يعتبر دوستويفكسي واحداً من أعظم كتّاب الرواية، فأعماله تتميز بقدرة على السرد تشدّ القارئ، وبتعبيرها القوي عن دزاخل النفس الإنسانية، وقد عبّر عن ذلك في عناوين رواياته التي تصف الإنسان في شتى مواقفه وتصرّفاته: المقامر - المراهق - مذلّون مهانون - الجريمة والعقاب - الأبله...
رواية "الأبله" واحدة من أكثر النماذج تعبيراً عن قدرة دوستويفسكي على النظر في دواخل النفس الإنسانية فهذا "الأبله" هو أمير، من سلالة أمراء معروفة في تاريخ روسيا، لكن شخصيته ومسار حياته لا يشبهان أبداً أولئك الأمراء الذين يأمرون فيُطاعون. بل هو شخص طيّب بسيط، يمكن استدرار عاطفته والتأثير عليه بمجرّد إبداء الرقة أو التعبير عن الحاجة او الحزن أو الأسى... ولذلك يبدو "أبله" في نظر المجتمع.
"لماذا تخلق الطبيعة أفضل الناس لتسخّرَ منهم بعد ذلك؟... أنا لم أفسد أحداً..لقد أردت أن أحيا لسعادة الناس جميعهم.. لإكتشاف الحقيقة ونشرها.. ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! كانت النتيجة أنكم تحتقرونني، هذا دليل على أنني أحمق".
بهذه العبارات يتحدّث الأمير ميشكين عن نفسه، تلك النفس التي تبدو ضعيفة أما جبروت البشر، بلهاء أمام المكر، بسيطة أمام التفاخر، غيبة أمام الرياء، هشّة امام الظلم. ورائعة وقويّة وقادرة إزاء مشاعر الخير والحبّ والصداقة.
"الأبله" واحد من نماذج دوستويفسكي الإنسانية العظيمة. -الناشر-
Works, such as the novels Crime and Punishment (1866), The Idiot (1869), and The Brothers Karamazov (1880), of Russian writer Feodor Mikhailovich Dostoyevsky or Dostoevski combine religious mysticism with profound psychological insight.
Fyodor Mikhailovich Dostoevsky composed short stories, essays, and journals. His literature explores humans in the troubled political, social, and spiritual atmospheres of 19th-century and engages with a variety of philosophies and themes. People most acclaimed his Demons(1872) .
Many literary critics rate him of the greatest of world literature and consider multiple highly influential masterpieces. They consider his Notes from Underground of the first existentialist literature. He also well acts as a philosopher and theologian.
01 “أن� أري أن قتل إنسان بسبب ارتكابه جريمة قتل هو قصاص لا تناسب بينه وبين الجريمة نفسها. إن قتل قاتل أفظع كثيرا من جريمة القتل التي ارتكبها ذلك القاتل. إن الإنسان الذي يقتله القتلة،إذ يذبحونه ليلا في غابة أو غيرها، يظل إلي أخر لحظة يأمل أن ينجو. يروي الناس عن مقتولين أنهم ظلوا،بعد حز رقابهم،يأملون ويحاولون الفرار ويتضرعون سائلين الشفقة عليهم والرأفة بهم. أما في الإعدام فإن الأمل الأخير، الأمل الذي يجعل احتمال الموت أسهل عشر مرات ينترع منك "حتما". إن صدور الحكم واستحالة الإفلا منه هما اللذان يجعلان العذاب رهيبا فظيعا� 02 “إنَ� جوهرَ العاطفة الدينية مستقلٌ عنْ جميعِ البراهين، وجميعِ الأفعالِ السيّئة وجميعِ الجرائمِ وجميعِ مذاهبِ الإلحاد. إنَّ في هذهِ العاطفة شيئًا لا يمكنُ أنْ تنالهُ أدلّةُ الملحدين في يومٍ مِنَ الأيام. وسيظلُّ الأمرُ على هذا النحوِ أبدَ الدّهْر.� 03 “لماذ� تخلقُ الطبيعةُ أفضلَ الناسِ لتسخرَ منهم بعدَ ذلك؟ هذا ما تعمدُ إليهِ الطبيعة: حينَ أظهرتِ البشرَ على الإنسانِ الوحيد الذي عُدَّ الإنسانَ الكاملَ في هذا العالَم، عهِدتْ إليهِ برسالةِ أنْ ينطقَ بأقوالٍ كانتْ سببًا في سفحِ دماءٍ بلغتْ مِنَ الغزارةِ أنها لو سُفحتْ مرّةً واحدةً لخنقتِ الإنسانية! إنها لسعادةٌ أنْ أموت! ذلكَ أنّني إذا لم أمتْ فقد يُطلقُ لساني كذبةً رهيبةً بدافعٍ مِنَ الطبيعة!... أنا لم أُفسدْ أحدًا.. لقد أردتُ أنْ أحيا لسعادةِ الناسِ جميعًا... أردتُ أنْ أحيا لاكتشافِ الحقيقةِ ونشرها... فماذا كانتِ النتيجة؟ لا شيء! كانتِ النتيجةُ أنكم تحتقرونني. هذا دليلٌ على أنّني غبيٌّ أحمق، على أنّني امرؤٌ لاخيرَ فيهِ ولا فائدةَ منه، وعلى أنّني قد آنَ لي أنْ أزول! وحينَ أزول، فلن أُخلفَ ورائي أيّة ذكرى: لن أتركَ أيَّ صدى، لن أتركَ أيََ أثر، لن أتركَ أيَّ عمل! لم أنشرْ أيَّ رأي، لم أُذِعْ أيّة قناعة! لا تضحكوا من غبيٍّ أحمق! انسَوه! انسَوا كلَّ شيء! أرجوكم أنْ تنسَوا! لاتكونوا قساةً!� 04 لقد حلمت بك زمنا طويلا منذ أن كنت بالريف عنده. قضيت ناك خمس سنين وحيدة تماما. فكنت أنتقل من خواطر إلى خواطر و من أحلام إلى أحلام. حتى وصلت لتصور رجل مثلك. طيب .. شريف .. رقيق .. غبي بعض الغباء أيضا. يأتيني على حين فجأة و يقول لي: ما أنت بآثمة يا ناستاسيا فيليبوفنا. إنني أحبك و أعبدك. نعم كنت أسترسل في الأحلام أحيانا إلى درجة الجنون. فإذا بهذا الرجل يصل ليقضي شهرا أو شهرين كل عام. ثم يتركني مهانة ملطخة الشرف بالعار مهتاجة مدنسة. أردت ألف مرة أن ألقي نفسي في الغدير لكنني كنت جبانة. تجد إقتباسات الجزء الثاني من الرواية نا تجد مراجعتي للرواية بالكامل نا
