Sherif Metwaly's Reviews > ثلاثية غرناطة
ثلاثية غرناطة
by
منذ فترة ، ليست بالطويلة ، صارت لدى عادة فى القراءة
ألا وهى أن أضع نفسى مكان الكاتب ، أتخيل مايفعله ، ماذا يريد من هذه الرواية ، ماذا سيفعل فى عقل قارئها ، وماذا سيفعل فى قلبه.
عندما طبقت هذا هنا ، أدركت أن رضوى عاشور لم تكتب رواية تمر عليك هكذا كأى رواية ،كعادتها ،
بل تفننت فى كل كلمة وكل سطر ، بحثت وتمحصت فى التاريخ لتأتى للقارئ بخلاصة خلاصة خلاصة الوجع ، فسطرته على الورق لكى تعتصر قلوبنا على غرناطة وأهلها وماعانوه . تضع امامك الحقائق مفجعة ، فتتوالى عليك الصدمات تلو الأخرى فلاتدرى كيف تتصرف مع هذا الوجع ، هل تكتئب ، أم تبكى ؟
اذا فكرت فى البكاء تذكرت قول رقية فى رواية الطنطورية :-
أضحى البكاء مبتزلاً ، ربما لأن الدموع صارت تستحى من نفسها ، لامجال
.. لاحل سوى الاكتئاب إذاً .
*
هذه المناجاة بين مريمة وربها ، لو لم تكتب سواها رضوى ، لكفى بها سببا للبكاء
البكاء على الضعف ، وقلة الحيلة ، واليأس ، والحيرة .. كل هذا تمثل فى هذه المناجاه
اقرؤا هذه المناجاة مراراً .. ففيها خلاصة الوجع
*
يبدو أن القهر درجات ، والذل أنواع
القهر والذل الذى تعرض له المسلمون فى غرناطة لم أرَ مثله
تخيل معى العيش بهذه الأجواء
اجبار على ترك دينك والتنصّر ،
لاتملك الحق فى الصلاة كمسلم فأنت مجبر على حضور القداس فى الكنيسة ،
تترك أبواب البيوت مفتوحة ايام الخميس والجمعة للتأكد من عدم اتباع طقوس ليلة ويوم الجمعة،
ختان الذكور جريمة ،
مداواة المرضى سحر ،
تكفين الموتى وغُسلهم إثم .. تخيل أنك لاتهنأ بحياتك ولا مماتك ،
اللغة العربية جريمة يستحق من يتحدث بها القتل !!
هل تعتقد أن هذا كل شئ .. أبدا .. فبعد كل هذا تُطرد من بيتك وبلدك كالكلاب
والطرد والترحيل له شروطه هو أيضا .. إليك بعضها
أملاك الراحلين تُخصص للإقطاعيين ، ومن يتعمد اخفاء أملاكه أو حرقها ، يُعدم
يبقى من كل مائة من المرحلين ستة ليقوموا بأعمال الزراعة والبناء
بل تخيل معى الأدهى من ذلك
يُسمح ببقاء الأطفال دون الرابعة إن أراد أهلهم ذلك !!!
هذا التفنن فى القهر ، لاينبع من بشر بالتأكيد
القشتاليون لم يكونوا بشراً مثلنا ، او ربما خلقوا من طينة غيرنا
يستحيل أنهم كانوا مثلنا
****
حتى الآن ، لا أدرى ماذا كتبت فى السطور السابقة
بعد النهاية مع الرواية ، كالعادة قلت لن أستطيع أن أكتب ، ولكن الوجع بداخلى يستحيل كتمانه
ولاسبيل للتخفيف عن النفس إلا باخراج الكلام من داخلى
ربما كانت هذه الرواية أساساً نتيجة الوجع الذى شعرت به رضوى عاشور بعد اطلاعها على هذه المأساه ،فقررت مثلى أن تخرج وجعها ، فخرج الوجع منها ,, ليستقر بداخلنا
***
بعد النهاية بحثت عن تفاصيل أكثر على النت ، لم أحظ بالكثير من المعلومات
ربما تكون هذه الرواية قالت كل مايمكن قوله
ولكن مالفت نظرى هذه الصور لغرناطة
تخيلوا أننا خسرنا هذه الجنة ؟
والله الصور وحدها تجعلك تتحسر وتتألم على ضياع غرناطة والأندلس
السؤال هو:- أين كان العرب والمسلمون وقتها ؟
ثانية واحدة ،
ثانية أخرى
حسناً .. انا اسف على سخافة السؤال ؟
خرج منى بالفطرة
لماذا أسأل على العرب والمسلمون وقتها ؟
وأين هم العرب والمسلمون الآن من الاساس؟!!
أين هم من فلسطين وسوريا ومصر وتونس واليمن ولبنان
لم يعد يجدى السؤال ، يبدو أن كروشهم لم ولن تمتلئ ،
وسنظل نضيع هكذا بين الذل والقهر والظلم .. حتى الموت .. لأن القبور لن تنتهى أيضاً
****
ما كل هذه الثرثرة ؟
كلام كثير لم اذكر فيه حرفاً عن الرواية ذاتها وأحداثها وأشخاصها
هل يتوجب علىّ ذلك فعلا ؟ .. أنت تطلب المستحيل منى إذاً
فكيف تطلب منى أن أكتب لك عن مريمة هنا ؟ ، كيف سأتحدث وماذا سأكتب بالتحديد عنها
هل أكتب عن الذل وأنا أشعر الآن بالذل ؟
هل أكتب عن العجز وأنا وانتم سادة العاجزين ؟
فماذا اكتب عن الخمسمائة صفحة هذه
رضوى عاشور لم تكتب الرواية لنكتب عن مابداخلها .. رضوى عاشور كتبتها لنقرأها ، فنتذكر ، ونتحسر ، ونتألم ، فتخلد فى أذهاننا للأبد
هذا ما أرادته رضوى .. وهذا مايتوجب عليك كقارئ فعله . ان تدخل عالم الرواية بنفسك
*
يكفى هذا .. كفانا ألماً
دعونى اكتئب قليلاً فى صمت
أختم بالدعاء لروحك الطيبة يارضوى .. طاب مثواكِ ياعزيزة
by

