لقد أحدثت العلمانية في الحركة الإسلامية رجة فكرية عظيمة، أُشَبهها بما أحدثته بيريسترويكا غورباتشوف في الشيوعية العالمية! لقد صرنا نرى - ضمن المنتسبين للتيار الإسلامي - من يقول بلسان حاله أو مقاله: أنا لا أدعو إلى تطبيق الشريعة، ولا أنوي تطبيقها لو حكمت، وليس ذلك في برنامجي السياسي أصلاً . . أنا أحرص أشد الحرص على إخفاء عقيدتي، وستر حقيقة فكري، ولو أمكنني أن أخفي بدني أيضًا لفعلت! يهمني وطني فقط في حدوده الجغرافية التي تقررها الأمم المتحدة، أما آلام الأمة الإسلامية وآمالها، فلا تعنيني في شئ، وليست هي من أولوياتي. فأنا وطنيٌّ في عباءة إسلامي . . لا أدعو لمنع الخمر ولا للبس الحجاب، فضلًا عن أن أسعى لفرض ذلك! بل من شاء أن يفعل شيئًا فليفعله، فأنا ليبرالي في كهولته، نشأ إسلاميًا في طفولته!
الاسم: البشير بن محمد عصام المسفيوي المراكشي. ولد سنة 1392 بمدينة مراكش. متزوج وأب لثلاثة أطفال. الدراسة الأكاديمية: أمضى دراسته الأكاديمية الأولى بمدينة مراكش، ثم انتقل إلى الرباط لإتمام الدراسة حتى حصل على شهادة مهندس الدولة في الاتصالات من المعهد الوطني للبريد والاتصالات بالرباط. ثم التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بشعبة الدراسات الإسلامية، سنة 1415: - حصل على الإجازة سنة 1419. موضوعها: (حقيقة الإيمان من خلال تفسير فخر الدين الرازي � عرض وتحليل) بإشراف الدكتورة عائشة الهلالي. وفي هذا البحث مناقشات للأشاعرة في مسائل الأسماء والأحكام خصوصا. - حصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة سنة 1421 من وحدة (مناهج البحث في العلوم الإسلامية). موضوعه: (المنهج الإسلامي في دراسة روايات السيرة النبوية) بإشراف الدكتور فاروق حمادة. - حصل سنة 1430 على الدكتوراة في الفقه وأصوله، تحت عنوان: (المصالح والمفاسد في المذهب المالكي وتطبيقاتها المعاصرة). بإشراف الدكتور أمحرزي العلوي والدكتور فاروق حمادة. الشيوخ: 1- الوالد الشيخ محمد عصام المسفيوي خريج كلية ابن يوسف العتيقة بمراكش: قرأ عليه � منذ الصبا � في العربية كثيرا (في النحو والصرف على الخصوص)، وفي الفقه المالكي من شرح ميارة الصغير على المرشد المعين، وفي التاريخ والتراجم. 2- العلامة الفقيه اللغوي مصطفى النجار � رحمه الله � شيخ الجماعة بسلا: قرأ عليه لمدة سنتين تقريبا في مسجده وفي منزله في العلوم التالية: � في النحو والصرف من شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. � في البلاغة من شرح عقود الجمان للسيوطي. � في الفقه المالكي من شرح أبي الحسن على رسالة ابن أبي زيد القيرواني. � في المنطق من متن السلم المنورق بشرح القويسني، مع النظر في شرح البناني. 3- الشيخ الحسن بن علي الكتاني: لازمه لنحو أربع سنوات، وقرأ عليه كثيرا، وأهم ذلك ما يلي: � العقيدة من كتب متفرقة لشيخ الإسلام ابن تيمية. � الفقه من سبل السلام للصنعاني. � الفقه من الدرر البهية للشوكاني (بشرح الروضة الندية لصديق حسن خان). � الفقه المالكي من المرشد المعين لابن عاشر بشرح ميارة، مع الاستدلال والتعليل. � أصول الفقه من المحققة النونية لمراد شكري. � القواعد الفقهية من كتاب (القواعد الفقهية) للندوي. � مصطلح الحديث من الباعث الحثيث. � التزكية والآداب من شرح رياض الصالحين. � وغير ذلك. 4- الشيخ اللغوي الفقيه محمد الرزكي: قرأ عليه لبضعة أشهر في ألفية ابن مالك بشرحي ابن عقيل والمكودي. 5- الشيخ العلامة المتفنن مصطفى البيحياوي المراكشي نزيل طنجة: حضر عنده في شرح صحيح البخاري وفي السيرة النبوية، وجالسه في جلسات خاصة وسأله واستفاد منه. 6- الشيخ الفقيه العربي كدار: قرأ عليه في كتاب الفرائض من مختصر خليل. 7- الشيخ الفقيه عبد القادر الإدريسي: قرأ عليه لبضعة أشهر في العقيدة من شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي وفي الفقه المالكي من رسالة ابن أبي زيد بشرح أبي الحسن. 8- الدكتور الشيخ فاروق حمادة: قرأ عليه لسنتين تقريبا في بلوغ المرام لابن حجر، وفي كتابه (منهج البحث في العلوم الإسلامية � تأليفا وتحقيقا)، وفي كتاب الطب من نيل الأوطار، وفي كتاب الرقاق من صحيح البخاري، وغير ذلك. 9- الدكتور الفقيه محمد الروكي: قرأ عليه لسنتين تقريبا في بداية المجتهد لابن رشد، وفي (القواعد الفقهية)، وغير ذلك. 10- الدكتور الأصولي أحمد الريسوني: قرأ عليه لثلاث سنوات تقريبا في أصول الفقه عامة، وفي الرسالة للإمام الشافعي خاصة. 11- الدكتور أحمد أبو زيد: في تفسير القرآن، وفي كتاب (العقل وفهم القرآن) للمحاسبي. 12- القارئ الفقيه المحدث محمد السحابي السلاوي: اجتمع به، وسأله، واستفاد منه. وآخرون. الإجازات الحديثية: له إجازات حديثية كثيرة عن جمع من العلماء والمسندين، من أهمهم: 1- الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي. 2- الشيخ أبو أويس محمد الأمين بوخبزة التطواني. 3- الشيخ عبد العزيز بن الصديق الغماري. 4- الشيخ عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني. 5- الشيخ زهير الشاويش. 6- الشيخ وليد المنيسي. 7- الشيخ محمد زياد التكلة. وغيرهم كثير. الأبحاث المنشورة: - شرح منظومة الإيمان المسماة (قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان) � نشرت بالدار البيضاء سنة 1420، ثم على الشبكة. - (شرع الله ليس غلوا) نشر بتطوان سنة 1422.
