Ayman Zaaqoq's Reviews > يوم غائم في البر الغربي
يوم غائم في البر الغربي
by
by

الليل في مصر هو الأشد ظلمة من أي مكان آخر، خصوصا عندما يغيب القمر الشاحب، فالظلمة دائمة و الضوء طارئ، تراكمت ذراته الداكنة على ضفاف الوادي عبر آلاف السنين!
بهذه الجملة تستهل "عائشة" بطلة هذه الرواية رحلتها، وهي الجملة التي ستصطبغ باقي صفحات الرواية بألوانها. فالرواية ليل طويل جاثم فوق صدر "عائشة" و مصر و "كارتر" المكتشف الانجليزي، إلا أنه و كما هو متوقع ينجلي عن "كارتر" فقط. وقد شعرت أثناء القراءة بأن الرواية تصف مأساة مصر الدائمة حتى الآن، يظهر ذلك من وصف كارتر للمصريين حين هبط بميناء الإسكندرية " أحاطت بي وجوه سمر متشابهة، يصرخون في وجوه بعضهم البعض و يلوحون بأيديهم و يمضون في كل اتجاه، كانت ملابسهم أشبه بالأسمال، يحيط بهم الذباب و الغبار، هل يمكن أن يكون هؤلاء الناس هم الذين صنعوا الأشياء المحفوظة في قاعة اللورد؟...سرت ببطء شديد وسط زحامهم و اكتشفت أنهم مازالوا هم، نزلوا من على جدران المعابد، و خرجوا من نقوش المقابر، و رسوم رقائق البردي، كانوا هم أنفسهم، لكنهم أكثر بؤسا و اقل مهابة، يتحركون جميعا تحت هذه الشمس الحامية في عشوائية و حيرة، كأنهم يعيشون في زمن غير زمنهم، توقفت مدهوشا و عاجزا عن الحركة"،
وكذلك ما قالته زوجة المندوب السامي البريطاني "هذا البلد مليء بالمقابر، ومع ذلك لاشيء يموت فيه"،
ثم وصف ثورة العرابيين " كان العرابيون حلما عابرا، برهة قصيرة من زمن شاسع، استطاع فيها الفلاحون أن يخترقوا جدار عزلتهم، و أن يجدوا الصوت الذي أصابه الخرس، كانوا محاصرين في واديهم الضيق خلف جدران من الطوب اللبن، و متاهة الترع و المصارف، يعانون لعنة من الصمت تواصلت على مدى آلاف الأعوام، نسوا مفردات الشكوى و نبرات الاحتجاج، استكانوا لدرجة المهانة تحت سطوة كل أجناس الأرض، كل الذين حكموهم، واستباحوا دمهم، و أوغلوا في ظلمهم، و لم يسمحوا لهم بأن يمسكوا سيفا، أو يوجهوا طلقة، كل ما استطاعوا أن يمتلكوه هو فأس يضربون به الأرض الشراقي، و محراث يسعون خلفه، كانوا يتذكرونهم فقط عندما تستعر الحروب ويصبح ثمنها فوق طاقتهم، لحظتها كانوا يحولون أجساد الفلاحين إلى حطب يغذون بها نيران الحرب التي لا تشبع، و فور انتهائها كانوا ينتزعون منهم كل ما حصلوا عليه من غنائم و يجردونهم من كل الشارات و الأوسمة، يعيدونهم إلى قرى الصمت، يحفرون الترع العظمى و القنوات التي تصل بين القارات"،
وحديث الزعيم مصطفى "كل ما أردته يا عائشة هو أن نستعيد أسماءنا، أن يعرفوا أننا آدميون، لنا شخصياتنا المتفردة، و أحزاننا و مسراتنا، كنت أريد أن يتعرف المصريون هم أيضا على أنفسهم، إنها مأساة بابنتي أن تنظري في المرآة فلا ترين وجهك و لا تتعرفين عليه، كنت أريد أن يشعر المصريون بوجودهم، و ألا يموتوا بهذه الكثافة، لقد ماتوا و هم يحفرون القناة، و ماتوا في حرب عرابي، و ماتوا من الفيضانات و الأوبئة و الكوارث، ولا احد يهتم بموتهم، لأنهم يتحولون من شخصيات إلى أرقام، لا مصائر للأرقام، و لا دية لها، و لا حتى وقفة عابرة للتأمل أو الرثاء...يجب أن يعرف الجميع أننا لسنا أعشابا برية تنمو على ضفة النيل، أريدهم فقط أن يعرفوا أننا بشر..لنا ذواتنا المستقلة، و شخصياتنا المتفردة..و لسنا مجرد أرقام.."،
و أخيرا الجملة الصارخة للمثال محمود مختار بعد خروجه من السجن "لن ينصلح شيء، هذا البلد عفن، شممت رائحة عفنه في السجن، و عرفت أنه لن يستيقظ أبدا، سيظل مقموعا و مضطهدا، و غائبا عن وعيه، لا يوجد فيه سبب للحياة، كل ما فيه يدعو للموت!".