كان من المفترض في خطتي أن اقرأ هذه الرواية في ٢٠٢١ وانهى بيها قراءة العام بس شاءت الظروف ان ينتهى العام ولم أستطع أن أقرأها لكنها كانت مسيطرة على تفكيرى جدا فقررت ابدأ بيها السنة الجديدة ٢٠٢٢ و ده أفضل قرار لأول العام . كنت متشوقة ليها جدا و اللى يعرفني يعرف حبي لدوستويفسكى . بس فعلا الرواية دى وبالجزء الأول ونصفها الأول ده فاقت كل توقعاتي من بدايتها شدتنى جدا ، برغم ان في العادة دوستويفسكى بياخد وقته في رواياته الكبيرة يقدم الشخصيات وبتكون بدايات رواياته بطيئه بس من وجهة نظرى الرواية دى من بدايتها مليانة بالأحداث والمواقف والأفكار وشخصيات دوستويفسكى اللى ليها معزة خاصة جدا عندى واضحة من البداية ومؤثرة . مش هقدر أقول راى نهائى طبعا الا بعد ما اخلص الجزء التانى منها بس لحد دلوقتي الرواية دى من تحف دوستويفسكى فعلا وربما ستصبح من رواياته القريبة لقلبى . وسعيدة بقرارى انى بدأت بيها السنة .
نبدأ الرواية بالتعرف على عودة الأمير ليون نيقولايفتش ميشكين وهو بائس فقير عائد إلى روسيا بعد رحلة علاج في سويسرا . والامير هو من أخر سلالة عائلة ميشكين . فنتعرف على قصة حياته ونلتقي بالعديد من الشخصيات والتى نتعرف من خلال مواقفها معه على طباعه .
" إنني أقدر أن حياتي مع الناس ستكون شاقة ومملة.فقررت أن اكون مهذبا مع الجميع وأن أكون صريحا . لاشك في أنهم لن يطالبوني بأكثر من ذلك! وربما عدوني طفلا نا أيضا. لا بأس ! ثم إن جميع الملأ يعدونني أبله ! إنني لأتساءل لماذا يعدونني كذلك؟ صحيح إنني مرضت في الماضي حتى صرت أشبه بأبله .ولكن في اى شئ أنا الآن ابله ، ما دمت أدرك انهم يعدونني أبله ؟ حين أدخل مكان ما، احدث نفسي قائلا : إنهم يعدونني أبله، وأنا مع ذلك ذكي ، ثم هم لا يخطر لهم هذا على بال "
كالعادة مع روايات دوستويفسكى لا أملك ان اقوم بتلخيص عن الاحداث او مجريات الأمور والشخصيات لان ناك الكثير من التداخلات والشخصيات لكن سأذكر منهم فقط بعض الشخصيات التى لها الكثير من المواقف والتفاعل مع اميرنا العزيز والذين انتظر تأثيرهم في باقي الرواية : اليزابت بروكوفيفنا وهى أيضا أخر سلالة عائلة ميشكين وتمت بصلة قرابة بعيدة للأمير. هى وعائلتها زوجها الجنرال أيفان فيدروفتش إيبانتشين و بناتها : الكسندرا ، آديلائيد واهمهم نا هى الصغيرة آجلايا التى فتنت الجميع بجمالها ومنهم بالطبع الأمير.
ناستاسيا فيليبوفنا بارشكوفا الجميلة الثانية في الرواية التى يقع في حبها الجميع بالطبع والتى يرونها بشكل والتى سيراها ويتعامل معها الأمير بشكل مختلف . هل هى خاطئة ام هى ضحية الظروف التي وضعت بها ؟ هل هى تائبة ام تريد الغرق في خطيئتها ؟
" جذبت أنظار الناس وأثارت انتباههم.... واحتشد حولها جمهور من المولهين، فيهم الشباب وفيهم الشيوخ وثمة فرسان يواكبون مركبتها في بعض الأحيان "
وبالطبع ناك الكثير من الشخصيات كبارفيون روجويبن الذي التقيناه في بداية الرواية و هو المجنون و العاشق الاول الذي عرفنا منه ناستاسيا وكان له مواقف أخرى مع الامير ومع ناستاسيا . وليبديف الذي احتقره واكرهه وجبريل آرداليونوفتش سكرتير الجنرال والذي لازلت في حيره من أمره وموقفي تجاهه متغير لكنى لا ارتاح له ، وشخصيات اخرى كثيرة .
ولنتحدث عن عنوان الرواية : من هو الأبله؟ او ماهو تعريف الابله ؟؟ أحمق، ضعيف العقل، مَنْ لا تمييز له ولا إدراك. � لكن هل هذه هى البلاهة التى يقصدها دوستويفسكى نا ؟
الشخصيات في الرواية تصف الامير انه أبله لكن هل لانه ضعيف العقل ام لانه يتصف بالعفوية والبراءة ويمتلك طيبة القلب والوضوح والتعاطف مع الآخرين والرغبة الدائمة في مساعدتهم والصراحة وعدم التكلف ويتصرف بطريقة يجعل من حوله يطلقون عليه لقب "الأبله" لبرائته وطيبته ورؤيته لما هو جيد في الاشخاص .
