"بركاتك يا طلعت يا حرب، أنا كنت عارف انك مش هتسيبني في الورطة دي دنا من ماسيبك يا جدع"
** بهيج؟ واسماعيل؟ وايه زنقة الرجالة دي؟ كنت اتهامس وانا وصديقي محمود السحيلي امام بائع الكتب القديمة نتصفح العنوانين واذا بنا نجد ذلك العنوان الغريب لكاتب لم يتأتى لنا الحظ لنسمه باسمه من قبل، قرأنا بضع صفحات منه، وبدا كمسرحية هزلية بها بعض الايحاءات الجنسية، واقترح صديقي بأنها ربما مكتوبة تحت اسم مؤلف مستعار وهو "بهيج اسماعيل"
وحين جاء وقت المسرحية للقراءة، وجدتها تبدأ بمقدمة جادة لمصطفى كامل سعيد بعنوان "استلاب الانسان بين ارادة التحدي وآفاق المستقبل" يتحدث فيها عن الانساب المسلوب ارادته قابعا في قيوده اللاوعيه بداخل عالمه المتجمد، ضاربا أمثله من مسرحيات بهيج اسماعيل الاخرى وبعض الادب العالمي،
مقدمة جادة وثقيلة جعلتني اعيد النظر في انطباعي السابق عن الكتاب، فلا يبدو أن المسرحية ساخرة خفيفية، ولا يبدو ان الكاتب اسما مستعار لشخص ما،
وبقليل من البحث اكتشفت بهيج اسماعيل، شاعر وكاتب مسرحي ومثقف مصري، وعضو المجلس الاعلى للثقافة. حاصل على جائزة الدولة التشجيعية مع وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى، وحاصل على الجائزة الأولى فى مهرجان فولجو جراد الدولى بالاتحاد السوفييتى.
للأسف اطلاعي المحدود لم يتح لي التعرف عليه او على أي من أعماله من قبل، فبدأت قراءة المسرحية والتعرف عليه بنفسي.
**
"ما تخافش ميدان طلعت حرب ده له وضع لوحده "كأنما يبوح بسر" بيخافوا يجوا ناحيته.. محدش أذى فيه الا وانشل. محدش فتح فيه محل الا لما ربنا فتح عليه.. أصل طلعت حرب ده كان مبروك منين ما يمشي الفلوس تمشي في رجليه .. مسمينه ابو البنوك"
بلغة عامية مختلطة بالفصحى تسرد الاحداث حول نادي ثقافي اجتماعي في ورطة بسبب سوء الادارة والفقر المالي، وامين النادي في ورطة فقد تأخرت معونة الدولة، وهو بين نارين الآن، اما الهبوط والابتذال لكسب المال للنادي، او التربح من جهات خارجية لا تريد مصلحة البلاد، ثم يسحب للأحداث ستة اشخاص ترتبط حياتهم اليومية بطلعت حرب، لتتقاطع مصائرهم في النادي محاولين جميعا حل اللغز واكتساب الذهب.
مسرحية اجتماعية بطابع يساري يعبر عن احوال الدولة والمواطنين في عصر ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وتذكرى كثيرا بكتابات سعد الدين وهبة المسرحية.
رؤية يسارية للأزمة، ورؤية يسارية للحل في نهاية المسرحية، ورؤية يسارية عن الشر "المؤامرة الخارجية"
- كنت اتمنى لو حلوها بالجموع مش بالعرق ، لكن للاسف حلوها بالعرق، والشعب للي روحه حية ده يتخاف منه لو ملك امره. مش هديهم المعونة - لا اديهم المعونة، واطمئني. انا تاجر سلاح حاعرف ازاي اخدها منهم تاني".
** المسرحية تم تمثيلها على مسرح الغد عام 2013، من اخراج محمد متولي، وبطولة احمد راتب وعبدالرحيم حسن، ويمكنكم مشاهدة جزء منها على يوتيوب من هنا
كما يوجد اعادة تمثيل مسرحي لها من اخراج محمد سيد وفرقة ممثلين آخرين، وروح مختلفة، تقدر تشوفها من هنا
"أنا رجل أريد السلامة، أريد العيش بهدوء، لكن.. الأمور.. الأمور دائما تحدث خلاف ما أريد"
فلأجل السلام كان البطل الذي تتمحور حوله الرواية لايؤذي و[image]
"أنا رجل أريد السلامة، أريد العيش بهدوء، لكن.. الأمور.. الأمور دائما تحدث خلاف ما أريد"
فلأجل السلام كان البطل الذي تتمحور حوله الرواية لايؤذي ولا يدفع أذى يقع عليه ولأجل هذا السلام، عاش حياة الهوان فقد
"ولد ليكون ضعيفا وعليه أن يحني رقبته لأي حبل يريد جرها"
***
بعد روايته الأولى عن مجتمع الكويت قبل الغزو ينتقل بنا الكاتب عبد الله البصيص في روايته الثانية "طعم الذئب" لمجتمع البدو والصحراء حديث فلسفي ممتد عن العالم والحياة، عن القوة والضعف
"فيك خصلة من الكلاب؛ وهي أنك تلوم نفسها إذا أخطأت، وتظل تلوم نفسها حتى ترضى على نفسها الذل.. نحن الذئاب لكي نكون ذئابا علينا أولا ألا نأسف على أي خطأ اقترفناه، وألا نندم على زلة بدرت منا. لهذا الذئب لا يخنع"
"لأنه لو كانت الأشياء كما نراها لكانت النار أجمل مكان يمكن أن يقضي المخلوق به الحياة"
الرمزية متواصلة على طول الرواية، ولكنها تصل ذروتها عندما يُحشر البطل في الجُحر كما حَشْرَة الدنيا، في عتمة الليل كما الغيب الذي لا ينفتأ يفاجئنا، يصد الهلاك عنه بزاده القليل، وكالعادة لا ينتهي مثل هذا النزاع دون إصابات
كتابة هذا النوع من الروايات يعتبر تحدي كبير، فالكاتب يكون مطالب بفلسفة الكثير من الأشياء في إطار لا يبدو منه أنه يحاول التفلسف. والتحدي كان هنا أكبر لأن الكاتب شاب يكتب روايته الثانية، ولكنه وفق ***
الرواية رغم أنها مشبعة بروح فلسفية، إلا أنها ليست مملة إطلاقا، وتمضي أحداثها بوتيرة سريعة تبدأ الأحداث متسارعة في الجزء الأول، ثم متدافعة في الجزء الثاني من الرواية أما الجزء الثالث والأخير فأحداثه غرائبية
"كسرت الحدود التي تسمى المعقول.. الآن علينا إيجاد معقولات أخرى ترتب الفوضى المنبثة في عقله"
***
الرواية تم منعها في الكويت بلد الكاتب، لأسباب غير معلومة حتى الآن تماما كما حدث مع روايته الأولى
وحقيقة أنا أستغرب مما يحدث في الكويت من منع كل الكتب الجيدة تقريبا
****
[image]
"الصيحات في أوقات الشدة، مريحة كالهدوء في أوقات الرخاء، لأن هذا هو الوضع الذي ينبغي أن تكون عليه، أما الهدوء في أوقات الشدة، فمرعب كالصيحات في أوقات الرخاء، لأنها تخبر بأن شيء غير صحيح يحدث"
"لا أحد عاد منه ليخبر ماذا وجد هناك. كل ما هناك هو قصص العجائز، حور وأنهار وطعام كثير.. كيف أصدقهم في أمر لم يره أحد؟.. لعل الناس صدقوها لأنها فكرة أعجبتهم وأيضا تناسب حاجاتهم ورغباتهم وشهواتهم"
***
Merged review:
[image]
"أنا رجل أريد السلامة، أريد العيش بهدوء، لكن.. الأمور.. الأمور دائما تحدث خلاف ما أريد"
فلأجل السلام كان البطل الذي تتمحور حوله الرواية لايؤذي ولا يدفع أذى يقع عليه ولأجل هذا السلام، عاش حياة الهوان فقد
"ولد ليكون ضعيفا وعليه أن يحني رقبته لأي حبل يريد جرها"
***
بعد روايته الأولى عن مجتمع الكويت قبل الغزو ينتقل بنا الكاتب عبد الله البصيص في روايته الثانية "طعم الذئب" لمجتمع البدو والصحراء حديث فلسفي ممتد عن العالم والحياة، عن القوة والضعف
"فيك خصلة من الكلاب؛ وهي أنك تلوم نفسها إذا أخطأت، وتظل تلوم نفسها حتى ترضى على نفسها الذل.. نحن الذئاب لكي نكون ذئابا علينا أولا ألا نأسف على أي خطأ اقترفناه، وألا نندم على زلة بدرت منا. لهذا الذئب لا يخنع"
"لأنه لو كانت الأشياء كما نراها لكانت النار أجمل مكان يمكن أن يقضي المخلوق به الحياة"
الرمزية متواصلة على طول الرواية، ولكنها تصل ذروتها عندما يُحشر البطل في الجُحر كما حَشْرَة الدنيا، في عتمة الليل كما الغيب الذي لا ينفتأ يفاجئنا، يصد الهلاك عنه بزاده القليل، وكالعادة لا ينتهي مثل هذا النزاع دون إصابات
كتابة هذا النوع من الروايات يعتبر تحدي كبير، فالكاتب يكون مطالب بفلسفة الكثير من الأشياء في إطار لا يبدو منه أنه يحاول التفلسف. والتحدي كان هنا أكبر لأن الكاتب شاب يكتب روايته الثانية، ولكنه وفق ***
الرواية رغم أنها مشبعة بروح فلسفية، إلا أنها ليست مملة إطلاقا، وتمضي أحداثها بوتيرة سريعة تبدأ الأحداث متسارعة في الجزء الأول، ثم متدافعة في الجزء الثاني من الرواية أما الجزء الثالث والأخير فأحداثه غرائبية
"كسرت الحدود التي تسمى المعقول.. الآن علينا إيجاد معقولات أخرى ترتب الفوضى المنبثة في عقله"
***
الرواية تم منعها في الكويت بلد الكاتب، لأسباب غير معلومة حتى الآن تماما كما حدث مع روايته الأولى
وحقيقة أنا أستغرب مما يحدث في الكويت من منع كل الكتب الجيدة تقريبا
****
[image]
"الصيحات في أوقات الشدة، مريحة كالهدوء في أوقات الرخاء، لأن هذا هو الوضع الذي ينبغي أن تكون عليه، أما الهدوء في أوقات الشدة، فمرعب كالصيحات في أوقات الرخاء، لأنها تخبر بأن شيء غير صحيح يحدث"
"لا أحد عاد منه ليخبر ماذا وجد هناك. كل ما هناك هو قصص العجائز، حور وأنهار وطعام كثير.. كيف أصدقهم في أمر لم يره أحد؟.. لعل الناس صدقوها لأنها فكرة أعجبتهم وأيضا تناسب حاجاتهم ورغباتهم وشهواتهم"
التأملات، ما رجح كفته على تعاليم المسيح قديما، الدستور الأخلاقي لذروة العالم القديم.