الأمر الثاني الملفت في هذه الرواية أن البطلة "عائشة" كانت دائما جسرا لتحقيق مآرب غيرها، فقد كانت وسيلة لباشا المنيا للتقرب إلى اللورد، ثم صارت "منفضة" شهوات عمها المنحرف، ثم عين "كارتر" السحرية التي قادته إلى كشفه الأثري المهم الذي انتشله من غياهب النسيان وخلد اسمه.
والخيانة قصة متكررة في السرد، فعم "عائشة" يخون أباها ثم أمها ثم يخونها ويغتصبها، و "رزق" حارس الدير يخون الأمانة مع الأخت "مارجرت"، والانجليز يخونون المصريين مرارا و تكرارا، و المصريون يخونون أنفسهم و جدودهم وميراثهم على الدوام، و "حور محب" و "توت عنخ آمون" يخونان "إخناتون"، وابنة "إخناتون" تخون زوجها و عرشها وبلدها تلبية لشهواتها المحبوسة، وأم إخناتون تخون زوجها و ابنها باسم "آمون"، و"كارتر" يخون "عائشة" و"عائشة" تخون الذئاب التي حرستها منذ مولدها وتدفع ثمن ذلك.
ويلفت النظر علاقة "عائشة" مع الذئاب التي ظلت تحرسها منذ مولدها، ويحل الأديب اللغز في آخر الرواية حين نعلم أن الذئاب هي عشيرة "توت عنخ آمون" التي كانت تعلم أن "عائشة" ستكون سبب اكتشاف مقبرته وانتهاك حرمته ميتا بعد أن انتهكت و هو حي، وظلت تحميها طوال حياتها فلما دلت كارتر على المقبرة انقلبت عليها الذئاب. و لكن الكاتب وضعنا أما لغز آخر: لماذا حمت الذئاب "عائشة" طوال عمرها إن كانت تعلم بما قد تفعله في نهايتها؟، وإذا كانت الذئاب تريدها أن تصل إلى النتيجة التي وصلت إليها فلم قتلتها في النهاية؟ بمعنى آخر: هل خانت عائشة الذئاب أم خانتها الذئاب؟
بقي أن أشكر "محمد المنسي قنديل" على صوره الجميلة التي أبدعا أثناء السرد مثل وصفه للنيل"كان النيل نهرا من أغرب أنهار الدنيا...ينحدر من تلال أفريقيا البعيدة، مهيبا كملك، لا يأبه بالغابات الكثيفة، ولا بحرقة الصحراء الممتدة...ويمضي متفردا مثل شاعر حزين وسط مجاهل الصحراء...لا يهدأ ولا يأخذ سمة الوقار و العبوس إلا عندما يلمح رؤوس النخيل في جنوبي وادي مصر، أقدم نخيل عرفه بشر، يقف مزهوا على ضفاف النهر منذ آماد بعيدة، غرسه الفراعنة و شذبه الأقباط و أكل من بلحه جنود الرومان و عرف الفاتحون العرب أسرار فسائله فنشروها...ترتفع القواديس إلى أعلى حاملة دفقات سحرية من مياه النهر، ثم تلقي بها إلى القنوات التي تتفرع و تتفرع على وجه الأرض كشرايين الجسد، في وقت الفيضان تكون حمراء كالدم، و الأرض سوداء كالمسك، والزرع أخضر كالياقوت، و القمح اصفر كأحجار اليشب...و يصعد النخل كأذرع الآلهة القديمة، جذوره في رطوبة الطمي، بينما رأسه في وهج السماء...وتنفرط عقود الحمائم كي تملأ عيونها من مشهد المياه الزمردية قبل أن تؤوب إلى أعشاشها في كل مساء"،
