"اليوم انتهى عالمك القديم.. وكل السبل طمست .. وكل المسالك محيت.. زالت كل أيامك... ولم يتبقى لك سوى الغرق".. - لِمَ ضربت مدافع بريطانيا قلعة السلطان المملوكي قايتباي في الإسكندرية؟
- لأنهم يتذكرون وأنت تنسى. ما أحزنك! تقابلنا من قبل يا حسن. ولكن محيت ذاكرتك.. ستعود.. وعندما تعود سيمتد وجعك إلى ما بعد كل البحور. أنت حسن والمجذوب. أتعرف هذا؟ هما الشخص نفسه. ولكن حقيقتك لم تظهر لك وهذا أفضل. عرفتك من خطابات تاجر البندقية التي أحملها. - أطال حسن نظره إلى القلعة، ثم قال.. من بنى هذه القلعة؟ - بناها رجلُ كان يملك حينها كل الطرق حتى اكتشف غيره طريقا جديدا فأصبح طريقه بائسا. كيف لا تتذكر؟ التف البرتغاليون حول إفريقيا ليتجنبوا طريق مصر.. ثم جاء رجل فرنسي يفكر في طريق جديد أقصر وأسرع، يجعل كل الطرق دونه بلا قيمة.. وتعرف أين وجد هذا الطريق؟ في مصر. اعترض الإنجليز على الطريق وقالوا إنه لن يفلح ولكنه فلح..واختصر الطريق إلى الهند آلاف الأميال.. ماذا يفعل الإنجليز؟ طريق البحر سريع، ولكنه على أرض غير أرضهم، بناه غيرهم. الطريق.. هو الغاية.. دوما - ردد: الطريق هو الغاية. ليس الديون ولا الحماية.. ولا ..
د. ريم بسيوني من مواليد الإسكندرية. حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية، من جامعة الإسكندرية. ثم حصلت على الماجيستير و الدكتوراه من جامعة أكسفورد في بريطانيا في علم اللغويات. تعمل أستاذة للأدب و اللغة في جامعة يوتا الأمريكية. تكتب القصة و الرواية باللغتين العربية و الإنجليزية. و قد فازت روايتها بائع الفستق بجائزة احسن عمل مترجم في امريكا
لم يعجبني أبدًا نوع علاقات الحب العنيفة غير المنطقية القائمة في البداية على الغضب والاستبداد ومعرفش ده ليه نوعها المفضل؟ كان نوعًا ما -يتبلع- مع زينب ومحمد مثلًا كجارية وسيدها وعشان كان له مغزى..فيه مبالغة درامية مش طبيعية ومش عارفة أبلعها وفيه محاولات تفلسف وإقحام للصوفية في الرواية عنوة!!! وايه مأساة حسن الأزلية أصلًا؟ وايه الفايدة من تكرار كلمات ومصطلحات صوفية كالطريق وما السبيل وغيرهم في غير موضعهم عشان يبقى عندنا صوفية وخلاص؟؟ بالغت في إقحام الصوفية مما ترتب عليه بعض الملل في السرد و زيادة لا حاجة لها في الإسهاب ف بدأ المحتوى يضعف منها .. غصب عني قارنت بينها وبين ثلاثية المماليك للأسف لإني قريتها على حس ثلاثية المماليك أصلًا
"القراءة تفتح العين على ما يبدو ولكنها أيضا تخرج الحزن والعجز" أولا وقبل كل شيء أريد أن أهدي هذه الرواية لكل النساء اللائي سبقونا, من كن طفرة في زمانهن وأدركن سبل العلم لكنهن وقفن عاجزات عن إحداث التغيير وسط مجتمع ظالم وأعراف ومعتقدات مجحفة كبلت عطاءهن باسم الدين والدين منها براء. هذه الرواية تحكي جزءا من تاريخ مصر, وتجعلك طرفا في أحداثه. تتأمل النكبات المتتالية وتود لو كانت الأمور تجري بطريقة مختلفة. لكن هيهات فما حصل قد حصل و"لولا الماضي ما كان الحاضر". تعيش لحظات مصر الحرجة وقلبك يخفق, لا تعلم أيخفق لأنه يتألم من ذكريات الماضي ام يخفق جذلا بحب أبطال الروايةواتنصاراتهم الصغيرة. ** "العاشق لا يخون. والمحب بحق لابد من الاعتماد عليه" في هذه الرواية أيضا كما في رواية أولاد الناس تناقش ريم بسيوني موضوع الهوية وتحاول تعريف الإنسان المصري. المصري في نظرها ليس فقط من كان والداه مصريان او من ولد على أرض مصر. من الممكن ان يكون المصري شخصا أجنبيا لكنه عاشق للبلد وفي لها. تقول عنه الدكتورة ريم : "مصري الهوا" (زيي كدة 😊). قد يكون هذا العاشق مملوكا مجهول النسب يحارب ويذوذ عن حرية مصر أمام جيوش التتار أو موظف بريد إيطالي يساعد عرابي والجيش في ثورته. ** "هذا هو الطريق اليابس الآمن� وذلك هو البحر الغادر المجهول, اختار الرجل الطريق الآمن وترك البحر فغرق...لو كان اختار الطريق غير المألوف كان سينجو" منذ وقوع عينيك على أول سطرين في الرواية, تنطلق في رحلة بحث عن المعرفة والإدراك. تختلف السبل التي يقطعها كل شخص ويتدخل في اختياراته العديد من العوامل. كل يمشي في سبيله الخاص والقليل فقط من يصل إلى آخر الطريق ويدرك الحقيقة. في طريق البحث تلعب النفس بصاحبها الألاعيب وتجعل العقل يحوم في فلك منطقته الآمنة (comfort zone)."لا عبور إلى النجاة في السبل التي نألفها" هذا ما أدركه بطلي الرواية وهذا ما جعلهما يقطعان اشواطا مهمة في رحلة الإدراك. بل يكاد ينسدل الستار على أحداث الرواية وأنت تستطعم حجم الرضى في قلب حسن. **"الغرق يأتي لمن لا يقين في قلبه. المجازفة تحتاج اليقين" يجب أن تجد وتتعب وتحارب من أجل أن تصل, لكن شجاعتك لن تكون أبدا كافية لتنتصر بدون توفراليقين. اليقين في معية الله والإيمان الشديد بأنك ستصل. كلما أنهيت رواية من روايات ريم بسيوني شعرت بحزن شديد على فراق الأبطال. لا أصدق أنني في أقل من 10 أيام قرأت لها 4 روايات اثنتان منهم من الحجم الكبير. متعة كبيرة ترافقك مع كل صفحة تقلبها وسلاسة في اللغة والتعبير مع الحفاظ على البناء الدرامي للعمل. قلم مبدع يضع التاريخ بين يديك ويجعلك تبحث وتقارن وتعود لمراجع التاريخ مرارا وتكرارا. صورة غلاف الرواية هي لفارس على جواد يبدو كأنه يستعد للعدو بأقصى سرعة. لا تظهر معالم الفارس ليتيح لك مصمم الغلاف مجالا للتفكير. من هو فارس الغلاف؟ هل هو الشاطر حسن؟ هل هو أحمد عرابي؟ أم هو أحد أبطال الرواية: حسن/ المجذوب؟ أنا أعتقد أن الصورة ترمز لهم مجتمعين فكلهم كانوا فرسانا الفرق الوحيد أن كل واحد خاض معركة منفصلة عن الآخر. ممتنة جدا للصديق الذي عرفني على كتاب. أختم ببعض الاقتباسات التي راقت لي: ** "لابد لصاحب الحق أن يسعى للقوة أولا ثم يقيم العدل. فلا عدل يقام بلا قوة" ** "في زمن الحزن لابد أن ننتظر المعجزات ونسعى بيقين" ** "فقدان الذاكرة هو بداية الهلاك, وتشويه التاريخ يؤدي إلى الهزيمة" ** "عندما تتلاقى الأرواح وسط الدمار والاضطهاد ترتبط برباط من حديد لا يستطيع إنسي أن يحطمه" ** " تطهير النفس بعد الظلم مستحيل. الظلم لا يمحى" ** " وطأة الهزيمة على قدر الكبرياء.. ولهيب الذل على قدر الكرامة.. وهوان الروح على قدر العشق.. ومن اعتاد العزة تأوه عند العوز..هي أيام معدودات" ** "الطامع به ضعف كامن في الأعماق لذا فهو يبالغ في القتل, ويسرف في القسوة, ليخفي ارتجافة نفسه" ** "هل تبحث عن طريق جديد أم تصنعه؟" **"لو حاربت لا تحارب دون أن تفهم غاية الطامع, وإلا ضللت السبيل"
لا يمكن انكار موهبة ريم بسيوني ولا تفرد تجربتها واسلوبها، ولكن بعد اولاد الناس، يصعب علي القارئ عدم المقارنة خصوصا مع رواية كسبيل الغارق، تتشابه في الكثير مع اولاد الناس، رواية تاريخية وفلسفية تعرض افكار المؤلف من خلال قصة حب، والحقيقة ان علي قدر هيامي بأولاد الناس، لم تنفذ سبيل الغرق لقلبي، "قفلني" التشابه بين جليلة وزينب وهند، و"قفلني" بشدة تكرار نمط علاقات الحب المعقدة التي لا تتقد الا بالقهر والغصب فتتحول لعشق وهيام ابديين ، لا افهم هذا النمط وربما راق لي مرة في قصة زينب ومحمد وثانية مع هند وسلار لكن كان صعب جدا تكراره مع جليلة وحسن، بصراحة كان شئ غريب وغير مستساغ، هذا جانب، جانب اخر هو الرسالة الفلسفية في الرواية والتي حقيقة لم استوعبها تماما او بدت لي في مواضع كثيرة "أوڤر" ، اعتقد ان ليست كل الروايات تتسع لكلمات كالطريق والوصول وهكذا من كلمات شيوخ الصوفية، وقد تكررت هذه الكلمات كثيرا جدا جدا في الرواية ووجدتي نفسي لا افهم سببها اصلا ولا حتى مأساة حسن الازلية، ربما العيب في ادراكي للامور لكني لم استمتع بالرواية
