ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية

Rate this book
يضمّ الكتاب مجموعة من الأبحاث والدراسات في الميثولوجيا وأديان الشرق القديم يعالج كل منها موضوعاً خاصاً ولكنه وثيق الصلة بما يليه. لقد عالج الباحث مواضيعه الحساسة تلك من خلال نهج علمي استقرائي صارم ومنضبط.

ومنا:
� وظيفة الأسطورة ودورها في حياة الفرد والجماعة.
� المعنى في الأسطورة ومضامينها الخفية.
� صلة الأسطورة بالدين والمعتقدات الدينية.
� الطقس والأسطورة.
� نموذج الأناشيد التموزية.
� الأسطورة والتاريخ.
� بين الدين والأخلاق في الأديان المشرقية.
� معتقدات الشرق القديم: وثنية أم توحيد؟
� صورة الاله التوراتي ومنعكساتها على الأخلاق التوراتية.

وغير ذلك من المواضيع التي عمد إلى توثيقها بالشواهد النصية من أساطير وطقوس وصلوات، وهدف المؤلف من وراء دراساته هذه فهم البعد الروحي عند الإنسان، من خلال تعبيراته الميثولوجية والدينية عبر التاريخ عامة، وتاريخ الشرق القديم خاصة.

304 pages, Paperback

First published January 1, 2001

25 people are currently reading
1,520 people want to read

About the author

فراس السواح

35books2,097followers
كاتب سوري ولد في مدينة حمص/سورية يبحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان كمدخل لفهم البعد الروحي عند الإنسان...

من أهم مؤلفاته:
- مغامرة العقل الأولى . دراسة في الأسطورة 1978.
- لغز عشتار. الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة 1985.
- كنوز الأعماق. قراءة في ملحمة غلغامش 1987.
- الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم 1989.
- دين الإنسان. بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني 1994.
- آرام دمشق وإسرائيل. في التاريخ والتاريخ التوراتي 1995.
- الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية 1997.
- كتاب التاو وإنجيل الحكمة التاوية في الصين 1998.
- الرحمن والشيطان. الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية 2000.
- موسوعة تاريخ الأديان تتألف من خمسة أجزاء 2004.
- مدخل إلى نصوص الشرق القديم 2006.
- الوجه الآخر للمسيح: مدخل إلى الغنوصية المسيحية 2007.
- إخوان الصفاء، مدخل إلى الغنوصية الإسلامية 2009.
- الإنجيل برواية القرآن 2011.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
122 (40%)
4 stars
107 (35%)
3 stars
61 (20%)
2 stars
6 (2%)
1 star
2 (<1%)
Displaying 1 - 28 of 28 reviews
Profile Image for Issa Deerbany.
374 reviews634 followers
December 17, 2017
كعادته فرأس السواح يجعل حتى الكتب العلمية التي تتضمن التحقيقات شيئا ممتع.
الأسطورة: هي حكايةًمقدسة، ذات مضمون عميق يشف عن معاني ذات صلة بالكون والوجود وحياة الانسان.
وهناك فرق بينها وبين الخرافة التي تمتلىء بالمبالغات والتهويلات.
وهناك الحكايا البطولية والحكايات الشعبية.
رغم التقدم العلمي فقد انتقل الانسان الى خلق أساطيره بنفسه من نجوم السينما وغيرهم.
وتم خلق أساطير في السياسة مثل تفوق الجنس الآري وأسطورة شعب الله المختار.
ويتطرق ايضا الى الى الفرق بين التاريخ وتاريخ الأسطورة، والاخلاق التي تدعو اليها هذه الأساطير وكل ذلك بنصوص مختارة من حضارات الشرق القديم التي سبقت النصوص الإغريقية بمئات السنين.
وفِي النهاية يقدم تحقيقا رائعا عن التوراة ككتاب تاريخي. والاخلاق التي تدعو اليها التوراة، بشكل شكل صدمة لي .
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author2 books4,836 followers
August 3, 2023
- "الأسطورة والمعنى" بحث جديد بنكهة أدبية راقية من مغامرة السوّاح التي ابتدأها ب "مغامرة العقل الأولى".

- البحث يتبع المنهج الظاهراتي والذي يتبعه السوّاح في معظم ابحاثه. يبدأ بتحديد المصطلح ومعناه وذلك له أهميته البالغة في عصر وعالم تداخلت فيه التعاريف وتشابكت حتى فقدت الكثير من مدلولها. من هنا استعرض تعريف الأسطورة والخرافة والحكايا البطولية وغيرها...

"تجري احداث الأسطورة في زمن مقدس هو غير الزمن الحالي. ومع ذلك فإن مضامينها اكثر صدقاً وحقيقة، بالنسبة للمؤمن، من مضامين الروايات التاريخية" ص15


- بعد تحديد المصطلح يدخل السوّاح في دراسة وظيفة الأسطورة ودورها في حياة الفرد والمجتمع ثم يستعرض بعض الأساطير من بسيطة الى مركبة الى مستغلقة شارحاً معناها ثم تداخل الأسطورة مع التاريخ والفرق ما بينهم ابالإضافة الى الطقوس.

"العالم "يحدث"، اما معناه فكامن فينا، نحن الجنس الحي لاوحيد الواعي الذي يتساءل عن المعنى" ص28


"وكرد فعل على الجمود العقائدي تعمل الأسطورة احياناً على تجديد نفسها على هامش الدين المؤسساتي، من خلال الخيال الشعبي الخلاق الذي يصنع اساطيره دون رقابة القيمين على الأساطير التقليدية في المؤسسة الدينية. ومن الأمثلة على ذلك.. أساطير الخضر في بلاد الشام والسيد البدوي في مصر وشيوع خرافات الأولياء ... فهذا الولي للشفاء وذلك لإزالة العقم ..الخ" ص29


"الأسطورة والتاريخ ينشآن عن التوق الى معرفة أصل الحاضر، ولكنهما يفترقان في القيمة التي نسبغها على ذلك الأصل. فهو أصل قدسي عند الأسطورة وأصل دنيوي مفرغ من الأسطرة عند التاريخ. وبتعبير آخر فإن الأسطورة تنظر الى التاريخ بإعتباره تجل للمشيئة الإلهية. اما التاريخ فينظر الى موضوعه بإعتباره تجل للإرادة الإنسانية في جدليتها مع قوانين فاعلة في حياة الإنسان الإجتماعية. وهذا يعني اننا امام نوعين: تاريخ مقدس وتاريخ دنيوي" ص93


"ان الذاكرة الإنسانية تُيعث اليوم على اوسع نطاق ممكن في محاولة جبارة تطمح الى استعادة الماضي برمّته: ماضي الثقافة وماضي الحياة وماضي الكون، لمعرفة من نحن، ولماذا نحن على ما نحن عليه الآن والى اين نسير" ص116

- القسم الثاني (نظرياً) كان ممتازاً بجولةٍ تاريخية على معتقدات الشرق من اناه الى اقصاه والسؤال الجدلي: معتقدات الشرق القديم وثنية ام توحيد. يتبعه بدراسة العلاقة (سواء ارتباط او انقطاع) ما بين الدين والأخلاق وصولاً الى الأخلاق في التوراة وصورة الإله اليهودي وهذا الفصل ابدع فيه السوّاح بالمقارنة والإستدلال والقياس.


"إن انسان الشرق القديم بم يكن بأخذ مسألة تعدد الآلهة على محمل الجد، ولم تكن الآلهة المتعددة بالنسبة اليه إلا وجوهاً متكثرة للقدرة الإلهية الواحدة.... ان مفهوم مجمع الآلهة ليس مفهوماً دينياً بقدر ما هو مفهوم سياسي"" ص208


"لعب مفهوم التاو الدور الأهم في الفكر الديني والفلسفي الصيني منذ البدايات المبكرة لتاريخ الصين. ونستطيع متابعة التعبيرات الأولى عن هذا المفهوم وتطوراتها اللاحقة من خلال اشهر كتب الحكمة الصينية المعروف بكتاب التغيرات (إي كنغ) والذي ساهم عدد من العقول المتميزة عبر تاريخ الصين بالتعليق والشرح على متنه ومنهم كونفوشيوس" ص211


"نستطيع ان نلاحظ بوضوح انه كلما علا شأن الأخلاق في ديانة ما، كلما توضحت شخصية الشيطان واعطيت له صلاحيات ووظائف، قد ترتقي به في هرمية القوى الماورائية الى المرتبة الثانية بعد الإله الأعلى الذي يمثل الخير على المستوى الكوني او الى مرتبة تساويه. وبالعكس كلما تمتعت الأخلاق بإستقلال عن الدين كلما غابت شخصية الشيطان وتوزعت صلاحياته على عدد من الكائنات الماورائية الظلامية الباهتة التي لا تتمتع بقوة الإلهوة وسلطانها" ص223


"ان الأخلاق في بلاد الرافدين كانت تحض دماً على الأمانة وعدم الإعتداء على ممتلكات الغير، وكان خرق هذه القاعدة الأخلاقية يعتبر انتهاكاً للأعراف الإجتماعية من جهة وتعدياً على حدود الآلهة من جهة اخرى. إلا ان العقوبة المدعمة لهذه القاعدة الأخلاقية لم تسنّ من قبل سلطة إلهية بل من قبل سلطة زمنية". (حمورابي مثلاُ)" ص226