**
"كم تَعجَّبتُ من أن كل إنسانٍ يحب نفسه أكثر من أي شخصٍ آخر، بين
التأملات، ما رجح كفته على تعاليم المسيح قديما، الدستور الأخلاقي لذروة العالم القديم.
**
"كم تَعجَّبتُ من أن كل إنسانٍ يحب نفسه أكثر من أي شخصٍ آخر، بينما يضع رأيه في نفسه موضعًا أدنى من رأي الآخرِين فيه "(التأملات ١٢-٤)
حسنا، لنكتب المراجعة قبل أن نستكمل قراءة ما يلحق كتاب "التأملات" من تلك الدراسة المفصلة ذات الثلاثة فصول، وما يتبعها من فصلين من الاقتباسات المختارة.
ليكن الرأي رأيي، وليس انعكاسا لما سيقال من الأساتذة الكبار، لأنني أحترم رأيهم وأصدّق في اجتهادهم وعلمهم.
لنبدأ في كتابة المراجعة، ومازال بداخل عقلي أفكار لم تصبغ بعد برأي الأساتذة، فلأن ما كُتب في مقدمة المترجم وتصدير المؤلف وهوامش المتن، له من الثقل ما قد يسحق أراء أي قاريء ويجعله يتماهى تحت مظلة أفكارهم وتوجهاتهم، فكيف سيكون حال دراسة كاملة للتأملات؟
ولا ضير إذا انشققت من البداية بانطباع وطريق خاص بي، تماما كما وَثِق ماركوس أوريليوس بتأملاته عن الحياة، فلم يكمل شوطه متسقا مع نفسه ومع مذهبه فقد انشق بكثير من آرائه متهذبا بإنسانيته عن المذهب المتصلب للرواقية. فقد بلغ من الحكمة والأستاذية ما لم يبلُغْهُ أحدٌ من معاصريه وكان مثالًا لرقَّة القلب، وللعدالة التي لا يشوبها شيءٌ اللهم إلا السماحة الزائدة، على حدِّ قولِ جون ستيوارت مِل.
مما جعلت تأملاته زاد لطريق الكثير من الناس لقرون عدة وحتى الوقت الحالي، فقال الرئيس السابق "بيل كلينتون" عنها:"تأمُّلات ماركوس أوريليوس هي أَعزُّ قراءاتي جميعًا إلى نفسي." **
"لا تتخبط ولا تخدع نفسك أكثر من ذلك؛ فما أحسبك سوف تقرأ مُدوَّناتك، ولا تواريخك عن قدماء الإغريق والرومان، ولا مختاراتك من الأدب التي أعددتَها لزمن شيخوختك. أَسرِع إذن إلى النهاية، وأَقلِع عن الآمال الزائفة. أَنقِذ نفسك إن كان لنفسك عندك أدنى اعتبار، قبل أن يفوت الأوان."(التأملات ٣-١٤)
"ماركوس أوروليوس" (129م-180م) هو فيلسوف رواقي، والامبراطور الروماني السادس عشر، وخامس الأباطرة الأنطونيين الرومان الذين يلقبون «خمسة أباطرة جيدون»، واعتلى العرش (138م -180م) كسلف بالتبني وليس بالوراثة، امبراطور بالتبنى كباقي حقبة الأنطونيين الذهبية. **
"وأحمد الآلهة أنني حين شُغفت بالفلسفة لم أقع في يد سُفُسطائي، ولم أُضِع وقتي في تحليل الأدب أو المنطق، أو أشغل نفسي ببحث الظواهر الكونية؛ فهذه الأشياء تحتاج إلى «عون الآلهة ومُحاباة الحَظ».(التأملات 1-17)"
1-الأجداد الصالحين 2-التحكم بغريزة الجنس 3-تعلم الزهو 4-الأبناء 5-نبذ طريق البلاغة كنصيحة معلموه 6-طريق الآلهة 7-الصحة 8-الملائة المالية 9-التبصر في الاحلام. وكانت العاشرة والأخيرة التي يحمد ماركوس أوريليوس عليها الآلهة، هو أنه لم ينغمس حتى الأبدية في المنطق والتحليل. ويظهر ذلك جليا في تصرفاته، حيث أنه بعد اعتلائه العرش الأعظم في العالم، لم يحاول أن يطبق عنوة أيا من أحلام الدول اليوتوبية الطوباوية. لم يهدم المجتمعات رأسا على عقب ليعيد إحياءها، ولم يجبر إدارة المملكة على سلك غير مسلكها الطبيعي التي تعودت عليه.
وفي هذا يقول في
"«لا تؤمِّل في جمهورية أفلاطون الطوباوية، بل اقنَع بأَصغرِ خطوةٍ إلى الأمام، ولا تستهن بهذا الإنجاز، ما أَتفَه أولئك البؤساء الذين ينخرطون في الأمور السياسية ويظنون أن أعمالهم لها صفةٌ فلسفية. إنهم جميعًا يَهرِفون. ومن ذا يستطيع أن يُغيِّر آراءهم؟ وبدون تغيُّر الرأي ماذا يكون هناك غير العبودية؛ أناس يَئِنُّون وهم يتظاهرون بالطاعة؟ امضِ إذن، وحدِّثني الآن عن الإسكندر وفيليب وديميتريوس الفاليري؛ فقد كنتُ خليقًا أن أتبعهم لو أنهم رأَوا ما تُريده طبيعة العالم وتتلمذوا عليها. أمَّا إذا كانوا ببساطة يُمثِّلون أدوار أبطال الدراما، فأنا بحلٍّ من أن أُقلِّدهم، بسيطةٌ هي ومتواضعةٌ مهمةُ الفلسفة، فلا تَمِل بي إلى الخُيَلاء والغرور».(التأملات 9-29)"
وإِعمال ماركوس لتأملاته في الطبيعة والحياة هي ما يميز فلسفة ماركوس عن المنهج الرواقي المتحجر، فماركوس وإن كان رواقيا بلا شك فهو قد اقتبس في تأملاته من المدارسة المنافسة مثل أبيقور، وفي حياته موّل على قدم المساواة المدارس الأربعة الكبرى جميعًا (الأكاديمية والمشَّائية والأبيقورية والرُّواقية)
بجانب أن ماركوس أيضا في كل تأملاته يفترض كل الاحتمالات، فرغم أنه كان يدفع بضرورة الإيمان، إلا أنه يتأمل كل النهايات من كل منظور
"إلى من يسألون: أين رأيتَ الآلهة؟ أو كيف عرفتَ أنهم موجودون فعبدتهم؟ أُجيب: أولًا، هم قد يُرَون حتى بالْعَين. ثانيًا، إنني لم أَرَ روحي أيضًا ومع ذلك أُوقِّرها. كذلك شأني مع الآلهة؛ فمن معاينتي الدائمة لآثارهم المرةَ تِلوَ الأخرى أتيقنُ من وجودِهم، وأُوقِّرهم." (التأملات ١٢-٢٨)
"إمَّا أن الأمر قدرٌ مُحتَّم ونظامٌ لا يسمح بأيِّ حُيود. وإما عنايةٌ رحيمة. وإمَّا فوضى لا غايةَ لها ولا مُوجِّه. فإذا كان الأمرُ ضرورةً لا تُقهَر فلماذا تقاوِم؟ وإذا كان عنايةً تستجيب للدعاء فاجعل نفسَك أهلًا للعونِ الإلهي. وإذا كان فوضى غيرَ محكومةٍ فافرح بأن لدَيكَ في مثل هذه العاصفة عقلًا مُوجِّهًا خاصًّا بك، وحتى إذا جَرفَك الطُّوفان فليأخذْ جسَدكَ البائس ونفَسَك الضئيل وكلَّ شيءٍ آخر، أمَّا العقل فلن يأخذه. (التأملات ١٢-١٤)"
**
"أيتها الطبيعة، كل ما تَجلبه مواسمُكِ فهو ثمرةٌ لي (التأملات ٤-٢٣)"
التأملات كتبت كدستور شخصي، يوميات للحكمة، ولم تكتب لكي تنشر وتقرأ، وإنما يدونها ليؤكد الفكرة على نفسه.
التأملات كتب الكثير منه داخل خيمته والحرب دائرة، فكانت هي الملاذ العقلاني الذي يمارس فيه تمعنه في ذات العالم وذاته بدون العداوات والشد والجذب الناتج عن ضغوطات الحكم وصراع الممالك.
التأملات يتكون من اثني عشر كتابا أو فصلا، الأول يبدأ بمدح عظيم ما تعلمه ماركوس من كل من أساتذته، ثم يسرد في باقي الفصول ما يشغل باله من حكمة القول، ويتسم الفصل الأخير بالكثير من الحكم التي تعتبر تكرار وخلاصة لكل فصول التأملات، وتتكرر بها سيرة الموت وكأنه دنو الأجل الذي أحس به ماركوس بسبب مرضه. وتقدمنا في قراءة التأملات يعكس تَطوُّرًا في التفكير: من استقلالٍ ذاتيٍّ صارمٍ إلى السماح بعون الآخرِين أو جواز الاستعانة بالآخرِين.
"واجبك أن تقوم بذاتك ولا تقوم بغيرك." (التأملات 3-5)
"إذا ما استطاع إنسانٌ أن يثبت لي أني على خطأ ويُبيِّن لي خطئي في أي فكرةٍ أو فعل، فسوف أُغيِّر نفسي بكل سرور، إن أُريد إلا الحق، وهو مطلبٌ لم يضُر أي إنسانٍ قَط، إنما الضرر هو أن يُصِرَّ المرء على جهله ويَستمرَّ في خداع ذاته. "(التأملات 6-21)
"قم بنفسك � أو بغيرك." (التأملات ٧-١٢)
**
«القدر يُوجِّه الراضين، ويجُرُّ الساخطِين»
التأملات لا يجب أن تعامل على أنها كتاب اقتباسات، ننشر ما فيه من العبارات المبهرة على صدر المراجعة. التأملات منهج ولكل شخص يرتوي منه جزء ينقصه، ولكن ألن يفضح ذلك ما ينقص كل منا من الحكمة في شخصياتنا بمشاركة اقتباسات التأملات؟.