��رصد للاختراقات العلمانية في قلب التيارات الإسلامية المعاصرة، والتنبيه عن الانجرافات التي لحقتها فكرياً وعملياً ..
نفس الحركات التي جاءت لوقف المد العلماني .. هي من تأثر ببعض أفكاره، ومناهجه ..
ولعل أبرز أسباب الوهن وتسلل العلمانية من الثغرات، هو الضغط الشديد على تلك التيارات والذي دفعها للتنازل التدريجي، والتضحية السلبية.
كما أن "الربيع العربي" شارك بترسيخ قيم الحرية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان .. مما ساعد على تطور التنظير العلماني في كثير من فكر الحركات الإسلامية العاملة.
د. البشير يوجه النقد للتغيرات التي استجدت بها الحركات، ويستدل بأقوال بعضها مع إبراز الأثر بالرد والتفنيد.
كتاب مهم وجريء لكنه مجرد مدخل لنقاش يجب فتحه حول الحركات الإسلامية ومصيرها. الشيخ ينتقد بصدق وإخلاص مظاهر العلمنة، لكن الممارسة قد تستدعي تنازلات لا يشعر بها الناقد من الخارج.
بٱختصار و إيجاز : العلمنة من الداخل و رصد تسرب التأصيلات العلمانية إلى فكر التيارات الإسلامية المعاصرة للبشير بن عصام المراكشي. ضبط و رصد لمدى تأثر الحركات الإسلامية المعاصرة (إخوان، سلفية و رموز إعلامية إسلامية غربية) بالفكر العلماني الغربي المهيمن و تنبيهها إلى ضرورة الإصلاح. هو عصارة و مركّز لما يراه الكاتب إخلالات تجمع بين عالمين أو دينين أو فكرين يصلان في تباينهما إلى حد التناقض. فالحركات الإسلامية التي ما قامت إلا في سبيل إقامة دولة الإسلام و تحكيم شريعة رب الأنام تطورت بفعل العديد من العوامل و المؤثرات الداخلية و الخارجية، عاشت في ظل بيئة ساهمت في تغيير التصورات و الرؤى الأصلية. هو عرض لمظاهر و بحث في الأسباب و أخيرا ٱقتراح لحلول مشكلة أصابت وفق الكاتب الثغر الذي لم يكن يظن أن تؤتى منه الأمة الإسلامية .
جيد في طرحه العناوين الكبرى التي دخلت عليها العلمنة فغيرت معالمها من ركائز الإسلام التي يدعي أصحاب الحركات الإسلامية القيام عليها، ورغم تجنب الأستاذ المصنف تسمية الأشخاص/الحركات في مواضع فقد بانت جلية دون تمثيل في كثير من الأحيان. رغم كونه غير تفصيلي، ولم يتعرض لأعماق أكبر في الأسباب والمراحل والعلاج في الباب الأخير خاصة إلا أنه يمكن اشتقاقها من المعالم المذكورة.
أهم ما عرج عليه قبل ذلك الباب يقع في مناقشة المرجعية وقيمتها وكيف تنصلت منها الحركات جزئيا أو كليًا وحقيقة رفض المرجعية العلمانية، ثم في الباب الثاني بدأ بعرض سيادة الشريعة والهيمنة المقصودة في الإسلام ونوع الوسائل التي اتخذت لها وكيف تحولت لغايات، واتخذ الديموقراطية نموذجا، في الباب الثالث دار حول الهوية الإسلامية وإشكالات انتزاعها في هيئة المواطنة والجذور العلمانية للمصطلح ومناقشة الهويات المتعددة المطروحة كتصور فكري شهير وكيف تتصل بالعلمانية مباشرة، ثم ربط ذلك بالجهاد وما ينتزع منه بمسمى المواطنة، في الباب الرابع أخذ في طرح مفهوم الحرية والمساواة والعقوبات بتأصيل شرعي، وأجاد في مسألة الولاء والبراء وكيف تكون في حالة انفصال عن العلمانية. أعتقد أنه جيد كبداية في فهم ونقد وتصحيح مسار الحركات الإسلامية على الساحة، ولأن ذلك الغرض من الكتاب عند المؤلف وليس الشمولية والتفصيل في آن فيناسب غرضه.
" إن العلمانية التي لفظتها الأمة بعد أن ظهرت مناقضتها الصريحة لأصول الشرع، عادت تتسلل من الثغر الذي لم يكن يُظن أن تأتي منه: الحركات الإسلامية، التي ما قامت إلا لمواجهة المد العلماني! ".
كتاب جيد الفصول الثلاثة الأخيرة أجود من الفصلين الأولين وهو كله مجرد مقدمة لموضوع كبير يحتاج إلى نقاشات أوسع بأدوات علمية مضبوطة ولم أرَ أن الحلول التي وضعها الشيخ في نهاية الكتاب قادرة على صد تغوّل العلمانية في مفاصل الحياة اليومية بكل مستوياتها.
