ŷ

نقد Quotes

Quotes tagged as "نقد" Showing 1-30 of 47
إيهاب فكري
“وهذه كلمة السر هنا.. انقد الكلام وليس المتكلم.. انقد الفعل وليس الفاعل.. من فضلك، اترك الفاعل لحاله.”
إيهاب فكري, فن الكلام وأصول الحوار الناجح

أومبرتو إيكو
“أعتقد أنه ليس على القاص أو الشاعر مطلقًا أن يقدم أية تفسيرات لعمله، فالنص بمثابة آلة تخيلية لإثارة عمليات التفسير. وعندما يكون هناك تساؤل بخصوص نص ما، فمن غير المناسب التوجه به إلى المؤلف.”
أمبرتو إيكو

أومبرتو إيكو
“إن الواجب الأول للمثقف هو في المقام الأول انتقاد رفاقه.”
أمبرتو إيكو

إيهاب فكري
“الأم بالنسبة للطفل هي المرجع الموثوق فيه .. "ماما قالت إني مستهتر .. يبقى أنا مستهتر”
إيهاب فكري, فن الكلام وأصول الحوار الناجح

أومبرتو إيكو
“هناك خزانة اجتماعية لدى كل قارئ يتم الاحتكام إليها خلال القراءة والتفسير، وهي لا تقتصر على لغة ما بوصفها قواعد نحوية، وإنما يشتمل على الموسوعة الكاملة التي حققتها أداءات هذه اللغة، ويطلق عليها التقاليد الثقافية والتي أنتجتها هذه اللغة وتاريخ التفسيرات السابقة لعديد من النصوص؛ مستوعبة النص الذي يعمل القارئ على قراءته.”
أمبرتو إيكو, حكايات عن إساءة الفهم

عبدالله الغذامي
“ما كان جميلاً في نظر الناقد القديم ظل جميلاً لدى الناقد الحديث, وليس من فارق إلا من حيث وجوه معالجة ذلك الجميل واستخراج تأويلات مختلفة له”
عبد الله الغذامي, النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية

إيهاب فكري
“أيُّ نتيجة ننتظر من مثل هذا المجتمع؟
و أيُّ تقدم يكون مع هذا الكيان المُذَبْذَب غير المُتجانس؟ ..

أيتفرغ القائد لعمله ؟ .. أم يُطفئ نيران الثورة من حوله ؟

و المرءوس أو المحكوم .. أينشغل بأداء دوره بفخر و عزة ، أم يتتبع عورات القادة ليُثبت فشلهم ، لعله يوماً ما يكون مكانهم ..
أو على الأقل ..
ليشفي غليله من الراكبين!”
إيهاب فكري, أصحاب الكاريزما

Mouloud Benzadi
“المفارقة هي قدرة الجوائز الأدبية المذهلة على صناعة نجم لامع بين عشية وضحاها، وعجزها عن ضمان استمرار نجوميته، وخلود اسمه بعد وفاته”
Mouloud Benzadi

Mouloud Benzadi
“إذا اعتقدت أنَّ الجوائز الأدبية
التي تكتب لأجلها ستمنحك الخلود والعالمية،
بدلا من قيم المحبة والإنسانية،
فاعلم أنك تحيا أكبر وهم في الدنيا”
Mouloud Benzadi

Mouloud Benzadi
“لا تكتب إرضاء لقلة من الحكام
أو طمعا في شهادة أو جائزة.
أكتب لتكون أعمالك بقلوب القراء
ورضى الأجيال القادمة فائزة�”
Mouloud Benzadi

عبدالله الغذامي
“إن هناك أنساق منظمة تتحكم بمتعتنا ولذا فإننا نستمتع وفقاً لمقاييس اجتماعية, مثلما نتحفظ وفقاً لشروط مماثلة تم تدريبنا على عدم الانطلاق فيها.”
عبد الله الغذامي

سلمان العودة
“العقلية العربية تميل غالباً إلى نظرية المؤامرة،لأنها تعفيها من تبعة المساءلة والنقد،وتجعلها ضحية لتكالب الآخرين عليها.”
سلمان العودة, أسئلة الثورة

“کتاب باید تبری باشد برای دریای منجمد درون‌ما�.

