&ܴ;وأخيراً..
لابد لي من توجيه الدعوة إلى كل من كان يموت في ذلك السجن عشرات المرات في ليله ونهاره
إن كان في سجن تدمر نهارات/ثم من الله عليه بالفرج/أن يبادر إلى تسجيل ما مر به من ألوان النكال والعذاب على أيدي القرامطة الجدد/ورّاث الأحقاد التاريخية/وخونة هذه الأمة،
من أجل التأريخ لهذه المرحلة العصيبة الدقيقة من حياة الشعب/والأرض/والوطن
لتكتمل الصورة/بتكامل الشهادات
وليس لأحد عذر في أن يكتم شهادته، مهما تكن ظروفه/إذ لا يمكن لواحد واثنين وعشرة وعشرين ممن كتب الله لهم الحياة وخرجوا من سجن الموت ذاك/أن يفوا الصورة حقها/أو أن يحيطوا بكل ما كان يجري..
لقد كانت المؤامرة على الشعب السوري خاصة كبيرة ومتشعبة
لأن اليهود ومن يسير في ركابهم وتحت ألويتهم، يعرفون طبيعة هذا الشعب/وجهاده/وبذله/وتضحيته
لذلك تآمروا عليه/وأغرقوه في حمامات الدم، وصولاً إلى تهجينه/وتدجينه
وعندها، لم تقم للعرب قائمة
فالشعب الذي لم يلق السلاح يوماً قد ألقاه بعدما حكم الطائفيون على كل من توجد لديه قطعة سلاح بالإعدام
ظنوا أنهم قد دجّنوه..
وخسئوا..
فهذا الشعب الذي يئن تحت وطأة الجزارين الطائفيين،
سوف ينتفِــــض من أوباش القرن العشرين
ولن يكون مطيّة لمستعمر أو عميل..
ويسألُون: متى هو؟
قل عسى أن يكون قريباً�
أليسَ الصبح بقريب؟
20/10/1992 عبود بن الشيخ”
―
عبد الله الناجي,
حمامات الدم في سجن تدمر