"لا يجوز لأية ديانة أن تفاخر بعلو منظومتها الأخلاقية وتميزها عن ما جاءت به الأديان الأخرى. لا فرق في ذلك بين وثنية وتوحيد، بين ما يدعى أديانا سماوية وما يدعى أديانا وضعية. فكما تختلف اللغات في التعبير عن ذات الدلالات، كذلك تختلف الأديان شكلا وتلتقي مضمونا في دين واحد هو دين الإنسان" ص243


"لا يستطيع قارئ التوراة ان يستخلص منظومة اخلاقية واضحة من اسفار هذا الكتاب. فالوصايا الطقسية تظغى في كل مكان على الوصايا الأخلاقية. والإله يهوه يأمر بمكارم الاخلاق ثم ينأى بسلوكه الشخصي عن اي معيار اخلاقي. والشخصيات الرئيسية في الكتاب من سفر التكوين الى اسفار الأنبياء لا تسلك وفق قاعدة اخلاقية واضحة وغالباً ما تتصف افعالها بالبعد عن ابسط الوصايا الأخلاقية المبعثرة في خضم الأوامر والنواهي الطقسية ولوائح التابو" ص245


- الفصل الأخير كان عن "السياق التاريخي لنشوء الديانة اليهودية" وهذا الفصل مختصر مكثّف للكتاب الذي سبقه ( أرام دمشق واسرائيل) ونقاش في كيفية تحوّل الخرافات الى تاريخ مفترض!


"لقد تم حتى الآن اكتشاف 3000 تمثثال فخاري صغير لإلهة الخصب الإلهة عشيرة.. على ان المسألة التي لا نجد لها تفسيراً هو عدم وجود اشارة في النص التوراتي الى هذه التماثيل. فهل لم يكن المحررون التوراتيون على علم بوجودها؟ واذا كانوا على علم، وهذا ما نعتقده، هل كان وجودها يسبب لهم حرجاً ام انهم ارادوا اخفاءها؟.. إن ما يقوله النص التوراتي الرسمي هو ان التوحيد هو المعتقد الغالب غير ان ما تعرفه الآن يدلنا على عكس ذلك" ص289


تنويه: الصفحات 228-233 التي تظهر الوصايا المصرية ونصوص الإعتراف كانت من اجمل ما قرأت نصاً وتحليلاً بالإضافة الى حوارية السيد والعبد البابلية (ص 242) ومن ليس لديه الوقت لقراءة الكتاب فأنصحه بقراءة هذه الصفحات.
Profile Image for Ahmed Ibrahim.
1,199 reviews1,828 followers
March 3, 2019
"في الحقيقة، فإن كلاً من الفلسفة والعلم، اللذين وُلِدا من رحم الأسطورة، يقوما بالمهمة نفسها، أي اختزال تجربتنا مع العالم وتقديمه إلى الوعي وقد تم تفسيره وترتيبه. ولكن، بينما يلجأ العلم والفلسفة إلى العقل التحليلي الذي يجزئ العالم ثم يعيد تركيبه من أجل فهمه، معتمدا في ذلك على الاختبار والبرهان (العقلي عند الفلسفة والتجريبي عند العلم)، فإن الأسطورة تضع الإنسان بكليته في مواجهة العالم وبجميع ملكاته العقلية والحدسية، الشعورية واللاشعورية، وتستخدم كل المجازات الممكنة من أجل تقديم رؤية متكاملة لهذا العالم، ذات طابع كلاّني يعادل تجربة الإنسان الكلاّنية وغير المجتزئة معه."

في هذا الكتاب يبدأ فراس السواح بتحديد ما تعنيه الأسطورة كي يسير في منهج صحيح دول إدراج أشياء لا تنتمي لجنس الأسطورة وما نحققه من معاني، ثم يوضح دور الأسطورة في حياة الفرد والجماعة ومدى تأثيره واتعامل الكل معها.
وبعدها يبدأ في عرض النماذج من الأساطير لعرض المعنى التي تتضمنه الأسطورة، وعرض أنواعها من البسيط إلى المركب والمستغلق و المعقد. ويستمر مع الأسطورة وعلاقتها بالتاريخ ثم علاقتها بالطقس، ويقف عند الأناشيد التموزية ليوضح علاقة الأسطورة بالطقس.
ثم يبدأ الحديث عن الديانات المشرقية بالتدريج، هل هي ديانات تحديدية أم وثنية؟ وهل الأخلاق مرتبطة بالدين أم منفصلة عنه؟ عن هذين السؤالين يتفرغ الحديث لينتهي مع نشوء الديانة اليهودية وإخضاع التوراة النقد التاريخي لنفي ما تدعيه اليهودية من أصولها التاريخية.
كل كتاب لفراس السواح رحلة ممتعة، ستضيف الكثير إلى القارئ من شتى النواحي.

" انه لا يجوز لأية ديانة أن تفاخر بعلو منظومتها الأخلاقية وتميزها عن ما جاءت به الأديان الأخرى. لا فرق في ذلك بين وثنية وتوحيد، بين ما يدعى أديانا سماوية وما يدعى أديانا وضعية. فكما تختلف اللغات في التعبير عن ذات الدلالات، كذلك تختلف الأديان شكلا وتلتقي مضمونا في دين واحد هو دين الإنسان."
375 reviews199 followers
March 12, 2021
بأسلوب علمي بسيط ينزل فراس السواح لعقل القارئ بنيّة تبسيط الفكرة وشرحها وتدعيمها بصور ودلائل ... في هذا البحث والذي اعتبره شاملا استوفى الكتاب فيه شروط العمل الكامل ... من تعريفات وتوضيحات استهلها بشرح الأسطورة وتفريق معناها عن الخرافة والحكاية .. ليغوص اكثر في التاريخ ويرسم للقارئ بيئة ومعتقدات الإنسان القديم بل وطريقة تفكيره وانغماسه في الإيمان
وكيف أبرز انبثاق فكرة التوحيد من الوثنية "التعددية" ... مختتما عمله بدراسة للدين اليهودي ومحاولة تحريف التاريخ وطمسه بما جاء في الكتب
حقا كان عملا يستحق القراءة المتمهلة وتبيُّن المعنى والحقائق
Profile Image for Fatima Al-Quwaie.
496 reviews99 followers
November 9, 2017
ما إن نتحدث عن الأساطير و التراث الحضاري والتاريخي للأديان حتى يلمع اسم فراس السواح، ذلك العظيم الذي أرغى بحثه في الميثولوجيا وتعمق في تاريخ الأديان، ذلك الباحث الرصين قليل الظهور، بل الذي غالباً ما يقترن ظهوره للجمهور بظهور أحد تحفه من الكتب والدراسات، التي عودنا أن تكون متدثرة بعباءة التاريخ ومكسوة بتحليل موضوعييستخرجالمعنى من بطون الحوادث سواء كانت فكراً وظواهر ينسحبعليهانسيم القداسة، تلك هي ميزة كتب السواح التي غالباً ما تسر الباحثينوتحفزالقارئينعن الغوص في البدايات.

من خلال كتاب الأسطورة والمعنى نستطيع تلمُّس روعة وقيمة فراس السواح ليس كباحث أو مؤرخ، وإنما "كشارح" لرموز ودلالات الأسطورة، وهي ميزة لا يمتلكها إلا عظماء المفكرين والفلاسفة، خصوصاً في ميدان الميثولوجيا، السواح يبتغي استطلاع "معاني" لا أحكام أو قوانين الظواهر، ذلك ما سمح له بأن يكتسب قدرة رفيعة على توضيح وتفسير معنى الأسطورة ودلالة الأديان، بعيداً عن مطبات "الحكم" على الدين والأسطورة والبحث هل هما واقعيان أم باطلان كما تفعل الفلسفة أو بعض العلوم، لذلك من هنا فرادة و ميزة التحفة المعرفية الذي يقدمها.
Profile Image for dzܰ-é徱Ա.
1,354 reviews244 followers
August 27, 2022
::انطباع عام::
=-=-=-=-
رائع! يأخذنا فراس السواح في رحلة ماتعة ابتداءً من الأسطورة ومفهومها وهيكلها وكيفية التعامل معها بشكل مختلف تمامًا عن أي نص آخر، وأن هناك شروط معينة لفهم الأسطورة والدخول في عالمها والتخلي ولو قليلاً عن شدة سطوة العقل التحليلي الذي يريد كل شيء يمشي في خط مستقيم من مقدمة إلى نتيجة، وليس هذا فقط، يورد المؤلف عدة أساطير متدرجة من أبسطها إلى أعقدها وكيفية الدخول إلى عالمها واستخلاص معانيها حتى لو استخدمنا العقل التحليلي الذي بالتأكيد سوف يجعلنا نتلقى الأسطورة بشكل مختلف تمامًا عن الإنسان القديم الذي تلقاها أول مرة. ثم يتناول السواح بعض المواضيع الهامة التي تدور في إطار الأسطورة كالتاريخ والطقس ثم يتوقف قليلاً عند التموزية التي يراها كديانة ذات ثقافة أمومية مغرقة في القدم كانت رئيسية ثم اكتسبت درجة ثانية وانحصرت فقط في إطارها الخصبي التجديدي كل سنة وهذا الموضوع قد تم تناوله باستفاضة في مؤلفه لغز عشتار. وفي النهاية يختم الكتاب عن موضوع الأخلاق ويركز المؤلف خصوصًا في الأخلاق التوراتية وما تولده صور الإله التوراتي المختلفة والمتناقضة من توليد تابوهات طقسية أكثر منها أخلاقًا معنوية، ونرى ذلك منعكسًا أيضًا في سلوك أهم الشخصيات التوراتية والفصل الأخير جعله السواح لمناقشة السياق التاريخي الذي نشأت فيه اليهودية انطلاقًا من افتراضة أن أي دين هو لا ينفصل بالتبعية عن سياقه التاريخي الذي نشأ فيه.