" أنا أعرف أنني عشت أقل مما عاش الآخرون ، وإنني أفهم الحياة أقل مما يفهمها الآخرون ، ولا بد أن طريقتي في الكلام غريبة "
قال له طبيبه يوما " انه مقتنع اقتناعا تاما بأنني أنا نفسي طفل حقا ، طفل من جميع النواحي ، وإنني ليس لي من صفات الرجل البالغ الراشد إلا القامه والوجه ، اما من ناحية النفس والطبع والتكوين وربما الذكاء ،فما انا بالرجل البالغ الراشد ، وإنني قد أظل على هذه الحال ولو عشت ستين عاما "
حسنا اتفق مع طبيبه في كونه طفل ، فالأطفال أبرياء ، بسطاء ،صرحاء ، لا يهتمون بالكذب والتزييف والخداع والغش ويرون الامور ببساطة، وهكذا هو الأمير لكن به ذكاء فالطفل ليس غبي . وانا لم أجده شخص فاقد للعقل ربما به قليل من السذاجة لكن له مواقف وآراء تنبع عن تفكير عميق وجيد وليس غباء او عدم فهم للأمور.
قال الامير تعليقا على ماقاله الطبيب له :
" لاشك انه لم يكن على حق . والا ففي أى شئ يمكن ان أعد طفلا؟ ناك شئ واحد صحيح ، هو إنني لا احب صحبة الكبار فعلا ، لقد لاحظت هذا في نفسي منذ مدة طويلة . ومازلت لا احب صحبة الكبار ولا احسن التعامل معهم . ومهما يظهروا لي من طيب ونبل ، فإنني أظل أشعر بضيق ما بقيت معهم، حتى إذا استطعت أن أتركهم وان أمضي إلى رفاقي احسست بارتياح وغبطة ،ورفاقي هم دائما أطفال، لا لأنني أنا نفسي طفل، بل لأنهم يجتذبوني لا أكثر "
" إن لك براءة وسذاجة لم يعرف العصر الذهبي مثلها ،ثم إنك بنفاذك السيكولوجي العميق تخترق المرء اختراق السهم "
كم سيكون جميل و مريح للنفس ان يكون ناك في عالمنا الكثير من أمثال الأمير في بلاهته كما يصفونه . كانت ستكون الأمور أفضل كثيرا . ليت المجتمع ملئ بالبلهاء اذا كانوا من هذا الصنف بدلا من الاذكياء الذين يذيقونا العذاب والإرهاق وينشرون الكذب والفساد ولا يفعلون شيئا سوى أذية غيرهم.
" إن المرء يستطيع بمثل تصوفك أن يملأ بالسعادة حياة طولها مائة سنة....
انك تستخرج فكرة فلسفية وتظل راضيا سعيدا .
والجملة التي وجدت نفسي بها قريبة من الأمير ، وربما في الحقيقة انى أجد في نفسي أحيانا تشابه كبير مع الامير . فلقد أُسئ إستغلال طيبتي وعفويتي وأُوذيت من اشخاص أعطيتهم ثقتي. ولا اخجل من ذلك فأن أكون شخص طيب أفضل من أن أكون شخص مؤذي .
كان الأمير يؤاخذ نفسه في الآونة الأخيرة على أنه يترجح بين حدين أقصيين ، فهو تارة ( واثق ثقة سخيفة في غير محلها ) وهو تارة ( شديد الشك والحذر والريب إلى درجة مظلمة دنيئة )"
دوستويفسكى نا أيضا ذكر وأدخل امورا وتفاصيل وأحداث أثرت به شخصيا من خلال أحاديث الشخصيات . كما تحدث عن عقوبات الإعدام وقام ايضا بوصف مثال شبيه لوضعه هو شخصيا أثناء إنتظاره لحكم الأعدام .و تشابه مافعله الامير في سداد بعض ا��ديون المشكوك في امرها مع دوستويفسكى شخصيا حين دفع ديون على أخيه بعد وفاته حتى لمن كانوا لايحملون سندات وإثباتات وليس لهم حق في المطالبة بهذه الأموال. والامير نا أيضا أصيب بنوبة صرع كعزيزنا دوستويفسكى الذي عاني من الصرع .
اول كتاب لسنة ٢٠٢٢ واول كتاب في قايمة افضل الكتب ل٢٠٢٢
أن تقرأ الأبله يعني أن تعيش حياته بتفاصيلها الدقيقة.. أن تتفرغ تماماً. فكاتب عملاق كديستوفيسكي لا يمكن تجاهله بقراءة روايته بسرعة، بل تأني حتى تسبر أغوار الأحداث. برأي الشخصي: الرواية دسمة وتحمل معاني كثيرة، فمن مرض بطل القصة النفسي إلى قدرته الخارقة على تحليل الأمور وحل المعضلات وإقتراح الحلول.. تجد مهارة الكاتب في حبك الرواية جيداً وبآلية تجعلك تشعر وكأنك تشاهداً فيلماً إستثنائياً = )
إن لـ(دوستويفسكي) أهمية كبيرة ورهبة وذلك لم يأتي من فراغ.. فكتاباته عظيمة ويستحق كُل الإحتفاء وحتى المُبالغة في تقديره إذا كان هُناك مُبالغة من الأساس. فكيف جذبني بقصة قد تكون عادية أو مُكررة؟ بفضل تمكنه من تشريح شخصياته ودوافعها ونواياها الطيبة والخبيثة.. هو لا يعطيك سطور تصف بها شخصيته.. لكن يكفيه سطر أو فعل لتفهم شخصياته وبسلاسة وسهولة تجد نفسك قد فهمت دوافع الشخصيات. حتى الأفعال المُفاجئة منها كما حدث في هذا الجزء كان مُبرراً بالنسبة لك.
في الجزء الأول من أربعة أجزاء كما قسمتهم دار (تبارك) وبترجمة (حسين القباني) نعيش مع حكاية الأمير أو الأبله كما يراه البعض؟ ولكن هل هو أبله فعلاً؟ رُبما كان كذلك.. ولكنه الآن ليس أبله بكل تأكيد. ففالأمير (ليونيكولا ميشكين) أخر ذكور عائلة (ميشكين) الذي كان يُعالج في سويسرا من مرض عقلي.. رُبما لم يُشفى منه تماماً.. ولكنه يستطيع التعامل مع الناس، وقراءتهم.