"وطأة الهزيمة على قدر الكبرياء ولهيب الذل على قدر الكرامة وهوان الروح على قدر العشق ومن اعتاد العزة تأوه من العوز هي ايام معدودات"
تريد أن تعرف أين (سبيل الغارق)؟ ستجده بالقرب من شجرة (السيدة العذراء مريم) بالمطرية، هذا المكان المادى و لكن السبيل نفسه مهمتك أنت معرفته
يا بني ، الطرق في دنيانا ثلاثة : طريق للتقرب إلى الله ، وطريق للعيش في الرضا بالقضاء ، وطريق للسيطرة على البحور"
بقلم (ريم بسيونى) تبدأ قصة (الشاطر حسن) لنكتشف معها انه ليس بهذة الشطارة فقد أضاع كل الطرق. تظل روحه هائمة فى أجساد فانية أكثر من ألف عام لترتكب نفس الأخطاء. وفى آخر القرن التاسع عشر، تستقر روحه فى "حسن الخادم الأسود"
تفتحت أعين (حسن) على الحياة و هو فى كنف سيده (أحمد بك ثابت) تاجر القطن فيعمل فى خدمته و فى خدمه ابنته (جليلة) أول فتاة مصرية تلتحق بالمدرسة و التى رأت أسرتها أن رحلتها القصيرة خارج البيت تستلزم عبد يحرسها. و بينما تحارب (جليلة) أسرتها و المجتمع بأسرة لتنال هى و باقى الفتيات حقهم فى التعليم و تحارب (الإنجليز) بطريقتها لتنل بلادها أيضا حريتها فهى تخوض حربا على أرضين،مثلها يحارب (حسن) لكن نفسه للتغلب على عشقة لسيدته فيلجأ إلى (المجذوب) الحكيم لعله يجد السبيل . فهل تنتصر هذة المرة الروح الهائمة أم تفشل كما حدث لألف عام؟
" و لكن العذاب يشى بحكمة غير مسبوقة و نضج لا يعرفه البشر"
تعجبنى الروايات التى تستخرج الحكمة من دروس التاريخ. (جليلة) القوية كريمة النفس المدانة تمثل مصر المثقلة بالديون التى تسعى لنشر التعليم و الثقافة لتطرد المحتل و الغريب. (حسن) يمثل الشعب. (أحمد) يمثل الجيل الجديد المستسلم
السلاسة و الهدوء فى أسلوب السرد جعلنى أغرق مع غارقى الرواية فى أولى تجارب قراءاتى مع (ريم). المتعة التى تمنحها الرواية جعلتنى التهم الصفحات لأعرف إذا ما كانت النجاة ستكتب ل(حسن) و لكنى فى نفس الوقت، أريد أن أعيد قراءة الرواية مرات كثيرة.
لا يعنى هذا إنى أتفق مع كل ما ذكر فى الرواية خاصة روح (المثالية) التى سادت الشخصيات و بعض الأحداث. لكن الرواية ككل عميقة بها كثير من التاريخ و الفلسفة و أسرتنى قصة الحب بين البطلين. من الروايات التى تترك أثرا فى النفس
يجب أن تقرأ أكثر من مرة
"في زمن الحزن لابد من المعجزات وعند نهاية الطريق لابد من المجازفة ولو طفت الهزيمة علي سطح الماء فالغوص في الاعماق نجاة النصر ليس مكتوبا والخيبة ليست ابدية والسعي دوماً يشي باليقين"
مرة أخرى تعود الجميلة ريم بسيوني لتداعب أوتار التاريخ في روايتها الجديدة "سبيل الغارق". وقد اختارت هذه المرة أن تنسج حكايتها من وحي حدوتة الشاطر حسن والأميرة ست الحسن والجمال تجدلها بلمحات من التاريخ وتطعمها بخيال الراوي لتخرج برواية ذات مذاق مختلف. وكعادة روايات ريم بسيوني، ف��ذه رواية متعددة الأوجه تمنحك ما تريد أن تراه وفقا لزاوية رؤيتك لها. فلك أن تراها كرواية رومانسية تحمل الشجن والعشق والاشتياق والفقد. وذلك رغم صحته يحمل ظلما لها. فهي أيضا رواية تحمل عبق التاريخ. ولعل أجمل ما يميز ريم بسيوني هو أنها تمنحك التاريخ في كبسولة رقيقة مغلفة بحكاية حلوة المذاق تدعوك للبحث بنفسك للغوص في عمق الحقبة التاريخية. ولكن من منظور آخر فإنك قد تلمس جمال الرمزية والإسقاط الخفي في طيات الحكاية. فكما أراد المصريون "مصر للمصريين" أراد حسن جليلة لنفسه واستعد للزود عنها بروحه وكل ما يملك. لقد رايت مصر في جليلة بكل طموحها وجرأتها وبراءتها وحتى انهزاماتها ورأيت الشعب المصري في حسن بكل رغبته وحبه وغيرته على مصر. ودعوني لا أغفل جمال اللغة وروعة العبارات الصوفية التي تدعوك للتأني في القراءة للاستمتاع بمذاقها وربما تعيد قراءتها مرات ومرات. تأتي عادة شخصيات ريم بسيوني قوية وأبية لتعكس جزءا من روحها. فريم واحدة من أقوى النساء الذين صادفتهن تحمل وراء ملامحها الرقيقة والجميلة الكثير من الشجاعة والقوة والجلد فلا يسعني الا أن ارفع لها تحية الاحترام والتقدير. شكرا ريم على هذا العمل المميز. لقد أسعدتينا كعادتك❤👏�
مش عارفة لية لما قريت الرواية دى اكدتلي د/ريم بسيوني علي الفكرة اللي كنت واخداها عن اسلوب كتابتها بعد ثلاثية المماليك وهي انة الاتنين غالبا عبارة عن نظرية استوكهولم .. انا هديلها ٣ نجوم بس عشان انا حبيت طريقة السرد وانة اسلوب الكتابة مش ركيك ولغويا واضح وتقيل ف نفس الوقت .. وشايفة انة هتبدع لو بعدت شوية عن الرومانسية السامّة اللي هي بتروجلها
من الواضح أن الدكتورة ريم بسيوني أتقنت لعبتها المفضلة، فبعد أولاد الناس ثلاثية المماليك تطل علينا هذه المرة أيضاً في سبيل الغارق بتوليفة الحب و القهر، و بينما يسلك البعض أسلوب خلط الواقع بالخيال، تميزت هي في المزج بين التاريخ و الخيال، خيال لن تستطيع إثبات حدوثه من عدمه مهما بحثت.
هل كان هناك سبيل اسمه سبيل الغارق؟ هل كانت جليلة أحمد ثابت أول فتاة مصرية ترسل الى المدرسة ام هي (الدنيا) بتقلباتها؟ هل كان حسن عبد الموجود خادمها فعلاً ام كان (البشر) بسعيهم ؟ و هل من قرأنا عنه هو "تاجر البندقية" الذي عرفناه من شكسبير في تحفته الخالدة تحت نفس الاسم ام هو (المخلص) الذي يسعي الى خلاص البشرية من القهر و الظلم ؟
و بينما كانت تمزج الدكتورة ريم التاريخ بالخيال كانت تمزج أيضاً بين الفلسفة الصوفية و السرد الواقعي و على عكس ما توقعت و بينما لم أستطع أن أدرك ان كانت قصدت الكاتبة هذا ام لا، فقد وجدت فلسفة الواقع في الرواية أكثر عذوبة من فلسفة التصوف و أحببت مشاهد جليلة و حسن أكثر من حبي لمشاهد الشيخ الزمزمي التي وجدت بها بعض الصعوبة في إدراك مقاصدها.
أبحر إلى البحر الذي تجهله تصل 🌊 🛳 فلا عبور إلى النجاة في السبل التي نألفها 🏝
الرواية عمومًا جيدة لكن لم يعجبني تكرار الجمل والأحداث الروايه بها صفحات كثيرة جدا احداثها لا تتغير ويمكن الأستغناء عنها بسهولة...... لا اعرف لماذا يقع الكتاب في فخ التكرار الذي يصيب القارئ بالملل ويقلل من تقييم الرواية .....
الدكتورة ريم بسيوني .. لا أعرف ما هي الكلمات التي يجب أن تقال بعد تجربة مثل تلك .. لا أعرف ما هو التعبير المناسب عن تلك المشاعر التي تجعل قلبي ينتفض . منذ يومين كتبت عن إشتياقي لكلمة "كان يا مكان " و ربما جاءت تلك الكلمات بمثابة النبؤة بالنسبة لي.. كيف أن ربما ينقص في كتابك و إن تجرأت أن أقول ينقص .. ولكن أقسم أنني سمعت صوت يقول "كان يا مكان في سالف العصر و الأوان" و أنا في الصفحة الأولى..