لا احد ينكر تسلل العلمانية حتى الى الحركات الاسلامية و هذا ما حاول الكاتب اظهاره و اثباته و التحذير منه، الا ان الكتاب يفتقر الى المنهجية و الموضوعية و الحيادية فهو يحاول استمالة و اقناع القارئ بشتى الوسائل ما جعله يقع في مغالطات و اخراج بعض الاقوال من سياقها لتوافق مبتغاه فمثلا الكاتب لا يفرق بين المفاهيم و الافكار الغربية فهو يعتبرها كلها داخلة تحت مفهوم واحد و هو العلمانية فهو يعتبر كل من الراسمالية ، الديمقراطية ،الليبرالية و غيرها و حتى الشيوعية مرادفات للعلمانية و هذه العبارات لم اجد لها محلا من الاعراب الحرية الاقتصادية محمودة في الشرع لان تدخل الدولة في الاقتصاد منهج الشيوعية المحاربة للاسلام قوة المشروع العلماني اللاديني الذي تسوقه الكتلة الشرقية الشيوعية اعتباره و تاكيده على ان الديمقراطية تعارض حكم الله تعالى و مخالفة للاسلام فلا يجب ممارستها و هو يرى ان كل من قال بجوازها حتى ممن يعتبرون من السلفية - سرد اقوال كل من ابن الباز ،ابن عثيمين و الالباني - اخطاؤوا بافتاء جوازها و لكنه بالمقابل يرى ان الاحكم الاستبدادي لا باس به - اعتبر حكم الخلفاء الراشدين حكم استبدادي - و حتى الانقلاب العسكري مقبولا الانقلاب العسكري لا يقتضي من الناحية الشرعية انكاره و لا تاييده لان مناط ذلك هو قيام الدليل على الرغبة في تطبيق الشريعة اعتبر ان المواطنة ايضا علمانية و هي ذوبان في القيم الغربية و تخلي عن الهوية ان مفهوم المواطنة يرتكز على معان خطيرة من اهمها احلال عبادة الدولة بدلا من عبادة الله تعالى و اعلاء شان الولاء للدولة على اي ولاء اخر و قوله التغريب شيء يرفضه الدين و تقبله الوطنية اما ما اعتبره في نهاية الكتاب "حلولا" و ما هي بحلول فما هي الا نفس الانتقادات التي وجهها الى الحركات الاسلامية في بداية كتابه مع اضافة هذه العبارة الحركات الاسلامية يجب ان تبقى اسلامية و لا تتحول الى حركة سياسية اصلاحية فكيف سيكون التغيير ... لم اجد اجابة في اخر الكتاب فقرة ليته اخذ بها هو اولا قبل ان ينصح بها غيره "انشغل كثير من الاسلاميين بالرد على المناهج الغربية و المبادئ العلمانية اكثر من انشغالهم ببناء صرح فكري متكامل و تششيد الدولة التي تحميه و تحفظه" منذ اجيال و جملة "الاسلام هو الحل " تتكرر و لكن لا احد فسر لنا او قدم منهجية و مخطط للتطبيق فصارت جملة الاسلام هو الحل مجرد شعار يفقد للاسف كثيرا من المصداقية
واحد من أوائل الكتب التي حللت واقع الحركة الإسلامية واستشرفت مستقبل علاقتها بالمسار السياسي، وهي كتابة صادق أمين لم ينفصل قط عن هذه الحركة روحًا وإن انفصلت خياراته عن خياراتها.
العلمنة من الداخل. إنما قامت الحركة الاسلامية بعد سقوط الدولة العلية لإعادة الخلافة و الاحتكام إلى شرع الله مدافعة لتسلط العلمانية كما جاء بها الاستعمار و أذنابه. بين أن هذا الكتاب يرصد مسايرة للعلمانية في تعريفاتها للللمفاهيم الجوهرية و مشايعة لها في الأهذاف الكبرى و اشتغالا معها بنفس الأساليب. في هذا السياق يأتي هذا الكتاب حلقةًجديدة من داخل نفس هذا التيار من أمة الاسلام للاشتباك مع العلمانية بدل تأجيل هذا الصراع الحتمي. هو كتاب لا يهادن، يرجع بعض الأمور إلى نصابها.
بعد قراءة كتابين (الإسلام الديمقراطي و إسلام السوق) يرصدان تحول الكثير من أبناء و ممارسي العمل الإسلامي إلى التعايش بل التماهي أحيانا مع مقتضيات الحداثة م�� رأسمالية و ليبرالية و علمانية، خاصة في معترك السياسة. يأتي كتاب الدكتور المراكشي هذا ليوافينا بملاحظة نفس الظاهرة من زاوية نظر أخرى أي من داخل هذا التيار الكبير من أبناء هذه الأمة. إنه كتاب مقاومة و مدافعة و نقد لهذا المَنْزَعِ الجديد الذي يهادن العلمانية تاركا الاستشهاد بالنصوص أو التخلي عن مقرراتٍ أساسٍ من الفكر الاسلامي كتأجيل او الاستغناء التام عن العمل من أجل تحكيم شرع الله زد على ذلك الالتزام بحدود الدولة القطرية القومية و تبني مفهوم المواطنة العلماني أو عدم التصريح ببعض المبادئ تماشيا مع القانون أو تغول الوسائل لتصير أهدافا كالوصول للسلطة مثلا. و تغبش الرؤية و الخلط بين التكتيك و الاستراتيجية. و الحق أن القاعدة واضحة لا لبس فيها، فالذي يداري و يناور فلا يحدد مرجعيته و أدبياته وهو في عقر داره إنما مصير عمله إلى التمييع، بل لخصومه الغلبة لا محال على الأقل، إلى حين. و هذا ما تؤكده المياديم و ماجريات السياسة إذ تلعب بقوانين العلمانية و طغم الجبر. يرى صاحب الكتاب حفظه الله آراءا قد تصدم الكثير من أبناء الحركة الاسلامية و قد نشأوا علي خطاب غير ذاك الذي درج عليه المؤسسون الأوائل كاعتبار الديمقراطية مناقضة للاسلام و جواز اتخاذها مطية إلى حين ثم أولوية تطبيق الشريعة على الحرية و غيرها من الأفكار التي تبدوا غير مقبولة لأول وهلة و لكنها تصمد (على الأقل في حالتي ككقارئ) أمام التمحيص و التقليب. التاريخ اامعاصر يعضد ما ذهب إليه المراكشي و إلا فنحن نرى اللحية الحليقة و المصافحة "البريئة" و البرلمانية التي تتجول بدون حجاب رغم انتمائها المزعوم لحركة اسلامية.... و أخيرا داهية الدواهي توقيع معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب بيد
الفصول الأخيرة من كتاب تحملا قدرا كبيرا من الرصانة و الاتزان الفكري إذ يردُّ في إحداها الشيخ الدكتور على الإتجاه الرمضاني (نسبة لأفكار طارق رمضاني) موضحا أنه خاض لجج العلمانية بلبوس إسلامي يشف ما تحته من من علمانية أكلح وجها من تلك الصريحة. و يخصص المُؤَلِّفُ الفصل الآخر لفريضة الجهاد.