تسلسل النهاية من شخصيات وأحداث كان عظيم، كُنت أقرأ أخر فصول الرواية وأنا مُتحمس لما قادم وأتشوق لمعرفة نهاية الأحداث على أحر من الجمر.. هُناك شخصيات أتمنى أن يتم إقصاء دورها على ذلك.. وأتمنى تواجد شخصيات طوال الأربع أجزاء وبالطبع حديثي عن: (ناستاسيا فيليوفنا) تلك المرأة الجميلة التي وقع في حُبها العديد من الذكور منهم ما يطمع في أن يقتطف من جمالها ومنهم من يطمع في مالها. التحول في شخصيتها، أو لأكون دقيقاً الجزء الذي كان مخفياً من شخصيتها كان له دور كبير في نهاية الأحداث على هذا الشكل.. ورُبما آخره (فيودور) إلى أخر فصول الرواية ليُفاجئنا ويُربكنا أيضاً.
الحوارات كانت رائعة بين الشخصيات.. فقط الأحداث كانت بطيئة قليلاً. رُبما ناسب ذلك الطابع الروسي البارد.
فقط ملحوظة بخصوص الطبعة من دار (تبارك).. لا شك أن الترجمة متوسطة والغُلاف جيد وحتى سعر الأربع أجزاء لا يُقارن بأي طبعة أخرى.. ولكن التنسيق الداخلي كان بدائي جداً.. من شكل الخط وعدم تحديد المُتكلم في الحوارات أو وضع الأسماء بين أقواس وتلك الأشياء البديهية لتُسهل القراءة على القارئ.. وخصوصاً وأنت على موعد مع عمل ثقيل لكاتب له وزن كبير.
لطيفة و رائعة هي الرواية. بطلها من أجمل و ألطف الشخصيات التي من الممكن أن يقرأ عنها المرء... تتحدث عن الأمير مشكين _و هو أمير لأنه ينحدر من عائلة نبيلة، بيد أنه فقير لا يملك شروى نقير_ بسيط طيب القلب جميل الروح و شفيف، مثالي حد السذاجة لا يعرف النفاق و الكذب و الخداع و لا تعنيه المادة، سمح دمث لطيف المعشر... و هذا ما جعله أبلها بحسب تعريف المجتمع... و كل من يقرأ الرواية يدرك أن الجميع كان بُلها إلاه... لكن كم تستطيع أن تحتمل روحا صافية كإياه الواقع المزري... للأسف ليس كثيرا...
صراحة قد وجدته هو المستر بيرفكت بعينو...
ألا ليتني ألتقي بأبله مثله.
ثم كان أن شاهدت مسلسل الأبله الروسي إنتاج 2003 و هو عبارة عن عشر حلقات صحيح أنه لا شيء يعدل قراءة الرواية و خصوصا وصف نفسيات الأبطال... و لكن الفيلم والأداء جدا جميل... و لا أحسب أنه يمكن أن يكون أجمل من ذلك... أعجبني أداء البطل Yevgeny Mironov المتقن لدور الأمير مشكين
“إنَ� المرء لتبرأُ نفسهُ وتشفى حينَ يعيشُ مع الأطفال!"
“يُخيَّل� إليَّ أنَّ الإنسان، حينَ يداهمهُ هلاكٌ لا سبيلَ إلى تحاشيه، كانهيارِ منزلٍ فوقه مثلاً، إنما يشعرُ عندئذٍ برغبةٍ لا تقاومُ في أن يقعدَ مغمضًا عينيه، وليحدث ما يحدث!�
“لش� ما أدهشني دائمًا مدى جهل الكبار بالصغار، بل ومدى جهل الآباء بأبنائهم أنفسهم"
رواية لطيفة لشخصية لطيفة ومن اطيب شخصيات دوستويفسكي على الاطلاق الامير ميشكين المعروف بالأبله صاحب المقدرة الجبارة على التسامح والمغفرة فكرتها لطيفة واحداث سلسلة جدا
شكرا للاصدقاء ايمان مصطفى ومحمد حيالله على القراءة الممتعة واشوفكم في الجزء التاني ❤�
ابله شاهکاری از داستایفسکی ست که از خواندن برگ به برگ ش لذت میبرم داستانی شگفت انگیز در اوجهنرمند� و سرشار از جادوی داستایفسکی.. ابله اثری از دورانپختگ� داستایفسکی ست،رمانی که عناصر و روایت ان در کمال مطلق قلم وی به ما رسیده است. قسمتی از ریویویی که بر قمار باز نوشتم،وجهی که در ابله به کمال رسیده: یکی از وجه ها مورد علاقه داستایفسکی ایجاد صحنه های رویایی بزرگ و ملغمه کاراکتر های متفاوتش در یک مکان است..افرادی بس متفاوت که هر یک با دیگری رابطه ای خدشه دار دارد که این موضوع خود به تهییج صحنه رویارویی میپردازد..در واقع در رویارویی این شخصیت ها همواره شاهد تضاد شدید شخصیت منافع هستیم که رویارویی شان فضایی سنگین ایجاد می کند و این رویارویی خود مبدا شروع حقیقی داستان است..و از آنجاست که هر یک به سوی فرجام نهایی خود پیش می روند..فرجامی که اغلب سبب جدایی همیشگی شخصیت ها می شود..همچو اتاقی پر از دینامیت های انسانی..که موج های انفجارش سپس به هر سو روان می گردد.. و سپس,بعد از بر خاکستر نشستن موج های انفجار,در پایان داستان,شخصیت ها را میبینیم,که گاه شکسته,گاه تغییر یافته و حتی گاه تکامل یافته از خاکستر ها برمی خیزند و شروع به حرکتی مورچه وار در مسیر های خود می کنند..و زندگی شان پس از یک فاجعه ادامه دارد,اما این ادامه حاصل تمام آنچه هست که ایشان خود بوده اند و انتخاب هایی که انجام داده اند..و در نهایت به سوی رستگاری یا که نابودی روانند..