و سأستهل كلماتي عن ذلك الكتاب بالكلمات الجميلة التي أسرتني " في زمن الحزن لابد من المعجزات ، وعند نهاية الطريق لابد من المجازفة و لو طفت الهزيمة على سطح الماء ، فالغوص في الأعماق نجاة ، النصر ليس مكتوباً و الخيبة ليست أبدية، و السعي دوماً يشي باليقين " تلك الكلمات التي ربما وجدت فيها الكثير من عالمنا الذي أمامنا و لا نراه ..
رواية سبيل الغارق هي رواية ليست كأي رواية ، ليست مجرد تاريخ ، ليست مجرد أحداث و شخصيات .. بل هي حياة .. فمصر تتنفس في كل صفحة و كل كلمة بشل غير مسبوق ، فها أنت تستمع لصوت أمواج البحر على شواطئ الإسماعيلية و الإسكندرية ! ها أنت تعيش مع المماليك ، و تعيش مع العبيد و الأسياد ، .. تعيش داخل قلب مصر من أجمل بقاعها حتى أصعبها.. بكل فرحها و بكل ألالامها ، حتى و إن بدت عزيزي القارئ أن ألالامها تحرقنا حتى اليوم .. يبدو لي أننا عزيزي القارئ بعد تلك الرواية ستدرك أن مصر كلها تبحث عن سبيل الغارق..
الدكتورة ريم بسيوني لم تهتم فقط بشكل منقطع النظير في تفاصيل الشخصيات ، و لكن دراستها الأكثر من المتعمقين قد تجعلك تتسأل هل ربما هي ليست من عالمنا ؟ هل هناك قلب و عقل و قلم يستطيع أن يسرد كل تلك التفاصيل دون أن يكون قد عاشها! أن يسرد كل تلك الأحداث و الشواهد و يجعلك تسافر لا فقط عبر الزمن ولكن تشعر أن قلبك ينتفض .. تشعر أن كيانك نفسه قد مر بما لم يمر به من قبل..
هذا ما سيحدث لك .. قصة الشاطر حسن هنا لن يقابل فيها أمنا الغولة .. و لكنه سيقابل غول من نوع أخر .. سيواجه بحور فيها غيلان كثيرة .. غيلان حوله و غيلان داخله .. الصراعات كثيرة و المشاعر مختلفة و أنت يا عزيزي القارئ ..ستجد نفسك تبحث سبيلك و تتسأل أين أنت من طريقك ...
حقاً هناك الكثير الذي أود أن أقوله أو ربما أود أن أناقش في الدكتورة ريم ! فحقاً هي تلعب على أوتاري و أنا من عاشقي التاريخ الذين يستطيعون السفر بخيالهم على سطر أو كلمة لديها القوة التي تأخذني ! و الدكتورة ريم لديها تلك القوة الخارقة !
في كتب الدكتورة ريم رحلة روحانية ، رحلة ثقافية ، رحلة تاريخية ، رحلة إنسانية .. وأخراً و ربما ليس أخيراً رحلة شخصية .. فأنت سترتبط بالشخصيات بصورة شخصية ..ستحزن و ستفرح و ستنفعل ..
الكتاب لن تستطيع أن تتركه بمجرد أن تبدأ في قرائته ، لن تستطيع سوى أن تحيا مع كل لحظة و كل كلمة .. الدكتورة ريم هي حتماً واحدة من أهم كتاب عصرنا، بأسلوبها المبدع و الفريد
و في النهاية عزيزي القارئ أتمنى لك أن تجد طريقك في قلبك و عقلك.. في كل صفحة
هل وجد القراء الغارقون في طلاسم (سبيل الغارق) سبيلًا ؟
إنها (الخلطة)....ولبعض الكتاب (خلطات)، وفي الخلطة غلطة، وما أكثر الغلطات في الخلطات !!.
تظهر الكاتبة د. ريم بسيوني في روايتها هذه بعد روايتها (ثلاثية المماليك) وكأنها وصلت إلى خلطتها الخاصة التي تريد أن تُعرف بها عند القارئ !، ولبعض الكتاب خلطات يعرفون بها عن قرائهم، فعلى سبيل المثال خلطة الدكتور علاء الأسواني هي (الجنس � السياسة � الدين)، وخلطة الأستاذ إحسان عبد القدوس معروفة، وخلطة الأستاذ يوسف السباعي معروفة (الرومانسية إلى منتهاها أو الفواجع إلى منتهاها أو الفكاهة إلى منتهاها).....ويبدو خلطة د. ريم هي [التاريخ � الغموض - الجنس (المرتبط أولًا بقهر المرأة ثم بقبولها هذا القهر) - الحب ]. في هذا الإطار قدمت هذه الرواية من خيط رئيسي عن قصة إنسانية تتفاعل بكل متناقضاتها وتقلباتها عبر الزمن، يتضفر معه خيطان غامضان مقحمان تمامًا على الرواية !!. كان الإقبال الأولي على رواية (سبيل الغارق) متوقعًا بعد نجاح رواية (ثلاثية المماليك) في إجتذاب الكثير من القراء، لكن القراء لن يجدوا رواية سلسة كالأولى، بل ستغرقهم منذ البداية بطلاسمها، ولن يكون الغموض خفيًا مثلما كان في الثلاثية بحيث يتساءل الناس ماذا تقصد الكاتبة بالبطلة التي أختطفت ثم أحبت بطلها المملوكي الذي أخذ جسدها بالإكراه، ثم قلبها وروحها لاحقًا، وهل في هذا إسقاط سياسي ما، لكنها هذه المرة تغرق قارئها في طلاسمها في كل صفحة. والرمز مستخدم كثيرًا في الأدب، وهو محبب للقارئ الذكي، شريطة أن يكون قريبًا وبعيدًا في آن، بعيد فلا يقدم نفسه من أول وهلة فكأن لم يكن، وقريب فلا ينغلق عن القارئ أو يشكل عليه، بينما كانت رموز الكاتبة طلاسم، وكلما رأت أنها أوغلت في الطلاسم عادت فقدمتها مباشرة للقارئ فأبطلت جزءً من رموزها إبطالًا مباشرًا. كذلك فإن دورة الحب الرئيسية بين البطل والبطلة قد أخذت تتكرر مرات ومرات دون فائدة شعورية من التكرار أو فكرية جديدة للقارئ، وبالتالي كان يمكن للرواية أن تختصر بسهولة دون خلل حقيقي في المبنى أو المشاعر، بل بالعكس كانت ستكون أفضل حيث ستكون أقل ترهلًا. الخيط الأساسي يحكي عن أسرة ميسورة الحال تعيش في القاهرة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حيث أب ميسور لخمس بنات، البنت الوسطي بينهم (جليلة) مثقفة، وأختارت طريقًا نادرًا في ذلك الوقت هو طريق التدريس مما نفر منها الرجال، وكان لها خادم أسود (حسن) يصاحبها دومًا ويثق الأب فيه، أمه كانت جارية سوداء حررها الأب وتخدم العائلة أيضًا، ينمو حب البنت في قلب الخادم ويحميها عدة مرات أهمها أثناء قصف الإسكندرية من قبل الأسطول البريطاني عام 1882، حيث ينجوان بأعجوبة بحمايته لها بينما يموت الأب وأختين لها، وتصبح بلا حامي لها ولأمها في مواجهة أطماع العم إلا هذا الخادم. وهنا تنعطف الرواية، فتعود مع أمها والخادم إلى القاهرة، وفي مواجهة رغبة العم في تزويجها قسرًا من إبنه يقترح الخادم (حسن) أن يتزوجها صوريًا ويوثقا ذلك في المحكمة لتفوت على العم غرضه، ومع إعتمادها عليه يطالب حسن يتحويل الزواج الصوري إلى حقيقي !، وتحت ضغط الحاجة والرغبة في الحماية مع حاجة الضعف الأنثوي ترضخ جليلة وتقدم جسدها لحسن بشرط عدم التعري أمامه، لكنه في اليوم التالي يطالبها بالتعري الكامل ويأخذ ما أراد !!. وشيئًا فشيئًا تزداد قوته ويحصل على حقوقها من عمه، ثم تنمو تجارته، يحاول تحدي الإنجليز في عدة لقطات متفرقة، وتمضي حياته مع سيدته السابقة في تناقضات بين الحب والصد والإستعلاء والقهر في مزيج عجيب أجادت الكاتبة في وصفه لكنها أكثرت فيما أجادت !!، فتكررت دورة الحب والصد ست مرات على الأقل: (لابد أن تستجيبي لأوامري، يريد أن يقهرني ابن الجارية، أنت لي، نسيت يا حسن إحسان والدي لك، أنا حميتك، أحبكَ لكن أكره إكراهك لي، أحبكِ ولكن أكره إستعلائك علي)، دورات تكررت عبر الرواية. ومع هذا الخيط الرئيسي يفاجأ القراء بخيطين مقحمين عجيبين، خط صوفي يبدأ في م��طقة سبيل الغارق حيث قابل الأب أحد العباد المتصوفة (الشيخ الزمزمي) وكان يصطحب الخادم، فبدأ حسن يتشرب الروح الصوفية ويظل على صلة بها وبشيخه، ووراء كل دورة مع دورات (الحب / الصد) بينه وبين جليلة نجد عدة صفحات مع الحورات والطلاسم الصوفية، ومجدول معها خط ثالث أعجب وأبعد، الصراع الإسلامي البرتغالي على البحور، وكيف فقد المسلمون الريادة على طريق التجارة حين نجح البرتغاليون في هزيمة المماليك وسيطروا هم على البحور، وهكذا يسير حديث التصوف جنبًا إلى جنب مع حديث البحور والسيطرة عليها، كأن السيطرة الدنيوية هو موضوع صوفي !!. لقد ارادت الكاتبة خلطة وكان الإقحام فيها غلطة، فخرجة الخلطة غير ممتزجة وصعبة الهضم والإقناع، ولو إكتفت بالقصة الإنسانية لكان أفضل كثيرًا (مع تحفظي على إصرار الكاتبة على قصة الحب التي تقهر فيها المرأة جنسيًا إما قهر مباشر باللقوة أو قهر معنوي بالحاجة، ثم هي بعد ذلك ترضي بهذا القهر الجنسي وتستعذبه ويرضيها جسديًا...