على خلاف العادة لم أبدأ وصيتى هذه المرة بحمدالله على مغادرتى لهذا العالم وانتقالى إلى العالم الآخر عالم لا يمت له الظلم بصلة �
ولم تذهب خواطرى إلى حيث من أين أضمن أننى سأكون فى الجنة لأطمئن هكذا ولا فرحة لقاء من رحلوا عنا �
حتى الرغبة الملحة فى لقاء الرسول وأمهات المؤمنين ومجالستهم لم تكن هى الشئ المسيطر �
ولا تخيل أننى سأظل أستغفر الله ليسامحنى على تلك الأموال التى كنت أسلبها من والدىَ لأمنحها للفقراء فلا ينظر أحد إلى الآخر ويصبح العالم أجمع وكنت دائما أتخيل هذا أقبح ذنب فعلته لأننى نُلت عليه أقسى عقاب فى حياتى لكنى علمت الآن أنها كانت الفطرة � لكن لا بأس �
هذه المرة بدأت أفكر مع من سأترك الوصية ومن سأأتمن عليها ؟!
وجدت يداى تسعى هربًا لكتابة العديد من الخطابات وكل خطاب يحوى العديد من الكلمات التى تمنيت يوما أن أقولها ولم يحدث فخططها �
وخطاباتى التى أكتبها الآن وملاذى فيها من سأمنحها ولماذا ؟!
هل إن طلبت إبقائها دون قراءتها سيحدث ؟!
وإن طلبت حرقها ؟! لكن هل هذا يرضينى حرق خطاباتى ؟!
وتتابعت الخواطر على هذا المنوال إلى الحد الذى جعلنى أُعيد ترتيب الأشخاص فى حياتى تبعًا لها �
لن تصدقك نفسك ولن تصدُقها بهذا القدر إلا مع تخيل الغياب عندها فقط ستدرك من تتمنى أن تُحادث ومن تود الإعتذار له ؟!
تتسائل كيف سيتذكرك هذا أو هذا أو العالم أجمع �
أعلم أن الأسئلة ربما نسألها كثيرا لكن الإجابات لن نصدقها إلا إذا علمنا أنها ستقرأ بعد الغياب الحقيقى فعلًا
صدقًا لا يصدق السعى إلى حسن الختام إلا من يصدق السعى إلى حسُن الحياة �
اكتبوا وصاياكم فهى من سبل الحياة .. =))
Published on July 16, 2015 19:19