دوستويفسكي يحق لنا تسميته "رائد" فن الرواية بمفهومها الشامل، تمكّن من خلال رواياته الولوج لعمق النفس الإنسانية عبر إدراك تفاعلاتها تجاه التأثيرات العاطفية . بعد قراءتي لرواية ونصف له("الأخوة كارامازوف" والجزء الأول من "الأبله") توصلت لاستنتاج مهم قارنت من خلاله بين عالٍم النفس والروائي. فالأول, أي عالٍم النفس يحلل النفس البشرية بغية التوصل لفهمها وإدراكها وحتى استيعابها، بينما الروائي يتمكن من ذلك بطلاقة وسلاسة دون تحليل.
رواية "الأبله" بجزئها الأول، تجري أحداثها في مشهدين إثنين فقط، الأول في عيد ميلاد نستازيا فيليبوفنا والثاني لدى زيارة الأمير في الريف إثر تعرضه لوعكة صحية وامتثاله للشفاء. ولو قاربنا المدة الزمنية لهذين المشهدين نجد أن أهم الأحداث وابرزها جرت في ليلتين فقط. ��ع مراعاة الفروقات الزمنية للأحداث الأخرى.
ولو تساءلنا من هو "الأبله"؟ أو "الأمير" أو "ليون نيقولايفتش"؟ فكما عودنا دوستويفسكي، فالشخصية الواحدة يكون لها أكثر من إسم قد يكون إختصار إسم أم لقب. وللإجابة عن هذا السؤال نجد أن الكاتب وضعنا أمام شخصية نادرة الوجود ليس فقط في زمنه وإنما ندرتها تكمن في كافة الأزمنة دون إستثناء زمننا هذا. وإليكم التفاصيل:
الأمير هو إنسان ذو حسب لايبدو ذلك من خلال مظهره أو من خلال ما لم يمتلكه من ثروة ثم عاد وامتلكه لاحقًا، وإنما من خلال تعامله مع الآخرين. فـأصحاب النسب العريق ليسوا المتأنقين المتباهين والمتكبري��، وإنماالذين يعرفون كيف يتعاملون مع من حولهم، مهما اختلفت ظروفهم ومواقعهم الإجتماعية، برقي وإنسانية. والأمير لم يكن وحده يتمتع بهذه الميزة الخلقية، كذلك تمكنا من مشاهدة نموذج آخر لإبن العائلة الأصيل عبر مواقف قريبته إليزابيت بروكوفيفنا.
أمّا فيما خصّ الأبله فهو إنسان صريح ومباشر يقول الأمور دون تكلّف أو حتى تكبّدعناء في البوح والقول. وهذا ما أعطاه صفة "البلاهة"! فالصدق قد يبدو ضربًا من ضروب العته في زمن إعتاد على التزييف والتزيين في تعاملاته. بيدأنّ "الأبله" نا رغم نظرة المجتمع له ووصمه بالسذاجة، تمكن من إرباكهم جميعًا وأصبح في موقع المؤثر وبالجميع أيضًا دون أن يتنبه أحد لذلك. فهذه الشخصية التي لاتتواني عن البوح والقول أربكت من لايقوى على ذلك ومن اعتاد الكذب والتلفيق سيضيع حين تقدّم إليه الحقيقة على طبق من ذهب. إنها الحقيقة التي يتوه عنها البشر ويميلون بعيدًا حتى عن فهمها ورؤيتها، لا لسبب إلا لأنها تخيفهم. وما أضاف هذه السمة على الأمير، أي سمة السذاجة هو مرضه. كالعادة يظهر داء الصرع في رواية أخرى لدوستويفسكي،هذا الداء الذي شكل بالنسبة لهذا الروائي مصدر بؤس وشقاء لإصابة إبنه به. ونا نرى بأن الكاتب لا بدّ وأن يضع من ذاته ومن حياته ليكون عمله تامًا ومتقنًا. نوبات الصرع التي تصيب الأمير ليون نيقولايفتش، إنما هي حالة هذيان تجعله يرى الحقيقة بصورة أوضح وأنقى ، ليتمكن بعد تخطيها من التعامل مع نتائج ما توصل إليه وهو يتصارع مع المرض.
بالنسبة لدور المرأة في هذه الرواية، كالعادة، ناك إمرأة واحدة يتنافس عليها الجميع "نستازيا فيليبوفنا" وغالبًا ما تمتاز هذه الشخصية برؤية عاطفية تميل نحو التقرب من الألم والإبتعادعن السعادة، وكأنّ لذة الحب لا تكون إلاّ في وجعه.
ومقابل السيّدة المتنازع عليها نجد لها منافسة متعجرفة تعرف حقّا ما تريد وتعرف كيف تحصل عليه وتصل إليه إنها "آجلايا".
حتى الآن لم تكتمل الصورة بشكل مطلق، فالأحداث لازالت في أوجها، بقي علينا قراءة الجزء الثاني....
تقول بعض التفسيرات عن سبب شعورنا بارتياح و ألفة مع شخص نلتقي به أول مرة أنه يرجع إلى أنه كان لنا معرفة في حياة سابقة. يمكن أن نقول الشيء ذاته عن الكتب التي تشعرنا حين نقرأها أنه سبق لنصوصها أن انطبعت في ذاكرتنا قبل تلك القراءة ،و أننا نحس أنه في السطر التالي سنكون على موعد مع نص مألوف. كثرة تلك النصوص التي نستبق الشعور بالألفة معها تجعل من احتمالية مرورنا عليها من خلال اقتباسات الأصدقاء كسبب أمرا مستبعدا . هكذا يحلو لي التفكير بأنه يجمعني شئ خارق مع الكتب التي أحب .
أثناء قراءتي ل"الأبله" مررت في أكثر من موضع بذاك الشعور بالألفة التي تستبق قراءة النص ، و كتجربة ثالثة مع ديستوفسكي بعد "مذلون مهانون" و "المقامر"،أقول أن رواية "الأبله" هي أكثر غوصا في الأمور الفلسفية التي جاءت في قالب جدالات حوارية مشوقة . و كأكبر عمل روائي ضخم قرأته أقول أنه ليس متكلفا أسلوبا ،و لا محشوا بالسفاسف ، بل ستجد أن ناك الكثير من الصفحات تحتاج أن تقرأها مرة أخرى . و لا زال هذا الكتاب بجزئيه معلقا بي ،لم يطاوعني قلبي أن أعيده إلى مكانه في رفوف مكتبتي قبل أن أملي عيني و عقلي و قلبي بنصوصه العظيمة مرة تلو الأخرى.