كررتها مرتين في ثلاثية المماليك وها هي تعود له في هذه الرواية ...أهذا ما يقال عنه شيطان الكتابة حين يتملك الكاتب !!). وفيما يلي بعض الوقفات مع الصفحات: ص 9: تفلسف زائد. ص 10: الشاطر حسن قتل الحمامتين وبعد ألف عام من الإنتصارت بدأت هزائمه، فما هما الحمامتان ؟!، أهما الكتاب والسنة ؟!، فلماذا قالا أن في كبد الأولى وحوصلة الثانية شفاء، ألم يكن في ذلك دعوة لقتلهما ؟. ص 25: الأم توافق على تعليم الفتاة دون الرجوع للأب ؟!!، وكان يمكن أن تتعلل به لرفض الطلب. ص 27: مبالغات، فقد كانت هناك مدارس للبنات. ص 36: إسراف في الرمز. ص 37: هل عرابي زوجته شركسية ؟ (لم تكن شركسية، بل كانت كريمة مرضعة الأمير إلهامي باشا، وبالتالي وهي أخت حرم الخديوي محمد توفيق فيما بعد (من الرضاعة وليس أختها من الدم)، وهل البارودي من أب تركي وأم يونانية ؟ (بل كان لأبوين من أصل شركسي مملوكي). ص 38: هل يعقوب صنوع هو أول من قال: مصر للمصريين ؟! (لم أجد أي دليل على هذا، ولو هذه هي الحقيقة، أفلا تكون دعوة مشبوهة، أن يكون أول من أطلقها يهودي ؟!). ص 39: محمد عبده لم يكن يريد الإبتعاد عن السياسة إلا بعد هزيمة الثورة العرابية وليس قبل ذلك. ص 42: خلفاء إسماعيل لم يتخذوا جواري ؟!، من قال ذلك ؟!، تاريخ الخديو عباس حلمي الثاني معروف. ص 45: لا يجيد القراءة والكتابة، ثم يختار الروايات ؟. ص 45: أبن جارية أي إبن سفاح ؟!!!، من قال هذا !!. ص 47-48: إسراف في الرمز. ص 13، ص 51: الطريق الثالث السيطرة على البحور، هذه نظرية الأدميرال ماهان وليس كلام شيخ صوفي مسلم !!. ص 51-53: إغراق في الرمز. ص 58: محاولة إغتصاب غير مفهومة من الناشر تجاه جليلة بالتواطؤ مع صديقتها، فلا موقفة مبرر ولا تواطؤ الصديقة مفهوم. ص 69: إستمرار غير مفهوم في تواطؤ الصديقة. ص 74: ابن الجارية عبد وليس له أب ؟، من قال هذا ؟. ص 113: هل ألفونسو الإيطالي صوفي أيضًا يحدث حسن عن طرق التجارة والبحور !!. ص 117: مزج جديد بين حديث الصوفية والبحور. ص 129: الرمزية الذاتية الباطنية التي لا يفهمها إلا الكاتب (نموذج لطريقة الكتابة عبر الرواية:. [ سبيل الغارق هو الغرق....وسبيل الغارق هو النجاة...مكتوب عليه الغرق ومكتوب عليه النجاة...يصطحب في طريقة الهزيمة..ولا يسعد بالنصر إلا عشية وضحاها..يكتمل القمر أمامه ويبقى نصره ناقصًا، تتنفس الشمس لكن لا تبقى حوله كثيرًا..يختنق من رائحة الدخان..ويغوص لعله ينجو...لو مات سيحيا...لو نسي سيتذكر..لا مفر من الخوض ]. ص 140: أثناء خروجها بعربة من الأسكندرية مع الخادم مرت بجوارها عربة بها أشلاء تعرفت من خلالها على أشلاء والدها من خلال خاتمه !!!!، أي عربة أشلاء تلك التي تخرج من الإسكندرية في ذلك الوقت ؟!!!!، ومن يهتم وقتها بجمع الأشلاء، ولماذا يخرجها ؟!!، ومن أخرج اشلاء والدها من تحت أنقاض بيتهم بهذه السرعة إذا كانت هي تركت كل شيئ وتوجهت بسرعة للخروج، ومن يريد أن يخرج هذه الأشلاء خارج الإسكندرية ولماذا ؟!!، موقف مفصلي في الرواية ولا يوجد تمهيد معقول له. ص 144: كيف فجأة بدأ يناديها بإسمها ويلمسها، وتقبل ذلك !!. ص 179: هل كان يمكن بسهولة عام 1882 إتمام زواج سيدة من خادمها في المحكمة دون موافقة الولي ؟!!. ص 224: موقف الأم المستسلم لزواج إبنتها من خادمهما غريب (رغم إحتياجهما لحسن). ص 252: الأم تقول لأبنتها: تخافين الفناء حوله ؟! (أصبحت الأم هي الأخرى تتحدث بالمصطلحات الصوفية !!). ص ص 292 � 304: قصة السلطان الغوري وطريق التجارة والهزيمة المملوكية البندقية أمام البرتغاليين في موقعة (ديو) عام 1509. ص 295: البنادقة أصبحوا أيضًا يتحدثون كالصوفية !!. ص 298: السلطان الغوري يقول: المماليك لا يحاربون في البحور !! (من قال هذا ؟!، كان للمماليك أمجاد بحرية هامة). ص 394: حسابيًا لا يمكن بعد عشر سنوات من قصف الإسكندرية أن يكون إبنها الأكبر عمره ثمان سنوات، فمن أحداث الرواية لم يكن بدء حملها الأول قبل عام على الأقل من هذا الخروج، ثم حالتي وفاة للجنين، الأولى بعد أن ولد بالفعل أي بعد حمل مدته تسعة أشهر، ثم حالة إكتئاب طويلة، ثم حمل ثان فسقط فحالة إكتئاب أخرى، ثم حمل ثالث مدته الطبيعية تسعة أشهر، فلا يمكن أن يزيد عمر الولد عام 1892 عن ست سنوات....يبدو أنها تبت الرواية على فترات غير متصلة
ملحوظة أخيرة: كيف تتحدث رواية عن الحالة الوطنية وعن شخصيات تتحمس للوطن، ثم تدخل بالرواية في عصر مصطفى كامل دون أي إشارة إليه أو إلى الحركة الوطنية التي يقودها ؟!!، هل لأن مصطفى كامل كان يرى إستقلال مصر في إطار الإطار العثماني � الشبيه بالكومنويلث الإنجليزي � أليس في تجاهل مصطفى كامل ظلم تاريخي بين ونقطة ضعف روائية أخرى في رواية تنقل أحداث عصرها ؟!!.
التقييم النهائي 2/5 كانت لتستحق 3/5 لولا موضوع القهر الجنسي وقبوله، وكانت تستحق 4/5 لولا إقحام خطوط لا علاقة لها بالقصة الأصلية
" بل بدأت مأساتك، وتجلت همومك. اخترت الطريق السهل، وظننت أنك فزت. ولو فكرت قليلًا و جازفت أكثر لنجوت بنفسك، ولكن الطمع أعمى قلبك. لو كنت تكلمت معنا كنا سنرشدك إلى طريق الفوز. غرقت؛ لأنك اخترت الطريق الآمن، ولم تجازف، ولم تصبر".
تستمر د. ريم بسيونى في الإبحار بين أمواج التاريخ، هذه المرة بين أمواج تاريخ مصر الحديث، تحديداً مرحلة الثورة العرابية، مع بعض الفانتازيا متمثلة في وجود أشهر شخصية في الحكايات الشعبية كبطل أساسى للرواية، فى مزيج بديع متماسك ولغة شعرية راقية.
" ولكن العذاب يشي بحكمة غير مسبوقة ونضج لا يعرفه البشر".
تأخذ الرواية بتلابيبك فلا تستطيع منها فكاكاً، فتغرق فيها وتغرق فيك، وتجد لها صدى عميق في روحك فتتوحد مع الشخصيات الساحرة، الشاطر المجذوب بحبه المعذب دائماً وأحلامه المهزومة، والبطلة المستحقة للقب البطولة، وسعيها للعلم فى زمن ندر فيه العلم للنساء، وعلاقة مستحيلة بينهما، ورحلة عذاب وغفلة وشوق مع الكثير من الألم والصبر بحثاً عن السبيل للحق والعدل والخير.
" في المستحيل غواية، وفي تمرد القلب بعض النشوة. ولكن في التمني هزيمة لا مفر منها. وفي إدراك العجز كل الألم. الأماني دومًا تتفق عليك وتنهشك".
سوف تجد نفسك تغوص في الرواية لتراجع إكتشاف الكثير من ذاتك وكيانك التائه ومصريتك المخلوطة والمشغولة في زوايا التاريخ، تاريخ الأمم منذ القدم وليس تاريخ مصر فحسب.
" كل يوم يخرجون التماثيل الشاهقة ويقولون هؤلاء أجدادكم، لم تمر عليهم هزيمة واحدة، وأضحك إلى حد البكاء. لا بد أنهم يبكون كمدًا هؤلاء الأجداد. هو زمن العتمة، والتيه هو ما نعيشه. أيام تمر، كل العمر يمر.."