و طيبة "هذه ليست صحراء..هنا ولد العالم..في البدء كان هناك شعاع ضوء و هبة من ريح و ذرات من غبار، و كان هذا الوادي مجرد بحيرة ماء مليئة بالطحلب الداكن و ممتدة حتى حافة الأفق، و هبط الإله حتحوت ليقوم بتجفيفها و لكنه ملّ ذلك سريعا، كان كل ما صنعه هو قطعة صغيرة من اليابسة، ثم وضع فوقها بيضة العالم، كان قد تصورها في خياله أولا، أطلق نبضة الخلق الأولى و بدأ الكون صيرورته، خرجت الشمس من إحدى أزهار اللوتس، و أطلق طائر البشاروش أول صيحة في السكون، وولد أول رجل من نطفة ثور وجاءت المرأة الأولى من قطرة ندى"،
وكذلك وصفه العجيب لاغتصاب عم "عائشة" إياها، هذا الوصف الذي جعلني أشعر بالحيرة التي شعرت بها عائشة بعد موت هذا العم، و التحول بين الغثيان و الصدمة و الاستمتاع و الأسف، ولكن في النهاية ترتاح بموت هذا العم الشاذ وتكره ذكراه من كل قلبها.
وكذا لا يمكن أن نغفل التصوير الحي لعملية الإجهاض العنيفة التي أجريت لعائشة في بيت "وش البركة" والذي يظهر أثر مهنة الكاتب الأصلية كطبيب و معرفته على دقة التصوير لهذا الإجراء الخطير.
في النهاية أوصي كل إنسان بقراءة هذا العمل القيم الذي يستحق بكل أصالة أن يصل إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية ويستأهل كل التكريم.
واختم بهذه الحكمة التي أوردها الكاتب على لسان "كارتر": الزمن لا يكتمل، و الحلم لا يدوم.
بهذه الجملة تستهل "عائشة" بطلة هذه الرواية رحلتها، وهي الجملة التي ستصطبغ باقي صفحات الرواية بألوانها. فالرواية ليل طويل جاثم فوق صدر "عائشة" و مصر و "كارتر" المكتشف الانجليزي، إلا أنه و كما هو متوقع ينجلي عن "كارتر" فقط. وقد شعرت أثناء القراءة بأن الرواية تصف مأساة مصر الدائمة حتى الآن، يظهر ذلك من وصف كارتر للمصريين حين هبط بميناء الإسكندرية " أحاطت بي وجوه سمر متشابهة، يصرخون في وجوه بعضهم البعض و يلوحون بأيديهم و يمضون في كل اتجاه، كانت ملابسهم أشبه بالأسمال، يحيط بهم الذباب و الغبار، هل يمكن أن يكون هؤلاء الناس هم الذين صنعوا الأشياء المحفوظة في قاعة اللورد؟...سرت ببطء شديد وسط زحامهم و اكتشفت أنهم مازالوا هم، نزلوا من على جدران المعابد، و خرجوا من نقوش المقابر، و رسوم رقائق البردي، كانوا هم أنفسهم، لكنهم أكثر بؤسا و اقل مهابة، يتحركون جميعا تحت هذه الشمس الحامية في عشوائية و حيرة، كأنهم يعيشون في زمن غير زمنهم، توقفت مدهوشا و عاجزا عن الحركة"،
وكذلك ما قالته زوجة المندوب السامي البريطاني "هذا البلد مليء بالمقابر، ومع ذلك لاشيء يموت فيه"،