الأمير مشكين "الأبله" كما يحلو للناس تسميته ،لأنه صريح،و لأنه غير متكلف بالحديث، و لأن رؤيته للحياة بريئة كطفل ،أو كما قال له طبيبه أنه" طفل من جميع النواحي،و ليس له من صفات الرجل البالغ إلا القامة و الوجه،أما من ناحية النفس و الطبع و التكوين فما هو بالرجل البالغ الراشد". و على الرغم من اعتبار الناس بأنه "أبله"،فهذا لم يمنعهم من أخذ المشورة و النصح منه و الإشادة بذكائه الغريب، و الإعجاب بآرائه ، و لم يمنع آنستان من الوقوع في حبه.
ديستويفسكي في"الأبله" فيلسوف أكثر منه روائي ، فعلى مدى أكثر من ألف صفحة تقع في جزئين ،قليلة هي الأحداث التي حركت مسار الرواية، مقارنة بالحوارات الجدالية الفلسفية التي تطرقت إلى مواضيع شتى و قيلت على لسان ،ليس الأمير "مشكين"،بل شخصيات عادية روت رؤيتها في مجالات عدة بما يتفق مع ملامح الشخصية المرسومة لها . و ما أجمل الفلسفة و الفكر حين تأتي في قالب أدبي مشوق .فقبل كل شي برع ديستوفسكي في وصف حالة الصرع التي تنتاب الأمير مشكين و تأثيراتها المسبقة و اللاحقة. و ناك موضوع الإعدام الذي يتكلم عنه ديستوفسكي عن تجربة شخصية، و ناك قضية الإيمان و الإلحاد،و الليبرالية، و ناك قضية المرأة حيث لم يكن حينها قد ظهر مصطلح "النسوية". و أخيرا و ليس آخرا مفهوم الحب،الحب الذي يأتي بدافع الشفقة، و الحب الذي تنتهجه بعض النساء "لأعذبنه عذابا شديدا ،ثم لأمنحنه كامل الحب".
لم أستطع مع خاتمة الرواية التراجيدية التي أصابتني بالحزن،سوى أن أدع عواطفي جانبا ،و أن أعترف بعبقرية ديستوفسكي في أنه لا يمكن لهذه الرواية أن تكون بخاتمة أفضل منها.
رواية تتسم بالهدوء والحساسية المفرطة، تبحث عن القيم الكبرى والمبادئ الأخلاقية، وتعرض بعض المشكلات التي يعاني منها المجتمع الروسي آنذاك ثم تعرض بعض الحلول بطريقة قصصية جميلة وجاذبة.
وكعادة دوستويفسكي في جميع رواياته، نجده في "الأبله" يتفنن في تعذيب النفس البشرية وتحطيمها، من خلال إهانة البطل واذلاله من بداية الرواية إلى نهايتها، حتى تشعر في بعض الأحيان وأنت تقرأ الرواية وكأن لا وجود للبطل.. شخصية معدومة.
بطل الرواية هو الأمير "ليون نيقولايفتش ميشكين" وينتمي لأحد العائلات النبيلة، يتصف بالعفوية والبراءة والهدوء، يمتلك طيبة القلب وصفاء النفس، وينظر للحياة نظرة تفاؤل، ويتصرف بطريقة يجعل من حوله يطلقون عليه لقب "الأبله". يعاني من نوبات صرع، كان يعالج في سويسرا وبعد أن أنهى علاجه عاد إلى روسيا، وهو بذلك يشبه كاتب الرواية الذي عانى من نفس المرض لازمه طوال حياته. يقع الأمير في دوامة عاطفية تؤثر عليه بشكل كبير حيث يقع في حب فتاتين في آن واحد، آجلايا ابنة الجنرال، و"ناستاسيا" التي يريدها الجميع، مما ينتج عن هذا الحب أحداث مأساوية في نهاية الرواية.
لا شكّ في أنّ رواية دوستويفسكي ممتازة من حيث شخصياتها وأحداثها والغور في مكنونات النفس البشرية والمجتمع الروسي في تلك الحقبة من التاريخ والخير والشر والنفس الطيبة والخبيثة وتناقضات النفس البشرية بطريقة لم يضاهيه فيها كاتب غيره، إلا أنّ قراءة هذه الرواية مرهقة بعض الشيء (ربما لأنني قرأت أكثر من رواية ثقيلة على التوالي وكنت بحاجة إلى استراحة مع قصة خفيفة) فالشخصيات كثيرة وتتوه أحياناً في معرفة من هو من، والتفاصيل كثيرة في أماكن عديدة في الرواية، تستمتع بها حيناً وتضيق ذرعاً بها أحياناً خصوصاً أن صفحاتها تتخطى الـ 600 صفحة.. لكن كل ذلك يُغتفر لدوستويفسكي فتلك الموهبة في صقل شخصايته تجعل رواياته لا مثيل لها.. للرواية تكملة في جزء ثان أعتقد أننا سأتروى أكثر في قراءته وسأستمتع به أحسن استمتاع
الحقيقة أنا لا أدري كيف يستطيع دوستويفسكي أن يملأ رواياته بكل هذه الأحداث بينما تدور في فترة زمنية قصيرة ولكن أن ما أدركته في قراءاتي الثانية لدوستويفسكي أن هذا الراجل لا يعبث فلا يوجد طرف في الأحداث إلا وراءه قصة وحدث ستعرفها وستؤثر فيك كثيراً أن دوستويفسكي عبقري من كوكب أخر وهذا أقل ما يمكن أن يمدح به ؟
أنا أرى أن قتل إنسان بسبب ارتكابه جريمة قتل هو قصاص لا تناسب بينه وبين الجريمة نفسها . إن قتل قاتل أفظع كثيراً من جريمة القتل التي ارتكبها ذلك القاتل . إن الإنسان الذي يقتله القتلة ، إذ يذبحـونـه ليلا في غابة أو غيرها ، يظل إلى آخـر لحظة يأمر أن ينـجـو يـروى النـاس عـن مـقتـولين أنهم ظلـوا ، بعـد حـر رقـابهم ، يأملون ويحاولون الفرار ويتضرعون سائلين الشفقة عليهم والرأفة بهم . أما في الإعدام فإن الأمل الأخير ، الأمل الذي يجعل احتمال الموت أسهل عشر مرات ينتزع منك " حتما " . إن صدور الحكم واستحالة الإفلات منه هما اللذان يجعلان العذاب رهيباً فظيعاً . صدقنى : ليس في الدنيا عذاب أشد هولا من هذا العذاب .