يحتار المرء في تصنيف الرواية، فلمن يبحث عن رواية تاريخية عن أحداث حقيقية غيرت مجرى التاريخ فهى له، ولمن يتوق لقصة عاطفية مشحونة بشتى المشاعر المختلفة من حب وألم وشوق وحقد فهى ضالته، ولمن يبحث عن رواية وطنية تلهب مشاعره وتذكره بمجد الأجداد فهي هدفه، أما من يريد التأمل فى أحوال الزمن والناس فى ضفيرة متقنة من الحكمة السرمدية والصوفية الإسلامية فسيجد في هذه الرواية ما يحب ويرضى، لعدة ساعات من المتعة الخالصة.
" لأنك تريد أن تعرف..في الإدراك نجاة. حتى لو تبعتْه هزيمة".
للرواية وجوه كثيرة ستجعلك تعيد القراءة أكثر من مرة، وفى كل مرة ستُفتن بتفسير جديد للأحداث والعبارات العميقة التى باتت علامة مميزة للكاتبة الرائعة، التي تبهرنا كل مرة بتوليفات غاية فى الجمال اللغوي والعمق الفلسفي والحكمة البالغة لكاتبة أتقنت فن الحكاية فسحرتني وسحرت الجميع بعالمها البديع.
«في زمن الحزن لا بد من المعجزات وعند نهاية الطريق لا بد من المجازفة ولو طفت الهزيمة على سطح الماء فالغوص في الأعماق نجاة النصر ليس مكتوبًا والخيبة ليست أبدية والسعي دومًا يشي باليقين».
هل كانت صدفة أن تكون رواية سبيل الغارق هي العمل رقم أربعين الذي أقرأه في عام ٢٠٢٠؟ لا أؤمن بالصدفة فالحياة ومن عليها لم تخلق صدفة ولا انتظام الكون يحتمل أن تلعب الصدفة فيه دورا. والرقم ٤٠ له مدلولاته العديدة عند مختلف العقائد، اكتفي منها بذكر أن موسي قد تغيرت حياته تماما عندما واعد ربه أربعين ليلة، ومع الفارق في التشبيه، فإن قرائتك لهذه الرواية كفيلة بتغيير الكثير من المفاهيم في حياتك لو أدركت مضامين الرسائل التي تحويها هذه الرواية، وهو ما حدث معي بالفعل لدرجة أن وجدت رسائل ضمن هذه الرواية أحسست أنها موجهة لي شخصيا. كالعادة ابدعت الكاتبة وطوعت اللغة العربية كما تطوع النار الحديد واستخدمت الألفاظ والمترادفات والكنايات والتشبيهات وكافة المحسنات في رسم صورة رائعة عن كيفية استخدام اللغة العربية في الكتابة. بناء الشخصيات المحورية والثانوية تم بإتقان لا تشعر معه بعدم ضرورة وجود أي من شخصيات الرواية والإسلوب الذي تم التعبير به عن مكنونات كل شخصية يجعلك قادرا علي تخيل شكل الشخص وملابسه وتعبيراته كما لو كنت تري عملا مصورا وهذه براعة لا يتقنها الا الأدباء الكبار.. الحبكة الدرامية وإن كانت مكررة في العديد من روايات الكاتبة، وهي فكرة وجود شخصيتين مختلفتين كل الإختلاف يذيب العشق كل الفوارق بينهما حتي يتحدا بشكل كامل، إلا أن استخدام هذه الحبكة في خدمة توصيل الرسائل الضمنية العديدة الواردة في الرواية تم بمنتهي الحرفية ولم أشعر بالملل من تكرار الفكرة، فالفكرة واحدة ولكن المضمون مختلف تماما. العمل يحمل العديد من الأبعاد ( صوفية، تاريخية، وطنية، رومانسية) وهذا يجعل العمل محل إعجاب معظم أذواق القراء وهذا في حد ذاته إبداع غير معهود عند معظم الكتاب، استخدمته الكاتبة بمنتهي البراعة والإتقان، وإن كنت شخصيا أميل إلى تصنيف الرواية علي أنها صوفية. طوال قرائتي للعمل أحسست بوجود رابط بين شخصية جليلة وشخصية زينب في أولاد الناس، وكان هذا الإحساس يبهرني في ذكاء الكاتبة لربط الروايتين بصورة أو بأخرى الي أن وصلت إلي آخر صفحة وقرأت ما يلي " ظهرت العذراء في شارع طومان باي بعد النكسة ولم يعرف الكثير ممن رأوها الكثير عن طومان باي. لم يتذكروا" فتأكدت من سعي الكاتبة لربط الروايتين معا وخاصة أن الأحداث التاريخية لهذه الرواية تتداخل زمنيا مع بعض أحداث رواية أولاد الناس. العمل هو أروع ما قرأت هذا العام واتمني أن أرى هذا العمل في كل بيت مصري لما يحويه من حكم ورسائل لو تعلمها الناس لتغيرت حياتهم. العيب الوحيد الذي وجدته في الرواية هو إشارة الكاتبة لقدماء المصريين بالفراعنة وهو ما يخالف معتقداتي ولكن هذا موضوع آخر ولا يعيب الرواية اطلاقا. شكرا للمبدعة ريم بسيوني وأتوقع أن الأروع لم يأتي بعد.
قد لا أملك الجمل الرنانة التي طفت في الريڤيوهات السابقة ولكني أعبر فقط لما في قلبي . فأنا قارئة عادية تقرأ بقلبها. انتهيت من رواية سبيل الغارق ولم تنتهي داخلي فهي من الروايات التي تظل عالقة في الوجدان للابد . بوجود سبيل الغارق نجد الجانب الصوفي والروحي من الرواية .. بعلاقة الحب بين حسن وجليلة تمثل الجانب الرومانسي من الرواية معها المشاعر التي تلمس القلب .. بالفترة التاريخية متمثلة في ايام سلطان الغوري وبداية احتلال الانجليز مصر مع ضرب مدينة الاسكندرية وافتتاح قناة السويس نجد الجانب التاريخي من الرواية . فهي رواية صوفية رومانسية تاريخية .. لا تشعر بالوقت بين صفحاتها .. ترى شخصياتها وتتفاعل معهم قد تصرخ ، قد يخفق قلبك، قد تضع يدك علي رأسك متفاجئاً. شكراً علي متعة بين الصفحات.. شكراً علي صحبة حسن وجليلة التي هونت عليّ أيامي . شكراً علي اجمل روايات 2020
"الغرق يا هانم ليس دوماً تحت المياه، أحياناً يكون من هواء نتنفسه، وسفن أجنبية تحاصرنا، ولهفة لا تزول، ويأس لا ينتهي. ليت الغرق يحدث فقط لمن يسبح في المياه، حينها كانت الدنيا سوف تصبح أكثر رحمة."
الرواية كما "أولاد الناس" تاريخية رومانسية. اختارت الكاتبة أن تتحدث هنا عن الجو العام في مصر في القرن الثامن عشر وعن عرابي والإنجليز إلخ .. وكل هذا من خلال قصة حب عنيفة بين خادم وسيدته! __ "من هذا الأب الذي سيسمح لابنته بالخروج كل يوم للذهاب إلى مدرسة والاختلاط بأناس غرباء؟! ومن سيتزوج بنتاً تخرج وتتكلم وتجادل؟! يا إلهي! لو تقدم رجل لامرأة وعرف أنها تعرف أكثر منه وستجادله وتعذبه، تُرى أسيتزوجها؟!"
هذا الأب كان "أحمد بك ثابت" وهذا الزوج كان الخادم "حسن"!
"جليلة أحمد بك ثابت" الفتاة ابنة تاجر القطن، التي التحقت بالمدرسة السنية بطلب من جشم آفت هانم شخصياً (زوجة الخديوي إسماعيل) لتكون أول فتاة مصرية تلتحق بالمدرسة! مما جعل الجميع ينظر إليها على أنها فتاة جريئة ومنحلة! ولكن هذا لم يغير موقفها بل جعلها تكمل الطريق وتقوم بالتدريس بعد ذلك لتفتح الطريق لبنات مصر من بعدها.
"� وهل للعاشق اختيار؟ = ربما ليس لديه اختيار فيمن يعشق، ولكن لديه اختيار فيما سيفعل بعشقه، وأى طريق سيسلك. توخ الحذر وأنت تصنع الطريق؛ حتى لا تهلك."
"حسن" الخادم الوفي، الذي كان يتبع "جليلة كظلها في غدوها ورواحها، أحبها دون إرادته، وحاول التخلص من هذا الحب لكنه فشل!
بعد مهاجمة الإنجليز للإسكندرية تنقلب الدنيا رأساً على عقب، وتجد جليلة نفسها بين خيارين: إما رحيل حسن التي اعتادت على وجوده بجانبها و(أحبته!) وإما الموافقة على الزواج منه!
"تسألينني أنا أين السبيل ولا تدركين ما معنى لعنة التيه؟ قلت لكِ من قبل سأجد السبيل إليكِ دوماً، وسأكتب عليه اسمي، حتى لو عم الظلام، وتلاشت كل السبل."
عندي مشاكل كتير مع الرواية يمكن اللي بيميزها اللغة بس انا مش فاهمة هل المفروض انها رواية صوفية ولا ميتافيزيقية ولا رومانسية كنت بزهق اوي وانا بقراها وبلاقيني بنط السطور كمان قصة الحب الغريبة اللي قايمة على الغضب والاذعان والغصب دة غير الحوار الافلاطوني والحوار عامة بين الابطال اللي بحسه مثالي اوي انه ممكن ناس تتكلم بالطريقة دي ولو حتى عاشوا من ١٥٠ سنة
تقريبًا الكتاب كان زيادة ١٠٠ صفحة عن اللزوم عشان نتأكد من أهمية السعي؟ أستمتعت كثيرًا بالكتابة وأسلوب السرد ولكن حسيت بعدم إرتياح شديد أتجاه البداية العنيفة والمربكة لزواج جليلة وحسن وفي رأي كان ممكن التعامل مع عدم التكأفأ في العلاقة ما بينهم بحرص أكثر من كدة.