بدأته: الجمعة ٢٧ شعبان ١٤٤٠ هـ أنهيته: الاثنين ٨ رمضان ١٤٤٠ هـ من الكتب التي لم أتوانى حتى أنهيتها، ولم أدعها لتنتظر عيرها على الرف مثل كثير غيرها، وحسنا يفعل أي شخص يقرأه، والحمد لله الذي وفقني لذلك، فقد جاء في فترة مناسبة، بل ربما تأخر، ذلك أني أتصارع حاليا مع الأفكار المادية والسلوكيات المادية البحتة التي أصبحت تحكم كل تصرفاتي وتسيطر علي وعلى تفكيري. وقد أضاف الكتاب كثيرا، بل لوددت أن تريثت أثناء القراءة لأدون كل ما عن لي من أفكار فيها مسحة من علمنة ... ولقد أدركت أننا بحاجة إلى توعية نقوم بها بأنفسنا على مستويات عدة، ربما أظهرها الآن، وسائل التواصل الاجتماعي، نستبصر بها مواقع سلوكياتنا وتصرفاتنا من الدين، ومما ينبغي أن يكون عليه سلوك وفكر المسلم. وربما أظهر ما لفت انتباهي، أو ما لمسته من آثار: من مظاهر العلمنة ما بدأه في ص ٧٦ و ما بعدها في محاولة إيجاد عنصر مادي يحبب الفرد في العبادة (الأسلوب الذي تبعه الدعاة الجدد) بينما صميم العبادة هو التسليم. ومن مظاهرالعلمنة التي خطرت على بالي هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكتفى في ذلك بالإنكفاء على الذات، إنه ما دمتُ شخصياً بخير، وما دمتُ بعيداً عن النكر فأنا سالم منه، وأني ما دمت تركت أهل الباطل والمنكر في منكرهم فأنا بخير، والحال أن هذا غير صحيح، ذلك أنه فضلاً عن دورك ومسئوليتك في النصح، فما دام هذا الموقف قريبا منك، فسكوتك عليه ومحاولة أن تسلم بنفسك لتغنم فيها تقصير في إحقاق الحق، وترك لأهل الباطل يتمادون في غيهم، ومثال ذلك من حياتي كمدرس: الغش في الامتحانات، إذ نطلب أن نبعد عن اللجان التي فيها أبناء ذوي النفوذ الذين لابد وأن يغشوا، وربما نترك اللجنة غضبا من ذلك، ونتيح لهم الفرصة بأن يغشوا.
وهذه بعض اقتباسات، وإن كانت تحتاج لتنسيق وربط بينها، لكنها دالة بنفسها وبسياقها في صفحاتها. "وانغمس كثير من الإسلاميين في اللعبة الديمقراطية التي صارت غاية في ذاتها. وهي لعبة قاتلة: تستغرق الأعمار، وتستنزف الجهود، وتحلق الدين." ص 122 "بل حتى مع التنازل عن المبادئ الشرعية، والقبول باًول الفلسفية للعبة الديمقراطية، فإن عقود التشويه المنهجي لفكر الإسلام السياسي، وسنوات بث الشبهات الخادعة والشهوات القتالة، جعلت الشعوب متذبذبة المقاصد، مشروخة الآمال الواقعية، مضطربة المبادئ الفكرية. ص 123 "لقد أثبتت التجارب الانتخابية الأخيرة في ما بعد "الربيع العربي" أن توقع الاكتساح الانتخابي الإسلامي في أي انتخابات نزيهة، صار وهما من الأوهام، وأن النتصارات لاانتخابية المحدودة والهشة لا توازي التنازلات الفكرية الضخمة التي قدمها الإسلاميون قربانا على مذبح الديمقراطية ص: 123 -124
نموذج فذ في العمل بديل عن العمل السياسي هو الدعوة. ص 124 والهامش فيها الواجب الثاني أو الأول من واجبات الحركة الإسلامية: الهوية. ص 157
النموذج الرمضاني (نسبة إلى طارق رمضان) للإسلام: فكرة الإسلام الغربي، ثم التسوية بين الإسلام وغيره. ولب مشكلة الاندماج التي صارت من أشهر موضوعات النقاش في أوروبا اليوم، هو: أن كثيراً من المسلمين، لا يتعبرو إسلامهم دينا كالأديان، وإنما يرون له حقاً خاصاً في الهيمنة على تصرفاتهم الفردية والجماعية، ولو خالف ذلك القوانين العلمانية السائدة. ص 182
شعيرة الجهاد في ضوء المواثيق والعلاقات الدولية الحديثة
المطلب القادم الواقع على عاتق أبناء الحركات الإسلامية، هو أن يقوموا بصفتهم الإسلامية، وبصفتهم أبناء للمجتمعات المعلمنة بعملية <<انتشال معرفي>> للأمة من مستنقع العلمانية، مع الاستمرار في "الخلطة الاجتماعية ورفض العزلة". مستنتج من ص 281.
