" ... أشخاصي لا يُولدون من أجساد أمهاتهم كما تولد الكائنات الحيّة ، و لكنّهم يولدون من حالة أو من جملة أو من استعارة .... "
بالضبط .. يولدون من استعار" ... أشخاصي لا يُولدون من أجساد أمهاتهم كما تولد الكائنات الحيّة ، و لكنّهم يولدون من حالة أو من جملة أو من استعارة .... "
بالضبط .. يولدون من استعارة .. و من هنا تماماً تكمن عبقرية كونديرا .. في الاستعارات ..!
فإذا كان كونديرا يرى أنّ الحب يُولد من استعارة واحدة ، فإنّه من الممكن فعلاً أن نقول أن الرواية تُولد من استعارات متعددة .. : - العود الأبدي .. نيتشة . - الازواج من الأضداد .. بارمينيدس . - ليس من ذلك بد .. بيتهوڤن . - الكيتش ..الألماني - العهد القديم. و استعارات أُخرى عديدة ، كانت تتطواطأ فيما بينها مشكّلة رحم هذه الرواية ، و بوابة ولادة معانيها و أفكارها في ( الحب .. الجنس .. الحرب .. الجمال ..الفن .. الدين . السياسة .. الأخلاق.. الثورة ..الألم .. و غيرها ) .. قد يكون غريباً اشتمال عملٍ ما ، لمختلف هذه المواضيع و الأفكار.. و قد يرى البعض صعوبة وجود نسق فكري ما تلقتي عنده أحداث الرواية و أفكارها .. و في حين يرى البعض أنه لربما كان من الممكن رد مواضيها المتناثرة إلى نسق واحد يُعبَر عنه بالـ " السيطرة " ، فمواضيعها و أفكارها في بعض حقائقها و الكثير من مجازاتها من الممكن أن تنتمي إلى الحقل الدلالي لمفهوم " السيطرة"
إلا إنني أرى أن كونديرا يميل في روايته إلى إبتداع ما يمكن أن أسميه " البعد الخامس " للـوعي .. أو وعي الوعي ! :
ماذا لو كان بإمكاننا أن نجرّد من وعينا .. وعياً آخر .. !
وعياً آخر .. يراقب وعينا في هذه اللحظة ، و في نفس الوقت يمكنه أن يتحرك في الماضي و المستقبل ..
ماذا لو كان وعينا في مشكلةٍ ما .. رؤية مغبشة للأحداث .. موقف مصيري خطير .. ماذا لو كان في إمكان وعينا في هذه اللحظات ، أن يطلب المعونة من وعي آخر فوقه .. وعي آخر يمكن استهلام المعنى الحقيقي منه ، استمداد الخبرة التي ترشدنا للتصرف الصحيح في موقف من المواقف..
هكذا يمكن أن أفهم النسق الشامل الذي جمع أحداث الرواية و أفكارها المتعددة .. و هذا ما أزعم أن كونديرا حاول إيصاله لنا عن طريق روايته : " نعم هناك بعد خامس للوعي ، و الكشف عنه مرهون بإرادتنا و مدى يقظتنا في موقف ما و في زمنٍ ما
و هذا كله بالضبط ما تركه كونديرا فييّ أنا في روايته هذه....more
رواية '' بارقة أمل '' - حنان أسد. ( حائزة على جائزة دار الفكر للرواية سنة 99)
- بارقة أمل.. هو أملنا .. أو ربما هي آملنا كلها .!
آمالنا التي حاكتها أيرواية '' بارقة أمل '' - حنان أسد. ( حائزة على جائزة دار الفكر للرواية سنة 99)
- بارقة أمل.. هو أملنا .. أو ربما هي آملنا كلها .!
آمالنا التي حاكتها أيدي أحلامنا على ضوء دموعنا، عندما كانت أيدي الكبار تتابع ما حاكته من آلمنا..
هذه هي الرواية باختصار .. ربما.. ! - إنها روايتنا.. تتحدث عنا.. عن آلمنا التي لادور لنا فيها، سوى أننا كنا تبعاً لكبارٍ فضلوا أن نكون ضحية أخطائهم و مشاكلهم..!
حدث هذا.. و هم في غفلة عنا.. و تحديداً عندما كانوا يتعايشون مع فشلهم و أخطائهم..! ، في حين كانت آمالنا، تبدع شرخاً في واقعٍ آمنّا بأنه لم يعد ممكنٍ العيش فيه..!
و كانت آمالنا تُجيد المرواغة.. ! ففي كل محطةٍ كان يتراءى لنا فيها، أننا محكومون بقدرٍ لا فكاك منه، كانت تنصب لنا أفخاخاً، تستدرجنا إليها ببارقة أملٍ ما تلوح لنا من بعيد.. تستدرجنا.. لتقول لنا : أنه مازال هناك ما يستحق أن نحيا من أجله.. أن نسعى لتحقيقه.. أن نسعى للوصول إليه..
و عندما يراوغ الأمل.. فإنّ النهايات الحزينة.. أو ما يبدو لنا كأنه نهاية .. لن يكون سوى فرصة للبدأ مرة أخرى.. فرصة لبعث الأمل في أرواحنا من جديد.. ! ...more