ابداع فوق الوصف،أين السبيل و كم اشتقت للوصول اليه...... كم انتي مبدعة يا دكتورة ريم،استطعتي الوصول لاعماقنا و جعلنا نبحث و نغرق حتى نوصل للسبيل و الراحة😍😍😍❤️❤️🥰🥰🥰
"سبيل الغارق: الطريق و البحر" رواية فلسفية عميقة تجمع بين التاريخ و الواقعية السحرية.
تتعمق الروائية ريم بسيوني في النفس الإنسانية التائهة لتسعى بها إلى بر النجاة من خلال شخصيات الرواية التي تبحر بين العصور. يجد القارئ نفسه تارة بزمن المماليك، و أخرى في فترة الحكم العلوي لمصر. و يجد نفسه كذاك يبحر في المحيطات محاطا باساطيل البرتغاليين و قراصنتهم، و بين الأنقاض بعد القصف الانجليزي للاسكندرية.
إحدى الشخصيات المحورية هي شخصية الشاطر حسن الذي لم يكن بالشطارة الكافية لمعرفة السبيل إلى النجاة من الغرق، و الغرق هنا له معاني كثيرة و متعددة. و كذلك شخصية المجذوب الذي يعكس الجانب الصوفي من الرواية، و شخصية حسن،الخادم الشاب الذي وقع في غرام سيدته، جليلة ابنة التاجر الثرى أحمد ثابت بك. لكل من هذه الشخصيات رمزية مهمة يراها القاريء من خلال التعمق في الرواية.
تسعى الرواية في كل محطة من محطاتها المتعددة أن تحل الأزمة الوجودية التي يعاني منها الإنسان. لماذا خلقنا؟ هل خلقنا لنبتلى؟ هل هناك سبيل للنجاة؟ أين هو السبيل؟ الإجابة سيجدها القاريء بين سطور الرواية التي أرى أنها عبقرية. تفتح الكاتبة المجال لتفسير و نقاش الأفكار المذكورة من وجهات نظر متعددة.
قرأءة الرواية ستجعل القاريء يتمعن في سبب وجوده في هذه الحياة و سيرى مفهوم الموت من منظور جديد. فكل إنسان يعيش لهدف، و حين يصل لهدفه، فقد وصل إلى نهايته. هذه فكرة تستحق الوقوف عليها و التفكير فيها..
برأي كقارئة لجميع روايات ريم بسيوني، هذه الرواية من أجمل رواياتها. شخصية حسن ستلامس كل قارئ و سيرى نفسه فيه. كذلك، رواية "سبيل الغارق: الطريق و البحر" تنتمي لنوع الروايات التي ستجعل القاريء يعيد قرأتها أكثر من مرة، لأنها مليئة بالحكم و الأحداث الجميلة التي ستأسر كل من يقرأها.
من أجمل مقتطفات الرواية:
"يبعث لنا الله لنا أناسا فالطريق ليضيئوا المسالك و يرشدوا الضال. ابحث عنهم. و تذكر دوما من لا نتوقعه، ليسوا شيوخا و لا أولياء، بل هم عباد مجهولون... لكل اجل كتاب، و لكل روح هدف و دور و لكل طريق صبح و ليل."
"من يحيى على هذه الأرض له هدف و دور و يوم ينتهي دوره يموت."
"قبل أن تبحث عن الطريق يا حسن، اشرع في السير في مسالك نفسك، فما أشد و اوعر مسالك النفس، لم تطأها قدم قط، و بدون السعي داخل مسالك النفس، ستفقد كل الطرق. في سيرك تذكر أيضا انك لا تعرف الصديق من العدو، فأنت لم تحط خبرا بالغيب."
" العشق يحتاج إلى رفاهية."
"و لا تسأل انسيا عن الطريق. فلا حيلة له بالوصول. و لا بصيرة للتبشير للمعرفة. هي محاولات متواضعة للفهم لا أكثر. كلنا نختار الطريق وسط وحدتنا حتى لو التف حولنا كل البشر. "
" في الانكسار الكثير من الحكمة، و في العذاب الكثير من المعرفة. "
" من عاش ملكا لا يرضى بالهوان. و من يصل لا يمكن أن يعود إلى التيه،حتي لو ضللته الايام بعض الوقت. اليقين يدخل النفوس الثابتة بعد السعي. "
" الفوز في البحث عن الطريق، وليس في الوصول إليه. "
"فقدان الذاكرة هو بداية الهلاك. و تشويه التاريخ يؤدي إلى الهزيمة."
" العشق ليس داء واحدا بل أمراض متفرقة، لكل منها دواء. "
لا تستهويني الروايات الصوفية لكن تلك الرواية أسرتنى و غرقت بداخلها و بداخل أحدثها " فلا تسألني قبل الوقت ، و تيقن أنك لا تصل إلا بالسير "
رواية عن التاريخ، عن سبيل الغارقين فكلنا غارقين فى مآسينا و معاناتنا، عن العشق الأبدي.
القصة الملائمة للواقع عن الشاطر حسن و ست الحسن و الجمال بنت السلطان. فهى من قال عنها الشيخ : " و تضئ نفسك عندما تراها حتى و هى خارج نطاق دنياك "
رواية عن الاحتلال و الهزيمة و الذل : " و كأن من تبقى فى هذه البلاد هو من صمت و من خان و من تواطأ. و كأن الرضوخ هو الحل دوما الذى يضمن العيش و الاستقرار ."
أما عن حسن و جليلة � فلم أستطع انا أمنع نفسى من أن أرى جليلة تمثل مصر و حسن هو شعبها خادمها و عبدها الذى يعشقها رغم قسوتها رغم قيلة حيلتها رغم دَينها سيظل هو ملاذها و أمنها . " - لا سبيل إلى الوصول إلى علاقة تربطنا . - اصنع سبيلا و اكتب عليه اسمى. "
و قد ذاب القلب عشقا عندما قالت جليلة : " بدونك لا رغبة لى فى النجاة . أنت جدار النفس و صلب الروح "
مساء الخير ، منذ قليل انتهيت من رواية سبيل الغارق لكاتبتنا العزيزة ريم بسيوني .. مع الاسف أول مرة أشعر بالعجز و اتحير في كتابه رآيي فالكلمات تهرب مني رغما عني لا استطيع الامساك بطرف البدايات كعادتي الافكار تتصارع في عقلي فعادة الكتابات التي تمس القلب و الروح معا اقف امامها عاجزة عن كتابة كلمة واحدة ..و كآنني ابحث عن السبيل الذي فقد اثره لا اريد ان اكتب مراجعة عنها و كآني احافظ عليها لتصبح مفاجآة جميلة لكل من يقرآها بعد ذلك.. فهناك حديث هامس بيني و بين الرواية الا افقد ذلك الاثر الذي تركته في نفسي تلك النشوة التي تحدثها كلمات تنبض بالحياة و تعيننا علي الصمود فهي كالجوهرة لا تظهر لاحد و كل منا يستطيع قرائتها من زاويته الخاصة.. يبدو إني اخترت ال مجازفة و السعي في طريق غير مألوف في عدم كتابة مراجعة لرواية اعتبرها كنز يلزم إن يبقي مكانه دون مساس ♥️
أنهيت قراءة رواية " سبيل الغارق الطريق و البحر" للدكتورة ريم بسيوني أستاذة اللغويات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة و الصادرة عن دار نهضة مصر فى سبتمبر 2020 بداية أحب أن أهنىء الدكتورة ريم بسيوني على نجاح الرواية الساحق بإنتهاء جميع نسخ الطبعة الأولى بعد خمس أيام من صدورها و بداية الطبعة الثانية. سبيل الغارق الطريق و البحر أسم معبر جدا عن احداث الرواية و اختيار موفق و تصميم الغلاف غاية فى الجمال و الابداع لانه بيعكس ملامح الحكاية بما فيها من تاريخ و لمحات صوفية و رومانسية. فى البداية و انت تتصفح الكتاب و من اول صفحة تقرأ كلمات تشعر معها بانك تسمعها قبل ان تقرأها و تأتى لمسامعك بصوت شيخ حكيم يتردد فى أذنك :
و لو خشيت الغرق فأنت غارق لا محالة و لو وثقت من قلوعك فأنت غارق لا محالة و لو سبحت سبع بحور لن تصل .. أبحر إلي البحر الذي تجهله تصل فلا عبور إلي النجاة فى السبل التي نألفها ...
