: القسم الأول وهي الحكايات العجائبية التي تشبه أساطير اليونان القديمة التي تُعيد تعريف العالم وتفسيره وأسطرته من خلال عدسة الشاعر. فزهرة النرجس مثلا كانت شابا رائع الجمال، لكنه عوقب من خلال ربات الجمال، فافتُتن بصورته في الماء، فتحول إلى زهرة النرجس كما تقول الأساطير اليونانية. أنت أيضا في حكاية الولد والبحر تعيد تفسير العالم طبقا لأسطورتك الخاصة. في حكاية "الولد والخاتم" تعيد تفسير لون الأسماك الذي يتغير من اللون الشفاف إلى اللون الرمادي بعد خروجها من البحر. أنا أؤكد لك أن الحكايات في جزئيها الأول والثاني إضافة جديدة في أدبنا العربي، وهي إضافة شديدة التميز. إعادة تفسير العالم واكتشافه طبقا لأسطورتك الخاصة مسألة في منتهى الصعوبة وهي تحتاج إلى أديب متميز بالفعل
أما النصف الثاني فهي محاولتك لاكتشاف ما نمر به في حياتنا ولا نراه. أنت تجعلنا نبصر العالم من خلال عدستك الخاصة التي تخلع الرتابة عن الوجود وتعيده لنا جديدا كأنما نراه للمرة الأولى. لكنني لا أخفي عليك كنت أتمنى أن تكون المجموعة خالصة للجزء الأول. يجب أن تعلم أن القيمة الأدبية لهذا الجزء لا يقدرها إلا أولئك الذين قرأوا أعمالا لشعراء من الغرب أمثال جوتة وبودلير بالذات لأن كلا منهما كان ينطلق في رؤيته من خلال مشروع إبداعي أوقف عليه عمره كله. كنت أتمنى أن يكون الجزء الأول عملا متفردا لا يجتمع مع الجزء الثاني
خامسًا: يبدو في الجزء الأول طغيان بعض التيمات الفنية التي تصلح في ديوانك أو مجموعتك القصصية كنموذج رائع للتوظيف الفني لتقنيات بعينها بدون تكلف أو استعراض للثقافة كما يحدث عند بعض الكُتَّاب. مثلا تبدو المفارقة الدرامية روحا عامة في مجموعتك بشكل يذكرنا بديوان "منطق الكائنات" للشاعر مريد البرغوثي. مجموعتك من بدايتها وحتى نهايتتها تقول لنا: لا تغترُّوا بما ترونه من العالم، فما ترونه ليس إلا قشرة خارجية سأقوم بتعريتها أمامكم الآن. في حكايتك "على جانب الطريق"، و"خطوات"، و"حجر" تبدو المشاهد مراوغة إلى حد بعيد. يبدو كل شيء في البداية في اتجاه واحد، لكنه مع التورُّط في القراءة يبدو شيئا مختلفا تماما عما كنا نظنه كذلك. ففي قصة "على جانب الطريق" يبدو أن الكلام في البداية يشكل نوعا من الوضوح الذي يكشف عما وراءه من مشاعر، لكنه في النهاية - وهذا مكمن المفارقة الدرامية- يتحول إلى نوع من الاختباء والصمت العاجز عن مواجهة الواقع. الكلام هنا هو الصمت، والصمت هو الكلام. كل قصة في مجموعتك تتحول إلى شَرَك للقارئ يقوده في النهاية إلى ما يهرب منه وهذا سر عبقرية النصوص وعبقرية اختزالها إلى الحد الأدنى من الكلمات
سادسا: مركزية البحر في مجموعتك تَظهر بشكل فادح. البحر هنا ليس وجودا فيزيائيا فقط. إنه العالم الذي تدور حوله حكايات أبطالك. لا أستطيع أن أدَّعي أن انتماءك للإسكندرية هو الذي عكس اهتمامك بالبحر وأعطاه هذه الأهمية في مجموعتك. مجموعتك تعطي أبعادا مختلفة تماما عن البحر الذي رأيناه في مجموعات أدباء سكندريين سابقين مثل إبراهيم عبد المجيد مثلا، يمكن أن نقول إنه نقلة نوعية جديدة شديدة الفرادة والتميز
سابعا: لا أستطيع أن أصدق أن هذه القصص التي يدل تاريخ كتابتها على البدء فيها منذ العام 2008 أنك ظللت في انتظار أن تنشرها في عام 2014. كان ينبغي أن تكون لديك على الأقل مجموعتان قصصيتان أو أكثر. لا أحب أن يكون أديبا بموهبتك يمتلك هذه اللغة المراوغة وأن يتكاسل بهذا الشكل. أتمنى أن تدرك القيمة الأدبية لمجموعتك القصصية هذه وأن تمتعنا في المستقبل بما هو أفضل منها، وأنا لا أشك لحظة واحدة في مقدرتك على ذلك
ثامنا: هل تعلم الفارق بين أن تقرأ ديوان المتنبي وأن تقرأ ديوانا لأي شاعر أقل منه في الموهبة؟ ديوان المتنبي يتميز برؤيا شديدة التفرد والخصوصية للحياة تشبه تلك الرؤيا التي تخرج بها حين تتابع تراجيديات شيكسبير، لا يمكن أن تكون الحياة في نظرك كما هي بعد قراءتها أو قراءة المتنبي. هكذا كل فن عبقري. يجب أن تعلم أن هذه الرؤيا العبقرية المتميزة من أهم ما يميز مجموعتك. يجب أن تكون على وعي بهذا، وأن تكون مشاريعك الأدبية في المستقبل على هذه الشاكلة، وأنا على يقين أنك قادر على هذا. لقد أرهقتني قراءتك لأن الحياة بعد قراءتها لا تشبه الحياة قبلها أبدا
أخيرا أعتذر عن الإطالة والتأخير في كتابة هذه الكلمات التي لم تعط لمجموعتك قدرها الذي تستحقه، لكنني لا يفوتني أن أشير إلى لغتك المصفاة الخالية من الأخطاء إلا في أقل القليل. لغة لا تهتم بالزخرفات الأدبية قدر اهتمامها بتعرية الواقع والإنسان معا. وفي النهاية أرجو ألا تعتقد أن صداقتنا قد أوجبت أن أكتب إليك أي مجاملة لأن صداقتي للإبداع والحق أكثر متانة، كما أتمنى أن يتاح لنا الجلوس والحديث كما كنا نفعل في مكتبة الإسكندرية من قبل، وهي لحظات من أغلى ما مررت به في الإسكندرية. خالص تحياتي وتقديري.