" أغلب الظن أن هذا الشاب لا تكون له هذه النظرة نفسها حين يخلو إلى نفسه ، ولعله لا يضحك قط " . ذلك كان شعور الأمير
" أذكر أنني أحست حينذاك بحزن لا يطاق ، حتى لقد استبدت بي رغبة في البكاء . كنت لا أزيد على أن أشعر بدهشة وقلق . لقـد فـجـأني كثيرا أن كل شئ حولى كان أجنبياً . نعم ، لقد أصبحت في " الخارج " . فهمت ذلك . إن هذا " الخارج " كله يهوى بي إلى قاع الحـزن واليأس . ثم لم أخرج من تلك الظلمات خروجاً كاملا - ما زلت أذكر هذا - إلا في المساء .
- لقد أثرت نهقة الحمار في نفسي تأثيراً قوياً ، وأعجبتني إعجاباً شديداً ، لا أدرى لماذا ؟ وفي الوقت نفسه كان كل شئ في رأسي يضئ. قالت الجنرالة : - حمار ؟ غريب .. ولكـن لا ... لا غرابة. إن بينـا نحـن معشر النساء من يقعن في غرام حمار.
- كان الحديث عن الحمار ذكياً جداً كذلك. لقد وصف لنا الأمير حالته المرضية وصفاً شائقاً ، وذكـر لـنـا كيـف استرد حبـه للأشياء على أثـر صـدمة خارجية. لقد طالما اشتقت أن أعرف كيف يفقد الإنسان عقلـه وكيف يمكن أن يسترده ، ولا سيما حين يتم ذلك على نحو مباغت !
وفي بعض الأحيان أيضاً ، أثناء النهار ، على مكان ما من الجبل ، كنت أتوقف وحيداً بعد صعود طويل . مـن حـولى أشجار صنوبر ضخمة قديمة تفـوح منها رائحة الراتينج . وفي بعيد ، على مستوى أدنى ، تلوح قريتنا الصغيرة التي لا تكاد ترى . والشمس تسطع . والسماء زرقاء . والصمت مطلق . فناك إنما كنت أحس أحياناً ذلك النداء نحـو المجـهـول ، واقـدر أننى لـو مـضيت على أمـام قـدماً ، وأوغلت إلى بعيد ، على بعيـد ، وتجـاوزت ذلك الخـط الـذي تلتقى عنـده الأرض بالسماء ، فسأجد جوابـا عـن كـل شئ ، وسرعان ما تنكشف لى حياة جديدة ، أكثف كثافة وأعنف عنفاً وأحر حرارة من الحياة عندنـا ألـف مرة .
ولكن اسمح لي : إن ذلك الصديق الذي روى لك تلك الأهوال قد خفف الحكم عليه من حكم بالإعدام إلى حكم بالسجن مع الأشغال الشاقة ، أليس كذلك ؟ معنى هذا أنه قد وهبت له تلك " الحياة التي لا نهاية لهـا " ، فـكـيـف استعمل ذلك الغني كله من بعد ؟ هـل عـاش يحسب الدقائق فلا يضيع منها دقيقة واحدة ؟ - لا ... لقد ذكر لى الحقيقة هو نفسه ... لأنني سألته في هذا الموضوع إنه لم يعش بهذه الطريقة أبدأ ، بل بدد دقائق كثيرة . - هذه إذن تجربة قاطعة : ليس في وسع الإنسان حقاً أن يعيش حياته " حاسباً ".
«وهي في رأي عمل أدبي لايمكن أن يموت، بل ولا يمكن أن يشيخ» .. كلام ينطبق على الرواية 💙
- لماذا كتبت إليها هذه الرسالة ؟ = ناك لحظات يريد المرء أن يكون بقربة صديق ..
انهيت الكتاب الأول من رواية الابله لديستويفيسكي وكلي شوق لقراءة الكتاب الثاني .. مشتاقة لأعرف ماذا سيفعل البطل في هذا المجتمع الغريب البطل / الأمير الذي يطلقون عليه الابله ، ثم ها هو بشهادة الجميع ليس أبلهاً علي الإطلاق هو الشجاعة والأخلاق والقدرة علي الفهم هو المبادرة بالكثير من الأفعال التي لم يقدر عليها أصحاب السلطة والجاه هو الشخصية التي جاءت من سويسرا علي غفلة لتقلب الموازين وتثير التساؤلات وتحتل أروقة الفكر في المنازل وتحرك الأحداث وتستعمر القلوب والعقول هو هذا الشاب غريب الأطوار والأفعال الذي أحدث أثراً غريباً في المجتمع الروسي بفطرته الساذجة وحديثه الذي ينبع من القلب ، فانفتحت له القلوب كذلك ، وعرف دون قصد أخطر الأسرار وامتلك بين يديه القرارات المصيرية لأكثر السيدات جدلاً ، وأكثرهن جمالا أيضاً كيف استطاع ديستويفيسكي أن يتخيل هذه الشخصية ؟ ومن أين جاء بها ؟ وكيف جعلني أتخيلها وكأنني أراها بالفعل أمامي كيف توصل إليها ؟ وصاغها بهذه الحرفية ؟ وجعلني أشتاق للكتاب الثاني بهذه اللهفة ؟ هذا الكتاب الذي أقيمه الأن يحمل بداخله الجزء الأول والثاني من الأبله والكتاب الثاني الذي بدأت به بالفعل يحمل بداخله الجزء الثالث والرابع أي أن الابله 4 أجزاء كل جزء عالم مفرده يستحق القراءة والثناء (:
لماذا تخلق الطبيعة أفضل الناس؛ لتسخر منهم بعد ذلك؟ أنا لم أفسد أحداً .. لقد أردت أن أحيى لسعادة الناس جميعهم، لإكتشاف الحقيقة ونشرها .. .. لقد توصلت الى القوة الخفية التى تجذبنى دائما لألتهم الصفحات والفصول فى هذا العمل العظيم المتجلى، فديستوفيسكى فى رواياته، يستطيع أن يغمر القارئ بأساليبه البارعة لشرح الطبائع البشرية وتحليلها، وكلامه يشد ويرخى عواطفى وجوارحى..