***
::الكتاب في سطور::
=-=-=-=-=-=-=
إن الأسطورة هي حكاية مقدسة، ذات مضمون عميق يشف عن معاني ذات صلة بالكون و الوجود و حياة الإنسان ... صفة القداسة التى يتمتع بها النص الأسطوري يجب أن تكون الفيصل الأساسي في عملية التعرف على النصوص الأسطورية لثقافة ما.
الأسطورة ناتج انفعالي لا عقلاني و بوابات اللاعقلانية الإنسانية جاهزة في كل لحظة للانفتاح على مصاريعها و تدمير كل ما بناه العقل الإنساني. النزوع الأسطوري في جانبه البناء في توحيد الإنسان مع الطبيعة قد يتحول إلى ارتماء في حضن الشيطان.
ينبع سلطان الأسطورة الحقيقية من سحر البيان لا من حبكة البرهان و أسلوبها المسيطر الذي لا يخاطب العقل و الوجدان.
نحن لا نملك أسطورة يونانية نقلت إلينا في سياقها الديني الشعائري، و إنما من خلال وثائق أدبية منمقة منقطعة عن خبراتها الدينية الأصلية، أي من خلال مثيولوجيا مجردة من القدسية و منزوعة عنها صفة الأسطورة.
الأدوات القوية التي تعيننا على التعامل مع النص الأسطوري المفرد إرجاعه إلى النسق المثيولوجي الذي ينتمي إليه، ضرورة تحديد الزمرة التي تنتمي إليها الأسطورة ضمن النسق المثيولوجي ذاته كأن تكون أسطورة أصول و تكوين او أسطورة خصب إلخ.
إجراء المقارنات البعيدة منها و القريبة ضمن نظام صارم ضمن بيئتها و الثقافة التي أنتجتها.
هذا هو المنهج الذي يجب أن يحل محل المنهج القديم الذي كان يقدم الفكرة الأسطورية ثم اتباعها بحشد من الأمثلة الموضحة المستمدة من ثقافات متباعدة و منتزعة من سياقاتها و ترابطاتها المحلية.
إن الأسطورة هي وسيط رمزي يومضع الانفعال الداخلي في الخارج من خلال وسيط رمزي آخر هو الكلمات. و لكننا عندما نأتي إلى التحليل و التفسير فإننا نلجأ إلى وسيط ثالث إلى جملة أخرى من الكلمات تعمل على شرح الجملة العصبية، في الوقت الذي يتوجب علينا فيه ان تربح تلك الجملة الأصلية وصولا إلى الحالة الانفعالية التي أنتجت الأسطورة. أي أن نتأمل الأسطورة كما تأملنا النار و نفذنا إلى سرها دون وسيط. هذه مهمة صعبة تنقلنا من البحث إلى ما يشبه التصوف.
الأسطورة تبقى أمنية للتاريخ المقدس لأنها لا تعطي الإنسان أهمية تذكر في صنع حضارته و تقرير مصيره.
يمكننا تمييز ثلاث مراحل في التاريخ الذي تكشف عنه الأسطورة: السرمدية السابقة على فعالية الألوهة؛ الزمن الكوزموغوني أي زمن الخلق والتكوين؛ زمن الأصول والتنظيم.
الأسطورة تزود الإنسان بذاكرة تاريخية تعطيه إحساسًا بوجود مسوغ لحياته، وبدون هذه الذاكرة يصير الإنسان إلى حالة أشبه بالموت، لأن نسيان الماضي هو نوع من أنواع الموت.
الأسطورة هي ترميز للخبرة الدينية بالكلمات، والطقس هو ترميز لها بالحركات، والتمثال هو ترميز بالصورة المادية الماثلة أمام البصر.
اعتقد الإنسان بقدرته على عون القوى الإلهية الحافظة لحياة الإنسان من خلال الطقس الذي يعمل على عون القوى الإلهية الحافظة لحياة الإنسان من خلال الطقس الذي يعمل على تحيين الأسطورة وجعل النشاطات الخلاقة للزمن البدئي فاعلة في الزمن الجاري.
إن الأسطورة الحقة هي التي تفصح عن وجهيها هذين: وجه القدم ووجه الآن المزروع في السرمدية.
مؤسسة التابو هي نوع جنيني من الأخلاق الدينية.
لا يجوز لأية ديانة أن تفاخر بعلو منظومتها الأخلاقية وتميزها عما جاءت به الأديان الأخرى، لا فرق في ذلك بين وثنية وتوحيد. تختلف اللغات في التعبير عن ذات الدلالات وكذلك تختلف الأديان شكلاً وتلتقي مضمونًا في دين واحد هو دين الإنسان.
كتاب التوراة من حيث الشكل والمضمون ينتمي إلى جنس من الكتابة اسمه جنس الجمع التراثي حيث يعمد المحررون إلى جمع وتصنيف وإعادة صياغة تركة أدبية شفوية شعبية متعددة من حيث المنشأ والأصول وخطوط التداول ويرتبونها في تسلسل زمني مفروض عليها من الخارج ويجعلها تبدو وكأنها رواية تاريخية متصلة الحلقات.
ما يؤكد على ثانوية الأخلاق في التوراة أن كل خطايا بني إسرائيل يمكن غسلها بطقس تطهر بسيط أما تجاوز قاعدة طقسية أو حدود تابو معين فيودي بحياة أكثر الناس تقوى على الفور ... إن أول نفس أحل قتلها في إسرائيل هي التي تأكل الخمير ولا الفطير الخروج ١٢:١٠.
فقد النص التوراتي كل مصداقية تاريخية ... لابد من الفصل بين الصورة التاريخية لإسرائيل القديمة وصورتها التوراتية ... تاريخ إسرائيل في التوراة هو محض أخيولة أدبية.

***

::اقتباس لافت::

"سأمارس الجنس مع امرأة. افعل ذلك سيدي، مارس الجنس مع امرأة. فإن مضاجعة النساء تنسي الرجل هموهه و متاعبه. كلا أيها الخادم لن أمارس الجنس مع امرأة. لا تفعل ذلك سيدي، لا تفعل فالمرأة شرك، و حفرة و خندق إنها خنجر حاد يحز رقبة الرجل." ص ٢٨٠

"تاريخ شعب إسرائيل كما ترسمه الرواية التوراتية لا يعدو أن يكون فانتازيا لا تصلها صلة بالتاريخ الحقيقي للمنطقة. بل لقد نشات هذه الديانة و تطورت و اتخذت شكلها الحالي خلال القرون القليلة للميلاد.
لكن يتبقى سؤال: إذا كان المجتمع الجديد في اليهودية قد أنشأته بقية المسبيين من يهوذا، على ما تؤكد الرواية التوراتية، لماذا قام كهنوت أورشليم ببناء قصة الأصول حول إسرائيل و جعلوا من هذه الفئة أخر من تبقى من سلالة شعب إسرائيل؟
المرجع أن تكون الجماعات التي عادت إلى أورشليم قد ضمت إلى جانب بقية سبي يهوذا شرائح من شعوب مسبية أخرى قد فقدت ارتباطها بمواطنها الأصلية. و لا تمانع من التوجه إلى أية منطقة مستفيدة من سياسة الإنعاش و إعادة البناء. كما أن من المرجح أيضا أن تكون الإدارة الفارسية قد ضمت إلى هؤلاء جماعات كانت تعيش عيشة البؤس و الكفاف في المناطق الفلسطينية الأخرى التي آلت إلى الخراب التام على يد آشور. و بما أن دولة إسرائيل-السامرة كانت أقوى الدويلات الفلسطينية و أكثرها شهرة و كام إلهها يهوه أعلى الآلهة الفلسطينية شأنا، فقد تم إفهام جماعات العائدين و المرحلين إلى أورشليم بأنهم ورثة مملكة إسرائيل و أن إله السماء الفارسي هو الآن يهوه القديم في حلته العالمية الشمولية الجديدة. " ص ٣٤٨

***

::تساؤل::

يذكر فراس السواح في بداية كلامه عن السياق التاريخي الذي نشأت فيه اليهودية أن أي دين لابد أن ينشأ في إطار تاريخي ولفهم هذا الدين يجب الإحاطة بالظروف التاريخية التي نشأ فيها الدين. سؤالي هنا، هل هذا هو منهج التاريخانية؟ لأنه كانت الابتداء بالفكرة نفسها كان كمسلمة.