A book must be the ax for the frozen sea within us.”
وحید کیان, تنایی

پرویز شهریاری
“اکنون به من اجازه بدهید از امکان‌ها� دانش برای شما حکایت کنم. به من امکان دهید به شما نشان دهم اگر پلیس نیویورک دوراندیش‌ت� بود، اگر برای بررسی‌ها� خود، به جای همه گروه‌ها� جاسوسی پلیس، دست‌ک� یکی از دانش‌مندا� دیرین‌شناس� را به خدمت می‌گرفت� چه موفقیت‌های� به دست می‌آور�!
...
و چه‌قد� باعث تأسف است که قتل ناتان دو میلیون سال پیش رخ نداده است، چرا که در آن صورت همه ما به روشنی می‌فهمیدی� او چه کسی بوده و این فعالیت خونین چه‌گون� انجام گرفته است.”
پرویز شهریاری, دو درس کوتاه درباره‌� دیرین‌شناس�

خسرو باقری
“دریدا [...] به تو خواهد گفت: «نه، نمی‌توا� چارچوب نداشت، اما می‌توا� هر چارچوبی را مورد تردید یا ساخت‌زدای� قرار داد، زیرا هر چارچوبی، به نحوی، چیزی را بی‌اهمی� می‌ساز� و کنار می‌گذارد� و چیز دیگری را مهم می‌کن� و در کانون خود قرار می‌ده�.» به این ترتیب، می‌بین� که نمی‌توان� چارچوبی را که در آن قرار داری، ظرف واقعی تعلیم و تربیت بدانی، بی‌آن‌ک� به هیچ جانشین یا بدیلی بیندیشی.”
خسرو باقری, گفت‌و‌گو� معلّم و فیلسوف

خسرو باقری
“اگر قرار باشد که نسل جدید همان تکرار بی‌کم‌وکاس� نسل پیش نباشد، بلکه خود نیز به سهم خویش، حرکتی رو به پیش داشته باشد، باید مفرّی برای او تعبیه شود. این مفرّ را به کمک رواج نقد و انتقاد می‌توا� فراهم آورد.”
خسرو باقری, گفت‌و‌گو� معلّم و فیلسوف

خسرو باقری
“یک نظام تعلیم و تربیت درست به همین دلیل و از همین طریف به حفر گور خود می‌پرداز� که به نقد خود روی نمی‌آور�. این نکته در مورد افراد هم صادق است. کسانی که در مورد نقد خود مصونیت می‌جویند� راه‌ها� رشد را بر خود می‌بندند� و به این طریق مرگ فکری خود را رقم می‌زنن�.”
خسرو باقری, گفت‌و‌گو� معلّم و فیلسوف

خسرو باقری
“تعلیم و تربیت آن است که قدرت داوری و بازشناسی را در افراد فراهم آورد. هنگامی که چنین شود، آنان در بازشناسی محدودیت‌ه� و ضعف‌ها� نظام و تعلیم و تربیتی که آنان را پرورانده است نیز توانا خواهند بود، و بنابراین برای توسع بخشیدن به مرزهای آن نیز آمادگی خواهند داشت.”
خسرو باقری, گفت‌و‌گو� معلّم و فیلسوف

خسرو باقری
“به نظر [کانت] تربیت هنگامی ممکن می‌گرد� که نسل پیشین استقلال نسل جدید را پاس دارد؛ اما اگر آن را از بین ببرد، و آن‌ه� را به پیروی از نسل پیشین محدود کند، تربیت نفی شده است.”
خسرو باقری, گفت‌و‌گو� معلّم و فیلسوف