صلاح الجبيلي
أولا: دعني أبدأ معك من البداية. من العنوان. العنوان عبقري جدا. أنت مدرك لقيمة العنوان بالنسبة للعمل الأدبي. إنه اختصار لعشرات الصفحات في جملة أو كلمة واحدة، كما أنه يتناص مع عنوان شهير لقصص الأطفال التقليدية في أدبنا العربي التي نسميها "حكايات قبل النوم". أما حكاياك أنت فهي مرحلة لاحقة بعد الاستيقاظ من النوم. حكايات الأطفال سنارة تجعلهم يصطادون النوم الهارب منهم والانفراد به في فراشهم، لكن حكاياتك مثيرة للقلق والفكر بشكل كبير. ما الذي يجعلك تفضل هذا العنوان على غيره من العناوين؟
ثانيا: مجموعتك تثير من الأسئلة أكثر مما تقدم من الإجابات، وهذه قيمة كل عمل أدبي متميز. دائما الأعمال الأدبية المتميزة مثيرة للنقاش والجدل، وأول ما فكرت فيه هو اختيارك لهذا الشكل الفني والقالب الذي تكتب فيه. لا أستطيع أن أقول إنها محاولات لكتابة سرد تقليدي، أو محاولة لكتابة قصيدة شعر. هو شكل يجمع من الشعر كثافته المتناهية وشفراته الحادة واختصاره للزمان والمكان في الحد الأدنى من الكلمات. واكتفيت من القصة بحميمية السرد. في الحقيقة مجموعتك القصصية الشعرية، أو ديوانك الشعري السردي محاولة متميزة للتعبير من خلال أشكال كتابة غير تقليدية، وهي محاولات تذكرني بكتابات محمود درويش ومريد البرغوثي، لكن الأهم أنها محاولة أصيلة لا تنتمي إلى أي محاولات سابقة وهذا ما يعطيها الفرادة في رأيي. أنت كاتب متميز من عملك الأول لا يمكن أن تُحسب على أي أديب سابق لك. هذه النقطة بالذات تعجبني جدا لأن الكاتب الأصيل لا يكتب إلا وهو يدرك موضع قدمه على خريطة الإبداع من ديوانه أو مجموعته القصصية الأولى وهو ما يتوفر هنا بشدة.
ثالثا: أكثر ما أعجبني في مجموعتك القصصية الشعرية أنها مشروع كامل وليست مجرد مجموعة من المشاهد المتراصة. لعلك قرأت كثيرا من المجموعات القصصية، ورأيت كيف أن كثيرا من الأدباء يتعاملون مع مشروعاتهم الأدبية بشكل جزئي، فالمجموعة القصصية مثلا تتكون من عدد من القصص القصيرة لا يجمع بينها سوى الكتاب. إنها موضوعات متفرقة في اتجاهات مختلفة، لكنني على يقين أنك قرأت ديوانا للشاعر مريد البرغوثي هو ديوان "منطق الكائنات"، أو ديوانا للشاعر محمد أبو دومة هو "تباريح أوراد الجوى" لتفهم ما أقصده. الديوان من بدايته إلى نهايته مشروع إبداعي في اتجاه واحد، وهو أمر لا يتاح إلا لشاعر قد جرب أشكالا مختلفة من الكتابة. الغريب هنا أن هذه المجموعة القصصية هي مجموعتك الأولى. هنا نحن أمام أديب من الطراز الأول. أديب صاحب مشروع متكامل. هذه المسألة تعجبني بشدة. الكتابة بالنسبة لك ليست مجرد تعبير عن عدد من المشاهد التي تلتقط تفاصيلها من الحياة اليومية. لكنها تخبرنا أن الحياة لا تبدو كما نظنها في أعيننا. الكتابة عندك مشروع يبدأ بهذه المجموعة وأنا متأكد أننا سنرى مشروعات أفضل وأكثر نضجا من مشروعك الأول هذا.
رابعًا: يمكن تقسيم مجموعتك القصصية الشعرية إلى قسمين: القسم الأول وهي الحكايات العجائبية التي تشبه أساطير اليونان القديمة التي تُعيد تعريف العالم وتفسيره وأسطرته من خلال عدسة الشاعر. فزهرة النرجس مثلا كانت شابا رائع الجمال، لكنه عوقب من خلال ربات الجمال، فافتُتن بصورته في الماء، فتحول إلى زهرة النرجس كما تقول الأساطير اليونانية. أنت أيضا في حكاية الولد والبحر تعيد تفسير العالم طبقا لأسطورتك الخاصة. في حكاية "الولد والخاتم" تعيد تفسير لون الأسماك الذي يتغير من اللون الشفاف إلى اللون الرمادي بعد خروجها من البحر. أنا أؤكد لك أن الحكايات في جزئيها الأول والثاني إضافة جديدة في أدبنا العربي، وهي إضافة شديدة التميز. إعادة تفسير العالم واكتشافه طبقا لأسطورتك الخاصة مسألة في منتهى الصعوبة وهي تحتاج إلى أديب متميز بالفعل
أما النصف الثاني فهي محاولتك لاكتشاف ما نمر به في حياتنا ولا نراه. أنت تجعلنا نبصر العالم من خلال عدستك الخاصة التي تخلع الرتابة عن الوجود وتعيده لنا جديدا كأنما نراه للمرة الأولى. لكنني لا أخفي عليك كنت أتمنى أن تكون المجموعة خالصة للجزء الأول. يجب أن تعلم أن القيمة الأدبية لهذا الجزء لا يقدرها إلا أولئك الذين قرأوا أعمالا لشعراء من الغرب أمثال جوتة وبودلير بالذات لأن كلا منهما كان ينطلق في رؤيته من خلال مشروع إبداعي أوقف عليه عمره كله. كنت أتمنى أن يكون الجزء الأول عملا متفردا لا يجتمع مع الجزء الثاني
خامسًا: يبدو في الجزء الأول طغيان بعض التيمات الفنية التي تصلح في ديوانك أو مجموعتك القصصية كنموذج رائع للتوظيف الفني لتقنيات بعينها بدون تكلف أو استعراض للثقافة كما يحدث عند بعض الكُتَّاب. مثلا تبدو المفارقة الدرامية روحا عامة في مجموعتك بشكل يذكرنا بديوان "منطق الكائنات" للشاعر مريد البرغوثي. مجموعتك من بدايتها وحتى نهايتتها تقول لنا: لا تغترُّوا بما ترونه من العالم، فما ترونه ليس إلا قشرة خارجية سأقوم بتعريتها أمامكم الآن. في حكايتك "على جانب الطريق"، و"خطوات"، و"حجر" تبدو المشاهد مراوغة إلى حد بعيد. يبدو كل شيء في البداية في اتجاه واحد، لكنه مع التورُّط في القراءة يبدو شيئا مختلفا تماما عما كنا نظنه كذلك. ففي قصة "على جانب الطريق" يبدو أن الكلام في البداية يشكل نوعا من الوضوح الذي يكشف عما وراءه من مشاعر، لكنه في النهاية - وهذا مكمن المفارقة الدرامية- يتحول إلى نوع من الاختباء والصمت العاجز عن مواجهة الواقع. الكلام هنا هو الصمت، والصمت هو الكلام. كل قصة في مجموعتك تتحول إلى شَرَك للقارئ يقوده في النهاية إلى ما يهرب منه وهذا سر عبقرية النصوص وعبقرية اختزالها إلى الحد الأدنى من الكلمات