***
Profile Image for Dali.
29 reviews7 followers
November 12, 2014
تبهرني الأساطير ، هذا الكتاب ممتع جدا ، الضياع الذي أحس به الإنسان القديم و الذي دفعه للسؤال عن أصل كل هذا الخلق، عن رغباته الإنسانية بشعوره للانتماء ، و بالتسلسل المنطقي لوجوده ، و عن الأمان الذي تعطيه الأساطير بالذاكرة الجماعية التي كان يفتقدها لعدم معرفته بتاريخه.

رغم تجرد الإنسان القديم من ذاته و إلصاق كل إبداع يخرج منه إلى قدرة آلهة خارقة . إلا أن حبكات الأساطير التي ابتكرها تنم عن عقل عبقري و تسلسل روائي جميل بخيال خصب. استمر هذا الارتماء لوقت طويل حتى تطور و ظهر السحر، و عندما أيقن الإنسان عجزه عن تطويع الآلهة (بأوامر) غير مجابة -في طقوسه ا��سحرية- راح الإنسان ( يتذلل و يتوسل ) لتلك الآلهة بالصلوات و الأدعية رغبة منه لقبول طلباته.

يتناول الكتاب العديد من الأفكار الملفتة مثل بطلان التعددية الإلهية في معتقدات الشرق القديم كالوثنية - و هذا مالم أكن أعرفه- ، و عن اختلاف مفهوم الأخلاق و مفهوم الدين و أسباب تشابكهما في وقت لاحق كأنهما ظاهرة واحدة ، إلى صورة الإله اليهودي الصادمة بالنسبة لي.
Profile Image for iljowder Abdulla Khalid.
280 reviews64 followers
July 10, 2021
—ĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ�


" انه لا يجوز لأية ديانة أن تفاخر بعلو منظومتها الأخلاقية وتميزها عن ما جاءت به الأديان الأخرى. لا فرق في ذلك بين وثنية وتوحيد، بين ما يدعى أديانا س��اوية وما يدعى أديانا وضعية. فكما تختلف اللغات في التعبير عن ذات الدلالات، كذلك تختلف الأديان شكلا وتلتقي مضمونا في دين واحد هو دين الإنسان."

اللغة العربية مدينةُ لفراس السواح على هذا الكتاب كل ما أنتجه، هو بلا شك أحد رجال المعرفة الحقيقيين والقلائل في العالم العربي.

الأسطورة هي أولى أشكال الترميز لفهم العالم بصورة كلية ، أولى أشكال تعبير الإنسان بكامل ملكاته العقلية والحسية والخيالية عن رغبته في العيش ترتيب وفهم العالم والتاريخ. ومن رحمها ولدت الفلسفة والعلم.

—ĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ�

في هذا الكتاب يمضي السواح بالبحث العلمي العربي إلى مناطق لم يطرقها من قبل بأسلوب أدبي آسر وعلى مدى أحد عشر فصلاً ناقش السواح الأسطورة إذ قام بالتحديد الدقيق لتعريفها واصطلاحها ووظيفتها في حياة الفرد والمجتمع والغوص في المعاني الكامنة حولها وتبيان علاقة الأسطورة بالطقس وبالتاريخ. كما قام السواح بالبحث عن علاقة الدين بالأخلاق في الديانات الشرقية القديمة حيث قام باستعراض مقدمات التوحيد باستعراضه للنصوص السومرية والمصرية تعكس رقي التصورات اللاهوتية لديهم في ذلك الوقت مقارنة بالاعتقادات التوراتية.

الإله التوراتي وما أدراك ما الإله التوراتي، الأخلاق في التوراة ، الظروف التاريخية نشأة الدين اليهودي كلها مواضيع طرحها السواح في الفصول الأخير من كتابه هذا وأجدها من أمتع وأبرع الفصول وأشدها عصفاً بالذهن.

كتاب مهم في رحلة العقل والمعرفة لكل الإنسان .


Profile Image for Mohsin Sultan.
120 reviews116 followers
January 5, 2015
قطوف من كتاب '' الاسطورة والمعنى '' لـ فراس السوّاح


نقلها لكم: Mohsin Sultan



* ان التعريف الذي لا يأتي نتيجة الدراسة المتأنية والمعمقة، سوف يعكس أهواء الباحث ومواقفه المسبقة وإسقاطاته الخاصة، عوضا عن أن يكون مرشدا موضوعيا له.

* إني أرى أن دراسة أية ظاهرة من ظواهر الثقافة الانسانية يجب أن تسير على مرحلتين. تهدف المرحلة الأولى إلى التوصل إلى تعريف دقيق للظاهرة انطلاقا من تعريف مبدئي عام وفضفاض، من شأنه حصر مجهود الباحث وتركيزه ضمن قطاع عام أو ظاهرة أشمل تحتوي الظاهرة الأصغر التي نحن بصددها. أما المرحلة الثانية فتعود إلى نقطة البداية مزودة بتعريف واضح ودقيق للموضوع، وتُقبل عليه مجددا وقد صار محددا ومميزا عن بقية الموضوعات المشابهة له أو المتداخلة معه.

* إن همّ الأسطورة والفلسفة واحد، ولكنهما تختلفان في طريقة التناول والتعبير. فبينما تلجأ الفلسفة إلى المحاكمة العقلية وتستخدم المفاهيم الذهنية كأدوات لها، فإن الأسطورة تلجأ إلى الخيال والعاطفة والترميز، وتستخدم الصور الحية المتحركة.

* ويستتبع لا تاريخية الحدث الأسطوري، أن رسالته غير زمنية وغير مرتبطة بفترة ما، إنها رسالة سرمدية خالدة تنطق من وراء تقلبات الزمن الإنساني. إن عدم تداخل الزمن الأسطوري بالزمن الحالي يجعل من الحدث الأسطوري حدثا ماثلا أبدا. فالأسطورة لا تقص عن ما جرى في الماضي وانتهى، بل عن أمر ماثل أبدا لا يتحول إلى ماضٍ.

* تتمتع الأسطورة بقدسية وبسلطة عظيمة على عقول الناس ونفوسهم. إن السطوة التي تمتعت بها الأسطورة في الماضي، لا يدانيها سوى سطوة العلم في العصر الحديث.

* في الحقيقة، فإن كلاً من الفلسفة والعلم، اللذين وُلِدا من رحم الأسطورة، يقوم بالمهمة نفسها، أي اختزال تجربتنا مع العالم وتقديمه إلى الوعي وقد تم تفسيره وترتيبه. ولكن، بينما يلجأ العلم والفلسفة إلى العقل التحليلي الذي يجزئ العالم ثم يعيد تركيبه من أجل فهمه، معتمدا في ذلك على الاختبار والبرهان (العقلي عند الفلسفة والتجريبي عند العلم)، فإن الأسطورة تضع الإنسان بكليته في مواجهة العالم وبجميع ملكاته العقلية والحدسية، الشعورية واللاشعورية، وتستخدم كل المجازات الممكنة من أجل تقديم رؤية متكاملة لهذا العالم، ذات طابع كلاّني يعادل تجربة الإنسان الكلاّنية وغير المجتزئة معه.

* إن كلاً من الأسطورة والفلسفة والعلم يستجيب على طريقته لمطلب "النظام"، أي لمطلب الإنسان في أن يعيش ضمن عالم مفهوم ومرتب، وأن يتغلب على حالة الفوضى الخارجية التي تتبدى للوعي في مواجهته الأولى مع الطبيعة. فالفلسفة تنتج نظاما مترابطا من المفاهيم التجريدية يدعى تفسير العالم. والعلم يخلق نظاما من المبادئ والقوانين التي يعتمد بعضها على بعض، وتنتهي إلى ترميز العالم في بنى رياضية عالية التجريد. وفي مقابل هرمية نظام المفاهيم الفلسفي وهرمية نظام القوانين الرياضي العلمي، فإن الأسطورة تعمد من جانبها إلى خلق نظامها الخاص، هو نظام قوامه الآلهة والقوى الماورائية التي يعتمد بعضها على بعض أيضا، في هرمية متّسقة للأسباب والنتائح. وهي إذ تؤنسن الكون حين تثبت فيه عنصر الإرادات الفاعلة والعواطف المتباينة، وترى في كل ظاهرة موضوعية نتاج إرادة أو عاطفة ما، فإنها تصنع صورة لكون حي لا يقوم على مبادئ ميكانيكية متبادلة التأثير، بل على إرادات وعواطف تتبدى في شكل حركي. والأسطورة في سعيها لخلق هذه الصورة، تفتح خزّاناً لا ينضب مَعينه من وسائل الترميز كما تفتح البوابات على مصاريعها بين الوعي واللاوعي، في تجربة كلاّنية تحافظ على علائق الإنسان الطبيعانية مع عالمه، وعلائقه الثقافية في الوقت ذاته. وذلك قبل أن يتحول الإنسان إلى كائن ثقافي متعالٍ على الطبيعة متمايز عنها.
من هنا ينبع سلطان الأسطورة وسطوتها على النفس، حتى في دولة العلم العالية التي نعيشها اليوم. ذلك أن الأسطورة تعطينا ذلك الإحساس بالوحدة، الوحدة بين المنظور والغيبي، بين الحي والجامد، بين الإنسان وبقية مظاهر الحياة. والنظام الذي تخلقه الاسطورة فيما حولها، ليس نظام العقل المتعالي الذي يجعل نفسه خارج العالم، ثم يفسره عن بُعد وكأنه شيء غريب عنه، بل هو نظام الإنسان المتعدد الابعاد الذي لا يستطيع أن يرى نفسه خارج العالم الذي يعمل على تفسيره، ويدرك بطريقة ما أن المُفسِر والمفَسّر وجهان لعملة واحدة. إن التمييز الذي يصنعه العقل بين العالم المُدرَك والإنسان، ما يلبث أن يذوب من خلال الأسطورة التي تعيد الربط بين طرفي الوجود: الإنسان / الوعي ، و الكون / المادة ، وتكشف أمامنا تلك الروابط الجامعة لكل ما يتبدى في الوعي. من هنا، فإن ما يفرق متلقّي الأسطورة في القِدم عن دارس نظام فلسفي أو نظرية علمية في العصر الحديث، هو أن متلقّي الأسطورة لا يشعر بأنه أضاف إلى معارفه شيئا جديدا، وإنما غدا أكثر توافقا وانسجاما مع نفسه ومع العالم. ذلك أن ما تنقله الاسطورة من معانٍ لا يشبه الوقائع أو المعلومات الدقيقة. إنه إيحاء لا إملاء، وإشارة وتضمين لا تعليم وشرح وتلقين.