خسرو باقری
“اگر من از معلمم به عنوان معیار پی‌رو� کنم می‌شو� تقلید، و اگر به عنوان تحقق یک معیار پی‌رو� کنم می‌شو� تربیت.”
خسرو باقری, گفت‌و‌گو� معلّم و فیلسوف

عزمي بشارة
“لقد سيطرت على الجمهورية الراديكالية العربية في بداياتها نخب تنتمي إلى أصول اقتصادية ضعيفة من الأقاليم. وقد حولت هذه الفئات الدولة إلى أداة لتعزيز قواها السياسية والاقتصادية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان يجب إخضاع وتحديد نفوذ الفئات الميسورة أو حتى تجريدها من ثروتها. وقد استفاد الفلاحون على المدى القريب من هذه الإجراءات، ولكن على المدى البعيد، نمت فئات جديدة من الأثرياء تنتمي إلى أوساط من الأقاليم. أتت هذه النخبة الجديدة المهيمنة في أصولها إلى هوامش المجتمع الكولونيالي إلى جانب الهجرة الواسعة من الريف إلى المدينة، والذي أدى إلى ترييف المدينة، بدلاً من تمدين الريف، إلى تغيير شامل في الخطاب السياسي السائد، على موجة من تعميم التعليم الشعبي وشعبوية السياسة.”
عزمي بشارة, المجتمع المدني: دراسة نقدية

عبد الرحمن منيف
“إسرائيل الآن لا تريد فقط إرغامنا على الاعتراف، ولا تكتفي بما وضعت عليه اليد، ولا تقف أن تصبح مجرد دولة من دول المنطقة، أو أقوى من مجموع دولها عسكرياً؛ إنها تريد أيضاً أن تعيد صياغة المنطقة جغرافياً وسياسياً، وأن تصبح السيد الذي لا يُرد له كلام، وأن يكون لها نصيب وافر في الثروة المائية والثروة النفطية، وأن تفرض الثقافة التي تلائمها، والسلوك الذي يحقق لها أقصى درجة من الاستقرار والاستغلال والهيمنة. هذا في مرحلة أولى، أما في مرحلة لاحقة فتطمح إلى أن تكون المثل والمرجعية، والموجّه والحكم في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة وشعوبها. هي التي تحدد الأنظمة السياسية والاجتماعية، هي التي تعيد التركيب السكاني بما يناسب أمنها وحاجتها للأيدي العاملة والأسواق. بما في ذلك تقسيم المنطقة إلى كتل وأحلاف متصارعة لكي تسوّق أسلحتها في مرحلة، ثم لكي تفصل بين المتحاربين في مرحلة، ثم لتصبح الحكم الذي يرجع إليه المتنازعون! كما ستدفع، مرة أخرى، قسماً كبيراً من العرب إلى الصحراء، لأنه المكان الذي يليق بهم، والذي يلائمهم أكثر من أماكن الخضرة والماء!

وفي حال عدم ملاءمة هذه الشروط، أو اعتبارها أقسى مما ينبغي، يمكن للجوء إلى الحامي الأكبر: الولايات المتحدة، لكي تنصف المظلوم وتعيد الحق إلى أصحابه! ولا حاجة للحديث عن مدى عدالتها ونزاهتها، وأيضاً عن مدى سيطرتها على المؤسسات الدولية، وبالتالي ماذا يمكن أن تفعله في معاقبة المخطئ، أو الذي يريد الخروج على طاعتها!

إن عالماً مثل العالم الذي نعيش فيه الآن، عالم القطب الواحد، والنظام الدولي الجديد، ليس فيه مكان إلا للأقوياء، والذين يعرفون ماذا يريدون، وكيف يصلون إليه. أما الحائرون والخائفون، أما الضعفاء والمترددون، أما الفقراء، فليس لهم مكان في هذا العالم، ولا بد أن ينتهوا فعلاً. والانتهاء هنا لا يعني فقط الانزواء والموت البطيء ، وإنما يمكن أن يكون موتاً مادياً مباشراً سريعا وواسعا.”
عبد الرحمن منيف, بين الثقافة والسياسة

فؤاد زكريا
“هذا الرجل (السادات) قد اخترناه جميعًا زعيمًا لهذا البلد، واختيار زعيم فيه تجسيد للشعب الذي اختاره، وبالتالي فإن كل ما يُقال عن هذا الزعيم يعتبر في حقيقته نيلًا من الشعب الذي اختاره.