** الترجمة صدر الكتاب باللاتينية ما بين (161م-180م)، وترجمه فيما ترجم عن اللاتينية للانجليزية، دار البطريق 1996 ودار بروميثيوس 1991، وعن هاتين الترجمتين للإنجليزية قد أخذ الدكتور "عادل مصطفى" ترجمته للكتاب للعربية التي نشرت عام 2010م، وقرأت نسخة مؤسسة هنداوي من الكتاب اصدار 2019م. وقام د.أحمد عتمان بمراجعة النص العربي من الترجمة مع النص اللاتيني مباشرة. والنتيجة مبهرة، النص لغويا مبهر للغاية، مترابط وذو معنى واضح، وإن كان به بعض المترادفات العربية البعيدة عن الحياة اليومية المعاصرة. وعند ورود عبارة لا تحمل معنى واضح، يقوم المترجم بالاشارة لذلك بأنه لم يتم التوصل لمعنى وغاية العبارة، وهو منتهى الأمانة العلمية والاجتهاد لدى مترجمنا.
هوامش الكتاب تربط كل فكرة في التأملات بباقي الأفكار المماثلة والمكملة في كل التأملات. بالإضافة لذلك فالهوامش غنية بما تيسر من الشعر العربي الذي وجده المترجم ملائم ويؤكد ويوضح أفكار التأملات. ومع ذلك ورغم كثرة الهوامش، لم يتملك المترجم تلك الرغبة الملحة لكل مترجم وكاتب بأن يعارض مؤلف التأملات في تأملاته ويستعرض هو -أي المترجم- رأيه الخاص في أمور الحياة.
الترجمة مكتوبة بلغة عربية بليغة منتهى البلاغة، تشير للمعنى مباشرة بثقل لغوي نادر. ترجمة دكتور عادل مصطفى تاخد 10\10 وتاخد قلبي معاه. استمتعت بامانتها وجودة النقل وإبهار العرض. ...more
بدأت القراءة بنسخة قديمة بغلاف أرجواني اللون بأحرف صفراء بهت لونها للبني. لا رسومات ولا صور على الغلاف. فقط اسم الكتاب واسم مؤلفه ومترجمه. طبعت بمطابع بدأت القراءة بنسخة قديمة بغلاف أرجواني اللون بأحرف صفراء بهت لونها للبني. لا رسومات ولا صور على الغلاف. فقط اسم الكتاب واسم مؤلفه ومترجمه. طبعت بمطابع الطناني 9 ش جودة المقاول بعابدين، ومدون السعر على صفحته الأولى الداخلية بقلم سميك 15 قرش، وعلى الصفحة الأخيرة الداخلية هناك ختم ازرق بيضاوي بداخله "سعر البيع للجمهور 150 مليم".
ويوجد على الكتاب بقع واضحة أظنها لقطرات مياه المطر التي بللته عدة مرات خلال رحلته الطويلة على مختلف الأرفف حتى وصلت إلى يدي.
الناشر هو دار المفكر بالقاهرة، وحقوق الطبع محفوظة للمترجم وليس للناشر. وعلى الغلاف الخلفي للكتاب يوجد إعلان نصه " المترجم عبد المنعم مجاهد يقدم ، الإنسان على صليب الفلسفة، الحلقة الأولى في سلسلة الأكاديمية التي تصدر قريبا".
يتذيل الكتاب مقالة قصيرة للمترجم، وبعدها قسم لعرض أعمال المترجم، ونلاحظ أن مشاريع أعماله القادمة ضعف السابقة، 12 كتاب موزعين على خمسة سلاسل جاري العمل عليهم، في مقابل 6 كتب منشورين بالفعل، بالإضافة إلى كتابنا هذا وكتابين تحت الطبع.
وبالنسبة لمتن الكتاب، فالأحرف مكتوبة بالات طباعة قديمة لها نفس تكنولوجيا الآلات الكاتبة اليدوية ونفس معالمها في الورق، حيث أن الفواصل بين الحروف ظاهرة بشكل واضح.
يبدأ الكتاب بمقدمة قصيرة للمترجم، ينبهنا فيها بأن ما يشوب الكتاب من غموض وعدم وضوح يرجع إلى عيب في أسلوب الكتاب وسقوط واضح من كاتبه، حيث استخدم الكاتب جمل قصيرة مفصولة عن بعضها. ويصف لنا المترجم بما يسميه "السقوط العظيم لألبير كامو/الكاتب" وسببه الأول في رأي المترجم أن الصبغة الأخلاقية في الكتاب تخرجه عن دائرة الفلسفة وتقربه لدائرة الفن، وسببه الثاني هو طرح الكاتب للمشكلة بالدراسة بدل الميتافيزيقيا مما يثقل الدراسة بالعاطفية.
ويتبعها المترجم بتنويه للقاريء أنه قام بتعريب لفظة "absurde" بالعبث .. ثم كانت الصعوبة تنشأ عندما ترد هذه الكلمة كصفة، مما جعله يضعها "عَبِثُ" بكسر الباء وذلك تفاديا للاشتقاق على اسم الفاعل الذي يعطي معنى اللهو مما يبعده عن الالتصاق بالمصطلح الفلسفي. وهذه الصعوبة -في رأيي كقاريء- لم تعد موجودة في الوقت الحالي حيث صار من الدارج أن يترجم اشتقاق الصفة بلفظة "العبثية" وتؤتي في النفس المعنى المراد.
ويختم المترجم مقدمته بعبارة "للعمق تقام كل التضحيات" يتبعها اسمه وتاريخ 10-5-1964.
** توقفت بعد قراءة مقدمة المترجم ومقدمة الكاتب والفصل الأول من الكتاب. توقفت لأعيد القراءة وأتحقق من سياق الحديث ومعناه، لأن الجمل منفصلة متناثرة ولا تشكل كلا مترابط ذو معنى وسياق متصل.
بحثت عن ترجمة أخرى، لعل العلة في عيب ما في ترجمة مجاهد، ووجدت ترجمة أحدث بعشرون عاما تقريبا وهي ترجمة "أنيس ذكى حسن" الصادرة عن دار مكتبة الحياة في بيروت عام 1983. ترجمة أكثر سلاسة وتوصل العبارات ببعضها ليتصل المعنى، إلى أن استوقفني في الصفحة الحادية عشر عبارة "وإذا كان صحيحا، كما يدعي نيتشه، أن الفيلسوف، لكي يستحق احترامنا، يجب عليه أن يعلم بواسطة الأمثال" وهذه العبارة تختلف في معناها عن نفس النص من ترجمة مجاهد الذي يقول "وإذا كان الأمر صحيحا - كما يذهب نيتشه - أن الفيلسوف لكي يستحق احترامنا عليه أن يضرب بنفسه المثل".
ولأني لا أجيد الفرنسية، فلجأت للتحكيم لترجمة انجليزية عن دار البطريق التي أثق بترجماتها. بحثت عن العبارة المختلف عليها لأرى كيف ترجمها المترجم جاستن اوبريان، وكانت كالآتي "And if it is true, as Nietzsche claims, that a philosopher, to deserve our respect, must preach by example"
وهذه الترجمة الانجليزية تحتمل كلا المعنيين الواردين بالترجمتين العربيتين، ربما لأن النص الفرنسي نفسه الذي ترجم عنه المترجمين للعربية يحتمل كلا المعنيين.
لذا لنأخذ خطوة إضافية ونبحث عن المعنى في جوجل، ووجدت هناك الكثيرون ممن يبحثون هم أيضا عن معنى تلك العبارة، مناقشات حول معنى الجملة في جروبات الفلسفة ومنتديات القراءة ومواقع الجامعات ومقالات في أماكن عدة، ومناقشات في ريديت مثل هذا النقاش:
وبشكل شخصي فأنا أرجح ما ترجمه مجاهد عن كامو بـ"أنه على الفيلسوف أن يضرب المثل بنفسه" وليس "أن يعلم بواسطة الأمثال"، وذلك نظرا لسياق الحديث حيث أن كامو يبرر لنا بعدها لماذا لم ينتحر ولن ينتحر حتى إذا تفلسف علينا بعبثية الحياة ووجوب الانتحار. وإن اتسعت صدور المترجمين الأفاضل لأقترح ترجمة مناسبة لتلك العبارة الجدلية، فأفضل أن تكون "أن يضرب لنا المثل" ونتركها هكذا مفتوحة دون تحديد معنى وتركها تحتمل المعنين لتتناسب بحرفية مع النص الأصلي.
**
"إن قتلك لنفسك يرقى الى مرتبة الاعتراف، بأن الحياة كثيرة عليك للغاية، أو أنك لا تفهمها. الاعتراف بأن الحياة لا تستحق المشقة."
إذا هل في كل جملة من جمل الكتاب سنقوم بالتقصي عن معناها؟ وانت وحظك في تفسيرها؟ سرد الكتاب كله بنفس الطريقة وبنفس الغموض، ربما لأن الكاتب يريدنا أن نعود لقراءة الكتاب عدة مرات. العودة عدة مرات لسيرة الموت والتمعن في عبثية الحياة ومعقولية الانتحار؟ لأ مش لاعب، ومش هكمل الكتاب. مش ناوي أنتحر ولا هكلم حد في الانتحار قريب. وعليه، فلنؤجل استكمال قراءة الكتاب لموعد غير معلوم.
"هو الذي أضاف أرضا إلى الأرض، وبيوتا إلى البيوت، وعمارة إلى العمارة، هو الذي أقام الديوان الكبير"
ولا يوجد ما هو أجدر على تجسيد الواقعية السحرية الأسطو
"هو الذي أضاف أرضا إلى الأرض، وبيوتا إلى البيوت، وعمارة إلى العمارة، هو الذي أقام الديوان الكبير"
ولا يوجد ما هو أجدر على تجسيد الواقعية السحرية الأسطورية من عالم الطيب صالح، فعالمه قد يشبه عالم ريفي لدى البعض منا ذكريات فيه، وبتتابع سير الأحداث يتداعى لخيالك ذكريات جديدة لم تتذكرها من قبل، ولكنها الآن حدثت وكنت أنت بطلها. وها أنت تتوحش تلك الذكريات. لا تتذكر متى وأين ولكنك عشتها بكل تأكيد بشكل ما. عشتها طفلا مهمل في حفظ أيامه، وعشتها طفلا في هلاوسك التي لم تخبر بها أحد، وعاشها أسلافك في البراري وورثت أنت تلك الذكريات بشكل سحري، فتعيش وتتذكر طفولة البشرية، ذلك الجزء من ذاكرة البشر المنتصبين في حياتهم الأولى، حياة الصيد والجمع. سيرة الريف التي تملأ صدرك بالهواء، وتترك وجهك يغتسل بنسيم كنسيم الفجر، وسيرة أساطيرهم المحلية التي لا تقاوم.