هل يعتبر التخلي عن الكرم، وترك الضيافة من صور عزو العلمانية للنفوس؟ وهل سعتبر الاستحياء من دعوة الضيف أو الغريب إلى البيت لعدم وجود الزاد أو ما يؤكل ويشرب من غالي الأصناف، وتكلف الأموال عند الاستضافة لعمل مائدة فاخرة، هل يعتبر هذا من دخول العلمانية المادية على النفس؟ لاقصة المشتهرة عن سلمان لافارسي- رضي الله عنه- حيت اسضاف رجلا، فقدم له ما تيسر فلم يعجبه، فاضطر الصحابي الجليل للاستدانة ليذبح ويولم!
ص 287 التعجل مع افتراض الثبات في العوامل المادية المحيطة. من صور عقيدة "نهاية التاريخ".
التنازل لتخفيف الاضطهاد. فجزى الله المؤلف عني خيرا.
كتاب جمَّع كثيرًا من الأفكار الدَّائرة في ذهني منذُ فترة طويلة، ولكنَّه رتَّبها ونظَّمها وأضاف عليها، وحاول أن يُفسِّرها ويبيِّنَ أسبابها، بل وحاول في نهاية الكتاب أن يعطيَ حلولًا إجماليَّة -أو وصفة علاجيَّة بصورة أدق- لهذه المُشكلات. الكتاب يرصُد تسلل الأفكار العلمانيَّة إلى أذهان أكثر النَّاس -كما هو مُفترض- عداوةً لها؛ وهم الإسلاميُّون، يقفُ هذا الكتابُ جنبًا إلى جنبٍ مع كتاب «سُلطة الثقافة الغالبة» للشيخ إبراهيم السَّكران -حفظه الله وفرَّج عنه-، فالكتاب يُبيِّن نتيجة هيمنة هذه الثَّقافة العالمية (العلمانية) ولكن ليس على المدى الواسع العام كما قدَّمه كتاب سلطة الثقافة الغالبة، وإنما فقط على الوسط الإسلامي والمشتغلين فيه. كتاب جميل وأنصح بقراءته.
كتاب جيد في مجاله أعني مجال نقد الحركات الإسلامية المعاصرة، وبشكل عام فهذا النقد مفيد ما لم يكن نظرياً بحتاً وما دام الناقد منصفاً. والشيخ المراكشي كعادته أبدع في استعيابه وسعة نظرته وبل وأبدع في قربه الموضوعي من الحركات، مع احترام واضح وتبجيل كبير لرموز تلك الحركات ، وهذا مقتضى العلم ؛ ألا يتعارض الأدب مع النقد الصريح. لفتني التحليل الرباعي: مظاهر، اثار، اسباب، علاجات، وهذا التحليل ممتاز في استعياب الكثير من مشكلات الأمة الإسلامية. أما بخصوص موضوع الكتاب -العلمانية داخل الحركات الإسلامية- فهو موضوع مهم حير بالتتبع والتحليل ، وللمصداقية فإن كثير من تصرفات بعض الأحزاب الإسلامية لم أكن لافهمها دون هذا التحليل العميق والزبط بين النتائج والثقافة الغالبة التي سببتها.
قرأت الكتاب منذ ما يزيد عن الخمسة أشهر ، وقبل أن أنهيه كتبت : عزيز ومحبب إلي ذاك الكتاب الذي يأتيني في فترة التيه والإرتجاج ، يقع بين يدي صدفة فجيب عن اسئلة تفجرت في ذهني حينها فيلقى كل سؤال جوابه ، ويزيح الغشاوة عن بصري والضيق عن صدري ويخرجني من ظلمات الشبهات إلى نور اليقين . ثم تحدثت عن الرافعي طويلاً وكيف وقع كتابه وحي القلم بين يدي من حيث لا أطلبه فكان الرفيق والصديق والحكيم بل والأب الحاني المرشد . ثم قلت : كذلك اتخذت بعض الكتب وكتابها بالقلب مستقراً وفي هذه الفترة وقع كتاب بين يدي أتاني مجيباً موضحاً منتشلاً إياي من حيرتي ، ما أسعدني به هذه الأيام " فالكتاب وإن كان يتحدث عن قضية سياسية فكرية فقد وجد طريقة إلى قلبي وكان منه نصيب من التثبيت. أما وقد انهيته فقد خططت في ورقة وقعت بين يدي اليوم : إن التردد الذي باتت تتخبط فيه الحركات الإسلامية في هذه السنوات ، والإرتجاج الحاصل في مبادئها وتوجهاتها أساساً والفشل الذريع الذي ارتطمت به ، ربما خلف إرتجاجاً في شخصية بعض المسلمين وخاصة الشباب منهم وهم الذين وضعوا امالاً عظيمة في مرحلة ما على هذه الحركات لرد أمجاد الإسلام . ويكون الأمر أشد خطرا والإرتجاج أشد سطوة كلما كان هذا الذي خابت آماله أقل إتصالاً بجوانب دين�� : عقيدة وفقها وفهما وإيماناً ؛ وكلما كان أقل إيمانا بأن هذا ألدين دين المحيا والممات ، دين القيام والقعود ، دين الفرد والجماعة دين الإقتصاد والثقافة والسياسة ، دين ينظم السلم والحرب والصلح والنزاع . وهذا الإرتجاج في مبادئ وقيم هذه الحركات أخطر ما فيه أنه يقدم صورة دين قاصر ! فيهز من ثقة الشخصية المسلمة التي لم تنهل بما فيه الكفاية من شريعة هذا ألدين سواء خطوطه العريضة أو تفصيلاته الدقيقة. وحاشى لدين الله أن يكون قاصراً ، بل هو تقصيرنا تعلما وتفقها فيه . ومن هنا التحذير أن لا نسقط فشل هذه الحركات - جهلاً منا - أنه فشل الدين و نتماهى مع دين المتأخرين وقول العلمانيين وغيرهم " أن لا دين في السياسة " وأن الدين لله والوطن للجميع وغيرها من الأقوال التي تجر مفاسد عظيمة . ثم أن لا يفهم خطأً وجهلاً أن هذا ألدين قد قصر عن بعض جوانب الحياة وننسى ظلما وبهتاناً أن هذا الدين بقيمه وشريعته قد ساد وسيطر وسطر سنون مجد وعدل على الأرض ما شهد التاريخ مثلها . وهو دين الخالق سبحانه وهو دين الحق. "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " لم أزد على هذا حينها ، ولكن الكتاب أشمل وأعمق و ربما تكون لي عودة إليه لإستخراج بقية درره ، تشير ذاكرتي فقط انني أصبت ببعض الخيبة حين انهيت الكتاب و- ووجدت أن الشيخ أوجز فصل الحلول ولم يفه حقه فكم تمنيت أن يفصل فيه ويطيل ، ولكن يكفي هذا الكتاب أنه كشف شيئاً من الداء وفتح الباب لمزيد الفهم والبحث في قضية تسرب العلمانية إلى صفوف الحركات الإسلامية وخاصة التحذير منها ! هدانا الله للحق وثبتنا عليه واستخدمنا في نصرته .