قائل هذه الكلمات أستاذ كبير في القانون، في اجتماع للمجلس الأعلى للصحافة خصص لمناقشة كتاب هيكل، ونشرته جريدة «الأهرام» في ٢٩ أبريل ١٩٨٣م، والأساس الذي يُبنى عليه تفكير أستاذ القانون هو أن الحاكم تجسيد لبلده، ما دامت قد اختارته بإرادتها، ومن ثم فإن أي هجوم من هيكل أو غيره على السادات هو هجوم على مصر كلها.

هذا النوع من التفكير بلغ، في السنوات الأخيرة، من الانتشار حدًّا يُحتِّم علينا أن نتوقف طويلًا عنده، فما من أحدٍ منا إلا وتعرض مرارًا لتلك التجربة المثيرة والمستفزة، تجربة المناقشة مع شخص يؤكد أن أي نقد للحاكم، هو انتقاص من قدر بلاده، وأن الوطنية الحقة تحتم على المرء ألا يسيء إلى الحكام.

ولا شك أن عبارة أستاذ القانون، السابقة، هي تعبيرٌ نموذجي عن وجهة النظر هذه:
(أ)فهو يستخدم لفظ «الزعيم» مرتَين، وهي نفس الكلمة التي كان يطلقها النازيون على هتلر (الفوهرر)، والفاشيون على موسوليني (الدوتشي). وليس هذا استخدامًا اعتباطيًّا؛ إذ كان يمكنه أن يقول: الحاكم، أو رئيس الدولة، ولكن إصراره على لفظ «الزعيم» هو جزء لا يتجزأ من العقلية التي توحد على نحوٍ مطلق بين شخص الحاكم وبلده.
(ب)وهو يرى هذا الزعيم «تجسيدًا» للشعب، ولم يقل «رمزًا»؛ لأن الرمز لا يتعين أن يكون مشابهًا لما يرمز إليه (اللون الأخضر رمز لإمكان مرور السيارات مثلًا) بل تفصل بينهما مسافةٌ ما، أما التجسيد فهو اندماجٌ كامل، بل إن الزعيم يصبح في هذه الحالة «خلاصة» شعبه وأنقى تعبير عنه، وهذا يفترض، بطبيعة الحال، أن الشعب كتلةٌ متجانسة لا تمايز فيها، ولا اختلاف ولا تباين في الرأي أو الاتجاه، حتى يستطيع شخصٌ واحد أن يكون تجسيدًا له، ومن هنا فمن المؤكد أن الإنكليز، مثلًا لا بد أن يسخروا ممن يرى في «تاتشر» تجسيدًا لهم، إذ إنها حتى لو كانت تُجسِّد المحافظين، فماذا تقول عن العمال والأحرار؟ وفضلًا عن ذلك فإن الزعيم الذي يجسِّد شعبه هو، بحكم تعريفه، غير قابل للتغيير، وإلا فكيف نتصوَّر أن يتخلَّص شعب ممن يُجسِّده؟
(جـ)وأخيرًا، فإن أستاذ القانون الكبير يتحدَّث أربع مرات، في أقل من ثلاثة أسطر، عن «اختيار» الشعب للزعيم، وهكذا فإنه، بكل وقار القانون وهيبة الأستاذية، يعلن ثقته المطلقة وتصديقه الكامل لاستفتاءات ٩٩٫٩٪، ويرى فيها أساسًا يسمح للمرء بأن يقول باطمئنانٍ تام وبضميرٍ مستريح: «هذا الرجل قد اخترناه جميعًا.»
هذه الكوارث أو الفواجع الفكرية تتجمع كلها في أقل من ثلاثة أسطر، وتعبر بوضوحٍ صارخ عن تدني مستوى الوعي السياسي والاجتماعي، عند من يُفتَرض فيهم أن يكونوا معلمين ومرشدين لغيرهم في هذا الميدان، وهي في واقع الأمر أبلغ دليل على نوع العقول التي توحِّد بين الحاكم وبلده، وترفض أي نقد للحاكم، بحجة أن هذا النقد إهانة لوطنه ونيل منه.