توقفت عند هذه الجمل من البداية و فكرت فيها كثيرا محاولا أن أستشف المغزي من الرواية. هل معنى هذه الكلمات فى صدر الرواية أن كونك إنسان مقاتل و جرىء و تجازف و تجرب للوصول الي أهدافك و أحلامك فهو خطر قد يؤدي لعدم الوصول؟ أم أن الافضل اتباع مبدأ من خاف سلم و اذا كنت واثق من نفسك و تحب المجازفة فهذا هو الخطر و لن تصل لشىء بل من الممكن أن تخسر كل شىء. قررت أدخل فى الحكاية و أكيد الاجابات جايه جايه مع الاحداث. فوجئت بأني لا أقرأ رواية تعكس فقط فكر و خلاصة تجارب حياة أديبة مميزة و مبدعة ... و لكني قرأت عن تجاربنا جميعا فى الحياة و كأنها أوجزتها بكل ما فيها بمنتهي العمق و الحكمة فى 453 صفحة .... بمنتهى العبقرية و السلاسة و البساطة و الهدوء و بدون مبالغة و لا تعقيد ... حكت لنا حكاية تلخص فيها فعلا اغلب تجارب الحياة التي قد يمر بها اى انسان ... لخصت كل المراحل و الصراعات و الانفعالات التي يمكن أن تمر بها النفس الانسانية من حب و كره و وفاء و خيانة و حقد و رحمة و هزيمة و انتصار و غرور و تواضع و طموح و يأس و أمل و إنكسار و حيرة و قلق و إطمئنان و رضا. لكل شخص مر أو عايشت نفسه أى نوع من هذه المشاعر سيجد فى حكاية دكتورة ريم روشته علاج مجربة و معها الدليل على كل وصفه يتم وصفها للعلاج من مشكله او هم او هزيمة, كل هذا مجسد فى شخصيات مرسومة بعمق غير عادي و بفهم عميق لفلسفة النفس الانسانية بكل نواحيها و ابعادها ... لكل شخص يشعر بالحيرة مع نفسه للوصول معها للسعادة و الرضا و الاطمئنان و غير قادر علي فهم نفسه و يتمني التعايش مع مشاكله فى سلام و يتخطاها بأقل خسائر ستجد روشته العلاج فى هذا العمل الأدبي ... الأكيد ايضا هو انك لن يكفيك لاستيعاب كم الافكار و الحكم و التجارب فى هذه الحكاية مجرد قراءة واحدة لها ... سبيل الغارق يلزم قراءتها مرة و اتنين و عشرة لأن فى كل مرة ستخرج بمعانى و مفاهيم و افكار جديدة تنير الطريق لفهم نفسك و التعايش مع الاخرين و مع الحياة بكل انتقاداتها و اختلافاتها و همومها.
طوال فترة القراءة ستجد في ذهنك ربط تلقائي و غريب يفرض نفسه عليك بين فكرة الرواية و احداثها و قصة سورة الكهف العظيمة فى القرءان الكريم (فأما السفينة و أما الغلام و أما الجدار)
أستحضرت لنا الكاتبة حكاية الشاطر حسن البديعة و القريبة من قلوبنا جميعا علشان تتولد منها معالم الشخصيات و الاحداث للرواية ... الشاطر حسن اللى من مئات السنين أرتكب ذنب لأنه علشان يوصل لحلمه مشي فى طريق مألوف و محبش يجرب الطريق الصعب و ده اللى وصله للذنب اللى اتكتب عليه بسببه الشقاء طول عمره ... عقابه انه يعيش مئات السنين فى عصور مختلفة و يمر بتجارب و أحداث كثيرة معاها يوصل لاقصي و اعظم مراحل النجاح و الانتصار و فى وقت الانتصار و النجاح تجيله هزيمة تضيع طعم الانتصار و احساسه و بعد كل تجربة يفقد ذاكرته و يبدأ فى عصر جديد و زمن جديد قصة كفاح و انتصار جديدة و بعدها يدوق الهزيمة و يدوم حاله بالشكل ده الى الابد عقاب ليه لانه علشان يحقق حلمه و يوصل للاميرة بنت سلطان مصر اختار الطريق المألوف السهل و مفكرش فى انه يسلك طريق مختلف لمجرد انه صعب.
بيظهر معانا فى الرواية شخصية حسن فى عصرين مختلفين ... الظهور الأساسي فى أغلب أحداث الرواية فى الفترة اللي بتبدأ من 1882 م و مع دخول الانجليز لمصر و فيها بيعيش حسن كخادم فى بيت أحمد بك ثابت وظيفته مرافقة جليلة هانم بنت أحمد بك و توصيلها لمشاويرها و شراء إحتياجاتها و بنشوف هيحصل ايه من مفاجأت على كل المستويات سواء على مستوي مصر بعد الاحتلال او على مستوي بيوت الباشاوات ما قبل و بعد الاحتلال الانجليزي.
الظهور الثاني فى الرواية لحسن و الموازي لظهوره فى خط السرد الأول كان في فترة المماليك سنة 1509 م ليشهد فترة صعبة من الانتصارات و الهزائم لجيش المماليك كمقاتل فى صفوف قوات السلطان الغوري لمحاربة البرتغاليين اللى سيطروا و بسطوا نفوذهم على طريق التجارة و البحر بين أسيا و أوروبا فى معركة كبيرة شهيرة بمعركة ديو.
القصة فيها الدراما الانسانية فى اروع صورها مع وصف و تحليل لصفحات مفصلية و محورية عظيمة من تاريخ مصر الحديث و القديم بين زمن المماليك و زمن العثمانيين... البناء الدرامي متماسك و مترابط جدا و أجمل ما فيه اللمحات و العبارات الصوفية بما فيها من روعه فى وصف نفس الانسان و الدنيا و كيفية الوصول الى السعادة و الرضا و ترويض النفس ... اختيار عبارات الإمام الغزالي علشان وصف و تأصيل المشاعر و الافكار و الحكم كان موفق جدا و مافيش اجمل منه ... و طبعا مافيش أحسن و لا أعظم من دكتورة ريم بسيونى فى مهارة مزج التاريخ و سرده وسط حكاية و قصة رومانسية من أبدع ما يكون مش عايز اخوض كثير فى تفاصيلها علشان مبقاش بعمل حرق للاحداث و كفاية بس اقولكم انها مافيش اجمل من انها تتقري علشان يوصلكم الجمال ده ...
شخصيات الرواية جليلة و حسن و أحمد بك ثابت و ثنية هانم و تمرهان كلها مرسومة بمنتهى الاحترافية و ماكانتش تكمل الرواية اذا فكرنا نحذف دور اى شخصية منهم ... كل ده خلي الرواية مش مملة إطلاقا بالعكس انت هتفضل من من اول سطر لاخر سطر مستمتع بيها. كل الشخصيات بتدور فى نفس الفلك المحير اللى طرحته الدكتورة ريم فى اول الحكاية ... تكون إنسان مقاتل و جرىء و تجازف و تجرب علشان توصل لأهدافك و أحلامك؟ و لا تمشي بطريقه من خاف سلم و اذا كنت واثق في نفسك و بتحب المجازفة ده خطر و معاه مش هتوصل لشىء لا ده انت ممكن تخسر كل شىء؟
كل الشخصيات فى الرواية حلمت بالمستحيل .... و حلمت تغير قدرها بكل الطرق .... جليلة حلمت بمكانة و نظرة متحضرة للبنت و المرأة المصرية و حقها فى تعليم و تقدير و حريه فى زمن كان مستحيل فيه تعليم البنات و عادات الناس فيه كلها جهل و عدم وعي و سطحية ... حسن اللي يعتبر أيقونه شخصيات الرواية بالخليط العجيب و المبهر فى شخصيته الساحرة اللى بتجمع الرجولة و الشهامة و الأصالة للمصري النوبي الجميل و صبره و حكمته رغم انه أمي و ماتعلمش ... حسن المبهر بقوته و عزة نفسه و أمانته و جرأته و كفاحه علشان ينتصر دايما و مايتهزمش نتيجة فشل فى تحقيق اى حلم من احلامه ... حسن المبهر بمواجهة كل تناقدات المجتمع و صعابه من غير ما يحسس أقرب الناس ليه بالحرب و الصراع الداخلي اللى عاشه و بالمشاكل اللى عاشها و تخطاها لوحده فى هدوء برده حلم بالمستحيل و سعي انه يحققه.
أحمد بك ثابت حلمه كان انه يخلف ولد علشان يحافظ على ثروته و أرضه لكن هنشوف حلمه بالمستحيل وصله لإيه.
عفاف و عزمية اخوات جليلة اللى اختاروا الطريق المألوف للجميع فى هذا الزمن ان البنت مالهاش علام و مالهاش غير بيتها و زوجها و عيالها و اتجوزوا صغيرين قوي هنشوف اختيارهم للطريق ده لانه هو الطريق المألوف وصله لايه.
حتى صادق صديق حسن اللى حلمه كان شهوانى و محدود على قد مخه و مبدأه زي ناس كتيرة عيشنى النهاردة و موتنى بكره سعي بكل الطرق لتحقيق حلمه و هنشوف برده فى الرواية يا تري وصل ليه و لا ماوصلش.
عرابي و رجال الحركة الوطنية فى مصر برده حلموا بالطريق اللى يوصلهم للحرية و العدل و الحق و مشيوا في اتجاه لكن هل كان الطريق اللى اختاروه هو الطريق الصح اللى وصلوا بيه؟ و لا غلطوا و اخدوا طريق غلط وصلهم للهزيمة؟
هنشوف فى سبيل الغارق ان الدول زي الاشخاص برده بالظبط ... بتدور دايما على الطريق و فيه كثير دول مش بتختار غير الطريق السالك المألوف و بتبعد عن الصعب .... فرنسا اختارت تخلق طريق فى البحر غير اللى كل العالم سمع عنه و بقت قناة السويس ... انجلترا اتريقت على الفكرة من بدايتها و قالوا ده مستحيل ... فى النهايه مين اللى وصل للطريق و أوجده من العدم و نجح و مين أخده بالقوة و بالعنف رغم انه كان ضد الفكرة من الاول.