.. لم أتعاطف وأؤيد ف حياتى شخصية روائية مثل شخصية الأمير، إنسان عطوف حليم ، نقى من الداخل والخارج فى زمن يشوبه ويخالطه السواد، كنت أحزن عندما أجد أحد يناديه بالأبله .. ولكم أردت أن أكون داخل الرواية لأمنع أى أحد من يلقبه بهذا الوصف الشنيع .. وإن كانت المشاعر الصادقة والعطف والحب متخفّى وراء قناع يُدعى البلاهة، فلكم أتمنى أن نصبح كلنا بلهاء.
أغنية الفارس الفقير لـ "بوشكين" ،، مذكورة في الرواية
فقيراً كان الفارس وصموتاً وبسيطاً ومُظلماً كان وجههُ وشاحباً وكانت نفسُه جسورة وصريحة٠
لاحت لهُ رؤيا حفرت في قلبه أثراً عميقاً التهبت نفسهُ منذ ذلك اليوم٠
حوّل عينيه عن النساء فإلى أن ووري التراب لم يخاطب امرأة بكلمة٠
بمسبحة لفّ عنُقه لا بمنديل لفعها ولم يرفع أمام أحد حافّة خوذته الفولاذية٠
بحب طاهر امتلأ قلبُه ظل وفـيـاً لرؤيـاه وبدمه على ترسه كتب: ألف .ميم. دال٠
وفي صحارى فلسطين بينما الفرسان بين الصخور يهبون إلى القتال ذاكرين أسماء سيداتهم كان يصيح بحماسة عاتية قائلا:٠ ياضياء السماء ،، أيتها الوردةُ المقدّسة ! ومُنقضّا كالصاعقة كان يُجندل الأعداء٠
وحين عاد إلى قلعته البعيدة عاش فيها معتزلاً ناسكاً وظلّ صامتاً، وحزينا ومات كمجنون٠
جميلة، قدرة رائعة على تصوير ونحت المشاعر الانسانية ينفرد بها دستوفيسكي كعادته، التشويق هو الجانب الذي يحترف أيضًا دوستوفيسكي في انتهاجه، يجمع ما بين عمق الموضوع والقدرة على صقله بقالب مثير .. وصف مشهد الاعدام، و الرهان .. كان الأجمل بالنسبة لي ..
المترجم الجميل و الجميل جداً -اقصد السخرية و غير اسفه على ذلك- عوض حسين! لماذا ياصديقي؟ الترجمة سيئة الى الحد الذي جعلني ادخل في ايطار Incomplete reading ولآول مرة .. فقط احب انوه ان هذا النمط بالقراءة لايعد سيئا كما يدعي البعض و كما كنت اعتقد سابقا فتفادي المشاكل احيانا قد يستدعي الهرب لازلت تحت تاثير الصدمة من كمية الاختصار فاكثر من نصف الكتاب مفقود بعد الترجمة المترجم سلخ دوستويفسكي من ذاته و حوله من روائي وجودي و فلسفي الى روائي احداث وهذا الذي لايمكن ان يكون! لان دوستويفسكي صاحب طبيعة نفسانية و وجودية في الكتابة فالرواية بالنسبة له هي مجرد قالب لايصال صراعاته و افكاره عذرا اسهبت في الحديث عن تجربتي الشخصية بينما نصف الخطأ يقع علي باعتبار ان الاختيار كان بيدي و لي تجارب سابقة مع رائد الترجمة في مجال الادب الروسي سامي الدروبي
بالحديث عن الكتاب انا اجزم انه يستحق اكثر من ٥ نجوم لولا تجربتي السيئة حاولت اختصر الفكرة و وجدت انه من المستحيل ذلك لكن مجملا الرواية تتحدث عن الامير ميشكين الذي يعاني من مرض الصرع و في طريق عودته من رحلة علاج الى موسكو و على متن القطار يلتقي بروغوزين و ليبديف، من نا تبدأ الحكاية دائما كان دوستويفسكي مظلم و معقد في غوصه بخبايا النفس البشرية بحديثه عن الذل، الانتظار، صراعات الكاتب فكيف بالحديث عن الصرع؟ و بالمناسبة دوستويفسكي عانى من الصرع و من قرأ مذكرات زوجته سيدرك ان غالبية كتبه كانت نتاج تجارب شخصية كالابله و المقامر وغيرها الكثير الرواية تحتاج مجهود و ذهن حاضر و هذا ماكنت افتقده هذه الفتره وصف المشاهد و الحوارات هي ما ادهشني بالاكثر ايضا شكل الحب في الرواية اتى بطريقة غرائبية و برأيي هذا مانسميه بالتجديد الذي طالما ابدعو فيه ادباء القرن العشرين
سبب كتابتي للريفيو هو شغفي بالكاتب و توثيقا للتجربة و لكن ارجو ان لاتعولوا عليها بالحكم لاني لم اعطي الكتاب حقه
كانت هذه القراءة هي التجربة الأولى في القراءة لديسوتوفسكي لم اضع اي توقعات مسبقة عن الرواية لكني كنت اعتقد أنها ستكون جيدة فهي لكاتب مرموق لكني واجهت صعوبة في البداية مع اسماء الشخصيات وحفظها ثم الاحداث التي لم تثير أهتمامي وتشدني أكثر خصوصا في المنتصف ، قرأت الجزء الأول من دار نشر الأهلي ولا أدري إذا كان لها جزء اخر فلم يذكر النهاية كانت مقبولة ربما لاني تآلفت مع الشخصيات لكن اجمالًا لم تعجبني الرواية وأقول ربما نسختي من الترجمة سيئة .