* الكلمات في أيّة لغة ذات وجهين، وجه دلاليّ يرتبط بالمعاني المباشرة للمسميات، ووجه آخر سحري متلوّن بظلال متدرجة بين الخفاء والوضوح، قادر على الايحاء بمعان غير مباشرة واستثارة مشاعر وأهواء كثيرة.

* الشِعر هو السليل المباشر للأسطورة وابنها الشرعي..

* الأسطورة لم تكن معنية بالنقد الفلسفي ولم يكن الفكر الأسطوري يشعر بالتهديد الحقيقي من قبل الفكر الفلسفي، بسبب تلك الخصيصة الأساسية فيه، وأعني بها: امتناعه على الدحض، وسيادته على الجانب الانفعالي غير العقلاني في الإنسان.

* إن ما يقال لنا من أن الفلسفة الإغريقية قد وضعت حدا للفكر الديني والميثولوجي، هو قول مشكوك بصحته، ويسير مع الفرض القائل بأن الدين هو شكل أدنى من النظر العقلي والفلسفة هي الشكل الاعلى.

* ان المعنى ليس شيئا كامنا في صميم المظاهر، بل هو شيء متعلق بالوعي الإنساني ويضاف على المظاهر من خارجها فالظواهر فقط "تحدث"، ونحن نعطيها ما نشاء من معنى. العالم "يحدث"، أما معناه فكامن فينا، نحن الجنس الحي الوحيد الواعي الذي يتساءل عن المعنى.

* ان انحسار الأسطورة عن معظم مواقعها القديمة لا يعني استئصال النزوع الأسطوري الذي يقبع في أعماق النفس متخفيا خلف آليات التفكير العلمي والفلسفي. ولهذا النزوع وجه إيجابي بنّاء، وآخر سلبي قد يكون شديد الأذى والتدمير.
في جانبه الإيجابي، يعمل النزوع الأسطوري على التخفيف من سلطان النزعة العقلانية التي ترى إلى الكون باعتباره آلة جبارة عمياء، تعمل وفق قوانين أزلية ميكانيكية.

* ان من يسخر من أمثال هذه الأساطير السياسية الحديثة اليوم، عليه أن يتذكر أن هذه الأساطير نفسها هي التي قادت ملايين الألمان إلى الموت في بطاح روسيا الثلجية وفي صحاري شمال أفريقيا الموحشة. وأن أمثالها جاهز أبداً للتوالد كلما سنحت لها الفرصة وتهيأت الشروط. فبوابات اللاعقلانية الإنسانية جاهزة في كل لحظة للانفتاح على مصاريعها وتدمير كل ما بناه العقل الإنساني بكد وأناة. والنزوع الأسطوري في جانبه البنّاء قد يتحول في أي وقت إلى ارتماء في حضن الشيطان، ويسمح لكل تلك العفاريت والغيلان أن تنطلق من قماقمها المنسية، لتخرج في أشكال عصرية جديدة وتتربّع في سدة السلطان، وتكرس إبليس سيدا بالفعل لهذا العالم.
إن دراسة الأسطورة وفهمها، من خلال المنظور الذي قدّمتُه في هذا البحث، تتحول إلى دراسة للإنسان، ودراسة الماضي إلى فهم للحاضر واستشراف للمستقبل.

* إن الأسطورة من حيث شكلها هي وسيط رمزي بموضع الانفعال الداخلي في الخارج، من خلال وسيط رمزي آخر هو الكلمات. ولكننا عندما نأتي إلى التحليل والتفسير فإننا نلجأ إلى وسيط ثالث، إلى جملة أخرى من الكلمات تعمل على شرح الجملة الأصلية. في الوقت الذي يتوجب علينا فيه أن نزيح تلك الجملة الأصلية وصولا إلى الحالة الانفعالية التي أنتجت الأسطورة. أي أن نتأمل الأسطورة كما تأملنا النار ونفذنا إلى سرها دون وسيط. وهذه مهمة صعبة تنقلنا من "البحث" إلى ما يشبه "التصوف".

* الأسطورة والتاريخ ينشآن عن التوق إلى معرفة أصل الحاضر، ولكنهما يفترقان في القيمة التي نسبغها على ذلك الأصل. فهو أصل قدسي عند الأسطورة وأصل دنيوي مفرغ من الأسطرة عند التاريخ. وبتعبير آخر، فإن الأسطورة تنظر إلى التاريخ باعتباره تجلٍ للمشيئة الإلهية. أما التاريخ فينظر إلى موضوعه باعتباره تجلٍ للإرادة الإنسانية في جدليتها مع قوانين فاعلة في حياة الإنسان الاجتماعية. وهذا يعني أننا أمام نوعين من التاريخ: تاريخ مقدس وتاريخ دنيوي.

* إن كلاً من الأسطورة والتاريخ هو وسيلة يفهم الإنسان من خلالها نفسه ويعي شرطه. وإن توقنا الآن لقراءة وفهم التاريخ ينشأ عن ذات الموقف القديم الذي كان يدفع أسلافنا لتلاوة الأساطير والاستماع لها.

* ان قيام آدم بتسمية جميع المخلوقات عملية ذات دلالتين. الأولى أن آدم قد ابتكر اللغة. والثانية أن آدم بتسميته للمخلوقات قد اكتسب السيطرة عليها، لأن معرفة اسم كائن ما هي مفتاح التحكم به حسب المعتقدات القديمة.

* الأسطورة تزود الإنسان بذاكرة تاريخية تعطيه إحساسا بوجود مبرر لحياته. وبدون هذه الذاكرة يصير الإنسان إلى حالة أشبه بالموت. لأن نسيان الماضي هو نوع من أنواع الموت. فالموت نسيان.

* ان عناية الإنسان القديم بالتاريخ المقدس وتجاهله للتاريخ الدنيوي، قد دفعه إلى تجاهل دوره تماما في حركة التاريخ. فهو يعزو إلى الآلهة كل المنجزات الحضارية والإبتكارات التكنولوجية التي قادت عملية الارتقاء والتقدم.

* العبرة هنا ليست بما نحفظه عن الماضي، بل في المعنى الذي نسبغه على ذلك الماضي وفي القيمة التي نعطيها له. وليس المهم هو ما نسجله عن الأخبار السالفة أو ما نتذكره من انجازات الجماعات والأفراد، بل اعتقادنا بأثر ما نسجله أو نتذكره على صيرورة التاريخ، وبمدى فعالية المجهود الإنساني كمحرك للتاريخ. وبتعبير آخر، كيف ننظر إلى التاريخ الدنيوي في مقابل التاريخ المقدس.
لقد ابتدأت الكتابة التاريخية كجنس مستقل عن الأسطورة، عندما لم يعد الإنسان القديم يرى في الأحداث الماضية، أو الأحداث الحاضرة، تداخلا ماورائيا من أي نوع. عند ذلك بدأ التاريخ يتجرد من قدسيته، وأخذ الإنسان يبحث في الأسباب والنتائج من خلال روابطها وصلاتها الدنيوية الواقعية، وولد علم التاريخ الذي حل محل الأسطورة في صنع الذاكرة الجمعية، وقاد إلى تعريف الإنسان بدوره الأساسي في صنع نفسه، وبأهمية نشاطه الخلاق على حركة التاريخ. ورغم أن هذه القفزة قد جاءت كنتيجة مت نتائج صراع الفلسفة مع الأسطورة في الثقافة الإغريقية، وما نجم عن ذلك من ظهور المؤرخين الإغريق الأوائل، إلا أن المقدمات البعيدة لنشوء الكتابة التاريخية قد أنجزتها ثقافة الشرق القديم.

* ان الأحداث والشخصيات التاريخية لا تخلد في الذاكرة الشعبية إلا من خلال الأسطرة. وهذا يعني أننا قادرون على تلمس أحداث تاريخية وراء عملية السرد الميثولوجي في العديد من النصوص السومرية، التي هدفت من حيث الأساس إلى الانتقال بسلسلة من الأحداث من مستوى الواقع إلى مستوى الأسطورة.