منذ فترة ، ليست بالطويلة ، صارت لدى عادة فى القراءة
ألا وهى أن أضع نفسى مكان الكاتب ، أتخيل مايفعله ، ماذا يريد من هذه الرواية ، ماذا سيفعل فى عقل قارئها ، وماذا سيفعل فى قلبه.
عندما طبقت هذا هنا ، أدركت أن رضوى عاشور لم تكتب رواية تمر عليك هكذا كأى رواية ،كعادتها ،
بل تفننت فى كل كلمة وكل سطر ، بحثت وتمحصت فى التاريخ لتأتى للقارئ بخلاصة خلاصة خلاصة الوجع ، فسطرته على الورق لكى تعتصر قلوبنا على غرناطة وأهلها وماعانوه . تضع امامك الحقائق مفجعة ، فتتوالى عليك الصدمات تلو الأخرى فلاتدرى كيف تتصرف مع هذا الوجع ، هل تكتئب ، أم تبكى ؟
اذا فكرت فى البكاء تذكرت قول رقية فى رواية الطنطورية :-
أضحى البكاء مبتزلاً ، ربما لأن الدموع صارت تستحى من نفسها ، لامجال
.. لاحل سوى الاكتئاب إذاً .
*
" ماعدنا نطيق ، والله ماعدنا نطيق ، فلماذا تبلونا بكل هذا البلاء؟. هل طلبنا منك الكثير؟ ، لم أطلب جاهاً ولا مالاً ، ماطلبت سوى أن أكحِّل قبل الموت عينى برؤية الصغار ، وأن أُدفن بعد الموت ، بما شرَّعته من غُسل وكفن وآيات من آياتك تُقرأ فى العلن علىّ ، فلماذا تضن وأنت الكريم ؟ ولماذا تستبد وتقهر وتتجبّر ، وأنت الرحمن الرحيم ؟ .... هل أتى أجدادنا جرماً تعاقبنا نحن عليه؟ ، أم أنك خلقت الكون للبشر بخيرهم وشرّهم يسيّرونه على هواهم كيفما يكون ؟ ، ولماذا تتركهم مادمت تعرف هواهم هكذا ، شرس ولعين ؟ "
هذه المناجاة بين مريمة وربها ، لو لم تكتب سواها رضوى ، لكفى بها سببا للبكاء
البكاء على الضعف ، وقلة الحيلة ، واليأس ، والحيرة .. كل هذا تمثل فى هذه المناجاه
اقرؤا هذه المناجاة مراراً .. ففيها خلاصة الوجع
*
يبدو أن القهر درجات ، والذل أنواع
القهر والذل الذى تعرض له المسلمون فى غرناطة لم أرَ مثله
تخيل معى العيش بهذه الأجواء
اجبار على ترك دينك والتنصّر ،
لاتملك الحق فى الصلاة كمسلم فأنت مجبر على حضور القداس فى الكنيسة ،
تترك أبواب البيوت مفتوحة ايام الخميس والجمعة للتأكد من عدم اتباع طقوس ليلة ويوم الجمعة،
ختان الذكور جريمة ،
مداواة المرضى سحر ،
تكفين الموتى وغُسلهم إثم .. تخيل أنك لاتهنأ بحياتك ولا مماتك ،
اللغة العربية جريمة يستحق من يتحدث بها القتل !!
هل تعتقد أن هذا كل شئ .. أبدا .. فبعد كل هذا تُطرد من بيتك وبلدك كالكلاب
والطرد والترحيل له شروطه هو أيضا .. إليك بعضها
أملاك الراحلين تُخصص للإقطاعيين ، ومن يتعمد اخفاء أملاكه أو حرقها ، يُعدم
يبقى من كل مائة من المرحلين ستة ليقوموا بأعمال الزراعة والبناء
بل تخيل معى الأدهى من ذلك
يُسمح ببقاء الأطفال دون الرابعة إن أراد أهلهم ذلك !!!
هذا التفنن فى القهر ، لاينبع من بشر بالتأكيد
القشتاليون لم يكونوا بشراً مثلنا ، او ربما خلقوا من طينة غيرنا
يستحيل أنهم كانوا مثلنا
****
حتى الآن ، لا أدرى ماذا كتبت فى السطور السابقة
بعد النهاية مع الرواية ، كالعادة قلت لن أستطيع أن أكتب ، ولكن الوجع بداخلى يستحيل كتمانه
ولاسبيل للتخفيف عن النفس إلا باخراج الكلام من داخلى
ربما كانت هذه الرواية أساساً نتيجة الوجع الذى شعرت به رضوى عاشور بعد اطلاعها على هذه المأساه ،فقررت مثلى أن تخرج وجعها ، فخرج الوجع منها ,, ليستقر بداخلنا
" لم تعُد غرناطة لنا يا على ،لم يعد فيها سوى أقليات تشظت .غرناطة العرب صارت كالغانية ترقص وتتعهر إرضاءً لأسيادها لأنها خائفة . احذر القشتاليين ياعلى ، ولكن احذر العرب أكثر "
" المشكلة ياولد أن قادتنا كانوا أصغر منا . كنا أكبر وأعفى وأقدر ولكنهم كانوا القادة ، انكسروا فانكسرنا "