في صَباح هذا الْيوم الذي أَتمنى من الله أَن يكون جميلا مُشرقاً باعثا إلى الأمل والتوكل على الله والعمل ، أختم هذا الكتاب الذي لا يسعني أَن أَكتب عَنه تَلخيصا أو ايجازا بقدر القيمة التي بَعثها فِي، وكَأول قِراءَة لِي في ما يتعلق بالعلمانِيّة وَفِكْرها ونظرايتها التي تَأسست عليها والجانب الْعَمَلّي منها فلا يعزو أن تكون هذه المراجَعة بها من القُصور ما بها ولكن عَهدت على نفسي أن أَكتب مُراجَعة ولو وَجيزَة عن كُل كِتابٍ أقرأه لا لشيء إلا حَاجة في نفسي . يتحدث الكتاب في بدايته عن تعريف وجيز للعلمانية ولماذا تأسست وكيف كان أَول وَجه لَها ، وكيف كان تأثيرها على الدول الاسلامية بَعد الاستعمار ؟ وكيف أنها ترَكت أذيالا لهَا تنخر في الفكْر الاسلامي وتَسعى لهدمِه بَل و تَسعى لِازالتِه وتنحيتِه على يَد أبنائة بصورَة غير مُباشرة على مَدارِ أَعواما من التغلغل إلى شتى جَوانب الحياة وهنا يسوغ الكاتب الفكرة في أن خطر العلمانية أنها شملت جوانب كَثيرة وتَصل في كل عام إلى رقعة من جوانب الحياة تَدُسّ فيها سمومها وبها على التّوازي تخور الصّلَة بين الحركات الاسلامية والعامّة بالعقيدَة والشّريعة وَيصل ما يصل لتزيين الشّريعَة! حتى تَكون مَحل رِضى ومَحل اعجابٍ من الجَانب الْغَربي بل والعربي العلماني الحديث ((هذا بعد اقرار أن العقِيدَة فردية لكُل فَرد على حِدَى اصلاح أو افسادِ ماشاء فَهو حُرٌ غير مقيد في عقيدته))، الكاتب يتحدّث عَن الحركات الاسلامية وتأثرها بالعلمانية بل وتشربها للافكار نظريا وعمليا ! فَأحال أَوجه تماشي الحركات الاسلامية من ( تزيين للشريعة ، أو تأصيل شرعي للافكار العلمانية لِنيل الرضى من الْعامّة ، أو تغيير في المكاييل والمصطلحات الاسلامية لتبدو أَكثر قُربا من العلمنه ) كل تلك المظاهر وغيرها التي اتخدتها الحركات الاسلامية للوصول إلى الحُكم وامتلاك زِمام الامور ثُمّ الظهور على وجهها الحقيقي بِدون تلبيس ولا تلفيق ولا تدليس ، أَحالَ كُل تِلك الطّرق إلى العَقل والشّرع في آن واحد وَبيّن سُوء الوسيلَة وأَنّها حتى وَإن كَآنت مؤقتة فما أفضت إلا إلى الهزيمة بل واخرَاجٍ جِيل لا يَعي المفهوم الصحيح للشريعَة بَل وَيخجل حين ذكر الدولَة الاسلامية مَثلا والتبَست الغايَة بالوَسيلة حتى عُبّدت الوسيلة من الجيل الجديد الذي خَرَج على قَدر من انقياد قاداتِه إلى الفكر العلماني بجانبيه العملي والنّظري وَإن كان النّظري غَيرُ مُقِرٍ به في خطابات الْحركات ،ثم خصص في نهاية الكتاب تَفصيل عن الحركة الاسلامية في المغرب وما نالها من علمنة وقبل الخاتِمة ذَكر حُلولا رآها تخدم الرّجوع إلى الأُصول واخراج نشئ مُنعزل عن العلمانية ومنه إلى التّمكين باذن الله .
موضوع الكتاب كويس ويرصد أفكار يقع فيها أغلب الحركات الإسلامية. نصف الكتاب الثاني مهم جدا في تسرب أفكار العلمانية إلى القيم الأخلاقية والعقيدة والهوية والولاء والبراء، وموضوع طارق رمضان، وما هو مرتبط في هذا الجزء بأول ١٥٠ صفحة تقريبا يحتاج تأني في النظر للظرف والمتاح.
