ŷ

حوار فاطمة ناعوت للدولة نيوز

الشاعرة والكتابة الصحفية فاطمة ناعوت تعد واحدة من أبرز الوجوه الأدبية في مصر . فهي شاعرة ومترجمة وناقدة أدبية. لها إصدارات تناهز العشرين كتابًا وتعكف الآن على ترجمة رواية "رجل الشعب" للروائي النيجيري تشينوا آتشيبي لصالح المركز القومي للترجمة بمصر.
تعد ناعوت واحدة من أبرز وجوه المعارضة المصرية للنظام الإخواني الذي يتحكم في مفاصل مصر الراهنة بعد ثورة يناير التي قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. وهي كذلك كانت أحد أبرز وجوه المعارضة لنظام مبارك السابق وأحد المبشرين بثورة يناير منذ سنوات عدة عبر مقالاتها في جرائد المصري اليوم واليوم السابع والآن في الوطن المصرية.
كان لنا معها هذا الحوار حول الوضع السياسي الراهن في مصر وحول الدستور والاستفتاء عليه.
---
ما تعليقك على المشهد السياسى الحالى؟
- نجح مرسي والإخوان في شهور قليلة في تمزيق النسيج المواطني المصري، وهو ما لم تنجح فيه إسرائيل طوال عقود. حيث قال "أودينون"، المفكر الصهيوني الشهير: "نجاح إسرائيل لن يعتمد على القنبلة النووية، لأنها تحمل في طياتها موانع استخدامها، بل سننجح بتمزيق الدول العربية إلى دويلات متناحرة على أساس ديني وطائفي، ونجاحنا في هذا لن يعتمد على ذكائنا، بل على غبائهم." وها نحن نشهد على يد الجماعة ومرسي ما بشّر به أودينون قبل عشرين عامًا.

فى رايك .. فى يد من أوراق اللعبة السياسية الآن ؟
- قطر وامريكا وإسرائيل تحرّك جماعة الإخوان كما عرائس الماريونيت، مستغلين تهافت الجماعة على المغانم، وتشوّفهم المزمن للسلطة منذ ثمانين عامًا. والمرشد يحرك مرسي كما عروس الماريونيت. وكلاهما فقيرٌ سياسيا على نحو مريع. وخيرت الشاطر يستلب مواد مصر علنا الآن بعدما فعلها سرا في القديم. والشعب المصري، وخيرات مصر هم دافعو الثمن.

ما رأيك فى الإعلان الدستورى الجديد .. وهل للرئيس مرسى حق فى تحصينه ؟
- إعلان عبثيّ ينم عن مراهقة سياسية غير مسبوقة.

هل يستطيع هذا الإعلان إنهاء احتقان الشارع؟
- بل هو أحد أهم أسباب الاحتقان في الشارع لأنه أكد- لمن لم يكن يعرف من الشعب- أن رئيسهم متردد لا يعرف ما يقول، بل يُنفذ ما يُملى عليه وإن تناقض مع ما قاله قبل دقيقة، وبكل الحوال مهما تناقض مع المنطق والحق والجمال والتحضر والعدل، وبالتأكيد مهما تناقض مع صالح مصر.

ما أهم الملاحظات الايجابية والسلبية التى تأخذها على هذا الإعلان الدستورى؟
- لا شيء إيجابيا على الإطلاق، اللهم سوى أنه كشف لفصيل الشعب الذي صوّت لمرسي بهول الكارثة التي أوقعوا فيها مصر بانتخابهم مرسي.

هل تتوقعين أن تنتهى الأزمة الحالية بين القوى السياسية؟ و ما الحل من وجهة نظرك؟
- الحل في وجهة نظري هو إلغاء الدستور والاستفتاء عليه والاحتكام لصوت الشعب الذي أسقط الشرعية عن مرسي.

ما هى علاقة الهندسة بالصحافة ؟؟ كيف كانت بداياتك ؟
- عملت بالهندسة عشرة أعوام، وحاولت الجمع بين الكتابة والهندسة، لكن كليهما "غيورٌ" يأبى أن يشاركه آخر! فتركت العمل الهندسي الذي أحبه، من أجل الكتابة التي أحبها أكثر. أما الهندسة فهي تنظّم العقل وترتبه على نحول متسق، وتعلّم المرء التحليل والتأمل، كما تعلمه أن ينظر (في) الأمور لا أن ينظر (إليها). أي يتأمل كل فكرة بدقة ولا يأخذ بالمُسلّمات التي قد تتبدل بين يوم ويوم. علمتني الهندسة الاحتكام للعقل وليس للنقل.

قلتِ إنى لم ارفض زواج ابنتى المسلم من مسيحى .. وهذا يخالف الشريعة .. فما تفسيرك لهذا ؟
- كذب. بل كان السؤال جدليا: "لو أن ابنتك المسلمة أرادت الزواج من مسيحي هل توافقين؟" فقلت: ليس من حقي الموافقة أو الرفض، لأن كل إنسان له حرية اختيار حياته. وهنا وجاهة أمر "الاختيار" التي منحه لنا الله، لكي يستقيم أمر "التكليف" ومن ثم "الحساب" والثواب والعقاب. الله لن يحاسبنا إن لم نكن أحرارا في خياراتنا، كيف يحاسبنا الله على ما اختاره لنا غيرنا أو "أجبرنا" عليه؟ أنا لا أجبر مازن وعمر، ابنيّ على أي شيء، فهما رجلان حرّان تربيا في أسرة ديمقراطية. وبالمناسبة، ليس لي بنات!