ثم وصف ثورة العرابيين " كان العرابيون حلما عابرا، برهة قصيرة من زمن شاسع، استطاع فيها الفلاحون أن يخترقوا جدار عزلتهم، و أن يجدوا الصوت الذي أصابه الخرس، كانوا محاصرين في واديهم الضيق خلف جدران من الطوب اللبن، و متاهة الترع و المصارف، يعانون لعنة من الصمت تواصلت على مدى آلاف الأعوام، نسوا مفردات الشكوى و نبرات الاحتجاج، استكانوا لدرجة المهانة تحت سطوة كل أجناس الأرض، كل الذين حكموهم، واستباحوا دمهم، و أوغلوا في ظلمهم، و لم يسمحوا لهم بأن يمسكوا سيفا، أو يوجهوا طلقة، كل ما استطاعوا أن يمتلكوه هو فأس يضربون به الأرض الشراقي، و محراث يسعون خلفه، كانوا يتذكرونهم فقط عندما تستعر الحروب ويصبح ثمنها فوق طاقتهم، لحظتها كانوا يحولون أجساد الفلاحين إلى حطب يغذون بها نيران الحرب التي لا تشبع، و فور انتهائها كانوا ينتزعون منهم كل ما حصلوا عليه من غنائم و يجردونهم من كل الشارات و الأوسمة، يعيدونهم إلى قرى الصمت، يحفرون الترع العظمى و القنوات التي تصل بين القارات"،
وحديث الزعيم مصطفى "كل ما أردته يا عائشة هو أن نستعيد أسماءنا، أن يعرفوا أننا آدميون، لنا شخصياتنا المتفردة، و أحزاننا و مسراتنا، كنت أريد أن يتعرف المصريون هم أيضا على أنفسهم، إنها مأساة بابنتي أن تنظري في المرآة فلا ترين وجهك و لا تتعرفين عليه، كنت أريد أن يشعر المصريون بوجودهم، و ألا يموتوا بهذه الكثافة، لقد ماتوا و هم يحفرون القناة، و ماتوا في حرب عرابي، و ماتوا من الفيضانات و الأوبئة و الكوارث، ولا احد يهتم بموتهم، لأنهم يتحولون من شخصيات إلى أرقام، لا مصائر للأرقام، و لا دية لها، و لا حتى وقفة عابرة للتأمل أو الرثاء...يجب أن يعرف الجميع أننا لسنا أعشابا برية تنمو على ضفة النيل، أريدهم فقط أن يعرفوا أننا بشر..لنا ذواتنا المستقلة، و شخصياتنا المتفردة..و لسنا مجرد أرقام.."،
و أخيرا الجملة الصارخة للمثال محمود مختار بعد خروجه من السجن "لن ينصلح شيء، هذا البلد عفن، شممت رائحة عفنه في السجن، و عرفت أنه لن يستيقظ أبدا، سيظل مقموعا و مضطهدا، و غائبا عن وعيه، لا يوجد فيه سبب للحياة، كل ما فيه يدعو للموت!".
الأمر الثاني الملفت في هذه الرواية أن البطلة "عائشة" كانت دائما جسرا لتحقيق مآرب غيرها، فقد كانت وسيلة لباشا المنيا للتقرب إلى اللورد، ثم صارت "منفضة" شهوات عمها المنحرف، ثم عين "كارتر" السحرية التي قادته إلى كشفه الأثري المهم الذي انتشله من غياهب النسيان وخلد اسمه.
والخيانة قصة متكررة في السرد، فعم "عائشة" يخون أباها ثم أمها ثم يخونها ويغتصبها، و "رزق" حارس الدير يخون الأمانة مع الأخت "مارجرت"، والانجليز يخونون المصريين مرارا و تكرارا، و المصريون يخونون أنفسهم و جدودهم وميراثهم على الدوام، و "حور محب" و "توت عنخ آمون" يخونان "إخناتون"، وابنة "إخناتون" تخون زوجها و عرشها وبلدها تلبية لشهواتها المحبوسة، وأم إخناتون تخون زوجها و ابنها باسم "آمون"، و"كارتر" يخون "عائشة" و"عائشة" تخون الذئاب التي حرستها منذ مولدها وتدفع ثمن ذلك.