* لقد أثّر علو شأن الأخلاق في الحياة الدينية على مفهوم الإله وعلى تصور الجماعة لصفات الإله وخصائصه. ذلك أن الإله الذي يحضّ على فضائل الأعمال ينبغي أن يُمثل في ذاته الخير المحض، ويترك شرور العالم لكي تتدبرها قوة ماورائية أخرى. وهذا ما أدى إلى ظهور مفهوم أو فكرة الشيطان. وهنا، نستطيع أن نلاحظ بوضوح أنه كلما علا شأن الأخلاق في ديانة ما، كلما توضّحت شخصية الشيطان وأعطيت له صلاحيات ووظائف، قد ترتقي به في هرمية القوى الماورائية إلى المرتبة الثانية، بعد الإله الأعلى الذي يمثل الخير على المستوى الكوني، أو إلى مرتبة مساوية له أحيانا. وبالعكس، فكلما تمتعت الأخلاق باستقلال عن الدين كلما غابت شخصية الشيطان وتوزعت صلاحياته على عدد من الكائنات الماورائية الظلامية الباهتة التي لا تتمتع بقوة الألوهة وسلطانها...

* انه لا يجوز لأية ديانة أن تفاخر بعلو منظومتها الأخلاقية وتميزها عن ما جاءت به الأديان الأخرى. لا فرق في ذلك بين وثنية وتوحيد، بين ما يدعى أديانا سماوية وما يدعى أديانا وضعية. فكما تختلف اللغات في التعبير عن ذات الدلالات، كذلك تختلف الأديان شكلا وتلتقي مضمونا في دين واحد هو دين الإنسان.

،، ،، ،، ،، ،، ،، ،،
Profile Image for Mrekhy ET.
167 reviews171 followers
May 26, 2024
مراجعة بسيطة ومش هطوّل بالذات إن فِراس السوّاح غني عن التعريف.

الكتاب مسلّي كجميع كتب السوّاح، طبعًا مادة غنية في علم الأساطير ومعلومات كتيرة، بس بالنسبالي أعظم مقالتين هم أول إتنين: 'الأسطورة مسائل أساسية في المصطلح' و'وظيفة الأسطورة ودورها في حياة الفرد والجماعة'، دول كانوا ممتازين لأن فيهم كلام أكاديمي يساعدك تميّز الأسطورة عن موضوعات تانية شبيهة زي الخرافة والحكاية الشعبية، وليه الناس لجأت للأسطورة علشان تحفظ أفكارها.

لحد هنا التجربة كانت ممتازة وكنت مقرر إني هقرا أعمال السوّاح كلها –أن� قرأت بالفعل 3 أعمال قبل كده–� بس إفتكرت بعدها ليه أنا من فترة كنت عايز أبيع كتبه من قبل ما أقراها.

معظم كتب السوّاح معلومات كتيرة تاريخية وأركيولوچية أنا مش هعمل بها حاجة في حياتي اليومية ومش هقدر أقعد أراجع وراه، وعلشان أستخدمها محتاج أكون باحث في المجال ده وأعمل مجهود في البحث والمقارنة وده مش مستعد له بالذات إنه بيقول على نظريات عليها خِلاف وصعب تتبنّى شيء أنت مش باحث فيه، بس المشكلة الكبيرة هي التكرار، أعتقد الحاجات الجديدة اللي بيتم ذكرها من بعد أعماله الأولى بتكون نادرة جدا، ومعظم الكتب كلام قاله قبل كده بيعاد تدويره بشكل مختلف.

تاني أنا شخص بقرأ له للمتعة والإطّلاع على مبحث بحبه وهو فعلاً ناجح في إنه يكتب بشكل مسلّي، بس مش لدرجة أنك تقعد تقرا أعماله كلها، ورا بعض على الأقل.
Profile Image for Noor Ismail.
36 reviews6 followers
May 24, 2020
من اجمل الكتب التي قرأتها
Profile Image for Mohamed Gamal.
82 reviews22 followers
October 8, 2019
العنوان: الأسطورة والمعنى (دراسات في الميثولوچيا والديانات المشرقيّة.
المؤلِّف: الباحث والمُفكِّر السوري فراس السوّاح.
تقييم: ٤/٥

”هذ� مجموعة من الأبحاث والدراسات في ميثولوچيا وأديان الشرق القديم، يعالج كلٌ منها موضوعًا خاصًا ولكنه وثيق الصلة بما يليه. وذلك وفق خطة مدروسة بعناية تجعل من أبحاث الكتاب سلسلة متصلة، يؤدّي كل بحث إلى الآخر ويساعد على توضيح مقدّماته، وولوج القارئ إليه بيُسْر وسهولة. فإذا عمدت إلى قراءة متصلة للكتاب، خرجت بحصيلة واحدة تُلخِّص أهداف الكتاب ومراميه، وإذا فضّلت قراءة انتقائية وعلى فترات متقطعة، خرجت بحصيلة جزئية يوصلك إليها كل على حدة. فالقارئ والحالة هذه مُخيَّر بين طريقتين، وفي كلٍ منهما خيرٌ�.

هكذا يؤسّس فراس السوّاح لمضامين قراءة كتابه في مقدّمته، ليشرُع في الإبحار بك في ضروبٍ مختلفة من التحقيقات العلميّة الشيّقة التي عوّدنا عليها في مؤلّفاته دائمًا.

يعالج فراس السوّاح عدد من القضايا المهمة جدًا في هذا الكتاب، وأهمّهم على الإطلاق قضيّة "الوثنية والتوحيد". ويناقش أيضًا قضيّة شغلتني أنا تحديدًا فترةً ليست بالقصيرة من الزمن وهي "معنى الأسطورة وهل هي نفسها الخُرافة؟" في الفصول الأولى من الكتاب. وبالمناسبة، عنوان الكتاب (الأسطورة والمعنى) مُستعار - باعتراف الكاتب نفسه - من كُتيّب للأنثروبولوچي البنيوي الشهير "كلود ليڤي شتراوس" يحمل نفس الاسم. فوجب التنويه لئلّا يلتبس أمر تشابه العنوانَيْن على القارئ أو يعتقد بسرقة المحتوى من كاتب آخر.

أما المغزى الأوْحَد من الكتاب، فهو مُكرّر بالنسبة إليّ، فقد كشف عنه فراس السوّاح من قبل في كتاب آخر له بعنوان (دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني) ولكن بحوثاته المتفرّقة في مؤلّفه هذا - الأسطورة والمعنى - تتضمّن مسائل متباينة لم يناقشها من قبل.

مُلخَّص رؤيَة فراس السوّاح في الدين - بعد دراسته المستفيضة له - هو أنّ الدين في الحقيقة، لا يقوم على أساس وهمي على الإطلاق، وإنما هو حقيقة وجوديّة كشفت عن ذاتها للإنسان من لحظات وَعْيه الأولى قبل ١٠٠ ألف عام وتأسست هذه التجربة الدينية لديه على أرضيّة صَلْبة وحصينة بحق. وبناءً على ما تقدّم، فإن الأديان جميعها - كما يرى فراس السوّاح - تقف على أرض المساواة، حيث لا يحق لديانة أن تزعم لنفسها الأفضليّة الأخلاقيّة والمصداقيّة المُطلقة على حساب غيرها من الأديان، لأن الدين والحالة الإيمانية هذه هي نتاج التجربة الإنسانية المنيعة الواحدة، والتي هي "دين الإنسان".

نقد:
- أُعيب على فراس السوّاح (كغيري كثيرين من قُرَّائه على ŷ) تحامله على الديانة اليهوديّة بشدّة، وتشنيعه لها وعدم الاتلزام بالحيادية تجاهها أبدًا، فهي الديانة الوحيدة التي وصف نشأتها بـ "الخُرافة"..! في حين نراه - في جميع مؤلّفاته - يخشى مناقشة نصوص الديانة الإسلامية ووضعها تحت عدسة النقد وإخضاعها للمناهج العلمية الصارمة التي يلتزم بها في دراسته لباقي الأديان، وحتى عندما ينحو إليها يكون ذكره لها هامشيًّا عابرًا ومُبهم ومُقتصر تمامًا، ولا يتبنّى فيها سِوى التفاسير الصوفيّة لكبار المتصوّفة أمثال ابن عربي والجليلي.. مع العلم بأن المادة التوراتية لا تستلزم كل هذا العناء الذي بذله في أكثر من كتاب، مقارنةً بالإسلاميّات التي كانت تحتاج بالأولى إلى هذا المجهود البالغ، نَظَرًا لحجم مادتها وتاريخها الغامض وتشعُّباتها المُتفرّعة والمعقّدة.. يُذكّرني فراس السوّاح في نقده للتّوراة بالباحث المصري (د. سيد القمني) الذي كتب في هوامش مقدّمة كتابه (النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة) بأنه لا يقصد في هذا الكتاب أن يتحدّث عن النبي موسى "القُرآنيّ" وإنما هو يتحدث عن النبي موسى "التّوراتيّ".. اتّقاءً لغضب التّيارات الإسلاميّة وسخطها عليه، وهذا ما يفعله فراس السوّاح أيضًا. كلاهما تنقصه الشجاعة أن يتكلم في الإسلاميّات، مع علمهما التام بأن الإسلام ما هو إلّا "إحياء اليهوديّة في صبغة عربيّة".