أما نصف الكتاب الأول -رغم أنه يضع مفهوم تسرب العلمانية لداخل الجماعات- فهو يتخبط في نقد الجماعات السلفية المهتمة بالجانب العلمي دون الدخول في قضايا المجتمع والسياسة، ثم تجد الشيخ نفسه لا يرى المشاركة السياسة والاهتمام بها. فآليات الحكم الإسلامي ليست محددة ولا تتركز على ضرب الديمقراطية في معقلها -وفي نفس الوقت لا تقوم حضارة أمة فمنتجات غيرها والتكديس من هنا وهناك- ولكن يأخذ بأي آلية إذا لم تتعارض مع الإسلام، فيؤخذ من الديمقراطية آليتها ويترك فلسفتها ولا يعتد بها، ويقطع أجنحة الفلسفة. وإن كنا -بشكلية هذا الكتاب- نتعامل مع الحركات الإسلامية على أنها من الواجب عليها أن تطبق الشريعة بطريق صحيح وبكل أركانها، فلا تؤخر ولا تقدم شيئا منها لياتي بعد الآخر وإلا فهذه علمانية= لا تغني ووقعت في نفق مظلم= فهذا ظلم. وهنا كل يعمل على قدر الطاقة ليس إلا. أرهقني جزء في الكتاب -وهو يسرد في تمييع مفهوم الحرية- أنه ذكر حكم الخلفاء بأنه وبالمصطلحات الحديثة حكم ديكتاتوري، وهذا ظلم بيّن للخلفاء وادعاء، فكيف تكون الشوري هي نفسها الديكتاتورية وسلطة الرجل الواحد!
الكتاب جميل لتسليط هذا الجانب دائما فتعرف الحركات ما تتعامل معه بشكل مؤقت فلا تتحول علمانية بكل قيمها وتعرف تحديات الواقع وما يفرضه من التدرج لتعود إلى الأساس وتعرف أصلها.
وملاحظة أخرى: الكتاب يمكن اختصاره في أقل من هذا ويكرر كثيرا نفس الأفكار في أكثر من جزء.
.................................................................................. تحديث في مايو ٢٠٢٢: ..... هذه المراجعة للكتاب تراجعت عن رأيي في أغلبها ومازلت أخالف البعض القليل: وبدا لي مع الوقت "وأظن سيستمر ذلك" عن عمق نظرة د.البشير الشرعية للأمور السياسية بعيدا عن التأثرات الليبرالية المعاصرة للجماعات والتكتلات السياسية الإسلامية الأصولية أو الإسلامية الحضارية. وهذا الجانب المذكور في الكتاب لحسن هضمه وفَهمه يحتاج باعا كبيرا في الاطلاع ولست أهلا له الآن. والسلام.
قال صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» ، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت»
__________________ رصد الكتاب اسباب تسلل العولمه للتيارات الاسلاميه وابعادها وموقف العلمانيين والتيارات الاسلاميه منها وحاله الانفصام التى حدثت فى فكر التيارات الاسلاميه والمفاهيم التأصيليه بسبب التنازل الفكرى المنهجى التدريجى امام معاول العلمانيه فى عقود الاستضعاف التى عانت منها التيارات الاسلاميه -تحت التهديد والاضطهاد- وعدم قدرتها على تغيير الواقع ورصد انحرافاتها واساليب التقويم
_________________ الكتاب خفيف وممتع والقى الضوء سريعا على القضيه
الكتاب تم تأليفه بشكل أساسي ردا علي شخصية تحسب علي الاسلاميين خاصة في الغرب اسمه "طارق رمضان " مشكلته ان عنده أفكار ينقلها للغرب كإسلامي ،فيها خضوع للتيار العلماني بفكره وثقافته في سياسة منه للتقرب من الغرب ، وبشكل عام بيتكلم عن تغلل فكر العلمنة داخل التيارات الاسلامية ... هو غير تأصيلي في موضوعه واشبه بنظام كتابه المقالات من الرأي الشخصي في أمور لها آراء فقهية اوسع، هو ذكر وجه نظره دون إفراد .. الكتاب موضوعه مميز لكنه اكتفي بذكر الاعراض دون الاسباب ودون بحث مفصل في موضوع مهم .. عامة اسلوبه سهل وبسيط ،يمكن لاي قارئ ان يستمتع به
معرفة الداء أولي خطوات العلاج ، والإقرار بوقوع الخلل أول ما يُطلب للإصلاح.. رصد هذا الكتاب أهم الرواسب العلمانية الفاسدة في فكر التيارات الإسلامية المعاصرة ، وعمل علي التنبيه إلي ضرورة إصلاح التصورات الفكرية المؤسسة للعمل الإسلامي، في أفق بناء صرح الإسلام في الأمة من جديد . إن العلمانية التي ابتلينا بها في عصرنا و بعد أن ظهرت مناقضتها الصريحة لأصول الشرع ها هي تصيب الثغر الذي لم يكن يظن أن يُصاب بها : الحركات الإسلامية ، التي ما قامت إلا لمواجهة المد العلماني والله المستعان...
كنت أتمنى أن يكون الكتاب أكثر تفصيلا لان الموضوع مهم جداً لا تكفي في هذه الورقات غالب الكتاب يشير إلى الظواهر عموما دون ذكر الحركة الإسلامية المقصودة كأني بالمؤلف استعجل خروج الكتاب ربما بسبب الأوضاع الراهنة بعد الربيع العربي لو أن المؤلف يكتب و بتفصيل عن تسرب المفاهيم العلمانية عند عوام الناس لكان خيرا عظيما
الكتاب اكثر مم ممتاز وام كان يحتاج لفرد اكثر من ذلك ولا غني عنه لكل ابناء والاملين في حقل الدعوة حتي يكون علي دراية بالافكار العلمانية التي تشربت داخل التيار الاسلامي حني لكانها اصبح الناس يدينون بدين يخالف ما جاء به النبي وماكان عليه الصحابة
كتاب مهم وضع كاتبه أصبعه على نقطة حساسة جدًّا.. قرأته واستمتعت بقراءته، كُتِب بلغة جميلة وسلاسة جذّابة، يُمكّن القارئ من قراءته في جلستين طويلتين دون الشعور بالملل.. وهذا الموضوع برأيي يحتاج لبسط وتوسّع أكثر.