ويلفت النظر علاقة "عائشة" مع الذئاب التي ظلت تحرسها منذ مولدها، ويحل الأديب اللغز في آخر الرواية حين نعلم أن الذئاب هي عشيرة "توت عنخ آمون" التي كانت تعلم أن "عائشة" ستكون سبب اكتشاف مقبرته وانتهاك حرمته ميتا بعد أن انتهكت و هو حي، وظلت تحميها طوال حياتها فلما دلت كارتر على المقبرة انقلبت عليها الذئاب. و لكن الكاتب وضعنا أما لغز آخر: لماذا حمت الذئاب "عائشة" طوال عمرها إن كانت تعلم بما قد تفعله في نهايتها؟، وإذا كانت الذئاب تريدها أن تصل إلى النتيجة التي وصلت إليها فلم قتلتها في النهاية؟ بمعنى آخر: هل خانت عائشة الذئاب أم خانتها الذئاب؟
بقي أن أشكر "محمد المنسي قنديل" على صوره الجميلة التي أبدعا أثناء السرد مثل وصفه للنيل"كان النيل نهرا من أغرب أنهار الدنيا...ينحدر من تلال أفريقيا البعيدة، مهيبا كملك، لا يأبه بالغابات الكثيفة، ولا بحرقة الصحراء الممتدة...ويمضي متفردا مثل شاعر حزين وسط مجاهل الصحراء...لا يهدأ ولا يأخذ سمة الوقار و العبوس إلا عندما يلمح رؤوس النخيل في جنوبي وادي مصر، أقدم نخيل عرفه بشر، يقف مزهوا على ضفاف النهر منذ آماد بعيدة، غرسه الفراعنة و شذبه الأقباط و أكل من بلحه جنود الرومان و عرف الفاتحون العرب أسرار فسائله فنشروها...ترتفع القواديس إلى أعلى حاملة دفقات سحرية من مياه النهر، ثم تلقي بها إلى القنوات التي تتفرع و تتفرع على وجه الأرض كشرايين الجسد، في وقت الفيضان تكون حمراء كالدم، و الأرض سوداء كالمسك، والزرع أخضر كالياقوت، و القمح اصفر كأحجار اليشب...و يصعد النخل كأذرع الآلهة القديمة، جذوره في رطوبة الطمي، بينما رأسه في وهج السماء...وتنفرط عقود الحمائم كي تملأ عيونها من مشهد المياه الزمردية قبل أن تؤوب إلى أعشاشها في كل مساء"،
و طيبة "هذه ليست صحراء..هنا ولد العالم..في البدء كان هناك شعاع ضوء و هبة من ريح و ذرات من غبار، و كان هذا الوادي مجرد بحيرة ماء مليئة بالطحلب الداكن و ممتدة حتى حافة الأفق، و هبط الإله حتحوت ليقوم بتجفيفها و لكنه ملّ ذلك سريعا، كان كل ما صنعه هو قطعة صغيرة من اليابسة، ثم وضع فوقها بيضة العالم، كان قد تصورها في خياله أولا، أطلق نبضة الخلق الأولى و بدأ الكون صيرورته، خرجت الشمس من إحدى أزهار اللوتس، و أطلق طائر البشاروش أول صيحة في السكون، وولد أول رجل من نطفة ثور وجاءت المرأة الأولى من قطرة ندى"،
وكذلك وصفه العجيب لاغتصاب عم "عائشة" إياها، هذا الوصف الذي جعلني أشعر بالحيرة التي شعرت بها عائشة بعد موت هذا العم، و التحول بين الغثيان و الصدمة و الاستمتاع و الأسف، ولكن في النهاية ترتاح بموت هذا العم الشاذ وتكره ذكراه من كل قلبها.
وكذا لا يمكن أن نغفل التصوير الحي لعملية الإجهاض العنيفة التي أجريت لعائشة في بيت "وش البركة" والذي يظهر أثر مهنة الكاتب الأصلية كطبيب و معرفته على دقة التصوير لهذا الإجراء الخطير.
في النهاية أوصي كل إنسان بقراءة هذا العمل القيم الذي يستحق بكل أصالة أن يصل إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية ويستأهل كل التكريم.
واختم بهذه الحكمة التي أوردها الكاتب على لسان "كارتر": الزمن لا يكتمل، و الحلم لا يدوم.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
يوم غائم في البر الغربي.
Sign In »
Quotes Ayman Liked

“الليل في مصر هو الأشد ظلمة من أي مكان آخر، خصوصا عندما يغيب القمر الشاحب، فالظلمة دائمة و الضوء طاريء، تراكمت ذراته الداكنة على ضفاف الوادي عبر آلاف السنين!”
― يوم غائم في البر الغربي
― يوم غائم في البر الغربي
Reading Progress
April 30, 2010
–
Started Reading
April 30, 2010
– Shelved
May 8, 2010
–
Finished Reading
May 12, 2010
– Shelved as:
arabic-booker-short-list
Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)
date
newest »

message 1:
by
Tasneem
(new)
-
rated it 5 stars
May 13, 2010 06:40AM

reply
|
flag