وجماع القول، الكتاب رائع فيما عدا - بعض - الفصول الأخيرة منه فقط، والتي يتجنّى فيها المؤلف على الديانة اليهوديّة.
Profile Image for Kinan Arous.
168 reviews50 followers
February 9, 2017
فراس السواح من اهم اعمدة الميثولوجيا في العالم العربي بل و العالمي و انصح بقراءة كتبه المتعددة في هذا المجال.
ربما اهم ما طرحه السواح في كتابه هذا هو تفنيد مصطلح الوثنية بشكل تام في التاريخ القديم للشرق الاوسط و اثبات التوحيد لدى حضارات الشرق القديم
1 review
Read
September 30, 2014
هل استطيع تحميل الكتب ؟
Profile Image for Omar Dahi.
92 reviews48 followers
March 8, 2019
كتاب أكثر من رائع عن أصل الاسطورة و الأساطير ملء بالمعلومات المكثفة شكرا استاذ فراس السواح
Profile Image for Hiba.
42 reviews10 followers
February 18, 2020
بمهارةِ جرّاحٍ، يُشرّحُ المفكّرُ والباحثُ فراس السواح هنا الأسطورةَ، متطرقًا إلى جوانب عديدةٍ منها ليُقدّمَ لنا كتابًا شاملًا مهمًا ينضمُ إلى زمرةِ مؤلفاته الثّمينة.
يبتدئ، كما في دين الإنسان، بتعريفِ الأسطورةِ، واعيًا كلّ الوعي للإشكاليّةِ التي تحيط بتعريفات الظواهر، فبدون هذه الخطوة قد يخ��ئ الباحثُ أهدافَه ويلاحقُ ظواهرَ بعيدةً عن دراسته إلّا أنّه لا يمكن الوصول إلى ذلك التّعريفِ الشّاملِ بدون دراسةٍ عميقةٍ ومتأنيّةٍ.
بعد بحثه الجاد يصلُ إلى أنّ الأسطورةَ حكايةٌ مقدّسةٌ تحتوي على مضمونٍ عميقٍ يشفُّ عن معانٍ ذات صلة بالكون والوجود وحياة الإنسان ص 20.
كما وأنّه يميّز بين الخرافة، الحكاية البطوليّة، الحكاية الشعبيّة والأسطورة فيعرض مميزاتِ الأسطورةِ باستفاضة.
يتابعُ بحثَه فيكشفُ لنا عن وظيفةِ الأسطورة ودورِها الهام في حياةِ الفردِ والجماعةِ فنقرأ "الفلسفة والعلم يختزلان تجربتنا مع العالم وتقديمه إلى الوعي بتفسير وترتيب منطقي معتمدان على العقل التحليليّ الذي يُجزّئ العالم ثمّ يعيد تركيبه من أجل فهمه بالاعتماد على الاختبار والبرهان. أمّا الأسطورة فتضع الإنسان بكليته في مواجهة العالم وبجميع ملكاته العقليّة والحدسيّة والشعورية واللاشعوريّة فتقدّم روية لهذا العالم ذات طابع كُلّاني." ص27
في فصله الثالث يُنقّبُ الباحثُ عن ذلك المعنى المتخفي وراء الأساطير" فالظواهر فقط تحدث ونحن نعطيها ما نشاء من معنى، العالم يحدث أما معناه فكامنٌ فينا، نحن الجنس الحيّ الوحيد الواعي الذي يتساءل عن المعنى" ص 39. ويعرضُ أربع أنواعٍ من الأساطير: البسيط، المركّب، المعقّد والمستغلق، يشرحها معطيًا لكل نوعٍ نموذجًا من ميثيولوجيا الشّرق القديم. فيستنتج أنّ " المعنى الذي نحاول الكشف عنه في الأسطورة باستخدام أدواتنا التحليليّة، يبقى ظلًا باهتًا للمعنى الميثيولوجي الخفي في النّص." ص 110.
وفي فصل الأسطورة والتاريخ نكتشف أن الأسطورة هي الأم الأولى التي من رحمها وُلد التاريخ، فالاثنان "ينشآن عن التوق إلى معرفة أصل الحاضر ولكنهما يفترقان في القيمة التي نسبغها على ذلك الأصل فهو أصل قدسيّ عند الأسطورة وأصل دنيوي مفرغ من الأسطرة عند التاريخ." ص 113

يكملُ تشريحه ويصل للعلاقة القائمة بين الأسطورة والطقس، فأيضًا هنا وكما في كتابه دين الإنسان يوضّح أن التجربة الدينيّة الأولية هي فرديّة داخلية يتعرض لها الجميع بدرجات متفاوتة، وهذه الخبرة الدينية الشخصية تستدعي الإنسان أن يقوم بسلوكٍ ما حتّى يسمي هذا السلوك بالطقس" فهو مجموعة من الإجراءات والحركات التي تأتي استجابة للتجربة الدينية الداخلية وتهدف إلى عقد صلة مع العوالم القدسيّة". ص 159
وبحسب ثقافة الشرق القديمة يتم تقسيم الممارسات الطقسية إلى: طقوس سحرية، طقوس دينية روتينية وطقوس دورية كبرى.
حتى يصل للفصل التاسع وبه يرسم الفروقات ما بين الدين والأخلاق فرغم تشابكهما معًا إلا أنهما مختلفان "فالدين عبارة عن معتقدات تنظم موقف الإنسان وسلوكه تجاه عالم المقدّسات وتزوده برؤية شمولية للكون أما الأخلاق فهي قواعد وممارسات تنظم موقف الفرد من الآخرين وسلوك الأفراد تجاه بعضهم بعضًا وتجاه الجماعة التي ينتمون إليها." ص 253

هذه الرحلات تستحق القراءة والقراءة والتأمل والتفكير، هذه الرحلات تحتاج للمناقشة والتحاوروالتخاطب، هذه الرحلات ممنوع أن تبقى حبيسة كتاب.
Profile Image for Bassel.
157 reviews47 followers
August 27, 2021
في البدء كانت الأسطورة ..

- لقد تعوّدتُ يا أصدقاء أثناء القراءة للسّوّاح أن أترك قلبي سابحاً بين مسام الكلمات، لأسترجعه في الصّفحات الأخيرة من كلّ كتابٍ مبلّلاً بأساطير شرقنا القديم، محاولاً تناسي الكلمات و شروحها، متطلّعاً إلى المعنى و الحالة الانفعاليّة الدّاخليّة التي كان يعيشها إنسان تلك الثّقافات الموغلة في القدم، بالتّالي فهماً أكثر لما نحن عليه اليوم من تبجيل لبعض الأساطير و معاملتها معاملة الحقائق ..

- يبدأ السّوّاح دراسته هذه برسم الإطار العام لمصطلح الأسطورة، و المعايير التي تفيد القارئ في التّعرّف على النّصّ الأسطوري و تمييزه عن باقي الأجناس الأدبيّة ( كالخرافة و الحكاية البطوليّة و الحكاية الشّعبيّة ) ..

- لينتقل بعدها للحديث عن وظيفة الأسطورة و دورها في حياة الفرد و المجتمع، فللأسطورة القدرة على سيادة الجانب الانفعالي غير العقلاني عند الإنسان بواسطة الطّاقة الإيحائيّة و السّحريّة للكلمات ..

- يسلط المؤلّف الضّوء أيضاً على عقبتين رئيسيّتين تواجهنا في فهم و تفسير الأسطورة، الأولى اختلاف آليّات تفكيرنا اليوم عن آليّة تفكير الإنسان القديم، و الثّانية تتعلّق بالبعد الزّمني و الانقطاع عن تلك الثّقافات المنتجة للأساطير، متكلّماً عمّا يسمّى " المشكلة الإغريقيّة " في دراسة الأسطورة، هذه المشكلة النٍاتجة عن انقطاع الثّقافة الإغريقيّة عن ماضيها في مجال الأساطير و المعتقدات الدّينيّة بشكلٍ واضح ..

- أمّا المنهج الذي اتّبعه السّوّاح في هذه الدّراسة هو المنهج الذي عوّدنا عليه في كلّ أعماله، المنهج الظّاهراتي القائم على دراسة كلّ أسطورة ضمن النّسق الميثولوجي الموجودة ضمنه، و لفهم هذا المنهج و توضيحه للقارئ، يلجأ إلى تقديم أربعة نماذج من الأساطير ( البسيط و المركّب و المعقّد و المستغلق ) ..

- يوضّح المؤلّف أيضاً العلاقة المتبادلة بين الأسطورة والتّاريخ،
فالأولى حدثٌ مقدّس والثّاني حدثٌ دنيوي، الأوّل لا تهتمّ إلّا بما هو تداخلٌ إلهيٌّ في عالم البشر، بينما الثّاني بما هو بشري فقط ..

- من أجمل الفصول بالنّسبة لي هو الفصل الثّامن، والذي يتساءل فيه المؤلّف عن معتقدات الشّرق القديم، هل هي وثنيّة أم توحيديّة ؟
للإجابة يقوم المؤلّف بإدراج عدد من التّراتيل التّوحيديّة ليخلص إلى القول بأن إنسان الشّرق القديم لم يكن يأخذ مسألة تعدّد الآلهة على محمل الجدّ و لم تكن الآلهة المتعدّدة بالنّسبة إليه إلّا وجوهاً متكرّرة للقدرة الإلهيّة الواحدة ..