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“إن الفكرة الكامنة من وراء هذا هي فكرة «الستر»، وهي مبدأٌ أخلاقيٌّ مذموم حتى على المستوى الفردي، ففي أخلاقنا الشعبية نزوعٌ شديد إلى التغطية على العيوب، إلى درجة أن افتضاح هذه العيوب ومعرفة الآخرين بها هو في نظرنا شر يفوق العيوب نفسها، وكثيرًا ما نتصرف بحيث نتغاضى عن أخطر أنواع الآثام ما دامت «مستورة»، ومن هنا كان «الستر» أمنية غالية في تعبيراتنا الشعبية المألوفة، ولكن الخطأ الفكري والأخلاقي يتضاعف، حين ننقل هذا المبدأ إلى ميدان السياسة، فندعو مواطنينا إلى السكوت على أوضاعٍ جائرة، حتى لا تفتضح أمام الآخرين، ونطالبهم بألا «ينشروا الغسيل»، بدلًا من أن نطالب أنفسنا بأن نُبقي غسيلنا نظيفًا على الدوام.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“إن المسألة كلها خلطٌ مركَّب، فالكلام عن الأحياء والأموات، والتفرقة بينهم في النقد، أمر لا معنى له في ظل أي وعيٍ سياسيٍّ سليم، ومبدأ «اذكروا محاسن موتاكم» ينطبق على الأقارب أو الجيران أو الشركاء، ولكنه خارج عن مجال الكتابة التاريخية والسياسية، ولو صح هذا المبدأ في تلك الميادين الأخيرة، لما استطعنا كتابة التاريخ، ولكان الموت هو شهادة البراءة لكل حاكمٍ ظالم أو فاسق أو طاغية، ولأصبح كل مؤرخ، بحكم مهنته ذاتها، نبَّاشًا للقبور، ولكن الناس الذين اعتادوا على مدى سنواتٍ طويلة، أن يحصروا تفكيرهم في شخص الحاكم، والذين عجزوا عن أن يتصوَّروا أية حقيقة تتجاوزه، هم الذين يصبغون السياسة بهذه الصبغة الشخصية، ويحكمون على تصرفات الحكام مثلما يحكمون على سلوك «كبار العائلة»، وينسون المسئوليات الخاصة «لرجل الدولة»، التي تحتم علينا أن نحاسبه على كل شيء، وفي أي وقت نشاء.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“وإنما اقتبستها لكي أشرك معي القارئ في محاولةٍ طويلة لاستخلاص المعاني البشعة التي تنطوي عليها هذه السطور.

أول هذه المعاني هو البساطة العجيبة التي اتُّخذ بها قرارٌ خطير كهذا ونفذ على الفور: عبد الناصر يطلب إلى السادات أن يجيء معه بالمصحف أثناء مروره عليه ليصحبه إلى المطار، السادات لا يعرف السبب، ولكن المفاجأة تنتظره، يقسم اليمين، وبذلك يتحدد من سيكون رئيس جمهورية مصر القادم، هيكل نفسه لم يكن يعرف، ولكن يتضح أن السبب هو تقرير عن مؤامرةٍ محتملة في المغرب لاغتيال عبد الناصر، مؤامرة لم ينظر إليها عبد الناصر بجدِّية، ولكن لا بأس من الاحتياط! هكذا، بلا استشارة حتى من أقرب المقربين، يحدد الحاكم من سيخلفه في حكم بلاده في مرحلةٍ من أحرج المراحل التي مرت بها طوال تاريخها الحديث، ويقرر بذلك مصير أمته من بعده! لست أدري ماذا يكون شعور القارئ حين يقرأ هذه السطور، ولكنني أقول عن نفسي إنني شعرت بالإهانة حين وجدت مستقبلي ومستقبل أبنائي وبلدي، يحدد بمثل هذا الاستخفاف، دون أن تكون لي، كمواطن، كلمة ولا رأي، ودون أن يصل صوتي عن طريق القنوات التي صاغتها تجاربُ طويلةٌ للشعوب، والتي تتيح للناس في المجتمعات التي تحترم مواطنيها أن يختاروا من سيتحمل مسئولياتهم في مستقبل الأيام.