***
بعد النهاية بحثت عن تفاصيل أكثر على النت ، لم أحظ بالكثير من المعلومات
ربما تكون هذه الرواية قالت كل مايمكن قوله
ولكن مالفت نظرى هذه الصور لغرناطة
تخيلوا أننا خسرنا هذه الجنة ؟
والله الصور وحدها تجعلك تتحسر وتتألم على ضياع غرناطة والأندلس
السؤال هو:- أين كان العرب والمسلمون وقتها ؟
ثانية واحدة ،
ثانية أخرى
حسناً .. انا اسف على سخافة السؤال ؟
خرج منى بالفطرة
لماذا أسأل على العرب والمسلمون وقتها ؟
وأين هم العرب والمسلمون الآن من الاساس؟!!
أين هم من فلسطين وسوريا ومصر وتونس واليمن ولبنان
لم يعد يجدى السؤال ، يبدو أن كروشهم لم ولن تمتلئ ،
وسنظل نضيع هكذا بين الذل والقهر والظلم .. حتى الموت .. لأن القبور لن تنتهى أيضاً
****
ما كل هذه الثرثرة ؟
كلام كثير لم اذكر فيه حرفاً عن الرواية ذاتها وأحداثها وأشخاصها
هل يتوجب علىّ ذلك فعلا ؟ .. أنت تطلب المستحيل منى إذاً
فكيف تطلب منى أن أكتب لك عن مريمة هنا ؟ ، كيف سأتحدث وماذا سأكتب بالتحديد عنها
هل أكتب عن الذل وأنا أشعر الآن بالذل ؟
هل أكتب عن العجز وأنا وانتم سادة العاجزين ؟
فماذا اكتب عن الخمسمائة صفحة هذه
رضوى عاشور لم تكتب الرواية لنكتب عن مابداخلها .. رضوى عاشور كتبتها لنقرأها ، فنتذكر ، ونتحسر ، ونتألم ، فتخلد فى أذهاننا للأبد
هذا ما أرادته رضوى .. وهذا مايتوجب عليك كقارئ فعله . ان تدخل عالم الرواية بنفسك
*
"هل فى الزمن النسيان حقاً كما يقولون؟ ليس صحيحاً. الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه ،يوماً أو ألف عام فتجده فى قاع النهر يلتمع .لايفسد الماء سوى المعدن الرخيص ، يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ . لايسقط الزمن الأصيل فى حياة الإنسان .يعلو موجه صحيح ، يدفع إلى القاع ، يغمر ، ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء ، وحبات اللؤلؤ تتلألأ فى المحار . لايلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع ،وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة فى القاع ، غارقة ."
يكفى هذا .. كفانا ألماً
دعونى اكتئب قليلاً فى صمت
أختم بالدعاء لروحك الطيبة يارضوى .. طاب مثواكِ ياعزيزة
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ثلاثية غرناطة.
Sign In »
Reading Progress
August 10, 2014
– Shelved as:
to-read
August 10, 2014
– Shelved
February 20, 2015
– Shelved as:
مكتبتي-العزيزة
May 12, 2015
– Shelved as:
رضوى-عاشور
Started Reading
August 1, 2015
–
Finished Reading
August 22, 2015
–
23.9%
"تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح ، ثم يأتى ماهو أعتى وأشد فيصغر مابدا كبيراً وينكمش متقلصاً فى زاوية القلب والحشا"
page
120
August 23, 2015
–
39.84%
"فى وحشة سجنك ترى أحبابك أكثر ، لأن فى الوقت متسعاً أ ولأنهم يأتونك حدباً عليك فى محنتك ، ويتركون لك أن تتملّى وجوههم ماشئت وإن طال تأملك"
page
200
August 24, 2015
–
73.71%
"يكفى ماعنايته من وجع فيما قرأته اليوم ، بعض الراحةوالا سأصاب باكتئاب ... يارب هوّن"
page
370
August 25, 2015
–
79.68%
"أحياناً أقول إن الحياة تقسو بلا معنى ولاضرورة ، وأحياناً أقول حظنا منها ، وإن ساء ، أقل قسوة من الآخرين ، أقل بكثير"
page
400
August 25, 2015
–
94.62%
"أىّ رابطة تربط الجسد العارى النحيل لمسيحٍ تبكيه أمه بالأسياد ومُلّاك الأرض والضرائب والمكوس والملك وديوان التحقيق ، وما نحن فيه من عذاب ؟!"
page
475
August 25, 2015
– Shelved as:
أجمل-ما-قرأت
Comments Showing 1-27 of 27 (27 new)
date
newest »