سادسا: مركزية البحر في مجموعتك تَظهر بشكل فادح. البحر هنا ليس وجودا فيزيائيا فقط. إنه العالم الذي تدور حوله حكايات أبطالك. لا أستطيع أن أدَّعي أن انتماءك للإسكندرية هو الذي عكس اهتمامك بالبحر وأعطاه هذه الأهمية في مجموعتك. مجموعتك تعطي أبعادا مختلفة تماما عن البحر الذي رأيناه في مجموعات أدباء سكندريين سابقين مثل إبراهيم عبد المجيد مثلا، يمكن أن نقول إنه نقلة نوعية جديدة شديدة الفرادة والتميز
سابعا: لا أستطيع أن أصدق أن هذه القصص التي يدل تاريخ كتابتها على البدء فيها منذ العام 2008 أنك ظللت في انتظار أن تنشرها في عام 2014. كان ينبغي أن تكون لديك على الأقل مجموعتان قصصيتان أو أكثر. لا أحب أن يكون أديبا بموهبتك يمتلك هذه اللغة المراوغة وأن يتكاسل بهذا الشكل. أتمنى أن تدرك القيمة الأدبية لمجموعتك القصصية هذه وأن تمتعنا في المستقبل بما هو أفضل منها، وأنا لا أشك لحظة واحدة في مقدرتك على ذلك
ثامنا: هل تعلم الفارق بين أن تقرأ ديوان المتنبي وأن تقرأ ديوانا لأي شاعر أقل منه في الموهبة؟ ديوان المتنبي يتميز برؤيا شديدة التفرد والخصوصية للحياة تشبه تلك الرؤيا التي تخرج بها حين تتابع تراجيديات شيكسبير، لا يمكن أن تكون الحياة في نظرك كما هي بعد قراءتها أو قراءة المتنبي. هكذا كل فن عبقري. يجب أن تعلم أن هذه الرؤيا العبقرية المتميزة من أهم ما يميز مجموعتك. يجب أن تكون على وعي بهذا، وأن تكون مشاريعك الأدبية في المستقبل على هذه الشاكلة، وأنا على يقين أنك قادر على هذا. لقد أرهقتني قراءتك لأن الحياة بعد قراءتها لا تشبه الحياة قبلها أبدا
أخيرا أعتذر عن الإطالة والتأخير في كتابة هذه الكلمات التي لم تعط لمجموعتك قدرها الذي تستحقه، لكنني لا يفوتني أن أشير إلى لغتك المصفاة الخالية من الأخطاء إلا في أقل القليل. لغة لا تهتم بالزخرفات الأدبية قدر اهتمامها بتعرية الواقع والإنسان معا. وفي النهاية أرجو ألا تعتقد أن صداقتنا قد أوجبت أن أكتب إليك أي مجاملة لأن صداقتي للإبداع والحق أكثر متانة، كما أتمنى أن يتاح لنا الجلوس والحديث كما كنا نفعل في مكتبة الإسكندرية من قبل، وهي لحظات من أغلى ما مررت به في الإسكندرية. خالص تحياتي وتقديري.
صلاح الجبيلي
Published on March 18, 2015 04:15
January 11, 2015
قائمة "كتبيكيا" الكاملة: كتب زائدة للبدل أو الإهداء
القائمة تتضمن كتبًا اقتنيتها لسبب لا أذكره، أو لسبب لم يعد موجودا. كل الكتب في القائمة مطروحة للبدل أو الإهداء، ويشترط إمكانية التواجد بالإسكندرية لاستلام الكتب.
روايات الهلال
� "ما ذكره رواه الأخبار عن سيرة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله" � محمد جبريل.
� "غواية الإسكندر" � محمد جبريل.
� "جنرال الجيش الميت" � إسماعيل قدري.
� "الحصن" � إسماعيل قدري.
� "محمد...يا صقري" � يشار كمال.
� "أوراق سكندرية" � جميل عطية إبراهيم.
� "إخناتون فرعون التوحيد" � بكري عبد الحميد.
� "النهايات" � عبد الرحمن منيف.
� "الكائن الظل" � إسماعيل فهد إسماعيل.
� "قط وفار في قطار" � فتحي غانم.
� "أيام وردية" � علاء الديب.
� "أربع وعشرون ساعة فقط" � يوسف القعيد.
� "صهاريج اللؤلؤ" � خيري شلبي.
� "منامات عم أحمد السماك" � خيري شلبي.
� "فئران بلا جحور" � أحمد إبراهيم الفقيه.
� "مريم التجلي الأخير" � إبراهيم عيسى.
� "العنف والسخرية" � البير قصيري.
� "ويأتي القطار" � محمد البساطي.
� "دق الطبول" � محمد البساطي.
� "ساعة مغرب" � محمد البساطي.
� "شطح المدينة" � محمد البساطي.
� "رسالة البصائر في المصائر" � جمال الغيطاني.
� "هاتف المغيب" � جمال الغيطاني.
� "خافية القمر" � محمد ناجي.
� "مقامات عربية" � محمد ناجي.
� "رجل أبله .. امرأة تافهة" � محمد ناجي.
� "البيت والعالم" � رابندرانات طاغور.
� "شرف كاتارينا بلوم الضائع" � هاينريش بُل.
� "اغتيال" � أميلي نوتومب.
� "حلم ليلة أفريقية" � سبريان اكوينسي.
� "قط وفأر" � جونتر جراس.
� "بحر ميت" � جورجي أمادو.
� "سائح بالصدفة" � آن تيلر.
� "الطفل الموهوب" � هيرمان هيسه.
� "منعطف النهر" � ف.س.نايبول.
� "عشيقة الضابط الفرنسي" � جون فاولز.
� "الرجل الذي مات" � د.هـ.لورانس.
� "ساحات الشرف" � جان رووه.
� "الصرخة الصامتة" � اؤي كنزابورو.
� "جبل الروح" � جاوزينج جيان.
� "حياة وزمن مايك ك." � ج.م كوتسي.
� "عام وفاة ريكاردو ريس" � خوسيه ساراماجو.
� "مالوني يموت" � سامويل بيكيت.
� "الهرم" � ويليام جولدينج.
كتاب الهلال
� "ملامح القاهرة في ألف سنة" � جمال الغيطاني.
� "مصطفى كامل باعث النهضة الوطنية" � عبد الرحمن الرافعي.
� "محاكمة جلجاميش" � عبد الغفار مكاوي.
� "الثائر الإسلامي جمال الدين الأفغاني" � الشيخ محمد عبده
� "مدن لها تاريخ" � مصطفى نبيل.