ولكن لدى هيكل، بالطبع، إجابةٌ جاهزة، إنه يقول للقارئ: لم يكن هناك عندئذٍ ما يدعو إلى الانزعاج، ولا حتى إلى الاهتمام، فقد كانت المسألة مؤقتة، لن تطول أكثر من أسبوع، وكانت مجرد احتياط من أن تقع مؤامرة الاغتيال في المغرب، وكل ما في الأمر هو أن السادات قد خدمه الحظ، طوال السنوات التالية؛ لأن عبد الناصر وضعه على كرسي الخلافة ونسي أن يبعده عنه � وهو معذور في هذا النسيان، فقد كانت الأحداث جسامًا، ولم يكن لديه من الوقت ما يسمح له بأن يتذكر هذا الموضوع التافه، موضوع تعيين السادات خليفة له في حكم مصر!

مرةً أخرى، لست أدري، ماذا يكون شعور القارئ وهو يستمع إلى حجة هيكل هذه، ولكنني أقول عن نفسي إنني شعرت بإهانةٍ أخرى، إهانة لعقلي وتفكيري وآدميتي يوجهها إليَّ واحد من أولئك الذين عاشوا طويلًا في جو الاستخفاف بعقول الناس والاستهانة بهم.

فحسَب أقوال هيكل نفسه، وقع اختيار عبد الناصر على السادات لتسيير شئون الدولة مرتَين، لا مرةً واحدة، الأولى عند إصابته بنوبةٍ قلبية، والثانية عندما قرأ تقارير الأمن عن المؤامرة المغربية الأمريكية المحتملة، وهذا معناه أن الاختيار لم يكن عشوائيًّا على الإطلاق، بل كان متعمدًا مقصودًا، ولا شك أن الإصابة بنوبةٍ قلبية هي إنذارٌ كافٍ لأي إنسان، أي أن احتمالات النهاية لا بد أن تكون قد طافت، ولو من بعيد، بذهن عبد الناصر؛ وعلى ذلك فحين يختار خلفًا له، فإنه يعلم أن هذا يمكن أن يكون اختيارًا لمستقبل بلاده، وحتى لو كانت مؤامرة المغرب مجرد إشاعة، فإنها تستدعي اختيار أصلح العناصر للخلافة، على سبيل الاحتياط أيضًا.

ولكن الكارثة الكبرى في الموضوع كله تكمن في نقطتَين: الأولى هي قول عبد الناصر: «إن الآخرين جميعًا واتتهم الفرصة ليكونوا نوابًا لرئيس الجمهورية إلا أنور، ولعله دوره الآن.» إذن كان حكم مصر «بالدور»! مجموعة الضباط الذين شكلوا مجلس قيادة الثورة، يتناوبون على المنصب الخطير واحدًا بعد الآخر، وفي النهاية، وفي لحظة مرض القلب والتهديد بالاغتيال، بقي واحد منهم، فلا بد إذن أن يأخذ نصيبه، ونصيبه هو أن يكون خليفة لحاكم مصر.