**
نشرت كحلقات بمجلة الدوحة على خمسة فصول في اربع شهور متتالية من سنة 1977 وهم يوليو، أغسطس، سبتمبر، وأكتوبر. ومريود هي الجزء الثاني من رواية "بندر شاه" التي بعنوان "ضو البيت"، ولكنها منفصلة متصلة، أي أن الجزء الثاني قابل للقراءة منفردا بعيدا عن أحداث الجزء الأول، فبدأت بمريود الثانية ليتضاعف انبهاري باستكشاف عالم بندر شاه في جزئه الأول عندما أعود له لاحقا. لذا فقد شرعت في قراءة نسخة ورقية منشورة ضمن "كتاب الدوحة" الصادر عن مجلة الدوحة. ورق أصفر يبعث بالحنين للماضي، وطباعة جيدة بكتابة واضحة. وبالمقارنة بنسخة الرواية الواردة بالأعمال الكاملة الصادرة عن دار العودة ببيروت عام 1996، نجد أن نسخة بيروت تزيد على الدوحة بمقدمة مقتبسة من ألف ليلة وليلة. مقدمة عن ابن أدم معلق في بئر الحياة، ومكان المقدمة بعد إهداء الطيب لوالده ثم اقتباسه افتتاحية أبيات من أبي نواس، وقبل سرد القصة الرئيسية مباشرة.
**
لغة غارقة في العامية، وسرد يتكون من عبارات سريعة متقطعة
ولد الطيب صالح وترعرع حتى انتصفت عشرينياته في السودان، وعاش بعدها متنقلا في بلاد الغربة بين بريطانيا وقطر وفرنسا. لكن قلبه ظل معلق بالسودان، فكتب باللغة العامية السودانية قصص بلدته الصغيرة في سياق روائي أسطوري. تتضخم ذكرياته عن بلاده وترتد في عقله آلاف المرات مع كل محاولة تذكر لموطنه لا يواكبها تواجد فعلي بموطنه، ويتضخم معها هوسه بمشاركة العامية السودانية. أعاد تذكر سابق ذكرياته مرات لا تحصى، حتى أصبح ما يتذكره عن بلده أقرب للخيال والأسطورة من الحقيقة التاريخية. وانعكس ذلك بالطبع على تقنية سرد النص الذي يتلى بلكنة وطريقة إلقاء محلية أصيلة.
**
"كأنهما اقتسما حصيلة أعمارهم بالتساوي، فلا هو يصغر جده، ولا الجد يكبر حفيده، ما كان أعجب ذلك"
خمسة فصول من الرواية، يبدأ أولها ببطلنا "محيميد" والجد، وقصتهما سويا مثل كويكبان يدورنا في فلك كل بعضهم البعض في مداران بيضاويات، يدوران فيقتربان ثم يدوران وتدور الحياة ويبتعدان قليلا ثم تمضي الأحداث ويرتدان أقرب مما كانا، إلى أن ينفرط عقدهما "كان الحفيد قد ذهب أبعد، فوصل بعد فوات الأوان".
" كان (محيميد) في نظره (أي جده) أشجع الناس وأكرم الناس، وأذكى الناس وأكثرهم حكمة وهيبة"، حتى ذهب الجد لأبعد من ذلك واصطفى (محيميد) على عمه الأكبر عبدالكريم، والذي كان أسطورة قائمة بذاتها قبل أن يظهر الحفيد فـ:
"هو الذي أضاف أرضا إلى الأرض، وبيوتا إلى البيوت، وعمارة إلى العمارة، هو الذي أقام الديوان الكبير"
**
"ولكن الشروق كالمغيب"
ولكن الشروق كالمغيب، وكلام كله خارم بارم، يتذكره ويشاركنا إياه محيميد في الفصل الثاني. يتذكره بتحمس وشغف وكأنه الأمس ذلك الضُحىََ على ظهور حميرهم ، في طريقهم لسوق الخميس. السياسة والحب، وما هَب، من سيرة عجائب اسطورة الحداثة كما يراه محيميد وصحبته المراهقين.
**
"ولكن الطاهر ود الرواسي طول حياته لم يقل إلا كما رأى وسمع"
يطيل "الطاهر" حديثه في الفصل الثالث، عن الجنية السمكة التي تحدثه من تحت أمواج النيل. يطيل "محيميد" الاستماع لـ"الطاهر" المسكين الذي تغيرك أحواله بعد أن ماتت ابنته. يطيل الطاهر حديثه، ويطيل محيميد الاستماع ليعوض كل سنوات الغيبة عن الطاهر. دحين الله أعلم ، إذا كان لقى "الطاهر" اليقين في الصلاة برده زين. فالله أعلم فـ
"فاطمه بنت جبر الدار تصلي، صلاتها تكفينا نحن الاثنين"
يطيل كلاهما الحديث
"والحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين، الصداقة والمحبة، ابن آدم إذا ترك الدنيا وعنده ثقة انسان واحد، يكون كسبان، وأنا المولى عز وجل أكرمني بالحيل، أنعم علي بدل النعمة نعمتين .. إداني صداقة محجوب وحب فاطمة بنت جبر الدار."
ثم أن الصمت بعدها قد طال
"صمت بطريقة طبيعية كأنه يريد ترك هذه الجملة وديعة في ضمير الفجر"
**
"وفي رواية (بندر شاه) لم يكن هذا ولا ذاك"
ويقال ايضا إنه ربما يكون، ويزعم بعض رواة الأخبار، وفي رواية أخرى، وقالوا، ويرجح بعض المؤرخين، وذُكر أن، ويذكر أنصار الرواية، وذًكروا أن. ويؤكد إبراهيم بأنه لا صحة لكل تلك الأساطير التي رويت في الفصل الرابع عن بلال أبو الطاهر وشيخ بلال وحواء أم الطاهر. أساطير لا مصدر لها وبلدة لا يعرف أهلها باليقين عن تاريخها، وصحبة لا يعرف أهل البلدة عن نسلهم على وجه التحديد.
"عبدك المسكين الطاهر، يقف بين يديك خالي الجراب مقطع الأسباب، ما عنده شيء يضعه في ميزان عدلك سوى المحبة"
**
"ضحكنا، لأن تلك كانت عادة مريم، تظن كل شيء ممكنا"
مريود ومريومة. خامس الفصول وآخرها، ونهاية القصة وأخر ما يتمسك محيميد بذكراه لنهاية حياته. مريود (أي المحبوب) وأخر ما تبقى من قصته مع حبيبته مريم. مريم التي لا راد لرغبتها العارمة في فك طلاسم الحروف، ووصيتها الأخيرة له:
"آيتك أن تظل يقظان إلى آخر العهد، ستراني وسوف أعينك قدر المستطاع"
"إلى التي تحدق إلى الشمس بأجفان جامدة، وتقبض على النار بأصابع غير مرتعشة، وتسمع نغمة الر
**
كتبت هذه المراجعة على أنغام
**
"إلى التي تحدق إلى الشمس بأجفان جامدة، وتقبض على النار بأصابع غير مرتعشة، وتسمع نغمة الروح «الكلي» من وراء ضجيج العميان وصراخهم."
الى السيدة "ماري هاسكل" تم اهداء هذا الكتاب، والذي يعد من أوائل التجارب الروائية في الأدب العربي، حيث كتبت قبل "زينب" لمحمد حسنين هيكل و"زنبقة الغور" لأمين الريحاني بسنتين، وأكثر كمالا من محاولات فرح أنطون وسليم البستاني. وليس ينقصها لتكون أول رواية عربية، سوى أنها لا تملك ذلك التسلسل من الاحداث الذي يبدأ بتمهيد تتعقد بعده الأحداث حتى نصل "للعقدة" ذروة الحدث قبل أن ينكشف ويحل كل شيء. فجلي لنا مصيره من البداية. **
"انت بكآبتك أجمل من الربيع بأزهاره، بل أنت بين الجلادين أكثر حرية من نور الشمس"
عندما يذكر جبران فيذكر نبيه ذائع السيط والمنتشر بين محبين كل العصور وذلك لاحتوائه الكثير من التشبيهات البديعه والعبارات "الكاتشي" التي يمكن اقتباسها دائما في جوابات غرامية بين المحبين، وكتاب الاجنحة المتكسرة وإن كان يسبق كتاب النبي ب11 عام فهو أيضا غني بما يميز "النبي"، ويزيد عليه أنه كتب باللغة العربية على عكس النبي الذي كتب بالانجليزية، فنجده بالمقارنة بليغا عذبا متماسكا بالمقارنة بكتبه المترجمة الأخرى، ونجد تشبيهاته مميزة بارزة كـ "تلك الجبال المتعالية بالمجد والعظمة نحو العلاء"
"والمرء إن لم تحبل به الكآبة ويتمحّض به اليأس، وتضعه المحبة في مهد الأحلام؛ تظل حياته كصفحة خالية بيضاء في كتاب الكيان"
"وتصبح بين أمطارالشتاء وحرارة الصيف كصبيَّة حسناء قد اغتسلت بمياه الغدير ثم جلست على ضفته تجفف جسدها بأشعة الشمس"
وبالمقارنة بالنبي، فقد قرأت نسخة ورقية من دار العلم والمعرفة، وهي نسخة ذات جودة عالية، صفحات من الورقة الأبيض الجيد وغلاف ملون بتصميم جميل مطبوع عليه اسم المؤلِف واسم المؤلَف بحروف بارزة ولامعة بجانب صور لامعة، وكأن هذه النسخة قد طبعت خصيصا لكي تكون مناسبة كـ"هدية" ظريفة، مثل كتاب "النبي". تبدأ تلك النسخة بمقدمة عن الكاتب بقلم "كرم الدكروري"، وهي مقدمة جيدة لتعرف من هو الشخص الذي انت بصدد الانفتاح عليه. تقديم جيد، ولكن يمكنك بسولة تمييز فرق الجودة بين عبارات جبران التي اقتبستها المقدمة وعبارات المقدم التي تحاول محاكاة أسلوب جبران في الكتابة. ويبدأ متن الكتاب، الذي راجعه وظبط مدخله ابراهيم صقر. وتتميز هذه النسخة بوجود هوامش بكل صفحة تقريبا لتشرح كل الالفاظ الفصحى والتي قد لا يفهمها جمهور القراء المستهدف والذي يعامل الكتاب كهدية لطيفة للتعبير عن الحب والشوق أو كمصدر لاستخراج عبارات للغزل أو لاينات تنفع في برنامج رومانسية منسية.