� "أعلام في حياتنا" � نعمات أحمد فؤاد.
مكتبة الأسرة
� "المسافات" و"الصياد واليمام" � ابراهيم عبد المجيد. 1996
� "صندوق الدنيا" � إبراهيم عبد القادر المازني. 1996
� "مأساة الحلاج" � صلاح عبد الصبور. 1996 *2
� "هؤلاء علموني" � سلامة موسى. 1996
� من "وحي القلم" � مصطفى صادق الرافعي. 1996
� "من ديوان الإمام الشافعي" 1997
� "رسالة الصداقة والصديق" � أبو حيان التوحيدي. 1997 *2
� المختار من "رسائل اخوان الصفاء وخلان الوفاء. 1997
� "أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي" � فاروق شوشة. 1997
� "كونشرتو الناي" � محمد سلماوي. 1997
� "الأم" � جراتسيا ديليدا. 1998
� من رسائل الجاحظ "الحنين إلى الأوطان � الأوطان والبلدان" 1998
� "القدس" � عبد الحميد الكاتب. 1998
� "إيفانهو" � سير والتر سكوت. 1998 *الأدب العالمي للناشئين
� "عناقيد الغضب" � جون شتاينبك 1998 *الأدب العالمي للناشئين
� "كيبس" � هـ.ج. ويلز 1998 *الأدب العالمي للناشئين
� "حد الموسى" � سومرست موم. 1999 *الأدب العالمي للناشئين
� "شهيرة" � سعد مكاوي. 1999
� "بيت الياسمين" � ابراهيم عبد المجيد. 1999
� "ماذا حدث للمصريين" � جلال أمين. 1999
� المختار من "بدائع الزهور في وقائع الدهور" � محمد بن أحمد بن إياس الحنفي. 1999
� "أخبار عزبة المنيسي" � يوسف القعيد. 1999
� المختار من "رسائل الجاحظ" 1999
� المختار من " تاريخ الطبري � قصة القرامطة" 1999
� "وقفة قبل المنحدر" � علاء الديب. 2000
� "مختارات الجاحظ" � اختيار جابر عصفور 2000
� "مدخل إلى النقد السينمائي" � مصطفى محرم. 2000
� "حصاد الهشيم" � إبراهيم عبد القادر المازني. 2000
� "المختار من شعر محمود درويش" 2001
� من "الفردوس المفقود" � جون ملتون. 2001
� "درجات السلم التسع والثلاثون" � جون بوكان. 2002 *الأدب العالمي للناشئين
� "الأعمال الكاملة" � سعد مكاوي 2002
� "آخر الليل � الكتابات النثرية" � عبد الرحمن الأبنودي. 2002
� "مختارات من شعر فاروق جويدة" 2003
� "المختار من شعر أحمد رامي" 2003
� "المختار من شعر محمود سامي البارودي" 2003
� "أجمل ما كتب أمير الشعراء أحمد شوقي" 2003
� "المختار من شعر خليل مطران" 2003
� "دارية" � سحر الموجي. 2003
� "الحياة الخفية للغبار" � هنا هولمز. 2003
� "الإنسان والسوبرمان" � جورج برنارد شو. 2004
� "فارس من اسكتلندا" � سير والتر سكوت. 2004 *الأدب العالمي للناشئين
� "خلوة الغلبان" � إبراهيم أصلان. 2004
� "يوسف والرداء" � إبراهيم أصلان. 2005
� "سفن قديمة" � إبراهيم عبد المجيد. 2004
� "مختارات من شعر أمل دنقل" 2005
� "لحن الصباح" � محمد ناجي. 2005
� "سيدة المنام" � سحر الموجي. 2005
� "طرح البحر" � يوسف القعيد. 2005
� "تفاهم" � مختارات قصصية من الأدب الباكستاني المعاصر. 2005
� "تاريخ العلوم العربية وتحديث تاريخ العلوم" بحث في إسهام رشدي راشد � د.وائل غالي. 2005
� "العايقة بنت الزين" � محمد ناجي. 2006
� "الحزن يميل للممازحة" - محمد مستجاب. 2006
� "آلهة صغيرة" - سحر الموجي. 2006
� "صحراء الأربعين" � سلوى الحمامصي. 2006
� "صندوق الدنيا" � محمد عبد الرحمن المر. 2006
� "مصطلحات الفكر الحديث" الجزء الثاني � سامي خشبة. 2006
� "ربما في حلب ذات يوم" وقصص أخرى � مختارات من القصة القصيرة الأمريكية. 2006
� "ترابها زعفران" � إدوار الخراط. 2008
� "منزل الموت الأكيد" � ألبير قصيري. 2008
� "كوكو سودان كباشي" � سلوى بكر. 2008
� "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" � أحمد أمين. 2008
� "في الفكر الإسلامي" � إبراهيم مدكور. 2008
� "من أعمال محمود البدوي" مجموعات قصصية 2008
� "شباب امرأة" � أمين يوسف غراب. 2009
� "بيت الخلفة" � محسن يونس. 2009
� "قطار الصعيد" � يوسف القعيد. 2009
� "جيوب مثقلة بالحجارة � رواية لم تكتب بعد" � فرجينيا وولف" 2009
� "حافة الليل" � أمين ريان. 2009
� "أين تذهب طيور المحيط" � إبراهيم عبد المجيد. 2009
� "موال البيات والنوم" � خيري شلبي. 2009
� "عناقيد النور" بورتريهات � خيري شلبي
� "توفيق الحكيم يتذكر" � جمال الغيطاني. 2010
� "المهلة الأخيرة" � فالنتين راسبوتين. 2009
� "اغتنم الفرصة" � سول بيلو. 2009
� "العلم الجسور � سبعة علماء يغيرون عالمنا" � تيد أنتون. 2009
� "أحاديث في العلم" � توفيق محمد قاسم. 2009
� "شرح الأصول الخمسة" لقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد. 2009
� "الاعتصام" الجزء الأول � للإمام أبي اسحق ابراهيم بن موسى الغرناطي. 2009
� "الاعتصام" الجزء الثاني� للإمام أبي اسحق ابراهيم بن موسى الغرناطي. 2009
� "غرفة ترى النيل" � عزت القمحاوي. 2010
� "صفحات خالدة من الأدب الألماني" 2010
� "الدين للحياة" � محمود حمدي زقزوق. 2010
� "ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة" � مايك فيزرستون. 2010
� "أسباب للكي بالنار" � خيري شلبي. 2012
� "صخب البحيرة" � محمد البساطي. 2012
� "تاريخ الجامع الأزهر" � محمد عبد الله عنان" 2012
الهيئة المصرية العامة للكتاب
� "نقطة مقابل نقطة" � ألدس هكسلي. 1986
� "مغزى القرن العشرين ونقاط التحول العظمى" � كنيث أ. بولدنج.