إنني لا أشك لحظةً واحدة في ذكاء هيكل الذي كان بالفعل غير عادي، ولكن الأمر الذي يذهلني بحق هو: كيف فات على هيكل، بكل ذكائه، المغزى الواضح والصارخ لهذا الكلام؟ كيف يعجز هيكل الموهوب عن أن يُدرك أنه، بكلامه هذا، يسيء إلى عبد الناصر أبلغ إساءة، ويهين مصر كلها إذ يصوِّرها على أنها «عزبة» لا بد أن يتناوب على امتلاكها مجموعة الضباط هؤلاء «بالدور»؟ فكر جيدًّا أيها القارئ في المقياس الذي يتم على أساسه الاختيار: ليس الكفاءة، التي لم يثبت السادات خلال حكم عبد الناصر � حسب كلام هيكل � شيئًا منها، وليس الوطنية، فقد كان عبد الناصر وهيكل يعلمان أنه كان في وقتٍ ما عميلًا مزدوجًا، وليس وجود برنامج لإنقاذ الوطن لديه، فقد كان بشهادة هيكل عاكفًا على حياته الخاصة، عزوفًا عن القراءة والاطلاع وتثقيف نفسه، وإنما المقياس هو أنه الوحيد الذي لم ينل بعدُ نصيبه من الفطيرة؛ هو أن «عليه الدور»!”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“أغلب الظن أن هيكل اضطر إلى ترويج هذا التفسير الهزيل؛ لأنه وجد نفسه أمام سؤالٍ محرج، تسأله تلك الأجيال الشابة الجديدة التي تنظر إلى عبد الناصر على أنه أعلى نماذج الوطنية، والتي رأت بنفسها ما لحق بمصر والعرب من انهيارٍ في عهد السادات، هذا السؤال هو: كيف اختار زعيمٌ كبير كعبد الناصر خليفةً مختلفًا عنه في كل شيء مثل أنور السادات؟ ومما يزيد هذا السؤال تعقيدًا، أن هيكل أكد بصورةٍ قاطعة أن عبد الناصر كان يعرف كل شيء عن السادات، كان يعرف ماضيه مع القصر، وميله إلى الاستمتاع بحياته بكل الطرق في حاضره، وانبهاره بالأمريكان، أعداء الوطن العربي الألدَّاء منذ عام ١٩٦٧م على الأقل، وإذن يعود السؤال بإلحاح: كيف يقبل زعيمٌ وطني أن يأتمن شخصًا مناقضًا له في كل شيء على وطنه من بعده؟ من أجل محاولة الإجابة على هذا السؤال المحرج، اضطر هيكل إلى أن يتحدث عن تعيين نواب رئيس الجمهورية «بالدور»، وعن «نسيان» الرئيس لنائبه في مكانه إلى أن خلفه بعد موته، أعني، بالاختصار، اضطر هيكل إلى أن يلفق إجابة لا تقنع أحدًا.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“كان السادات أذكى من الجميع؛ لأنه أدرك قانون اللعبة: اترك الزعيم يمارس قوته وإياك أن تقول له «لا» مهما فعل، ولكن ما ينبغي أن نتذكَّره هو أن هذا القانون يحتاج إلى طرفين: طرف يلتزم بالقبول والخضوع، وطرفٌ آخر � هو الزعيم � يجعل مقياس قرب الناس منه هو مدى خضوعهم له، ومدى تخلِّيهم عن إراداتهم الخاصة لكي يكون هو صاحب الإرادة الشاملة.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“ولكن غضبي لم يكن وليد خريفٍ عاصف، بل كان عمره أطول بكثير �”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

شوقي جلال
“بدأ المُثقَّف الحديث مُوظَّفًا تابعًا للسُّلطة الحاكمة وقد نشأ وتربَّى على ثقافة الطاعة، بينما المُثقَّف المستنير هو مَن يحافظ على مسافة نقدية فاصلة بينه وبين ذوي السلطان؛ أي سُلطة دينية، أو سياسية، أو عقائدية؛ لكي تتهيَّأ له فرصةُ الرؤى في عقلٍ نقدي يُنير بها الطريق إلى المستقبل.”
شوقي جلال, الفكر العربي وسوسيولوجيا الفشل

« previous 1