- أمّا الفصول الأخيرة فكانت استعراض لجانبٍ من حياة وسلوك أهمّ الشّخصيّات التي دارت حولها أحداث الرّواية التّوراتيّة، وذلك لغرض الكشف عن المعايير الخلقيّة التي كانت تحرّك سلوك هذه الشّخصيّات، و التّناقض الصّارخ للوصايا الأخلاقيّة الموجودة في الأسفار المختلفة مع تطبيقها ..

- لينهي هذه الدّراسة ببحثٍ قصير و مكثّف متعلّق بالسّياق التّاريخي الحقيقي لنشوء الدّين اليهودي ..

- ختاماً، نحن نحبّ الأدب لأنّنا جنسٌ متعطّش للحكايا، و نميل إلى المعرفة لأننا فضوليين بطباعنا، و لكن أن تجد كتاباً يمزج المعرفة بالأدب كهذا الكتاب، لهو شيءٌ مثيرٌ حقّاً ! ..

* صورة الغلاف هي لوحة " آدم أمام محكمة اللّه " للفنّان الإنكليزي ويليام بليك ( 1757 - 1827 ) ..

_______
- كتاب : الأسطورة و المعنى
- الكاتب : فراس السّوّاح
- عدد الصّفحات : ٣٣٠ صفحة
- التّقييم الشّخصي : ٥/٥
Profile Image for Mohamed Karaly.
283 reviews52 followers
February 12, 2018
مجموعة من الدراسات عن الأسطورة والطقس وعلاقتهما ببعض، تبدأ بتعريف الأسطورة وتمييزها عن الخرافة والفولكلور، فالأسطورة تنبع مباشرة من إحساس الإنسان بالمقدس، وهى وسيط رمزى يجسد هذا الإحساس من خلال قصة رمزية يتناولها المؤمن بجدية، وتكون مصحوبة بطقس، وهناك ألواح سومرية عن أساطير تُمثل فى جمل حوارية مما يُرجح أنها كانت سيناريوهات درامية تكون مصحوبة بالموسيقى، وهو التقليد الدينى الذى انتقل للمسرح الديوثرامبى فى اليونان. فى آخر الكتاب دراسة عن الأدب العبرى الممثل فى التوراة والتاريخ الإسرائيلى، تعتمد على اكتشافات ربع القرن الأخير حيث أثبت المسح الأركيولوجى لأماكن دولة إسرائيل عدم وجود أى تميز ثقافى او عقائدى عند سكان هذه البقاع قبل السبى البابلى، وتكذب هذه الدراسة تاريخ إسرائيل بأكمله، فالتاريخ الوهمى فى التوراة دُون بأكمله بعد العودة من السبى، بعد التأثر بفكر إمبراطورية الفرس عن إله أوحد وخطة هذه الإمبراطورية لتدشين هذا الاعتقاد، أما مجموعة البشر الذين يتحدثون العبرية وكانوا يسكنون الهضاب الفلسطينية، فلم يكن لهم قبل السبى أى تميز عقائدى يفرقهم عن الوثنية الكنعانية التقليدية، والإله يهوة لم يكن إلا إله محلى من ضمن آلهة متعددة. فى الكتاب كذلك دراسة ممتعة عن العنصر التوحيدى الكامن فى الديانات الوثنية، ويحمل بأكمله روح حب وإعجاب لديانات الشرق القديم الوثنية التى تعتبر اليهودية انحدارا بالنسبة إليها. ١
Profile Image for Muhammad Taha.
16 reviews4 followers
June 30, 2020
الكتاب حتى صفحة ١٧٥ جميل ومفيد .. ثم إن الفصول الأخرى لا تخلو من الجمال خصوصاً الفصل ذكر مسألة البعث والتي تتمركز حول قيامة تموز من بين الأموات وعلاقته بعشتار او إنانا وكيف كانت تشكل هذه العقيده القديمة والتي بدت مهمة وذات مكانة عالية لدي السومرين لاعتبراها تكون العقائد والأفكار الأساسية عن الخلود والبعث من جديدة والخلاص من قبل مسيحهم دموزي قبيل بزوغ نجم الامبراطورية الاكدية سرجون وصعود الالهة السماوية والتي تمثل إسقاط فوقي لحقبة ظهورها اذ ارتفعت مكانة الملك السماوي للالهة والملوك الآخرين على الممالك والمناصب المملكة الكونية على غرار تبدل وتطور النظم الدنيوية السياسية فمع صعود ألالهة آنو وانليل على السلطة الكونية واخذها كعقيده رسمية للامبراطورية أدى الى هبوط ديانة تموز-إنانا الخلودية الى المستوى الثاني ورغم هذا فقد لعبت دورا كبيراً في حيات الجماعة الروحية واقيمت بها الكثير من الطقوس الدورية التي كانت تناظر الطقوس المردوخية لاعياد رأس السنة لبابل جمالاً وروعة هذه المعلومة بالنسبة لي مهمة لأني منذ قرأتي الديانة الرافدية نشئ لدي فكره وهي انهم لا يملكون عقائد خلودية اي خلاص من الموت وجنة والتي لم تكن عدن إلا للالهة وانصافهم رغم أن كلكامش الذي كان جزئهُ إلهي لم يكتسب الخلود والخلاص ومات حزنا وقلق قبل أن يموت.. ولي أن اسئل هل كانت العقيدة الخلودية سبقت زمني كلكامش أم لم يعتنقها؟
16 reviews
April 17, 2020
الأفكار العامة المقصود بها الكتاب ،لا شك، تدعو للاهتمام . أستطيع اختصار واحدة منها بالتالي: "التصور بأن الأديان السماوية أتت بمفهوم الإله الواحد بشكل محدث تماماً وكحدث تاريخي حاسم منفصل عما قبله، هو تصور خاطىء وأن الحضارات السابقة ساهمت بالكثير مما لدينا من معتقدات لا زالت من ضمن مقدساتنا اليوم." أما الكاتب فعالج هذه الفكرة بنوع من الإسهاب الذي أنقص من متعة القراءة . مع هذا، كتاب يستحق القراءة والاهتمام.
Profile Image for قدموسة كتب.
132 reviews13 followers
August 16, 2021
إلى الان لم أقرا كتاب عالج الاسطورة بمثل ماعالجها فراس السواح من خلال البحث والمنهج العلمي، يصدمك بكثير من الاراء التي لم تعتد سماعها، في حقيقة الامر قمت بدراسته وتدوين الافكار لأنها كانت غريبة علي جدا.
Profile Image for anarequisan.
69 reviews23 followers
April 16, 2020
هذا الكتاب مكمل لكتاب السواح (مدخل الى نصوص الشرق القديم)
هذا الكتاب يحوي جل -ان لم يكن كل- النصوص المذكورة في (المدخل)
ولكن، هنا يطغى تحليل النصوص وتأويلها
Profile Image for Yahya.
15 reviews6 followers
June 27, 2014
الحقيقة كتاب ممتاز، ولكن ينبغي لقارئه أن يكون لديه بعض الخلفية عن الميثلولوجيا بشكل عام، الكتاب مليئ بالشواهد وهو امر قد يكون مزعج احياناً، يريد الكاتب أن يصل لبعض الافكار المعينة، اخر فصلين في الكتاب هما افضل فصلين
من وجهة نظري، ولكني لم اندم على قراءة باقي الفصول والشواهد الكثيرة
من الافكار التي أعجبتني:
مع انتهاء العصور الوسطى والدخول في العصر الحديث انتهى العالم العضوي وبدأ مفهوم الععالم ميكانيكي الي لاحياة فيه...
من الافكار التي يريد ان يوصلها الكاتب ان فكرة القضاء والقدر هي فكرة راسخة في الادبيات الدينية المشرقية،،، وان التاريخ من وجهة نظر التوراة هو تاريخ ال للخطيئة،، و وأهم فكرة يريد ان يصل اليها هي ان انسان الشرق القديم لم يأخذ مسألة تعدد الألهة على محمل الجد ولم، فهو يريد ان يقول ان انسان الشرق القديم امن بالقدرة الالاهية الواحدة.! ربما، حتى الاسلام اكد على انك لو سألت العرب هل يؤمنو بالله الواحد لأجابوا انهم يؤمنون به، ولكن المشكلة كانت بالشرك وتعدد الالهة والوثنية من الاساس...
فلإنسان الشرق القديم مفهوم مجمع الالهة ليس مفهوم ديني بقدر ما هو سياسي فقد ظهر عقب ترسيخ السلطة المدنية في دويلات المدن..
يريد الكاتب ان يؤكد على انه طالما ان الانسان القديم مع ايمانه بالالهة المتعددة التي لم يأخذها على محمل الجد، كان يؤمن بالقدرة الالهية الواحدة فإن مفهوم الوثنية يجب ان يفرغ من مضامينه، ولكن كما قلت فإن المشلكة كانت مشكلة الشرك من الاساس فمفهوم التوحيد يحمل الاخلاص في العبادة لله وحده...
Profile Image for عادل الديري.
Author2 books7 followers
March 4, 2016
يشرح الكتاب كيف تنتقل الرواية الشعبية الى تراث شعبي ثم اسطورة محلية ومن ثم تصبح احياناً جزءا من التراث الديني المقدس. أساسي لفهم قصص الشعوب وترابطاتها
Displaying 1 - 28 of 28 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.