� "بين تولستوي ودوستويفسمي" الجزء الأول � جورج ستاينر 1995
� "بين تولستوي ودوستويفسكي" الجزء الثاني � جورج ستاينر. 1995
� "الخوف" � عبد الفتاح الجمل.
*التراث*
� "روح القدس في مناصحة النفس" � محيي الدين ابن عربي.
� "تذكرة الأولياء" � فريد الدين العطار النيسابوري.
� تذكرة الأولياء" الجزء الثاني � فريد الدين العطار النيسابوري.
� "زبدة الفتوحات المكية" الجزء الأول � محيي الدين ابن عربي.
� "زبدة الفتوحات المكية" الجزء الثاني� محيي الدين ابن عربي.
� مختصر "عيون الأخبار" � ابن قُتيبة.
� مختصر "الكامل في اللغة والأدب" للمُبرد.
� مختصر "المواقف الروحية والفيوضات السبوحية" � الأمير عبد القادر الجزائري.
� مختصر "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" الجزء الأول � ابن تَغري بَردي.
� مختصر "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" الجزء الثاني � ابن تَغري بَردي.
� مختصر "تجارب الأمم وتعاقب الهمم" � ابن مسكويه.
� مختصر "بدائع الزهور في وقائع الدهور" � ابن إياس.
� "الرسائل الصوفية" � شهاب الدين السهروردي.
� "قضاة قرطبة" � الخًشنى أبو عبد الله محمد بن حارث بن أسد القيرواني.
� "ديوان الشيخ محمد متولي الشعروي".
� مختصر "المثنوي" � جلال الدين الرومي.
كتب متنوعة
� "الدين والحياة" الفتاوي العصرية اليومية � علي جمعة. *نهضة مصر
� "اكتشف عبقرية طفلك" مهارات تربوية في صناعة قادة المستقبل � د.سعد رياض. *مؤسسة اقرأ
� "أساسيات علم النفس التربوي النظرية والتطبيق" � د.محمد فرحان القضاه ود.محمد عوض الترتوري. *دار الحامد للنشر والتوزيع
� "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ" � سلامة موسى. *كتاب الدوحة
� "عبد الله العروي من التاريخ إالى الحب" حوار أجراه محمد الداهي. *كتاب الدوحة
� "فتنتة الحكاية" � ترجمة غادة حلواني. *كتاب الدوحة
� "السقا مات" � يوسف السباعي. *مكتبة مصر
� "ويسهر الخلق" سير ومختارات من شعراء العرب (المجموعة الأولى) � سعدية مفرح *كتاب العربي
� "سيدة في خدمتك" � إحسان عبد القدوس. *أخبار اليوم
� "حديقة النبي" � جبران خليل جبران. *الهيئة اعامة لقصور الثقافة
� "ثقوب في الضمير" نظرة على أحوالنا � أحمد عكاشة. *دار الشروق.
� "أن تكون عباس العبد" � أحمد العايدي. *دار ميريت
� "المفاتيح العشرة للنجاح" � إبراهيم الفقي
� "اللجنة" � صنع الله إبراهيم. *دار المستقبل العربي
� "دروس التاريخ" � ولْ ديورانت. *دار سعاد الصباح
� "رجال بعد الرسول" � إبراهيم عيسى. *الدار
� "الناس دول" � أحمد عطا الله. *العين
� "التراث والتجديد" � أحمد الطيب. *هدية مجلة الأزهر
� "الإسلام شريكا" دراسات عن الإسلام والمسلمين � فريتس شتيبات *عالم المعرفة
� "جبران حياته وآثاره" * مكتبة المعارف ببيروت. (كتيب)
� "صوت الحكمة الخالدة" كتاب جبران خليل جبران المجهول. *مكتبة المعارف ببيروت
� "في كل قلب حكاية" � أحمد الفخراني.
� "الكنوز المحمدية في الصلاة على خير البرية" (كتيب)
� "هل تبحث عن وظيفة" � محمد بن عبد الرحمن العريفي (كتيب)
كتب بحالة قديمة
� "الرجل والطريق" � سعد مكاوي *عالم الكتب
� "رحلات الطرشجي الحلوجي" � خيري شلبي *كتاب اليوم
� "المعتمد بن عباد" � علي أدهم. *أعلام العرب 2
� "ابن الفارض" سلطان العاشقين � محمد مصطفى حلمي. *أعلام العرب 15
� "السيد أحمد البدوي" شيخ وطريقة � سعيد عبد الفتاح عاشور. *أعلام العرب 58
� "أبو الحسن الشاذلي" � عبد الحليم محمود. *أعلام العرب 69
� "سيد درويش حياة ونغم" � محمد علي حماد.
� "نابغة الشرق السيد جمال الدين الأفغاني" � محمد سعيد عبد المجيد.
كتب مكررة
� "استراتيجية الاستعمار والتحرير" � جمال حمدان. *كتاب الهلال
� "قوس قزح" � أحمد خالد توفيق *دار ليلى
� "هموم داعية" - الشيخ محمد الغزالي. *نهضة مصر
� "فقه السيرة" � الشيخ محمد الغزالي. *دار الشروق
� "الهوامل والشوامل" لأبي حيان التوحيدي. *مكتبة مصر
� "مغامرات هاكلبري فن" � مارك توين. *مكتبة مصر
� "الإمام الشافعي نظرة تاريخية جديدة" مع ملحق ديوان الشافعي *مكتبة مدبولي
� "شخصية مصر" � د.جمال حمدان. *مكتبة الأسرة
� "لا تسقني وحدي" � سعد مكاوي. *مكتبة الأسرة 2000
� "مختارات من شعر سيد حجاب" *مكتبة الأسرة 2005
� "نقطة النور" � بهاء طاهر. *مكتبة الأسرة 2005
� "المختار من روائع القصة العربية الحديثة" *مكتبة الأسرة 2000
� "رأيت رام اللـه" � مريد البرغوثي. *دار الهلال
� "خديجة وسوسن" � رضوى عاشور. *دار الهلال
� "سراج" � رضوى عاشور. *دار الهلال
� "طيور العنبر" � إبراهيم عبد المجيد. *دار الهلال
� "وهم الإلحاد" - د.عمرو شريف. *هدية مجلة الأزهر
� "المدنية الإسلامية" � عبد الرازق السنهوري باشا. *هدية مجلة الأزهر
� "رجل تحت الصفر" � مصطفى محمود. *دار المعارف
� "رأيت الله" � مصطفى محمود. *أخبار اليوم
� "القرآن .. محاولة لفهم عصري" � مصطفى محمود. *أخبار اليوم
� "أرخص ليالي" � يوسف إدريس. *مكتبة مصر
� "العيب" � يوسف إدريس. *مكتبة مصر
� "لغة الأي أي" � يوسف إدريس. *مكتبة مصر
� "الحرام" � يوسف إدريس. *نهضة مصر
� "بيت من لحم" � يوسف إدريس. *نهضة مصر
� "قوم لا يتطهرون" � محمد كامل حسين. *دار الشروق
� "عزازيل" � يوسف زيدان. *دار الشروق
� "لا أحد ينام في الإسكندرية" � إبراهيم عبد المجيد. *دار الشروق
� "كتاب التجليات - الأسفار الثلاثة" � جمال الغيطاني. *دار الشروق
� "النبي" � جبران خليل جبران. *دار الشروق
� "عمارة يعقوبيان" � علاء الأسواني. *مكتبة مدبولي.