**
"كنت في الثامنة عشرة عندما فتح الحبّ عينيَّ بأشعته السحرية، ولمس نفسي لأول مرة بأصابعه النارية"
"لكل فتى سلمى تظهر على حين غفلة في ربيع حياته، وتجعل لانفراده معنًى شعريًّا، وتُبدّل وحشة أيامه بالأنس، وسكينةَ لياليه بالأنغام"
قصة شاب يستيقظ على الحياة مع قصة حب، والحب لدى جبران مرادف "لأن يحيا الحقيقة"، و"المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي، وان لم يتم التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام كامل ولا بجيل كامل". لقد كان "حائرًا بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعت الحبَّ يهمس بشفتي سلمى في آذان نفسي"، و"فجأة رأى كُلِّيَّتَه قد انقلبت وتحولت".
"قد عرفت الآن بأنه يوجد شيء أعلى من السماء، وأعمق من البحر، وأقوى من الحياة والموت والزمن. وقد عرفت الآن ما لم أكن أعرفه بالأمس ولا أحلم به." "فالحب قد أعتق لساني فتكلمتُ، ومزَّق أجفاني فبكيتُ، وفتح حنجرتي فتنهدتُ وشكوتُ."
**
"ولكن ما أصاب الإنسان الأوّل قد أصابني، والسيف الناريّ الذي طرده من الفردوس هو كالسيف الذي أخافني بلمعان حدِّه، وأبعدني كرهًا عن جنة المحبة قبل أن أخالف وصيةً، وقبل أن أذوق طعم ثمار الخير والشر." "لم نخالف وصية ولم نذُق ثمرًا، فكيف نخرج من هذه الجنة؟! لم نتآمر ولم نتمرّد، فلماذا نهبط إلى الجحيم؟!"
اندفع جبران في البداية بمشاركتنا اكتشافه لـ "السكينة التي تفصلنا عن ذواتنا فنسبح في فضاء الروح غير المحدود"، وازداد اندفاعا وتهورا فشاركنا مصيره وعبر لنا عن يأسه وقنوطه من الحياة منذ البداية، وذلك قبل أن يحكي لنا القصة التي تصل به إلى هناك، فجبران يحكي لنا قصته حزينا متندرا على أيام شبابه والظلم الذي تعرض له فـ "أنتم أيها الناس تذكرون فجر الشبيبة فرحين باسترجاع رسومه، متأسفين على انقضائه، أما أنا فأذكره مثلما يذكر الحر المُعْتَق جدرانَ سجنه وثقل قيوده." مما جعله "ولا سمع تغريدة الشحرور أو أغنية الغدير إلا وقف حزينًا لجهله موحيات الحزن." وعليه يجب أن نتقدم في قصته مشاركينه نفس الشعور ومنتبهين فـ "طالما ظهرت الأشياء القاتمة متلمعة من خلال الدموع". وعليه فإننا نتقدم في الأحداث بحلوها ومرها مرددين "أشفق يا رب وشدّد جميع الأجنحة المتكسرة"، و نخضع للبأس كما خضع جبران فـ"أتعاند العين سهمًا ولا تُفقأ؟ أو تناضل اليد سيفًا ولا تُقطع؟".
"خرجت من ذلك المكان خروج آدم من الفردوس، ولكن حواء هذا القلب لم تكن بجانبي لتجعل العالم كله فردوسًا.
**
" إن من لا تلسعه أفاعي الأيام وتنهشه ذئاب الليالي يظل مغرورًا بالأيام والليالي. "
يتناوب على سرد الاحداث بطل القصة وجبران نفسه، إلى حد يصعب معه في بعض المواضع تبيان أيهما المتحدث، ويرجع ذلك لأن القصه والاحداث هي السيرة الذاتية لجبران خليل جبران وقصة حبه الأولى، وانعزاله وسط الطبيعة في ذلك الوقت في لبنان، فيحدثنا جبران أن "الصبي الحساس الذي يشعر كثيرًا ويعرف قليلًا هو أتعس المخلوقات أمام وجه الشمس؛ لأن نفسه تظل واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين: قوة خفيفة تحلق به في السحاب وتريه محاسن الكائنات من وراء ضباب الأحلام، وقوة ظاهرة تقيده بالأرض وتغمر بصيرته بالغبار، وتتركه ضائعًا خائفًا في ظلمة حالكة"، ويعترف لنا بأن " من أعراض علة طبيعية في النفس كانت تحبّب إليّ الوحدة والانفراد".
والأرواح عند جبران لا تتميز ويظهر جمالها وملامحها إلا بعدما تعبر بالمطهر وجحيم دانتي
"ومن لا يشاهد الملائكة والشياطين في محاسن الحياة ومكروهاتها يظل قلبه بعيدًا عن المعرفة ونفسه فارغة من العواطف."
وكلما عكس الوجه ما بداخل المرء كلما كنا أكثر حياة وجمالا، وأكثر مدعاة للتذكر "مثلما يذكر المسافر حوض ماء هادئ رأى فيه خيال وجهه قبل أن يشرب من مائه"
" إن الملامح التي تُبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالًا وملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة وأليمة، أما الوجوه التي لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس وخفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسبة الأعضاء."
وجبران لم يغفر لرجال الدين ما تسببوا فيه من حروب شردت شمل عائلته وخطفت منه أحباءه، فقال في حقهم
"رافعًا بيده الأثيمة إكليل الزواج فوق رأسيهما، مقيدًا بسلاسل التكهين والتعزيم جسدًا طاهرًا بجيفة منتنة، جامعًا في قبضة الشريعة الفاسدة روحًا سماوية بذات ترابية،"
"وهكذا يصبح الأسقف المسيحي والإمام المسلم والكاهن البرهمي، كأفاعي البحر التي تقبض على الفريسة بمقابض كثيرة وتمتصّ دماءها بأفواه عديدة."
**
"إن حياة الإنسان يا سلمى لا تبتدئ في الرحم، كما أنها لا تنتهي أمام القبر. "
وإننا لا نزايد على أحد في مصابه ولا نقترح حلول لما وقع وأقره الدهر، بل نتعاطف ونشاركه الشعور الذي خاض به رحلته، ونتشجع بالكلمات التي حاول هو تشجيع نفسه بها
"لا، لا يا صديقي، فليبقَ هذا الطائر حيًّا، ليبقَ هذا البلبل مغردًا حتى المساء، حتى ينتهي الربيع، حتى ينتهي العالم، حتى تنتهي الدهور. لا تخرسْه؛ لأن صوته يُحييني، ولا تُوقف جناحيه؛ لأن حفيفهما يزيل الضباب عن قلبي."
"على سبيل المثال، في المدرسة يتعلم البعض؛ والبعض لا. هنالك اختلافات بين الرجال"
"الماركسية دون قناع، من الضلال للانحلال" عن الفلسفة التي دمرت عصرنا، وسم
"على سبيل المثال، في المدرسة يتعلم البعض؛ والبعض لا. هنالك اختلافات بين الرجال"
"الماركسية دون قناع، من الضلال للانحلال" عن الفلسفة التي دمرت عصرنا، وسممت هممنا؛ فالكثير من الكتب والأفلام الرائجة اليوم، تفسر الأحداث الحالية بالماركسية الاشتراكية التي يعتنقها مؤلفوها. طبقا لماركس، فالاختلاف الوحيد بين الرجال يرجع للتعليم. فلو تلقى "حمارا" و"دانتي اليجيري" تعليما بنفس الطريقة، فلن يكون هنالك اختلافا بينهما. وهذه الفكرة تخلق ضغطا فكريا على الضعفاء "المقصرين في حق أنفسهم"، وتقودهم الاشتراكية لتوجيه هذا الضغط للنقمة على المجتمع، فلولاه لأصبحوا وأصبحوا!.
الكثير منكم، وإن كان لا يدرك ذلك، يؤمن بالتفسير الماركسي للعالم، وإن أعطاه أسماء أخرى. والبعض يعتنق أفكار ماركس رغم رفضهم المزمع للمذهب الماركسي
هنالك العديد من الانتقادات للاشتراكية، ولكن لم تستطع أيا من هذه الكتابات، أن تصل لما وصلت إليه انتقادات "فون ميزس" ؛ فهي كاشفة للعوار المتأصل في النظام الاشتراكي، وعدم قابليته للتطبيق. هذه المحاضرات التي ألقاها "فون ميز" لغير المتخصصين بعام "1952"، كاشفة لشخص "ميز" المعلم والمربي، بعيدا عن الكتابة الأكاديمية الرسمية التي اعتدناها منه كعالم اقتصاد وفلسفة متميز. المحاضرات "مستفزة ومحفزة للعقل"، وذكية في سلاسة الطرح، وتكرار الفكرة دون ملل بصور مختلفة في ظل قصص وظروف مختلفة. كما تظهر بها شخصية "ميز" المتهكمة المتعجرفة
تسع محاضرات، الخمس الأوائل منها عن الفلسفة، لتقويض الأسس الفلسفية "المتناقضة" التي تبنى عليها عقائد الاشتراكية. والأربع الباقية تختص بالاقتصاد الاشتراكي والاجراءات الاقتصادية الضارة التي يدفع بنا لاتخاذها.