message 1:
by
JooDy
(new)
-
rated it 5 stars
Aug 25, 2015 04:09PM

reply
|
flag

ضاعت غرناطة للأسف بعد كل الرقيّ إللي كان فيها ،ضاعت ..."
تسلمى يارضوى
ده من ذوقك والله
بنتعلم منك :D
غرناطة ضاعت زى ماحاجات كتير أوى ضاعت من تاريخنا وحياتنا ولسة ياما هيضيع .. لطفك بينا يارب

ان شاء الله :)


رواية لاتُنسى
حاولى قرائتها فى أقرب وقت
وشكرا على كلامك
تسلمى :)

سمعت عن هالروايه الكثير من فتره طويله ، م فكرت اقراها ابداً او حتى اعرف من كاتبها ، بقرائتي لتعليقك ، مالاقي حالي الا محملاها ومتشوقه جدا لقرائتها ،
شي رائع جدا. تواجد امثالك في هذا الموقع:)

سمعت عن هالروايه الكثير من فتره طويله ، م فكرت اقراها ابداً او حتى اعرف من كاتبها ، بقرائتي لتعليقك ، مالاقي حالي الا محملاها ومتشوقه جدا..."
شئ أجمل أن يوجد جمال كجمال كلامك
تسلمي يا ريهانا ، كلامك أسعدني للغاية :)
الرواية فعلا عظيمة و مؤلمة
هي و رواية الطنطورية من أعظم ما كتبت رضوى عاشور

غفلة لا يعلم نهايتها سوى رب العزة يا انتصار
نسأل الله عز وجلّ أن يغفر لنا تقصيرنا ويسامحنا على قلة حيلتنا
وينتقم من كل حاكم ظالم بائع لعرض وطنه وشعبه