� "موسم الهجرة إلى الشمال" � الطيب صالح. *العين
� "مختارات من ديوان شمس الدين تبريزي" الجزء الأول � جلال الدين الرومي. *المركز القومي للترجمة
� "مختارات من ديوان شمس الدين تبريزي" الجزء الثاني � جلال الدين الرومي. *المركز القومي للترجمة
� "أغاني شيراز 1" � حافظ الشيرازي. *الهيئة العامة لقصور الثقافة
� "أغاني شيراز 2" � حافظ الشيرازي. *الهيئة العامة لقصور الثقافة
� من كليات رسائل النور 20 "أنوار الحقيقة - مباحث في التصوف والسلوك" � بديع الزمان سعيد النورسي. *شركة سوزلر للنشر (كتيب)
� "أيها الولد" � أبو حامد الغزالي. *دار السلام (كتيب) *2
English books
� “Eat, pray, love� � Elizabeth Gilbert.
� “The time traveler’s wife� � Audrey Niffenegger.
� “The power of Now� � Eckhart Tolle.
� “Victory: an island tale� � Joseph Conrad.
� “Cousin Bette� � Honore de Balzac.
� “Indiana� � George Sand.
� “The Choice: The programme� � Bernadette Bohan.
� “Deception� � Jonathan Kellerman.
� “Whispers in the sand� � Barbara Erskine.
� “The years of silence� � Marwa Ayad.
روايات الهلال
� "ما ذكره رواه الأخبار عن سيرة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله" � محمد جبريل.
� "غواية الإسكندر" � محمد جبريل.
� "جنرال الجيش الميت" � إسماعيل قدري.
� "الحصن" � إسماعيل قدري.
� "محمد...يا صقري" � يشار كمال.
� "أوراق سكندرية" � جميل عطية إبراهيم.
� "إخناتون فرعون التوحيد" � بكري عبد الحميد.
� "النهايات" � عبد الرحمن منيف.
� "الكائن الظل" � إسماعيل فهد إسماعيل.
� "قط وفار في قطار" � فتحي غانم.
� "أيام وردية" � علاء الديب.
� "أربع وعشرون ساعة فقط" � يوسف القعيد.
� "صهاريج اللؤلؤ" � خيري شلبي.
� "منامات عم أحمد السماك" � خيري شلبي.
� "فئران بلا جحور" � أحمد إبراهيم الفقيه.
� "مريم التجلي الأخير" � إبراهيم عيسى.
� "العنف والسخرية" � البير قصيري.
� "ويأتي القطار" � محمد البساطي.
� "دق الطبول" � محمد البساطي.
� "ساعة مغرب" � محمد البساطي.
� "شطح المدينة" � محمد البساطي.
� "رسالة البصائر في المصائر" � جمال الغيطاني.
� "هاتف المغيب" � جمال الغيطاني.
� "خافية القمر" � محمد ناجي.
� "مقامات عربية" � محمد ناجي.
� "رجل أبله .. امرأة تافهة" � محمد ناجي.
� "البيت والعالم" � رابندرانات طاغور.
� "شرف كاتارينا بلوم الضائع" � هاينريش بُل.
� "اغتيال" � أميلي نوتومب.
� "حلم ليلة أفريقية" � سبريان اكوينسي.
� "قط وفأر" � جونتر جراس.
� "بحر ميت" � جورجي أمادو.
� "سائح بالصدفة" � آن تيلر.
� "الطفل الموهوب" � هيرمان هيسه.
� "منعطف النهر" � ف.س.نايبول.
� "عشيقة الضابط الفرنسي" � جون فاولز.
� "الرجل الذي مات" � د.هـ.لورانس.
� "ساحات الشرف" � جان رووه.
� "الصرخة الصامتة" � اؤي كنزابورو.
� "جبل الروح" � جاوزينج جيان.
� "حياة وزمن مايك ك." � ج.م كوتسي.
� "عام وفاة ريكاردو ريس" � خوسيه ساراماجو.
� "مالوني يموت" � سامويل بيكيت.
� "الهرم" � ويليام جولدينج.
كتاب الهلال
� "ملامح القاهرة في ألف سنة" � جمال الغيطاني.
� "مصطفى كامل باعث النهضة الوطنية" � عبد الرحمن الرافعي.
� "محاكمة جلجاميش" � عبد الغفار مكاوي.
� "الثائر الإسلامي جمال الدين الأفغاني" � الشيخ محمد عبده
� "مدن لها تاريخ" � مصطفى نبيل.
� "أعلام في حياتنا" � نعمات أحمد فؤاد.