"عندما يقول ماركس بأنهم يحملون أفكارا سيئة، فهو يعني أنه لا يحب حامليها"
كل محاضرة تبدأ بحديث جاد مشوق، وتنتهي بانتقادات متهكمة فاضحة، تزيل ما تبقى من رواسب تقديس الأفكار الماركسية. يقوم بتحليل فلسفة ماركس، ثم يرينا العوار في المنطق الطفولي لتعامله مع خصومه. ماركس قال بأنه يكفي للرد على منتقديه، أن يبين أنهم بورجوازيين. والبرجوازي مُغرض بالطبع، فهي طبقة فاسدة وافكار افرادها مجرد انعكاس لمصالح الطبقة ككل، إذا فتجاهل كل الكتابات البرجوازية هو التصرف السليم كذلك أنكر على "جون لوك" أفكاره حول أصل الأفكار، بسبب أصول لوك البورجوازية. في حين أن ماركس أثبت أفكار "رينيه ديكارت" البورجوازي عن الحيوانات الميكانيكية، لأن رينيه كان ممثل لطبقته وعصره!..
وعلى الهامش، فماركس في كتابه "بؤس الفلسفة"، انتقد كل من يعزي أية أهمية لتقسيم العمل –كآد� سميث، وكانت حجته أن الآلة هي من يجب أن تحوز كل الأهمية؛ فالآلة عندما ستتطور، ستدر الخير على كل البشر. كما وقد افترض ماركس في فلسفته، بأن التخصص سيختفي، لأن الآلات المتطورة سيكون من الممكن إدارتها بواسطة "عمالة غير ماهرة أو مدربة".
وذلك خير مثال لتنطّع الاشتراكيين، فهنا يحقر "ماركس" قيمة العمل لصالح التقدم التكنولوجي الذي سيغير حياتنا للأفضل، وكأن الآلة هي من ستحمل عبء العمل عن البشرية، و"هتصرف على عيالنا، وهتأكلنا الشهد". وكأن الآلة هي "فريدريك إنجليز" الخاص بكل فرد، فقد كان "فريدريك" ينفق على صديقه ماركس و "أبحاثه".
وهذه النطاعة تمتد حتى لمطالبتهم الحكومات لتكون مسئولة عن كل مواطن مسئولية تامة. ولا يظن أحدكم أنهم سيكفون عن عويلهم. حتى وإن عينت الحكومة "أمين شرطة" على مؤخرة كل مواطن؛ فلن يكف هؤلاء عن الندب والصراخ حتى نهيل على جيفهم التراب.
بالنظرة الأولى للكتاب، تجده بغلاف يحمل سهم البورصة فوق بضع عملات ذهبية، مثله كمثل أغلب الكتب الاقتصادية المترجمة في العالم ا أنا دمي محروق! محروق فشخ!!
بالنظرة الأولى للكتاب، تجده بغلاف يحمل سهم البورصة فوق بضع عملات ذهبية، مثله كمثل أغلب الكتب الاقتصادية المترجمة في العالم العربي؛ أي أسوأ جودة ممكنة لغلاف كتاب مطبوع. "الجرافيك ديزاينر" اللي بيعمل الأغلفة دي، لو شغال "شكك" لدار النشر ببرنامج "الرسام" بتاع الويندوز، كان عمل غلاف عليه القيمة عن اللي معمول دا
وبالنظرة الثانية للكتاب، نجده عبارة عن محاضرات ألقيت في الأرجنتين عام "1958"، فتوقعت فورا بأنه جزء من سلسلة المحاضرات التي دونتها مساعدة فون ميز، "بيتنا جريفز"، وخصوصا أنها هي التي قدمت لهذا الكتاب. بدأت سلسلة المحاضرات السالفة الذكر، بكتاب نشر عام "2004" بعنوان "السوق الحر وأعداءه"، يحتوى محاضرات ألقاها فون ميز عام "1951" بنيويورك. (لن أعلق على الاسم المقتبس عن عنوان "كارل بوبر" الأشهر، على الأقل للآن) وتبعه كتاب آخر، نشر عام "2006" ويحمل عنوان "الماركسية دون قناع". يحوي محاضرات ألقاها "فون ميز" عام "1952" بـ"سان فرانسيسكو". وانتهت هذه السلسلة، التي ظننتها ستمتد، بهذين الكتابين فقط. لكني عندما وجدت هذا الكتاب أثناء بحثي عن أيّة أعمال منشورة بالعربية "لفون ميز"، وجدت أنه محاضرات مكتوبة بنفس نسق السلسلة السابقة، كمان أنها ألقيت في نفس الفترة تقريبا. شرعت أبحث على الانترنت عن الأصل الأجنبي لـ"الكتاب الثالث من سلسلة المحاضرات لفون ميز". متجاهلا أن هذا الكتاب قد نشر سابقا عام "1979" بحسب ما يخبرنا الجودريدز، ولكن هذا هو الجودريدز يا عم، "دا أي حد بيعدل فيه"! مندفعا بالتحمس لإكمال سلسلة المحاضرات، أفنيت ما يقارب الثلاث ساعات بالبحث، أو لنقل "استثمرت ثلاث ساعات" كما كنت أظن وقتها. صراحة بدأ البحث بسلسلة المحاضرات، وانتقلت لتأمل عناوين كتب أخرى ترتبط بموضوعات كتب "فون ميز". وقبل إضاعة المزيد من الوقت، فتحت النسخ المتوفرة من أعمال الكاتب بموقع "معهد فون ميز". كان التاريخ المشار إليه بالجودريدز صحيحا، فالكتاب قد نشر سابقا. قبل مشروع نشر سلسلة المحاضرات بعقود حتى!. هنا بدأت حرقة الدم، فقد أضعت الكثير من الوقت، لأكتشف بأنني مغفل؛ فقد شككت في صحة معلومة ما دون تحقق، لصالح معلومة أخرى لا دليل عليها، لمجرد تعارضها مع احتمال "جاي على هواه أكتر"، أي احتمالية وجود كتب أخرى من سلسلة المحاضرات التي أحببتها!! وتستكمل حرقة الدم بمتابعة تصفح الترجمة العربية التي وجدتها على الانترنت!
النظرة الثالثة كانت على الفهرس الخاص بأعمال الكاتب، وهو يتموضع خلف الفهرس الخاص بمحتويات هذا الكتاب، بعد المقدمة مباشرة. قد نغفر للمترجم نقله الأعمى للكتاب بهذا الترتيب، والذي يمكن وصفه بـ"العبيط" فالقارئ العربي، قطعا لن يفكر بقراءة الأعمال الأخرى لكاتب "مجهول" قبل أن ينهي قراءة متن الكتاب ذي "الغلاف الباهت"!. عادة سرد باقي مؤلفات الكاتب في بداية الكتاب، ليست بالعادة المنتشرة بين الناشرين العرب، مما يعني بأن المترجم قد استنسخ ترتيب الكتاب من طبعة "معهد فون ميز" بحذافيرها، مما قد أثار شكوكي حول المترجم، الذي قد يكون "من النوع اللي مبيعرفش يتصرف"!! وقد كان. ففي قائمة مؤلفات الكاتب، نجد هذه الجملة العجيبة: "الليبرالية (1927)، ترجمتها بالانجليزية تحمل اسم "الكومنويلث الحر والمزدهر" وهي جملة ممسوخة الملامح والمعنى، لا يستسيغها من تلقى "بجنيه وربع تعليم مجاني". بما أن النسخة التي ينقل منها المترجم تذكر الترجمة الانجليزية للعمل، فمن البديهي اعتبار أنها نسخة إنجليزية. إذا فكيف يكون اسم الكتاب بالانجليزية هو "الليبرالية" وفي نفس الوقت يحمل اسم "الكومنويلث الحر والمزدهر"! قد يكون ذلك غلطة المترجم للإنجليزية، وليس مترجمينا للعرب، ولكن من يعرف مدى حرفية دور النشر الإنجليزية، لا يذهب بالتفكير بهذا الاحتمال. وعن نفسي، فلم أصادف غلطة إملائية مطبعية يوما بكتاب انجليزي! وبالفعل، فتحت النسخة الانجليزية لـ"معهد فون ميز" ووجدت ما توقعته. العيب عند "المحروس بتاعنا إحنا". وكانت الترجمة الصحيحة هي "الليبرالية (1927)، الترجمة الإنجليزية الأولى عنونت كـ"الكومنويلث الحر والمزدهر"، حيث نشرت الترجمة الإنجليزية الأولى الصادرة عام 1920 بهذا العنوان، وشتان في المعنى بين الترجمتين! لأ ومكلفين نفسهم وجايبين مترجم ومراجع وتدقيق لغوي، يلهوي على المسخرة. مترجمها بجوجل دي يسطى؟ ليس جوجل بتاع اليومين دول فقط، بل حتى جوجل بنسخته لعام 2007، تاريخ نشر الترجمة، يترفع عن مثل هذه السقطة! وليس هناك حاجة للتأكيد بأن هذه السقطة في بداية الكتاب، أشاعت في نفسي الشكوك بأن المترجم مستهتر و "ميعرفش أي ابن وسخة عن الكاتب"، أو حتى قد قرأ صفحة الويكيبيديا الخاصة به. فلو قرأ، لعامل مؤلفات "فون ميز" بقليل من الهيبة والاحترام. وهذا هو المستوى المعتاد لمترجمينا الأفاضل. متابعة أعمالهم تستوجب"عد صوابعك وراهم"!
لم أكمل لما بعد المقدمة، ولكن هذا لا يقلل من أهمية الكتاب المترجَم ككل؛ فكتابات "فون ميز" أكبر من أن تضيع قيمتها بتشويه المترجمين. موسى نبي، وماركس نبي، وفون ميز نبي، وكل من له نبي يصلي عليه.
الكتاب أحد أكثر كتب لودفيج فون ميز مبيعا، ويتضمن تفسيرا واضحا لأساسيات السياسة الاقتصادية، وإن كان يركز بشكل أساسي على مساويء التدخل الحكومي في الاقتصاد، ويحدثنا عن: الملكية الخاصة، وحرية التجارة، النقود والتضخم، والاشتراكية والفاشية، والاستثمار، والكثير من الأشياء. والأسلوب؟ ولا أبسط، فهو موجه أساسا للعامة، وليس للدوائر الأكاديمية كمعظم كتبه المطبوعة.
أنا دمي محروق! ولم تهدئ كتابة هذا الريفيو الموجز من روعي! أنا دمي محروق فشخ على العمر اللي بيضيع هدر في شوية توافه!