هذا الكتاب العظيم يكشف عمق التأثير العلماني المهيمن على المسلمين كافة وعلى المنضوين تحت لواء الحركات الإسلامية بشكل خاص. لقد تسربت مبادئ العلمانية إلينا وشكلت أفكارها عقولنا على مدار عقود، حتى صرنا لا ندري أن موقفنا من أمر ما لم يكن انطلاقا من تأصيل شرعي معتبر، وإنما كان انطلاقا من مجرد معارضة هذا الأمر لمبادئ العلمانية المهيمنة. تسرب مبادئ العلمانية صاحبه تنصل تام من المبادئ الإسلامية من إذعان لله ورسوله وتتبع لأوامره سبحانه ونواهيه، فصرنا كلما واجهنا حكم شرعي يعارض ما نسميه منطقا -وهو في الحقيقة تشبع بقيم العلمانية، شكّكنا في الحكم الشرعي واستفرغنا الجهد في البحث عمن يلتف حوله ويلوي عنق الآيات ليأتينا بتفسير يناسب العلمانية المهيمنة التي لا نجرؤ على نقدها وإلا وصفنا بالهمجية والتخلف. الكتاب أزاح عن عيني غطاءهما وبين لي أن الأصل تتبع مُراد الله عز وجل والإذعان فور تبيُّنه، سواء ظهرت لي حكمته أم لم تظهر وسواء عارض ذلك مبدأ علمانيا أم وافقه، لا يهمني في ذلك سوى التسليم لله عز وجل ورسوله وامتثال أمره كالذين قالوا: "سمعنا وأطعنا". قد يقال أن الشيخ ناقد من الخارج وأن التنظير شيء والممارسة شيء آخر, لكن الشيخ ما فتئ يذكر أن الخطر المحدق يكمن في أن الانحراف تجاوز الممارسة العملية إلي التصورات النظرية، فلا بأس مثلا في اتخاذ الديموقراطية مطية لتطبيق الشريعة لكن الخطر كل الخطر أن تصير الديموقراطية هدفا لذاتها! جزى الله الشيخ خيرا على هذا العمل العظيم, سأظل العمر كله ممتنة له.
يناقش الكاتب فكرة تسلل العلمانية الي الحركات الاسلامية وان معظم الحركات الاسلامية فد تخلت عن مرجعيتها العليا والغاية التي قامت من أجلها وهي تطبيق الشريعة وإقامة دولة الاسلام علي أرض الواقع فتحولت كثير من الاحزاب الاسلامية إلي أحزاب وطنية ، تشترك مع عامة الاحزاب في مرجعيتها العليا ، وتلتزم بأصول العلمانية الحاكمة في العمل السياسي علي الرغم من رفضها من الناحية النظرية ، وبدأ رفضهم للعلمانية يذبل وينكمش تحت ضغط الواقع والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية وصار الاسلاميون يتفادون استعمال المصطلحات الاسلامية والشرعية مثل الحلال والحرام والتقوي والفجور ، ويركنون إلي مصطلحات أخري بديلة لا تحمل المضامين الشرعية الدقيقة ويري الكاتب أن أولي خطوات العلاج الاقرار بوقوع الخلل ثم البعد عن الانفتاح الفكري غير المنضبط علي الفلسفات الغربية والاهتمام بطلب العلم الشرعي لانه يحمي من الحيرة والاضطراب والتشبث الصارم بالمرجعية الاسلامية لان التخلي عنها يؤدي للذوبان في سيل العلمانية وتصحيح مفاهيم الانتماء والهوية وان يتصدي العلماء بحزم للفكر التنويري الذي يحرف المفاهيم الاسلامية في مجالات الحرية والمساواة طبعا انا مختلفه مع الكاتب في اجزاء كثير حسه ان الامور معقده اكثر من كده وهو حكم عليها من بعيد
كتاب العلمنة من الداخل للكاتب: البشير عصام المراكشي
الكتاب محاولة نقدية جادة لبعض التيارات الإسلامية الحديثة التي تنتهج المنهج الديني العلماني، من وجهة نظر الكاتب، يطرح فيه جملة من آراء المفكرين الإسلاميين الحداثيين الذين ينتهجون منهج التسامح وتقبل الآخر المخالف، يرى الكاتب أنّ الكثير من الآراء اتجهت لتمييع الدين، بينما يتبنى الكاتب النظرة التقليدية للدين المتمثل في التيار الديني المحافظ، الكتاب ليس جديدًا في موضوعه لكنه قيم وبإشباع جيد، وبأمثلة وشواهد مستقاة من مصادرها، مع نقدها وفق ما يراه، يمتلك الكاتب قلمًا جميلًا وجاذبًا، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلف.
This entire review has been hidden because of spoilers.
أعتقد بأن هذا الكتاب كارثة على المشروع الإسلامي، فيه تناقضات وإشكاليات كبرى، ويمكن استخدام نفس نقاط النقد التي طرحها للهجوم عليه في نقاط نقد تلتها، وهو يخلط كما أعتقد بين أدوات التحديث والممارسة السياسية الواجبة وبين العلمنة، وإن استناده إلى بعض أقوال المسيري رحمه الله في نقد العلمانية لا يعني أصابته الهدف. أصاب في نقاط نقد قليلة جدا كما أعتقد من الواجب الإلتفات لها ومعالجتها لدى الحركات الإسلامية، وطرح تساؤلات قد تفتح الباب واسعا أمام نقاش أفضل.
الكتاب رائع، كتابات الدكتور البشير ومحاضراته المتعلقة بالجانب الفكري جميلة ودائمًا ما تفتح محاور للتفكير وطرق للإصلاح لم أكن أنتبه لها.. أيضًا قراءة الواقع عند الدكتور مبهرة يعني يعرض الواقع باسس شرعية أشعر أنها بديهية ومنطقية فأفرغ فاهي في انبهار كيف غابت الفكرة عني. كأن الفكرة تكون في ذهنك لكنك لا تصيغها فيصيغها الدكتور بأفضل ما يمكن.