مكتبة الأسرة
� "المسافات" و"الصياد واليمام" � ابراهيم عبد المجيد. 1996
� "صندوق الدنيا" � إبراهيم عبد القادر المازني. 1996
� "مأساة الحلاج" � صلاح عبد الصبور. 1996 *2
� "هؤلاء علموني" � سلامة موسى. 1996
� من "وحي القلم" � مصطفى صادق الرافعي. 1996
� "من ديوان الإمام الشافعي" 1997
� "رسالة الصداقة والصديق" � أبو حيان التوحيدي. 1997 *2
� المختار من "رسائل اخوان الصفاء وخلان الوفاء. 1997
� "أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي" � فاروق شوشة. 1997
� "كونشرتو الناي" � محمد سلماوي. 1997
� "الأم" � جراتسيا ديليدا. 1998
� من رسائل الجاحظ "الحنين إلى الأوطان � الأوطان والبلدان" 1998
� "القدس" � عبد الحميد الكاتب. 1998
� "إيفانهو" � سير والتر سكوت. 1998 *الأدب العالمي للناشئين
� "عناقيد الغضب" � جون شتاينبك 1998 *الأدب العالمي للناشئين
� "كيبس" � هـ.ج. ويلز 1998 *الأدب العالمي للناشئين
� "حد الموسى" � سومرست موم. 1999 *الأدب العالمي للناشئين
� "شهيرة" � سعد مكاوي. 1999
� "بيت الياسمين" � ابراهيم عبد المجيد. 1999
� "ماذا حدث للمصريين" � جلال أمين. 1999
� المختار من "بدائع الزهور في وقائع الدهور" � محمد بن أحمد بن إياس الحنفي. 1999
� "أخبار عزبة المنيسي" � يوسف القعيد. 1999
� المختار من "رسائل الجاحظ" 1999
� المختار من " تاريخ الطبري � قصة القرامطة" 1999
� "وقفة قبل المنحدر" � علاء الديب. 2000
� "مختارات الجاحظ" � اختيار جابر عصفور 2000
� "مدخل إلى النقد السينمائي" � مصطفى محرم. 2000
� "حصاد الهشيم" � إبراهيم عبد القادر المازني. 2000
� "المختار من شعر محمود درويش" 2001
� من "الفردوس المفقود" � جون ملتون. 2001
� "درجات السلم التسع والثلاثون" � جون بوكان. 2002 *الأدب العالمي للناشئين
� "الأعمال الكاملة" � سعد مكاوي 2002
� "آخر الليل � الكتابات النثرية" � عبد الرحمن الأبنودي. 2002
� "مختارات من شعر فاروق جويدة" 2003
� "المختار من شعر أحمد رامي" 2003
� "المختار من شعر محمود سامي البارودي" 2003
� "أجمل ما كتب أمير الشعراء أحمد شوقي" 2003
� "المختار من شعر خليل مطران" 2003
� "دارية" � سحر الموجي. 2003
� "الحياة الخفية للغبار" � هنا هولمز. 2003
� "الإنسان والسوبرمان" � جورج برنارد شو. 2004
� "فارس من اسكتلندا" � سير والتر سكوت. 2004 *الأدب العالمي للناشئين
� "خلوة الغلبان" � إبراهيم أصلان. 2004
� "يوسف والرداء" � إبراهيم أصلان. 2005
� "سفن قديمة" � إبراهيم عبد المجيد. 2004
� "مختارات من شعر أمل دنقل" 2005
� "لحن الصباح" � محمد ناجي. 2005
� "سيدة المنام" � سحر الموجي. 2005
� "طرح البحر" � يوسف القعيد. 2005
� "تفاهم" � مختارات قصصية من الأدب الباكستاني المعاصر. 2005
� "تاريخ العلوم العربية وتحديث تاريخ العلوم" بحث في إسهام رشدي راشد � د.وائل غالي. 2005
� "العايقة بنت الزين" � محمد ناجي. 2006
� "الحزن يميل للممازحة" - محمد مستجاب. 2006
� "آلهة صغيرة" - سحر الموجي. 2006
� "صحراء الأربعين" � سلوى الحمامصي. 2006
� "صندوق الدنيا" � محمد عبد الرحمن المر. 2006
� "مصطلحات الفكر الحديث" الجزء الثاني � سامي خشبة. 2006
� "ربما في حلب ذات يوم" وقصص أخرى � مختارات من القصة القصيرة الأمريكية. 2006
� "ترابها زعفران" � إدوار الخراط. 2008
� "منزل الموت الأكيد" � ألبير قصيري. 2008
� "كوكو سودان كباشي" � سلوى بكر. 2008
� "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" � أحمد أمين. 2008
� "في الفكر الإسلامي" � إبراهيم مدكور. 2008
� "من أعمال محمود البدوي" مجموعات قصصية 2008
� "شباب امرأة" � أمين يوسف غراب. 2009
� "بيت الخلفة" � محسن يونس. 2009
� "قطار الصعيد" � يوسف القعيد. 2009
� "جيوب مثقلة بالحجارة � رواية لم تكتب بعد" � فرجينيا وولف" 2009
� "حافة الليل" � أمين ريان. 2009
� "أين تذهب طيور المحيط" � إبراهيم عبد المجيد. 2009
� "موال البيات والنوم" � خيري شلبي. 2009
� "عناقيد النور" بورتريهات � خيري شلبي
� "توفيق الحكيم يتذكر" � جمال الغيطاني. 2010
� "المهلة الأخيرة" � فالنتين راسبوتين. 2009
� "اغتنم الفرصة" � سول بيلو. 2009
� "العلم الجسور � سبعة علماء يغيرون عالمنا" � تيد أنتون. 2009
� "أحاديث في العلم" � توفيق محمد قاسم. 2009
� "شرح الأصول الخمسة" لقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد. 2009
� "الاعتصام" الجزء الأول � للإمام أبي اسحق ابراهيم بن موسى الغرناطي. 2009
� "الاعتصام" الجزء الثاني� للإمام أبي اسحق ابراهيم بن موسى الغرناطي. 2009
� "غرفة ترى النيل" � عزت القمحاوي. 2010
� "صفحات خالدة من الأدب الألماني" 2010
� "الدين للحياة" � محمود حمدي زقزوق. 2010
� "ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة" � مايك فيزرستون. 2010
� "أسباب للكي بالنار" � خيري شلبي. 2012
� "صخب البحيرة" � محمد البساطي. 2012
� "تاريخ الجامع الأزهر" � محمد عبد الله عنان" 2012
الهيئة المصرية العامة للكتاب
� "نقطة مقابل نقطة" � ألدس هكسلي. 1986
� "مغزى القرن العشرين ونقاط التحول العظمى" � كنيث أ. بولدنج.
� "بين تولستوي ودوستويفسمي" الجزء الأول � جورج ستاينر 1995
� "بين تولستوي ودوستويفسكي" الجزء الثاني � جورج ستاينر. 1995
� "الخوف" � عبد الفتاح الجمل.
*التراث*
� "روح القدس في مناصحة النفس" � محيي الدين ابن عربي.
� "تذكرة الأولياء" � فريد الدين العطار النيسابوري.
� تذكرة الأولياء" الجزء الثاني � فريد الدين العطار النيسابوري.
� "زبدة الفتوحات المكية" الجزء الأول � محيي الدين ابن عربي.
� "زبدة الفتوحات المكية" الجزء الثاني� محيي الدين ابن عربي.
� مختصر "عيون الأخبار" � ابن قُتيبة.
� مختصر "الكامل في اللغة والأدب" للمُبرد.
� مختصر "المواقف الروحية والفيوضات السبوحية" � الأمير عبد القادر الجزائري.
� مختصر "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" الجزء الأول � ابن تَغري بَردي.
� مختصر "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" الجزء الثاني � ابن تَغري بَردي.
� مختصر "تجارب الأمم وتعاقب الهمم" � ابن مسكويه.
� مختصر "بدائع الزهور في وقائع الدهور" � ابن إياس.
� "الرسائل الصوفية" � شهاب الدين السهروردي.
� "قضاة قرطبة" � الخًشنى أبو عبد الله محمد بن حارث بن أسد القيرواني.
� "ديوان الشيخ محمد متولي الشعروي".
� مختصر "المثنوي" � جلال الدين الرومي.