رغم انى كنت بدافع عن كتابات الدكتورة ريم و خصوصا بعد اولاد الناس لما حد من القراء بيقول ان دكتورة ريم بتنحاز بشدة للمراة فى كتبها لاني مكنتش شايف ده حقيقى فى كتابتها لأولاد الناس لانها كتبت عن الرجل و متطلباته و أفكاره و مشاعره و كيفية السيطرة عليه و احتواءه فى اولاد الناس بنفس القدر اللى وصفت فيه أفكار و مشاعر و متطلبات الست .... لكن هنا فى سبيل الغارق دفاعي هيقل الى حد ما فى هذا الصدد لانه فعلا الى حد ما الكفه أثقل فى صف المرأة و لكن بمنتهي الذكاء و العقلانية لانها بتتكلم عن فترة كانت فعلا حقوق المرأة في التعليم و الثقافة و الحرية محدوده بشكل كبير.
سيدات هذا العصر بعد قراءة سبيل الغارق هيدركوا كويس جدا قد ايه النهاردة المرأة عندها حقوق مهووولة و عظيمة مقارنة ببنات عصر الخديوي.
لكل قراء الدكتورة ريم هتلاحظوا ترابط عجيب بيفرض نفسه بين اسلوبها و اهتمامها بوصول الانسان لتحقيق الحق و العدل و بين اغلب روايات الأديب نجيب محفوظ اللى كانت برده بتبحث و بتدور فى نفس الفلك ده (كيف و متى يستطيع البشر تحقيق الحق و العدل و الوصول للسعادة و الرضا)
سبيل الغارق رواية تعبر عن كاتبة لديها من التجارب الحياتية الكثير استطاعت بها ان تعبر عن كل ما يمر به الانسان فى الحياة بمنتهى العمق و الفهم لفلسفة النفس الانسانية ... و بذلك انا اصنفها بانها ليست رواية بقدر ما هى منهج حياة و خلاصة تجارب مجسدة فى شخصيات ايقونية. بعد قراءة سبيل الغارق كل قارىء انا متاكد من انه بسببها هيعيد النظر فى افكار كثيرة و رؤيته للدنيا و الحياة.
التمني، الألم، الحزن، الفقد، الفوز، النجاة، الانتصارات ،الهزائم والسبيل كلها مفردات ومعاني تدور حولها الرواية الجديدة الرائعة لريم بسيوني من أول صفحة وأنا أقول من أنت يا ريم؟ فيلسوفة أم صوفية أم كاتبة أم باحثة تاريخ. أم أنتي خليط ممتزج من كل هؤلاء ، تعمقتي في التاريخ فوصلتي للحكمة وسلكتي طرق الصوفيين، وترجمتي كل ذلك معا في رواياتك.
سبيل الغارق هو في رأيي سبيل مصر نفسها، منذ الباب الثالث وأنا لا أقرأ إلا وبداخلي يقين أن جليلة هي مصر المثقفة، وحسن هو الثوري من عامة الشعب الذي يحارب بفطرته، المصري الشاطر كالفاجومي والشيخ إمام وأدهم الشرقاوي وغيرهم علي مر التاريخ ، هو التجسيد الحي لكل شخصية من الشطار الذين أمتلأ بهم تاريخ مصر ، وأخذوا على عاتقهم تحريرها وحمايتها، وجليلة هي تجسيد لمصر المثقفة التي تحملت هي دين مصر برغم أنها لم تتسبب في هذا الدين بل تسبب فيه الأجنبي وتحملته هي فهي دين مصر الذي دافع عنه سعد زغلول يوما ثم سلم الدفة للدفاع عن عن هذا الدين لآخرون من بعده جليلة هي مصر التي انجبت التاجر الذي يسعى لتنميتها بتجارته، وانجبت المحامي ليدافع عنها جليلة هي مصر المثقفة التي كانت تحلم بمصر جديدة تتعلم فيه البنات وتدرس وتدخل الجامعات، فهي أبصرت بعين الحكمة أن التعليم هو إحدى سبل إنقاذ مصر ومصر طوال عصرها بالفعل كانت بحاجه إلى حسن الشاطر ليدافع عن جليلة المثقفة ليصلوا معا إلى بر الأمان فكلاهما كان يكمل بعضهم البعض، فحسن أراض أن يتحكم هو المصري في بحر مصر وبرها ويطرد الأجنبي بسيطرته علي الصناعة والتجارة، وجليلة كانت تريد طرد الأجنبي عن طريق التعليم والثقافة للمصريين إنها قصة مصر نفسها في حقبة هي الأهم في تاريخ مصر وهي الحقبة التي مهدت لكل ما آتى بعدها. ريم أنتي الكاتبة التي لم تخذلني آبدا، أنتي منبع الحكمة والتاريخ، آلوذ بك وبكتبك لأبحث عن الحكمة وأغوص في التاريخ، فهنيئا لي بكي وشكرا.
ما أروعك ما أجملك .ملحمه فنيه كامله الأوصاف.. تتحفنا المبدعه ريم بسيوني في عمل فني جديد اكتمل فيه النضوج الفني الكامل ليظهر موهبه فذه للكاتبه تضعها في قاءمه كبار المبدعين . روايه عبقريه يصعب تصنيفها فهي خليط متجانس مابين الفلسفة والصوفيه والتاريخ والرومانسيه يجدك فيها كل قاريء ما يناسب إدراكه وفهمه وتذوقه. اغبط الكاتبه علي نجاحها في الغوص في النفس البشريه ومحاوله رسم شخصيات الروايه اعتماد علي الميراث النفسي للشخصيه الذي يبرر سلوكيتها وتصرفاتها ويخدم النص في الصميم. كما دخلت ريم بسيوني بجراءه لاتحسد عليها في مناطق ملغومه تحتمل تفسيرات ووجهات نظر مختلفه في الروحانيات والفانتازيا وفكره تناسخ الأرواح والسياسة والحريه بيسر وبسهوله وبجرعه غير مكثفه لترضي جميع الآراء بدون دخول في متاهات جدليه . اما عن الشخصيات الرئيسية في الروايه حسن وجليله وقصه الحب الغير تقليديه فهي تذكرني كثيرا بروايه المبدعه ايميلي برونتي مرتفعات ويذرينج وقصه الحب الخالده بين هيثكليف وكاثرين. عاطفه سماويه روحانيه لا ترتبط بزمان ومكان. الآن استطيع الزعم بعد قراءه سبيل الغارق أن ريم بسيوني نجحت ان تصنع للقاريء العربي قصه حب خالده مثل برونتي ولكن بنكهه عربيه خالصه وان تصنع لغتهم الخاصه بهم واقوالهم المأثورة التي قد يتداولها العشاق في كل زمان ومكان. قد يطول الكلام والكلام ولكن أكتفي بهذا القدر ( الموجز ) من التعليق مع تمنياتي لكل القراء بالاستمتاع بهذا العمل الفني الفريد. نشكر المبدعه ريم بسيوني ودار نهضه مصر علي المجهود الراقي و تمنياتي لكم بدوام التقدم والاذدهار .
- قرأت الرواية مرتين وما يزال بداخلي شعورًا يجذبني تجاه قراءتها مرة أخرى والسبب هو روعة الحوار. بنية الحوار من بداية الرواية حتَّى النهاية كانت رائعة، حسن اختيار موضوع الكلام مما يضع القارئ في حالة من عدم القدرة على الوصف مثل التي أشعر بها الأن، جاءت الكلمات مُعبرة بصورة تامة عما يشعر به الأبطال، بصورة لا تجعل القارئ يفقد عذوبة الحديث بين الشخصيات. ( الحوار يلمسك). - كتبت شخصية "حسن" بمهارة، الاهتمام بكل تفاصيل الشخصية، غلفتها الكاتب بالربط بين الماضي والحاضر، ربط الأحداث كان مُحكم والحبكات رائعة، مما أضاف على الشخصية هذا البريق والحكمة والذكاء، بالإضافة إلى التدرج والتطور للشخصية من خادم صامت إلى شخصية لا تعرف الخوف، صمتت الشخصية في البداية ولكنها لم تصمت حتَّى النهاية. - قرأت فيما سبق روايات من خلالها حاول الكُتَّاب من خلالها الربط بين شخصيات ومواقف حدثت بالماضي وربطها بإحداث حالية إلا أن الفكرة خرجت بعيدة عن المقصد الأساسي في بعض الأحيان أو تتسم بالإسهاب في أحداث بعيدة عن الهدف الرئيسي للكاتب في أحيان أخرى، لكن الكاتبة في رواية سبيل الغارق ركزت على الفكرة الرئيسية للرواية والواضحة من عنوانها وهي " السبيل" "إيجاد السبيل" والمرور بالأحداث التي تخدم هذه الفكرة دون الإسهاب الذي يبعد القارئ عن الفكرة. - الرواية رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معاني، وتستحق القراءة بجدارة.
رواية تجمع بين جانب تاريخي : أهمية قناة السويس و الاستعمار الانجليزي لمصر و جانب عاطفي : قصة حب بين جليلة و حسن (و هو الجزء الذي وجدت فيه نوعا من المبالغة و ذكرني نوعا ما بروايات عبير) . الرواية ابتدأت بقصة الشاطر حسن و الأميرة ست الحسن و على أساسها كانت الحكاية. الرواية بغض النظر عن البعد الرومانسي فإنها قد ناقشت ثيمات متنوعة : الاستعمار/الفروق الطبقية/العنصرية/التميز على أساس النوع و كلها شكلت جزءا من النسيج الروائي. ريم بسيوني كاتبة تجيد توظيف التاريخ في نصوصها الأدبية بشكل ممتع . اللغة كانت بسيطة و تخدم السرد الحكائي في المجمل .