ملاحظة أخيرة، الكتاب نشر لأول مرة عام "1979" أي بعد ست سنوات من وفاة الكاتب، وكانت حقوق الملكية تتبع زوجته. لكن من بداية الطبعة الثانية، الصادرة عام "1995"، انتقلت حقوق الملكية للكتاب لتتبع مدام "جريفز". أتوفت زوجة "فون ميز" بحلول هذا التاريخ، فانتقلت الملكية لمدام "جريفز"؟ ولماذا تنتقل الملكية لها، وهي ليست من أبناء "ميز" أو حتى من الأقارب؟ أتكون زوجة "ميز"، هي من عهدت بإرث زوجها لمدام "جريفز"، قبل وفاتها؟ ولما لا، فهي مساعدته وشريكته لعقود، وتعرف عن "فون ميز" ومساهماته الفكرية أكتر من أي شخص آخر!
أنا كان ممكن أدور عن إجابة على جوجل بدل الفتي والتخمين دا، بس أنا عارف إني بمجرد ما هفتح الانترنت مش هخلص، وهدخل من لينك للينك، وأنا بقالي يومين كاملين في مقدمة كتيب صغير بسبب التشتت دا، فمش ناقصة يعني!
وبمناسبة الوقت، فقد فتحت الجودريز، فقط لإثبات الجملة التالية كتعليق على الكتاب: "ساعتين عشان أوصل للأصل الإنجليزي، كان زماني قرأت الـ140 صفحة بتوع الكتاب، وخصوصا إني عارف المحتويات اللي فيه"، مع بعض الشتائم الأخرى التي لم أكن لأدونها على الموقع. وها قد انتهى بي الحال بكل هذه الثرثرة!!
"نحو حرية جديدة، مانيفستو الليبرتارية، أو البيان التحرري"
يقول هانز هيرمان هوبه، بأنه لولا "موراي روثبورد" لما كان هنالك "أناركية رأسمالية" أو "لاسلطوي "نحو حرية جديدة، مانيفستو الليبرتارية، أو البيان التحرري"
يقول هانز هيرمان هوبه، بأنه لولا "موراي روثبورد" لما كان هنالك "أناركية رأسمالية" أو "لاسلطوية رأسمالية"
أفكار روثبورد كانت مؤثرة وعميقة الأثر على المدرسة الرأسمالية التحررية ككل، واليمينية منها على الأخص لم يتم تبني الكثير من أفكاره المنبثقة بالضرورة عن مدرسته الاقتصادية، كالأفكار التي استعرضتها في المراجعة المبدئية لكتاب "ماذا فعلت الحكومة بأموالنا" /review/show...
ولكن كان لأفكاره المعادية لما تبقى من سلطة الحكومة، عظيم الأثر في لفت أنظارنا لبعض فساد النظام المالي الحالي، وعقم البنوك المركزية
الكتاب يعتبر الشارح الأعظم لفكر "موراي روثبورد" التحرري بالكامل، وأتمنى إني ألاقي له وقت للقراءة وسط جدولي المزدحم
لتتفكروا معي موراي روثبورد رائد لأحد المدارس الاقتصادية النمساوية الجديدة، مدرسة "اللاسلطوية الرأسمالية" تختلف عن الرأسمالية الكلاسيكية، في أنها تُنحّي لتتفكروا معي موراي روثبورد رائد لأحد المدارس الاقتصادية النمساوية الجديدة، مدرسة "اللاسلطوية الرأسمالية" تختلف عن الرأسمالية الكلاسيكية، في أنها تُنحّي دور الحكومة تماما في الدولة، على الرغم من أن دور الحكومة هو بالفعل دور هامشي للغاية في النظريات الكلاسيكية للرأسمالية وكنتيجة للتنحية التامة لدور الدولة، فيقترح روثبورد أن نحل أجهزة الجيش والشرطة ونستبدلها بالاعتماد على شركات أمن خاصة تتنافس فيما بينها لتزويدنا بالأمن والأمان!،
وفي طريق روثبورد لهدم كيان الدولة، ينادي بالإلغاء التام للعملات الحالية للدولة، واستبدالها بعملات ذهبية. وبهذا لا يتبقى لمركزية الدولة أي سند، فالدولة كما يراها روثبورد هي تنظيم السرقة الممنهجة للشعب!
وفي كتابه هذا، المعنون بـ"ماذا فعلت الحكومة بأموالنا؟ وقضية الدولار الذهبي بالكامل".. يؤسس روثبورد فكريا لإحلال العملات الحالية بعملات ذهبية، وينتقد العملات بشكلها الحالي وخصوصا فكرة الاحتياطي النقدي
وهنا بالضبط مربط الفرس الذي استوقفني. فنوعا ما، يبدوا أن روثبورد يجني على العملة الحالية لأجل استكمال المدينة الأناركية الفاضلة، أي أنه يوجد شبهة المصادرة على المطلوب. بمعنى أن المطلوب إثباته في الكتاب هو نفسه الحجة التي ينطلق منها المؤلف عقائديا؛ فإلغاء العملة جيد لأنه ضروري لاستكمال الدولة الأناركية، والعكس بالعكس، فالدولة الأناركية جيدة لأنها تؤدي إلى إلغاء العملة الحالية! وهو نوع من الحجة الدائرية الباطلة. عادة يقع بهذه الحجة المؤمنين بالمذاهب الشمولية، أثناء محاولتهم تفسير وتطويع العالم كاملا للمبادئ الأساسية لمذاهبهم
ملاحظة أخيرة، هذه مجرد هواجس راودتني عند تأمل عنوان الكتاب، ولا يعتد بما جاء بها كمصدر للمعلومات أو حتى كنص معتبر على هامش هذا العمل البارز. هذا العرض المبسّط مخل تماما لأفكار العالم الكبير. وغالبا ما سأعتبر هواجسي كهرطقات متسرعة، كتبت على عجل، بعد قراءة أفكار روثبرود من متون كتبه. فقراءة تلخيص الملخصات المختصرة لا تجلي فكرة، فضلا عن أنها لا تروي عطشا، ولا تنير عقلا
ولكن للآن، هذا ما يدور برأسي الفتي
***
نسخة مؤسسة فون ميز، تعالج شكوى بعض القراء من أن روثبورد يشير بوجود خطأ في العملات الحالية، ولكنه لا يشير علينا بالحل المقترح لذا ففي هذه النسخة تم ضم كتاب "ماذا فعلت الحكومة بأموالنا؟"، وكتاب "قضية الدولار الذهبي بالكامل". بهذا يجتمع النقد والحل البديل بين دفتي هذا الكتاب، الذي لا يتخطى المائتين صفحة
دايما كنت بشوف الشباب بيخدّموا على الدكاترة المشرفين على رسالات الماسترز والدكتوراة بتاعتهم، ومن بين طرق التخديم عليهم، عزومات على الأكل وخصوصا الكباب دايما كنت بشوف الشباب بيخدّموا على الدكاترة المشرفين على رسالات الماسترز والدكتوراة بتاعتهم، ومن بين طرق التخديم عليهم، عزومات على الأكل وخصوصا الكباب والكفتة. وهذا الأمر شائع حتى ليظنه البعيد كأحد البروتوكولات المعتمدة للتسجيل للحصول على شهادة الدكتوراه. ولكن أن تكتب كتاب مخصوص عن الدكتور المشرف على رسالة الدكتوراة مالتك، فهو تصرف ترفع له القبعات، وتخفض له القامات. تصرف لا يصدر سوى من المؤسس الفعلي للأناركية الرأسمالية! وعليه فإن شاء الله سأضم هذه الخطة لكتابي القادم بعنوان "طريق النجاح، من السطوة للانبطاح. كي لا يرتبط مستقبلك بدولاب المعلّمة نجاح" ...more
Currently reading #1, Page 21, 6/2/2018 مرتبك ومش عارف أبدأ منين. برنامج الورد بيقول لي إن مسودات المقدمة تخطت الخمسمائة كلمة أي بما يعادل صفحتين من ال Currently reading #1, Page 21, 6/2/2018 مرتبك ومش عارف أبدأ منين. برنامج الورد بيقول لي إن مسودات المقدمة تخطت الخمسمائة كلمة أي بما يعادل صفحتين من القطع المتوسط. مع الأخذ بالحسبان أن المسودات كلها أفكار تحتاج للتوسع وليست اقتباسات مجردة. هممممم أومال على آخر الكتاب هتوصل المسودات لفين؟ لا المكان ولا الوقت سيتسعون لكل هذه المسودات والخرابيط! للحظة تمنيت إن الآلهة تصيبني بعجز فكري في خيالاتي، عشان أتخلص من زحمة المسوادات اللي هتحتاج مجهود ضخم بعدين عشان تترتب في ريفيو منظّم ...more
"فالرسم، في حد ذاته، يمكن أن يكون مضحكا حين يفاجئنا بأشياء غير متوقعة. وأحيانا، تتعرض الشخصية الكرتونية نفسها للمفاجأة، فنحن يمكننا توقع الموقف الذي س
"فالرسم، في حد ذاته، يمكن أن يكون مضحكا حين يفاجئنا بأشياء غير متوقعة. وأحيانا، تتعرض الشخصية الكرتونية نفسها للمفاجأة، فنحن يمكننا توقع الموقف الذي ستتعرض له أما هي فلا تتوقعه!"
*** نفك الجو شوية الأول وبعدين نتكلم جد في الآخر؟ نجرب
الكتاب كان جميلا وممتعا، وبالتعمق فيه لمست حماسا للرسم والنشر كالذي وصفه الناشر، وكان يعز علي أن المكان لا يتسع لاقتباس كل النصائح المميزة والكاريكاتيرات الساخرة الواردة فيه، فقررت ألا أقتبس أو ألخص منه شيئا، إلى أن وصلت لجزئية الرسومات المزدوجة المعنى، وأعطى الكاتب المثال بصورة شبه الدوائر والمربعات التالية، وكيف أنه باجتماعهما معنا قد يشكلان ما يشبه سلك شائك خلف جدران زنزانة في سجن!.
[image]
وهنا استنفَرَت دفاعاتي، فكيف للأشكال الهندسية البسيطة التي تمضي إلى ما لا نهاية دون فتور أو تذمر، في إشارة محتملة للسخاء الذي لا ينضب والفرص اللامتناهية، للحب الأبدي مقابل العذاب السرمدي. كيف يمكن لها أن تجتمع وتشكل قضبان سجنا لا تراه عيوننا قدر ما تستشعره بصيرتنا وأرواحنا!