كتب متنوعة
� "الدين والحياة" الفتاوي العصرية اليومية � علي جمعة. *نهضة مصر
� "اكتشف عبقرية طفلك" مهارات تربوية في صناعة قادة المستقبل � د.سعد رياض. *مؤسسة اقرأ
� "أساسيات علم النفس التربوي النظرية والتطبيق" � د.محمد فرحان القضاه ود.محمد عوض الترتوري. *دار الحامد للنشر والتوزيع
� "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ" � سلامة موسى. *كتاب الدوحة
� "عبد الله العروي من التاريخ إالى الحب" حوار أجراه محمد الداهي. *كتاب الدوحة
� "فتنتة الحكاية" � ترجمة غادة حلواني. *كتاب الدوحة
� "السقا مات" � يوسف السباعي. *مكتبة مصر
� "ويسهر الخلق" سير ومختارات من شعراء العرب (المجموعة الأولى) � سعدية مفرح *كتاب العربي
� "سيدة في خدمتك" � إحسان عبد القدوس. *أخبار اليوم
� "حديقة النبي" � جبران خليل جبران. *الهيئة اعامة لقصور الثقافة
� "ثقوب في الضمير" نظرة على أحوالنا � أحمد عكاشة. *دار الشروق.
� "أن تكون عباس العبد" � أحمد العايدي. *دار ميريت
� "المفاتيح العشرة للنجاح" � إبراهيم الفقي
� "اللجنة" � صنع الله إبراهيم. *دار المستقبل العربي
� "دروس التاريخ" � ولْ ديورانت. *دار سعاد الصباح
� "رجال بعد الرسول" � إبراهيم عيسى. *الدار
� "الناس دول" � أحمد عطا الله. *العين
� "التراث والتجديد" � أحمد الطيب. *هدية مجلة الأزهر
� "الإسلام شريكا" دراسات عن الإسلام والمسلمين � فريتس شتيبات *عالم المعرفة
� "جبران حياته وآثاره" * مكتبة المعارف ببيروت. (كتيب)
� "صوت الحكمة الخالدة" كتاب جبران خليل جبران المجهول. *مكتبة المعارف ببيروت
� "في كل قلب حكاية" � أحمد الفخراني.
� "الكنوز المحمدية في الصلاة على خير البرية" (كتيب)
� "هل تبحث عن وظيفة" � محمد بن عبد الرحمن العريفي (كتيب)
كتب بحالة قديمة
� "الرجل والطريق" � سعد مكاوي *عالم الكتب
� "رحلات الطرشجي الحلوجي" � خيري شلبي *كتاب اليوم
� "المعتمد بن عباد" � علي أدهم. *أعلام العرب 2
� "ابن الفارض" سلطان العاشقين � محمد مصطفى حلمي. *أعلام العرب 15
� "السيد أحمد البدوي" شيخ وطريقة � سعيد عبد الفتاح عاشور. *أعلام العرب 58
� "أبو الحسن الشاذلي" � عبد الحليم محمود. *أعلام العرب 69
� "سيد درويش حياة ونغم" � محمد علي حماد.
� "نابغة الشرق السيد جمال الدين الأفغاني" � محمد سعيد عبد المجيد.
كتب مكررة
� "استراتيجية الاستعمار والتحرير" � جمال حمدان. *كتاب الهلال
� "قوس قزح" � أحمد خالد توفيق *دار ليلى
� "هموم داعية" - الشيخ محمد الغزالي. *نهضة مصر
� "فقه السيرة" � الشيخ محمد الغزالي. *دار الشروق
� "الهوامل والشوامل" لأبي حيان التوحيدي. *مكتبة مصر
� "مغامرات هاكلبري فن" � مارك توين. *مكتبة مصر
� "الإمام الشافعي نظرة تاريخية جديدة" مع ملحق ديوان الشافعي *مكتبة مدبولي
� "شخصية مصر" � د.جمال حمدان. *مكتبة الأسرة
� "لا تسقني وحدي" � سعد مكاوي. *مكتبة الأسرة 2000
� "مختارات من شعر سيد حجاب" *مكتبة الأسرة 2005
� "نقطة النور" � بهاء طاهر. *مكتبة الأسرة 2005
� "المختار من روائع القصة العربية الحديثة" *مكتبة الأسرة 2000
� "رأيت رام اللـه" � مريد البرغوثي. *دار الهلال
� "خديجة وسوسن" � رضوى عاشور. *دار الهلال
� "سراج" � رضوى عاشور. *دار الهلال
� "طيور العنبر" � إبراهيم عبد المجيد. *دار الهلال
� "وهم الإلحاد" - د.عمرو شريف. *هدية مجلة الأزهر
� "المدنية الإسلامية" � عبد الرازق السنهوري باشا. *هدية مجلة الأزهر
� "رجل تحت الصفر" � مصطفى محمود. *دار المعارف
� "رأيت الله" � مصطفى محمود. *أخبار اليوم
� "القرآن .. محاولة لفهم عصري" � مصطفى محمود. *أخبار اليوم
� "أرخص ليالي" � يوسف إدريس. *مكتبة مصر
� "العيب" � يوسف إدريس. *مكتبة مصر
� "لغة الأي أي" � يوسف إدريس. *مكتبة مصر
� "الحرام" � يوسف إدريس. *نهضة مصر
� "بيت من لحم" � يوسف إدريس. *نهضة مصر
� "قوم لا يتطهرون" � محمد كامل حسين. *دار الشروق
� "عزازيل" � يوسف زيدان. *دار الشروق
� "لا أحد ينام في الإسكندرية" � إبراهيم عبد المجيد. *دار الشروق
� "كتاب التجليات - الأسفار الثلاثة" � جمال الغيطاني. *دار الشروق
� "النبي" � جبران خليل جبران. *دار الشروق
� "عمارة يعقوبيان" � علاء الأسواني. *مكتبة مدبولي.
� "موسم الهجرة إلى الشمال" � الطيب صالح. *العين
� "مختارات من ديوان شمس الدين تبريزي" الجزء الأول � جلال الدين الرومي. *المركز القومي للترجمة
� "مختارات من ديوان شمس الدين تبريزي" الجزء الثاني � جلال الدين الرومي. *المركز القومي للترجمة
� "أغاني شيراز 1" � حافظ الشيرازي. *الهيئة العامة لقصور الثقافة
� "أغاني شيراز 2" � حافظ الشيرازي. *الهيئة العامة لقصور الثقافة
� من كليات رسائل النور 20 "أنوار الحقيقة - مباحث في التصوف والسلوك" � بديع الزمان سعيد النورسي. *شركة سوزلر للنشر (كتيب)
� "أيها الولد" � أبو حامد الغزالي. *دار السلام (كتيب) *2
English books
� “Eat, pray, love� � Elizabeth Gilbert.
� “The time traveler’s wife� � Audrey Niffenegger.
� “The power of Now� � Eckhart Tolle.
� “Victory: an island tale� � Joseph Conrad.
� “Cousin Bette� � Honore de Balzac.
� “Indiana� � George Sand.
� “The Choice: The programme� � Bernadette Bohan.
� “Deception� � Jonathan Kellerman.
� “Whispers in the sand� � Barbara Erskine.
� “The years of silence� � Marwa Ayad.
Published on January 11, 2015 03:37