هل قرأتى مسودة الدستور ..ما رأيك في lمجملها؟
- عوارٌ في عوارٍ في عوار.

ما رأيك فى المواد المتعلقة بالإعلام وحقوق الانسان ؟
- قمعٌ في قمعٍ في قمع.

هل تتوقعين أى تلاعب فى نتائج الاستفتاء؟
- بالطبع. تزييف الوعي بدأ منذ الآن. وشراء الأصوات بدأ ليس فقط بين فقراء مصر، بل بين أثريائها الذين يعملون في دول خليجية مثل الكويت: "20 ديناير مقابل التصويت بنعم في الدستور". نقلت الصحف هذا. عدا حملات الجماعة في شراء ذمم المصريين باللحم والسكر والزيت وغيرها. كما طبعت المطابع الإخواني 200 ألف بطاقة لأميّين وأميات مصريين لا يقرأون للتصويت بنعم وووو. عشرات الحيل الإخوانية المعروفة.

هل ترين أن الإعلام يتعرض لعملية «أخونة»؟
- دون أدنى شك. وحين خرجنا في مظاهرة 24 أغسطس لمحاربة أخونة الدولة قالوا عنا كلاما لا يليق واتهمونا بالتشاؤم وأن لا أخونة هناك. أرجو أن يكونوا الآن قد وعوا ما بادرنا به.
-
ما رأيك فى محاصرة أنصار أبواسماعيل لمدينة الانتاج الاعلامى ؟
- تبجح وتطاول على دولة القانون وتسييد ثقافة: "بالدراع". وهو ما قاله المستشار مكي نفسه: "البقاء للأقوى". هل يصح أن يقول رجل قانون هذه الجملة؟ كأنه يُقنن شريعة الغاب.

ما رأيك فى تجمع قوى المعارضة فى جبهة الأنقاذ الوطنى .. هل هذا يصب فى مصلحة الثورة ؟
- بالتأكيد. وقد شكرت مرسي رسميًّا أن وحّدنا ضده بعدما مزقت جماعته الشعبَ إلى فرقاء وشيع وجماعات وقبائل تناحر بعضها بعضا. الآن كل الشعب توحد ضد مرسي والجماعة. والقوى الوطنية أخيرا وقفت على كلمة واحدة. نشكر الله.

ما معنى الدولة المدنية من وجهة نظرك ؟
- دولة مؤسسات وسيادة قانون. لا تبغي مؤسسةٌ على مؤسسة. التشريعية في معزل عن القضائية في معزل عن التنفيذية. أما ما يفعله مرسي الآن فهو طفولة سياسية (مثل الطفل الذي يريد كل شيء)! إذ يجمع السلطتين التشريعية والتنفيذية في يده، ويحاول قتل القضائية التي تصدت له. الدولة المدنية دولة عادلة لأنها تحترم القانون. دولة الإخوان عكس هذا لأنها دولة عنصرية إقصائية فاشية.

وصف وجدى غنيم الفنانين والشعراء بانهم عاهرين وعاهرات وداعرين وداعرات ؟ كيف تردى عليه؟
- لا تعليق.

هل تعتقدى ان الإخوان ستكون تجربة ناجحة فى مصر؟
- وهل نجحت في دولة أخرى لتنجح في مصر؟! كل الدول التي حكمها الإخوان تمزقت واشتعلت بها الانقسامات والفتن والاقتتال. كل حكم باسم السماء هو حكم ظالم. هناك فرق بين الحكم "بالاسلام" والحكم "باسم الإسلام". الحكم بالإسلام تجدينه في الدول الغربية حيث العدالة الاجتماعية وتداول السلطة واحترام القانون وحرية التعبير واحترام قيمة "الفرد" الإنسان. أما الحكم باسم الاسلام تجدينه في السعودية السُّنية وإيران الشيعية، كلاهما قامعة، وكل منهما ترى الأخرى كافرة خارجة عن الإسلام! أي عجب أكثر من هذا؟!

هل لديكى"إسلاموفوبيا" ؟
- كلمة مقيتة اخترعها البلهاء ليحاربونا بها. أنا أحفظ من القرآن ثلاثة أجزاء ولا أقتل (حتى الحشرات) ولا أظلم ولا أسب ولا أقمع ولا أكذب ولا أتبع التلون والميكيافيلية كما يفعل من ينعتوننا بهذه الكلمة المضحكة. بينما أولئك الذين يسبوننا ليل نهار ويخوضون في شرفنا ووطنيتنا لا يعرفون شيئا عن الإسلام وتحضره. لدي فوبيا من تشويه الإسلام على يد أولئك البغاة.

لماذا ترين ان الأقباط مضطهدون فى مصر ؟
- لأنهم بالفعل مضطهدون في مصر. ولن يستع حوار مثل هذا، (أحاول أن أجيبه على عجل لانشغالي بثورة الاتحادية) لسرد كل ما مرَّ ويمرُّ به الأقباطُ منذ عقود. لكن عودي لمقالاتي لترين جزءًا يسيرا من الصورة القاتمة التي رسمها حكامُ مصر للأقباط منذ عام 52، واستفحلت مع الثمانينيات، وبلغت ذروتها مع صعود الإخوان.

رأيك فى أداء مرسى والحكومة حتى الآن؟
- لا تعليق. انظري في عيون أي مصري فقير واكتبي الإجابةَ عن سؤالك.
7 likes ·   •  0 comments  •  flag
Published on December 18, 2012 12:35 Tags: egypt, literature, poetry, politics
No comments have been added yet.