هذه المفارقة عصفت بكل الذكريات الهالكة دفعة واحدة في مخيلتي. ذكريات القبح الذي نتصوره فيما نراه يوميا فتشمئز منه نفوسنا، فضلا عن فحيح الأفاعي الذي نسمعه فيدمي آذاننا ويسم أبداننا. اندفع الدم يغلي في رأسي حتى سمعت قلبي يدق من عروق جبهتي، كالعادة، ولم يُهدئ حالتي سوى المزيد من الكافيين وصوت الست لورا، واللوحات الجميلة التي قدمها لنا الكاتب لاحقا مع "تيبس أند تريكس" ذكية تفتح النفس
ومن هنا قررت أن أشارككم هذه اللوحات الجميلة من الكتاب، عوضا عن تلخيصه أو اقتباس نصائحه، فتفضلوا معي: (يمكنكم الضغط على كل لوحة لجودة أفضل على موقع "ايمج يو أر")
"الفرق بين ألوان الحبر والفحم والكونتيه"
"فطريقة رص الورق الممزق بإحساس فني؛ هو ما يعطي أشكالا غير متوقعة وجذابة"
"السجن#1 تأمل ما توحي به الصورة، ثم انتقل للتالية"
"السجن#2 تأمل ما ينتج عن صدمة خداع ما أوحت به الصورة السابقة"
"فالوضع الأمامي أقل الأنواع إثارة، التي تزداد عند النظر إلى الفارس من أسفل إلى أعلى، فتبدو الأقدام والقبضات ضخمة، وكذلك عند النظر إليه من أعلى في أثناء السير؛ حيث يبدو سيفه وخوذته قريبين وموجهين نحونا"
"لوحة وردية بفن الكولاج من صنع المؤلف"
"أمثلة للرسم بالكولاج"
"الرسم بالكولاج، مزيج مربك. حاول التقاط القصاصات المبتورة من المجلات والتي تتداخل مع الصورة المرسومة يدويا"
"تداخل الماتريال الشفافة في الكولاج لتنتج ألوان وحيوية إضافية، مع وجود شخصيات لبشر وشمس لتوحي بوجود أشياء أخرى قد تجدها بالبحث في الصورة وتأملها أكثر"
"كولاج من ورق الجرائد، تستحق التأمل"
"كولاج من خامات ملونة بطريقة الشف، مبهرة كالشمس"
"كولاج لإوزة بطريقة تقطيع الصور الفوتوجرافية #1 لاحظ أن شكل المروحة يؤكد انحناءة رقبة الإوزة"
"كولاج من مجلة بتقنية الفوتومونتاج"
"عادة ما يظهر لنا الفوتومونتاج وكأنه حلم أكثر منه واقعا يوميا"
"كولاج بالمنسوجات، هل تستطيع تخمين مكوناته؟"
"كولاج ثلاثي الأبعاد من خير الطبيعة، إيه كي إيه من النفايات القديمة. شكلي هحب الفن المعاصر ولا ايه يا ولاه. سيريوسلي، الكولاج حلو أوي على بساطته"
"لوحة الذكريات بالكولاج. يقال إن كل صورة تحمل معها قصة، فماذا أعددت اليوم لتتذكره في االمستقبل؟"
"شجرة الحياة تحمل ثمانية كواكب تاسعهم مختفي خجلا من ذنوب معمّريه. أو الفنان مش حاسب بلوتو معانا، والكوكبين باللون المختلف هم الأرض ومارس ببشرهم وتيرافورمارساتهم"
"تستطيع بلونين مكملين فقط مع اللون الأبيض أن تبدع لوحة جميلة مفعمة بجو خاص ورقيق لمنظر طبيعي، دون الحاجة لألوان كثيرة"
"تصوير باستخدام ألوان لها نفس درجة النصوع واللون"
"تأثير زاوية سقوط الضوء على مفردات اللوحة"
"لوحة تمثل حالة الإثارة، حيث نجد الخطوط مش قاعدة على بعضها كدا، وبتروح وتيجي"
"لوحة تمثل حالة السعادة ونستشف فيها الجمال والتناسق، مع التشبيه بأجنحة؛ because we be high at that moment"
"لوحة تمثل حالة التعاسة، ونلمح فيها حيطة سد، وظلام دامس كوحشة القبر، وخناجر مصفوفة بضمير"
"لوحة تمثل حالة الصفاء الذهني، وتتمثل بموجات متعاقبة، لا يشوبها اضطراب. أو سحب منتظمة نرفع رؤوسنا لتأملها في ساعة صفاء"
"تأثير الخطوط الداخلية على إظهار الملامح والحالة المزاجية"
"توضيح لشخصية الولد العابثة والمرحة. عن طريق استخدام الألوان الفاتحة والخطوط المتعرجة"
"فتاة حزينة ومنزعجة. عبر عنها بألوان قاتمة، ورسمت الخطوط بعصبية وتشنج"
"فحضارة الفرس، والهند، والمصريين القدماء، والصينيين، كان لكل منها ثقافته الخاصة بها وتقاليده الفنية. وكانت الفكرة الأساسية التي تجمع بينهم هي عرض المنظر الطبيعي وكأنه مرسوم من زوايا مختلفة في آن واحد."
"وهذه اللوحة تتضمن زوايا رسم مختلفة. فقد نظرت إلى سطح المنضدة من أعلى، وإناء الزهور نظرت إليه من الجانب، في حين رأيت طبق الفاكهة من كلتا الزاويتين"
"روعة التصوير"
"ونختم بأظرف صورة في الكتاب، بأبسط الخطوط يمكنك فعلها، فقط قم بمراعاة الحدود والملمس وفرق الظل والنور"
"إن تعلم الرسوم الكرتونية يمنحك وقتا ممتعا، ويكسبك مهارة جديدة. فإن كنت ممن يحبون المرح والمواقف المضحكة فقد سنحت لك الفرصة لتسجيل بعض أفكارك على الورق. وإذا كنت تحلم أن تصبح مغامرا، فبإمكانك الآن ابتكار مسلسلات كرتونية مليئة بالأحداث الغريبة والمثيرة."
"فكثير من الرسوم المتحركة يعتمد على خطوط أساسية بسيطة، لذا لن تحتاج إلى أن تكون رساما محترفا حتى تبدأ في عمل شخصيات كرتونية جديدة"
بالنظر للفهرس، فالكتاب يَعد بالمرور على معظم أنواع الرسم في 130 صفحة فقط لا غير، ثم تبدأ مقدمته بالاقتباسات السابقة ومن البلاهة تصور أنك بقراءة هذا الكتاب "ستتعلم كيف ترسم" كل تلك التقنيات الواردة في الفهرس، كما يوحي عنوان السلسلة التي تضم الكتاب. الرسم صنعة وتدريب طويل ومثابرة ممتعة، وليس مما قد يتعلمه المرء بالقراءة قدر ما يتعلمه بالمحاكاة والتجربة.
كتاب مضلل؟ فقط العنوان مضلل، أما فالتوصيف المكتوب على ظهر الكتاب فهو ما قد يعبر عما بداخل الكتاب قليلا، فالكتاب لفنان محترف يُعرفنا على الخامات وأساسيات اختيار موضوع للرسم، وبعض الخدع التي قد تحتاجها كراسم مبتدئ، ولكن ليس كيفية الرسم ذاته؛ فهذا ليس موضوع الكتاب البتة!.
الكتاب مجازا يمكن وصفه بقاموس مصطلحات لكتاب آخر حقيقي عن تعليم الرسم، تماما كقواميس المصطلحات التي تلحق بالكتب العلمية أو الفلسفية، ليستدل بها كل مبتدئ غر؛ فالكتاب يعطي تعريفات استرشادية لطرق الرسم وأدواته المختلفة، مع أمثلة جميلة بالصور. مناسب للأطفال من تسع سنين
بشكل شخصي، فأنا تستهويني الألوان، ولي محاولات سابقة في الرسم، فتعتبر قراءة الكتاب بمثابة استدعاء لذكريات لطيفة خاصة بي وإن لم تكن رسام حالي أو سابق، أو حتى تتطلع لتكون رسام مستقبلي، فالكتاب مازال لا يعتبر صفقة سيئة، خصوصا وأنه مزخرف بالكثير من التعليقات الشاعرية عن الرسم، ونصائح ذكية عنه الكتاب قد لا يفيدك بتعلم الرسم، ولكنه سيعطيك لمحة عن عالم الرسم. لمحة قد تستخدمها يوما ما، لتفتح حديثا أو تجاري مناقشة مفتوحة مع أصدقائك الذين يستهويهم الرسم أو يمارسونه بالفعل.
وكمخلص، فبعد تصحيح فكرتنا عما يقدمه الكتاب وما نريده نحن منه، يمكن اعتباره كتاب جيد إن لم يكن جيد جدا ترجمة الدكتور"حازم طه حسين" جيدة لا يشوبها شائبة، سوى خطأ إملائي طفيف ورد في صفحة 65، حيث نسي إضافة لام التعريف لكمة "ورقة"، فأخلت بمعنى الجملة. خلقي بقى ضيق مع المترجمين؟ يستاهلوا
النجمة الرابعة من التقييم مشكوك في استحقاقها؛ فغالبا استولى عليها الكتاب بإقحام ذكرياتي وانفعالاتي في الأمر، في خطوة غير عادلة لتقييم باقي الكتب ***
"لا يرسم الفنان ما يراه، ولكنه يرسم ما يجب على الآخرين رؤيته" إدجار ديجا
في بداية فصل التصوير يستشهد الكاتب باقتباس نصه "لا يختلف الفنان نوعيا عن بقية البشر؛ فكل منا فنان بطريقته الخاصة" وهو اقتباس متفائل كثيرا عن طبيعة البشر؛ فتذوق الفن يحتاج لفنان مرهف الحس سريع البديهة، وقلوب البشر تمتلئ بالتبلد والجهل قد يكون الشاهد من الاقتباس السابق وجود فنانين مختفيين بين عامة البشر، مبدعين لا معارض لهم ولا متاحف، أو حتى عندهم دراية بمواهبهم، وأنا أتفق معه في ذلك؛ فرصّة الثلاثين كوبا من الشاي على ثلاثة أدوار من الصواني الفضية، والتي لمحتها مؤخرا على يد قهوجي يتنقل بين المحلات المجاورة له، مبهرة وحلوة فااهههشخ والواد دا فنان.
اضطررت للاستعانة بجوجل لفهم أعمق للفروقات بين أنواع ألوان التلوين؛ لأن شرح الكاتب مبهم؛ فهو لا يسهب في شرحهم ولا يرسم حدود واضحة بينهم. ربما لدواعي الإيجاز؛ فالكتاب ملون وكل صفحة تكتب لها ثمنها.